الامارات العربية المتحدة ( اسم على غير مسمى )!
دفع بي الفضول الى التعرف على دولة الامارات العربية المتحدة التي تُضفى عليها من قبل البعض هالة من التعظيم والتفخيم السياسي والعسكري والاقتصادي والعمراني وما الى ذلك من معالم الدهاء والقوة والمكانة والقدرة المؤثرة في المحيط الخليجي والجوار العربي بل والأبعد من ذلك حسب عزف العازفين لهذه النغمة الاطرابية عن الامارات المتحدة !
ولعل أبرز ما لفت نظري ودفع بي الى التعمق في الشأن الاماراتي لأعرف أكثر عنه ، هو وصف الامارات بأنها القوة الأوحدية في المنطقة التي لها الرأي والأمر والقرار والبقية الخليجية تابعية ، حيث هي الرقم واحد في الحرب على اليمن ، ولولا مشاركتها لإنفض الجمع وفشل وانهزم من أول يوم تنسحب فيه الامارات من التحالف ، وهي التي انتزعت الجنوب اليمني ( بما يسمى تحريره من الحوثيين ومناصريهم ) وتمهد الامارات لإنفصاله عن الشمال تجاوزاً لرغبة السعودية وفرضاً عليها رغم أن القيادة مسجلة باسمها !
والامارات هي التي من خلال ولي عهدها الحاكم الفعلي لها ( محمد بن زايد ) تقود السعودية سياسياً وتوجهها اجرائياً لتنفيذ الرغبات الاماراتية الجامحة كمقاطعة وحصار قطر الذي يقال أنه بأمر من بن زايد أملاه على بن سلمان في سهرة ليلية صحراوية جمعتهما على ما لذ وطاب في البر الخلاّب ! ويقال أن الامارات وراء الاطاحة بالقذافي ومرسي وما زالت تحلم وتسعى لإسقاط بشار الأسد ، وهو الحلم الذي صرفت السعودية عنه النظر حيث استعصى عليها واستعسر !
ومما سلف يتبادى للقارئ وكأن هذه الامارات تفوق أمريكا من جميع النواحي بحيث لا تعصى في أمر ولا يرفض لها طلب ، الى درجة أن السعودية ذات العراقة القبلية والكثرة الشعبية والمساحة الجغرافية والحماية الأمريكية والوفرة البترولية ، تتودد وتتذلل للإمارات العربية المتحدة وتتجنب اغضابها حتى لو أهانتها ( أي الامارات تهين السعودية ) كما فعل محمد بن زايد حين أمر محمد بن سلمان بأن يطرد محمد بن نايف من ولاية العهد ويضعه تحت الاقامة الجبرية بإجراء تعسفي ظالم وسابقة مهينة لم يسبق أن مورست مع أمير سعودي يعزل من منصبه ، حيث جرت العادة أن يقال " بناء على طلبه " فالسعودية تخشى أن تنسحب الامارات من الحرب على اليمن وتخشى من أن تعيد العلاقة مع قطر وترفع الدعم عن السيسي وهذه الأوراق مهمة جداً للسعودية وبدون الامارات لا تستطيع المحافظة عليها وستخسرها وينكشف الضعف السعودي الذي يتوارى - الآن - خلف الساتر الاماراتي !
الآن - أيها الكرام - تعالوا نلقي نظرة على التكوين الاماراتي لعلنا نستكشف مكمن القوة التي تنفرد بها هذه الدولة الخليجية التي تجمع بين التقوى والبغاء !
تتكون دولة الامارات العربية المتحدة من العرقيات التالية :
19% إماراتيون ( مواطنون )
50% جنوب آسيا
23% إيران
8% شرق آسيا
والملاحظ هنا ثلاث نقاط :
1 - أقلية فاضحة لأبناء البلد ( الاماراتيين )
2 - أغلبية مخيفة ( جنوب آسيا ) بحيث لوطالبت هذه الأغلبية بملكية الأرض ( الدولة ) لتم لها ذلك بإستفتاء ترعاه الأمم المتحدة كما حصل في تيمور الشرقية !
3 - أغلبية ايرانية مقارنة مع النسبة الاماراتية ( 23% ايرانيون ) و ( 19% اماراتيون )
والسؤال هو : كيف يكون لـ محمد بن زايد عين ودم وجه حين يطالب القطريين بقطع العلاقات مع الايرانيين وهو الذي تعتبر بلاده مستعمرة ايرانية من حيث التواجد الايراني بأغلبية فاضحة ؟!
أليس الأولى بصاحب أبراج المخمرة والمدعرة التي يديرها بعض الايرانيين لصالح بن زايد ، أن ينظف بلده مِمّا يعتبره عيباً عند الأخرين حتى يكون له وجه ومصداقية اذاما طالب الأخرين بتصحيح ما يعتبره خطأ لديهم ؟!