رحمه الله وغفر له ولسائر أموات المسلمين ..
منتصف الشهر ... تاريخ له حكاية ..
سأحاول أن ألملم شتاتها هنا ... وأتحدى عجزي عن الكتابة وصمت حروفي ..
.
.
ذات ليلة .... رأيت فيما يرى النائم .. ورقة من تقويم التاريخ .. منتصف شهر فبراير .... وأذكر أن الحلم كان به حلوى كثير ...!
.
.
عندما صحوت من نومي ... تسائلت .. ماذا يعني منتصف شهر فبراير !! ...
وعندما عرفت انه " عيد الحب" عند الغرب .. ابتسمت .. !!
ابتسمت لأني عرفت أنني على موعد مع أحلى أيام العمر ...
.
.
مرت شهور ... ونسج القدر أجمل وأغرب قصة لقاء بيننا .... تفيض بالصدفة والإنسانية ...
لم أفاجأ عندما عرفت تاريخ ميلاده ... منتصف فبراير ... !!
ولم أفاجأ عندما اكتشفت أنه مثلي يهوى تصوير القمر منتصف كل شهر ...
مثلي ... يستمتع بالجلوس وحده ليلا ... يراقب السماء ... ويطرب بالسكون في صحراءه التي اعتاد السهر بها وحيدا .... !
.
.
عندما دارت بنا عجلة الحياة فجأة ... وفرقتنا بقوة وقسوة ..
عندما حرم علينا الكلام والوصل ... وجدته بأخلاق الفرسان يبتعد بصمت وكبرياء ...
.
شعرت بصبره وألمه وجرحه دون أن يتكلم ..
بارتباطنا الروحي شعرت ذلك ...
.
.
ذات ليلة .. ذات حالة ضعف .. وبعد فراق طوييل ... أتعبني فيه الحنين والشوق ...
قررت اختراق القانون ... والخروج عن الممنوع ..
فأرسلت له صورة القمر .. من سمائي ...
فهم الرسالة .. قرأها كما أردتها .. " لم أنساك "
وجائني رده كما فهمته .. صورة للقمر من سمائه ..!!
صورة تقول " وانا أيضا لم انساك "
.
.
هكذا تراسلنا بعد فراق .. بلا حروف .. بالصور التي نطقت بألمنا ....
كان الرجوع الأول .. واللغة الأولى .. قبل أن نتكلم ونبوح بما فعلته الأيام ...
عندما رحل وغيبه الموت ... ..
قرأت كثيرا في كتابات الغربيين .. عن زيارة الأرواح لأحبابها .. ووجدت شيء مماثلا في بعض الروايات الإسلامية .. !!
ثمة أمل في هذا .. جعلني أحدق بالأشياء حولي .. ابحث عن روحه ... ستزورني روحه لأنها توأم روحي ... متطابقتان تماما ...
.
.
انا وهو لسنا كباقي البشر ..
نحن نقرأ صمتنا ... نفكر بذات الشيء بذات اللحظه .. .. . ثمة أمور تشبه المعجزات الصغيرة بيننا ... انا وهو روح واحده ..
.
.
منتصف الشهر الأول منذ وفاته ...
كنت أحدق بآخر صورة للقمر أرسلها لي من الصحراء ..
كانت ليلة ظهور القمر العملاق ..
أذكر فرحته وهو يترقب الحدث الكوني الذي لا يتكرر إلا سبعين عام.. كفرحة الطفل بيوم العيد ..
.
.
كتبت له وأنا أنظر للصورة ... " لن أنساك .. ما تعاقب الليل والنهار " ..
فجأة ...
أحسست بشيء ما ...
فكتبت .. اعرف انك تقرأ ما أكتب ...
وكانت المفاجأة أن صورة القمر بين يدي أصبحت في لحظة تشع نورا يخفت ويسطع بصورة غريبة .. واستمر ذلك لمدة دقيقة !
كتبت له وأنا أبكي ... سمعت ردك ..
لم أكن واهمه ابدا ... ما حدث لم يكن انعكاسات الضوء على الصورة .. تأكدت من ذلك في حينها ..
كان قرص القمر يكبر ويصغر بالصورة .. وضوئه يخفت ويشع بشكل متتالي عجيب...
كان قمر منتصف الشهر يتكلم ...
هي إشارة روحه ... التي سألت الله أن يريني إياها ...
.
.
سؤالي لكم جميعا ... هل استقبل أحدكم إشارات من أرواح حبيبه رحلت ؟
الله الله الله يا أم عبدالله
الله على احساسج على روحج على كل ومضة مررت عليها هنا
ويقولون ربما سيدة الشبكة لا والله تعقب
من تكتب ما كتبته أم عبدالله فوق هي السيدة
هي سيدة الحرف والمعنى
سيدة البوح والوفاء
سيدة المنطق النظيف الذي لم نقرأ مثله منذ زمن بعيد
ي الغالية ابهرتيني في رصف الجمل تبارك الله
ومتعتيني بالمضمون
من أنت ؟؟
يا عز الكلمات ⚘
نفتقد أم عبدالله