رضا البطاوى
عضو ذهبي
نقد مقال الوصايا العشر في الحوار
هذا المقال موجود فى العديد المنتديات وقد تعذر على الوصول لمؤلفه الحقيقى وهو يبدأ بالحكاية التالية:
"جلست يوما إلى شخص عرفت .. كان هاويا للنقاش محبا للجدال . . وما أكثر ما كان يتكلم وما اقل ما كان يصمت .. لم يدع جدالا يهمه إلا ودخله ولا رأيا يخنقه إلا وباح به .. كسب في ذلك ما كسب وخسر في ذلك ما خسر .. وفي أحدى لحظات هدوءه القليلة "
القاص طلب من المجادل أن يعلمه فن الحوار وسوف نتناول هنا نقطة نقطة لنتبين الحق من الباطل فيما قاله المجادل :
"سألته يا سيدي .. يا من صناعتك الكلام .. علمني الكلام وفن الحوار .. التفت لي بتثاقل و تمتم بكلمات حفظتها من فوري عن ظهر قلب .. وهاأنذا أنقلها إليكم بقليل من التبديل و بأقل ما يكون من التحريف .. قال لي يابني .. إن عزمت على الكلام فأنظر من تكلم .. إن كلمت سفيها فأنت مثله .. وإن جادلت وضيعا فهو لك ند .. فاختر لنفسك في جدالك من تحب أن تكون أنت وهو سواء"
النصيحة الأولى جدال المتساوين وليس السفهاء أو الوضيعون وهى نصيحة خاطئة فالجدال يكون مع الكل شرط أن يكون بالحسنى كما قال تعالى :
"وجادلهم بالتى هى أحسن"
وأما النصيحة الثانية فهى:
" يا بني أني لن أحاور من أثق في جهله .. فحتى وإن كان عالما بما سأناقشه فيه فلن يتمكن من إقناعي أو اخراجي عن خطأي في ما إذا كنت خاطئ لأني من البداية أعلم أني لن آخذ عنه فهو على زعمي .. لا يعلم "
النصيحة عدم جدال الجهلاء بزعم أنهم لم يفيدوه بشىء وهو ظن خاطىء قد تجىء قولة حق على لسان أحدهم كما قيل خذوا الحكمة من أفواه المجانين
كما أن جدالهم يكون لتعليمهم الصواب كما قال تعالى فى المعلم:
"وعلمهم الكتاب والحكمة" فليس الغرض من الجدال الانتصار فيه وإنما الغرض منه بالنسبة للعالم تعليم الغير
وأما النصيحة التالية فهى:
"حين أحاور فأني لن أحاور شخصا في مزاج غير جيد مثلما لن أحاور شخصا حين يكون مزاجي كذلك .. "
هذا كلام صحيح فلابد أن المتحاروين فى مزاج جيد لعدم الغضب ولعدم تأثير المرض أو المشاكل على أى منهم
والنصيحة التالية هى اختيارالوقت والمكان المناسبين للحوار بالقول:
"ومن البديهي أيضا أني لن اختار غير الوقت والمكان المناسبين للحوار"
وهى نصيحة لا يمكن تنفيذها لأن الحوار قد يحدث فى أى وقت وأى مكان ولا يمكن أن يسيطر الإنسان على نفسه إلى درجة عدم الحديث مع أحد يحدثه لأن هذا يعتبر إساءة والاختيار يكون فى أحيان قليلة
وأما النصيحة التالية فهى :
" هل قلت أني لن اختار الموضوع المناسب أيضا؟ لابد من دقة الاختيار إن كنت أريد الخروج بشئ من هذا الحوار "
النصيحة وهى اختيار الموضوع المناسب للحوار نصيحة لا تفيد الموضوعات تفرض نفسها فى كثير من الأحيان ولا يستطيع أى إنسان السيطرة على نفسه تماما لدرجة أن يحدد موضوعات الحوار إلا أن يكون هذا فى مؤسسة تعليمية أو تابعة المؤسسة فى الدولة
والنصيحة فى فسدة الرأى هى :
" لن أحاور من اعلم عنه يقينا فساد الرأي والفكر .. فإنه إن لم يفسدني بفساده فهو على أقل تقدير لا يريد لي الفائدة .. فإن كنت املك الكثير من الوقت والجهد والأعصاب .. وأردت إنفاق كل ذلك جدال لا فائدة منه"
هذه النصيحة توافق قوله تعالى :
"الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله"
فمن علم الإنسان أنه لن بغير رأيه عليه لا يبلغه كلام الله أكثر من عدة مرات حتى يوفر الوقت والجهد لمن يريد التعلم فعلا
النصيحة التالية عدم الاشتراك فى الحوار يكسب الجدال زخما وهو قوله:
"فلا أسهل من اختيار احدهم ولأبدأ معه النقاش . يقول أحد مفكرين الغرب ((ديل كارينج)) .. أفضل وسيلة لتكسب جدلا ما .. أن لا تشترك فيه .. "
وهو كلام متناقض فكيف يكسب الإنسان الجدال وهو لا يشارك فيه؟
والنصيحة التالية أن المحاور عليه أن يضع نفسه مكان المحاور الأخر حتى يعرف كيف يرد عليه وهو قوله:
"ماذا إن قررت الاشتراك في حوار ما ؟ سأضع نفسي دائما موضع من أناقشه .. وسأعرض عليها كل ما أريد قوله أولا .. ولا أسألها .. إن قيل لي مثل هذا ترى ما هو الرد المناسب .. وعليه فلن أضع في نقاشي من الكلمات والعبارات ما أكره أن يوجه لي كما أني لن اتجه بالحوار إلى منحى لا أحب أن أؤخذ إليه ."
وهى وجهة نظر صحيحة فلابد أن يدرس الإنسان الأخر وكلامه حتى يقدر على الرد عليه ولعل قصة موسى(ص) والعبد الصالح(ص) خير دليل على ذلك فموسى (ص) باعتراضاته لم يدرس العبد لصالح(ص)
النصيحة التالية الحذر فى الجدال العقائدى وهى قوله:
إن كان النقاش يدور حول مسألة عقائدية فينبغي أن أكون في أشد حالات الحذر فلا شئ يحول الإنسان من الوداعة إلى حالة الافتراس أكثر من اللغو في العقائد ... وإن خرج محدثي عن طوره فعلي أن التمس له العذر فقد علمت منذ البداية حساسية ما أناقش فيه . "
بداية لا يوجد حوار غير عقائدى فكل الأمور داخلة فى الدين كما قال تعالى "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء"
وأما الحذر فمطلوب فى كل قول وعمل فى الإسلام حتى لا يخالفه
وأما النصيحة التالية فهى:
"وكما علي الحذر في الخوض في العقائد علي أيضا الحذر المشابه حين أخوض في مثل أعلى .. تستطيع أن تمازح شخصا فتسبه وقد يتقبل منك ذلك ولكن جرب أن تمزح بأحد من والديه وانظر النتيجة .. فإن عزمت الحوار ،، إياك والمساس بالمثل العليا .. يمكنك الالتفاف حولها إن استطعت ولكن لا تحاول الاقتراب أكثر من ذلك إن أردت أن تكسب من محدثك أعصابا هادئة في النقاش "
هذا المقال موجود فى العديد المنتديات وقد تعذر على الوصول لمؤلفه الحقيقى وهو يبدأ بالحكاية التالية:
"جلست يوما إلى شخص عرفت .. كان هاويا للنقاش محبا للجدال . . وما أكثر ما كان يتكلم وما اقل ما كان يصمت .. لم يدع جدالا يهمه إلا ودخله ولا رأيا يخنقه إلا وباح به .. كسب في ذلك ما كسب وخسر في ذلك ما خسر .. وفي أحدى لحظات هدوءه القليلة "
القاص طلب من المجادل أن يعلمه فن الحوار وسوف نتناول هنا نقطة نقطة لنتبين الحق من الباطل فيما قاله المجادل :
"سألته يا سيدي .. يا من صناعتك الكلام .. علمني الكلام وفن الحوار .. التفت لي بتثاقل و تمتم بكلمات حفظتها من فوري عن ظهر قلب .. وهاأنذا أنقلها إليكم بقليل من التبديل و بأقل ما يكون من التحريف .. قال لي يابني .. إن عزمت على الكلام فأنظر من تكلم .. إن كلمت سفيها فأنت مثله .. وإن جادلت وضيعا فهو لك ند .. فاختر لنفسك في جدالك من تحب أن تكون أنت وهو سواء"
النصيحة الأولى جدال المتساوين وليس السفهاء أو الوضيعون وهى نصيحة خاطئة فالجدال يكون مع الكل شرط أن يكون بالحسنى كما قال تعالى :
"وجادلهم بالتى هى أحسن"
وأما النصيحة الثانية فهى:
" يا بني أني لن أحاور من أثق في جهله .. فحتى وإن كان عالما بما سأناقشه فيه فلن يتمكن من إقناعي أو اخراجي عن خطأي في ما إذا كنت خاطئ لأني من البداية أعلم أني لن آخذ عنه فهو على زعمي .. لا يعلم "
النصيحة عدم جدال الجهلاء بزعم أنهم لم يفيدوه بشىء وهو ظن خاطىء قد تجىء قولة حق على لسان أحدهم كما قيل خذوا الحكمة من أفواه المجانين
كما أن جدالهم يكون لتعليمهم الصواب كما قال تعالى فى المعلم:
"وعلمهم الكتاب والحكمة" فليس الغرض من الجدال الانتصار فيه وإنما الغرض منه بالنسبة للعالم تعليم الغير
وأما النصيحة التالية فهى:
"حين أحاور فأني لن أحاور شخصا في مزاج غير جيد مثلما لن أحاور شخصا حين يكون مزاجي كذلك .. "
هذا كلام صحيح فلابد أن المتحاروين فى مزاج جيد لعدم الغضب ولعدم تأثير المرض أو المشاكل على أى منهم
والنصيحة التالية هى اختيارالوقت والمكان المناسبين للحوار بالقول:
"ومن البديهي أيضا أني لن اختار غير الوقت والمكان المناسبين للحوار"
وهى نصيحة لا يمكن تنفيذها لأن الحوار قد يحدث فى أى وقت وأى مكان ولا يمكن أن يسيطر الإنسان على نفسه إلى درجة عدم الحديث مع أحد يحدثه لأن هذا يعتبر إساءة والاختيار يكون فى أحيان قليلة
وأما النصيحة التالية فهى :
" هل قلت أني لن اختار الموضوع المناسب أيضا؟ لابد من دقة الاختيار إن كنت أريد الخروج بشئ من هذا الحوار "
النصيحة وهى اختيار الموضوع المناسب للحوار نصيحة لا تفيد الموضوعات تفرض نفسها فى كثير من الأحيان ولا يستطيع أى إنسان السيطرة على نفسه تماما لدرجة أن يحدد موضوعات الحوار إلا أن يكون هذا فى مؤسسة تعليمية أو تابعة المؤسسة فى الدولة
والنصيحة فى فسدة الرأى هى :
" لن أحاور من اعلم عنه يقينا فساد الرأي والفكر .. فإنه إن لم يفسدني بفساده فهو على أقل تقدير لا يريد لي الفائدة .. فإن كنت املك الكثير من الوقت والجهد والأعصاب .. وأردت إنفاق كل ذلك جدال لا فائدة منه"
هذه النصيحة توافق قوله تعالى :
"الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله"
فمن علم الإنسان أنه لن بغير رأيه عليه لا يبلغه كلام الله أكثر من عدة مرات حتى يوفر الوقت والجهد لمن يريد التعلم فعلا
النصيحة التالية عدم الاشتراك فى الحوار يكسب الجدال زخما وهو قوله:
"فلا أسهل من اختيار احدهم ولأبدأ معه النقاش . يقول أحد مفكرين الغرب ((ديل كارينج)) .. أفضل وسيلة لتكسب جدلا ما .. أن لا تشترك فيه .. "
وهو كلام متناقض فكيف يكسب الإنسان الجدال وهو لا يشارك فيه؟
والنصيحة التالية أن المحاور عليه أن يضع نفسه مكان المحاور الأخر حتى يعرف كيف يرد عليه وهو قوله:
"ماذا إن قررت الاشتراك في حوار ما ؟ سأضع نفسي دائما موضع من أناقشه .. وسأعرض عليها كل ما أريد قوله أولا .. ولا أسألها .. إن قيل لي مثل هذا ترى ما هو الرد المناسب .. وعليه فلن أضع في نقاشي من الكلمات والعبارات ما أكره أن يوجه لي كما أني لن اتجه بالحوار إلى منحى لا أحب أن أؤخذ إليه ."
وهى وجهة نظر صحيحة فلابد أن يدرس الإنسان الأخر وكلامه حتى يقدر على الرد عليه ولعل قصة موسى(ص) والعبد الصالح(ص) خير دليل على ذلك فموسى (ص) باعتراضاته لم يدرس العبد لصالح(ص)
النصيحة التالية الحذر فى الجدال العقائدى وهى قوله:
إن كان النقاش يدور حول مسألة عقائدية فينبغي أن أكون في أشد حالات الحذر فلا شئ يحول الإنسان من الوداعة إلى حالة الافتراس أكثر من اللغو في العقائد ... وإن خرج محدثي عن طوره فعلي أن التمس له العذر فقد علمت منذ البداية حساسية ما أناقش فيه . "
بداية لا يوجد حوار غير عقائدى فكل الأمور داخلة فى الدين كما قال تعالى "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء"
وأما الحذر فمطلوب فى كل قول وعمل فى الإسلام حتى لا يخالفه
وأما النصيحة التالية فهى:
"وكما علي الحذر في الخوض في العقائد علي أيضا الحذر المشابه حين أخوض في مثل أعلى .. تستطيع أن تمازح شخصا فتسبه وقد يتقبل منك ذلك ولكن جرب أن تمزح بأحد من والديه وانظر النتيجة .. فإن عزمت الحوار ،، إياك والمساس بالمثل العليا .. يمكنك الالتفاف حولها إن استطعت ولكن لا تحاول الاقتراب أكثر من ذلك إن أردت أن تكسب من محدثك أعصابا هادئة في النقاش "