من كتب التاريخ والجغرافيا والرحالة العرب القدماء ..الاهواز ليست عربية..

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
لوحظ في الفترة الاخيرة كثرة تداول موضوع الاهواز او الاحواز على كلام البعض
و بالعودة الى الكتب و المصادر العربية القديمة للرحالة العرب و كتب التاريخ و الجغرافيا العربية القديمة نضع كل ما كتب تاريخيا عن الاهواز في الادبيات العربية القديمة كانت توجد تحت اسم خوزستان:

..........

خوزستان

قال قدامه بن جعفر:

من شليل الى خوزستان تسعة فراسخ و من خوزستان الى اربهشت آباذ أربعة فراسخ و من اربهشت آباذ الى كريركان سبعة فراسخ و من كريركان الى بابكان سبعة فراسخ و من بابكان الى الخان سبعة فراسخ و من الخان الى مدينة أصبهان سبعة فراسخ.


قال الاصطخري:
و أما حدود خوزستان فإن شرقيّها حد فارس و أصبهان و بينها و بين حدّ فارس من حدّ أصبهان نهر طاب و هو الحدّ إلى قرب مهروبان، ثم يصير الحد بين الدّورق و مهروبان على الظهر إلى البحر، و غربيّها حدّ رستاق واسط و دور الراسبىّ و شماليها حدّ الصّيمره و كرخا و اللّور، حتى يتصل على حدود الجبال إلى أصبهان، على أنه يقال إن اللّور كانت من خوزستان فحوّلت إلى الجبال و حدّ خوزستان مما يلى فارس و أصبهان و حدود الجبال و واسط على خط مستقيم فى التربيع، إلا أن الحدّ الجنوبى من عبّادان إلى رستاق واسط يصير مخروطا، فيضيق فى التربيع عما قابله و فى حدّ الجنوب أيضا- من حدّ عبادان على البحر إلى حدّ فارس - تقويس يسير فى الزاويه، فينتهى هذا الحدّ الجنوبى إلى شىء من البحر، ثم إلى دجله حتى يجاوز بيان، ثم ينعطف وراء المفتح و المذار إلى أن يتصل برستاق واسط من حيث ابتدأنا. وأما ما يقع فيها من المدن فانها كور، منها الأهواز و اسمها هرمز شهر و هى الكوره العظيمه التى ينسب إليها سائر الكور و عسكر مكرم و تستر و جنديسابور و السّوس و رامهرمز و سرّق و كل ما ذكرنا من كوره فهى اسم المدينه، غير سرّق فإن مدينتها الدّورق و هى المعروفه بدورق الفرس و إيذج و نهر تيرى و حومه الزّط و الخابران و هما واحد و حومه البنيان و سوق سنبيل و مناذر الكبرى و مناذر الصغرى و جبّى و الطّيب و كليوان فهذه مدن لكل مدينه كوره و من مدنها المعروفه المشهوره بصنّى و أزم و سوق الأربعاء و حصن مهدى و باسيان و بيان و سليمانان و قرقوب و متّوث و برذون و كرخا. و خوزستان فى مستوى و أرض سهله و مياه جاريه، فمن أكبر أنهارها نهر تستر. و هو النهر الذي بنى عليه سابور الملك شاذروان بباب تستر، حتى ارتفع ماؤه إلى أرض المدينه، لأن تستر على مكان مرتفع من الأرض، فيجرى هذا النهر من وراء عسكر مكرم على الأهواز، حتى ينتهى على نهر السّدره إلى حصن مهدى و يقع فى البحر، و يجرى من ناحيه تستر نهر المسرقان حتى ينتهى إلى عسكر مكرم سفلىّ الأهواز و آخره بالأهواز لايتجاوزها، فإذا انتهى إلى عسكر مكرم فعليه جسر كبير نحو عشرين سفينه، تجرى فيه السفن العظام و قد ركبته أنا من عسكر مكرم إلى الأهواز و المسافه ثمانيه فراسخ، فسرنا فى الماء سته فراسخ، ثم خرجنا و سرنا فى وسط النهر، و كان الباقى من هذا النهر إلى الأهواز طريقا يابسا، و لايضيع من هذا الماء شىء و إنما تسقى به أراضى قصب السكر و ما فى أضعافه من النخيل و الزروع و ما بخوزستان كلها على كمال عمارتها بقعه هى أعمر و أزكى من المسرقان و مياه خوزستان من الأهواز و الدورق و تستر و غير ذلك مما يصاقب هذه المواضع كلها تجتمع عند حصن مهدى، فتصير هناك نهرا كبيرا، و يغزر و يصير له عرض ثم ينتهى إلى البحر و ليس بها بحر إلا ما تنتهى إليه زاويه من مهروبان إلى قرب سليمانان بحذاء عبادان فانه شىء يسير و هو من بحر فارس و ليس بجميع خوزستان جبال و لا رمال إلا شىء يسير، يتاخم نواحى تستر و جنديسابور و بناحيه إيذج و أصبهان و الباقى من خوزستان كأنه أرض العراق؛ وأما هواؤها و ماؤها و تربتها و صحه أهلها فإن مياهها طيّبه عذبه جاريه و لاأعرف بجميع خوزستان بلدا- ماؤهم من البئر، لكثره المياه الجاريه بها و أما ترابها فإن ما بعد عن دجله إلى ناحيه الشمال أيبس و أصح و ما كان إلى دجله أقرب فهو من جنس أرض البصره فى التسبّخ، و كذلك فى الصحه و نقاء البشره فى الناس فيما بعد عن دجله و أما المسرقان خاصه فإن بها رطبا يسمى الطنّ، يقال إن ذلك الرطب إذا أكله الإنسان و شرب عليه ماء المسرقان لم تخطئ منه الخمر و ليس بخوزستان موضع يجمد فيه الماء و لايقع فيه الثلج ولايخلو من النخيل و العلل بها كثيره و خاصه لمن انتابها. و أمّا ثمارهم و زرعهم فإن الغالب على بلاد خوزستان من الأشجار النخل و لهم عامه الحبوب من الحنطه و الشعير و الباقلاء و أكثر حبوبها بعد الحنطه و الشعير الأرز، فيخبزونه و هو لهم قوت و كذلك فى رستاق العراق و ليس من بلد ليس به قصب سكر من هذه الكور الكبار ولكن أكثر ما بها من السكر بالمسرقان و يقع جميعه إلى عسكر مكرم و ليس بعسكر مكرم فى القصبه كثير سكر و كذلك بتستر و السوس فإنه يتخذ منه السكر و القصب فى سائر المواضع إنما هو للأكل دون أن يتخذ منه السكر و عندهم عامه الثمار لايكاد يخطئهم إلا الجوز و ما لايكون إلا ببلاد الصرود. و أما لسانهم فإن عامتهم يتكلمون بالفارسيه و العربيه، غير أن لهم لسانا آخر خوزيا، ليس بعبرانى ولاسريانى و لا فارسى؛ و زيهم زى أهل العراق فى الملابس من القمص و الطيالسه و العمائم و فى أضعافهم من يلبس الأزر و الميازر و الغالب على أخلاقهم سوء الخلق و المنافسه فيما بينهم فى اليسير من الأمور و شده الامساك و الغالب على خلقهم صفره اللون و النحافه و خفه اللحى و الضخامه و وفور الشعر فيهم أقل مما فى غيرهم من المدن و هذه صفه عامه الجروم. و أما ما ينتحلونه من الديانات فإن الغالب بخوزستان الاعتزال و الغلبه عليهم دون سائر النحل و فى سائر كورهم من أهل الملل نحو ما فى سائر الأمصار. و أما الخاصيات بها فإن عندهم بتستر الشّاذروان الذي بناه سابور و هو من أعجب البناء و أحكمه، بلغنى أن امتداده يقرب من ميل، قد بنى بالحجاره كله حتى تراجع الماء فيه و ارتفع إلى باب تستر و لهم بالسوس- بلغنى والله أعلم- أن تابوتا وجد فى أيام أبى موسى الأشعرى، فذكروا أنّ فيه عظام دانيال النبي عليه السلام ودكان أهل الكتاب يديرونه فى مجامعهم و يتبركون به و يستسقون المطر به إذا أجدبوا، فأخذه أبو موسى و عمد إلى نهر على باب السوس فشق منه خليجا و جعل فيه ثلاثه قبور مطويه بالآجر و دفن ذلك التابوت فى أحد القبور، ثم استوثق منها كلها و عمّاها، ثم فتح الماء حتى غلب زيد النهر الكبير على ظهر تلك القبور و النهر يجرى عليها إلى يومنا هذا و من نزل إلى قعر الماء وجد تلك القبور. و لهم بناحيه آسك متاخما لأرض فارس جبل، تتقد منه نار أبدا لا تنطفىء و يرى منه الضوء بالليل و الدخان بالنهار و هو فى حدّ خوزستان، و يشبه فيما أظن أنه عين نفط أو زفت أو غيره مما تعمل فيه النار، فوقع فيه على قديم الأيام نار، فعلى قدر ما تخرج يحترق أبدا فيما أحسبه، من غير أن رأيت فيه علامه لذلك و لا سمعت به و أنا أقوله ظنا؛ و لهم بعسكر مكرم صنف من العقارب صغار على قدر ورق الانجذان تسمى الجرّاره، قلّ من يسلم من لسعها و هى أبلغ فى القتل من بعض الحيّات و أما تستر فإن بها يتخذ الديباج الذي يحمل إلى الدنيا و كسوه مكه من الديباج يتخذ بها و بها للسلطان طراز؛ و أما السوس فإنه تعمل بها الخزور و منها تحمل إلى الآفاق و بالسوس صنف من الأترجّ شمّامات ذكيه كالأ كف بأصابعها، لم أر مثلها فى بلدان الأترجّ ؛ و بقرقوب السّوسنجرد الذي يحمل إلى الآفاق و بها و بالسوس طراز للسلطان و ببصنّى تعمل الستور التى تحمل إلى الآفاق، المكتوب عليها عمل بصنّى و قد تعمل ببرذون و كليوان و غيرهما من تلك المدن ستور يكتب عليها بصنّى و تدلّس فى ستور بصنى إلا أن المعدن بصنّى و برامهرمز من ثياب الإبريسم ما يحمل منها إلى كثير من المواضع و يقال إن مانى بها قتل و صلب و يقال إنه مات فى محبس بهرام حتف أنفه، فقطع رأسه و أظهر قتله.
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
قال ابن حوقل:

و أمّا حدود خوزستان و محلّها ممّا يجاورها من البقاع المضافه اليها و المصاقبه لنواحيها فإنّ شرقيّها حدّ فارس و اصبهان و بينها و بين حدّ فارس من حدّ اصبهان نهر طاب و هو الحدّ الى قرب مهروبان و لهذا النهر رستاق كبير و ناحيه واسعه و هو نهر عميق عليه جسر من خشب معلّق بين السماء و الماء و بينه و بين الماء نحو عشر أذرع يعبر عليه سيّاره تلك الناحيه و المجتازون بها، ثمّ يصير الحدّ بين الدورق و مهروبان على الظهر الى البحر و غربيّها حدّ رستاق واسط و أعمالها و دور الراسبى و شماليّها حدّ الصيمره و الكرج و اللور حتّى يتّصل على حدود الجبال الى اصبهان على أنّه يقال أنّ اللور و أعمالها كانت من خوزستان فحوّلت الى الجبال و حدّ خوزستان ممّا يلى فارس و اصبهان و حدود الجبال من واسط على خطّ مستقيم فى التربيع إلّا أنّ الحدّ الجنوبىّ من حدّ عبّادان الى رستاق واسط يصير مخروطا فيضيق فى التربيع عمّا قابله و فيه من حدّ الجنوب أيضا من حدّ عبّادان على البحر الى حدّ فارس تقويس يسير فى الزاويه و ينتهى هذا الحدّ آخذا الى المغرب ذاهبا الى الدجله حتّى يجاوز بيان ثمّ ينعطف من وراء المفتح و المذار الى أن يتّصل برستاق واسط من حيث ابتدائه، و الصوره التى فى بطن هذه الصفحه صوره خوزستان:
إيضاح ما يوجد فى صوره خوزستان من الأسماء و النصوص، قد رسم البحر فى الزاويه اليسرى من أعلى الصوره على شكل نصف دائره و يصبّ فى البحر نهر دجله آتيا من اليمين و على هذا النهر ابتداء من اليمين مدينه واسط و فى الجانب الآخر واسط مرّه ثانيه، ثمّ تتشعّب من أعلى النهر شعبه كتب عندها نهر معقل و يمرّ على خطّ مدوّر بمدينه البصره الى أن تصبّ فى البحر عند عبادان فى موضع مصبّ دجله و يأخذ من حذاء البصره نهر الابله الذي ينتهى الى عمود دجله عند مدينه الابله المشكّله من جانبيه و تجاه الابلّه على دجله مدينه بيان ثمّ عند مصّها سليمانان و كتب ابتداء من عند بيان حدّ خوزستان على خطّ مستطيل يأخذ أوّلا الى وسط الطرف الأيمن ثمّ يوازى هذا الطرف الى أسفل الصوره ثمّ يوازى الطرف الأسفل ثمّ يعطف الى الأعلى راجعا الى البحر و يوازى كلمه حدّ عن أعلى يمينه كتابه صوره خوزستان و تبتدئ من عند واسط الى الأسفل كتابه سواد واسط و الراسبى، ثمّ يوازى القسم الأسفل من الحدّ حدود الجبال و بعد ذلك موازيا لآخر الحدّ الى الفوق نواحى فارس و يأخذ من وسط أسفل الصوره نهر تستر واردا الى البحر و كتب عند مصبّه الدجله الهوزا و عن يمين هذا النهر فى أسفل الصوره مدينه كرجه ثمّ على النهر تستر ثمّ جندى سابور ثمّ هرموز ثمّ جبى و بحذاء تستر يتشعّب من هذا النهر نهر المسرقان مارّا بمدينه عسكر مكرم ثمّ يعطف الى اليمين راجعا الى عمود نهر تستر عند النصف الأيسر من هرموز و كتب مقابلا لهرموز الى الأسفل الشاذروان، ثمّ من أعلى هرموز على عمود النهر سوق الأربعاء و يوازى نهر تستر فى القسم الأيمن من الصوره نهر السوس عليه مدينه السوس و عن يسار نهايته نهر تيرى و يقع عن يمين نهر السوس من المدن قرقوب، الطيب، متوث، برذون، بصنى و يصبّ فى نهر تستر بقرب فوّهته نهر آخر يأتى من اليسار عليه الباسيان من الجانبين ثمّ الدورق و على الطريق الآخذ من الدورق الى اليسار ديرا و اسك و يمتدّ الطريق الآخذ من الطيب عند الحدّ الأيمن على قرقوب و السوس و جندى سابور و عسكر مكرم الى رام هرمز ثمّ الى سنبيل على الحدّ الأيسر و فى الساحه من تحت هذا الطريق مدينتا اربق و ايذج. و هذه مواقع خوزستانوما ارتفع فى كورها من مدنها: و الاهواز مدينه تعرف بهرموز شهر و هى الكوره العظيمه و الناحيه الجسيمه التى ينسب اليها سائر المدن و الكور [ و الآن فقد خرب أكثرها و انجلى أهلها و صارت مدينه عسكر مكرم أكثر عماره منها ] و عسكر مكرم و تستر و جندى سابور و السوس و رام هرمز و السّرق و كلّما ذكرته من كوره فهو اسم المدينه غير السرق فإنّ مدينته الدورق و هى المعروفه بدورق الفرس و ايذج و نهر تيرى و حومه الزطّ و الجائزان و هما واحد و حومه الثيّنان و سوق سنبيل و مناذر الكبرى و مناذر الصغرى و جبّى و الطيب و كليوان؛ فهذه مدن و لكلّ مدينه كوره و من مدنها المشهوره المعروفه فى جميع الأرض بصنّى المذكوره على ستورها المجلوبه الى جميع أقاليم الدنيا، وازم و سوق الأربعاء و حصن مهدىّ و الباسيان و بيان و سليمانان و قرقوب و متوث و برذون و كرجه و هى جميع ما لها من المنابر و خوزستان أجمعها فى مستواه من الأرض سهله ذات مياه جاريه و أكبر أنهارها نهر تستر و هو النهر الذي بنى عليه سابور الملك الشاذروان بباب تستر حتّى ارتفع ماؤه الى المدينه لأنّ تستر على نشز مرتفع عمّا داناها من الأرض فيجرى هذا النهر من وراء عسكر مكرم على الاهواز حتّى ينتهى الى نهر السدره الى حصن مهدىّ و يقع فى البحر و يجرى من ناحيه تستر نهر المسرقان حتّى ينتهى الى عسكر مكرم [ و يشقّها بنصفين] و يتّصل بالاهواز و آخره الأهواز لايجاوزها و إذا انتهى الى عسكر مكرم فعليه جسر كبير نحو عشرين سفينه [ و على نهر المسرقان فى وسط عسكر مكرم قنطره حسنه محكمه البناء بالجصّ و الآجرّ عريضه جدّا و فى هذه القنطره سوق و دكاكين و مسجد حسن نزه] و تجرى فيه السفن العظام و ركبته من عسكر مكرم الى الاهواز و المسافه عشره فراسخ فسرنا فى الماء ستّه فراسخ ثمّ خرجنا و سرنا فى وسط النهر و كان الباقى من هذا النهر الى الاهواز طريقا يابسا لأنّ ذلك كان فى آخر الشهر و القمر فى نقصانه فنقص الماء عن ملء النهر من قبل المدّ و الجزر اللذين ينقصان و يزيدان بزياده القمر و لن يضيع من هذا الماء شىء بوجه من الوجوه بل يسقى به أراضى قصب السكّر و ما فى أضعافه من النخيل و الزروع و غير ذلك و ليس بخوزستان كلّها على كمال عمارتها بقعه هى أعمر من المسرقان و مياه خوزستان من الاهواز و الدورق و تستر و غير ذلك ممّا يصاقب هذه المواضع كلّها تجتمع عند حصن مهدىّ فيفيض هناك بعد أن يغزر و يكثر و يصير له عرض ما يقارب الفرسخ و ينتهى الى البحر و ليس بخوزستان بحر إلّا ما ينتهى اليها من زاويه من حدّ مهروبان الى قرب سليمانان بحذاء عبّادان و هو شىء يسير من بحر فارس و ليس بجميع خوزستان جبال و لارمال إلّا شىء يسير يتاخم نواحى تستر و جندى سابور و ناحيه ايذج و اصبهان و باقى خوزستان كأرض العراق، فأمّا هواؤها و تربتها و صحّه أهلها فإنّ مياهها طيّبه عذبه جاريه و لاأعرف بجميع خوزستان بلدا ماؤه من البئر لكثره المياه الجاريه بها و أمّا تربتها فما بعد من الدجله الى ناحيه الشمال فهو أيبس و أصحّ و ما كان الى الدجله أقرب فهو من جنس أرض البصره فى التسبّخ و كذلك الصحّه و نقاء البشره فى أهلها فيما بعد عن الدجله و أمّا المسرقان خاصّه ففيه رطب يعرف برطب الطن و يقال أنّ ذلك الرطب إذا أكله الإنسان و شرب عليه ماء المسرقان لم يخطئه رائحه فيه من رائحه الخمر العتيق و ليس بخوزستان موضع يجمد فيه الماء و لايقع فيه الثلج و لايخلو من النخيل و العلل بها كثيره و خاصّه لمن انتابها و طرأ عليها و ثمارهم و زروعهم فالغالب منها فى غلّاتهم النخل و لهم عامّه الحبوب كالحنطه و الشعير و الفول و يكثر عندهم الأرزّ حتّى أنّهم ليطحنونه و يخبزونه و يأكلونه و هو لهم قوت [و فيهم من تعوّد أكل خبز الأرزّ طول السنه حتّى إذا أكل خبز الحنطه أخذه المغس و وجع البطن و ربّما يموت منه] و كذلك رساتيق العراق و ليس من بلد ليس به قصب سكّر فى جميع هذه الكور الكبار التى تقدّم ذكرها و أكثر ذلك بالمسرقان و يقع أكثره الى عسكر مكرم و ليس بالعسكر فى القصبه كثير سكّر و لا بتستر و يتّخذ الكثير منه بالسوس و فى سائر المواضع للأكل من القصب ما يسدّ الحاجه و يزيد و عندهم عامّه الثمار و لا يكاد يخطئهم من الثمار غير الجوز و ما لا يكون إلّا ببلاد الصرود. و أمّا لسانهم فإنّ عامّتهم يتكلّمون بالفارسيّه و العربيّه غير أنّ لهم لسانا آخر خوزيّا ليس بعبرانىّ و لا سريانىّ و لا فارسىّ و زيّهم زىّ أهل العراق فى الملابس من القمص و الطيالسه و العمائم و فى أضعافهم من يلبس الأزر و الميازر و الغالب على أخلاقهم الشراسه و المنافسه فيما بينهم فى اليسير من الأمور و الشدّه و الإمساك و الغالب على خلقهم صفره الألوان و النحافه و خفّه اللحى و وفور الشعر فيهم أقلّ ممّا فى غيرهم من المدن و هذه صفه عامّه الجروم، و أمّا ما ينتحلونه من الديانات و المذاهب
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
فالغالب عليهم الاعتزال والغلبه لأهله دون سائر النحل والقول بالوعد والوعيد فيهم أكثر منه فى جميع الخلق أظهر على الحقيقه وصدق النيّه، وليس فى جميع موازين الأرض الحبّه مجزّأه على أربعه أجزاء إلّا بالعسكر و يقال لكلّ جزء منها تومنه و فى عوامّهم و أهل مهنهم من الرياضه بالكلام و العلم به و بوجهه ما يضاهون به الخواصّ من أرباب البلدان [ و علمائهم و لقد رأيت حمّالا عبر و على رأسه و قر ثقيل أو على ظهره و هو يساير حمّالا آخر على حاله و هما يتنازعان فى التأويل و حقائق الكلام غير مكترثين بما عليهما فى جنب ما خطر لهما] و من الخاصّيّات عندهم ما تقدّم ذكره من الشاذروان الذي بناه سابور و هو من أعجب البناء و أحكمه و طوله نحو الميل قد رصّ بالحجاره و رصف كلّه حتّى تراجع الماء فيه و ارتفع الى باب تستر و بنهر السوس تابوت دانيال النّبيّ عليه السلم و بلغنى أنّ أبا موسى الأشعرىّ وجده و كان أهل الكتاب يديرونه فى مجامعهم و يتبرّكون به و يستسقون المطر إذا أجدبوا فأخذه أبو موسى و شقّ من النهر الذي على باب السوس خليجا و جعل فيه ثلثه قبور مطويّه بالآجرّ و دفن ذلك التابوت فى أحد القبور ثمّ استوثق منها كلّها و عمّاها ثمّ فتح الماء حتّى قلب ذلك الثرى الكثير على ظهور تلك القبور و النهر يجرى عليهم الى يومنا هذا و يقال أنّ من نزل الى قعر الماء وجد تلك القبور و لهم بناحيه آسك متاخما لأرض فارس جبل تتّقد فيه النار ليلا و بالنهار يرمى بالدخان لايطفأ أبدا كالبركان الذي بنواحى صقلّيه فى وسط البحر صورته هذه الصوره و جبل النار المحاذى لطبرمين من أرض صقلّيه أيضا و سرنجلوا و هى جزيره تجاه أرض قلوريه ذات جبل لاتنقطع نارها ليلا و لادخانها نهارا و أكثرها نارا و أغزرها بعد جبل النار المحاذى لطبرمين البركان جزيره ذات جبل بهذه الصوره و يذكر أنّه عين كبريت أو نفط ممّا تعمل فيه النار و قد وقعت فيه على قدم الأيّام فعلى قدر ما تخرج تحترق أبدا و قدرأيت جميع النيران التى بصقلّيه و ما شاهدتها من قرب و إنّما ذكرته و عليه حسبانا و توهّما لا بالحقيقه.




و بعسكر مكرم من العقارب صغار على قدر ورقه الانجذان و صفرتها فسمّى الجرّاره و قلّ من يسلم من لسعها إذا لذعته و هى أبلغ فى القتل من بعض الأفاعى القاتله و أمضى سمّا و يتّخذ بتستر الديباج الذي يحمل الى جميع الآفاق و كان تعمل بها كسوه الكعبه للبيت الحرام الى أن افتقر السلطان و حلّت به الرحمه فسقطت عنه عند ذلك فريضته و يكون بتستر لجميع من ملك العراق طراز و صاحب يستعمل له ما يشتهيه و يعمل بالسوس الخزوز الثقيله و منها تحمل الى الآفاق و بالسوس صنف من الأترجّ شمّامات ذكيّه كالأكفّ بأصابعها و ليست إلّا بمصر منها الشيء القليل و بقرقوب السوسن جرد الذي يحمل الى الآفاق و بالسوس و بها طرز للسلطان و ببصنّى تعمل الستور المشهوره فى جميع الأرض المرقوم عليها عمل بصنّى و قد تعمل ببرذون و كليوان و غيرهما من المدن ستور يكتب عليها بصنّى و تدلّس [ فى ستور بصنّى ] و برامهرمز من ثياب الابريسم ما يحمل الى كثير من المواضع و يقال أنّ مانى بها قتل و صلب و يقال أنّه مات فى محبس بهرام حتف أنفه فقطع رأسه و أظهر قتله و جندى سابور مدينه خصبه واسعه الخير و بها نخل و زرع كثير و مياه و قطنها يعقوب بن الليث الصفّار لخصبها و اتّصالها بالمير الكثيره فمات بها و قبره بها و بنهر تيرى ثياب تشبه ثياب بغداذ و تحمل اليها فتدلّس بها و تقصر هناك و تحمل جهازا الى جميع الآفاق فلاشكّ فيها و هى حسنه و جبّى مدينه و لها رستاق عريض مشتبك العماره بالنخيل و قصب السكّر و غيرهما و منها أبو علىّ الجبّائىّ [ الشيخ الجليل إمام المعتزله و رئيس المتكلّمين فى عصره]، ثمّ تتّصل زاويه من خوزستان بالبحر فيكون لها خور [يخاف] على سفن البحر إذا انتهت اليه و ربّما غرق فيه الكثير منها و ذلك لما يستجمع من مياه خوزستان بحصن مهدىّ فيتّصل بالبحر و يعرض هناك حتّى ينتهى فى طرفه المدّ و الجزر و يتّسع حتّى كأنّه البحر و إذا عصفت فيه الرياح محن و اضطرب و يزيد على الفرسخ و يتّخذ بالطيب تكك تشبه الأرمنىّ و قلّ ما تتّخذ بمكان من الإسلام بعد ارمينيه أحسن أو أفخر منها و إن كان ما يعمل بسجلماسه من جنسها لكنّه لايبلغ القيمه و لايدانيها و لايقاربها فى الحسن و هى مدينه طيّبه مقتصده يعمل بها الأكسيه و البرّكانات و اللور بلد بذاته خصب و الغالب عليه هواء الجبل و كان من خوزستان فضمّ الى أعمال الجبال و له باديه و إقليم و رساتيق الغالب عليه الأكراد و هو بجوارهم خصب و بمصاقبتهم رطب و سنبيل كوره متاخمه لفارس و كانت مضمومه اليها من أيّام محمّد بن واصل الى آخر أيّام السجزيّه فحوّلت الى خوزستان و الزطّ و الجائزان كورتان متجاورتان كثيرتا الدخل و الثيّنان متاخمه للسردن من أرض فارس و حدّ اصبهان و هواؤها هواء الصرود و ليس بخوزستان رستاق يقارب الصرود غير الثيّنان و آسك قريه ليس بها منبر و حولها نخيل كثيره و بها كانت للأزارقه الوقعه التى يقال أنّ أربعين من الشراه قتلوا فيها نحو ألفى رجل من الجند اتّبعوهم من البصره فأتوا عليهم و الدوشاب الآسكى الذي يحمل الى العراق مشهور بالجوده و يفضل على كلّ دبس من الرجانىّ و غيره وأمّا مناذر الكبرى و الصغرى فكورتان عامرتان أيضا بالنخيل و الزروع و لهما ارتفاع كثير و لأربابهما فى الديوان محلّ ليس يدانى رفعه و جلاله.

قال ابن حوقل :
المسافات خوزستان: وأمّا المسافات بها فإنّ من خوزستان الى العراق طريقين شارعين أحدهما الى البصره ثمّ الى بغداد و الآخر الى واسط ثمّ الى بغداد، فأمّا طريق البصره فإنّك تأخذ من الرجان الى آسك قريه مرحلتين خفيفتين ثمّ الى ديرا مرحله و ديرا قريه ثمّ منها الى الدورق مرحله و الدورق مدينه كثيره الأهل و هى مدينه الرستاق المعروف بسرق ثمّ من الدورق الى خان من دونها ينزله السابله يعرف بخان مزدويه ثمّ الى الباسيان مدينه وسطه فى الحال عامره يشقّها نهر فتصير نصفين مرحله و من الباسيان الى حصن مهدىّ مرحلتان و فيها منبر و يسلك بينهما فى الماء و كذلك من الدورق الى الباسيان فيسلك فى الماء و هو أيسر من البرّ و من حصن مهدىّ الى بيان مرحله على الظهر و ببيان منبر و قدانتهيت الى آخر حدود خوزستان و بيان على دجله فيركب منها الى حيث أراد المرء فإمّا الى الابلّه فى الماء و من شاء على الظهرالى أن يحاذى الابلّه ثمّ يعبر اليها، و أمّا الطريق على واسط الى بغداد فإنّ من الرجان الى سوق سنبيل مرحله و منها الى رامهرمز مرحلتان ثمّ من رامهرمز الى عسكر مكرم ثلث مراحل و من عسكر مكرم الى تستر مرحله و من تستر الى جندى سابور مرحله و من جندى سابور الى السوس مرحله و من السوس الى قرقوب مرحله و من قرقوب الى الطيب مرحله و يتّصل بعمل واسط و من العسكر الى واسط طريق أخصر من هذا الطريق و لايمرّ على تستر و إنّما ذكرت هذا المسلك لأنّى قصدت ذكر المسافه ما بين المدن و لم أرد نفس الطرق الى بغداذ فكان هذا أجمع لما أردته، و من العسكر الى ايذج أربع مراحل و من العسكر الى الاهواز مرحله و [من الاهواز] الى ازم مرحله و من الاهواز الى الدورق أربع مراحل و من عسكر مكرم الى الدورق نحو أربع مراحل [و من الاهواز الى رامهرمز نحو ثلاث مراحل أيضا ] لأنّ الاهواز و عسكر مكرم فى سمت واحد و رامهرمز منهما كإحدى زوايا المثلثه و من عسكر مكرم الى سوق الأربعاء مرحله و من تعدّى سوق الأربعاء الى حصن مهدىّ سار مرحله، و من الاهواز الى نهر تيرى يوم و من السوس الى بصنّى أقلّ من مرحله و من السوس الى برذو مرحله خفيفه، و من السوس الى متّوث مرحله، [فهذه جميع المسافات بها] و أمّا ارتفاعها فإنّى حضرتها سنه ثمان و خمسين و هى بيد أبى الفضل الشيرازىّ بثلثين ألف ألف درهم دون زياده الصنجه و حقّ بيت المال.
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
قال صاحب حدود العالم:

خوزستان و مدنها:

بلاد شرقيها حدّ فارس و حدود أصفهان؛ و جنوبيها البحر و شي‏ء من حدّ العراق؛ و غربيها شي‏ء من حدود العراق و سواد بغداد و واسط؛ و شماليها مدن بلاد الجبال.
و هي بلاد عامرة و أكثر نعمة من كل البلاد المتصلة بها. و فيها أنهار عظيمة و مياه جارية، و سواد نزه و جبال ذات نعم. يرتفع فيها السكر و الثياب المختلفة و الستر و السوسنجرد و التكك و الأترج و التمر. و أهلها متنافسون فيما بينهم و بخلاء.

قال المقدسي:

أسواق على أيّام الجمعه بخوزستان.


قال المقدسي:

وأسفلها قوما و اشرّهم أصلا و فصلا خوزستان.


قال المقدسي :

خوزستان و جبال:
و وقعت خوزستان و الجبال على تخوم العراق الشرقيّه و طائفه من الجبال و إقليم الرحاب على تخوم اقور الشرقيّه و وقعت فارس و كرمان و السند خلف خوزستان على صفّ واحد البحر جنوبيّها و المفازه و خراسان شماليّها و تاخمت السند و خراسان من قبل الشرق بلدان الكفر و تاخمت الرحاب بلد الروم من قبل الغرب و الشمال.




قال المقدسي ضاً:

اقليم خوزستان:

هذا إقليم أرضه نحاس نباتها الذهب، كثير الثمار و الارزاز و القصب و فيه الانجاص و الحبوب و الرطب و الأترنج الفائق و الرمّان و العنب، نزيه طيّب أنهاره عجب، بزّه الديباج و الخزّ و الرقاق من القطن و القزّ، معدن السكّر و القند و الحلواء الجيّده و عسل القطر، به تستر التي اسمها في المشرقين و العسكر التي تميّز الدولتين و الأهواز المشهوره في الخافقين، و بصنّا الّتي ستورها في الدنيا الى سدره المنتهى، و مثل خزّ السّوس لاترى و مع هذا به معادن النفط و القار و مزارع الرياحين و الأطيار، ثم واسطه بين فارس و العراق به كانت وقائع الإسلام و ثمّ معارك القوم و قبر دانيال لايخلو من فقيه و استاذ و لا في الثمانيه أفصح منهم لغات، به الدواليب الظريفه و الطواحين الغريبه و الأعمال العجيبه، و الخصائص الكثيره و المياه الغزيره، دخله كان يعضد الخليفه، و له آئين و طيبه، لم يطب لي في الثمانيه غيره، فما اجلّه من إقليم لولا اهله و ما أحسن قصباته لولا مصره، لانّه يعنى الأهواز مزبله الدنيا و اهله فمن شرّ الورى، و سنذكر فيه كلّ خبر روى أو مثل ضرب قال ابن مسعود رضي الله عنه سمعت النبيّ صلى الله عليه و سلم يقول لا تناكحوا الخوز فانّ لهم اعراقا تدعو الى غير الوفاء و قال عليّ بن ابى طالب رضي الله عنه ليس على وجه الأرض شرّ من الخوز و لم يكن منهم نبيّ قطّ و لا نجيب و قال عمر رضي الله عنه ان عشت لابيعنّ الخوز و لاجعلنّ أثمانهم في بيت المال و في حكايه اخرى من كان جاره خوزيّا فاحتاج الى ثمنه فليبعه و سئل فقيه عن رجل حلف ان يطبخ شرّ الطيور بشرّ الحطب و يطعمه شرّ الناس قل ينبغي ان يطبخ رخمه بحطب الدّفلى و يطعمه خوزيّا و لا تراهم مع تلك الأموال الجمّه و التجارات العجيبه و الصناعه النفيسه عندهم من التمييز و التدبير ما عند غيرهم إذا ترعرع أولادهم طرحوهم في الغربه و أبلوهم بالاسفار و الكسب فيتيهون من بلد الى بلد و لاحظّ لهم في علم و لاأدب و الخوز ما علا عن الأهواز لأنّ أكثر أهل الأهواز ناقله من البصره و فارس و كنت يوما أسير مع ابى جعفر بن محسن بالأهواز فشاجره بعض السوقه فقال له أنتم معاشر الخوز لاخير فيكم فقال له السوقىّ الخوز ما كان فوق الأهواز مثل العسكر و جنديسابور و السّوس و امّا نحن فعراقيّون، و سمعت انّ أهل بصنّا و بيروت و ما يقع في ذلك الصقع لهم أذناب بين القبل و الدبر مثل الأصابع ألاترى انّ أهل العراق يقولون لهم في الشتيمه يا خوزىّ يا ذنبانىّ و الرجل الّذي وجد في الخوارج حين قاتلوا أمير المؤمنين عليّا رضي الله عنه و دلّ عليه و قال له ثدي كثدي النساء كان من هذه البقعه التي ذكرنا و تراهم مصفرّين من غير علّه أصحاب غلّ و حسد و غلوّ في المذهب غفر الله لنا و لهم و لا و أخذنا بما ذكرنا من عيوبهم فانّا لم نرد هتك سترهم و لا إبداء عيوبهم ولكن أوضحنا ما روى فيهم عن النبيّ صلى الله عليه و سلم و أصحابه و هذا شكله و مثاله مبلغ جهدنا و غايه علمنا و باللَّه نستعين و نستوفق و نعتصم و نستهدي اعلم انّ هذا الإقليم كان يعرف قديما بالأهواز و سبع كورها و الآن قدتعطّلت بعض تلك الكور و اختلف في بعض و ناقض أصولنا بعض وقد قلنا انّ مثل الملوك في علمنا مثل الصحابه في علم الشريعه إذا قال أحدهم قولا لم يعلم له مخالف من الصحابه عمل بقوله و كان حجّه و كان عضد الدوله من اجلّه ملوك زمانه لأنّ له في الإسلام آثارا و عجائب ألا ترى الى مدنه التي بناها و أنهاره التي كراها و الأسماء التي اخترعها و الأشياء التي ابتدعها و قد كان يسمّى هذا الإقليم سبع الكور و تعارف الناس ذلك فاتّبعناه في ذلك إذ لم نجد له مخالفا فاوّلها من قبل الجبال السّوس ثم جنديسابور ثم تستر ثم عسكر مكرم ثم الأهواز ثم رامهرمز ثم الدّورق هذه الأسامي تجمع الكور و القصبات و هنّ قليلات المدن و الإقليم قريب الاطراف.
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
قال المقدسي:

جمل شئون هذا الإقليم:
هو إقليم حارّ مياهه معتدله الّا ماء جنديسابور فانّه مع صحّته خشن و هواء السوس غير صحيح و كلّما قرب من دجله بغداد فهو اصحّ و به نخل كثير و ليس به جبل شاهق و لارمل دهس الّا بين البذان و نهر تيري و لايقع به ثلج و لايتجلّد الماء الّا بسواد رامهرمز و يشقّ أكثره الأنهار يجرى في جميعها السفن، قليل النصارى غير كثير اليهود و المجوس و به مذكّرون لهم جلبه و ادنى صيت و به متقرّءون الّا الأهواز و رباطات و تصوّف الّا العسكر و قبلتهم غير صحيحه بخاصّه بصنّا و لمّا عدت منه الى البصره قال لي اصدقاى يمزحون أعد الصلوات التي صلّيتها بخوزستان فإنهم يصلّونها الى غير القبله و مذاهبهم مختلفه هو أكثر الإقليم معتزله اما العسكر فكلّهم و أكثر أهل الأهواز و رامهرمز و الدورق و بعض أهل جنديسابور و اما السوس و اجنادها فحنابله و حبّيّه و نصف الأهواز شيعه و به أصحاب ابى حنيفه كثير و لهم فقهاء و ائمّه و كبراء و بالأهواز مالكيّون و لمّا دخلت السوس قصدت الجامع في طلب شيخ اسمع منه شيئا من الحديث و عليّ جبّه صوف قبرصيّه و فوطه بصريّه فدفعت الى مجلس الصوفيّه فلمّا قربت منهم لم يشكّوا إلّا و أنا صوفىّ فتلقّونى بالترحيب و التحيّه و أجلسوني فيما بينهم و جعلوا يسألوننى ثم بعثوا رجلا فأتى بطعام فجعلت انقبض عن الاكل و ما كنت صحبت هذه الطائفه قبل ذلك فجعلوا يتعجّبون من انقباضى و عدولي عن رسومهم و قد كنت أحبّ ان أخالط هذه الطائفه و اعرف طريقتهم و اعلم حقائقهم فقلت في نفسي هذا و قتك هذا موضع أنت به مجهول فانبسطت اليهم فكشفت ثوب الحياء عن وجهي فمرّه كنت اراسلهم و كرّه ازعق معهم و تاره اقرأ لهم القصائد و اخرج معهم الى الرباطات و اذهب الى الدعوات حتّى و الله حللت من قلوبهم و قلوب أهل البلد بحيث لا غايه و وقع لي بها اسم و قصدني الزوّار و حملت الىّ الثياب و الصرر و كنت آخذه و ادفعه اليهم برمّته في الوقت لأنّي كنت غنيّا في وسطى نفقه وافره و انا كلّ يوم في دعوه و اىّ دعوه و كانوا يظنّون انّى افعله زهدا و جعل الناس يتمسّحون بى و يذيعون خبري و يقولون لم نر فقيرا قطّ أفضل من هذا حتّى إذا وقفت على سرائرهم و عرفت ما أردت منهم هربت منهم في سجوّ ليله فأصبحت و قد قطعت أرضا فبينا انا يوما بالبصره و عليّ ثوبي و غلام يتبعني إذا رآني رجل منهم فوقف ينظر الىّ شبه المتعجب فجزت عليه شبه المنكر و رسومهم لا يتطلّس الّا وجيه أكثرها ارديه مربّعه و العوامّ بالمناديل و الفوط و لهم لباقه و إذا صلّى الامام الغداه بجوامعهم اجتمع عليه الناس فختم بهم و دعا و كذلك بشيراز و الخطباء به يلبسون الاقبيه و المناطق على رسم العراق و لا يهلّلون بعد الجمعه و يلتفت الخطيب يمينا و شمالا و يضجّون بالدعاء خلف الصلوات على رسم الشام و مصر، و يدخلون الحمّامات بلاميازر و يكثرون خبز الا رزّ و ركوب البقر و وضع حباب الماء في الشوارع و الطرق بين الأجناد على كلّ فرسخ و ربّما حمل اليها الماء من بعد و رسومهم قريبه من رسوم العراق يختارون ما كبر من الفصوص و جلّ من اللؤلؤ و لا يرى في الإسلام اصحّ من موازين العسكر ثم الكوفه و التجارات به مفيده لأنّ كلّ سكّر تراه ببلدان الأعاجم و العراق و اليمن فمن ثمّ يحمل و يرتفع من تستر الديباج الحسن و الأنماط و ثياب مرويّه حسنه و فواكه كثيره و من السوس السكّر الكثير و بزّ و الخزوز و من العسكر مقانع القزّ تحمل الى بغداد و بزّ جيّد له بقاء و ثياب القنّب و المناديل و غير ذلك ممّا يرتفق به أهل الأهواز و ستور بصنّا و أنماط قرقوب معروفه و تعمل بنواحي واسط ستور يكتب عليها ممّا عمل ببصنّا و تخرج خروجها و ليست مثلها و يعمل بالأهواز فوط من القزّ حسنه تلبسها النساء و يعمل بنهر تيري أزر كبار و لهم خصائص ليس مثل مري جنديسابور و حلواء الإقليم و خزّ السوس غير العمائم لأنّ سكب الكوفه لا نظير له و سكّر العنب و ببصنّا الأنماط و الستور الجيّده و بقول حسنه و دستنبوى تستر و قصب السوس و رطب نهر تيري في غايه الجوده و يقع عصبيات في الأهواز بين المروشيّين و هم شيعه و بين الفضليّين و هم سنّه حروب و بين أهل البذان و بصنّا و بين أهل تستر و العسكر و بين أهل تستر و السوس عصبيّات من أجل تابوت دانيال عم و ذلك انّهم ذكروا لمّا ظهر قبر دانيال عم جعل في تابوت فكان يحمل الى المواضع يستسقى به قالوا فتباعد التابوت عنّا ثمّ عاد الى تستر فضبطوه فبعثنا اليهم عشره من المشايخ رهائن الى وقت ردّه فلمّا حصلوه شقّوا له هذا النهر و بنوا هذا الأزج و خلّوا عليه الماء و بقي اولائك الرهائن عندهم فمن ثمّ وقعت بيننا هذه العصبيّات و من أجل هذا ذهب قدر مشايخنا الى اليوم و من الإقليم في اللحم و السمك غير الأهواز اربعه أرطال و من الخبز مكّىّ و من الأهواز بغداديّ في كلّ شيء و نقودهم مثل المشرق الذهب بالدوانيق كلّ دانق ثمان و أربعون تمونه و هي الارزّه و كلّ ألف درهم وزنت بأصفهان فإنها تنقص بتستر خمسه و عشرين ثمّ التستريّه تزيد على الاهوازيّه بستّه دراهم و كلّ مائه دينار وزنت بقزوين فإنها تزيد بتستر خمسه و اربعه دوانيق و كلّ مائه درهم وزنت بخراسان نقصت بخوزستان درهمين و ليس يعرفون القيراط و مكاييلهم المكّوك و الكرّ و المختوم و الكفّ و القفيز فمكّوك جنديسابور ثلاثه أمناء و نصف و الكرّ اربعمائه و ثمانون و مختوم الأهواز صاعان و هو ثلاثه اكفّ و القفيز سبعه أمناء من الحنطه و كرّهم ألف و مائتان و خمسون منا حنطه و يكون الفا من الشعير و ليس في أقاليم الأعاجم أفصح من لسانهم و كثيرا ما يمزجون فارسيّتهم بالعربيّه و يقولون اين كتاب وصلا كن واين كار قطعا كن و أحسن ما تراهم يتكلّمون بالفارسيّه حتّى ينتقلون الى العربيّه و إذا تكلّموا بأحد اللسانين ظننت انهم لايحسنون الآخر و في كلامهم طنين و مدّ في آخره و إذا قالوا اسمع قالوا ببخش و يسمّون الكباد خيمال و رءوس أهل رامهرمز مبلطحه و ليس لهم صفاء و لهم لسان لا يفهم، و أخبرنا ابو الحسن مطهر بن محمّد الرام هرمزىّ قال حدّثنا منصور بن محمّد قال حدّثنا إسحاق ابن احمد قال حدّثنا محمّد بن خالد بن إبراهيم قال حدّثنا ابو عصمه قال حدّثنا إسماعيل بن زياد قال حدّثنى مالك القطّان عن خليد عن عمران المقبريّ عن ابى هريره قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أبغض الكلام الى الله الفارسيّه و كلام الشياطين الخوزيّه و كلام أهل النار البخاريّه و كلام أهل الجنّه العربيّه و خراج الأهواز ثلاثون ألف ألف درهم و كانت الفرس تقسّط على جميع الإقليم خمسين ألف ألف درهم و اما المسافات تأخذ من السوس الى قرقوب مرحله ثم الى الطيّب مرحله و تأخذ من السوس الى بصنّا بريدين ثم الى البذان مثلها و تأخذ من جنديسابور الى اللّور مرحله ثم الى الدز مرحلتين ثم الى رايكان مرحله ثم الى كلبايكان 40 فرسخا مفازه ثم الى كرج ابى دلف مرحله و تأخذ من تستر الى قريه الرمل مرحله ثم الى بصنّا مرحله، و تأخذ من العسكر الى الحصن مرحله ثم الى الحصن أيضا مرحله ثم الى رامهرمز مرحله و تأخذ من العسكر الى تستر أو الى الأهواز مرحله مرحله و تأخذ من جنديسابور الى السوس أو الى تستر مرحله و من بيروت الى السوس أو البذان مرحله مرحله و تأخذ من الأهواز الى شوراب بريدا ثم الى مندم مرحله ثم الى قصبه الدورق مرحله و تأخذ من الأهواز الى سوق الأربعاء مرحله ثم الى حصن مهدىّ مرحله ثم الى فم العضدىّ مرحله ثم أنت في دجله العراق و تأخذ من حصن مهدىّ الى بيان في سبخه على الظهر مرحله و اعلم انّ نهر الأهواز و دجله يفيضان الى بحر الصين بينهما هذه السبخه و كان الناس في القديم يذهبون في النهر الى البحر ثم يعودون فيدخلون من البحر الى دجله ثم الى الأبلّه و كانوا على خطر و في تعب حتّى شقّ عضد الدوله نهرا عظيما من نهر الأهواز الى نهر دجله طوله اربعه فراسخ و الطريق اليوم فيه و تأخذ من الأهواز الى أجم مرحله ثم الى آزر مرحله ثم الى رامهرمز مرحله و تأخذ من الأهواز الى الدورق مرحله ثم الى خان مرحله ثم الى بصنّا مرحله ثم الى قريه الرمل مرحله ثم الى قرقوب مرحله و لها طريقان أخراوان، و تأخذ من الأهواز الى نهر تيري مرحله ثم الى نهر العبّاس مرحله ثم الى الخوزيّه مرحله ثم تركب الماء الى الأبلّه مرحله و تأخذ من الأهواز الى الاسحاقيّه مرحله ثم الى الجسر المحترق مرحله ثم الى حصن مهدىّ مرحله، و تأخذ من نهر العبّاس الى عسكر ابى جعفر مرحله ثم تعبر الى الأبلّه و هي طريق الدوابّ و تأخذ من رامهرمز الى سنبل مرحلتين ثم الى أرّجان مرحله و تأخذ من رامهرمز الى تيرم مرحله ثم الى غروه مرحله ثم الى البازير بريدين ثم الى إيذج مرحله ثم الى الدز مرحله و من الدز الى الدّولاب مرحله و من الرام الى الزّط مرحله و تأخذ من رامهرمز الى بده مرحله ثم الى جسر جهنّم مرحله.

قال ياقوت الحموي:

بضم أوله و بعد الواو الساكنه زاي و سين مهمله و تاء مثناه من فوق و آخره نون: و هو اسم لجميع بلاد الخوز المذكوره قبل هذا و استان كالنسبه في كلام الفرس، قال شاعر يهجوهم:


بخوزستان أقوام
عطاياهم مواعيد دنانيرهم بيض
وأعراضهم سود

و قال المضرّجي بن كلاب السعدي أحد بني الحارث بن كعب بن سعد بن زيد مناه بن تميم شهدوا وقائع المهلّب بن أبي صفره للخوارج فقال:


ألا يا من لقلب مستجنّ
بخوزستان قد ملّ المزونا لهان على المهلّب ما ألاقي،
إذا ما راح مسرورا بطينا ألا ليت الرياح مسخّرات
لحاجتنا، يرحن ويغتدينا

قال أبو زيد: و ليس بخوزستان جبال و لارمال إلا شيء يسير يتاخم نواحي تستر و جنديسابور و ناحيه إيذج و أصبهان و أما أرض خوزستان فأشبه شيء بأرض العراق و هوائها و صحتها، فإن مياهها طيبه جاريه و لاأعرف بجميع خوزستان بلدا ماؤهم من الآبار لكثره المياه الجاريه بها و أما تربتها فإن ما بعد عن دجله إلى ناحيه الشمال أيبس و أصحّ و ما كان قريبا من دجله فهو من جنس أرض البصره في السّبخ و كذلك في الصحه، قال: و ليس بخوزستان موضع يجمد فيه الماء و يروح فيه الثلج و لا تخلو ناحيه من نواحيها المنسوب إليها من النخل و هي وخمه و العلل بها كثيره خصوصا في الغرباء المتردّدين إليها و أما ثمارهم و زروعهم فإن الغالب على نواحي خوزستان النخل و لهم عامه الحبوب من الحنطه و الشعير و الأرز فيخبزونه و هو لهم قوت كرستاق كسكر من واسط و في جميع نواحيها أيضا قصب السكر إلا أن أكثره بالمسرقان و يرفع جميعه إلى عسكر مكرم و ليس في قصبه عسكر مكرم شيء كثير من قصب السكر و كذلك بتستر و السوس و إنما يحمل إليها القصب من نواح أخر و الذي في هذه الثلاثه بلاد إنما يكون بحسب الأكل لا أن يستعصر منه سكر و عندهم عامّه الثمار إلّا الجوز و ما لا يكون إلا ببلاد الصّرود.
و أما لسانهم فإن عامتهم يتكلمون بالفارسيه و العربيه، غير أن لهم لسانا آخر خوزيّا ليس بعبراني و لا سرياني و لا عربي و لا فارسي و الغالب على أخلاق أهلها سوء الخلق و البخل المفرط و المنافسه فيما بينهم في النزر الحقير و الغالب على ألوانهم الصّفره و النّحافه و خفّه اللحى و وفور الشعر و الضخامه فيهم قليل و هذه صفه لعامّه بلاد الجروم و الغالب عليهم الاعتزال و في كورهم جميع الملل و تتصل زاويه خوزستان هذه بالبحر فيكون له هور و الهور كالنهر يندّ من البحر ضاربا في الأرض تدخله سفن البحر إذا انتهت إليه، فإنه يعرض و تجتمع مياه خوزستان بحصن مهدي و تنفصل منه إلى البحر فتتصل به و يعرض هناك حتى ينتهي في طرفه المدّ و الجزر ثم يتسع حتى لايرى طرفاه، قالوا: و غزا سابور ذو الأكتاف الجزيره و آمد و غير ذلك من المدن الروميه فنقل خلقا من أهلها فأسكنهم نواحي خوزستان فتناسلوا و قطنوا بتلك الديار، فمن ذلك الوقت صار نقل الديباج التّستري و غيره من أنواع الحرير بتستر و الخزّ بالسوس و السّتور و الفرش ببلاد بصنا و متّوث إلى هذه الغايه و الله أعلم.
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
قال عبد المومن البغدادي:

بضمّ أوله و بعد الواو الساكنه زاى و سين مهمله و تاء مثناه من فوق و آخره نون و هو اسم لجميع بلاد الخوز، و هو نواحى أهواز بين فارس و واسط و البصره و جبال اللّوز المجاوره لأصبهان و استان فى كلام العجم كالنسبه.

قال الحموي:
في أرض عبادان في شرقي موضع دجلة و هي بلاد كبيرة و عمل فسيح و ماؤها صحيح، و هي سهلة الأرجاء كثيرة المياه و بلادها عامرة و قاعدة بلادها الأهواز و من بلادها عسكر مكرم و تستر و جنداسابور و رامهرمز و غيرها.
و بأرض خوزستان مياه جارية و أودية غزيرة و أنهار سائلة و أكبر أنهارها نهر تستر و يسمى دجيل الأهواز و هو نهر عجيب منبعه من جبال هنالك و عليه الشاذروان الذي أمر بعمله سابور الملك و هو من العجائب المشهورة فإنه بناء أمام تستر وثيق عال أقيم في صدر الماء سدّا وثيقا بالحجر و العمد، فارتدع به الماء حتى صار أمام تستر، لأن تستر في نشز من الأرض عال [ و الماء] مرتدع بين يديها و يجري هذا النهر من وراء عسكر مكرم و عليه هناك جسر كبير و تجري فيه السفن الكبار و يتصل بالأهواز.
و بين عسكر مكرم و الأهواز ثلاثون ميلا في الماء و لا يضيع شي‏ء من ماء هذا النهر إنما يتصرف كله في سقي الأرض و غلّات القصب و ضروب الحبوب و النخيل و البساتين و المزارع، و فيه المدّ و الجزر، و أهل خوزستان يتكلمون بالفارسيّة و العربيّة و لسان آخر يستعملونه بينهم، و زيّهم زيّ أهل العراق يلبسون القمص و الطيالسة و العمائم، و في أنفسهم و طباعهم الشرّ و التنافس بعضهم على بعض و في ألوانهم صفرة و سمرة.

قال ابن الوردي:

أرض خوزستان: و هي من بلاد الجبال و هي أرض سهلة معتدلة الهواء كثيرة المياه واسعة الخير و الخصب و بها مدن كثيرة و قرى عامرة. و من مدنها المشهورة الأهواز و هو القطر الكبير الواسع، المعمور النواحي و هي قاعدة هذه المملكة و بها أرزاق و خيرات زائدة الوصف و بها تعمل الثياب الأهوازية التي لا نظير لها في الدنيا و كذلك البسط و الحلل و الستور و ملابس و مراكيب الملوك، و بها يصنع كل نوع غريب.




فتح الاهواز:


قال البلاذري:

فتح كور الأهواز‏:

 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
قالوا: غزا المغيره بن شعبه سوق الأهواز فى ولايته حين شخص عتبه بن غزوان من البصره فى آخر سنه خمس عشره و أول سنه ست عشره فقاتله البيرواز دهقانها ثم صالحه على مال ثم أنه نكث، فغزاها أبو موسى الأشعرى حين ولاه عمر بن الخطاب البصره بعد المغيره، فافتتح سوق الأهواز عنوه و فتح نهرتيرى عنوه، و ولى ذلك بنفسه فى سنه سبع عشره.
و قال أبو مخنف و الواقدي فى روايتهما: قدم أبو موسى البصره فاستكتب زيادا، و اتبعه عمر بن الخطاب بعمران بن الحصين الخزاعي و صيره على تعليم الناس الفقه و القرآن، و خلافه أبى موسى إذا شخص عن البصره، فسار أبو موسى إلى الأهواز، فلم يزل يفتح رستاقا رستاقا و نهرا نهرا، و الأعاجم تهرب من بين يديه فغلب على جمع أرضها إلا السوس، و تستر و مناذر، و رامهرمز.
و حدثني الوليد بن صالح، قال: حدثني مرحوم العطار عن أبيه عن شويس العدوى، قال: أتينا الأهواز و بها ناس من الزط و الأساوره فقاتلناهم قتالا شديدا فظفرنا بهم فأصبنا سبيا كثيرا اقتسمناهم، فكتب إلينا عمر أنه لا طاقه لكم بعماره الأرض فخلوا ما فى أيديكم من السبي و اجعلوا عليهم الخراج فرددنا السبي و لم نملكهم. قالوا: و سار أبو موسى إلى مناذر، فحاصر أهلها فاشتد قتالهم فكان المهاجر بن زياد الحارثي أخو الربيع بن زياد بن الديان فى الجيش فأراد أن يشرى نفسه و كان صائما، فقال الربيع لأبى موسى: أن المهاجر عزم على أن يشرى نفسه و هو صائم، فقال أبو موسى: عزمت على كل صائم أن يفطر
أولا يخرج إلى القتال، فشرب المهاجر شربه ماء و قال: قد أبررت عزمه أميرى و الله ما شربتها من عطش، ثم راح فى السلاح فقاتل حتى استشهد أخذ أهل مناذر رأسه و نصبوه على قصرهم بين شرفتين، و له يقول القائل:
و فى مناذر لما جاش جمعهم
راح المهاجر فى حل بأجمال‏ و البيت بيت بنى الديان نعرفه
فى آل مذحج مثل الجوهر الغالي‏ و استخلف أبو موسى الأشعرى الربيع بن زياد على مناذر و سار إلى السوس، ففتح الربيع مناذر عنوه، فقتل المقاتله، و سبى الذريه و صارت مناذر الكبرى و الصغرى فى أيدى المسلمين، فولاهما أبو موسى عاصم بن قيس بن الصلت السلمى، و ولى سوق الأهواز سمره بن جندب الفزاري حليف الأنصار و قال قوم: أن عمر كتب إلى أبى موسى و هو محاصر مناذر يأمره أن يخلف عليها و يسير إلى السوس فخلف الربيع بن زياد.
حدثني سعدويه، قال: حدثنا شريك عن أبى إسحاق عن المهلب بن أبى صفره، قال حاصرنا مناذر فأصبنا سبيا، فكتب عمر: أن مناذر كقريه من القرى السواد فردوا عليهم ما أصبتم.
قالوا. و سار أبو موسى إلى السوس فقاتل أهلها ثم حاصرهم حتى نفد ما عندهم من الطعام فضرعوا إلى الأمان، و سأل مرزبانهم أن يؤمن ثمانون منهم على أن يفتح باب المدينه و يسلمها فسمى الثمانين و أخرج نفسه منهم فأمر به أبو موسى فضربت عنقه و لم يعرض للثمانين، و قتل من سواهم من المقاتله و أخذ الأموال و سبى الذريه، و رأى أبو موسى فى قلعتهم بيتا و عليه ستر فسأل عنه فقيل أن فيه جثه دانيال النبي عليه السلام و على أنبياء الله و رسله، فأنهم كانوا أقحطوا فسألوا أهل بابل دفعه إليهم ليستسقوا به ففعلوا، و كان بختنصر سبى دانيال و أتى به بابل فقبض بها، فكتب أبو موسى بذلك إلى عمر فكتب إليه عمر أن كفنه و أدفنه فسكر أبو موسى نهرا حق إذا انقطع دفنه ثم أجرى الماء عليه. حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: حدثنا مروان بن معاويه عن حميد الطويل عن حبيب عن خالد بن زيد المزني، و كانت عينه أصيبت بالسوس قال: حاصرنا مدينتها، و أميرنا أبو موسى فلقينا جهدا ثم صالحه دهقانها على أن يفتح له المدينه و يؤمن له مائه من أهله ففعل، و أخذ عهد أبى موسى، فقال له: أعزلهم فجعل يعزلهم و أبو موسى يقول لأصحابه:
إنى لأرجو أن يغلبه الله على نفسه فعزل المائه و بقي عدو الله، فأمر به أبو موسى أن يقتل فنادى: رويدك أعطيك مالا كثيرا فأبى و ضرب عنقه.
قالوا: و هادن أبو موسى أهل رامهرمز، ثم انقضت هدنتهم فوجه إليهم أبا مريم الحنفي فصالحهم على ثمانمائه ألف درهم.
حدثني روج بن عبد المؤمن، قال: حدثني يعقوب عن أبى عاصم الرامهرمزي، و كان قد بلغ المائه أو قاربها، قال: صالح أبو موسى أهل رامهرمز على ثمانمائه ألف أو تسعمائه ألف، ثم أنهم غدروا ففتحت بعد عنوه ففتحها أبو موسى فى آخر أيامه.
قالوا: و فتح أبو موسى سرق على مثل صلح رامهرمز، ثم أنهم غدروا فوجه إليها حارثه بن بدر الغدانى فى جيش كثيف فلم يفتحها، فلما قدم عبد الله بن عامر فتحها عنوه، و قد كان حارثه ولى سرق بعد ذلك، و فيه يقول أبو الأسود الدؤلي:
أحار بن بدر قد وليت أماره
فكن جرزا فيها تخون و تسرق‏ فإن جميع الناس: اما مكذب
يقول بما تهوى: و اما مصدق‏ يقولون أقوالا بظن و شبهه
فإن قيل هاتوا حققوا لم يحققوا و لا تعجزن فالعجز أسوء عاده
فحظك من مال العراقين سرق‏ فلما بلغ الشعر حارثه قال:
جزاك اله الناس خير جزائه
فقد قلت معروفا و أوصيت كافيا أمرت بحزم لو أمرت بغيره
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
لألفيتنى فيه لأمرك عاصيا قالوا: و سار أبو موسى إلى تستر و بها شوكه العدو وحدهم، فكتب إلى عمر يستمده، فكتب عمر إلى عمار بن ياسر يأمره بالمسير إليه فى أهل الكوفه فقدم عمار جرير بن عبد الله البجلي، و سار حتى تستر، و على ميمنته يعنى ميمنه أبى موسى البراء بن مالك أخو أنس بن مالك، و على ميسرته مجزاه بن ثور السدوسي، و على الخيل أنس بن مالك، و على ميمنه عمار البراء بن عازب الأنصارى، و على ميسرته حذيفه بن اليمان العبسي، و على خيله قرظه بن كعب الأنصارى، و على رجالته النعمان بن مقرن المزني، فقاتلهم أهل تستر قتالا شديدا، و حمل أهل البصره و أهل الكوفه حتى بلغوا ناب تستر فضاربهم البراء بن مالك على الباب حتى استشهد رحمه الله و دخل الهرمزان و أصحابه المدينه بشر حال، و قد قتل منهم فى المعركه تسعمائه و أسر ستمائه ضربت أعناقهم بعد و كان الهرمزان من أهل مهرجا نقذف، و قد حضر وقعه جلولاء مع الأعاجم، ثم أن رجلا من الأعاجم استأمن إلى المسلمين على أن يدلهم على أن يدلهم على عوره المشركين فأسلم و اشترط أن يفرض لولده و يفرض له، فعاقده أبو موسى على ذلك، و وجه رجلا من شيبان يقال له أشرس بن عوف فخاض به دجيل على عرق من حجاره ثم علا به المدينه و أراه الهرمزان، ثم رده إلى العسكر، فندب أبو موسى أربعين رجلا مع مجزاه بن ثور و أتبعهم مائتي رجل و ذلك فى الليل و المستأمن يقدمهم فأدخلهم المدينه، فقتلوا الحرس و كبروا على سور المدينه فلما سمع ذلك الهرمزان هرب إلى قلعته و كانت موضع خزانته و أمواله، و عبر أبو موسى حين أصبح حتى دخل المدينه فاحتوى عليها، و قال الهرمزان‏ ما دل العرب على عورتنا إلا بعض من معنا ممن رأى إقبال أمرهم و أدبار أمرنا، و جعل الرجل من الأعاجم يقتل أهله و ولده و يلقيهم فى دجيل خوفا من أن يظفر بهم العرب، و طلب الهرمزان الأمان و أبى أبو موسى أن يعطيه ذلك إلا على حكم عمر فنزل على ذلك، و قتل أبو موسى من كان فى القلعه ممن لا أمان له و حمل الهرمزان إلى عمر فاستحياه و فرض له، ثم أنه اتهم بممالأه أبى لؤلؤه عبد المغيره بن شعبه على قتل عمر رضى الله عنه فقال عبيد الله بن عمر أمض بنا ننظر إلى فرس لى فمضى و عبيد الله خلفه فضربه بالسيف و هو غافل فقتله.
حدثنا أبو عبيد، قال: حدثنا مروان بن معاويه عن حميد عن أنس، قال حاصرنا تستر فنزل الهرمزان فكنت الذي أتيت به إلى عمر بعث بى أبو موسى فقال له عمر: تكلم فقال: أ كلام حي أم كلام ميت، فقال: تكلم لا بأس فقال الهرمزان: كنا معشر العجم ما خلى الله بيننا و بينكم نقضيكم و نقلتكم فلما كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان، فقال عمر: ما تقول يا أنس، قلت تركت خلفي شوكه شديده و عدوا كلبا، فإن قتلته بئس القوم من الحياه فكان أشد لشوكتهم و أن استحييته طمع القوم فى الحياه، فقال عمر: يا أنس سبحان الله، قاتل البراء بن مالك، و مجزاه بن ثور السدوسي، قلت: فليس لك إلى قتله سبيل، قال: و لم أعطاك أصبت منه، قلت: و لكنك قلت له لا بأس فقال: متى لتجيئن معك بمن شهد و إلا بدأت بعقوبتك، قال:
فخرجت من عنده فإذا الزبير بن العوام قد حفظ الذي حفظت فشهد لى فخلى سبيل الهرمزان فأسلم و فرض له عمر.
و حدثني اسحاق بن أبى إسرائيل، قال: حدثنا ابن المبارك عن ابن جريج عن عطاء الخراساني، قال: كفيتك أن تستر كانت صلحا فكفرت فسار إليها المهاجرون فقتلوا المقاتله و سبوا الذراري فلم يزالوا فى أيدى سادتهم حتى كتب عمر خلوا ما فى أيديكم.
قال: و سار أبو موسى إلى جنديسابور و أهلها منخوبون فطلبوا الأمان فصالحهم على أن لا يقتل منهم أحدا و لا يسبيه و لا يعرض لأموالهم سوى السلاح ثم أن طائفه من أهلها توجهوا إلى الكلبانيه، فوجه إليهم أبو موسى الربيع بن زياد فقتلهم و فتح الكلبانيه، و استأمنت الأساوره فأمنهم أبو موسى فأسلموا، و يقال، أنهم استأمنوا قبل ذلك فلحقوا بأبى موسى و شهدوا تستر و الله أعلم. و حدثني عمر بن حفص العمرى عن أبى حذيفه عن أبى الأشهب عن أبى رجاء، قال: فتح الربيع بن زياد الثيبان من قبل أبى موسى عنوه ثم غدروا ففتحها منجوف بن ثور السدوسي، قال: و كان مما فتح عبد الله بن عامر سنبيل و الزط، و كان أهلهما قد كفروا، فاجتمع إليهم أكراد من هذه الأكراد، و فتح أيذج بعد قتال شديد، و فتح أبو موسى السوس و تستر و دورق عنوه، و قال المدائني: فتح ثات ابن ذى الحره الحميري قلعه ذى الرناق.
حدثني المدائني عن أشياخه و عمر بن شبه عن مجالد بن يحيى أن مصعب بن الزبير: ولى مطرف بن سيدان الباهلي أحد بنى جآوه شرطته فى بعض أيام ولايته العراق لأخيه عبد الله بن الزبير فأتى مطرف بالنابى بن زياد بن ظبيان أحد بنى عائش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبه بن عكابه و برجل من بنى نمير قطعا الطريق فقتل النابى و ضرب النميري بالسياط و تركه، فلما عزل مطرف عن الشرطه و ولى الأهواز جمع عبيد الله بن زياد بن ظبيان له جمعا و خرج يريده فالتقيا فتواقفا و بينهما نهر فعبر مطرف بن سيدان فعاجله ابن ظبيان فطعنه فقتله فبعث مصعب مكرم بن مطرف فى طلبه، فسار حتى صار إلى الموضع الذي يعرف اليوم بعسكر مكرم فلم يلق بن ظبيان و لحق بن ظبيان بعبد الملك بن مروان و قاتل معه مصعبا فقتله و احتز رأسه، و نسب‏ عسكر مكرم إلى مكرم بن مطرف هذا، قال البعيث السكرى.
سقينا ابن سيدان بكأس رويه
كفتنا و خير الأمر ما كان كافيا و يقال أيضا أن عسكر مكرم إنما نسب إلى مكرم بن الفزر أحد بنى جعونه بن الحارث بن نمير و كان الحجاج وجهه لمحاربه خرزاد بن باس حين عصى و لحق بإيذج و تحصن فى قلعه تعرف به، فلما طال عليه الحصار نزل مستخفيا متنكرا ليلحق بعبد الملك، فظفر به مكرم و معه درتان فى قلنسوته فأخذه و بعث به إلى الحجاج فضرب عنقه. و ذكروا: أنه كانت عند عسكر مكرم قريه قديمه وصل بها البناء بعد، ثم لم يزل يزاد فيه حتى كثر فسمى ذلك أجمع عسكر مكرم و هو اليوم مصر جامع.
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
يسيغون مال الله فى الآدم الوفر فأرسل إلى الحجاج فاعرف حسابه
و أرسل إلى جزء و أرسل إلى بشر و لا تنسين النافعين كليهما
و لا ابن غلاب من سراه بنى نصر و ما عاصم منها بصفر عيابه
و ذاك الذي فى السوق مولى بنى بدر و أرسل إلى النعمان و اعرف حسابه
و صهر بنى غزوان أنى لذو خبر و شبلا فسله المال و ابن محرش
فقد كان فى أهل الرساتيق ذا ذكر فقاسمهم أهلى فداؤك أنهم
سيرضون إن قاسمتهم منك بالشطر و لا تدعوني للشهاده: أننى
أغيب و لكنى أرى عجب الدهر نؤوب إذا آبوا و نغزوا إذا غزوا
فإنى لهم وفر: و لسنا أولى وفر إذا التاجر الداري جاء بفاره
من المسك راحت فى مفارقهم تجرى‏ فقاسم عمر هؤلاء الذين ذكرهم أبو المختار شطر أموالهم حتى أخذ نعلا و ترك نعلا، و كان فيهم أبو بكره، فقال: أنى لم آل لك شيئا، فقال له: أخوك على بيت المال و عشور الابله و هو يعطيك المال تتجر به فأخذ منه عشره آلاف، و يقال: قاسمه شطر ماله، و قال الحجاج الذي ذكره الحجاج بن عتيك الثقفي و كان على الفرات و جزء بن معاويه عم الأحنف كان على سرق، و بشر ابن المحتفز كان على جنديسابور، و النافعان نفيع أبو بكره و نافع بن الحرث ابن كلده أخوه، و ابن غلاب خالد بن الحرث من بنى دهمان كان على بيت‏ المال بأصبهان و عاصم بن قيس بن الصلت السلمى كان على مناذر و الذي فى السوق سمره بن جندب على سوق الأهواز، و النعمان بن عدى بن نضله بن عبد العزى 2/538 بن حرثان أحد بنى عدى بن كعب بن لؤي كان على كور دجله، و هو الذي يقول:
من مبلغ الحسناء أن خليلها
بميسان يسقى فى زجاج و حنتم‏ إذا شئت غنتنى دهاقين قريه
و صناجه تجذو على كل منسم‏ لعل أمير المؤمنين يسوءه


تنادمنا بالجوسق المنهدم‏ فلم بلغ عمر شعره، قال: إى و الله إنه ليسوءنى ذلك و عزله، و صهر بنى غزوان مجاشع بن مسعود السلمى كانت عنده بنت عتبه بن غزوان و كان على أرض البصره و صدقاتها، و شبل بن معبد البجلي ثم الأحمسى كان على قبض المغانم، و ابن محرش أبو مريم الحنفي كان على رام هرمز، قال عوسجه ابن زياد الكاتب أقطع الرشيد أمير المؤمنين عبيد الله بن المهدى مزارعه الأهواز فدخل فيها شبهه فرفع فى ذلك قوم إلى المأمون فأمر بالنظر فيها و الوقوف عليها، فما لم تكن فيه شبهه أنفذ و ما شك فيه سمى المشكوك فيه و ذلك معروف بالأهواز

..............
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
قال اليعقوبي :

نهر الأهواز:

قال الشيخ جمال الدين محمد بن إبراهيم الوطواط (الكتبي) الوراق المتوفى سنه 718 في كتابه (مناهج الفكر ومباهج العبر) ذكر ابن أبي يعقوب أن ماءه. (نهر الأهواز ) يأتي من واديين أحدهما منبعث (ينبعث) من أصبهان ويجري إلى أن يمر بشاذروان تستر وعسكر مكرم وجنديسابور، ولها عليه جسر طوله خمسمائه وثلاث وستون خطوه وتسمى (ويسمى) المسرقان (بضم الميم وبالسين المهمله والقاف) والآخر ينبعث من همذان ويجري إلى السوس يسمى الهندوان. ثم يجريان إلى مناذر الكبرى وعندها يصب أحدهما في الآخر ويصيران نهرا واحدا يسمى دجيل الأهواز.
ثم يجري إلى الأهواز ثم يمر حتى يصب في بحر فارس عند حصن مهدي، وهو ينقطع في الصيف ويصير موضع جريته طريقا تسلكه القوافل (ولأهل هذا السقع لسان خاص بهم يشبه الرطانه إلا أن الغالب عليهم اللغه الفارسيه) .

قال ابن خردادبه:

كور الأهواز:

كوره سوق الأهواز، ورام هرمز، وايذج، وعسكر مكرم، وتستر، وجنديسابور، والسوس، وسرق وهى دورق، ونهر تيرى، ومناذر الكبرى، ومناذر الصغرى، وخراج الاهواز ثلثون الف الف درهم وكانت الفرس تقسط على خوزستان وهى الاهواز خمسين الف الف درهم، وبلاد الاهواز واسعه وهى سبع كور وخبرنى الفضل بن مروان انه قبل الاهواز بتسعه واربعين الف الف درهم وانه انفق على مصالحها سبعين الف درهم
الطريق من سوق الاهواز الى فارس
من الاهواز الى أزم سته فراسخ، ومنها الى عبدين خمسه فراسخ، ثم الى رام هرمز سته فراسخ، ثم الى الزط سته فراسخ، ثم الى مخاضه صعبه وقنطره طويله على وادى الملح، ثم الى دهليزان ثمانيه فراسخ، ثم الى ارجان ثمانيه فراسخ، قال ابو الشمقمق أراد الله أن يجزى جميلا فسلطنى عليه بأرجان وفيها قنطره كسرويه طولها اكثر من ثلثمائه ذراع بالحجاره على وادى ارجان، ومن ارجان الى داسين خمسه فراسخ، ثم الى بندك سته فراسخ وفيها عقبه الفيل، ثم الى خان حماد سته فراسخ، ثم الى الدرخويد اربعه فراسخ، ثم الى النوبندجان ثمانيه او سته فراسخ، ثم الى كرجان خمسه فراسخ فيها شعب بوان وفيه شجر الجوز والزيتون والفواكه النابته فى الصخر، ثم الى الخراره سبعه فراسخ فيها عقبه الطين، ثم الى جوين خمسه فراسخ، ثم الى شيراز خمسه فراسخ،

قال ابن خردادبه :
الطريق من الاهواز الى اصبهان
من ايذج الى جواردان ثلثه فراسخ، ثم الى رستاجرد اربعه فراسخ، ثم الى سليدست سته فراسخ، ثم الى بوين خمسه فراسخ، ثم الى سوجر سته فراسخ، ثم الى الرباط سبعه فراسخ، ثم الى خان الابرار سبعه فراسخ، ومن الخان الى اصبهان سبعه فراسخ


قال قدامه بن جعفر:


الاحواز الى شيراز


ومن سوق الأحواز الى حويرول فرسخان، ومن حويرول الى أزم أربعة فراسخ، ومن أزم الى سنابك أربعة فراسخ، ومن سنابك الى قرية الحبارى ثلاثة فراسخ، ومن قرية الحبارى الى العين ثلاثة فراسخ، ومن العين الى رامهرمز أربعة فراسخ، ومن رامهرمز الى وادي الملح أربعة فراسخ، ومن وادي الملح الى الزط فرسخان، ومن الزط الى خابران ثلاثة فراسخ، ومن خابران الى المستراح فرسخان، ومن المستراخ الى دهليزان فرسخان، ومن دهليزان الى كبارستان ثلاثة فراسخ، ومن كبارستان الى سنابل ثلاثة فراسخ، ومن نسابل الى أرجان خمسة فراسخ، ومن مدينة ارجان الى داسين سبعة فراسخ، ومن داسين الى بندق ستة فراسخ ومن بندق ، خان حماد ستة فراسخ، ومن خان حماد الى أمران تسعة فراسخ، ومن أمران الى النوبندجان ستة فراسخ، ومن النوبندجان الى الكركان خمسة فراسخ، ومن الكركان الى الخرارة خمسة فراسخ، ومن الخرارة الى خلان خمسة فراسخ، ومن خلان الى جويم أربعة فراسخ، ومن جويم الى شيراز خمسة فراسخ، فذلك من الأحواز الى شيراز مائة فرسخ وفرسخان.
قال قدامه بن جعفر :
الاحواز[اهواز] الى اصبهان[اصفهان]
ومن أراد أن يأخذ الاحواز الى أصبهان: فمن سوق الأحواز الى عسكر مكرم ثمانية فراسخ، ثم الى الميانج سبعة فراسخ، ومن الميانج الى ايذج ثلاثة فراسخ ومن ايذج الى بربابل أربعة فراسخ، ومن بربابل الى رستاكرد وهو حصن في عقبة سبعة فراسخ، ثم الى شليل خمسة فراسخ، ومن شليل الى خوزستان تسعة فراسخ، ومن خوزستان الى اربهشت آباذ أربعة فراسخ، ومن اربهشت آباذ الى كريركان سبعة فراسخ، ومن كريركان الى بابكان سبعة فراسخ، ومن بابكان الى الخان سبعة فراسخ، ومن الخان الى مدينة أصبهان سبعة فراسخ، فذلك من الاهواز الى أصبهان، خمسة وثمانون فرسخا على طريق ايذج.
قال قدامه بن جعفر :
ومما يلي عمل الاهواز، ثلاث عشرة سكة، ومن بادس الى نهر تيرين أربع سكك، ومن نهر تيرين الى سوق الاهواز ثلاث سكك، ومن سوق الاهواز الى البرجان، آخر عمل الاهواز أربع عشرة سكة، ومن البرجان الى سكة أرجان سكة ومن سكة أرجان الى النوبندجان سبع عشرة سكة، ومن النوبندجان الى سكة شيراز اثنتا عشرة سكة، ومن شيراز الى سكة اصطخر خمس سكك، وسكك الطريق العادل من باذبين الى البصرة فيه فيوج مرتبون، ومن باذبين الى عبدس خمس سكك، ومن عبدس الى سكة المذار ثماني سكك، ومن المذار الى البصرة، وكانت فيها دواب للبريد ثلاث سكك.
قال قدامه بن جعفر :
واذا أتينا على أمر السواد وأعماله فنتبع ذلك بالأحواز، اذ كانت تلي أعمال السواد من جهة المشرق، فنقول: ان الاهواز، سبع كور، أولها من حد البصرة كورة سوق الأحواز، ومما يلي المذار كورة نهر تيري ثم كورة تستر، وكورة السوس وكورة جنديسابور، وكورة رام هرمز، وكور سوق العتيق، وارتفاع هذه الكور على التقريب والتوسط من الورق، ثمانية عشر آلاف ألف درهم.
الاهواز: ثلاثة وعشرون ألف ألف درهم.
قال قدامه بن جعفر :
فتح كور الاهواز
قالوا: غزا المغيرة بن شعبة الاهواز في ولاية البصرة حين شخص عنها عتبة بن غزوان في آخر سنة خمس عشرة وأول سنة ست عشرة، فقاتله البيروازدهقان الاهواز ثم صالحه على مال. ثم انه بعد ذلك نكث، فغزاها أبو موسى الاشعري، حين ولى البصرة بعد المغيرة، فافتتح سوق الاهواز عنوة، وفتح نهر تيري عنوة، وولي ذلك بنفسه في سنة سبع عشرة، ولم يزل يفتح نهرا نهرا، ورستاقا رستاقا، والاعاجم تهرب من بين يديه حتى غلب على جميع أرضها الا السوس، وتستر، ومناذر ورامهرمز.
واستوفي أبو موسى فتح كور الاحواز السبع عنوة.
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
قال ابن فقيه:

قال المغيرة بن سليمان: أرض الأهواز نحاس تنبت الذهب، وأرض البصرة تنبت النحاس.
قال ابن المقفع: أول سور وضع في الأرض بعد الطوفان سور السوس وتستر. ولا يدرى من بنى سور السوس وتستر والأبلة. وقال ابن المنذر: السوس من بناء سام بن نوح. فأما تستر فبعض الناس يجعلها من الأهواز، ومنهم من يجعلها من أرض البصرة. وقال ابن عون مولى المسور: حضرت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد اختصم إليه أهل الكوفة وأهل البصرة في تستر [وكانوا] حضروا فتحها. فقال أهل الكوفة: من أرضنا. وقال أهل البصرة: بل من أرضنا. فجعلها عمر من أرض البصرة.
والأهواز هي سوق الأهواز ورامهرمز وايذج وعسكر مكرم وتستر وجنديسابور والسوس وسرق ونهر تيرى ومناذر .
وخراج الأهواز ثلاثون ألف ألف درهم. وكانت الفرس تقسط على خوزستان- وهي الأهواز- خمسين ألف ألف درهم مثاقيل.
وبنى سابور بالأهواز مدينتين، سمى أحدهما باسم الله تعالى، والأخرى باسم نفسه وجمعهما باسم واحد وهي هرمزدارشير. وسمتها العرب سوق الأهواز.
وبنى جنديسابور وكانت غيضة. فمر بها واكار الحرث [يحرث] أرضا بالقرب منها. فقال له سابور: إني أريد أن أبني في هذا الموضع مدينة. فقال الأكار وكان شيخا كبيرا وكان اسمه بيل يعجب من قول: إن جاء مني كاتبا جاء في هذا الموضع مدينة . فقال شابور: والله ما يتولى بناءها والنفقة عليها غيرك. ثم أمر بحمل الشيخ، فحمل وأمر بحلق رأسه ولحيته كي لا يشتغل عن التعليم، وضم إليه معلما وأخذه بتعليمه. وأمر بقطع الخشب من الغيضة، فقطع.
ومهر الشيخ في الكتابة وحذقها وعرف جميع أمورها في سنة. فلما بلغ من ذلك غاية ما يحتاج إليه أدخله المعلم إلى سابور وعرفه أمره وأنه قد بلغ النهاية في الكتابة. فضحك شابور وقال له: يا بيل! تعلمت الكتابة؟ قال: نعم. قال: اذهب.
فقد قلدتك نفقات المدينة. وأمره أن يقوم على الفعلة. فبنى جنديسابور.
فلما فرغ منها، نظر إلى بعض جوانبها يكره عليه من السيل. فنقضه وبناه بالآجر والكلس وبنى باقيها باللبن. فأهل الأهواز يسمون جنديسابور بيلاباد. باسم الشيخ الذي تولى بناءها والنفقة عليها.
وفي ملك سابور بن أردشير ظهر ماني صاحب الزنادقة. فدعا شابور إلى مذهبه فما زال يسوفه ويماطله حتى استخرج ما عنده فوجده داعية للشيطان. فأمر به فسلخ جلده وحشي تبنا وعلق على باب مدينة جنديسابور.
فالباب إلى الساعة يسمى باب الماني. والزنادقة تحج إليه وتعظم ذلك الموضع.
ويقال إن معنى نيسابور وسابور خواست وجنديسابور، إن أصحاب نيسابور لما فقدوه لقول المنجمين له أنك تشقى سبع سنين، خرج هاربا يسيح في الأرض.
وخرج أصحابه يطلبونه فبلغوا نيسابور فطلبوه هناك فلم يجدوه فقالوا: نيست سابور أي ليس سابور. ثم وقع إلى سابور خواست فقالوا: سابور خواست. أي طلب سابور هناك. ثم وقعوا عليه بجنديسابور فقالوا: وندذ سابور أي وجد الملك. وبنى أردشير مدينة سوق الأهواز
قال الهيثم بن عدي: أردشير خوره حفر المسرقان ودجيل وأنهار خوزستان السبع وهي سرق ورامهرمز من سوق الأهواز والشوش وجنديسابور ومناذر ونهر تيرى.
ويقال: لا بناء بالحجارة ولا أبهى من شاذروان تستر، لأنه بالصخر وأعمدة الحديد وملاط الرصاص.
ومخرج دجيل الأهواز من أرض إصبهان ويصب في بحر الشرقي. وقالوا: من أقام بالأهواز حولا ثم تفقد عقله وجد النقصان فيه بينا. فأما قصبة الأهواز فنقلت كل من نزلها من بني هاشم وأشراف الناس إلى طبيعتها. ولا بد للهاشمي قبيح الوجه كان أم حسنا من أن يكون لوجهه وشمائله طبع به من جميع قريش وجميع العرب. فلقد كادت الأهواز أن تنقل ذلك وتبدله ولقد تحيفته . وأدخلت الضيم عليه وبينت أثرها عليه. فما ظنك بصنيعها في سائر الأجناس؟ ولفساد عقولهم ولؤم طبع بلادهم، لا تراهم مع تلك الأموال الكثيرة والضياع النفيسة يحبون من البنين والبنات ما يحبه أوساط أهل الأمصار في الثروة واليسار، وإن طال ذلك والمال منبهة كما يعلم الناس.
وقد يكتسب الرجل: من غيرهم المويل اليسير فلا يرضى لولده [حتى يفرض] له المؤدبين والحرص له على الأدب بالخطر النفيس فيما يقدر عليه.
والخوزي بخلاف ذلك كله. فإنه إذا ترعرع ولده وكبر وعقل شغله بالغربة وأبلاه بالأسفار والكسب. فهو من بلد إلى بلد ومن مدينة إلى أخرى. وليست في الأرض صناعة مذكورة ولا أدب شريف ولا مذهب محمود لهم في شيء منه نصيب وان خسؤ وقل ودق وجل. ولم ير فيها وجنة حمراء لصبي ولا صبية ولا دما ظاهرا ولا قريبا [من ذلك] وهي قتالة للغرباء وعلى ان حماها خاصة ليست إلى الغريب بأسرع منها إلى القريب. ووباؤها وحماها في وقت انكشاف الوباء ونزوع الحمى من جميع [البلدان] . وكل محموم في الأرض فإن حماها لا تنزع عنه ولا تفارقه وفي بدنه منها بقية. فإذا نزعت فقد وجد في نفسه منها البراءة إلى أن تعود بما يجتمع في بدنه من الأخلاط الرديئة. وليست كذلك الأهواز، لأنها تعاود من نزعت عنه من غير حدث لأنهم ليس يؤتون من قبل التخم وللإكثار من الأكل وإنما يؤتون من عين البلدة. وكذلك جمعت سوق الأهواز الأفاعي في جبلها الطاعن في منازلها المطل عليها والجرارات في بيوتها ومقابرها. ولو كان في العالم شيء هو شر من الأفاعي والجرارات لما قصرت قصبة الأهواز عن توليده وتلقيحه. ومن بليتها ان من ورائها سباخا ومناقع مياه غليظة وفيها أنهار تشقها مسائل كنفهم ومياه أمطارهم ومتوضآتهم. فإذا طلعت الشمس فطال مقامها وطالت مقابلتها لذلك الجبل قبل بالصخرية التي فيه تلك الجرارات. فإذا امتلأت يبسا وحرا وعادت جمرة واحدة، قذفت ما قبلت من ذلك عليهم وقد بخرت تلك السباخ والأنهار. فإذا التقى عليهم ما انجر من تلك السباخ وما قذفه ذلك الجبل، فسد الهواء، ففسد بفساده كل شيء يشتمل عليه ذلك الهواء.
وخبر إبراهيم بن العباس بن محمد عن مشيخة من أهل الأهواز عن القوابل انهن ربما قبلن الطفل المولود فيجدنه في تلك الساعة محموما يعرفون ذلك ويتحدثون به .
ولقد أخبرني به زيد بن محمد وكان صدوقا وكان أقام بالأهواز حولا وحري شدة حرها وكثرة هوامها وحياتها وجراراتها بأمر فضيع . ثم قال: وكيف لا يكون كذلك وطعام أهلها الأرز وهم يخبزون في كل يوم. فيقدر أنه يسجر بها في كل يوم خمسون ألف تنور. فما ظنك ببلد إذا اجتمع فيه حر الهواء وبخار هذه النيران؟ وحلف بالله عز وجل أنه عزم مرارا أن يغرق نفسه في المسرقان لما كان يلقى من الكرب وشدة الحر والسموم.
ويقول أهل الأهواز إن جبلهم إنما هو من غثاء الطوفان تحجر. وهو حجر ينبت ويزيد في كل وقت.
قالوا: ولنا السكر وأنواع التمر. وهم أحذق الأمة في إيجاد أنواع السكر.
ولهم الخز السوسي والديباج التستري. وكل طيب يحمل إلى الأهواز فإنه يستحيل وتذهب رائحته ويبطل حتى لا ينتفع منه بكثير شيء.
والأهواز افتتحها أبو موسى الأشعري في ولاية عمر بن الخطاب رضي [الله] عنهما. وآخر مدينة افتتحت من الأهواز السوس. فلما افتتحها وأخذ المدينة وسبى الذرية وظفر بالخزائن. فبينا هو يحصي ما فيها كان في قلعتها نحو من ثلاثمائة خزانة. فرأى خزانة منها وعليها ستر عليه الدهن. فأمر خزان القلعة أن يفتحوه. فجعلوا يبكون ويحلفون أنه ليس فيه شيء من الذهب والفضة. فجعل أبو موسى لا يزيده ذلك إلا حرصا على فتحه، حتى هم بكسر الباب. فلما رأى الخزان ذلك قالوا له نحن نصدقك عما فيه. قال: قولوا. قالوا: فيه جسد دانيال. قال: وكيف علمتم ذلك؟ قالوا: أصابنا القحط سبع سنين متوالية حتى أشرفنا على الهلاك.
وكان هذا الجسد عندنا وقوم من النصارى يستسقون به إذا أجدبوا. فيسقون ويخصبون. فأتيناهم وطلبنا إليهم أن يعيروناه فأبوا علينا فرهناهم خمسين أهل بيت منا على أن نستسقي به في عامنا ذلك ونرده. فدفعوه إلينا. فلما استسقينا به سقينا وأخصبنا فتعلقنا به وحبسناه عن أصحابه ورغبنا فيه فهو عندنا نستسقي به في الجدب. فأمر أبو موسى بفتح الباب. فإذا في البيت سرير عليه رجل ميت واضع مرفقه على ركبته اليمنى، فكتب إلى عمر يعلمه فتح المدينة ويقص عليه خبر دانيال عليه السلام، فسأل عمر رضي الله عنه من بحضرته من المسلمين فأخبروه أنه نبي وأن بخت نصر لما غزا بيت المقدس وسبى أهله، كان دانيال ممن سبى، ونقل إلى أرض بابل فلم يزل بها حتى مات. فكتب عمر إلى أبي موسى يخبره بالذي انتهى إليه من أمره وأمره بأن يحنطه ويكفنه ويدفنه من غير أن يغسله.
ويكون دفنه إياه في جوف الليل حتى يكون الله تعالى هو الذي يبعثه كما يبعث خلقه. فلما انتهى إليه كتاب عمر إلى أبي موسى، عمد إلى نهر من أنهار السوس فأمر بسكره فسكر، ثم حفر لدانيال في جوف النهر ثم عمد إليه فحنطه وكفنه وحمله وأربعة من المسلمين في جوف الليل فقبره في ذلك النهر ثم أجرى عليه الماء فلم يعلم أحد موضع قبره إلى يومنا هذا.
ويقال إنه أخذ خاتما كان في إصبعه وكذلك يقال أيضا إنه وجد معه كتب فيها أخبار الملاحم وما يكون من الفتن وانها صارت إلى كعب الأحبار.
وعسكر مكرم: نسبت إلى مكرم بن [معزاء الحارث] أحد بني جعونة بن الحارث بن نمير. وكان الحجاج بن يوسف وجهه لمحاربة خوزاد بن بارس حين عصى ولحق بالإيذج وتحصن في قلعة تعرف به. فلما طال عليه الحصار نزل مستخفيا ليلحق بعبد الملك بن مروان. فظفر به مكرم ومعه درتان في قلنسوته.
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
فأخذه وبعث به إلى الحجاج. وكانت هناك قرية قديمة فبناها مكرم. ولم يزل يبني ويزيد حتى جعلها مدينة وسماها عسكر مكرم. وقال الثوري: الأهواز تسمى بالفارسية هوز مسير. وإنما كان اسمها الأخواز فغيرها الناس فقالوا الأهواز. وأنشد لأعرابي:
لا ترجعني إلى الأخواز ثانية
وقعقعان الذي في جانب السوق ونهر بط الذي أمسى يؤرقني
فيه البعوض بلسب غير تشفيق ونهر بط كان عنده مراح للبط فقالت العامة نهر بط، كما قالوا دار بطيخ.
وقالوا: بل كان يسمى نهر نبط. وذلك انه كان لامرأة نبطية فخفف وقيل نهر بط .
وأهل الأهواز الأم الناس وأبخلهم. وهم أصبر خلق على الغربة والتنقل في البلدان. وحسبك أنك لا تدخل بلدا من سائر البلدان ولا إقليما من جميع الأقاليم إلا وجدت في تلك المدينة صنفا من الخوز لشحهم وحرصهم على جمع المال.
وذكر الأصمعي قال: الخوز هم الفعلة وهم الذين بنوا الصرح واسمهم مشتق من الخنزير. ذهب إلى أن اسمه بالفارسية خو، فجعلته العرب خوز وإلى هذا ذهبوا.
وقال آخرون: معنى قولهم خوزي أي زيهم زي الخنزير.
وروى أبو خبرة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ليس في ولد آدم شر من الخوز ولم يكن منهم نبي قط ولا نجيب. وقال عبد الله بن سلام: خلق الله البخل عشرة أجزاء، تسعة في الخوز وجزء في سائر الخلق.
وقال علي رضي الله عنه فيما روي عنه: على مقدمة الدجال رجل خوزي يقال له مهران.
وقال عمر رضي الله عنه: إن عشت إلى قابل لأبيعن الخوز ولأجعلن أثمانهم في بيت المال.
وفي خبر آخر: من كان جاره خوزيا واحتاج إلى ثمنه، فليبعه. وكتب كسرى إلى بعض عماله: ان ابعث إلي بشر طعام مع شر الناس على شر الدواب. فبعث إليه برأس سمكة مالحة مع خوزي على حمار. وقال أبو وائل: خرجنا مع ابن مسعود إلى قرية بالقادسية فجاءه رجل من الأنباط في حاجة. فالتفت عبد الله إلى أصحابه فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: تاركوا الترك ما تركوكم ولا تجاوروا الأنباط في بلادهم، وإذا رأيتموهم قد أظهروا إسلامهم وقرأوا القرآن وتمكنوا في المرباع واحتبوا في المجالس وراجعوا الرجال في كلامهم، فالهرب الهرب. ولا تناكحوا الخوز فإن لهم أعراقا تدعوا إلى غير الوفاء.
قال صاحب حدود العالم:
مدينة نزهة جدا ليس في خوزستان مدينة أكثر نزاهة منها. ذات نعم وفيرة و شكل حسن. أهلها صفر الوجوه. و يقال إن من أقام بالأهواز وجد في عقله‏ نقصا ؛ و كل طيب يحمل إلى هناك يفقد رائحته بسبب هوائها. و في جبالها الأفاعي الحمر
قال المهلبي العزيزي:
قال في العزيزي: ومنها إلى مدينة أصفهان ثمانون فرسخا .
رد مع اقتباس

قال المقدسي:

انهار الأهواز

واما انهار الأهواز فإنها عدّه انهار تنحدر على الإقليم من الجبال ثم تجتمع بحصن مهدىّ وتفيض في بحر الصين عند عبّادان ، ووجدت في كتاب بالبصره اربعه انهار من الجنّه في الدنيا النيل و جيحون و الفرات و الرسّ واربعه من انهار النار الزّبدانيّ و الكرّ و سنجه و السم

قال المقدسي :

وللاهواز نهر تيري جوزدك بيروه 20 سوق الأربعاء حصن مهدى باسيان شوراب بندم دورق خان طوق سنه مناذر الصغرى واما الأهواز فان سابور لما بناها جانبين سمى أحدهما باسم الله عز وجل والآخر باسمه ثم جمعهما باسم واحد فاسمها هرمزداراوشير ثم طرح اسمه وبقي داراواشير ثم سمتها العرب الأهواز وهي كوره يدخل فيها ما خرب وتعطل من الكور القديمه وهي مناذر الكبرى ونهر تيري وبلد اجتزنا بها في نهر الريان فرأيت بناء عجيبا وسمعت انها كانت من دجله الى نهر خوزستان فقلت لقاضى الخوزيه وكنت معه في المركب ما الذي دهاها قال نزل عليها المبرقع لما استجاب له الزنج فجاوبوه فجعلوها كما ترى قال وكانت اجل من البصره وذكر ان الناس الى اليوم ينبشون منها أموالا كانوا قد كنزوها وأواني من الصفر وغير ذلك، والذي عرفت من مدن الأهواز نهر تيري مناذر الكبرى مناذر الصغرى جوزدك بيروه سوق الأربعاء حصن مهدى باسيان شوراب بندم الدورق وسنه جبى

قال المقدسي:

هو مصر الإقليم ضيق منتن ذميم ، لا دين ولا لهم أصل كريم، ولا فقيه امام ولا مذكر حكيم، ولا وقت طيب ولا قلب سليم، الغريب به في حيره سقيم، ولا عيش هنيء فيه أيضا للمقيم، بق وبراغيث وكرب عظيم، في الليل دبس وفي النهار حر السموم،، ابدا يرقبون الشمال ويخافون الجنوب عقارب وحيات وماء حميم، وقوم سوء في شر مصر وضيق وشؤم،، يجبى اليه الفواكه من مكان سحيق، ومن البعد يجلب اليه الدقيق،، ثم سواد يابس، وجبل عابس، وسوق طفس، وتراب سبخ ليس لقارئهم طيبه، ولا لجامعهم حرمه ، ولا لبلدهم رئيس، ولا لفقيههم مجلس،، أهل مباراه وتعصب، ومماراه وتقلب،، ترى أهل البلد حزبين، وفي الصحابه فريقين الا انه خزانه البصره ومطرح فارس وأصفهان وبه قياسير حسنه واخباز نظيفه وآدام وبه تجتمع الخزوز والديباج واليه تحمل البضائع والأموال وهو مغوثه وفرجه للتجار، ومنهل عامر لكل مار ، واسمه كبير في الأقاليم والأمصار،، شتاؤه طيب والخريف لولا الذباب، والربيع أيضا لولا براغيث كالذئاب، وهو مع ذلك رفق بالضعيف في الثياب،، يكون مثل الرمله ذو جانبين الا ان الجامع ومعظم الأسواق في الجانب الفارسى والجانب العراقى جزيره خلفها عمود النهر على ما ذكرنا من فسطاط مصر بينهما قنطره هندوان من الآجر عليها مسجد يشرف على النهر حسن وقد كان عضد الدوله هدمها وبناها مع المسجد بناء عجيبا لتضاف اليه فأبى الناس ان يسموها الا قنطره هندوان وعلى هذا النهر دواليب عده يديرها الماء تسمى النواعير ثم يجرى الماء في قنى متعاليه الى حياض في البلد وبعض يجرى الى البساتين ويمد العمود من خلف الجزيره نحو صيحه الى شاذروان قد بنى من الصخر عجيب يتبحر الماء عنده وثم فوارات وعجائب والشاذروان يرد الماء ويفرقه ثلاثه انهار تمد الى ضياعهم وتسقى مزارعهم وهم يقولون لولا الشاذروان ما عمرت الأهواز ولا انتفع بانهارها وفي الشاذروان أبواب تفتح إذا كثر الماء لولاها لغرقت الأهواز وتسمع للماء المنحدر صوتا يمنع من النوم أكثر السنه وزيادته تكون في الشتاء لانه من الامطار لا من الثلوج ونهر المشرقان يشق في أسفل البلد الا انه يجف عامه السنه ويتبحر الماء بموضع يسمونه الدورق والأهواز بهذه الأنهار طيبه والسفن تذهب وتجيء وتعبر مثل بغداد ويفترق الأنهار في أعلى البلد وتجتمع بأسفله في موضع يقال له كارشنان ومن ثم تركب السفن الى البصره ولهم طواحين على الماء عجيبه
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
قال البکر الاندسي:

بفتح أوله و إسكان ثانيه، و بعده واو و ألف و زاى معجمة: بلد يجمع سبع كور، و هى كورة الأهواز ، و كورة جنديسابور، و كورة السوس، و كورة سرق، و كورة نهربين، و كورة نهر تيرى، و كورة مناذر.

قال الادريسي:

مدينة الأهواز تعرف بهرموز شهر وهي القطر الكبير والمصر المعمور والناحية الحسنة التي ينسب إليها سائر الكور وبها أسواق وتجارات وعمارات متصلة وأرزاق دارة وخيرات جمة وفيها ناس أخلاط من قبائل فارس والعرب المتحضرة بها مياسير لهم أموال كثيرة وبضائع وافرة ومصانع مكسبة وعيش ممكن وخصب رغد.
والأهواز هي قاعدة بلاد خوزستان وأرض خوزستان هذه أرض وطيئة حسنة ثرية موضعها فسيح وهواؤها صحيح وهي سهلة الأرجاء كثيرة المياه وبلادها كثيرة عامرة منها الأهواز وعسكر مكرم وتستر وجندي سابور والسوس ورام هرمز والمسرقان وسرق واسمها دورق الفرس وايذج وبيان وجبى وبصنا وسوق سنبيل ومناذر الكبرى ومناذر الصغرى وقرقوب والطيب وكليوان ونهر تيرى ومتوث وبردون وكرخة وأزم وسوق الأربعاء وحصن مهدي على البحر والباسيان وسليمانان. وبأرض خوزستان مياه جارية وأودية غزيرة وأنهار سائلة وأكبر أنهارها نهر تستر ويسمى دجيل الأهواز وهو نهر عجيب منبعه من جبال من ناحية اللور وعليه الشاذروان الذي أمر بعمله سابور الملك وهو من العجائب المشهورة وذلك أنه بنى أمام تستر من الضفتين بنيانا وثيقا عاليا وأقام في صدر مجرى الماء سدا موثقا بالحجر العظيم والعمد الحجازية حتى ساواه مع ضفتي بنائه وارتدع به الماء حتى صار بإزاء تستر وذلك أن تستر في نشز من الأرض عال والماء مرتدع بين يديها ويجري هذا النهر من وراء عسكر مكرم ويمر بالأهواز حتى ينتهي إلى نهر السدرة إلى حصن مهدي ويقع هناك في البحر ويخرج من نهر تستر نهر يسمى بنهر المسرقان فيمر مغربا حتى ينتهي إلى مدينة عسكر مكرم وعليه هناك جسر كبير نحو من عشرين سفينة وتجري فيه السفن الكبار ويتصل بالأهواز وبين عسكر مكرم والأهواز ثلاثون ميلا في الماء فإذا كان الماء في المد وزيادته في أول الشهر عبر هناك بالمراكب وإن كان الجزر لم يمكن المراكب السير فيه لأن الماء به يجف ولا يبقى منه إلا عدد منقطعة عن اتصال الجري وهذا النهر لا يضيع من مائه شيء وإنما يتصرف كله في سقي الأرضين هناك تسقى به غلات القصب وضروب الحبوب والنخل والبساتين وسائر المزارع المعمورة ويجري في جنوب خوزستان نهر طاب وهو الحد المميز بين خوزستان وفارس وجميع مياه خوزستان كلها تتألف وتنصب في البحر عند حصن مهروبان وبضفة حصن مهدي وليس بأرض خوزستان بحر إلا ما ينتهي إليها عن زاوية من حد مهروبان إلى قرب سليمانان بحذاء عبادان وهو شيء يسير من بحر فارس وأرض خوزستان كلها سهول وأرضها رمل وليس بها شيء من الجبال إلا ما كان بنواحي تستر وبالجملة إنها كلها سهول وفجاج غير عالية.

قال ابي طاهر السلفي:
البلد السادس والعشرون: الأهواز
أخبرنا أبو محمد بن علي بن راشدٍ المقرئ الأسداباذي، بالأهواز، أنا أبو محمدٍ الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني، حدثني أبو محمدٍ الحسن بن عثمان بن بكران العطار، ثنا محمد بن أحمد بن علي الجوهري، ثنا أحمد بن علي الخزاز، ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، حدثني أبي، عن ابن أبي ليلى، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباسٍ، عن أبيه، عن جده العباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لا تجلسوا في المجالس فإن كنتم لابد فاعلين؟ فردوا السلام، وغضوا الأبصار، واهدوا السبيل، وأعينوا على الحمولة»


قال ياقوت الحموي:

آخره زاي، وهي جمع هوز، وأصله حوز، فلما كثر استعمال الفرس لهذه اللفظه غيرتها حتى أذهبت أصلها جمله لأنه ليس في كلام الفرس حاء مهمله، وإذا تكلموا بكلمه فيها حاء قلبوها هاء فقالوا في حسن هسن، وفي محمد مهمد، ثم تلقفها منهم العرب فقلبت بحكم الكثره في الاستعمال، وعلى هذا يكون الأهواز اسما عربيا سمي به في الإسلام، وكان اسمها في أيام الفرس خوزستان، وفي خوزستان مواضع يقال لكل واحد منها خوز كذا، منها: خوز بني أسد وغيرها، فالأهواز اسم للكوره بأسرها، وأما البلد الذي يغلب عليه هذا الاسم عند العامه اليوم فإنما هو سوق الأهواز، وأصل الحوز في كلام العرب مصدر حاز الرجل الشيء يحوزه حوزا إذا حصله وملكه، قال أبو منصور الأزهري: الحوز في الأرضين أن يتخذها رجل ويبين حدودها فيستحقها فلا يكون لأحد فيها حق فذلك الحوز، هذا لفظه، حكاه شمر بن حمدويه، وقرأت بعد ما أثبته عن التوزي أنه قال: الأهواز تسمى بالفارسيه هرمشير، وإنما كان اسمها الأخواز فعربها الناس فقالوا الأهواز، وأنشد لأعرابي:
لا ترجعن إلى الأخواز ثانيه
قعيقعان، الذي في جانب السوق ونهر بط، الذي أمسى يؤرقني
فيه البعوض بلسب، غير تشفيق وقال أبو زيد: الأهواز اسمها هرمزشهر وهي الكوره العظيمه التي ينسب إليها سائر الكور، وفي الكتب القديمه أن سابور بنى بخوزستان مدينتين سمى إحداهما باسم الله عز وجل، والأخرى باسم نفسه ثم جمعهما باسم واحد وهي هرمزدادسابور، ومعناه عطاء الله لسابور، وسمتها العرب سوق الأهواز يريدون سوق هذه الكوره المحوزه، أو سوق الأخواز، بالخاء المعجمه، لأن أهل هذه البلاد بأسرها يقال لهم الخوز، وقيل: إن أول من بنى الأهواز أردشير وكانت تسمى هرمز أردشير، وقال صاحب كتاب العين: الأهواز سبع كور بين البصره وفارس، لكل كوره منها اسم ويجمعهن الأهواز ولا يفرد الواحد منها بهوز، وأما طالعها فقال بطليموس: بلد الأهواز طوله أربع وثمانون درجه وعرضه خمس وثلاثون درجه وأربع دقائق تحت إحدى عشره درجه من السرطان وست وخمسين دقيقه، يقابلها مثلها من الجدي، وبيت عاقبتها مثلها من الميزان، لها جزء من الشعرى الغميضاء، ولها سبع عشره دقيقه من الثور من أول درجه منه، قال صاحب الزيج: الأهواز في الإقليم الثالث، طولها من جهه المغرب خمس وسبعون درجه وعرضها من ناحيه الجنوب اثنتان وثلاثون درجه، والأهواز: كوره بين البصره وفارس، وسوق الأهواز من مدنها كما قدمناه، وأهل الأهواز معروفون بالبخل والحمق وسقوط النفس، ومن أقام بها سنه نقص عقله، وقد سكنها قوم من الأشراف فانقلبوا إلى طباع أهلها، وهي كثيره الحمى ووجوه أهلها مصفره مغبره، ولذلك قال مغيره بن سليمان: أرض الأهواز نحاس تنبت الذهب وأرض البصره ذهب تنبت النحاس، وكور الأهواز: سوق الأهواز ورامهرمز وإيذج وعسكر مكرم وتستر وجنديسابور وسوس وسرق ونهرتيرى ومناذر، وكان خراجها ثلاثين ألف ألف درهم، وكانت الفرس تقسط عليها خمسين ألف ألف درهم، وقال مسعر بن المهلهل:
سوق الأهواز تخترقها مياه مختلفه، منها: الوادي الأعظم وهو ماء تستر يمر على جانبها ومنه يأخذ واد عظيم يدخلها، وعلى هذا الوادي قنطره عظيمه عليها مسجد واسع، وعليه أرحاء عجيبه ونواعير بديعه، وماؤه في وقت المدود أحمر يصب إلى الباسيان والبحر، ويخترقها وادي المسرقان وهو من ماء تستر أيضا ويخترق عسكر مكرم، ولون مائه في جميع أوقات نقصان المياه أبيض ويزداد في أيام المدود بياضا، وسكرها أجود سكر الأهواز، وعلى الوادي الأعظم شاذروان حسن عجيب متقن الصنعه معمول من الصخر المهندم يحبس الماء على أنهار عده، وبازائه مسجد لعلي بن موسى الرضا، رضي الله عنه، بناه في اجتيازه به وهو مقبل من المدينه يريد خراسان، وبها نهر آخر يمر على حافاتها من جانب الشرق يأخذ من وراء واد يعرف بشوراب، وبها آثار كسرويه، قال: وفتحت الأهواز فيما ذكر بعضهم على يد حرقوص بن زهير بتأمير عتبه بن غزوان أيام سيره إليها في أيام تمصيره البصره وولايته عليها، وقال البلاذري: غزا المغيره بن شعبه سوق الأهواز في ولايته بعد ان شخص عتبه ابن غزوان من البصره في آخر سنه 15، أو أول سنه 16، فقاتله البيروان دهقانها ثم صالحه على مال، ثم نكث فغزاها أبو موسى الأشعري حين ولاه عمر البصره بعد المغيره ففتح سوق الأهواز عنوه، وفتح نهر تيرى عنوه، وولي ذلك بنفسه في سنه 17، وسبى سبيا كثيرا، فكتب إليه عمر أنه لا طاقه لكم بعماره الأرض فخلوا ما بأيديكم من السبي واجعلوا عليهم الخراج، قال: فرددنا السبي ولم تملكهم، ثم سار أبو موسى ففتح سائر بلاد خوزستان، كما نذكره في مواضعه، إن شاء الله تعالى، وقال أحمد بن محمد الهمداني: أهل الأهواز ألأم الناس وأبخلهم، وهم أصبر خلق الله على الغربه والتنقل في البلدان، وحسبك أنك لا تدخل بلدا من جميع البلدان إلا ووجدت فيه صنفا من الخوز لشحهم وحرصهم على جمع المال، وليس في الأرض صناعه مذكوره ولا أدب شريف ولا مذهب محمود لهم في شيء منه نصيب، وإن حسن أو دق أو جل، ولا ترى بها وجنه حمراء قط، وهي قتاله للغرباء، على أن حماها في وقت انكشاف الوباء ونزوع الحمى عن جميع البلدان وكل محموم في الأرض فان حماه لا تنزع عنه ولا تفارقه وفي بدنه منها بقيه، فإذا نزعت فقد وجد في نفسه منها البراءه إلا أن تعود لما يجتمع في بطنه من الأخلاط الرديئه، والأهواز ليست كذلك لأنها تعاود من نزعت عنه من غير حدث لأنهم ليس يؤتون من قبل التخم والإكثار من الأكل وإنما يؤتون من عين البلده ولذلك كثرت بسوق الأهواز الأفاعي في جبلها الطاعن في منازلها المطل عليها، والجرارات في بيوتها ومنازلها ومقابرها، ولو كان في العالم شيء شر من الأفاعي والجرارات وهي عقارب قتاله تجر ذنبها إذا مشت لا ترفعه كما تفعل سائر العقارب لما قصرت قصبه الأهواز عنه وعن توليده، ومن بليتها أن من ورائها سباخا ومناقع مياه غليظه، وفيها أنهار تشقها مسايل كنفهم ومياه أمطارهم ومتوضآتهم، فإذا طلعت الشمس طال مقامها واستمر مقابلتها لذلك الجبل قبل تشبب الصخريه التي فيها تلك الجرارات، فإذا امتلأت يبسا وحرا وعادت جمره واحده قذفت ما قبلت من ذلك عليهم وقد انجرت تلك السباخ والأنهار، فإذا التقى عليهم ما انجر من تلك السباخ وما قذفه ذلك الجبل فسد الهواء وفسد بفساده كل شيء يشتمل عليه ذلك الهواء، وحكي عن مشايخ الأهواز أنهم سمعوا القوابل يقلن إنهن ربما قبلن الطفل المولود فيجدنه محموما في تلك الساعه يعرفون ذلك ويتحدثون به. ومما يزيد في حرها أن طعام أهلها خبز الأرز ولا يطيب ذلك إلا سخنا، فهم يخبزون في كل يوم في منازلهم فيقدر انه يسجر بها في كل يوم خمسون ألف تنور، فما ظنك ببلد يجتمع فيه حر الهواء وبخار هذه النيران؟ ويقول أهل الأهواز إن جبلهم إنما هو من غثاء الطوفان تحجر وهو حجر ينبت ويزيد في كل وقت، وسكرها جيد وثمرها كثير لا بأس به، وكل طيب يحمل إلى الأهواز فإنه يستحيل وتذهب رائحته ويبطل حتى لا ينتفع به، وقد نسب إليها خلق كثير ليس فيهم أشهر من عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد أبي محمد الجواليقي الأهوازي القاضي المعروف بعبدان أحد الحفاظ المجودين المكثرين، ذكره أبو القاسم، وقال: قدم دمشق نحو سنه 240 فسمع بها هشام بن عمار ودحيما وهشام بن خالد وأبا زرعه الدمشقي، وذكر غيرهم من أهل بغداد وغيرها، وروى عنه يحيى بن صاعد والقاضي الحسين بن إسماعيل الضبي وإسماعيل بن محمد الصفار، وذكر جماعه حفاظا أعيانا، وكان أبو علي النيسابوري الحافظ يقول: عبدان يفي بحفظ مائه ألف حديث وما رأيت من المشايخ أحفظ من عبدان، وقال عبدان: دخلت البصره ثماني عشره مره من أجل حديث أيوب السختياني كلما ذكر لي حديث من حديثه رحلت إليها بسببه، وقال أحمد بن كامل القاضي: مات عبدان بعسكر مكرم في أول سنه 306، ومولده سنه 210، وكان في الحديث إماما.
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
قال ياقوت الحموي ايضاً:

هرْمشير:

قال حمزه: هو تعريب هرمز أردشير:

وهو اسم سوق الأهواز.

قال القزويني:

ناحية بين البصرة وفارس، ويقال لها خوزستان، بها عمارات ومياه وأودية كثيرة، وأنواع الثمار والسكر والرز الكثير لكنها في صيفها لا يفارق الجحيم. ومن محنها شدة الحر وكثرة الهوام الطيارة والحشرات القتالة؛ قالوا: ذبابها كالزنبور وطنينها كصوت الطنبور، لا ترى بها شيئاً من العلوم والآداب ولا من الصناعات الشريفة.
وأهلها ألأم الناس. لا ترى بها وجنة حمراء. وهواؤها قتال خصوصاً للغرباء، لا تنقطع حماها ولا ينكشف وباؤها البتة، وأهلها في عذاب اليم.
وحكى مشايخ الأهواز انهم سمعوا القوابل ان المولود ربما يولد فنجده محموماً تلك الساعة. ومن تمام محنهم أن مأكول أهلها الرز، وهم يخبزونه كل يوم لأنه لا يطيب إلا مسخناً، فيسجر كل يوم في ذلك الحر الشديد خمسون ألف تنور، فيجتمع حر الهواء وحر النيران ودخانها والبخار المتصاعد من سباخها ومناقعها ومسايل كنفها ومياه أمطارها، فإذا طلعت الشمس ارتفعت بخاراتها واختلطت بهوائها الذي وصفناه، فيفسد الهواء أي فساد ويفسد بفساده كل ما اشتمل عليه.
وتكثر الأفاعي في أراضيها، والجرارات من العقارب التي لا ترفع ذنبها كسائر العقارب بل تجره. ولو كان في العالم شيء شراً من الأفاعي والجرارات لما قصرت قصبة الاهواز عن توليده، وإذا حمل إلى الاهواز الطيب تذهب رائحته ولا يبقى منتفعاً به.
ينسب إليها أبو الحسن الاهوازي المنشيء صاحب الكلام المرصع، له رسالة حسنة في ذلك الأسلوب وهو متفرد به.
قال عبدالمومن البغدادي:
آخره زاى، أصله أحواز جمع حوز أبدلته الفرس لأنه ليس فى كلامهم حاء، و كان اسمها فى أيام الفرس خوزستان. و قيل: اسمها هرمز شهر، و هى كوره عظيمه. قال صاحب كتاب المغنى هى سبع كور بين البصره و فارس، لكل كوره منها اسم. و الأهواز يجمعهن و لا ينفرد الواحد منها هوز . و أهل هذه البلاد بأسرها يقال لهم الحوز .



قال عبد المومن البغدادي ايضا:
هرمشير
تعريب هرمز أردشير، و هو اسم سوق الأهواز.
قال ابن الورد
من خصائصها أن بها ثلاثة بلاد، كل واحدة منها مخصوصة بشيء لا يوجد مثله في البلاد، منها عسكر مكرم الذي لا يكون أحد يقاومه؛ ومنها السكر الذي لا يعادله شيء في الدنيا طيباً وكثرة؛ ولا يكون إلا بها، ومنها تستر التي بها طراز الديباج الفاخر، وهو موصوف مع ديباج الروم. ومنها السوس التي بها طرز الخز النفيسة الملوكية، ومن عيوب الأهواز العقارب الجرارات القاتلة، ولا يوجد بها أحد محمر الوجه، لا رجل ولا أمرأة ولا صبي أصلاً.
قال الحميري:

مدينة متصلة بالجبل، فتحها حرقوص بن زهير السعدي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و الاهواز هي خوزستان و هي رام هرمز، و بين الأهواز و أصبهان خمسة و أربعون فرسخا، قالوا: و من أقام بالأهواز حولا ثم تفقد عقله فإنه يجد فيه نقصا بينا. و قصبة الأهواز تغلب كل من نزل بها من الأشراف إلى طبائع أهلها، و لا يوجد بها أحد له وجنة حمراء، و الحمى بها دائمة، و زعم الجاحظ أن عدة من قوابل الأهواز أخبرنه أنه ربما قبلن المولود فوجدنه محموما، و جمعت مع ذلك كثرة الأفاعي في جبلها المطل عليها و كثرة العقارب. و كان صاحب الأهواز الهرمزان؛ و فتحها و ما يليها حرقوص ابن زهير كما قدمناه و كانت له صحبة، بعث به عتبة بن غزوان من البصرة بأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه. و حكى البلاذري أن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه غزا سوق الأهواز في ولايته حين شخص عتبة بن غزوان من البصرة آخر سنة خمس عشرة و أول سنة ست عشرة فقاتله البيروان دهقانها ثم صالحه على مال ثم إنه نكث، فغزاها أبو موسى الأشعري رضي الله عنه حين ولي البصرة بعد المغيرة و فتح سوق الأهواز عنوة و فتح نهر تيرى عنوة و ولي ذلك بنفسه في سنة سبع عشرة. و روي أنهم غدروا و افتتحت رام هرمز عنوة في آخر أيام أبي موسى، و فتح أبو موسى سرق على مثال رام هرمز. و الأهواز موضع يجمع سبع كور، و بلغ عمر رضي الله عنه أن حرقوصا نزل جبل الأهواز و الناس يختلفون إليه و الجبل كؤود يشق على الناس، فكتب إليه: بلغني أنك نزلت منزلا كؤودا لا يؤتى إلا على مشقة، فأسهل و لا تشقق على مسلم و لا معاهد، و قم في أمرك على رجل تدرك الآخرة و تصف لك الدنيا و لا تدركنك فترة و لا عجلة فتكدر دنياك و تذهب آخرتك.
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
قال قدامه بن جعفر:
سوق الاربعاء
ومن حصن مهدي الى سوق الاربعاء أربعة فراسخ، ومن سوق الاربعاء الى ال[محول]] ستة فراسخ.


قال صاحب حدود العالم:

مدينة على شاطئ هذا النهر ذات نعم وفيرة، و عامرة.
قال المقدسي:
شبه حصن يسمّى المربّعه على نهر زبيده ويعرف بسوق الأربعاء داخله فضاء واسع به يجتمع الاكره والحواصيد على كلّ ركن فندق وبين الجامع والشطّ رميه سهم على نشزه يصعد اليه بدرج من نحو الشطّ ودرجه من قبل الأسواق اقلّ كلّه آزاجات من حجاره باناط ووجه المغطّى بلا أبواب وأكثر الأسواق مغطّاه، والآبار مالحه وشربهم من دجله ومن نهر زبيده. على شعبه من هذا النهر ذات جانبين بينهما قنطره من خشب تجرى تحتها السفن والجانب العراقىّ اعمر وفيه الجامع.


قال ياقون الحموي:

بليد من نواحي الأهواز، ذكرت في الأربعاء، بينها وبين عسكر مكرم سته فراسخ.
قال عبد المومن البغدادي:
بليد من نواحى الأهواز، ذكرت فى الأربعاء، بينها و بين عسكر مكرم ستة فراسخ.
قال قدامه بن جعفر:

سوق الاهواز

قال قدامه بن جعفر:
ومن نهر تيرين الى سوق الاهواز ثلاث سكك، ومن سوق الاهواز الى البرجان، آخر عمل الاهواز أربع عشرة سكة.
قال قدامه بن جعفر ايضاً:
ومن سوق الاهواز الى البرجان، آخر عمل الاهواز أربع عشرة سكة. از سوق الاهواز تا برجان كه پايان ناحيه اهواز است، چهارده از سوق الاهواز تا حويرول دو فرسخ.
قال ياقوت الحموي:

اسم مدينه، ذكرت خبرها مبسوطا في الأهواز.

قال عبد المومن البغدادي:
مدينة ذكرت فى الأهواز.

قال الحميري:
و يقال لها سوق الأربعاء، بينها و بين عسكر مكرم مرحلة، و هي من عمل خوزستان، و هي مدينة حسنة بها سوق مشهورة في يوم معلوم، و بها فواكه و نعم كثيرة و متاجر و دخل و خرج و جباية كثيرة. قالوا : و لمّا انهزم الهرمزان بالقادسية استمد عتبة بن غزوان سعد بن أبي وقاص فأمده بمدد فاقتتلوا، فهزم الهرمزان و من كان معه، و أصاب منهم المسلمون ما شاءوا و اتبعوهم حتى وقفوا على شواطئ دجيل و أخذوا ما دونه و عسكروا بجبال سوق الأهواز، و قد عبر الهرمزان جسر سوق الأهواز و أقام بها و صار دجيل بينه و بين المسلمين، فرأى الهرمزان ما لا طاقة له به، فطلب الصلح، و كتب إلى عتبة فأجابه إلى ذلك على الأهواز كلها و مهرجان ما خلا نهر تيرى و مناذر و ما غلبوا عليه من سوق الأهواز، فال: فانا لا نردّ عليهم ما تنقذنا.


المصادر التاريخية :

1-البلاذری ، فتوح البلدان ، ص ٣٧٣-٣٦٦ ، صص ٥٣٨-٥٢٥
2-اليعقوبی ، البلدان ، ص ٢٠٢ ، ص ١٤١
3-ابن خردادبه ، المسالک و الممالک ، ص ٤٤-٤٢ - ٥٧
4-قدامه بن جعفر ، الخراج و صناعه الکتابه ، ص ٨٩ - ٩٢- ١٢٥ - ١٧٠ - ١٨٢ - ٣٨٣ - ٣٨٥ ، ص ٢٨ - ٣١ - ٣٢ - ١٣٦
5-ابن الفقیه ، البلدان ، ص ٤٠٢-٣٩٥
6- حدود العالم ، ص ١٤٩
7-المهلبي العزيزي ، المسالك والممالك ، ص ١٢١
8- المقدسی ، أحسن التقاسيم في معرفه الأقاليم ، صص 23، ٢٥ ، ٥١ ، ٤٠٦ ، ٤١١-٤١٠ ، المجلد ١، صص 32-33 ، ٣٦ ، ٧٤ المجلد ٢ ، صص ٦٠٧ ، ٦١٤-٦١٣
9-البکری الاندلسی ، معجم ما استعجم من اسماء البلاد و المواضع ، جلد ١، ص ٢٠٦
10-الادریسی ، نزهه المشتاق في اختراق الآفاق ، جلد ١، ص ٣٩٣-٣٩٢
11-ابی طاهر السلفی ، الاربعون البلدانیه ، ص ١٣٠
12-یاقوت الحموی ، معجم البلدان ، المجلد ١، ص ٢٨٦-٢٨٤ ، المجلد 5 ، ص 403، المجلد ١، ص ٣٦٥-٣٦٣
13- القزوینی، اثار البلاد و اخبار العباد ، ص ١٥٢، ، ص ٢٠٧
14-عبد المومن البغدادی ، مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة و البقاع ، جلد ١، ص ١٣٥ ، المجلد ٣، ص ١٤٥٧.
15- شهاب الدین عبدالله خوافی ( حافظ ابرو) ، المجلد ٢، ص ٩٧
16-ابن الوردی البكري القرشي، المعري ثم الحلبي ، خريده العجائب وفريده الغرائب ، ص ٣٦٩
17-ابوعبدالله عبد المنعم الحمیری ، الروض المعطار فی خبر الاقطار ، ص ٦١
18- قدامه بن جعفر ، الخراج و صناعه الکتاب ، ص88 ، ، ص ٢٦.
19- حدود العالم ، ص ١٤٩.
20- المقدسی ، أحسن التقاسيم في معرفه الأقاليم، 138،ص ٤١٢، المجلد1،ص194، المجلد2،ص615.
21- یاقوت الحموی ، معجم البلدان ، جلد ٣، ص ٢٨٣.
22-عبد المومن البغدادی، مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة و البقاع، المجلد ٢، ص ٧٥٥.
23- قدامه بن جعفر ، الخراج و صناعه الکتاب، ص25 ،125 ، ص ٢٦،100.
24- عبد المومن البغدادی، مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة و البقاع، المجلد ٢، ص ٧٥٦.
25- ابوعبدالله عبد المنعم الحمیری ، الروض المعطار فی خبر الاقطار ، ص ٣٣١
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
موقع محافظة خوزستان (الاهواز) في خريطة محافظات ايران
باللون الاحمر العنابي:

1200px-IranKhuzestan-SVG.svg.png


.............



خوزستان او الاهواز في الخرائط العربية القديمة:


20120110_121929+-+Copy+-+Kopya+-+Kopya+-+Kopya.jpg




Kashgari_map.jpg





Istakhri_map_2.jpg



التقاش حول الاسم التاريخي:
................

الأهواز أم الأحواز أم الأخواز؟؟

محيي هادي
الحوار المتمدن-العدد: 610 - 2003 / 10 / 3 - 04:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات


كنت قد كتبت مقالة بعنوان ( الأهواز أم الأحواز ). أما الآن فإنني أكتب هنا موسعا مجال المقالة المذكورة سابقا فأضيف كلمة الأخواز (بالخاء المعجمة) لتصبح لدينا ثلاثة كلمات لها علاقة بالموضوع . و ساذكر فقرات اقتبستها من كتاب الحموي - معجم البلدان-، الذي يعتمد عليه من يدافع عن تسمية الأهواز بالأحواز . الا أنه و قبل الدخول في موضوعي هذا فإنني أقول، كما قال الحموي في كتابه معجم البلدان أن "الأهواز إسما عربيا سمي به في الإسلام". كذلك سأذكر بعض الفقرات التي اقتبستها من مصادر أخرى.

من خلال مراجعاتي للمصادر المتوفرة لدي وجدت :
* أن كلمة الأهواز تتكرر 2821 مرة في 1915 صفحة في 174 كتاب.
* أن كلمة الأحواز تتكرر 10 مرات في 10 صفحات في 9 كتب. و لا تعني كلمة الأحواز في هذه المراجعة ، بالضرورة ، الأهواز.
* أما كلمة الأخواز فإنها تتكرر 8 مرات في 3 كتب.
* تكررت كلمة أهواز 9 مرات في 6 كتب. و لم أبحث جديا عن كلمتي أحواز و أخواز، الا أنني أذكر شيئا عنهما.
* و تتكرر كلمة الأهوازي 1916 مرة في 107 كتب.
* لم أجد أي ذكر لكلمة الأحوازي.
* و لم أجد كلمة الأخوازي.
* أما كلمة الحويزة فإنها تتكرر 81 مرة في 6 كتب.

سأكتب شيئا عن كلمتي الأحواز و الأخواز ، أما عن كلمة الأهواز فأرجو للقارئ أن يراجع مقالتي السابقة ( الأهواز أم الأحواز) فعلى الرغم من قصرها فإنها تفيد لتكملة هذا الموضوع ، إذ أنني ذكرت قسما ، ولو قليلا ، من المصادر التي تبحث عن - الأهواز -.

في معجم البلدان يذكر ياقوت الحموي :
" قال كثير :
إليكَ إبن ليلى تمتطي العيسُ صحبتي …. ترامي بنا مبركين المناقل
تخلل أحواز الخبيب كأنها ………… قطا قارب أعداد حلوان ناهل. ( الخبيب بالخاء المعجمة)

و يذكر الحموي أيضا ، عندما يتحدث عن مرج عبد الواحد :
" مرج عبد الواحد : بالجزيرة. قال أحمد بن جابر قال : ابو أيوب الرقي : سمعت أن عبد الواحد الذي نسب المرج اليه عبد الواحد بن الحارث بن الحكم بن العاصي و هو إبن عم عبد الملك بن مروان كان على المرج فجعله حمى للمسلمين و هو الذي مدحه القطامي فقال :
أهل المدينة لا يحزنك شأنهم ……. إذا تخطاك عبد الواحد الأجل.
و قيل كان حمى للمسلمين قبل أن يبني الحدث و زبطرة فلما بُنيا استغنى عنه فضمه الحسين الخادم الى الأحواز أيام الرشيد ثم وثب الناس عليه فغلبوا على مزارعه حتى قدم عبد الله بن طاهر الى الشام فرده الى الضياع".
بقي علينا أن نكتشف هل الأحواز هنا تعني الأهواز و مرج عبد الواحد واقع بالجزيرة !

و في ( فتوح البلدان ) للبلاذري :
"كان مرج عبد الواحد حمى المسلمين قبل أن تبنى الحدث و زبطرة فلما بنيا استغنى بهما فضمه الحسين الخادم الى الأحواز في خلافة الرشيد".

و في الإحاطة في أخبار غرناطة لإبن الخطيب ، عندما يتحدث عن منديل بن يعقوب بن عبد الحق يقول :
" كان فاضلا عاقلا جوادا عيَّنه أبوه أمير المسلمين أبو يوسف بن عبد الحق للضرب على أحواز مالقة عند الفتنة فاضطربت المحلة تجاه سهيل و ضيق على تلك الأحواز وبرز إليه الجيش"
وعندما يكتب ابن الخطيب عن الحاجب المعظم، يذكر:
"و بنى الأبراج المنيعة في مثالم الثغور و روابي مطالعها المنذرة ما ينيف على أربعين برجا فهي ماثلة كالنجوم ما بين البحر الشرقي من ثغر بيرة الى الأحواز الغربية"

أما الحميري فعندما يكتب عن برونة في كتابه - الروض المعطار في خير الأقطار- يذكر:
" هي مدينة واسعة الأحواز كثيرة الحصون سابغة النعم".

و في الرسائل للجاحظ و هو يتحدث عن البغال في - ما قيل في حب البغال - :
" ذكر ابو الشمقمق :
واضحات الخدود أُدمٌ و بيضٌ ……. فاتنات ميلٌ من الأعجازِ
بين عوّادة و أخرى بصنجٍ ……… في بساتينها و في الأحوازِ".

ما تعني الأحواز هنا ؟

و في ( البغال ) للجاحظ أيضا :
" و ذكر أيضا البغال فقال : ما أراني سأترك بغداد و أهوى لكورة الأهواز حيث لا تنكر المعازف و اللهو و شرب الفتى من التقماز و جوارٍ كأنهن نجوم الليل زهر الظباء الجوازي واضحات الخدود فاتنات ميل من الأعجاز بين عوّادة و أخرى بصنجٍ في بساتينها و في الأحواز ذاك خير من التردد في بغداد. "

و في تاريخ إبن خلدون وجدت :
"و استقبلنا الوادي يهول مدا و يروع سيفه الصقيل حدا فيسره الله من بعد الأعواز و انطلقت على الفرصة بتلك الفرضة لأيدي الانتهاز و سألنا من سائله أسد بن الفرات فأفتى برجحان الجواز فعمَّ الإكتساح و الإستباح جميع الأحواز فأديل المصون و انتهبت القرى و هدت الحصون"

و في تاج العروس للزبيدي :
" الحوز : الموضع يحوزه الرجل تتخذ حواليه مسناة ،و الجمع أحواز . قال أبو عمرو : الحوز : المِلك .. قال إبن سيدة الحوز : النكاح "

و في ربيع الأبرار للزمخشري :
" الأحواز مقلوبة عن أخواز جمع خوز لأنها كانت بلدهم. و قال الأصمعي : الخوز الفَعلةٌ الذين بنوا الصرح لفرعون ، سُمُّـو بخوز و هو الخنزير بالفارسية و لما جاء الإسلام و أقامت العرب بها اتقوا من هذا الإسم فبذلوا لأصحاب السلطان أموالا حتى غيَّر الأخواز بالأهواز".

و يرى القارئ هنا أن الزمخشري يذكر الكلمات الثلاثة في نفس الوقت.

لنعود مرة أخرى الى معجم البلدان لياقوت الحموي ، فنجده وقد ذكر كلمة الأهواز ( بهاء الهدوء ) 84 مرَّة ، و أنه وبعد أن يصف أهل الأهواز في زمانه بصفات مشينة و سيئة يصعب عليَّ أن أذكرها،يقول :
" الأهواز : آخره زاي و هي جمع هوز و أصله حوز فلمَّا كثر استعمال الفرس لهذه اللفظة غيَّرتها حتى أُذهبت جملة ،لأنه ليس في كلام الفرس حاء مهملة و إذا تكلموا فيها قلبوها هاء. ثم تلقفها منهم العرب فقلبت بحكم الكثرة في الإستعمال و على هذا يكون الأهواز اسما عربيا سمي به في الإسلام. و كان اسمها في أيام الفرس خوزستان و في خوزستان مواضع يقال لكل واحد منها خوز كذا خوز بني سعد و غيرها فالأهواز اسم لكورة بأسرها. و أما البلد الذي يغلب عليه الإسم عند العامة اليوم فإنما هو سوق الأهواز . و أصل الحوز في كلام العرب مصدر حاز الرجل الشئ يحوزه حوزا إذا حصله و ملكه. قال أبو منصور الأزهري الحوز في الأرضين أن يتخذها رجل و يبني حدودها فيستحقها فلا يكون لأحد فيها حق فذلك الحوز هذا لفظه . حكاه شِمر بن حمدويه و قرأت بعد ما أثبته عن التوزي أنه قال أن الأهواز تسمى بالفارسية هرمشير و إنما كان إسمها الأخواز فعرَّبها الناس فقالوا الأهواز."

و يذكر الحموي في موضع آخر من كتابه المذكور - معجم البلدان- ان:
" الأهواز تسمى بالفارسية هرمشير و إما كان إسمها الأخواز فعربها الناس فقالوا الأهواز . و أنشد إبن الأعرابي :
لا ترجعن الى الأخواز ثانية ….. و قيقعان الذي في جانب السوق
و نهر بط الذي أمسى يؤرقني ….. فيه البعوض بلسب غير تشفيق
سمتها العرب سوق الأهواز يريدون هذه الكورة المحوزة أو سوق الأخواز بالخاء المعجمة لأن أهل هذه البلاد بأسرها يقال لهم الخوز."

و يؤيد البلاذري في - ربيع الأبرار- ما كتبه ياقوت الحموي ، فيذكر :
" قال الثوري :… و إنما سميت الأخواز فغيرها الناس فقالوا : الأهواز .

و يذكر لسان العرب عن إبن الأعرابي أن : "خوز هو جيل من الناس معروف، أعجمي معرَّب. و قال : الخوز جبل معروف من العجم ، و يروى أيضا بالراء، و هو من أرض فارس . قال إبن الأثير : و صوَّبه الدار قطبي."

أما القاموس المحيط فيذكر :
" الخوز : جيل من الناس و إسم لجميع بلاد خوزستان.
و سكة (خوز ) بأصفهان منها أحمد بن الحسن الخوزي.
و شِعب (الخوز) بمكة منه إبراهيم بن يزيد الخوزي.

و كما ذكرت مسبقا عن الحويزة ( بالحاء المهملة ) فإني قد وجدت 81 ذكرا لهذه الكلمة في 15 كتاب، وهنا سأذكر فقط ما كتبه القزويني في - آثار البلاد و أخبار العباد :
"أما عن الحويزة : كورة بين واسط و البصرة و خوزستان في وسط البطائح في غاية الرداءة"

محيي هادي
muhyee_960@hotmail.com
29/09/2003


.....................

من موقع قناة العربية السعودية:


الأهواز والأحواز وعربستان.. مسميات جدلية لأرض واحدة

الأربعاء 21 محرم 1437هـ - 4 نوفمبر 2015م


صالح حميد – العربية.نت
أثارت مسميات الأهواز والأحواز وعربستان لغطاً كبيراً وجدلا واسعاً، حول التسمية الصحيحة لهذا الإقليم العربي المحاذي للعراق، والمطل على شمال الخليج العربي والممتد حتى ضفته الشرقية، الذي كان حتى العام 1925 إمارة شبه مستقلة يحكمها الشيخ خزعل بن جابر الكعبي، الملقب آنذاك بـ "أمير عربستان" أو "أمير المحمرة"، قبل أن يقوم الشاه الأب رضا بهلوي بغزو الإقليم عسكرياً وأسر الشيخ خزعل ومن ثم ضم الإقليم بمعزل عن إرادة شعبه العربي.

الشيخ خزعل بن جابر الكعبي آخر أمير لإمارة عربستان
وتدور أغلب النقاشات حول تسمية الإقليم بين الناشطين السياسيين الأهوازيين أو الأحوازيين أنفسهم، مما أثار الالتباس لدى الكثير من وسائل الإعلام التي باتت تتناول قضية العرب في إيران وتسلط الضوء عليها بشكل غير مسبوق، خلال السنوات القليلة الماضية.
ولرفع هذا اللغط والالتباس، قامت "العربية.نت" بتحقيق علمي وتاريخي حول أصل تسمية الإقليم، واستطلعت آراء كتّاب وباحثين ممن تطرقوا إلى أصل هذه التسمية وفقاً للمصادر العلمية والتاريخية.
عمر بن الخطاب أول من ذكر "الأهواز"
لعل أقدم مصدر عربي ذكر تسمية "الأهواز" بحرف "الهاء"، هو كتاب تاريخ الطبري في فصول مختلفة ومنها فصل "تاريخ الرسل والملوك"، لدى نقل رد من الخليفة عمر بن الخطاب بعد تلقيه خبر فتح البصرة والأهواز، جاء فيه: "كتب إليّ السري، يقول: حدّثنا شعيب، قال: حدّثنا سيف، عن محمد والمهلّب وعمرو، قالوا: كان المسلمون بالبصرة وأرضها - وأرضها يومئذ سوادها، والأهواز على ما هم عليه إلى ذلك اليوم، ما غلبوا عليه منها ففي أيديهم، وما صولحوا عليه منها ففي أيدي أهله، يؤدّون الخراج ولا يدخل عليهم، ولهم الذمّة والمنعة - وعميد الصلح الهرمزان. وقد قال عمر: حسبنا لأهل البصرة سوادهم والأهواز، وددت أنّ بيننا وبين فارس جبل من نار لا يصلون إلينا منه ولا نصل إليهم...".
وينقل تاريخ الطبري شعراً للصحابي الأسود بن سريع، يصف هروب القائد الفارسي من معركة الجسر بالقرب من الأهواز، ويكرر فيه اسم الأهواز بـ "الهاء" فيقول:
لعمرك ما أضاع بنو أبينا ... ولكن حافظوا فيمن يطيع
أطاعوا ربّهم وعصاه قوم ... أضاعوا أمره فيمن يضيع
مجوس لا ينهنهها كتاب ... فلاقوا كبّة فيها قبوع
وولّى الهرمزان على جواد ... سريع الشّدّ يثفنه الجميع
وخلّى سرّة الأهواز كرها ... غداة الجسر إذ نجم الرّبيع
كما يذكر الشاعر العربي البارز جرير، مسمى الأهواز بالهاء في ذمه للفرزدق بعد أن لجأ إلى قبيلة بني العم الأهوازية فقال:
ما للفرزدقِ منْ عزّ يلوذُ بهِ ... إلاّ بَنُو العَمّ في أيْديهِمُ الخَشَبُ
سيروا بني العمَّ فالأهوازُ منزلكمْ ... ونَهْرُ تِيرَى فَلَمْ تَعْرِفكُمُ العرَبُ
الضَّارِبوُ النّخلَ لا تَنبو مَناجِلُهُمْ ...عنِ العذوقِ ولا يعييهمُ الكربُ
ا
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
المسكوكات الأموية والعباسية تحمل ضرب الأهواز
ومن الوثائق المادية التي تذكر تسمية "الأهواز" يمكن الإشارة إلى النقود والمسكوكات الفضية والذهبية المتوفرة بكثرة في مختلف المتاحف، لمختلف الفترات الأموية والعباسية، خاصة تلك التي ضربت في العهد الأموي، ففي الصورة المنقولة هنا نقدين فضيين أحدهم يعود لسنة 90 للهجرة والثاني لـ 94 للهجرة كتب عليهما "ضرب سوق الأهواز" .



e2abc038-fc77-4f74-bd26-6dd34aad3a21.jpg


درهم فضة ضرب في الأهواز سنة 94 للهجرة

درهم فضي يعود للفترة العباسية كتب عليه ضرب سوق الأهواز
المصادر التاريخية
تؤكد الغالبية العظمى من المراجع والمصادر التاريخية وأمهات الكتب المتوفرة بأن الإقليم كان يسمى "الأهواز" في أغلب فتراته التاريخية.
وجاء في القاموس المحيط، أن الأهواز هي: تسع كور بين البصرة وفارس، لكل منها اسم ويجمعهن الأهواز. كما يذكر القلقشندي في كتابه نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، أن "يوم الأهواز، وفيه تغلب العرب على الفرس، وقع عام 17 للهجرة، والأهواز: إقليم عربي واسع يتكون من سبع كور بين البصرة وفارس".
وقد أيد النوير ما ذكره القلقشندي إذ كتب في "نهاية الأرب في فنون الأدب": "في سنة سبع عشرة فتحت الأهواز".
أما علي جواد الطاهر (1911- 1996) فقد كتب في "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام"، أن "سابور بعد انتصاره على الروم، عاد واتبع سياسة استرضاء العرب، فاستصلحهم وأسكن بعض قبائل تغلب وعبد القيس وبكر بن وائل كرمان وتوج والأهواز".
ولدى بحث "العربية.نت" حول المصادر التاريخية التي ذكرت تسمية "الأهواز" بالهاء وجدت الكثير من المؤرخين والرحالة العرب ذكروا هذه التسمية، ومنهم: ابن حوقل في كتاب "صورة الأرض"، والمسعودي في "مروج الذهب ومعادن الجوهر"، وابن الأثير في "الكامل في التاريخ"، والذهبي في "العبر في خبر من غبر"، وابن العبري في "تاريخ مختصر الدول"، وابن مسكويه في "تجارب الأمم وتعاقب الهمم"، ومسعر بن مهلهل أبي دلف في "عجائب البلدان".
كما ورد ذكر الأهواز لدى الإصطخري في كتاب "صور الأقاليم"، وفي "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" للشريف الإدريسي، وفي "تاريخ ابن خلدون"، وفي كتاب "البلدان" لقدامة بن جعفر، وفي "صور الأقاليم" لأحمد بن سهل أبو زيد البلخي.
ياقوت الحموي والأحواز
لعل المؤرخ الوحيد الذي حاول أن يجد تفسيراً لاسم الأهواز هو ياقوت الحموي، فظن أن "الأهواز" كانت "الأحواز". ويقول الحموي وهو المؤرخ العربي الشهير في كتابه "معجم البلدان" إن "الأهواز تسمى بالفارسية "هرمشير" وإنما كان اسمها الأخواز فعربها الناس فقالوا الأهواز". ولكنه في نفس الكتاب يناقض نفسه فيقول :"تكون الأهواز معجمة لكلمة الأحواز بسبب عدم لفظ الفرس لحرف الحاء"، ومع هذا يعيد ياقوت الحموي التأكيد على أن "الأهواز اسم عربي سمي في الإسلام".
وهذه المغالطة الحموية الضعيفة صارت أساساً لتبرير استخدام "الأحواز"، غير أن الفرس وإن كانوا ينطقون حرف الحاء هاءً، لكنهم في الكتابة يكتبونها كما يكتبها العرب حيث يقولون مهمد، ولكن يكتبون محمد، ويقولون هسين، ويكتبون حسين وغيرها، وكما هو الحال بالنسبة لحرف الواو حيث يلفظونها كما يلفظ حرف V الإنجليزي، لكنهم يكتبونها كحرف الواو العربي، تماما، فمن هذا المنطلق لا يمكن القبول بأن الفرس غيروا التسمية.
يذكر أن السلالة الصفوية في إيران والعثمانيين في تركيا كانوا يطلقون على الإقليم تسمية "عربستان" وتعني أرض العرب، لخمسة قرون تقريباً، أي من القرن الـ 16 حتى نهاية حكم الكعبيين في عشرينيات القرن الماضي.
أما حول حقبة الشيخ خزعل بن جابر الكعبي (1897 -1925) وهو آخر حاكم للإقليم، فإنه كان يلقّب بـ "أمير المحمرة" وغالبا "أمير عربستان"، بينما كان ابنه الشيخ عبدالحميد حاكماً لمدينة الأهواز، ولم ترد في وثائق الديوان الخزعلي أي ذكر لكلمة الأحواز، بينما يرد ذكر اسم مدينة الأهواز التي تبعد عن المحمرة 120 كلم.
وتعتبر "جبهة تحرير عربستان " أولى التنظيمات الأهوازية التي تأسست في خمسينيات القرن الماضي، ولم يرد أي ذكر لتسمية الأحواز في أي مكان من منشورات وأدبيات "جبهة تحرير عربستان" وكذلك بعدها "الجبهة القومية لتحرير عربستان".
متى جاءت تسمية الأحواز؟
دخلت تسمية الأحواز في القاموس السياسي لدى التنظيمات الأهوازية منذ بداية السبعينيات، ومع وصول حزب البعث العربي الاشتراكي للسلطة في العراق. وتم الترويج للتسمية على يد الباحث العراقي، علي نعمة الحلو، الذي ألف سلسلة كتب تحت عنوان "الأحواز" آخذاً ما أورده ياقوت الحموي لاختيار مسمى الأحواز، بدلا من الأهواز التاريخية. ومن ثم تبنت "الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز- عربستان" هذه التسمية لدى تأسيسها في العام 1971.
وفي هذا الصدد يقول جابر أحمد، أحد مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز-عربستان، والذي يعمل حالياً مديراً لمركز دراسات الأهواز، إنه "مع تصاعد المد القومي في العراق إبان الحقبة العارفية وتحديداً في عهد عبد السلام عارف، ظهرت تسمية "الأحواز" خاصة بعد صدور الجزء الأول من كتب علي نعمة الحلو "الأحواز-عربستان" في العام 1969، والذي هو الآخر لم يتخل عن تسمية عربستان حيث أوردها كإضافة في كتاباته إلى جانب الأحواز".
وأضاف: "من هنا يمكن القول إن هذه التسمية دخلت القاموس السياسي الأهوازي في العام 1970، كما ظلت تسمية عربستان ترافق تسمية الأحواز، كما أن هناك منظمة تأسست في الكويت في نهاية الستينيات، باسم جبهة التحرير الأهوازية".
وكان جابر أحمد عضو وفد عرب الأهواز الذي ذهب لمفاوضة الحكومة المؤقتة في طهران في العام 1979 بعيد الثورة، للمطالبة بالحكم الذاتي للإقليم العربي، إذ يقول في هذا الصدد: "بعد سقوط نظام الشاه عام 1979 وردت كلمة عربستان في مذكرة الشعب العربي الأهوازي التي كانت من 12 بنداً، حيث ورد بالحرف الواحد أن الحكم الذاتي يقام في المنطقة التي كانت عربستان تاريخياً" .
ويضيف: "بعد ذلك التاريخ حاول نشطاء الشعب العربي في الداخل ولاعتبارات سياسية تجنب لفظ تسمية عربستان، فتم البحث في أصول التسمية وجذورها وقد توصلوا في النهاية إلى تبني تسمية الشعب العربي الأهوازي وهي تسمية عربية وفق المصادر التاريخية".
تسمية "الأهواز" هي الدارجة في الداخل
تعد تسمية "الأهواز" بالهاء هي الدارجة لدى الناس العاديين في داخل الإقليم، كما يستخدمها الباحثون والكتّاب والناشطون الأهوازيون في الداخل، سواء في الأمسيات والمهرجانات الشعرية، أو في المواقع والمدونات وشبكات التواصل الاجتماعي.
كما انتشرت مقاطع وفيديوهات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي يهتف فيها الجماهير في الأعياد والمناسبات الدينية والاجتماعية وليالي الشعر وفي ملاعب كرة القدم بتسمية "الأهواز" بالهاء، مما يعتبر عينة تمثل مختلف فئات المجتمع الأهوازي.

ويعتبر الكاتب والباحث الأهوازي، يوسف عزيزي، من أوائل الذين استخدموا تسمية الأهواز في داخل إيران، وروج لمقولة "الشعب العربي الأهوازي" سواء في خطاباته بالجامعات الإيرانية أو في مقالاته وبحوثه حول الإقليم، رغم الحظر والمضايقات التي تفرضها السلطات على الناشطين العرب في الداخل.
وقال عزيزي لـ "العربية.نت" إن "مسمى الأهواز مثبت في معظم الكتب التاريخية العربية والفارسية، قبل وبعد الإسلام، مع استثناء نادر جداً من الكتب العربية، لكن منذ القرن 15 أصبح مسمى عربستان يُطلق على المملكة المستقلة التي أقامها المشعشعيون وعاصمتها الحويزة، واستمر هذا المسمى رائجاً حتى سقوط الحكم العربي في 1925. ويمكن أن نعثر على مسمى عربستان في الوثائق التاريخية والرسمية للإمبراطوريتين الفارسية والعثمانية والدول الاستعمارية كالبرتغال وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا، وفي تلك الخاصة بالدول العربية (مصر، العراق، السعودية، سوريا، اليمن ودول عربية أخرى) بعد استقلال هذه الدول".
ويرى عزيزي وهو أمين مركز مناهضة العنصرية ومعاداة العرب في إيران أن "رواج مسمى الأحواز بين الناشطين في الخارج هو بمثابة رد فعل على عنجهية الحكام الإيرانيين الذين يرفضون تغيير الأسماء المفرسة للإقليم والمدن والأحياء والشوارع إلى أصلها العربي التاريخي، لكن لا يمكن حسم هذا الخلاف إلّا بواسطة استفتاء شعبي يُسأل من خلاله رأي أبناء شعبنا في هذا الخصوص. لكن قبل ذلك يمكن للمنظمات والنشطاء العربستانيين في الخارج أن يناقشوا الموضوع بهدوء وعلى أسس أكاديمية وسياسية".
وختم عزيزي بالقول: "أقترح أن لا نضيع الاسم الدولي للإقليم، أي عربستان، وأن نتفق جميعاً أو معظمنا حول مسمى الأحواز أو الأهواز كعاصمة للإقليم وكاسم للشعب العربي القاطن هناك بعيداً عن المؤثرات الخارجية، إيرانية كانت أو عربية".
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
تاريخ الأهواز – عربستان - منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهنة ،الفصل السادس الحلقة الاولى *

جابر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 01:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



بزوغ نجم البو كاسب :
اقترن بزوغ نجم كعب البو كاسب مع اعتلاء ناصر الدين شاه القاجار السلطة في طهران ، وكانت حينها منطقة عربستان خصوصا و ايران عموما قد شهدت احداث سياسية على غاية من الاهمية تمثلت بالتدخلات الخارجية ونشوب النزعات القبلية و اشتداد حدة الصراع بين الدولتين العثمانية والقاجارية على عائدية ميناء المحمرة ومن ثم قمع قبيلة البوناصرالتي كانت تحكم الفلاحية و انتقال السلطة الى حكومة محلية يرأسها شيخ قبيلة البو كاسب الذي اتخذ من مدينة المحمرة مقرا له .
وبالاضافة الى هذه الحكومة العربية شهد اقليم عربستان قيام حكومات مماثلة مدعومة من الدولة المركزي خاصة في المناطق الشمالية من عربستان ، لعل اهمها حكومة سليمان خان المعروف به " حسام الدولة " من اقرباء منوشهر خان آخته وهو رجل مسيحي ترجع اصوله الى جورجيا ، وبما انه مسيحي و سكان المنطقة التي يحكمها من اتباع المذهب الشيعي فسرعان ما استبدل بحاكم اخر هو امير خان اللاري المعروف به " احتشام السلطنة " وقد اشتهر حكمه بالفساد والرشوة و النهب ، وقد كتب السائح المعروف " لفتوس " حول هذا الموضوع قائلا : " لقد اخذ الامير ميرزا خان لاري المعروف به " احتشام السلطنة " رشوة من سليمان خان ( حسام السلطنة " مقدارها 20 الف تومان وقدمها الى ناصر الدين شاه القاجار
" .
وحول زوال حكومات من هذا النوع يقول الامام علي عليه السلام ان " تبدل زوال الدول باربع : تضييع الاصول و التمسك بالفروع ، وتقدم الاراذل وتأخر الافاضل " وهذه هي السياسية التي ادت الى اغتيال ناصر الدين شاه .
وبمقتل ناصر الدين شاه شهدت الساحة الايرانية تطورات هامة منها اعتلاء ابنه الشاب العرش كخلف لوالده وجرت محاولات لدمقرطة ايران وخروجها من القرون المظلمة الماضية وتمثل ذلك بتحديد صلاحيات الملك وسن الدستور " المشروطة " الا ان هذه المحاولات قد اجهضت في المهد وعلى اثرها قتل العديد من دعاة الدستورية الملكية منهم على سبيل المثال لا الحصر السيد حسن المدرس وسيطرة الفقر و الجهل على المجتمع ، الامر الذي مهد فيما بعد الى زوال السلالة القاجارية .
وفي عهد ناصر الدين شاه القاجار حدث شرخ كبير في اتحاد فيدرالية كعب بزعامة البوناصر وانشقت هذه القبيلة الى مجموعتين المجموعة الاولى وهم البوناصر بقوا في الفلاحية والمجموعة الثانية هم البوكاسب بزعامة مرداو بن علي بن كاسب وهي فرع من كعب واستقرت الى جانب ساحل كارون وقد تعاقب على رئاسة هذه القبيلة بعد مرداو اولاده الحاج يوسف بن مرداو حاكم المحمرة والذي اسس مدينة المحمرة ميناءهاعام 1812 م الامر الذي ساعد نهائيا على شق تحالف كعب وذلك عام 1849 فبقي وكما قلنا سابقا احفاد البوناصر يحكمون في الفلاحية في حين استمر احفاد البوكاسب يحكمون في المحمرة .
امارة كعب البوكاسب " المحيسن " في المحمرة ’
في عام 1829 اصبح الشيخ جابر بن مردا والكعبي حاكما للمحمرة خلفا لاخيه الشيخ يوسف بن مرداو وفي الواقع كان هذا الشخص يعد من اهم الشخصيات السياسة التي اعتلت هذه الامارة لان عهده شهد اندماج قبائل عدة مع بعضها مكونين اتحاد قبليا جديدا يطلق عليه اتحاد "المحيسن" ،كما انه استطاع ان يوسع حدود امارته الجغرافية . اضافة الى ذلك كان الشيخ جابر يحضى بتأيد الحكم الملكي في ايرن ، كما في الوقت نفسه يحضى بالاحترام الخارجي ، ومشيا على هدى كعب الفلاحية اصبح رئيسا لكل فروع كعب ، وقد تعرض ذات مرة الى حقد الشيخ رحمة بن عيسى الا ان الشيخ بدل من يسخط عليه قدم له الهدايا واظهر حبه واحترامه له.
لقد استطاع الشيخ جابر وبتسامحه وسياسته الحكيمة ان يجعل من المحمرة امارة صاعدة مستفيدا من ضعف امارة كعب البوناصر في الفلاحية وقد تمكن ايضا ارضاء كل من الدولتين القاجارية والعثمانية ، متخذا من مدينة "كوت المحمرة" مقرا لامارته .
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
وفي تلك الاثناء شهدت القبائل العربية الهامة في عربستان حالة من الانقسام فقد اعلنت كل من قبيلة آل كثير في منطقة تستر ودسبول بقيادة الشيخ حداد بن فارس رئيس قبيلة آل كثير وبني لام في منطقة الشوش و بني طرف في منطقة الحويزة وشط بني طرف " دشت ميشان " بقيادة الشيخ مهاوي بن سندال استقلالهما عن المشعشعيين كما ان شيوخ الباوية بقيادة الشيخ طلال بن سلمان انحازوا الى جانب كعب البوناصر ، كما قبيلة كعب البوناصر نفسها و التي كانت تحكم عربستان هي الاخرى قد ضعفت وذلك نتيجة الخلافات و الحروب الداخلية . ونتيجة لهذا الاوضاع اصدر ناصر الدين شاه القاجار عام 1857 مرسوما يقضي بان يكون جابر بن مرداو حاكم على اقليم عربستان ، كما فوضه ومنحه اختيارات كاملة لاخضاع العشائر المتمردة على سلطته ، كما لايفوتنا القول انه سبق وان حدثت حربين طاحنتين بين شيخ جابر وحكام الفلاحية احدهما تعرف بواقعة "البوحميد" والاخرى بواقعة "كوت الشيخ" والتي ادت الى انتصار البوكاسب و الى الحاق الهزيمة النهائية بامارة كعب البوناصر في الفلاحية .
و في مايلي نص المرسوم الذي اصدره ناصر الدين شاه والذي يمنح بموجبه اقليم عربستان بقيادة الشيخ جابر حكما ذاتيا واسع الصلاحيات وذلك على اثر الحرب القاجارية البريطانية .
1. تكون امارة عربستان الى الحاج جابر بن مرداو ولاولاده من بعده
2. تبقى الجمارك تحت ادارة الدولة الايرانية .
3. يقيم في المحمرة مأمور من قبل الدولة الايرانية ليمثلها لدى امير عربستان ومهمته تنحصر في الامور التجارية .
4. يكون علم الامارة نفس العلم الايراني .
5. تكون النقود المتداولة في عربستان نفس النقود الايرانية .
6. شؤون عربستان الخارجية منوطة بوزارة الخارجية الايرانية .
7. يتعهد امير عربستان بنجدة الدولة الايرانية بجيوشه في حال اشتباكها بالحرب مع دولة اخرى .
جابر يلتقي مع ناصر الدين شاه في بغداد .
وفي سبيل سحب البساط من تحت اقدام البوكاسب والايقاع بينهم و بين الحكومة المركزية واخراج الحكم من يد الشيخ جابر قاموا بزيادة الضرائب الذين يدفعونها لناصر الدين شاه املا منهم بان يساعدهم على استعادة سلطتهم السابقة ولكن الشيخ جابر بحنكته السياسية استطاع ان يقنع والي بغداد مدحت باشا بان يجمعه مع ناصر الدين شاه الذي كان يقوم بزيارة ودية الى بغداد عام 1817 بدعوة من الباشا . وقد جرى في هذا اللقاء امور عدة وتبادل الطرفان وجهات النظر بشأنهما ، وتقر على اثرها ان يدفع الحاج جابر الضرائب و الضرائب الجمركية بصورة مباشرة الى ممثل الملك في مدينة المحمرة وبحصوله لقب "الامير تومان "و مدالية" نصرة الملك " استطاع ان يقوي موقفه لدي الملك وبالتالي يسكت خصومه من البوناصر .
حكم الشيخ جابر في المحمرة :
وحول التعاون بين الشيخ جابر والحكومة المركزية يقول" اللرد كرزن " في الجزء الثاني ، الصفحة 393 من كتابه " ايران وقضية ايران " ان خلفيات هذه التعاون تعود جذوره الى عام 1253ه.ق عندما احتل العثمانيين مدينة المحمرة ، حيث كان حينها الشيخ جابر الحاكم الفعلي لمدينة المحمرة والمعترف به رسميا من قبل الدولة المركزية ، ويقول السيد محمد اليوسفي مؤلف كتاب "تاريخ المحمرة " "ان وقوف و صمود الشيخ جابر امام اعتداءات قوات على رضا باشا الوالي العثماني في الرابع من رجب 1253 كان السبب الرئيسي الذي دفع رئيس الوزراء الايراني " ميرزا تقي خان امير كبير " ان يمنح الشيخ جابر "لقب الخان " .
ويقال ان نجمه قد بزغ بعد ان استطاع اخماد الفتنة التي اشعل فتيلها مع مجيء " خانلر ميرزا " المندوب الايراني في عربستان ومن ثم مرضه التي تسبب في تخلي جماعته عنه، حيث استغل مجموعة من العرب وبتحريك من حاكم البصرة للانتفاضة ضده الامر الذي حدى بجابر التطوع الى التصدي للمنتفضين وبعد حرب طاحنة بينه وبينهم استطاع تحرير مدينة عبادان من وجودهم .
وفي عام 1269 ه.ق اجتاح مرض الطاعون مدينة المحمرة وقد اصيب على اثره عدد كبير من الجنود الحكوميين الامر الذي دفع من سلم منهم من هذا المرض الى الفرار على شكل جماعات وافراد ، وقد طلب القائمين على الجيش مساعدة الشيخ جابر لمنع هذه الهروب فتصدى حملة البنادق من العرب للهاربين واعادوهم بالقوة الى معسكراتهم ، الا انه لم تمر الا فترة وجيزة حتى اشتدت حمى المرض مرة ثانية واصيب بالعدوى ستة قادة و 150 جندي، والباقي من افراد الحامية الايرانية اما اسعف ام فضل الهروب ولكن هذه المرة لم يحول دونهم احد وبذلك اصبحت قلعة عبادان خالية من اي جندي حكومي ، وبما الاتصال بالحاكم " خانلر ميرزا " قد فقد، طلب على اثرها ما تبقى من جنوده المساعدة من الشيخ جابر الذي ارسل بدوره ولده الشيخ محمد وهو برتبة عقيد يرافقه 100 جندي مسلح للحفاظ على قلعة عبادان .
ونقرأ في " الرسالة الناصرية – المنتظم الناصري" حول احداث عام 1268 ما يلي :" في الحرب التي دارت بين ايران وبريطانيا في عام 1273 كان للشيخ الحاج جابر خان حضورا مميزا ، وقد قاتل بجد تحت امرة الدولة المركزية" ، وقد ورد في كتاب خمسمائة سنة من تاريخ عربستان " تاريخ بانصد ساله عربستان " ان البريطانيين بعد ان احتلوا مدينة بوشهر في الشتاء تحركوا في الربيع نحو المحمرة وقد سلم " خا نلر ميرز" مواقعه في جزيرة الخضر "عبادان الى الشيخ جابر وولده العقيد الشيخ محمد وارسل لهم وحدة من الجنود و الخيالة وبعد هذه الحرب في 1273 اصبح الشيخ مورد ثقة الحكومة المركزية اكثر من اي وقت مضى" وقد ورد في المنتظم الناصري تحت عنوان احداث عام 1274 مايلي " رقي الحاج جابر بعد هذه الحرب الى رتبة عليا " مير بنجي " مع منحه خلعة همايونية " ملكية " ومبلغ 500 تومان ثم يضيف ان " الحامية العسكرية و ميدان المدفعية " في المحمرة التي دمرت بفعل المد قد اعيد بناءها بامر من " ضياء الملك " حاكم خوزستان والد مؤلف " منتظم الناصري " مجددا وبشكل جيد .
ان هذين الروايتين ان دلتا على شي انما تدلان على العلاقة الحميمية بين الحاج جابرخان والحكومة القاجارية المركزية .
وعندما استقرت الامور لصالح الشيخ جابر وتمكن من حكم المحمرة قام ببناء قلعة كسكن له في غرب المدينة وقد عرفت هذه المنطقة فيما بعد به " كوت الفيلية " واستنادا الى مؤلف كتاب صاحب " روضة الصفاء " ان كوت الفيلية يقع في الطرف الغربي من مدينة المحمرة وهي من الامكنة الحديثة وقد بناها الشيخ جابر خان الحاكم السابق لمدينة المحمرة ليجعل منها سكن له ولاسرته" .
لعل من اهم الاحداث التاريخية التي وقعت اثناء حكم الشيخ جابر لمدينة المحمرة هو تعرض هذه المدينة عام 1837- 1237 لهجوم من قبل علي رضا باشا حاكم بغداد .
وبعد انسحاب القوات العثمانية من المدينة نشبت خلافات على الحدود بين ايران و العثمانيين وقد حلت هذه الخلافات بواسطة بريطانية روسية ، حيث عقدت اجتماعات بين العقيد "وليمر" ممثل الدولة البريطانية وممثل روسيا "العقيد اورس" وقد تمخضت هذه الوسطة عام 1847 الى عقد معاهدة ارضروم الثانية بين الدولتين القاجارية والعثمانية وبموجبها اصبحت المحمرة جزء من الاراضي الايرانية.
لقد كان الشيخ جابر بن مرداو الكعبي حاذقا في تدبير الشؤون السياسية الخاصة بامارته ، واقد استطاع ان استثمار الظروف وخاصة النزعات بين البريطانيين و الحكومة العثمانية بشكل امثل لصالحه ، فقد كان يبغي من وراء اقترابه من السلطة المركزية هو سد الطريق على منافسية من زعماء البوناصر الذين كانوا يحكمون في الفلاحية واضاعافهم وبالتالي فرض سطوته و سلطته على جميع فروع عشائر كعب.
بالاضافة الى ما ورد كتب عنه السيد مهدي بامداد في كتابه " تاريخ رجال ايران " قائلا " " ان الشيخ جابر كان رجلا كفوءا وهو وان اشترك مع الايرانيين في حرب الكر والفر التي دارت بين البريطانيين و الجيش الايراني عام 1273 ولكن بعد هزيمة الجيش الايراني وانسحابه من مدينة المحمرة باتجاه الاهواز وشوشتر اضطر الشيخ جابر سرا ان يتفاهم مع البريطانيين" .
وبذلك تكون قد انتهت الحلقة الاولى من الفصل السادس وتليها الحلقة الثانية وعنوانها الهجوم البريطاني على ميناء مدينة المحمرة .
*تاليف : موسى سيادة
عرض وترجمة :جابر احمد
المصادر:
تاريخ بيداري ايران ( ايران در آستانه اتقلاب مشروطيت) ، نوشته باقر مؤمني ، انتشارات امير كبير .
التاريخ السياسي لامارة عربستان ، تأليف الدتور عبد القادر النجار .
تاريخ الكويت السياسي ، حسين الشيخ خزعل ، الجزء الثالث
ايران وقضية ايران ، اللورد كريزن ج 1 ص، 393
تاريخ المحمرة ، محمد اليوسفي
منظم ناصري
تاريخ پانصد ساله خوزستان ، مصدر سابق
تاريخ رجال ايران ، مهدي بامداد
وغيرها من المراجع والمصادر وردت في الفصول السابقة
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
الاهواز حديثا (محافظة خوزستان)

fe5e2f32-588b-4341-a708-f934441fe491.jpg




300px-%D8%B1%D9%88%D8%AF%D9%87%D8%A7%DB%8C_%D8%A8%D8%B2%D8%B1%DA%AF_%D8%AE%D9%88%D8%B2%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86.png




خريطة توضح تقسيمات المديريات و البلديات داخل محافظة خوزستان الاهواز:

map_khoozestan.gif


............

خريطة توزيع التركيبة القومية في محافظة الاهواز ( خوزستان) حسب المديريات و البلديات

اللون الاحمر : تتحدث الفارسية القديمة و الحديثة
اللون الاخضر و الاصفر و الازرق : هناك 10 مديريات تتحدث العربية مع تاريخ وجودها بالمنطقة

ملاحظة:
ليس بالضرورة ان كل مديرية لا يوجد بها قومية او لغة اخرى لكن هو تصنيف للاغلبية الدارجة في المنطقة بل قد يوجد تنوع بها
مثلا مدينة الاهواز العاصمة بها عرب و فرس و لور و لهم مناطق معروفة يتركزون بها وهكذا في بقية المديريات








126106_505.jpg


...........

بالنسبة لعدد المواطنين العرب في ايران المصادر الاحصائية الدولية والعالمية لديها اجماع ان عددهم و نسبتهم المئوية من 2% الى 3% من مجموع سكان ايران
مما يعني و بما ان عدد سكان ايران حسب الاحصائية الجديدة عام 2016 هو حوالي 80 مليون نسمة فعدد السكان العرب حوالي 2 مليون الى 250 .2 مليون

و هذه خريطة توضح توزيعهم بالنسبة المئوية بالنسبة للمحافظات الايرانية حسب وزارة الثقافة الايرانية لتوزيع القومية العربية و المتكلمين بالعربية في ايران:

و يلاحظ ان يشكلون نسبة كبيرة و لكن ليست غالبية السكان في محافظة خوزستان او الاهواز حوالي 34% من سكان المحافظة البالغ عددها 4.5 مليون نسمة
بعني ما يعادل 1.750 مليون



800px-Map_of_Arabian-inhabited_provinces_of_Iran%2C_according_to_a_poll_in_2010.PNG


 
أعلى