زوجة الباشا:القسم الثانى: قصة بقلم ناجى عبدالسلام السنباطى

***القسم الثانى من قصة زوجة الباشا

*******************************

*ملاحظات حول قصة زوجة الباشا

****************************

*بدأت الفكرة بحكاية سريعةحكاها لى خالى المغفور له بإذن الله الأستاذ انور ابراهيم السنباطى وكيل وزارة التموين بمحافظة دمياط فى حينه عن حكاية واقعية حدثت....وقمت بصياغتها فى شكل قصة أدبية طويلة عن حكاية الواقع البسيطة

* و عندما اصدرت مجموعتى القصصية فى الكويت فى أغسطس عام 81 على ما أتذكر كانت تشكل عامود الخيمة للمجموعة القصصية

*نظام القضاء الشرعى كان موجودا قبل ثورة يوليو 52 والغى بعد الثورة

*جميع الاسماء الواردة بالقصة هى نفسها الموجودة فى الكتاب المنشور 81 وكلها اسماء قصصية وليست من الواقع

*جميع المهن الواردة بالقصة لها احترامها وتقديرها حتى الان....وكل مجتمع به الصالح والطالح والخير والشرير ونحن نعرض لنماذج فاسدة ولانعمم وكل مهنة بها الكثير من الصالحين والقليل من الفاسدين ولانقيس الغريب الطباع على عموم الشرفاء فى كل المهن

*سوف انشر القصة بالتتابع حتى لاأرهق القارىء

*وفى نهايةالامر هى مجرد قصة ويبقى مانأخذه منها من عظة حتى لانضيع فى مسالك الحياة

**************

*ثلاثة عناوين لقصة واحدة

**********************.

*زوجة الباشا

***********

*عقاب الله

**********

*الإرث الدامى

**********

*بقلم ناجى عبدالسلام السنباطى

**القسم الثانى من قصة زوجة الباشا

*****************************************



*لاحظت منيرة...التغيير البسيط الذى طرأ على سيدها...ولم تعلق!!....غير أن عقلها كان فى دوران..وفى حوار داخلى...الأيام تنسى وتطوى الذكريات...علية هانم ماتت....وقد حزن عليها الباشا كثيرا....ويبدو أنه آن له أن يفرح....ماذا يريد منه الحزن المقيم منذ سنين؟!...لقد أقعده سنينا....فليترك له ركن فى الحياة يفرج به عن نفسه.

*كان هذا المونولوج الداخلى لمنيرة...تتكلم وفمها مغلق!!

*هل حقا تعطف على سيدها..أم ماذا؟!...ولماذا تعطف عليه؟!...تعطف على هذا الرجل...عجيب أن يعطف الخادم على السيد...المسألة نسبية...فالغنى او الفقر نسبى....ولكل ألف وجه...فأنت غنى من ناحية وفقير من ناحية أخرى....وهنا أحمد باشا...غنى بماله وبحسبه وبنسبه...ولكنه فى حاجة إلى رعاية يفتقرها...لقد فقد زوجته وتركه الناس....حتى أولاده...كل فى شأنه....فالأجيال تختلف....يعيش بعضها البعض فى عزلة تامة...كل منهم يهيمون فى أودية مختلفة.... ومن ثم بقى صاحبنا وحيدا ...ثم أن هناك مبررات عديدة لمنيرة لتعطف عليه....فهى لم تسمع منه كلمة نابية...ولم يناديها من قبل بكلمة تؤذى شعورها....دائما يناديها(يامنيرة)....لم يقل أبدا لها ....يابنت!!...أو أنت يابنت...............!!!! كما يفعلها الآخرون....وكما سمعتها من خادمات ومن خدم القصور الأخرى....لم تر منه إساءة يوما...أو طمعا فيها!! وكم كان هو المانع والحاجز والحامى لها من تهورات أولاده حينما يأتون إلى العزبة....فظلوا بعيدين عنها لصرامة والدهم... كما أنه طيب القلب نقى السريرة....وغضبه وقتى سرعان ماينتهى....لكل هذه الأسباب....تعطف عليه منيرة...وتراعيه كما لو كان إبنها الذى لم تحمل به بعد!!!!!

*لذا لما لاحظت التغيير البسيط الذى طرأ عليه....إبتسمت حتى وهى تتذكر ماذكرناه...وإتجهت بنظرة رضا إلى كل من حولها...وعادت إلى عملها بهمة وبنشاط....حتى صار المنزل جنة وارفة الظلال...النظافة عشرة على عشرة....والديكور والترتيب فاق الوصف...ولم تكتف بل إلى المطبخ ذهبت لتدير حركته...ولتعطى تعليماتها للطباخ ومساعده...بما يجب أن يعد من طعام...حقا إنه شعور الأنثى بسبب التغيير!!!!

*


*ركب أحمد باشا سيارته وذهب لمقابلة صديقه (على باشا )..فى عزبته التى تبعد عشرة كيلومتر عن عزبة بطلنا.

*قابله على باشا كعادته بكل ترحاب....وهى عادة المضيف نحو ضيفه...فما حال الأصدقاء...وأى صداقة...صداقة تمتد جذورها ضاربة فى عمر الزمن...شبا معا ...عمر طويل ممتد..لم يعكر صفوه أحد..فلم يختلفا قط...صحيح أحمد باشا صار وحيدا...وعلى باشا مازالت زوجته على قيد الحياة..أطال الله فى عمرها..إلا أن أحمد باشا حرم على نفسه كل شىء منذ ماتت زوجته..إلا شىء واحد هو رؤية صديق عمره...كان يذهب إليه كلما ضاق به ضائق...فيغوصان فى كل شىء بدءا من الزراعة وإنتهاءا بالسياسة ووسطا برياضة الطاولة وأحيانا الشطرنج.

*جلسا الصديقان بالشرفة الأمامية من المنزل ... ولم يمض وقت قليل حتى نادى على باشا على زوجته الحاجة(نعيمة)

*تعالى ياحاجة سلمى على ريحة أحبابك

*من ياباشا؟!

*أحمد باشا

*أهلا وسهلا...كانت أيام...الله يرحمها (أمينة هانم)..صداقة عمر..كانت نعم الست...خيرة.... تعرف الله تماما ...الله يصبرك ياباشا ويصبرنا معاك

*الصبر من عند الله ...نعيمة هانم

*ونعم بالله .....بالإذن ياباشا

*تفضلى أمينة هانم

*****

**إنطلقت امينة هانم إلى داخل المنزل ...آمرة بالمشروبات من ليمون وشاى...وعادت إلى حجرة المعيشة التى تشرف منها على كل صغيرة وكبيرة فى المنزل.

*بينما الصديقان..قد نصبا عدة لعب (الطاولة) وتركا الشطرنج جانبا....ففى تفكيرهما أنه يحرمهما من متعة الحديث أثناء اللعب...حيث أنه لعبة تحتاج إلى تفكير وتركيز شديدين..وهما يريدان إقتناص الوقت فى الحديث...ثم أن الشطرنج كما يقول على باشا دائما لعبة الإستعداد للحروب وللصراعات السياسية...فله وقته وميعاده حينما تعود لعبة ومناورات الأحزاب ...فى الإنتخابات أو لدى تشكيل الحكومة أو علاقات الحكومة بالمعارضة والمعارضة بالحكومة!!!.

*إبتدأ اللعب وإبتدأ الحديث على نفس التوازى وعلى نفس المستوى...وبذل كل منهما مجهودا...لكسب الماتش...وكان الحوار لاينتهى وينتقل من نقطة إلى أخرى كالنحلة...فى تحركها من زهرة إلى أخرى... حوار مفعم بالمحبة ينساب فى بساطة وفى سهولة وفى سيولة....تناولا شئون البورصة وإنقلبا إلى السياسة وأهمها الوعكة الصحية التى ألمت بالزعيم!!!!....وآراء صحف المعارضة التى قالت أنها وعكة دبلوماسية!!...أراد بهاأن يتفادى مقابلة ضيف البلاد... ومن موضوع إلى آخر حتى وصلا إلى الحب!! والحب ليس للصغار بل للجميع كبارا وصغارا...تحدثا عن الأيام الخوالى التى جمعتهما.. والذكريات فى السنين اليافعات من حياتهما وكلما تذكرا ضحكا...ولما إشتدت حمى الحديث وطيسا وتأججت ناره....دخل أحمد باشا فى الموضوع الذى جاء من أجله...فالجو مهىء بعد التمهيد الذى تم.

******

**على باشا؟!

*لبيك أحمد باشا!!

**لقد جئتك اليوم لأمر هام

*ماهو؟!

**الحب!!

*الحب ياباشا...وضحك على باشا من الأعماق... الحب نتناوله فى حديث الذكريات ..

فى مثل حالنا...وإن كان الحب جميل فى كل الأوقات

**ليس بالضبط الحب...إنما أقصد الفراغ

*وماعلاقة الحب بالفراغ؟!

*علاقةوثيقة..الحب يملأالفراغ فيحوله إلى مكان جميل وزمن جميل

*أى فراغ تعيش فيه؟!

**أمينة هانم ماتت ...أنسيت؟!

*لم أنس ...تقصد الفراغ الذى تركته الزوجة؟!

**هوكما قلت تماما

*كنت الصامد عمرا...مدة طويلة مرت على وفاتها

*(لمعت )... فى رأسى أفكار جديدة!!

*سبحان مغير الأحوال

***اليوم ومضت كالبرق!!

*وماهى؟!..أخبرنى!!

*فكرة الزواج...صحيح أنه لاينقصنى شىء..إلا أنه راحة!!

*وماذا فى ذلك؟!... تتكلم عن الزواج...وهو شىء طيب...وكان يجب أن يكون منذ ماتت أمينة هانم

** لاشىء يأتى قبل ميعاده المقدر.. ومن أجل هذا جئت إليك ...أريد الزواج...وأخشى القيل والقال..ثم !!

*ثم ماذا؟!

**لاأعرف إذا ماتركنا القيل والقال...أى زوجة أختار؟!!

*القيل والقال ماعلينا منه...إنهم يقولون الآن وغدا وبالأمس.....الناس لاتنتهى ولن تنتهى من القيل ومن القال!!!

**إذن من أختار؟!

*أتريد الصدق أم إبن عمه؟!

**الصدق بعينه

*أنت محتار..وأى حيرة...أليس كذلك؟!..وتحت يدك مرادك

**لاأفهم!!

*قل لى ما هى أخبار البنت منيرة؟!!

**تقصد...؟!!.........لايارجل ..أتريدها فضيحة.....!!

*أننى أسأل عن أخبارها فقط!!!

**من هذا الجانب...فهى ممتازة....و...وتقوم بواجباتها خير قيام....ولولاها لتعبت كثيرا ...فهى تقوم على كل صغيرة وكبيرة تتعلق بشئونى وبشئون المنزل

*حسنا صديقى..علاوة على إمتيازها...فهى جميلة أيضا!!

**لم ألاحظ جمالها من قبل

*أحمد باشا...هى مرادك كما قلت لك وقصدى ماقصدته!!

** أتريدنى الزواج من خادمة...؟!

*وماذا فى ذلك.....!!

****وكلام الناس ومركزى..وأولادى ومركزى فى الحزب ....ورد المعارضة... وصحف المعارضة

*****تخيل عناوين الصحف....

***** باشا يتزوج خادمته...!!

*****هناك إشاعات بأن ثمة علاقة سابقة...!!

*الباشا يسرع بالزواج خوفا من الفضيحة...!!

**********

**ياعلى باشا...أنت تعرف الصحف وتعرف ماعانينا منها زمنا طويلا...وتعرف صحف الإثارة......تضيف الكثير من البهارات الحراقة....لتشد القارىء ولتدمر الحزب وشخصيات الحزب...لالا........لالا

**هذا تفكير خاطىء إسمح لى على باشا!!

*دعك ياأحمد باشا من هذه الأفكار السوداوية .... وناقش الموضوع بموضوعية...البنت طيبة أم لا؟!

**طيبة..

*صادقة أم لا؟!

**صادقة

*أخلاقها حميدة أم لا؟!

**حميدة..ونعم الأخلاق

*إذن على بركة الله

**ومركز العائلة...و.و.و.و.و

*طز....!!.. يارجل ....المراكز تتداولها الناس....أنسيت ياباشا..من أين جئنا ...قبل أن نأخذ الباشوية؟!

**لم أنس

*كلنا خلق الله.....ترابى لن يختلف عن ترابك...لن يختلف عن تراب منيرة...

**إن شاء الله (بعد عمر طويل)

*كلام الناس لن ينتهى ...إرميه خلف ظهرك وتوكل على الله....البنت ملائمة كزوجة لك......ودعنا نفكر فى حل يحفظ مركزك .......................آه وجدتها ...ما رأيك أن تتزوجها سرا؟!

**حل معقول ولكنها مشكلةكبيرة!!!

*المشكلة أننى سأواجه أمرين....زواجى وأنا كبير...هذه واحدة

*والثانية...؟!

**زواجى من خادمتى

*لقد تعدينا.....الحواجز...إترك الأوهام وتوكل على الله...

**ونعم بالله

*إذن على بركة الله..لاتخشى شيئا....خذ رأى الفتاة...وسوف أدبر المأذون والشهود...سأدبر كل شىء....سنأخذكما إلى مكان بعيد ونكتب الكتاب...

ماذا قلت؟!!أقول موافقة

**موافق على بركة الله

*أكيد

**أكيد

*إذن عليك بموافقة الفتاة

******************

**يتبع القسم الثالث
 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
جميل حتى الآن ولي ملاحظتين هنا
.تعطف عليه منيرة...وتراعيه كما لو كان إبنها الذى لم تحمل به بعد!!!!!
كان يجب أن يكون كما لو كان والدها..أفضل لفارق السن"خدمة الوالدين"

هناك إشاعات بأن ثمة علاقة سابقة...!!

*الباشا يسرع بالزواج خوفا من الفضيحة...!!

هنا خطأ برأيي كيف تكون علاقة سابقة وزوجته توفيت من سنين؟
سأتابع معك
 
مقدما اشكرك اخى الكريم ياسين واسف للتأخير فى الرد فاحيانا بسبب النت واحيانا بسبب الانشغال .... ومن حيق التعقيب على ماكتبته سيدى....فالعبارة الاولى والعبارة الثانية كل منهما عبارة مجازية وليست حقيقية ....ففى الاولى يكون عطفها عليه عطف الام على الابن وهى علاقة اقوى من عطف الابن على والديه وهى تمهد للزواج فيما سياتى ولو كان عطف الابن على والديه لكان حاجزا فيما سيأتى نحو الزواج هذه واحدة سيدى الكريم

اما مايخص العلبارة الثانية فهو يتخيل ماذا سيقول الناس وماذا ستقول صحف المعارضة ....انه بعد هذا العمر ووفاة زوجته ...يشرع فى الزواج من خادمته.. هو يتخيل ماذا ستقول صحف المعارضة وهو القطب الحزبى الكبير فهو يتخيل عناوين الصحف تعليقا على زواجه من خادمته فالرجل يخشى من الزواج عامة ومن الخادمة خاصة ...من اشياء عديدة فارق السن وفارق اولاده الكبار والفارق الاجتماعى والخلافات الحزبية والاعلام الحزبى الذى ينبش فى مثل هذه الاشياء فهو متردد فى الزواج ويطرح فى تخيله السيناريوهات التى قد تحدث اذا ماتزوج بعد هذا العمر وخاصة اذا ماتزوج من خادمته...تحياتى اخى الكريم
 
التعديل الأخير:
أعلى