قصة قصيرة

2030A

عضو بلاتيني
يحكى أنه كان يسافر إلى بلدها فقط ليتنفس ذات الهواء ، وكانت تسافر إلى بلده لتفعل ذات الشيء ، دون أن يلتقيا !

يحكى ان القهر كان يصيبها بنوبات ارتفاع الضغط .. فيتأثر هو ويصاب بنوبات انخفاض السكر في ذات الوقت !



يحكى انها تعرضت لحادث سير في بلدها ، في ذات الوقت الذي كانت تكلمه فيه ، نجت من الحادث ومات هو بأزمة قلبيه !!




.
 

مستشار كويتي

عضو بلاتيني
شلون تكلمه ام عبدالله وهي ليست زوجته .... تلك الموده والحب على الطريقه الفلاتيه ...انا كأب وجد اكره تلك النماذج ولا اسمح على الاطلاق لابنتي ان تفعل ذلك وان فعلت فانا متبرأ منها الى يوم الدين ....
 

2030A

عضو بلاتيني
الشتاء البارد يجعل النوم كحالة موتِ سريري لذيذ ، عميق وطويل ٌ جدا ، تهدأ فيه كل الجوارح ، ويزول به كل تعب وأرق النهار

فجأة وفي لحظه .. فتحت عينيها بسرعة ! وقد انتفضت في فراشها دون ان تتحرك ...

مضت دقائق ورأسها على وسادتها وهي ساكنه .. تفكر في هذا الزلزال الذي اجتاح جسدها أثناء النوم !

شيءٌ ما يشبه دعسة الفرامل على دواسة البنزين ..


في الحقيقة هي لم تشعر بحالة التوقف المفاجيء ، لكنها شعرت بعودة الحركة القوية .. كانت اشبه بضربة او انفجار بالجانب الأيسر من صدرها ..
كانت ترى ما بداخلها تماما .. قلب توقف للحظات ثم اندفع بقوة يضخ الدم ، مخلّفاً لكمة قوية بالصدر ..

عندما استوعبت ما حدث . او هكذا خُيّل لها ، اعتدلت في جلستها وقد تخطفتها الافكار والذكريات والمشاعر !

صحيح انها لا تعاني من مشاكل صحية بالقلب لكنها تدرك حجم الألم الذي يستنزفه كل يوم .. ومرارة الذكرى التي تفتت جداره !

تذكرت عبارته وقد كان نادر الشكوى يوم قال لها ( إن الذكرى تؤلم قلبه ) !

عند هذا الحد .. أسلمت نفسها للدموع حتى نامت مجدداً ...

وهكذا تستمر الحياة ! وتتوالى السنين .
ننام .. ونستيقظ في لحظه .
ننسى ... ونتذكر فجأه .
نمضي قدما ... ونتوقف لنلتفت للوراء ..


.
 

2030A

عضو بلاتيني
في أحد السيارات المتجهه برا من الرياض إلى مكة المكرمة ، كانت بالكاد تسند ظهرها وبالكاد تفتح عينيها من شدة الأعياء ، تماما كقطعة قماش باليه لا حياة فيها ولا بهاء أو لون ....

كانت الحياة تتسرب من جسدها بهدوء والنور ينطفيء في عينيها تدريجياً كشمعة أوشكت على التلاشي !!


لم تعد شيئا موجوداً أو محسوساً !

هي في الحقيقة فقدت قدرتها على الشعور بكل شيء سوى الإحساس بألم جرح عميييق بقلبها المفجوع ، الغيوم التي رافقتها على طول السفر زادت في ظلام الكون حولها ..

كل شيء هذه المره مختلف !
الرمال الشاسعه على جانبي الطريق ، الأشجار ، السيارات ، كلهم يرتدون ثوب الحداد في نظرها ، يتألمون مثلها ، صامتون ،
هدوء عجيب وصمت مطبق يخيم على الكون باتساعه .. لا صوت سوى صراخ وأنين داخلها تسمعه كلما لامست انفاسها جرح قلبها ..

ازدراد المرارة مؤلم ، لكنه نبهها إلى أنها صابرة بجدارة على مصاب جلل !!

لم تكن تعيش في جسدها المنهك ، ناهيك عن الدنيا بأسرها !
كانت هناك .. في مكان ما أقرب إلى الله ! مكان بين الحياة والموت ، بين الحقيقة والخيال ...

روحها غادرتها منذ أن عرفت نبأ وفاته المفاجيء ، رغم أنه أخبرها برحيله وصدقته !

بعد تسع ساعات من السير المتواصل ، بدأت تتهيأ للنزول في الميقات والإحرام بنية العمرة عنه ، في اول جمعة له بقبره ، لعلها تنجح في تخطي حواجز الغيب فترسل له رساله بأنها أحبته بصدق ولن تنساه . لعلها تفعل شيئا يجبر كسره ويقوي ضعفه ! لعلها تكفّر عن ذنبها في حقه يوم خذلته !

في الميقات .. تلقت اتصالا مهماً :
( لا تنسي والدك من دعاءك ، حالته حرجه ) !

تذكرت انه كان كلما اشتاق لها سأل عن أخبار والدها واتصل به فاستأنس وهدأ شوقه !

يا الله ! هو تجاذب الأرواح العجيب !

توقفت للحظات وهي تغالب قوة الصدمة وتسترجع ثقافتها الدينيه ، هل يجوز لها أن تحرم بنية العمرة عن حبيبين اثنين ؟!!

حبيب مات وآخر يحتضر ؟!!

استدركت الجواب ! وبكت بحرقه ...


تذكرت يوم ان خيّرها والدها بينهما .. فاختارت رضا والدها وقدمته على حبّ عمرها .

المشهد يتكرر .. والتخيير القاتل يلاحقها في الحياة وعند الممات !!


عن أيهما تعقد نية العمره ؟!!

بصوت مخنوق ودمعٍ لا يتوقف قالت أخيرا

( اللهم إني نويت عمرة عن والدي ) ..


.

 

2030A

عضو بلاتيني
.
.. لم تقابل رجلا غريبا لا تعرفه , لم يكن لقاءا لاختبار تآلف الأرواح , لم تكن كمثل كل نظرة شرعية بين فتاة وخاطبها إلا باسمها فقط !!



كانت من أجمل ذكرياتها ... ورغم أنها دقائق قصيرة إلا أنها احتلت من قلبها وعقلها وعمرها حيزا كبيرا ...



فروحاهما تآلفتا قبل اللقاء , وكلا منهما عرف الآخر وقابله في أحلامه قبل واقعه .



تنفست بقوة كمن هو مقبل على القفز ببركة ماء ! . قاومت رجفة يديها وضربات قلبها ودخلت المجلس ... حيث كان يجلس والدها بانتظارها مع فارسها .



كانت ترتدي بدلة كلاسيكية رمادية اللون بجاكيت قصير ينحسر عن ذراعيها الرقيقتين , وعلى رقبتها ينسدل شال بلون الورد . وعلى كتفيها شعرها الغجري الأسود ..



عندما دخلت .. ألقت تحية السلام بصوت واضح وبجرأة مشوبة بالخجل , وجلست في مقعد أمامه, كانت النظرة الأولى نحوه طويلة جدا في وصفها لشدة لذتها رغم أنها ثواني معدودة !



قطع كلامه إلى والدها , أو لعله نساه , التفت نحوها بلهفة , ابتسم وهو يرد تحيتها , كمن أشرقت في ظلمته شمس ! فابتسمت !





في نظرته لها قرأت معاني كثيرة وتأكدت لحظتها أنه كل نسخها الأربعين التي خلقها الله . فهو رغم فارق العمر بينهما توأمها تماما ,, بدليل أنها تقرأ عينيه .. وتسمع صوت أفكاره .



أرخت جفنيها .. فاتسعت ابتسامته وأدركت أنه قرأ الرسالة وفهمها ولاحظ حبة الخال المطبوعة على جفنها !



عندما عاد للحديث مع والدها .. انتهزتها فرصة لتراقبه بتمعن ,

أعجبها إصراره على تقديم كل الضمانات لإسعادها مهما كان ثمنها ,

ثقته بنفسه , جرأته , نظرته ..



تذكرت موقفها معه قبل سنوات طويلة وهي صبية صغيره .. يوم أن حياها على خط الهاتف الثابت بلهجته الكويتية : الله بالخير

فردت بارتباك : الله بالخير انته ! فضحك

واقسمت بقرارة نفسها أنه مثلها يتذكر الموقف ويضحك !



طلب من والدها أن يأذن له بتقديم هدية بسيطة لها , بغض النظر عن ما ستأول إليه الأمور ... فسمح له .

اقتربت منه وجلست على مقعد بجواره .. مدت له يدها ليلبسها الخاتم .. عندما ألبسها خاتم الخطبة , مسح بأصبعه على حبة خال مطبوعة على ظهر كفها .. وكأنه يقول وهنا حبة ثانية !

ضحكا من قلب ... !



كان نظرة شرعية لا حاجة بعدها لاستشارة أو استخارة .. بل خطبة وموعد قريب لعقد القران ..!



عندما خرج من بيتها ... قطع بضعة أمتار نحو السيارة التي ستقله للفتدق , بمشيته الملكية وقامته الممشوقة ثم التفت ورفع بصره نحو نافذتة غرفتها الزجاجية ! ..

وكأنه كان يعرف أنها تقف خلفها تراقبه دون أن يراها !!


ومن ذاك اليوم ... كان في كل لقاء يغادرها فيه يتوقف لينظر خلفه نحوها كمودع !!

 
التعديل الأخير:

2030A

عضو بلاتيني
كان يدرك شغفها بقراءته ويوقن بعشقها لتفاصيله , فأهداها ما كتبه لنفسه قبل سنوات ( مذكراته الشخصية ) ,

لأنها بلغت عنده مكانة الروح من الجسد , حتى خيل له أن كل ما كتبه في سنواته الماضية إنما كان يكتبه لها من قبل أن يعرفها أو يلقاها ....

استأذنته أن تجعل مذكراته الشخصية موضوعا لمشروعها الدراسي , فأذن لها وراح يتابع خطواتها بسعادة وشغف



في يوم العرض وقفت تؤدي الاختبار العملي لدورة تدريب المدربين . كانت قد أسمت مشروعها ( فن كتابة المذكرات الشخصية )

كمدربة لم يكن ينقصها شيء من جوانب شد الجمهور, نغمة صوتها الواضحة , ثقتها بنفسها . تناغم حركات الجسد مع الصوت باختلاف طبقاته , ناهيك عن أناقة المظهر وتميزه .

أسعدتها نظرات الجميع وهو يتوق لما ستطرحه هذه الفتاة المتحمسة .. فازدادت ثقة لاسيما أنها تحمل بين يديها سحر أدبي كانت واثقة أنه سيأسر الألباب كما أسر عقلها وحواسها بجمال صياغته وتدفق إحساسه ....

لم يكن أديبا ولا كاتبا ... لكنه كتب مذكراته الشخصية كما لو كان أحد كبار الأدباء صياغة وقواعد واحترافا .. مكللا ذلك بالانسانية التي تتدفق بين سطوره ... كتبها بإحساسه الذي لم يتذوقه غيرها . ولم يتقلب في نعيمه سواها



عرفت بالبداية عن صاحب المذكرة ( كاتب كويتي في زمن احتلال وطنه ) ... واختارت جزئية مما كتب تشرح عليه قواعد الكتابة وأصولها , في عينيها التمع بريق غريب وهي تتحدث عنه وتستعرض سحر كلماته , وفي أسلوبها حماس وولاء وحنين غريب لهذا الكاتب الذي تخفي عشقها وجنونها به عن الجمهور ... كانت كمن تلقي قصيدة أو تغني أغنية وهي تقرأ سطوره , من شدة إحساسها بجرس حروفه . ولعل ذلك انعكس على الجمهور فأنصت الجميع باهتمام وإعجاب , فلاحظت أن كلماته فعلت فعائلها بملامحهم ونظراتهم وردات فعلهم !!



هي إذن لا تتوهم أنها أمام ساحر ... وهو إذن استحق جنونها به عن جداره . ولو أن اللذين لاموها رأوه بعيونها و سمعوه بأذنها لما تكلفوا عناء اللوم ولا الاستغراب من شدة تعلقها به .

عندما أنتهت من أداء التطبيق العملي . ضجت القاعه بالتصفيق العارم . وعادت إلى مقعدها بشعور من أدت وصلة موسيقية من ألحانه , كان قلبها يخفق فرحا لأنه شاركها بعض نجاحاتها , ولأنها استطاعت أخيرا أن تصف بعضا من روعته ...



مات الكاتب . وتفرق الجمهور , وظلت كلماته حية في وجدانها تتوسدها كل ليلة ..





 

2030A

عضو بلاتيني
سألته بشقاوة الأطفال ...

_ من ستشجع في مباراة الليلة ؟

ضحك .. .

قالت :

  • أزعل منك .. ( ترى ها ! )


لم تكن تختبر حبه لها بقدر ما كانت تستفز بركان مشاعره ..

كانت تعرف أنه مهووس بتشجيع منتخب بلده الوطني لكن رقته وذكاءه العاطفي , يمنعانه من تحديها وقد عرفها مهووسة بتشجيع منتخب بلادها !!

قال لها وعلى ثغره ابتسامة عذبه : سأشجع المنتخب السعودي ..

قالت وهي تمعن في استفزازه : غير صحيح ..ستشجع الأزيرق

قال : لإني أكره أن يكدرك شيء , أتمنى صدقا فوز المنتخب السعودي ..



قالت بدلال :

_ عموما .. إن فاز الأزرق فهذا خصام بيني وبينك .



كانت تعشق ذكاءه وفنه في خلق كل أطوار الحياة بداخلها ..

فهي بين يديه أحيانا طفله مدلله ..وأحيانا أخرى أنثى ناضجة وأحيانا صديق حميم ..



هكذا بلمح البصر ينقلها من طور لطور ... بنظرة منه أو كلمه أو حتى صمت لذيذ في موقف يستدعي الكلام ...



العجيب أنها وبعد مرور سنوااااات وسنوات , تذكرت حوار ماقبل المباراة.. ونست نتيجة المباراة !!



لم تكن النتيجة تعنيه ولا تعنيها في تلك الليلة ... ولأول مرة !!




 

2030A

عضو بلاتيني
ما سأكتبه هنا في قادم الأجزاء , كثير من الحقيقة وقليل من الخيال الذي أحاكي به الواقع لصعوبة نقله ..

لماذا أنقله ؟

لأتنفس مشاعري حتى لا أختنق بها ..

بعض المشاهد حقيقية بشخوصها وأحداثها .. وبعض المشاهد كانت أصعب أو أجمل من أن تنقل كما هي , فكان لابد من محاكاتها بالخيال الأقرب لتفاصيلها ... وما بين مشهد وآخر يسقط مشهد عمدا أو عجزا عن نقله ..

في النهاية هي قصة أغرب وأجمل من خيالي .. وما خفي كان أجمل ..

لذا جرى التنويه


تيمور لنك .. الفارس الملثم


التحقت مساء بأحد المعاهد لدراسة دبلوم الحاسب الآلي بجانب دراستها البكالريوس بجامعة أم القرى في أحد التخصصات العلمية ..



دخلت عالم النت لأول مره لتطور مهاراتها في استخدام برامج الحاسوب. وشدها أحد الاقسام المتخصصة في أشهر المنتديات العربية آنذاك . فكانت تقضي حوالي الساعتين كل يوم ..للاطلاع وتصفح قسم التكنولوجيا بذاك المنتدى الشهير..

ذات يوم انتبهت لشريط العناوين المتحرك بالمنتدى , ونشاطه الغير معقول ! فدفعها الفضول لتصفح بقية الأقسام !



كان المنتدى بأقسامه الحره والسياسية والاجتماعية أشبه بساحات وغى مشتعلة تصول وتجول فيها أقلام عربية معتبرة من المشرق والمغرب وكلها اجتمعت لتسديد طعناتها في خاصرة الخليج العربي وأهله !! خصوصا في تلك الفترة التي سبقت الغزو الأمريكي للعراق .



قرأت من البشاعة والقذف والسخرية بتاريخها ووطنها وأهلها ما أثار الدماء في عروقها واستفز قلمها !! ولاحظت ضعف التواجد الخليجي بذاك المنبر الإعلامي بعدده ومستواه الفكري !

فنزلت لأول مره ميدان الكتابة بالمنتديات ذودا عن هويتها !!



عندما كتبت ردودها الأولى باسمها المستعار .. التفت الجميع نحوها أعضاء ومشرفين , وصاح الكل إنه العضو الكويتي (تيمور لنك) الذي تم ايقافه عن الكتابة عاد من جديد !!



تسائلت !! من هو تيمور لنك ؟ هذا الذي يعتقدونها هو ؟ ويتكلمون عنه كأحد السفاحين أو القتلة المتسلسليين !!

بحثت عن اسمه بالمنتدى في غيابه . وبدأت تقرأ ردوده ومواضيعه !!

كانت الصدمه أنها هي نفسها خيل لها أنهما شخص واحد !!

كان يكتب بقلمها وبإحساسها , بنفس الأسلوب , بنفس الأفكار , بل بنفس المصطلحات واللغه !!!



شيئ ما تحرك بداخلها , وكأن واحدة من الشخصيات التاريخية التي قرأت عنها وتعلقت بها قفزت من كتبها لتتجسد أمامها !!



الغريب .. أن ( تيمور لنك ) نفسه والذي سجل يمعرف آخر بعد إيقافه , لفت نظره هذا المعرف الأنثوي الجديد الذي يشبهه لحد الصدمه !! فراح كل منهما يراقب الآخر بذهول !!

وكأنه يرى نفسه في المرآة !!



لم يكن من الصعب عليها أن تكتشف معرفه الجديد عندما عاد للكتابة , فراحت تراقبه بصمت وذهول وهو يعاود الكر والفر ويثير اللغط بالمنتدى العربي الشهير !!

وكانها تراقب فارس ملثم يصول ويجول بميدان الكلمة !!



ذات يوم وصلتها رساله خاصة من تيمورلنك !!

خفق قلبها بقوة , ! فتحتها بلهفة وشغف .. فقرأت :


من أنت ؟

وماذا يعني اسمك المستعار ؟

كم عمرك ؟ وما هو مؤهلك الدراسي ؟

وماذا تقرأين ؟ !!

ارجو الإجابة على اسئلتي .

هكذا فجأه بدون مقدمات !!

امتزجت مشاعرها ذهولا وفضولا وشغفا بهذا الفارس الجريء , الواثق من نفسه حد استجوابها !!



لعله لاحظ مثلها التطابق الرهيب بين حروفهما وأفكارهما !!

امتلئت بالسعادة لأنها تأكدت أنها أمام حالة استثنائية غير طبيعيه !!


كتبت له :


اسمي المستعار مستوحى من اسمي الحقيقي

أدرس : .........

عمري : .....

قفزت لمكتبتها كطفلة .. وكتبت كل عناوين الكتب فيها .

كانت قارئة نهمه للكتب والمذهل أن ذائقتها الأدبية تطابقت تماما مع ذائقته كما توقع !!



نفس الروايات العالمية في مكتبته !!

السير الذاتيه ! كتب التاريخ السياسي والعسكري !!



نفض عنه ذهوله , وتجاهل اهتمامه الغريب بها !!



ختمت رسالتها له بعد أن أجابت على كل أسئلته ببراءة الأطفال فكتبت :

الآن دورك لتجيب عن نفس الأسئلة وبالتفصيل :

وراحت تراقب جهازها بلهفه بانتظار رسالته !



لكنه رد على رسالتها بايجاز بشكل لم يشبع فضولها

فقط هي جملة واحده كتبها :

اسمي : ( ........ .... )



أصيبت بالاحباط والحنق لتجاهله تساؤلاتها .

لكنها توقفت عند اسمه !!

معقول أن يكون هو نفس الشخص ؟!!

الذي التقته قبل سنوات وهي صبية صغيره !

ذلك الضيف الذي لازالت تذكر اسمه وقد تردد في بيتهم بفترة ما !!



تلك كانت أول الصدف الغريبة , ولم تكن تتخيل أنها على موعد أبدي معه وفي كل مراحل حياتها وحتى الممات !!

وأن قصتها معه ستتحول إلى قصة الأمير وسانديرللا.





 

2030A

عضو بلاتيني
( تيمور لنك ) رجل المخابرات الكويتي ... والأميرة السعودية ( 20 عام مضت )

بعد أن تأكدت إدارة المنتدى من أن المعرفين لشخصين مختلفين ومن بلدين مختلفين , شاع بالمنتدى أن تيمور لنك رجل مخابرات كويتي وهي أميرة سعوديه !!


ونظرا لما أثارته مواضيعهما وردودهما من زوبعة وفوضى بالمنتدى الشهير وصلت مداها حد تهكير الموقع وتهديد إدارته !!

عرضت إدارة المنتدى في خطوة غير مسبوقة ولا متوقعه على تيمورلنك والأميرة السعودية المزعومة مهمة الإشراف على القسم السياسي بأشهر المنتديات العربية الساخنه آنذاك فانطلقت ثورة إلكترونية حقيقة وانسحب عشرات الأعضاء والمشرفين احتجاجا , وابتدأت حينها جولة جديدة غلب فيها الحق الباطل على أسنة الأقلام ...


في خندق الكلمة اجتمعا , وبالرسائل الطويلة تواصلا ,

كانت رسائلهما أشبه برسائل أدبية تناولت مواضيع السياسة والأدب والمجتمع !! فضلا عن أنهما أصبحا ثنائي توجه لهما الدعوات للمشاركه في المنتديات الحوارية للدفاع عن القرآن والسنة أو للدفاع عن الهوية الخليجية !


كان يشعر أنها ليست مجرد اسم وهمي وبأنها أقرب إليه مما يتصور , شيء خفي كان يجذبه نحوها لايفهمه , شيء غير تطابقهما الروحي والفكري !

كانت في عينيه مزيج من طفلة نقية كنقاء المطر , وفتاة ذكية وقوية تنصاع لها الحروف احتراما .


هي .. تأكدت أنه ذات الشخص الذي التقته وهي صغيره , لكنها لم تبح له بأي شيئ عن ذلك , واستمرت في تبادل الرسائل معه باسمها المستعار ..

خبرتها بالحياة لاتتعدى تلك الكتب التي تقرأها , وقلبها العذري لم يعشق إلا الفرسان في الروايات والقصص !

لأول مرة يخفق قلبها لرجل حقيقي لم ترى منه غير عقله وثقافته !! عشقت عقله وركنت إلى اسمه الذي تعرفه جيدا , تماما كما يركن الأطفال للوجوه المألوفه !!



ولجمال أسلوبه وأدبه وانفتاح عقله , كانت تقوم بطباعة رسائلهما وتحفظها ككتاب قيم ,وتعيد قرائتها أكثر من مرة !!..

كانت رسائله بالنسبة لها كنز أدبي نادر ..

فهو صادق في آراءه وجريئ , ذكي في رؤية المستقبل السياسي وكأنه سياسي محنك . أديب في تناول القضايا الثقافيه وكأنه أحد أعمدة الأدب المشهورين !

باتت تحلم أن يسألها عن اسمها الحقيقي . أن يعرض عليها الزواج .. وكانت متأكده أنه لو عرف اسمها لن يتردد لحظة واحده ...

أنهت أخيرا تعليمها الجامعي , ووجدت نفسها في لحظة على مفترق طرق ككل فتاة ! وهناك خاطب يطرق بابها بانتظار موافقتها !!


استجمعت جرأتها وبدون مقدمات كتبت له برساله خاصه ..


(........ ) تتزوجني ؟؟


مرت أيام دون أن يفتح رسالتها . وقد كانت عادته أن يغيب لأيام ثم يظهر فجأة !!

عندما لاحظت مشاركته مجددا في المنتدى دون أن يرد على رسالتها , خجلت من نفسها , أغلقت جهازها فورا ولملمت كبرياءها . واعلنت موافقتها النهائية على الزواج وهجر عالم النت للأبد ..



لم تكن تعلم أنه فتح رسالتها بعد ذلك . وتفاجأ بها !

ارسل الرد سريعا !

راسلها على الإيميل الشخصي

بحث عنها في كل المنتديات السعوديه !!

لكنها اختفت دون عوده !!

وظلت بذاكرته للأبد ! مجرد اسم وهمي جميل لأميرة كالحلم !

لم يكن يعرف أنها لن تكون النهايه وأنه سيكون على موعد معها بعد سنوات في أغرب الصدف وفي أحد المطارات الدولية !!









 

2030A

عضو بلاتيني
.


وكأن كل تلك المرحلة الماضية الافتراضية تدريب لما هو أعظم , وكأن تلك المعارك الصغيرة الوهمية عبر الفضاء ماهي إلا لتسن رماحها في المعركة الإيمانية الحقيقية المقبلة في حياتها !!


كان الله يعلم كم هي محتاجة للثبات على المبدأ والذود عنه مستقبلا , فدربها على أن تفكر وتحاور وتقاوم , ووضع في طريقها من ظلت كلماته وطيفه يلوح لها في معركة الغربة فيشد من أزرها وتثبت !!



باتت تفهم جيد ا معنى أن يقول المؤمن (اللهم لا تجعل فتنتني في ديني ) . فهمت ذلك عندما كادت تفقد عقلها في الغربة ! وهي في ابتلاء حقيقي مؤلم تجاوزته بنجاح رغم صغر سنها وقلة خبرتها وصفاء نيتها !



عندما تكون القصة خيالية أكثر من خيال الكاتب , يصيبه العجز عن الكتابة , يحتضر لتخرج حروفه , يصمت كثيرا بانتظار معجزة أدبية ينطق فيها قلمه !!


عندما فشلت في كتابة قصة الغربة , تذكرت أنه كان الوحيد الذي استطاعت أن تنطق أمامه , كان الوحيد الذي فهمها دون أن تتكلم , صدقها قبل أن يعرف من تكون !! ومد يده لها بمروءة ورجولة وصدق !!


ما عجزت عن البوح به اليوم وأمس لأقرب الناس من أهلها , انساب كالنهر له وحده , فعشقها لأنه الوحيد الذي عاش معركتها وشهد عليها !!


لا تستعجلوا في الحكم على الناس , فلله أسرار مع خلقه لايعلمها إلا هو , ولا تظنوا أنفسكم أقرب لله بصلاتكم وصيامكم , فهناك من له موقف مع الله لا يستطيعه أتقى تقي فيكم ... كان هذا درسا لن يتسى .


 

2030A

عضو بلاتيني
تنبيه

قد تختلف الأسماء والشخصيات
قد يختلف المكان والزمان
قد يسقط مشهد ليحل مكانه آخر أخف وطأة من الحقيقة

وتبقى الحقيقة .... حقيقة أن حياتنا الدنيا مجرد قصص ونهايات ...


في أحد المطارات الدولية .. جلست بمقهى المطار بانتظار رحلتها المغادرة إلى أرض الوطن . وقد اتخذت أخيرا قرارها بالرحيل دون عودة ,أو بمعنى أصح قرارها أخيرا بالعودة من رحلة الجنون والبحث والشك واليقين التي أهدرت سنينا من عمرها وهي تخوض غمارها !!

كانت هادئة صامته , تكاد تذوب على مقعدها حزنا وهي تراقب تصرفاته أمامها , وقد بدا كأرجوز , يضحك تارة ويغضب فجأة , ويهذي فجأة !! وبين الفينة والأخرى كانت تسترق النظر حولها , تجس ردات فعل الناس بإحراج بالغ !


هي تدرك الوضع النفسي السيء الذي يعانيه , لطالما كان ابتعادها عنه يثير جنونه . واليوم هو بالتـأكيد يعرف أنه الرحيل الأخير الذي لا عودة منه !

مر شريط حياتها معه سريعا كفيلم سينمائي لم تتخيل أنها ستكون بطلته في يوما ما !

تذكرت نفسها وهي تحلق معه من بلد لبلد كعصفورة صغيرة !! محاطة بالحب والمال والدلال !
وقتها لم تفهم معنى كلامه حين قال لها وهما يغادران أرض الوطن ؟( أنتي حره ! )

تذكرت مشاعر الفزع من المجهول التي كانت توقظها من نومها دون أن تعرف لها مبررا .
هي لم تذق طعم النوم براحة منذ سنوات دون أن تفزع أو تختنق أو تصرخ !
تذكرت كيف أنها كانت تأنس بصلاته وقيامه وتسبيحه ثم تجن وتصدم بما يناقض تدينه في الخفاء !!
تذكرت بحثها في المذاهب والملل والنحل عن مايفسر تصرفاته الغريبة !!
تذكرت تلك النقاشات الدينيه الجنونية معه في المسلمات العقديه !


مسكين هذا الشاب ! هي تعرف حجم العذاب الذي ستتركه يعانيه وحده , لن يستمتع بعد الآن بكل لحظة حرام كما كان . ستظل كلماتها ومواقفها تتردد في عقله .


لكن ! من سيعيد لها هدوء نفسها بعد هذه التجربة المريعة !
من سيجيب على الأسئلة التي أثارتها نقاشاتهما الدينية ولم تجد لها جواب !
هل كانت نقية ومثالية أكثر من اللازم ؟ هل تدفع ثمن برائتها من الإثم والخطأ
هل حقا أخطأ والداها وبالغا بتربيتها على قيم ومباديء صارمه حتى عجزت عن تقبل المختلفين عنها !! والتعايش مع واقع تتمناه الكثيرات غيرها ؟!


هل هو اختلاف طبيعي !! أم انها هي التي لم تكن طبيعية !!


من سيخلصها من رائحة الإثم اللعينة التي تأبى أن تغادر صدرها وأنفاسها في كل الأحوال . حتى باتت تكره رئتيها ؟؟
سنين من عمرها وهي تكتم سر زواجها من شاب يختلف عنها عقديا وتأبى أن تصدق هذه الحقيقة كلما اصطدمت بما يؤكدها من حقائق وأسرار !
سنين كانت فيها باسمها وشكلها وقبيلتها ستارا جيدا يختبيء خلفه من المجتمع !

حاول بداية أن يضللها عن حقيقته ؟ ثم يشككها بقواها العقليه حينما اكتشفته ؟ ثم يواجهها بالحجة والنقاش عندما ثبتت وصمدت عقليا ونفسيا !!

ياااااه سنين من الجنون الذي لا يحتمل , لن تسامحها أسرتها لو عرفت !

لن يسامحها أحد على مافعلته بنفسها . رغم أنها ظلت معه ثابته بمبادئها ودينها كالقابض على الجمر !
لن يتخيل أحد حجم المغريات التي واجهتها وأصرت أمامها على أن تقف كالضمير الحي الذي يؤرق حياته !!


على الطرف الأخر من الطاولة كان يراقبها وقد فقد توازنه وسيطرته على عواطفه وعقله بل وحتى جسده !!
هذه الفتاة الغريبة على قدر ما حملته إلى أعلى سماوات السعادة هبطت به إلى أسفل أراضي الشقاء !!
كانت كمرض اجتاح خلاياه فلاهو الذي سلم من حبها ولا هو الذي سعد به !!


أحب فيها كل شيء عدا عقلها ورأسها اليابس وثباتها الذي تغذيه ببعض كتب لعينه وثقافة لا تنضب !!
كيف ظلت متلفلفة بحجابها تتعثر على أبواب الحرية رغم أنه شرع لها الأبواب والنوافذ !
كيف لايزال عاجز عن التركيز بنظراتها البريئة ! ومواجهة ضميرها الحي !
كيف وقفت لائاتها الكثيرة في طريقهما …

حاول في البداية أن يبعدها عن حقيقته , أن يحيطها بالغموض والأسرار لولا أنها بدأت تبحث وتسأل وتنبش في أغراضه وعلاقاته بل وحتى في زوايا عقله وجنبات صدره !!

واجهها ,ناقشها , حاول التأثير عليها .. لكنه وجد نفسه متأثرا بها … بين مد وجزر .. يقين وشك … توبة وأوبة !! حتى فقدت صبرها وأعلنت يأسها وقررت الرحيل ..

وهاهما على بعد ساعات من فراق أبدي . لم يستطيع مواجهته إلا باحتساء ما يذهب عقله وإحساسه في أصعب الظروف !!

انتبهت فجأه من أفكارها على صوته وهو يقرب مقعده منها متوددا , نظرت حولها فرأت الهمسات والنظرات الساخره تحيط بهما !!

على بعد أمتار قليلة كان هناك رجل خليجي بدا مهتم بهما . فهو يراقبهما بتوتر !
ومن حركة يديه وتململه ونظراته عرفت أنه يخشى عاقبة انفجار الأمور ويتوقعها !

وكان هذا ما حدث فعلا …

همست لزوجها أن يتوقف فلم تعد تحتمل نظرات الناس , ثار فجأه كفوهة بركان , قذف جواز سفرها وتذكرتها على الأرض وبدأ بلا وعي يكيل لها السباب والشتائم تحت تأثير الخمر الذي غيب عقله !

قامت من مكانها مسرعة , لملمت أوراقها وكرامتها وخرجت من المقهى . وسط الزحام وقفت للحظات تنظر حولها حائرة مشتته باكية ..

من خلفها جاءها صوت الرجل الخليجي :
_ أختي … أي مساعده ؟ آمريني أنا حاضر !!!

بدا من شكله أنه أكبر بكثير من عمره الحقيقي . فالشيب الذي ا شتعل برأسه يوحي بعظيم المسؤوليات والهموم التي تحملها هذا الشاب قبل أوانه . من عينية بدت أمارات الذكاء والجدية وفي لهجته حرارة الرجل العربي الغيور !!

حتى تلك اللحظة لم تكن تعرف أنها أمام ( تيمورلنك ) ..
وعندما عرفت .. كادت أن تفقد وعيها ,تلعثمت الكلمات على شفتيها , تمنت لو أنه يقرأ رسالة عينيها دون أن تتكلم ..

ولأنه ذكي جدا .. أدرك أن لهذه الفتاة قصة أكبر مما عرف , وأنها أقرب إليه من اسمها الذي عرفه من أوراقها الرسمية , هكذا أحس … ولا أكثر من ذلك ..
خانه ذكاءه في قراءة رسالة عينيها الآسرتين , لفتت نظره حبة الخال التي زينت جفنها وهي ترخيه ارتباكا وتلعثما !!

مرة أخرى افترقا بعد لقاء على محطة من محطات الرحيل !! بعد أن ساعدها في إتمام إجراءات السفر وتواصل مع والدها عبر الهاتف !!

طوال رحلة العودة … لم تكن تفكر سوى بهذا الذي يأبى إلا أن يقتحم حياتها ويكون له دورا في كل أطوار عمرها دون أن يشعر !!

مايحدث معها ليس طبيعيا بالمرة والأقدار التي جمعتها به منذ الطفولة في لقاءات عابرة ,تهيئهما لقصة أكبر وأجمل لم تكتب فصولها حتى الآن ..





 
التعديل الأخير:

2030A

عضو بلاتيني
.

في أحد جهات صحراء الكويت … جلس تيمورلنك يمارس طقوسه في التأمل والتدبر بعزلة وهدوء , وقد اعتاد أن يفعل ذلك منذ أن عرف بمرضه الذي قل من ينجو منه !

هو لايخشى الموت بذاته , لكن حقيقة الرحيل وإحساسه باقتراب أجله تجعله يلتفت وراءه في تدبر وتمعن , متوقفا عند محطات العمر المختلفه .. . حتى تزاحمت ذكرياته بالوجوه والتجارب والدروس ..
كان مرضه الخطير أكبر أسرار حياته , فهو إنسان لايحب أن يظهر ضعفه لأحد . ولا أن يحمل من يحب همه !

رأسه الذي اشتعل شيبا لايعكس سنه الذي لم يتعدى بداية الأربعين ! لكنه ينبأ عن عظيم ما تحمله هذا الشاب من مسؤوليات وهموم !

كان هادئا كما لم يكن من قبل , قريبا من الله أكثر من أي وقت مضى , قادرا على الإحساس بالجمال حوله في أدق تفاصيل الصحراء ,
في أطوار القمر وصفاء الليل وعذوبة النسيم وفي شروق الشمس وغروبها .

عندما يشتد عليه برد الصحراء . يتلفلف ببشته ويشعل ناره .. ويستغرق بتفكيره ! يبتسم أحيانا لأفكاره ويتنهد أحيانا آخرى .

لم يكن تيمور لنك من الذين يفكرون بالقادم , فهو يتصرف بقرار اللحظة . وقلما خانته جرأته واندفاعه في حسم الأمور لسرعة بديهته .



كان إنسانا بما تحويه الكلمة من معان …
فهو الشيخ العابد المتبتل في محرابه والشاب المتحمس المقبل على الحياة بشغف واندفاع , والطفل البريء الذي يثق بسرعه ويحب بسرعه ويضحك بسرعه .. وكل ذلك التنوع الإنساني بداخله مغلف بهيبة وقوة خارجية !
مجموعة انسان في جسد واحد , وتركيبة عجيبة متقنه جمعت من كل شيئ أجمله !
البداوة والحضارة , الانفتاح والتدين , الجرأة والحياء , الصدق والغموض . ان تكلم جذب حواسك بقوة منطقه وحلاوة أسلوبه وروعة فكرته وإن سكت سحرك بغموض صمته وهيبة سكوته وكأنك أمام بحر عميق !!

والأجمل ..الأجمل في تيمور لنك هو إحساسه الفائق بالجمال وتسربله بالحب كعشاق الزمن الجميل , فهو يحب بقلبه وعقله وبصره وسمعه وكل حواسه وقل أن تجد مثله بين الرجال ..

فلسفة تيمور لنك في الحب مختلفة , فالمرأة التي يحبها لابد أن يحب عقلها أولا كي يرى جمالها الخارجي . وإلا فالنساء في نظره كلهن سواء !
في لجة أفكاره , تذكر فتاة المطار .. واستغرب من نفسه ! لماذا تأبى أن تغادر تفكيره رغم ازدحام الأفكار والمشاعر ؟
كانت عيناها تتحدث إليه بلغة لم يفهما !
وجد نفسه مهتما .. مالذي حدث بعد هذا اللقاء ؟

هل تحررت من قيودها ؟! واستعادت حريتها ؟!
لم يكن له الحق في أن يفكر بأكثر من هذا , منذ أن إطمأن على وصولها إلى أهلها بالسلامه !!


 

2030A

عضو بلاتيني
فتحت نافذة غرفتها وتنفست بعمق كل أكسجين الدنيا , كسجينٍ بيوم الإفراج عنه …

شعرت بالحرية أكثر من أي وقت مضى ...


الوسام الذي تحمله على صدرها ولا يراه غيرها ثقيل .. ثقيلٌ جدا ومؤلم ..
لا أحد يعرف أو يتخيل أنها عادت لأنها عجزت عن الحياة بعيدا عن الله …
وأن السعادة في ظل الإثم كانت تقض مضجعها وتنغص عيشها ..

رغم الألم والشتات إلا أنها كانت تستلذ بمرارة سرها مع الله .. وإن للأسرار مع الله لذة فريدة …



كانت مثالية إلى الحد الذي آثرت فيه أن تكون كمريم القديسة في مصابها .. قد نذرت للرحمن صوما أمام التساؤلات والتكهنات والفضول فلم تكلم إنسيا ...

ورغم أنها اتخذت قرارها ونفذته أخيرا بقناعة …



إلا أن الغموض والتناقضات التي عاشتها خلقت بداخلها جرحاً عميقاً امتد أثره لعقلها الذي يأبى أن يصدق أو يستوعب ما حدث , فليس هناك أصعب من أن تكتشف أن كل ما حولك كذبه ! وأن كل الوجوه التي أحببتها مجرد أقنعه ! وأن تصل للحد الذي تشك فيه بمبادئك ودينك !!



كان هذا كفيلا أن يجعلها تراجع مبادئها وقناعاتها ! وأن تقف مليا قبل أن تواصل السير , فلعلها تدرك من أين عادت وإلى أين تمضي ولماذا حدث ما حدث .وهل هي حقا فتاة طبيعيه. !!


كانت عاتبة على بيئتها ووالديها , لماذا حجبا عنها حقيقة الخارج فلم ترى طوال عمرها ولم تسمع إلا النقاء والطهارة , لماذا لم يجعلاها ترى العالم كما هو حتى لا تصطدم بحقيقته التي رأتها .

لماذا جعلوها تبدو أمام نفسها كفتاة ساذجة غبية لا تفرق بين الخمر وشراب الشعير !!

ولا تميز بين قاعة المسرح والنايت كلوب !!

ولا تصدق أن هناك من يعيش يوجهين وبقلبين وبعقلين وحياتين مختلفة تماما … حتى ضاعت سنين من عمرها قبل أن تستوعب ذلك .

لماذا علموها أن الناس يجب أن تكون كالملائكة وأن السواد لا يختلط بالبياض أبدا حتى عجزت عن استيعاب أخطاء البشر !

كانت حقا كطفله في ثوب الراهبات أحرقتها أول لمسة للحقيقة …


لو أنها رأت العالم كما هو لما تعرضت لهذه الهزة العنيفة التي لم تسقطها لكنها خلطت أمامها المفاهيم والقناعات !


قلبت أوراقها في درجها … فوجدت رسائل تيمورلنك القديمة فتذكرته ولم تكن قد نسته..


تذكرت حواراته الدينيه وثقافته الغزيرة بالمذاهب والملل وقدرته العجيبة على الإقناع والدفاع عن فكرته ومبدأه بالحجة والدليل .

قرأت تلك الرسائل التي مضى عليها سنون حرفا حرفا أكثر من مرة .. وتسائلت : أي قدر هذا الذي جمعها به في هذا الوقت بالذات !



تذكرت تفاصيل يوم لقاءها به في المطار . خفقة قلبها ورجفة يدها و سيل الكلمات الذي احتبس على لسانها , تذكرت نظرة عينه التي كان بها جواب كل سؤال تردد بداخلها ولازال …تذكرت وقوفه القوي بجابنها كملاك مرسل من الله .. كسحابة سلام وأمن ضللتها , كأب يحمي طفلته الصغيره !!


كيف أخذها بعيدا عن كل ما قد يؤذيها أو يجرحها , حتى كاد أن يخبئها بحناياه , كيف نسى نفسه ورحلته وهو يجري اتصالاته هنا وهناك لينسق خط سير رحلتها لتعود بسلام لأهلها …


قارنت موقفه الذي حضرت فيه الرجولة والمروءة والغيرة بمواقف تعرضت لها بالغربة كاد أن يضيعها فيها من أؤتمن عليها بالمواثيق !


في المطار عرفته باسمه كما عرفته في عالم النت و بينهما ألف حاجز وممنوع , فلما تحررت تمنت لو أن .اللقاء به يتكرر لتبوح له بما لايفهمه غيره , ليخلصها من بين أسنة ورماح حرب الأفكار الطاحنة بعقلها …

الشتات والشك والصدمة وهذه الرائحة اللعينة التي تخنقها وتجعلها في حالة شهيق وزفير دائم تبحث عن نسمة هواء نقية فلا تجدها


في لحظة قررت الاتصال به ورغم أنها تعرف اسمه الصريح ورقم هاتفه لكنها آثرت البحث عن رمزه وسط ألاف الاسماء المستعارة وعشرات المواقع !

فهي لا تملك من الجرأة أكثر من ذلك , ولم تعطي لنفسها المسوغات والمبررات لتفعل أكثر من الاتصال به خلف اسمها المستعار بعيدا عن الحقيقة والواقع .

في رحلة البحث الإلكترونية تعثرت بموضوع قديم كتبه تيمورلنك بعد رحيلها مباشرة . كان بمثابة إعلان للبحث عنها في أحد المنتديات الشهيره !!

أدركت أن غيابها المفاجيء لم يكن عاديا بالنسبة له .. وأنها تسرعت بالرحيل قبل أن تسمع رده !!

كم من القرارات المتسرعه ندفع ثمنها عمرا كاملا …

بعد أيام من البحث المتواصل في المنتديات والمواقع الإلكترونية وجدته أخيرا كما توقعت في ساحة للقضايا الكويتيه الوطنية المكتوبة .

عرفته من أول سطر !

كانت حروفه بصمة مميزه له لايمكن أن تخطيء فيها ولو كتب بألف اسم مستعار !

فورا كتبت له رسالة خاصة إلكترونية قصيرة تقول :

( مرت سنوات على آخر رسالة بيننا , ولا أدري إن كنت ستذكرني , أحتاج التواصل معك للضرورة . وانتظر ردك بفارغ الصبر ) ..



كان قد مر على آخر دخول له للموقع شهر كامل .. ومع ذلك انتظرت دخوله مجددا كل يوم وكل ساعه , تراقب اسمه الجديد . وحالة اتصاله !

ليالي الانتظار طويلة جدا ومتعبة تمنت فيها لوأنها تنام ليلة متواصلة دون أن تقفز أو تحلم بالكوابيس ودون أن تحاصرها رائحة الإثم في الوسائد واللحاف والهواء .. ولأنها قوية وصامدة رغم رقة داخلها كانت تستغل كل قفزة بمنامها فتجعلها كمنبه يدفعها لقيام الليل وتلاوة القرآن وتدبره والبحث في معانيه ..

الغريب في الأمر أنها هي وتيمورلنك كانا يمران بمرحلة روحية في حياتهما . يراجع كلا منهما فيها نفسه منعزلا عما حوله مقتربا جدا من الله ..

فتيمورلنك كان يستعد هو الآخر لا ليبدا حياة جديدة بل ليحط رحاله أخيرا … ليغادر الدنيا بسلام , الصحراء وحدها من كانت تمنحه ذاك السلام بسكونها ونسيم ليلها ,, ليمضي بفكره مرتحلا بين محطات العمر … لأول مرة يشعر برغبته في السهر لوحده . وبمتعة مناجاة الله والاستئناس به ومعه ! … بعيدا عن ضوضاء الحياة ونقاش الساحات والمنتديات ..

مضت شهران وهي تنتظر أن يقرأ رسالتها حتى جاء ذلك اليوم ..

فجأة انتفضت في فراشها … استيقظت بعد أن ناداها بالمنام هاتف مجهول … رأت اسمه في منامها مكتوب بخط واضح يدور في شريط لا يتوقف .. قفزت من مكانها التقطت جهازها وكانت المفاجأة أن وجدته متصلا .. أي أنه قد استلم أخيرا رسالتها !!

فتحت الموقع سريعا وجدت رسالته كما توقعت :


( (……) وهل يُنسى مثلك ؟! كنت أحسب أنك لن تعودي , وهاقد عدتي , وما أجملها من عودة )

ظلت لدقائق مصدومة من رده لا تسعها الفرحة والدهشه ! كيف عرفها بعد كل هذه السنين رغم أنها رسالة لم تتعدى السطر لم تذكر فيها اسمها أو أي شيء عنها يذكره بها ) !!

لم يخطر ببالها أنه هو نفسه وقف مشدوها للحظات غير مصدق عندما قرأ رسالتها !!

كيف عرفته بعد كل هذه السنوات ومن مجرد حروف لم يوقعها باسمه !!

من بين الاف الاسماء المستعارة وفي فضاء النت الواسع كيف عرفت أنه تيمورلنك باسم جديد وفي موقع جديد مختلف !!

عرفته من أول سطر وعرفها من أول حرف !! بلا أسماء وبلا مقدمات ومن خلف الاف الأميال و في عالم الكتروني وهمي مختلف وبعد سنوات من الفراق !

 

2030A

عضو بلاتيني
.
في أول لقاء الكتروني مباشر بينهما .. كان يراقب بتركيز مؤشر الكتابة وهو يتحرك أمامه .. فيشعر بانفعالها حين تتسارع كلماتها بهيستيريه .. ويحس بألمها عندما تتوقف فجأه وتعجز عن المواصله !

كانت أشبه بحوريه تحتضر على شواطئه .. رمتها أمواج القدر فجأه ناحيته .. فمد لها يده ليمنحها ما تبقى من عمره ..

كتبت له :
أنا مشتته وحائره أكاد أفقد عقلي وبداخلي ألف سؤال .. فهل تسمعني ؟

كتب لها :
أنا هنا أسمعك وكلي أذان صاغيه فحدثيني بلا قيود أو حدود ..

كتبت : هل ستصدقني :

فكتب : أصدقك وأثق بك

كتبت : وهل سينقص قدري بعينك إن تكلمت ؟

فكتب : مستحيل ! لن ينقص قدرك مهما كان ما ستقولينه .. لإني أعرف أنك أنقى وأصدق وأروع من قابلت .

لم يسألها عن اسمها الصريح . ولم يخطر بباله أنه يخاطب فتاة المطار ذاتها . إلا أنه أحس بإحساس غريب قلب حياته في لحظة رأسا على عقب .. إحساس لا يعرف نهايته

كتبت له :
تيمور لنك ... هل عصيت الله ؟

فكتب لها دون تردد :


ذنوبي كثيره ولك أن تتخيلي كيف عشت شبابي طوله بعرضه . لكنني لا أجلد نفسي بذنوبي . لإن إيماني برحمة الله وعفوه كبير ..


قرأت رده أكثر من مره وهي تفكر وتحلل إجابته وقد بدأت السكينة تتسرب إلى نفسها .

سألته :
هل تؤمن بعذاب القبر ؟ و بكبائر الذنوب ؟ هل حقا تمحو صلواتنا الخمس ما بينهن من الذنوب والمعاصي مهما بلغ سقفها ؟


كتب لها :

( إن الله لا يغفر ان يشرك به ، ويغفر مادون ذلك لمن يشاء )


(قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ )


أعطى الله الوعد بالمغفره لمن التزم بالميثاق ، تأملي الآيه ( الشكر ، العمل الصالح ، التوبة ) . وفيما عدا أولئك فهم تحت مشيئة الله مالم يخلطوا إيمانهم بشرك ...

كتبت :

ما بال من يعصي الله وهو على يقين بأن ذنبه تمحوه بضع ركعات يصليها في الخلوات ..
فيجتمع في قلبه الإيمان والضلال والفجور والتقوى ، فيعصي الله ليلا ويعبده نهارا !



كتب لها : غره بالله الغرور !

كتبت : تيمور لنك هل حقا لا يجب ان نخاف الله ؟! هل أنا طبيعيه وأنا أخشاه في السر والعلن !
كيف أخشى الله وأنا أقلهم عبادة وصلاة وقياما وتسبيحا ! وكيف لا يخشونه مع عظيم عبادتهم !

لماذا يشقيني إيماني .. ويتقلبون بالراحة والهدوء رغم معاصيهم .. ؟!

من منا على حق يا تيمور لنك ؟!

كتب لها ( (إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قلوبهم )
( إني أخاف الله رب العالمين )

كانت كمن يسمع تلك الآيات لأول مره .. رغم أنها قرأتها كثيرا ...

كتبت له :

لقد أمضيت سنينا من عمري وأنا أبحث عن هوية عدوي هذا الذي لا أراه ..
فتارة أسميه الصوفيه وتارة أسميه الإعتزال وتارة أسميه المرجئه ..

أن تتلقى الطعنات والضربات بلا اتجاه .. مرعب
أن تواجه عدوا لا تعرف من هو ولا أين يقف متعب بالمره !

ليتني أعرف مالذي كنت أدور في دوامته !
حتى كدت أفقد عقلي ..

الأكيد انه ليس ديني الذي أؤمن به ! ليس من بين علماءهم بن باز ولا ابن عثيمين ولا حتى الشعراوي أو الطنطاوي !
أسماء غريبه ! ونفوس غريبه ! وكل ماحولي غريب !


كان البوح مؤلما لدرجة إحساسه بألمها رغم المسافات التي تفصلهما .. بدت حروفها صادقه وبريئه ..

بدأت بسرد فصول حكايتها .. منذ أول عتبه على سلم الطائرة لخارج البلاد .. مرورا بفصول الرعب والتناقض والاصطدام بما يتنافى مع عقيدتها .. !

لم يكن الموضوع مجرد سلوك شاذ لم تألفه . كان المروع تلك القناعات والأفكار التي تنافي الإيمان في عقيدتها !
إنكار المسلمات ..
وإقرار الشبهات ..
واجتماع المتناقضات ..
والأفضع من كل ذلك... اقتلاع سقف المحرمات ...
تلك حقائق تكشفت أمامها تدريجيا ..
كشفتها المواقف العابره صدفة او التي سعت هي بالنبش والبحث ورائها ..

كان يستمع إلى حروفها بإنصات وتركيز عميق وتمحيص ليميز صدقها ... لم يكن يقاطعها إلا حينما يرى بإحساسه دموعها ويشعر بإحتضارها مع كتابة كل حرف .. فيتدخل حينها ليأمرها بالتوقف عن الكتابة .. لتلتقط أنفاسها .

أحيانا كان يؤجل بوحها للقاء إلكتروني آخر رأفة بها !!

استمر هذا النزف بين يديه بضع ليالي .. كان فيها كطبيب نفسي بارع يحسن الإنصات تارة ، ويشد على يدها لتتوقف تارة اخرى . ولقد أذهلها إحساسه العالي بها فزادها ثقة به ..

في أحد حالات الاحتضار .. وهي تحكي له أشد المواقف تناقضا مما لا يحتملها عقلها ... كتبت ثم مسحت ثم توقفت .. فعرف يقينا .. انها تنزف دما لاحبرا .. أمرها فجأه بالتوقف

_ توقفي عن الكتابة لا تكملي .. توقفي

استغربت .. مسحت دمعها .. وظلت تراقب شاشة الكمبيوتر باستغراب !

كتب لها :
_ سأهديك أغنية .. لنسمعها سويا ..

ببراءه الاطفال كتبت له :

_ هل تسمع الموسيقى ؟ كنت أحسب أنها حرام عندك !!

ضحك مليء الشدق ..

كتب لها :
_ أسمع الموسيقى وأعشق وأحب .. أنا إنسان طبيعي ..

رأت ابتسامته من خلف الشاشه بقلبها فابتسمت رغم دموعها التي لم تجف بعينها ..


سمعا معا أول أغنية ...
وبقلبها سمعت صوته يدندن ورأت السعادة بعينيه .. تضيء الصحراء التي كان يكتب منها ... عادت بها السنين للوراء .. امتزج إيمانها بإنسانيتها .. انتبهت إلى أن الإنسان يظل طبيعيا طالما كان يعرف ربه حق معرفته ..

أدركت بذكاءها أنه لم يكن فقط يحلق بها بعيدا عن الألم والضيق لتستريح . بل كان يعطيها بهذه الموسيقى درسا خفيا .. فهمته سريعا ..



.
 
التعديل الأخير:

2030A

عضو بلاتيني
.


على أعتاب داره .. وجد القطط بانتظاره .كما هي في كل صباح وقد اعتاد ان يطعمها فتات الخبز والحليب قبل أن يمضي إلى الصحراء ..



في الطريق لا ينسى تيمور لنك أن يمر بأقرب مركز تجاري ليشتري الشوكولاته والعصير لرعاة الغنم والحلال في روتين يومي اعتاد عليه ...



ورغم خلوته الطويلة في الصحراء .... إلا أنه ظل حاضرا حيثما كان وجوده ضروريا ومطلوبا ..


في المناسبات العائلية .. ولقاءات الأصدقاء،


وفي المعارك السياسية التي تتناول الهم الوطني ، الذي لا يفتأ يعبر عنه بقلمه عبر الساحات المفتوحه .



.


عجلة الحياة .. تدور بتيمور لنك بشكل طبيعي .. ككل البشر .. إلا أنها تتوقف كلّ ليل في هدأت الصحراء وسكونها ... توقفاً طويلاً ..



حتى ظهرت هذه الفتاة في حياته فجأه !!


هكذا دونما تخطيط وبلا ميعاد !


لتبدد سكون صحراءه وتملأه بالضجيج !!


لتنير لياليه المظلمه بنور أنقى وأجمل من نور القمر في الليالِ المقمره....



ذات مرة كتب تيمور لنك مقالة ساخرة عن جنية يتمنى لقاءها تحمله لعالم مختلف!!



ولم يكن يتوقع أن يتحقق ماهو أجمل من ذلك بكثير.. ان يلتقي بحورية أو ملاك !!



لأول مرة يكتشف وبعد عهد الشباب والصبا ... أنّه قد يجتمعُ رجلٌ بأمرأةٍ فلا يكون ثالثهما الشيطان!!


ففي كل لقاء بها .. يقترب من الله خطوة !



أحاديثها الثقيلة التي تفوق مستوى العقل .. وبوحها الإيماني .. والإحساس الإنساني الذي خاطبته به .. لامس ما كان مدفونا بداخله فحركه وما كان نائما فأيقظه .. وما كان ميتاً فأحياه !



حتى أنه ماعاد يدري لماذا تقربه من الله كلما اقترب منها .. هل ليصبح جديرا بإيمانها ؟

أم لأنه وجد فيها بعضاً منه مما ضاع بدوامة الحياة...

وكان أكثر ما يحيّرهُ .. كيف اهتدت له في كومة الحروف ؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات؟ وقت الثلث الأخير من ليله الطويل ... وقد احس بقرب النهاية !



نعم بلا أدنى شك .. كانت مرسولةً وتحمل رسالة ! ...


هكذا أحس !


يد تكتب سيناريو اللقاء بها ... وترتب مشاهده وزمنه ومكانه فيما يشبه الدراما !!


أنها يد الله ولا سواها ...


أراد أن يتأكد أنّ ما يواجهه حقيقة ... وليس خيال . واقع وليس خدعه ...


فطلب منها أن يسمع صوتها ...



قالت له : صدقا لا اعتقد أنني سأستطيع ذلك !


قال لها : لنحاول !


جرى اول اتصال ...


هو : ألو ...


هي : ......


حاولت جاهدة الحديث .. لكن صوتها أبى أن يخرج .. وتلاشت كل الكلمات .. فأغلقت سريعا خط الهاتف وكتبت له :


: أعتذر .. عجزت عن الكلام ... صوتي لا يخرج .


كتب لها : ألا تكلمين موظف الريسبشن مثلا او السنترال ؟!


كتبت : بل افعل ذلك ..


كتب لها : اذن اعتبريني موظف الخدمة المدنية ..



وفي محاولة جديدة ...


بالكاد خرج صوتها وهي تقاوم الدوار الذي عصف برأسها فجأة من شدة الارتباك ..


قالت : ألو ..


ضحك ... وهو يقول : وأخيرا ؟!!



اغلقت سريعا خط الهاتف !




قال لها .. من أنتي ؟


ألم يأن الأوان أن أعرف اسمك الصريح .. ؟



قالت له .. ولماذا تريد أن تعرفه ؟



سكت قليلا .: ثم قال .. هل تذكرين آخر رساله بعثتيها لي قبل أن ترحلي فجأه ..



قالت : نعم وأذكر أنك تجاهلتها ..



قال لها : لو قرأتي مواضيعي في غيابك وفتحتي إيميلك لعرفتي أني لم أتجاهلها ..


لقد تسرعتي بالرحيل قبل أن تسمعي ردي ..



أحست بألم عميييق يخترق صدرها .. وسكتت




قال بهدوء ...


أريد أن أخبرك شيئا ... قبل كل شيء



أنا مصاب ب ..... ولا أدري إن كان سيكتب الله لي الشفاء .. أو كم من السنين سأعيش ..




سكتت ...


ناداها باسمها (.... )


لم تجب ... وطال سكوتها .


احس بدمعها الذي لم يراه ...


ناداها مجددا ( .... )


لم تستطع ان ترد خشية ان تنهار ...



تنهد بعمق .. واستمر الصمت بينهما قبل ان تقول ..


( لو لم يبقى لك في الحياة إلا يوما واحدا .. أريد أن أعيشه معك ... )



عرفت منه أن قد بدأ فعلا كورسات العلاج ..



سألته : هل كنت خارج الكويت قبل أربعة أشهر لتلقي العلاج ؟


هل كنت في المطار تحديدا يوم (.... / ... )



قال بذهول : شلون عرفتي ؟


قالت : كنت في هذا اليوم أقربُ إليك من وريدك ؟


كنت أراك وأسمعك وأحدثك ...


سكت طويلا ... غير مصدق ما يسمع


قالت : هل عرفت اسمي الان ؟


بات بين الشك واليقين لكن ما يفكر فيه مستحيل ..

( فتاة المطار ) !!! ... تلك صدفة لا تحدث حتى بالخيال



قال : قولي ... من انتي ؟


قالت : أنا ........


****************


سألها ...

لماذا تثقين بي إلى هذا الحد ؟

قالت : لأني أعرفك .. والشجرة الطيبة لا تثمر إلا ثمرا طيبا !!


لأنك حريصا على اسمك كما انا حريصة على اسمي ! .


سألته : ...

كيف لك أن تفكر .. بالاقتران بفتاة دونما ان ترى شكلها .. أو تعرف ملامحها ...


قال لها : لإني متأكد أن من تملك جمال داخلك ، تمتلك جمال الخارج !

إنّ لي حدساً لا يخطيء!


قالت له : ألا تخشى أن أخدعك !

أن أجمّل نفسي وأتصنع !


قال لها : لست بالخِب ولا الخبُّ يخدعني ..


ابتسمت فقد أدركت صدقه .. لقد كان ذكيا بل يتوقد ذكاءً .. ولولا ذكاءه ما صدقها !!
.


 

2030A

عضو بلاتيني
.
عندما تلقت نبأ قبولها بأحد الوظائف بعد سنوات من تخرجها من الجامعه ... لم تسعها الفرحة !

كانت الوظيفة تعني لها البداية .. تعني الرجوع إلى جادة الطريق الذي حادت عنه .. تعني لملمت الأحلام التي تبعثرت واللحاق بالعمر الذي أهدرت منه سنوات غاليات...

لم تسعها الفرحة وهي تبشره كطفلة بنبأ توظيفها .. لكنها تفاجأت به وقد تعداها فرحا .. وتجاوزها حلماً وأماني ..

قال لها : ليس ذلك كافيا ..
قالت : ماذا تعني ؟
قال : يجب أن تواصلي دراسة الماجستير.. فهذا ما تستحقينه!


حجز على أول طائرة للرياض ، ليحجز لها مقعدا في الدراسات العليا !!!

قال لها .. أريد أن يلمع اسمك كنجم !

الواسطة عند تيمور لنك تعني أن يعطي الفرصة لمن يستحقها .. ولو لم يكن مؤمناً باستحقاقها تلك الفرصة لما كان واسطة لها ..


هو في الحقيقة لا يتوانى أن يفعل ذلك مع كل من يلجأ له طلبا للمساعدة .. لكنه لم يخطر على باله يوما ان يفعلها في سيناريو كهذا !

أن يندفع بمثل هذا الحماس والثقة ...

لم تكن بحاجة لوساطة لولا تلك السنوات التي فصلتها عن عام التخرج .. وجعلتها في طابور طويل ينتظر فرصته! ..

رغم إحسانها الظن به .. فقد فاق بموقفه كل توقعاتها وظنونها . كان أروع وأنقى وأجمل مما تظن !

حين يحمل الرجل على عاتقه مسؤولية أمرأه، فلا أحد يؤدي أمانة المسؤولية كما يفعلها الاب مع ابنته .. وحين تجد رجلا يؤدي أمانة المسؤولية كأب ! فاعلم انه صنف مختلف من الرجال ! يُستند عليه ، ويُأتمن له !..

الرجل المتعدد الأدوار في حياة المرأة نعمة نادرة .. أبٌ حنون في ضعفها وأخٌ غيور في انطلاقتها وصديق حميم في استكانتها .. وطفل شقي في جنونها!

لم يكن الماجستير نهاية حدود حلمه وأمنياته لها . بل أنه راح يستنفر بداخلها كل طاقاتها ومواهبها وقدراتها! ..
والعجيب أنه كان يفعل ذلك باستمتاع وشغف !
تطربه نجاحاتها، ويتابع ادق تفاصيل عملها ودراستها ومشاريعها حتى بات جزءاً منها ..

عندما قدمت مشروعها .. للحصول على لقب مدربة معتمده .. كان هو ذاته جزءا من مشروعها !
بضع ورقات اختارتها من مذكراته الشخصية كانت مادة المشروع ووقوده .

عندما أجرت جراحة طارئة لإزالة المرارة .. وانتقلت بعدها لغرفتها الخاصة بالمستشفى .. لم تصدق حضوره السريع على جناح السرعه .. أدركت ذلك بمجرد أن رأت باقة الورد تزين غرفتها !

كيف عرف ؟ ومتى ؟ ولماذا ؟
لا تدري غير انه رجلٌ ليس كبقية الرجال !

 

ياسين الحساوي

عميد الشبكة "مشرف "
طاقم الإشراف
.
عندما تلقت نبأ قبولها بأحد الوظائف بعد سنوات من تخرجها من الجامعه ... لم تسعها الفرحة !

كانت الوظيفة تعني لها البداية .. تعني الرجوع إلى جادة الطريق الذي حادت عنه .. تعني لملمت الأحلام التي تبعثرت واللحاق بالعمر الذي أهدرت منه سنوات غاليات...

لم تسعها الفرحة وهي تبشره كطفلة بنبأ توظيفها .. لكنها تفاجأت به وقد تعداها فرحا .. وتجاوزها حلماً وأماني ..

قال لها : ليس ذلك كافيا ..
قالت : ماذا تعني ؟
قال : يجب أن تواصلي دراسة الماجستير.. فهذا ما تستحقينه!


حجز على أول طائرة للرياض ، ليحجز لها مقعدا في الدراسات العليا !!!

قال لها .. أريد أن يلمع اسمك كنجم !

الواسطة عند تيمور لنك تعني أن يعطي الفرصة لمن يستحقها .. ولو لم يكن مؤمناً باستحقاقها تلك الفرصة لما كان واسطة لها ..


هو في الحقيقة لا يتوانى أن يفعل ذلك مع كل من يلجأ له طلبا للمساعدة .. لكنه لم يخطر على باله يوما ان يفعلها في سيناريو كهذا !

أن يندفع بمثل هذا الحماس والثقة ...

لم تكن بحاجة لوساطة لولا تلك السنوات التي فصلتها عن عام التخرج .. وجعلتها في طابور طويل ينتظر فرصته! ..

رغم إحسانها الظن به .. فقد فاق بموقفه كل توقعاتها وظنونها . كان أروع وأنقى وأجمل مما تظن !

حين يحمل الرجل على عاتقه مسؤولية أمرأه، فلا أحد يؤدي أمانة المسؤولية كما يفعلها الاب مع ابنته .. وحين تجد رجلا يؤدي أمانة المسؤولية كأب ! فاعلم انه صنف مختلف من الرجال ! يُستند عليه ، ويُأتمن له !..

الرجل المتعدد الأدوار في حياة المرأة نعمة نادرة .. أبٌ حنون في ضعفها وأخٌ غيور في انطلاقتها وصديق حميم في استكانتها .. وطفل شقي في جنونها!

لم يكن الماجستير نهاية حدود حلمه وأمنياته لها . بل أنه راح يستنفر بداخلها كل طاقاتها ومواهبها وقدراتها! ..
والعجيب أنه كان يفعل ذلك باستمتاع وشغف !
تطربه نجاحاتها، ويتابع ادق تفاصيل عملها ودراستها ومشاريعها حتى بات جزءاً منها ..

عندما قدمت مشروعها .. للحصول على لقب مدربة معتمده .. كان هو ذاته جزءا من مشروعها !
بضع ورقات اختارتها من مذكراته الشخصية كانت مادة المشروع ووقوده .

عندما أجرت جراحة طارئة لإزالة المرارة .. وانتقلت بعدها لغرفتها الخاصة بالمستشفى .. لم تصدق حضوره السريع على جناح السرعه .. أدركت ذلك بمجرد أن رأت باقة الورد تزين غرفتها !

كيف عرف ؟ ومتى ؟ ولماذا ؟
لا تدري غير انه رجلٌ ليس كبقية الرجال !

سرد جميل ومذوق...

لدي ملاحظة حول عدم ظهور هذا الإنسان الخدوم طوال السنوات التي ظلت بها بطلتنا بدون عمل.
 
أعلى