** القسم الثالث: تابع القصة الثانية: القطة نونى **القطط تحب الجبن والكلاب تحب أكل الشوكلاته(من مجموعتى القصصية بحر الأحزان الكويت81) القسم الثالث:

** القسم الثالث: تابع القصة الثانية: القطة نونى

**القطط تحب الجبن والكلاب تحب أكل الشوكلاته(من مجموعتى القصصية بحر الأحزان الكويت81)

القسم الثالث: القصة الثانية: القطة نونى

*قصة بقلم ناجى عبدالسلام السنباطى

كتبت فى فبراير 81

*نشرت تقريبا فى أغسطس81 بالكويت ضمن مجموعتى القصصية

(بحر الأحزان)

القسم الثالث: تابع القصة الثانية: القطة نونى

*************************************************************************
**لم يكن قد مر على وقعتها الأولى أياما...ونكاد ننسى واقعتها المريرة..إلا وتكرر فعلتها ......... كان الوقت ليلا والحجرة مظلمة...والتليفزيون يعرض فيلما عن الحرب العالمية الثالثة(آسف خطأ مطبعى متعمد!!! والصحيح عن الحرب العالمية الثانية)....لمحت أجزاء من الفيلم بل قل أنها لحظات..وأنا أخطو إلى داخل الحجرة قادما من الخارج.....ولم أكن أريد المشاهدة...كنت متعبا وأريد أن أضع جسدى المنهك على السرير بأى طريقة...كانت الرغبة فى النوم أكبر من الحذر...فما أن وصلت إلى حافة السرير إلا وقفزت فوقه....ثم تمددت وسحبت البطانية وأحكمتها حولى تماما.....وأخذت أحاول الوصول إلى بداية الحالات السبع للنوم من وجهة نظرى وشرحها ليس مكانه الآن ولازمانه الآن....فالحالات هى (القلق –الفتور-الفعل المبدئى-التفكير0 الدخول-الإستغراق- التشبع)!!


*لكننى لم أصل إلى الحالة الأولى بل حتى لم أصل إلى تمديد الأرجل...بل كان تمديدا من وضع القرفصاء!! حيث لم تنجح المحاولة فى الوصول إلى التمديد الكامل المريح للساقين وللجسد... فقد باءت المحاولة بالفشل...بسبب كم هائل من جبال ثلج القطة!!! لقد شعرت أننى أغوص فى بحر من الوحل وأن أصابع أرجلى...قد تشربت كمية كبيرة من عصير مخلفات القطة المثلج!!!...لقد نصبت لى القطة التى ادافع عنها فخا وأى فخ!!

*قفزت من الخوف ومن عدم التوقع ومن الثلج!! وفى لمح البصر كنت على مفتاح الإضاءة فأدرته...فأضاء على غير عادته فى أشهر الصيف!!! ونظرت إلى سريرى ومفروشاتى...فإذا هى غارقة فى أمطار ووحل قطتى العزيزة!!....

*قطتى تعاتبنى بطريقتها وطريقتها معالجة الخطأ بالخطأ....وبعد كمينها الشديد الحقارة ..نظرت إليها...نائمة بجوار السرير وكأنها لم تفعل شيئا...وبراءة الأطفال تظلل طلعتها البهية !!

*بالطبع..لم يكن لى رد فعل فالوقت ليل وهى نائمة فى سابع نومة...أخيرا لم تكتف بالرفقاء بل أدخلتنى فى زمرة عقابهم وماهو بعقاب إلا لسوء الفهم... وهى تشعر بغلطتها ولكنها لاتملك التفسير وعلينا أن نستخلصه...فهى تعنى أنتم أقفلتوا الحجرة ولم يكن لدى بديل.. أعلم أنها حيوان قد لايميز ولكن إذا قارنتها بالإنسان الذى يميز..ويفعل مايوازى أفعالها...حكمت للحيوان....ومع ذلك أردت معاقبتها...إلا أن إلتفاف صغارها السبع حواليها ...فى حضن بديع.....ردنى إلى رحمة نفسى لأن الله الخالق...رحيم بنا جميعا...أفليس لنا كعباد أن نرحم أنفسنا وأن نرحم غيرنا.

**فى الصباح أحضرت البطانية والمفروشات التى أصابتها القطة ..وإلى المغسل حيث البارد والساخن مع مزيج من المنظفات الصناعية...التى تسمع عنها فى الإعلانات والكتب أكثر مما تنظف!!..وتوكلت على الله ونشرتها فى الهواء الطلق وأمام الناس جميعا!!!!.....والريح تأخذ منها جانبا وترد آخر...حتى مساء اليوم بعد التالى...فجفت بفعل الريح وتبخير الشمس....لطيب صديقتنا القطة.!!!.....فلما جفت بفعل العوامل الصناعية والطبيعية...حملتها إلى داخل الحجرة...إلا أن أريج الصديقة...يأبى أن يفارقها طول السنين..ومازال شاهدا... على الرائحة الكريهة الباقية من عزيزتى القطة... والشاهد الثانى علامة فى الوجه وعلامة فى يدى (خربشة).!!

****************

*** رغم كل هذا تحملت أيضا...بينما الأيام التالية والشهور التالية فى غير صالح القطة...وأناأدافع عنها من نفسى الأمارة بالسوء ومن الشر المضمر من جانب الرفاق!!ولم أستطع المقاومة حتى النهاية....فنفسى أستطيع أن أتحكم فيها وأكبح جماحها وأقيد سوءها...خوفا من الله العلى القدير.....أما الرفاق...أصحاب القلوب التى قدت من حديد شائك...لاأقدر عليهم...فقد أخذوا قرارا بمحاصرتها لإخراجها من دولابى ومن حجرتى ولو ملكوا لأخرجوها بالمرة من حياتى!! وسيدتى القطة تهزذيلها لهم وتهش لهم وتكور جسمها غضبا منى ...غضبا من الذى يحبها ويدافع عنها وعن أولادها.....ولكن ماذا أفعل ؟!!!!!!!!.....هكذا الإنسان يفعل فما حال الحيوان.

*إقترحت حلا وسطا...هو أن نضعها فى العين السفلى من دولاب المطبخ(نملية) ...وموقعه الجغرافى بجوار الحجرة وبحجرة المطبخ وسائل تهوية جيدة...ولكن كان لى شرطا وحيدا أن لاأمد يدى فى هذه الطبخة اللعينة!!

*كنت سعيدا بها فى دولابى وفى قلبى من قبل..وهم الذين خططوا وقرروا تنفيذ مؤامرتهم ضدها ومع ذلك تخشاهم وتدللهم وتعض من ساعدها يوما.!!

*تقدم أصحاب الحديد الشائك بكل عتادهم وحملوها بالقوة فى علب من ورق مقوى ومعها صغارها ورموها فى المكان المقترح!!

*لم يطاوعنى قلبى...فإستمررت فى عملية التموين الغذائية والكسائية والشرابية والمعنوية لعل أحد يرق قلبه مثلما رق قلبى!!

ولكن البرد شديد وقاسى على صغارها والجو دوما فى غير صالح الصغار...وكنت أحرسها خوف قط شارد أو (عرس كافر)...قد يشتاق إلى لحم الصغار الشهى...ولم تمنع حمايتى ورعايتى ...من موت أحد الصغار...كان موت الصغير بداية النهاية فحزنت القطة عليه حزنا رهيبا وحتى الأعداء لم يخفوا حزنهم...وإنتابت القطة روحا سيئة وحزنا مقيما...وبعد فترة كبر الصغار وإعتادت أمهم الخروج والغياب والعودة مرة أخرى...وبدأ الصغار الذين كبروا يسببون مشاكل للرفاق الأعداء فقرر الرفاق هدم مسكنهم وطردهم تماما من منطقتهم...وخرجت القطة إلى مكان آخر وخرج أولادها إلى أماكن أخرى وخرجت أنا ولم أعد...ولم يبق لى إلا الذكريات... الذكريات السعيدة والمريرة ...الحلوة والمرة...ذكرياتى مع حيواناتى العزيزة ومع رفاق طيبين أو خبيثين.... وذكرياتى أجترها كجمل فى صحراء لم تخلق من قبل

ومازال لدى من قصص أصدقائى الكثير...لكننى إخترت أعز صديقين( الكلب بوبى والقطة نونى ) ...وتسألوننى من هو أعز لديك....الكلب أم القطة"!!....فى الحقيقة...لاأستطيع أن أفرق بينهما.....فلكل منهما معزة خاصة.....لكننى أستطيع أن أميز بينهما....فالقطة كانت تحب الجبن رغم أنه غذاء عدوها وقد تكون نظرية ذكية منها لحرمانه من حقه فى الحياة وبالتالى إصطياده وهو يبحث عن الجبن الذى تختزنه....أما الكلب ....فقد كان يحب الشوكلاته لاليأكلها وإنما ليعطيها لمسعد صبى الدوار الذى يعشقها ويحصل عليها بذكاء وحنان فطرى
إنتهت

**إلى اللقاء مع حكايات أخرى ...عن..ومن...أصدقائى
 
التعديل الأخير:
أعلى