خيانة النساء.. وخيانة الرجال!!(1)

"يا مآمن للنسوان، يا مآمن للذئب على الخرفان". انور عبد المتعال.

النساء خائنات!!

والدليل القاطع على تلك الخيانة هو قول المثل السوداني:

"يا مآمن للنسوان.. يا مآمن للذئب على الخرفان"!!

وكما هو مدون أعلى الموضوع، فإنني أنوّه وألفت انتباه القراء الكرام إلى أن هذا المثل السوداني – الذي ينضح حكمة - هو من بنات أفكاري، ومن صياغتي الخاصة، وأمتلك فيه حق الملكية الفكرية والأدبية، وبناء على ذلك أمتلك فيه الحق الحصري للنشر.. وعليه فإن كل كاتب أو ناشر أو مدوّن يريد أن يستشهد بمثلي الخاص هذا، يجب عليه أن يأخذ إذناً مسبقاً مني قبل نشره، أو يدوّن اسمي تحته وينسبه لي عند الإستشهاد به، ومن يتجاوز هذا الحق فإنني سأقاضيه في محكمة الملكية الفكرية، ومحكمة لوزان الرياضية.

والرجال كذلك، خائنون!!

والدليل الدامغ على خيانتهم هو قول المثل المصري:

"يا مآمن للرجال.. يا مآمن للميّة في الغربال".

مراراً وتكراراً.. وفي أكثر من مشهد، وفي كل ألوان طيفها الفني والدرامي، ترسّخ الدراما المصرية فكرة خيانة الرجال في أذهان المتلقين، عبر ترديد هذا المثل، اقتباساً من الفكرة السائدة لدى غالبية النساء والراسخة في أذهانهن عن خيانة الرجال.

فبحسب، وعلى حد مشاهد الدراما المصرية، كلما أحست زوجة بخيانة زوجها، هرعت إلى أختها أو أمها أو جارتها أو صديقتها، ثم ارتمت في أحضانها وهي تبكي وتنتحب وتبث شكواها بعبارة مقتضبة قائلة: الخاين الغشاش.. إهئ إهئ..

والغريب والمدهش أن المشكو لها من المذكورات تفهم مباشرة من هو هذا الخاين، دون أن تحدد تلك الشاكية المخونة هويته، ويكون الافتراض المنطقي والتلقائي لتحديد هوية ذلك الخائن أنه هو زوجها!! أيضاً دون ذكر اسمه وصفته بالنسبة لها!!(ربما هي فراسة النساء.. وربما هو التحامل والغلو الأنثوي تجاه الرجال.. وربما هو كيد النساء.. وربما كل ما ذكر صحيح.. وربما كل ما ذكر خطأ.. ربما) ويكون الرد السريع لتطييب الخاطر وتخفيف المصاب هو التحامل على كل الرجال.. وتعميم الخيانة عليهم جميعاً.. فتقول المشكو لها للشاكية، مخففة من لوعتها ومصابها: ولا يهمّك يا حبيبتي.. ولا تزعّلي روحك.. همّ الرجّالة كلهم كده.. خاينين.. وآل على رأي المثل: "يا مآمن للرجال.. يا مآمن للميّة في الغربال"!!

ولكن يبدو أن الخيانة وعدم الوفاء ليست حديثة عهد بالعصر الحديث أو بعصر العولمة.. بل هي قديمة قدم التاريخ.. ويبدو أنها تجري من بني آدم مجرى الدم.. فقد تحدث العرب قديما عن عدم الوفاء، وشاع في الثقافة العربية القديمة أن "الخل الوفي" عند العرب هو أحد مستحيلات العرب، وهي: الغول، والعنقاء، والخل الوفي. وأسطورة الخل الوفي تعني أن وجود الصديق الوفي المخلص لك أكثر من نفسه لا يمكن أن يوجد، أي أنه أسطورة. هذه النظرة للصديق الخل الخليل لا يمكن أن تستقيم أصلا، إذ أن الصديق، وهو إنسان أيضا، يجب أن يكون له حياته الخاصة ومشاعره ومتطلباته، قد تتعارض أو لا تتماشي كلياً أو جزئياً مع من يصادق وإن صدقه. الصديق عملة نادرة فعلا، ولهذا قال العرب إنه من المستحيلات الثلاث. وعندما يريدون وصف شيء مستحيل يقولون أنه (من رابع المستحيلات) قال الشاعر:

لمّا رأيتُ بَني الزّمانِ وما بهِم خلٌّ وفيٌّ، للشدائدِ أصطفي

أيقنتُ أنّ المستحيلَ ثلاثة ٌ: الغُولُ والعَنقاءُ والخِلّ الوَفي" المصدر: ويكيبيديا الموسوعة الحرة.

وبما أن الرجل خائن للمرأة، وبما أن المرأة كذلك تضمر الخيانة للرجل بالمقابل، إذن لا يحق للرجل أن يكيل اللوم للمرأة على خيانتها. وبالمثل أيضاً، لا يستقيم أن تلقي المرأة باللوم على الرجل على خيانته.. فكل له ذنب تجاه الآخر، وكما قال الشاعر:

لها مثل ذنبي اليوم إن كنت مذنبا.. ولا ذنب لي إن كان ليس لها ذنب.

أما فيما يتعلق بخيانة النساء فإنها تنقسم إلى ثلاثة أنواع. وأما فيما يختص بخيانة الرجال فإنها تتدرج إلى ثلاث مراحل.

ولكن ما هي تفاصيل خيانة الرجل؟ وما هي حقيقة خيانة المرأة؟ هذا ما سنتعرف عليه بشيء من التفصيل، ولكن في الأجزاء التالية من هذا الموضوع.. تسعدني متابعتكم

الكاتب الصحفي/ انور عبد المتعال
 
أعلى