الذبُّ عن عرض الشيخين: عبدالعزيز الريِّس وحمد العتيق

الذبُّ عن عرض الشيخين:

عبدالعزيز الريِّس

وحمد العتيق




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، وبعد:


فإن بلاد الحرمين الشريفين مستهدفة في عقيدتها وأمنها، وولاة أمرها وشبابها، من جماعات وأحزابٍ ضالة خالفت منهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى بقصدٍ أو بدونه.



ولا أعلم من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وحتى عصر ملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لا أعلم أنَّ أحدًا أراد بلادنا بسوء إلا وردَّ الله كيده في نحره، والوقائع شاهدة بما جرى من خذلان الله تعالى لأصحاب التيار الناصري والجهيماني ومشايخ الصحوة المدافعين عن أهل البدع، الواقفين ضد بلادهم في مواجهة حاكم العراق الأسبق، وإبطال الله تعالى مكر أرباب الإرهاب وصدِّهم عن تحقيق مآربهم الدنيئة، وصدق الله القائل:
(فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين)،
والقائل:
( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله)،
والقائل:
( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).


وإن من نعم الله تعالى على بلاد التوحيد والسنة أن قد قيَّض لها علماء وطلبة علم قاموا بما أوجب الله عليهم من النصح لدينهم وولاة أمرهم وكلِّ مسلم مستوطن لهذه البلاد المباركة، فصدعوا بالحق وعابوا أهل الباطل وفضحوا مخططاتهم وأبانوا كيدهم للناس وتلك والله منقبة لهم فإظهار الحق والصدع به وردُّ المخالفات العقدية والتحذير من أهلها هو الأصل ولا يصار إلى غيره إلا في حال ترتب مفسدة أعظم، كما دلَّ على ذلك ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطيبا فكان فيما قال:

(ألا لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه) رواه الترمذي وابن ماجة.
وجاء عن ابن طاهر المقدسي الحافظ رحمه الله أنه سمع الإمام أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري بهراة يقول:

"عرضت على السيف خمس مرات، لا يقال لي: ارجع عن مذهبك، لكن يقال: لي اسكت عمن خالفك، فأقول: لا أسكت"«سير أعلام النبلاء»(18/509).


وإن مما ابليت به بلادنا- المملكة العربية السعودية- وجود مَن ينتسب لمنهج الإخوان المسلمين أصحابِ المنهج التجميعي الحزبي المتشوِّفِ لإعادة الخلافة الراشدة بزعمه المنازعِ لحكام المسلمين، المحرِّضِ على الثورات، الواضعِ يده في يد الرافضة وأضرابها، المنهجِ الذي خالف أربابه عقيدة الأنبياء والمرسلين ومنهج الصحابة والتابعين فلا عناية لأصحابه بالدعوة إلى التوحيد ، ولا السير على نهج النبي وأصحابه، فأي خير يرتجى من جماعة هذه حالها؟


وممن دافع عن هذه الجماعة الضالة الدكتور محمد بن عبدالرحمن العريفي، وتغريداتُه شاهدة على ذلك ولا ينكرها إلا من لم يشم رائحة التجرد للحق والله المستعان.
وقد سلَّط الله عليه وعلى إخوانه المتشبهين به في المنهج الفاسد شيخين فاضلين هما:
د. عبدالعزيز بن ريس الريس،

والشيخ حمد بن عبدالعزيز العتيق حفظهما الله تعالى.


فأبانا للناس حاله، وفق المنهجَ العلمي المتبع في رد الباطل ودحره، فحصل- بحمد الله- انتفاع كثير من الشباب بهذه الردود المباركة، وبدلًا من استجابة العريفي للحق، أو قبوله بالمناظرة التي دُعي إليها، عَمَدَ إلى القضاء،جرياً على طريقة من قال فيهم ابن القيم رحمه الله:

يا رب هم يشكوننا أبدًا ---ببغيهم وظلمهم إلى السلطان
ويُلبسون عليه حتى أنه---ليظنهم هم ناصرو الإيمان
فيُرونه البدع المضلة في قوا---لب سنةٍ نبوية وقران



وما علم العريفي أن الرد عليه من الرحمة به لئلا يضل غيره، ومن الرحمة بشبابنا أن لايقعوا في شراك تقريراته المخالفة للحق. قال ابن الرومي رحمه الله: "وقالوا: ليس من مقتضى رحمة أهل المعاصي ترك الإنكار عليهم وعدم التعرض لهم بل من كمال الرحمة لهم الإنكار عليهم وردّهم إلى المنهج القويم والصراط المستقيم فإنّ المؤمن إذا سمع بأسير من أُسارى المسلمين في أرض العدوّ يرحمه ويبذل ماله ونفسه في تخليصه فكيف لا يجتهد في تخليص أخيه المسلم وإنقاذه إذا رآه أسير نفسه وشيطانه وهما أعدى عدوّه فإنْ أعرض عنه وترك أسيراً لهما فذلك من جهله".«مجالس الأبرار ومسالك الأخيار ومحائق البدع ومقاطع الأشرار» (ق/132/أ).
أما وقد حصل ما حصل من العريفي ضد مَنْ نصحه، فإننا نظن بربنا الظن الحسن أن سينصر من نصر دينه، ويدافع عنه ويحارب من عادى أولياءه وكل ذلك قد دلت النصوص الشرعية عليه، وشهدت به، ومن أصدق من الله قيلًا؟.(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

((يتبع ))
 


وهنا تنبيهات أقدَّمها لكل من أساء الظن بالشيخين الكريمين في ردودهما على العريفي وغيره من المخالفين للمنهج السلفي ولمن تأثر بما ينشره الإعلام السروري والإخواني عنهما في مواقع التواصل الاجتماعي:


1-يهوِّن الإعلام السروري والإخواني من الرد على المخالف، مع أنه أصل من أصول أهل السنة. فكيف يوجهون النقد لمن سلك منهج السلف في هذا الباب ويُدافَعون عن من خالف أهل السنة في بعض أصولهم؟.
ألم يحذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذي الخويصرة التميمي ويشير إليه بقوله: (إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية). رواه مسلم
ألم تقرأوا ما ورد عن السَّلف الصالح في عيب البدع وأهلها ومنه ما جاء عن الإمام مالك رحمه الله فيما نقله عنه عبدالرحمن بن مهدي أنه قال: "دخلت على مالك وعنده رجل يسأله عن القرآن فقال لعلك من أصحاب عمرو بن عبيد لعن الله عَمْرَاً فإنه ابتدع هذه البدع من الكلام".«بيان تلبيس الجهمية» (1/467).
وما جاء عن الإمام أحمد رحمه الله في سياق كلامه عن من يزعم القول بخلق القرآن: "كنا نرى السكوت عن هذا قبل أن يخوض فيه هؤلاء فلما أظهروه لم نجد بداً من مخالفتهم والرد عليهم".«نقض الإمام عثمان بن سعيد الدارمي على المريسي الجهمي العنيد»( 1/538).


2-يرمي الإعلام السروري والإخواني الريس والعتيق بعدم إنصاف المخالفين. ولا شك أن إنصاف المخالف أمر واجب شرعًا، كما قال الله عز وجل:(وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بيۡنَكُمُۖ)[الشورى:15]. قال ابن القيم رحمه الله: "والله تعالى يحب الإنصاف بل هو أفضل حلية تحلى بها الرجل خصوصا من نصب نفسه حكما بين الأقوال والمذاهب، وقد قال الله تعالى لرسوله: (وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بَيۡنَكُمُۖ)، فورثة الرسول منصبهم العدل بين الطوائف وألا يميل أحدهم مع قريبه وذوي مذهبه وطائفته ومتبوعه بل يكون الحق مطلوبه يسير بسيره وينزل ينزوله يدين بدين العدل والإنصاف ويحكم الحجة وما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهو العلم الذي قد شمر إليه ومطلوبه الذي يحوم بطلبه عليه لا يثني عنانه عنه عذل عاذل ولا تأخذه فيه لومة لائم ولا يصده عنه قول قائل". «إعلام الموقعين» (3/94-95). لكن ما المقصود بالإنصاف الشرعي؟ إنصاف المخالف لمنهج السلف يكون بوضعه في منزلته اللائقة به وهو استحقاقه للزجر والتحذير وهذا هو العدل المأمور بها شرعاً، وخلاف التعامل معه في غير ما يستحق من سكوتٍ عنه أو إعلاء لشأنه نوع ظلم وغش للمسلمين .
ومما يدل على إنصاف الشيخين للعريفي أنهما تثبتا من كلامه وصحة نسبته إليه، ولم يتعديا الصدق ولم يحمِّلا كلامه ما لا يحتمل ولم يحابياه في دين الله تعالى.
قال القرافي رحمه الله: "أرباب البدع والتصانيف المضلة ينبغي أن يشهر الناس فسادها وعيبها وأنهم على غير الصواب ليحذرها الناس الضعفاء فلا يقعوا فيها، وينفر عن تلك المفاسد ما أمكن بشرط أن لا يتعدى فيها الصدق ولا يفترى على أهلها من الفسوق والفواحش ما لم يفعلوه بل يقتصر على ما فيهم من المنفرات خاصة فلا يقال على المبتدع إنه يشرب الخمر، ولا أنه يزني ولا غير ذلك مما ليس فيه". «أنوار البروق في أنواع الفروق» (8/261). ولا يلزم عند نقد أهل الأهواء سلوك منهج الموازنة بين حسناتهم وسيئاتهم بل يقتصر على ذكر المساوئ دون الحسنات لئلا يغتر الجهلة والعامة بهذا المخالف وحتى لا يعلو شأن البدع والأهواء.
وهذا هدي نبوي شريف يدل عليه ما ورد في حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها وفيه قالت: فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد)) رواه مسلم. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً مما أخذ عليهما مع كونهما من صحابته الكرام، وكتب أئمة الإسلام مشحونة بالرد على أهل البدع وليس فيها ذكر شيء من محاسنهم مما يدل على أنه لا يلزم ذكر المحاسن في النقد، ومما ورد عنهم في تقرير هذا المنهج: ما جاء عن ابن رجب رحمه الله أنه قال: " قال ابن أبي الدنيا: أنبأنا أبو صالح المروزي سمعت رافع بن أشرس قال: كان يقال: (من عقوبة الكذاب أن لا يقبل صدقه)، وأنا أقول: من عقوبة الفاسق المبتدع أن لا تذكر محاسنه". «شرح علل الترمذي» لابن رجب (1/121).


3-يصوِّر الإعلام السروري والإخواني أن رد الشيخين على العريفي وغيره من الغيبة التي تولِّد الشحناء بين المسلمين وتضيِّع أوقاتهم وتقسِّي قلوبهم.
وهذا القول فاسد يترتب عليه مخالفة منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه في التحذير من المخالفة وأصحابها عند الحاجة مع ما يترتب عليه من فشو المخالفات وتلميع أصحابها وإضلال الناس عن المنهج الحق.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فلا بد من التحذير من تلك البدع وان اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم بل ولو لم يكن قد تلقوا تلك البدعة عن منافق لكن قالوها ظانين أنها هدى وأنها خير وأنها دين ولم تكن كذلك لوجب بيان حالها".«مجموع الفتاوى» (28/233).
قال ابن الجوزي عن الإمام أحمد: "وقد كان الإمام أحمد لشدة تمسكه بالسنة ونهيه عن البدعة يتكلم في جماعة من الأخيار إذا صدر منهم ما يخالف السنة وكلامه في ذلك محمول على النصيحة في الدين". «المدخل لابن بدران» (1/101).
وأما دعوى أن هذا العمل من الغيبة فليس بسديد فإن التحذير من البدع وأهلها مستثنى من الغيبة.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "فإذا رأيت شخصًا ذا فساد وغي لكنه قد سحر الناس ببيانه وكلامه يأخذ الناس منه ويظنون أنه على خير، فإنه يجب عليك أن تبين أن هذا الرجل لا خير فيه وأن تثني عليه شرًا؛ لأجل ألا يغتر الناس به، كم من إنسان طليق اللسان فصيح البيان إذا رأيته يعجبك جسمه وإن يقول تسمع لقوله، ولكنه لا خير فيه، فالواجب بيان حاله".«شرح رياض الصالحين» (ص: 1767).
وفي الختام على شبابنا أن يعلموا أن إشهار الردود العلمية من الشيخين: الريس والعتيق على الإخوانيين والمدافعين عنهم ومنهم العريفي فيه مصالح منها:




أ- إضعاف المنتسبين لمنهج الإخوان المسلمين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ومعلوم أنه كلما ظهر نور النبوة كانت البدعة المخالفة أضعف". «مجموع الفتاوى» (28/489)، وقال رحمه الله: "وكلما ضعف من يقوم بنور النبوة قويت البدعة" .«التدمرية» (ص:77).




ب- أن الغلبة على الإخوانيين لا تكون إلا بإظهار عيبهم والطعن فيهم.
فلا وجه للالتفات إلى أقوال المثبطين والمخوِّفين للدعاة الذابين عن حياض السنة ؛فإن الرسل وأتباعهم أهل الغلبة بالحجة واللسان، كما قال تعالى
frown.gif
وَلَقَدۡ سَبَقَتۡ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلۡمُرۡسَلِينَ - إِنَّهُمۡ لَهُمُ ٱلۡمَنصُورُونَ - وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ).
ومما يدل على أن قوة أهل السنة ورباطة جأشهم وعدم التفاتهم إلى من يخذِّلهم ثم عود أثر ذلك إلى تغلبهم على عدوهم: ما جرى للإمام أحمد رحمه الله في فتنة القول بخلق القرآن وهي معروفة لكل طالب علم، فإن الأمر آل إلى إذلال رأس الفتنة في القول بخلق القرآن وارتفاع شأن الإمام أحمد رحمه الله. قال الذهبي رحمه الله لما حكى مناظرة الإمام أحمد مع ابن أبي دؤاد بحضرة الخليفة الواثق: "ثم أمر برفع قيوده، وأن يعطى أربع مئة دينار، ويؤذن له في الرجوع، وسقط من عينه ابن أبي دؤاد ولم يمتحن بعدها أحدا"«سير أعلام النبلاء» (11/313). ج- استتار الإخوانيين بمخالفاتهم. فإن من ثمرات الصدع بالحق والرد على المخالفين استتار المبتدعة ببدعهم خوفاً من أهل الحق أن تنالهم سهام نقدهم فيسقطون من أعين الناس، أو يخشون من تأديب ولي الأمر لهم.
أسأل الله أن ينصر الشيخين على من بغى عليهما وأن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا وشبابنا من كيد الكائدين ومن شبه الملبِّسين إن ربي سميع مجيب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




كتبه : أبو عبدالله المدني



http://islamancient.com/play.php?catsmktba=217994
 

شمري كويتي

عضو مخضرم
أسأل الله أن يكفينا شر الجماعة الضالة
جماعة الاخوان المفسدين أو الاخوان الضالين أو الاخوان المفلسين
يسمون أنفسهم الاخوان المسلمين وهم شر الناس على الاسلام والمسلمين
 
أعلى