اليوم تحل الذكرى الـ 28 لغزو واحتلال العراق للكويت في 2-8-90م

سفاري

عضو بلاتيني
اليوم تحل الذكرى الـ 28 لغزو واحتلال العراق للكويت في 2-8-90م

اليوم هو الخميس 2 أُغسطس 2018م ، ويصادف الذكرى 28 عاماً مضت منذ أن غزا العراقيون بقيادة صدام حسين الكويت واحتلوها في أبشع اعتداء غادر ظالم تنفذه دولة تنتمي للأمة العربية / الاسلامية ضد دولة أخرى – أيضاً – عربية / اسلامية مجاورة ومسالمة ولم تبخل بالعطاء السخي والكرم الحاتي للدولة ( الجارة ) المعتدية ابان ورطة الأخيرة في حربٍ افتعلتها مع جارها المسلم ( غير العربي ) في نزوة طاغوتية نمرودية طاووسية تمثل بها وامتثها ومارس اغواءاتها حزب البعث العراقي بزعامة صدام حسين معتقداً بأن الدولة المفتعلة معها الحرب والتي حصلت فيها ثورة شعبية أطاحت بالنظام الملكي ، قد ضعفت ووهنت بسبب الثورة التي أدت الى هروب بعض القادة العسكريين ، واعدام بعض الضباط الأمنيين الذين نفذوا أوامر النظام الطاغوتي في قمع المتظاهرين المطالبين بتحسين أوضاعهم المعيشية ، وبالحرية والعدالة والمساواة في الحقوق الوطنية ، واعتماد الأولوية والأفضلية الوطنية في ثروة البلاد ، واحترام كرامة وانسانية العباد !

بيدأن التصور البعثي في شأن الحالة والوضعية الايرانية بعد الثورة كان تصوراً خاطئاً حيث مني العراقيون بخسائر فادحة في الأنفس والممتلكات نتيجة للحرب التي افتعلوها مع ايران ، حيث دامت الحرب المفتعلة بطيش بعثي بحسابٍ خاطئ 8 سنوات أكلت الأخضر واليابس في البلدين المتحاربين اضافة الى الخسائر المادية والأمنية التي أصابة – بالإنعكاس - الدول الخليجية تحديداً التي هبت لمساندة العراقيين في حربهم الخاسرة مع الايرانيين حيث لم يكن الخليجيون بأقل غباء من العراقيين حين أوقفوا موانئهم وسيّروا شاحناتهم على مدار الساعة لدعم المجهود الحربي العراقي البعثي العبثي ، ثم لم يفلحوا هم ومَن ساندوه !

وبعد أن تم وقف الحرب بين العراق وايران بقرار أُممي ، وفي يوم كهذا اليوم باسمه وتاريخه من فجر بدايته ، وجه العراقيون بقيادة صدام حسين بنادقهم الى الصدور الخليجية التي كانت مفتوحة لهم بالاحتضان ، ومارس العراقيون الطريقة العراقية البعثية الكاولية في كيفية رد الجميل لِمَن أكرمهم وشد عضدهم وساندهم في حربهم الدنيئة مع الجارة الشرقية ، فكان رد الجميل العراقي على الكرم الخليجي ، هو غزو واحتلال دولة خليجية ( الكويت ) هي الأبرز والأوفى والأخلص والأنقى في اغداق الكرم على العراقيين بجميع ما تشتهي الأنفس وتستلذ الأعين وتطيب الخواطر ، سواء في ما يشمل جميع المتطلبات الحياتية من غذائية وتنموية ، أو عسكرية بكافة مستلزماتها التي تتطلبها الحروب والعمليات القتالية !

ولعل مِمّا يحصل مؤلماً للنفس الوطنية الكويتية في هذا اليوم أن الذكرى المأساوية الاجرامية تحل على الكويتيين في اليوم الذي تتقاطر فيه قوافل المساعدات المائية والكهربائية والغذائية الكويتية على العراقيين في البصرة والزبير والسماوة وكربلاء وغيرها من المدن والمحافظات العراقية الثائرة على الفساد الاداري والمالي والحقوقي المتفشي في وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة العراقية نتيجة لسياسة الحرمنة التي ينتهجها الساسة والبرلمانيون والقضاء ومَن لف لفهم واحتمى بهم !

ومن عجائب القدر ومنغصات الحاضر أن الحكومة الكويتية المسرعة بالكرم للعراقيين الذين بالأمس صفعوها على الخد الجميل ، تملأ سجونها بالمديونين من شعبها المعسرين والعاجزين عن سداد ما ترتب عليهم نتيجة للعبة خبيثة مارسها في شأن الفؤائد البنكية ، البنك المركزي حين جعل الفائدة متحركة ، فوجد المقترضون أنفسهم مدينين للبنوك بأرقام خيالية تفوق ما اقترضوه + الفوائدة المقررة سنوياً ، حيث مَن استقرض على أساس فائدة 7%( متحركة ) اكتشف أن عليه تسديد قيمة 10% ، الأمر الذي جعل أرقام الفؤائد تفوق بعدة أضعاف القيمة المقترضة ، وحين عجز المقترضون عن السداد قاضتهم البنوك فحكم عليهم القضاء بالسجن ، وتخلت عنهم الحكومة الكويتية متوجهة لدعم العراق ( الصافع ) بمتطلبات المتظاهرين العراقيين ضد فساد حكومتهم !؟

وليس هذا فقط المؤلم للنفس الكويتية ، بل أن بعض مؤسسات الدولة الكويتية ذات العلاقة الخدمية للمواطنيين ، كالكهرباء والماء ، والبلدية ، والمرور ، والقضاء ( تنفيذ الأحكام ) تعتمد عدم ابلاغ المواطنيين بإستهلاكاتهم والمترتبات عليهم من حقوق للدولة أولاً بأول ، بل تركم المتطلبات تجميعاً على بعضها البعض ، حتى إذاما كان للمواطن مراجعة في أي مؤسسة فؤجئ بأن عليه استهلاك خدمات بالآلاف من الدنانير لجهة أو جهات حكومية ، ويلزم تسديدها وإلا فلن تنجز معاملته ! وفي ضوء العجز عن التسديد تحول القيمة الاستهلاكية الخدمية الى مديونية للدولة تسدد بأقساط شهرية تستنزف ما تبقى من ميزانية المواطن المتحصلة عن راتب متدنٍ لم يطرأ عليه تحسين منذ أكثر من عقدين من الزمن !؟

وهكذا تكون الكويت وليست منفردة عن شقيقاتها الخليجيات في اهانة المواطن وظلمه في وطنه ، بينما ينهمر الكرم الحاتمي من الكويت على الخارج موجهاً للفلسطينيين والأُردنيين والمصريين و( العراقيين ) والأخيرين هم الذين لا مبرر لإكرامهم من قبل الحكومة الكويتية إلا أنه الجبن والخور والذل وعدم استيعاب الدروس والاتعاظ بالأحداث ، وبهذا منحت الكويت مسمى ( دولة الانسانية ) !؟
 
أعلى