زوجة الباشا:القسم الثالث: قصة بقلم ناجى عبدالسلام السنباطى

*القسم الثالث من قصةزوجة الباشا

*******************************

*ملاحظات حول قصة زوجة الباشا

****************************

*بدأت الفكرة بحكاية سريعةحكاها لى خالى المغفور له بإذن الله الأستاذ انور ابراهيم السنباطى وكيل وزارة التموين بمحافظة دمياط فى حينه عن حكاية واقعية حدثت....وقمت بصياغتها فى شكل قصة أدبية طويلة عن حكاية الواقع البسيطة

* و عندما اصدرت مجموعتى القصصية فى الكويت فى أغسطس عام 81 على ما أتذكر كانت تشكل عامود الخيمة للمجموعة القصصية

*نظام القضاء الشرعى كان موجودا قبل ثورة يوليو 52 والغى بعد الثورة

*جميع الاسماء الواردة بالقصة هى نفسها الموجودة فى الكتاب المنشور 81 وكلها اسماء قصصية وليست من الواقع

*جميع المهن الواردة بالقصة لها احترامها وتقديرها حتى الان....وكل مجتمع به الصالح والطالح والخير والشرير ونحن نعرض لنماذج فاسدة ولانعمم وكل مهنة بها الكثير من الصالحين والقليل من الفاسدين ولانقيس الغريب الطباع على عموم الشرفاء فى كل المهن

*سوف انشر القصة بالتتابع حتى لاأرهق القارىء

*وفى نهايةالامر هى مجرد قصة ويبقى مانأخذه منها من عظة حتى لانضيع فى مسالك الحياة


*ثلاثة عناوين لقصة واحدة

**********************.

*زوجة الباشا

***********

*عقاب الله

**********

*الإرث الدامى

**********

*بقلم ناجى عبدالسلام السنباطى


*تصافح الصديقان...وإنطلق أحمدباشا عائدا إلى عزبته والأفكار تأخذه إلى كل مأخذ...حتى وصل إلى بوابة منزله....فهبط من السيارة..وأخذ يقطع المسافة مابين السيارة حتى تكعيبة العنب فى مدخل المنزل...والذكريات تطارده مابين الماضى ممثلا فى أمينة هانم ومابين الحاضر ممثلة فى منيرة التى تقف فى إنتظاره فى مدخل المنزل...هنا جلست مع أمينة هانم مرات ومرات فى سعادة وهناك على بعد خطوات فتاة قد تكون السعادة كلها وقد تكون المرارة كلها...وتلقفه الحاضر ونظر إليها ولأول مرة يشعر بجمال الفتاة.... فلم يدر بخلده من قبل قياس هذا الجمال.....كانت خادمة...نعم مجرد خادمة...تروح وتذهب ...خادمة...والآن الوضع تغير تماما...وإختلف عن سابقه إختلافا مميزا...هناك أفكار جديدة وقرارات حاسمة....واليوم قياس متعدد الجوانب.....ومن ناتجه إكتشاف الذهب خلف التراب..تراب النظرة الإجتماعية...واليوم يمسح تراب سنين من أفكار متخلفة ويتأملها من شعرها حتى أخمص قدميها بعيدا عن التقاليد البالية فيسر لكل هذا وتطيب نفسه لما رأى.

*دخل المنزل بعد السلام والتحية والترحاب منها بعودته وسعادة ظاهرة للعيان...وذهب إلى حجرته مباشرة.....ثم نادى عليها....منيرة...تعالى عندى..فجاءت إليه مسرعة......تردد فى حديثه وخلط أمورا عدة...وتظاهر بالجفاء فى كلامه (وفى طبقة صوته)....إلا أن الصوت خرج لينا عن ذى قبل وعما أراد له....ثم تجرأ فى أن يقول....فقال غير ماكان يجب أن يقول....!!

**ألم يسأل أحد على ؟!!

*لم يسأل عليك سوى الدكتور علام

**وماذا يريد؟؟!!

*يذكرك..بتبرعك لمستشفى المبرة

**آه ... الشيك فى الطريق إليهم الآن... قولى لى يامنيرة ماذا طبخت لنا اليوم؟؟!!

*ملوخية بالأرانب

**جميل...جميل....حضرى الغذاء

*حاضر ياسيدى..............

****

*همت بالخروج من الحجرة....فتردد قليلا قبل أن يناديها...مرة أخرى...ثم ناداها... ولكن الصوت المتردد...كان أقل خشونة .....وأكثر نعومة عن ذى قبل....!!!!!!!!!!

*قالت ماذا ياسيدى؟!

**رد قائلا....لاشىء...لاشىء...إذهبى...

ثم ناداها للمرة الثالثة وهى ترد نعم ياسيدى.!! ويكرر عبارته ...لاشىء....لاشىء....حضرى الغذاء!!

*****

*** الرجل مملوء مشحون بعواطف جياشة...ولكنه لايستطيع أن يبوح بها ...يساءل نفسه أأقول أم لاأقول؟!.........هو الذى وقف مواقف لاقبل لأحد بها....وهو الخطيب المفوه والكاتب الذى لايشق له غبار والبرلمانى الذى يسقط الحكومات والمناور الحزبى العتيد.....يعجز أن يلقى بحمله من العواطف....وهكذا هى الحياة وهكذا هو الإنسان!!

**********

**خرجت منيرة لتحضر الغذاء وهى تتعجب من التحولات الجديدة..التى طرأت على سيدها...والتى تزداد منذ الصباح الباكر عقب عودته....ولكن إعداد المائدة شغلها فلماجهزتها طرقت باب سيدها ودخلت...قائلة...الغذاء جاهز ياسيدى فرد قائلا وهو يقوم على بركة الله

**جلس أحمد باشا إلى طاولة الطعام ومنيرة واقفة على خدمته.... هو يريد أن يدعوها إلى الجلوس... تشاركه الغذاء...ولكنه يتذكر مركزه ونظرات الخدم .....فما كان منه إلا أن ناقشها فى الطعام ثم إنتقل إلى السؤال عن عائلتها وأخبارهم التى إنقطعت صلتها بها منذ أمد بعيد....وهو فى كل هذا يتفحصها كأنها بضاعة معروضة للبيع!!! إلا أنه يعود مرة أخرى إلى تواضعه....فينظر إليها نظرة إختيار المحب لاالشارى....وقد وثق بالطريقتين!! فهى تفاحة ناضجة وهبها الله له ليقطفها حلالا وليس حراما.

*إستمر أحمد باشا فى تناول غذائه مبطئا فى مضغه ناظرا لغرضه....فلما إمتلأ وشبع ماديا ومعنويا.... طلبها أن ترفع المائدة وأن تسخن له بعض من الماء ليضع قدميه بها ليريحها من عناء مشوار على باشا

ولبت منيرة طلبه مسرعة كعادتها.

*إغتسل أحمد باشا من بقايا الأكل وعاد إلى حجرته وماهى إلا دقائق إلا ومنيرة تعود إليه فتطرق باب الحجرة ومعها إناء نحاسى به ماء ساخن وبعض من الملح المذاب فيه ... ولاغريب فى ذلك فهى تعرف طقوسه يوميا وتعد له مايطلبه قبل أن يطلبه...

*قامت منيرة بوضع الإناء أسفل مجلسه ثم رفعت قدميه ووضعتهما فى الإناء....وأخذت فى تدليك قدميه....فتجرأ أحمد باشا بعد أن سرى الدم فى عروقه من خلال أصابع منيرة البيضاء كالشمع....وقال لها بنهم رجل عجوز...لقد كبرت يامنيرة....وصرت عروسا كبيرة.....فإحمر وجهها خجلا....وكادت تترك الحجرة لولا واجبها نحو سيدها...وإهتزت أصابعها وهى تدلك....خافت على نفسها...إلا أنه سرعان ماطمأنها....قائلا....لاتخشى شيئا....فأنا أقول لك ماأراه أنك كبرت...وآن زواجك.....فضحكت....ضحكة خجولة....بعد إطمئنان....وقالت اللى تشوفه ياسيدى...!!!!

**إبتسم أحمد باشا وقال لها....وأنا عندى العريس!!

*كررت منيرة قولها .....اللى تشوفه ياسيدى!!


*وإنتابهما صمت لبرهة.....قطعه أحمد باشا بقوله...لم تسألى من هو العريس؟!

*لن تأتى لى إلا بكل خير

**أتثقين فى إختيارى؟!

*ثقتى كاملة فيك ياسيدى وفيمن تختاره

**مارأيك فى؟!

*سيدى وتاج رأسى!!

** أقصد .....رأيك فى ....كعريس!!

*صمتت منيرة وطال صمتها ....فهى التى عاشت حياة القصور وعرفت مناورات السياسةودهاليز الحكم.....لم تتوقع ذلك....وإعتقدت أنها لعبة جديدة فى المناورات!!!.....ودار عقلها لتبحث عن هذه التحولات....وجمعت الخيوط...خيطا ...خيطا....مابين اليوم والتحولات السابقة التى حدثت نفسها بها....ثم إنتقلت من الخيال إلى الحس وإلى التجسد.....هى لاتكره الرجل....صحيح أنه يكبرها بأكثر من ثلاثين سنة....ومتى كان الكبر فى السن عيبا!! ليس عيبا إلا فى عقول بعض البشر...ثم أنها مقطوعة من شجرة ....فزوجة أباها إستولت عليه....وهذا المكان هو الملجأ الذى آوت إليه منذ عقدين...ورغم الفارق فى المكانة الإجتماعية...إلا أنه فارق فى عقول البشر أيضا....فلماذا تنتظر وتتريث فى قرارها...أتنتظر أن يأتى لها بضمانة!!!!

*إنها تعيش معه منذ مدة طويلة.....ولم تر منه مايعكر صفوها كخادمة ومن قبل ومن بعد كأنثى... وكل هذا ضمانة...وضمانة قوية....ضمانة إنسانيته وشرفه ورجولته.....لذا عولت أن تستجيب لعرضه....فردت وقالت بعد هذا الحوار الداخلى وبعد صمت طويل... تخيله أحمد باشا رفضا....فصار يفتح فمه ويقفله دون أن يتكلم...وإرتعشت يداه....من خوف الرفض من فتاة فقيرة تعمل خادمة لديه..... حتى أتاه صوتها

....اللى تشوفه ياسيدى...!!!!!!!!!

*إبتسم الرجل و وبانت عليه مظاهر السعادة بعد ترقب وإنتظار ثم إنفراجة أسعدته...ولكنه كان مرتبكا كطفل صغير...وسرعان ماإسترد ثباته وقال لها مبروك ياعروسة......ولكن لى رجاء وليس شرطا

*اللى تؤمر بيه ياسيدى
*يتبع القسم الرابع
 
أعلى