حديث معقدين !

هارون الرشيد

عضو بلاتيني
التقيت برجل فلسطيني ،في منتصف الخمسينات من عمره ، في مطار أتاتورك في إسطنبول ودار بيننا حديث طويل في مواضيع مختلفة ونحن في قاعة الإنتظار ، كان أخرها هو سؤال منه ، أين يجد الإنسان ذاته!؟ كان ذلك السؤال عميق ، والإجابة صعبة جدا ، لأن تحقيق الذات يعني السعادة، حاولت أن أجيبه بإجابات مختلفة منها على سبيل المثال ، الأسرة ، الإهتمامات والهوايات، الصحة .... الخ لكن كل إجابة لا تصمد أمام تعليقه ، فالأسرة قد تتلاشى ، والإهتمامات مرتبطة بالصحة والظروف ، والصحة يأتيها يوم وتزول !. بعدها وجهت اليه نفس السؤال ، لأني يئستُ من إجابته ، فأجاب : أنا لا زلت أبحث عن الإجابة! ، وجلسنا بعدها لفترة وجيزة ، وغادر ذلك الرجل ،والسؤال لا زال قائما وبحاجة لإجابة لم أتوصل اليها الا قبل فترة بسيطة ، فما هي ؟ إنها ذلك الفكر الذي تعتنقه وتنتهجه، فالفكر هو جزء من مكوناتك وسيدها في آن واحد . إن كان يقينك فهو سعادتك ولا يستطيع اي إنسان أو اي ظرف في الدنيا عزله او انتزاعه منك ،أما غيره من الأشياء المادية فهي خارجية وزائله ( أسرة ، مال ، منصب ، صحة .......الخ ) . الإجابة عميقه جدا عندما تتأملها ،على الرغم من قصرها .
 
  • إعجاب
التفاعلات: 2030A
أعلى