انجازات الأمير الوالد - سعد العبدالله الصباح

أم سليمان

عضو فعال
lc7-051408.pc.jpg
يعد فقيد الكويت سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله من الرجال الذين وضعوا بصمتهم الخاصة في تاريخ الكويت، بوصفه رجل دولة ورئيس حكومة وصاحب موقف وقرار، وهو لذلك يعد من ابرز قادة الكويت، ليس لانه يحتل موقعا مهما في مؤسسات الدولة، وانما لما يحمله رحمه الله من افكار فيها مصلحة الوطن وحرصه على نهضته وتقدمه وحماية امنه واستقراره اذ يتمتع باحساس عميق بالمسؤولية والتفاني في خدمة الوطن والحرص على حماية مصالحه العليا، حيث جعل من الحفاظ على استقرار وامن البلاد وامان المواطن همه الاستراتيجي الاول، وليس من شك في ان القرارات المصيرية التي اتخذها خصوصا ما كان منها ابان فترة الاحتلال العراقي، كان من شأنها ان جنبت الكويت الاخطار الداهمة التي كانت تحيط بها.
فقد واجه سمو الشيخ سعد منذ ان تقلد العمل العام منذ نهاية عقد الاربعينات العديد من المتاعب والازمات،لكنه استطاع رحمه الله اجتيازها بنجاح، وقد اكدت الاحداث التي مرت بها الكويت قدرته وشجاعته على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب مهما كانت صعوبة القرار وايا كانت تبعاته اذ قدر لسموه ان يكون المسؤول الاول عن السلطة التنفيذية في الكويت طيلة خمسة وعشرين عاما منذ ان تقلد رئاسة مجلس الوزراء في فبراير من عام 1978 حتى الثالث عشر من شهر يوليه لسنة 2003 م حين تولى رئاسة الحكومة سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وتفرغ سمو الشيخ سعد العبدالله لولاية العهد.

أحداث جسيمة

فخلال تلك السنوات شهدت الكويت احداثا جسيمة،حين اندلعت على حدودها وبالقرب منها حرب مدمرة وعصفت بها ازمات اقتصادية حادة نتيجة انهيار اسعار النفط منذ بداية عقد الثمانينات،كما حدث العديد من التغيرات السياسية والاجتماعية والامنية، وصلت بالكويت الى درجة احتلال كل ترابها الوطني بشكل لم يشهد له العالم مثيلا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ومع شدة تلك الازمات التي المت بالكويت، فانها استطاعت بفضل حكمة سمو الشيخ سعد ـ رحمه الله ـ وبعد نظره السياسي والاقتصادي وتعاونه المطلق مع المغفور له سمو الامير الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله، ان تجتاز تلك العواصف والانواء بسلام، وتعاود مسيرتها على كافة المستويات المحلية والاقليمية والعالمية.
وليس من شك في ان الدور الذي لعبه سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله ـ رحمه الله ـ في السياسة الكويتية يعد اعمق اثرا في استقرار النظام السياسي،ففي خضم الازمات الامنية التي اجتاحت منطقة الخليج بصفة عامة والكويت بصفة خاصة بداية من عقد الستينات، كانت دولة الكويت بحاجة الى التغلب على تلك الازمات، والوقوف بحسم امام تيارات التطرف بمختلف اتجاهاتها، تلك كانت تريد العبث بأمن الكويت واستقرارها.
ومنذ أن تسلم سمو الشيخ سعد ـ رحمه الله ـ ولاية العهد ورئاسة مجس الوزراء دخلت الكويت مرحلة جديدة في مسيرة التقدم والتطور والتنمية، ومن الانصاف ان نذكر انه اسهم في بناء الكويت قبل توليه رئاسة الوزارة وولاية العهد بسنين عديدة، فقد كان احد صناع الكويت الحديثة منذ ان كان رئيسا لدائرة الشرطة والامن العام، ثم وزيرا للداخلية والدفاع.
وكان من المتوقع للشيخ سعد العبدالله الصباح ـ رحمه الله ـ ان يقوم بأعمال واضحة ومهمة منذ تولى ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء، فكان الناس يأملون خيرا وراء تسلمه لهذين المنصبين، لما عرف عنه من حبه للكويت وحرصه على استمرار النهضة التنموية في كل مجال، حيث انه ـ رحمه الله ـ معروف لدى الكويتيين قبل هذا العهد بما اسند اليه من اعمال كان فيها مؤديا لما هو منتظر منه، قبل ان يتولى هذين المنصبين سنوات عديدة كما ذكرنا.
كما أن ابناء الكويت حالفهم الحظ في ان يكون المسؤول الثاني في قيادة سفينة الكويت في فترة العدوان العراقي رجلا بحكمة سمو الشيخ سعد وشجاعته، فالقرارات المصيرية التي اتخذها، سواء في خلال فترة العدوان او في مرحلة اعادة البناء، تجعل اي دارس للتاريخ يقف اعجابا بتلك الارادة التي جنبت بلادها الكثير من المحن والاخطار، وقد كان في كل مواقفه سندا لامير البلاد سمو الشيخ جابر الاحمد الصباح الذي فوضه فور تحرير الكويت بمهمة الحاكم العسكري العام لضمان السيطرة على الامور، واعادة الحياة في البلاد الى مجراها الطبيعي، رحمهما الله جميعاً.
ولقد حقق سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله ـ رحمه الله ـ بذلك العديد من الانجازات على كافة المستويات المحلية والخليجية والعربية والعالمية،دون اي ادعاء او مبالغة في دوره الشخصي، لما جبلت عليه شخصيته من الايثار والتواضع وانكار الذات.

ثلاث مراحل

ويمكن القول ان سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله ـ رحمه الله ـ عاصر مراحل ثلاثا من تاريخ الكويت هي: مرحلة الكويت قبل العدوان العراقي في اغسطس 1990. ومرحلة كويت الاحتلال(اغسطس1990- فبراير1991) ثم مرحلة كويت الانطلاقة الحديثة بعد تحريرها من العدوان واعادة البناء، وهي المرحلة التي تعيشها الكويت في وقتنا الحاضر.
ففي المرحلة الاولى من تاريخ الكويت تدرج سمو الشيخ سعد في العديد من المناصب العامة بداية من مسؤوليته في دائرة الشرطة والامن العام الى تعيينه وزيرا للداخلية والدفاع حين تحولت الدوائر الحكومية الى وزارات مسؤولة في ظل الدستور الكويتي الذي صدر عقب استقلال الكويت السياسي في عام 1962، ومن ثم اعتبر اول وزير لداخلية الكويت، وثاني وزير للدفاع ، حين آلت اليه مقاليد تلك الوزارة الاخيرة الى جانب وزارة الداخلية في عام 1964، عندما تولى سمو الشيخ جابر الاحمد الصباح ـرحمه اللهـ حكم الكويت في عام 1977 كان تعيين الراحل الشيخ سعد العبدالله ـ رحمه اللهـ رئيسا لمجلس الوزراء ووليا للعهد، وفي خلال تقلده لتلك المناصب استطاع ادارة شؤون البلاد في سنوات حرجة من تاريخها، حين تعرضت الكويت لمحاولات العبث بأمنها واستقرارها خلال عقدي الستينيات والسبعينيات، فضلا عن تأثرها باحداث الثورة الايرانية الاسلامية، والحرب العراقية الايرانية خلال عقد الثمانينيات.
وفي المرحلة الثانية من مراحل تاريخ الكويت، وهي مرحلة الاحتلال العراقي، كان تفانيه ـ رحمه الله ـ في خدمة القضية الكويتية، وجهوده لاستئصال العدوان وحماية الشرعية الكويتية، ومصالح الوطن العليا، الى ان تحققت للكويت حريتها، وعودتها الى ممارسة سيادتها واستقلالها على كافة ترابها الوطني.
اما في المرحلة الثالثة فقد كانت جهود سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله ـ رحمه اللهـ في اعادة البناء واصلاح ما دمره العدوان الى جانب دوره في حث مواطنيه على وحدة الكلمة والصف، والتركيز على الوحدة الوطنية باعتبارها القاعدة الصلبة التي يرتكز عليها امن الكويت واستقرارها، إذ آمن سمو الشيخ سعد ايمانا عميقا بان قوة ابناء الكويت تكمن في وحدتهم، لان الوحدة الوطنية هي الدعامة الرئيسة التي قامت عليها الكويت في ماضيها وحاضرها والتطلع الى مستقبلها، ومن اجل ذلك لم يكن غريبا ان يحفظ له المواطنون في قلوبهم الكثير من المحبة وفي نفوسهم الكثير من التقدير.

علاقته بالمواطنين

لقد استطاع سمو الشيخ سعد ـ رحمه الله ـ ان يحقق للكويت العديد من الانجازات بشخصية جبلت على الايثار، وانطوت على تواضع جم وانكار للذات، وتبدو الصفات الانسانية التي يتمتع بها في تكريسه من الوقت لعلاج مشكلة يتعرض لها اصغر مواطن ما يكرسه للقضايا الكبرى إذ كان يحرص الشيخ سعد ـ رحمه الله ـ دائما على الالتقاء بالمواطنين الذين يجدون ابوابه مشرعة لهم للاستماع الى مشكلاتهم ، ثم يتخذ حيالها القرار المناسب ليأخذ طريقه الى حيز التنفيذ، وقد اعتاد ـرحمه اللهـ على تخصيص يوم الاثنين من كل اسبوع ليكون موعدا للتواصل مع المواطنين في مكتبه، وقد بدأ هذاالتقليد بعد ما يقرب من عامين من تقلده ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء- وعلى وجه التحديد بداية من 22 اكتوبر 1979 - وكان ذلك ايمانا منه بأن قوة الكويت تكمن في مفهوم الاسرة الواحدة.
وكان الى جانب ذلك يستقبل الجمهور في ديوانه بقصر الشعب مساء كل يوم احد، كما يقوم بزيارة عدد كبير من المواطنين في ديوانياتهم كلما سنحت له الفرصة، اضافة الى مشاركة الجميع في افراحهم، واتراحهم دون تمييز بينهم.
من اجل كل ذلك استحوذ الراحل الكبير سمو الشيخ سعد العبدالله على حب الشعب الكويتي له ، الذي لا ينبع من سلطة المنصب بقدر مايرجع الى تقدير المواطنين لسماته المتواضعة، والى الجهد الذي يبذله من اجل تقدم الكويت، والسهر على مصالح مواطنيه وتفانيه من اجل رفعة الوطن، هذا فضلا عن سلوكه الانساني وقدرته على العمل الدائب المستمر.
ويتضح مدى الحب والتقدير، اللذين كان يتمتع بهما سمو الشيخ سعد في قلوب مواطنيه في مشاعر السرور والارتياح التي غمرتهم جميعا بصدور البيان الاميري بتزكية سموه وليا للعهد في فبراير من عام1978 واحساسهم بالفراغ الذي تركه على الساحة الوطنية في اثناء رحلاته العلاجية خارج الوطن.وقد بدأت اولى تلك الرحلات في نوفمبر عام1979 اذا ادى ارهاق العمل الى اجراء عملية جراحية لعلاج انفصال شبكي في عينه اليمنى في مستشفى ولنجتون بالمملكة المتحدة وتبع ذلك رحلتان علاجيتان اخريان في عامي 1986و1997 ،وخلال وجوده بالعاصمة البريطانية توافد عليه العديد من قادة الدول العربية والاجنبية، فضلا عن ابناء الكويت الموجودين بلندن ، بل ان بعضهم سافر من الكويت الى لندن خصيصا لزيارته والاطمئنان على صحته، كما اقيمت الاحتفالات الشعبية في جميع محافظات الكويت معبرة عن شعور المواطنين الفياض بعودته سالما الى ارض الوطن ليستأنف ما كلف به من اعباء جسام.
 
الـــــــــــــــى

جـــــــــــنـــــــــــــات

الـــــــخــــــــــلـــــــد




يـــــــــا بــــــــــــطـــــــل الـــــتـــــحــريـــــر
 

أم سليمان

عضو فعال
رحت عزى قصر الشعب ... لأني أعرف أحد أقارب الأمير الوالد رحمه الله ... وشفت الحزن شلون مخيم على نساء الأسرة ... وأشوف نفسي مع بناته جنّي يتيمة مثلهم ... وأقول صج كان أبونا كلنا ... الله يرحمه ... هادئ ومتزن ... ويظهر في المواقف بأفعاله الطيبة ... ما شاءالله كانت في وفود ثقافية نسائية حضرت من دول الخليج ... ومن دول مختلفة أخرى للتعزية .. جزاهم الله خير ... والحمد لله الانسان الطيب كل من يجيله ... وألف رحمة ونور عليك يا بابا سعد ..
 
أعلى