مائه فلس وفنجان قهوه فيها عبره

هارون الرشيد

عضو بلاتيني
اعتدت في بداية الموسم الدراسي على كثرة عدد المراجعين للمنطقة التعليميه التي بالقرب من منزلي ، ونتيجة لكثرتهم ، تفيض المواقف بسياراتهم فيضطرون احيانا للوقوف خطا او بعيدا عن المنطقة امام المنازل . لا أنكر الخطأ الذي يقوم به بعضا منهم عندما يقف في مكان يغلق به خروج سيارات اصحاب المنزل او بوقوفه في مواقفهم الخاصه ، لكن ذلك يعني خطأ ،وليس طامة كبرى! . عموما فِي احد الايام عندما عدت من النادي الصحي ، وكان ذلك تقريبا الساعه العاشرة صباحا ، وجدت سيارتين في المظله الخاصه لمواقف سيارتتنا ، فتعمدت الوقوف خلفهما بطريقة لا تسمح لهما بالخروج ، وجلست في ركني الخاص القريب من الباب الرئيسي للديوانيه والقريب من تلك المظله ، وبعد وقت حضر الخادم وقال:ان هناك امراه تسأل عن صاحب المنزل ، فخرجت فإذا هي فتاة عشرينيه ، بادرتني بالاعتذار عن ركنها لسيارتها، فقلت لها بسرعه : اعتذارك غير مقبول ، فاندهشت من ذلك وبدا عليها الخجل والإحراج ، فعالجت ذلك بالقول وانا ابتسم : سيدتي انت ركنتِ سيارتك في موقف فيه ظل وامان ، وتلك خدمه ليست مجانيه ، لذلك يجب عليك ان تدفعي لنا مقابل ذلك مئه فلس ، فزاد خجلها ، فقلت سيدتي : التسامح وطول البال وبعد النظر هي علاج للكثير من المشاكل ، لذلك انا أعذرك فانت وجدت المواقف خاليه ، وتوقعت ان أصحابها في عملهم ولن يعودا قبل الواحده ظهرا ، ومراجعتك لن تطول كثيرا ، لكنك تفاجأت بوجودي ، وانا لست غاضبا ولا ألومك ، ثم توجهت الى سيارتي وافسحت الطريق لها للخروج ، وبعدها بوقت حضر صاحب السياره الاخرى ، فكان رجلا اربعينيا وقدم اعتذاره عن الوقوف ، لكني اشترطت قبول عذره بشيء ، فقال :ما هو فقلت له: انا متقاعد ولا عمل لدي الان واحتاج منك ان تجلس وتتناول القهوة ونتجاذب أطراف الحديث ، فضحك وقام بتقبيل راسي رغما عني ، وبعدها جلسنا معا ومن ثم تبادلنا ارقام الهواتف ، ومن ثم ذهب في سبيله. العبره من تلك القصص الطويله والممله هي احياء ما ندر من الصفات الحميده كالتسامح ، وطول البال، بالاضافة الى بعد النظر،لو تأملت أيها القارئ او القارئه في ذلك لوجدت النتيجة التي حدثت ان الكل خرج سعيدا ، لكن لو تصرفت عكس ذلك فليس مستبعدا ان تحدث مصيبه ! نعم فهناك من التجارب التي سمعتها او قراتها كان نهايتها القتل ! نعم القتل .
 
التعديل الأخير:

تباشيرالأمل

عضو مخضرم
طاب صباحك
التعامل مع الناس ..والصبر عليه
من فنون الحياة التي نحتاجها
بشدة في وقتنا الراهن
وقد ورد عن نبينا الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم
.الدين المعاملة

كلمتين اختصرت الكثير
تصرفك سيدي الفاضل
قمة في الرقي
وتعامل جميل يعطي
درس مجاني للغير
في كيفية التعامل
مع المواقف اليوميه
عند الأشارات
الاسواق وغيرها
وكم جر البعض على نفسه وغيره
من الويلات بسبب سؤ تصرفه

ألف شكر لك
 

رُبـّـمــا

عضو مخضرم
جميل احساسك أخي هارون الرشيد وتصرفك رائع نادر ما نجد من يمارسه
هذا الموقف يجب أن يدرس ليعلم الناس على السماحة وسعة الصدر وقولك للفتاة أنها ركنت في موقف فيه ظل وأمان سلوك إنساني بحت

راق لي ما قرأت جدا بارك الله فيك اكثر من أمثالك
 

هارون الرشيد

عضو بلاتيني
جميل احساسك أخي هارون الرشيد وتصرفك رائع نادر ما نجد من يمارسه
هذا الموقف يجب أن يدرس ليعلم الناس على السماحة وسعة الصدر وقولك للفتاة أنها ركنت في موقف فيه ظل وأمان سلوك إنساني بحت

راق لي ما قرأت جدا بارك الله فيك اكثر من أمثالك
ربما عدو الامس واليوم صديق الغد ولكل مقام مقال لذلك انا افصل بين حربنا هناك وزيارتك لي هنا :)، (فانا أكرم ضيفي ولو كان عدوي ) ، هو اقتباس من مشهد لأحد الأفلام القديمه وانتهى معها ،لكني استخدمه وفِي كثير من الأحيان لا أطبقه.:) سيدتي الكريمه ، التسامح يؤمن الراحه لمن يعمل به ، ويجلب له راحة البال ، واما عن قولي لها انها ركنت في موقف فيه ظل وامان فالظل هو ظل المظله والامان هو أمان سيارتها ببعدها عن الطريق تحياتي وتمنياتي لك براحة البال:وردة:
 

هارون الرشيد

عضو بلاتيني
فعلا في مواقف ماتستاهل عصبيتنا وتكبيرنا للموقف !!!

عجبني تصرفك والله يكثر من أمثالك :)
شكرا سيدتي العزيزه الدر ، العناد والمكابر والعصبية هم دمار الانسان وتجعله يدفع ثمنا كبيرا هو اختاره

تمنياتي لك براحه البال:وردة:
 
أعلى