قراءة فى كتاب رسالة الخط والقلم

رضا البطاوى

عضو ذهبي
قراءة فى كتاب رسالة الخط والقلم
الكتاب من تأليف أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)
والمفترض فى الرسالة ان تكون عن الكتابة حروفا وأدواتا وكيفية الكتابة ولكنها رسالة لغوية تشرح فقط المعنى اللغوى لكلمات متعلقة بالكتابة وأحيانا لا تشرح المعنى بل تذكر ألفاظ ومشتقات وأول الكلمات القلم حيث قال أبو محمد المذكور:
" القلم:
يسمى القلم الذي يكتب به قلما لأنه قلم وقطع ومنه قلمت أظفاري ومنه قيل قلامة الظفر لما يقطع منه وقال غيره: يقال للشيء الذي يقلم به مقلم
قال ابن قتيبة: وقد تسمى القداح أقلاما وإنما سميت بذلك لأنها تبرى قال الله عز وجل: (إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم) قال: كانوا تشاحوا في كفالتها فضربوا عليها بالقداح فخرج قدح زكريا فكفلها وقال عبد الله بن عبد العزيز: كل قصبة قطعت منها قطعة فالقطعة قلم وكل عود نجر وعلم رأسه بعلامة فهو قلم وقال في قوله عز وجل: (إذ يلقون أقلامهم) : جاء في التفسير أنها كانت عيدانا مكتوب على رؤوسها أسماؤهم وجمع القلم: أقلام وقلام مثل جبل وجبال "
وما قيل هنا هو بناء على القلم الخشبى والقلم يطلق على أداة الكتابة التى قد تقطع وتبرى بالقاطع أى المبراة وقد تطلق على ما لا يبرى مثل الريشة التى تسمى ريشة الكتابة وقد تطلق على أصناف من الأدوات لا علاقة بالقطع مثل الأقلام ذات الحبر الجاف والحبر الطرى المسمى أقلام الحبر
وأما كون الأقداح بمعنى الأقلام فأمر مستبعد خاصة أن المقترعين على كفالة مريم(ص) كانوا علماء أى أحبار أى كتبة
والمفترض أن يتناول الكاتب ما جاء فى الوحى عن القلم مثل كونه أداة التعليم كما قال تعالى " الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم"
ومثل كونه يحتاج إلى مداد أى مادة للكتابة يزود لها كما قال تعالى : "ولو أنما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم"
لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مدد
ثم تناول برى القلم فقال:
"البري ووجوهه:
قال أبو عبيدة: لا يقال للقلم (قلم) حتى يبرى وإلا فهو قصبة ولا يقال للرمح (رمح) إلا وعليه سنان وإلا فهو قناة ولا يقال للمائدة (مائدة) إلا وعليها طعام وإلا فهي خوان ولا يقال للكأس (كأس) إلا وفيها شراب وإلا فهي زجاجة ولا يقال للسرير (أريكة) إلا وعليها حجلة وإلا فهي سرير ويقال من البري: بريت القلم أبريه بريا وبراية وقلم مبري غير مهموز فأنا بار للقلم ويقال لما يسقط منه عند البري (براية) على وزن فعالة والفعالة اسم لكل فضلة تفضل من شيء قليل أو كثير كالقمامة والكساحة والجرامة: وهو اسم لما بقى من كرب النخل فإذا أمرت من البري قلت: إبر قلمك بريا جيدا وبراية جيدة قال الشاعر:
يا باري القوس بريا ليس يحكمه لا تفسد القوس، أعط القوس باريها
وأصل البري الترقيق الإرهاف ومنه قيل: برت العلة جسم فلان إذا أنحلته لأن باري القلم يرق موضع سنه عن سائره
وتقول: قططت القلم أقطه قطا إذا قطعت سنه والأصل في القط القطع ومنه يقال ضربه على مقط شعره وهو حيث يقطع شعر الرأس من القفا ويقال للعود الذي يقط عليه القلم: مقط وجمعه مقاط وأنشد:
رابي المجس جيد المخط
كأنما قط على مقط
وتقول: قلم مقطوط وقطيط مثل مقتول وقيل وأنا قاط والأصل: قاطط كقولك: ضربت وأنا ضارب فأدغمت إحدى الطاءين في الأخرى فإذا أمرت منه قلت: قط قلمك وإن أظهرت التخفيف قلت: اقطط قلمك وتقول: قصمت القلم أقصمه قصما وهو مقصوم وأصل القصم الكسر ومنه قولهم: انقصمت ثنيته إذا انكسرت من عرضها ويقال: ثنية قصماء ورجل أقصم وامرأة قصماء فإن انكسرت الثنية طولا فهو أنقص وقد انقاصت ثنيته ويقال لسن القلم: الجلفة وهي مؤنثة مأخوذ من سن الإنسان وإذا تركت شحمه عليه ولم تأخذه قلت: أشحمت القلم فهو مشحم وإذا أخذت شحمه قلت شحمته أشحمه شحما وهو قلم مشحوم وإن استأصلت شحمه وأخذت من بطنه قلت: قلم مبطن وقد بطنته تبطينا ويقال للشحمة التي في رأس القلم: الضرة شبهت بضرة الإبهام فإذا أخذت الشحمة قيل لموضعها: الحفرة وهو قلم محفور ويقال: قلم مذنب إذا بريت له سن غليظة غير مشقوقة تصلح بها اللقية وقد ذنبت القلم تذنيبا؛ لأنه مفعول به وليس كقولهم: بسرة مذنبة لأن التذنيب ظهر منها فنسب الفعل إليها وكذلك: جرادة مذنبة وفرس ذنوب: إذا كان طويل الذنب وقلم ذنوب: طويل الذنب "
كعادة الكثيرين من الكتاب عندما يكتبون فيستطرودون ويبتعدون نجد ابن قتيبة يقول أقوال مثل " ولا يقال للرمح (رمح) إلا وعليه سنان وإلا فهو قناة ولا يقال للمائدة (مائدة) ...وعليها حجلة وإلا فهي سرير ....والأصل في القط القطع ومنه يقال ضربه على مقط شعره وهو حيث يقطع شعر الرأس من القفا .... فأدغمت إحدى الطاءين في الأخرى ....وأصل القصم الكسر ... وقد انقاصت ثنيته"
فتلك الأقوال لا علاقة لها ببرى القلم وكان من المفترض أن يتناول البرى مثل لقاطع مفرد أو لما يسمى البراية التى هى أداة تم اختراعها لبرى القلم الخشبى
قم نحدث عن الدواة فقال :
"الدواة:
تقول العرب: دواة ودياة ودوي ودوى مقصور وهو الجمع الكثير قال الشاعر:
دع الأطلال يندبها السوي ويبك على مغانيها الولي
وترقشها السواري والسوافي كما رقشت مهارقها الدوي
وتقول: أدويت دواة أي: اتخذت دواة وأنا مدو وإذا أمرت غيرك قلت: إدو يا فلان ويقال للذي يبيع الدوي: دواء كقولك: تبان وشعار وخياط ويقال للذي يعمل الدوي: مدو كما يقال للذي يصلح القنا: مقن قال الراجز:
كما أقام درءها المقني
ويقال للذي يحمل الدواة: داو كما يقال للذي يحمل السيف: سائف، والذي يحمل الرمح: رامح، والذي يحمل الترس تارس "
كالعادة أكثر من نصف الكلام لا علاقة له بالدواة التى يغمس القلم فيها مثل وإذا أمرت غيرك قلت: إدو يا فلان ويقال للذي يبيع الدوي: دواء كقولك: تبان وشعار وخياط ويقال للذي يعمل الدوي: مدو كما يقال للذي يصلح القنا: مقن قال الراجز:
كما أقام درءها المقني"
ثم تناول الليقة وهى صوفة أو قطنه توضع فى الدواة لتمتص الحبر فى الدواة حتى إذا مالت الدواة أو وقعت لا يضيع كل الحبر على الأرض فقال:
"الليقة:
يقال للصوفة والقطنة التي تكون في الدواة: ليقة وتجمع ألياقا وإنما سميت: ليقة؛ لأنها تحبس ما جعل فيها من السواد وتمسكه، مأخوذ من قولهم: "فلان ما تليق كفه درهما" أي: ما تحبسه فتمسكه وكف ما يليق بها درهم أي: ما تحبس ولا تستمسك قال الراجز:
كفاك: كف ما تليق درهما
جوادا، وكف تعط بالسيف الدما
وروى أبو العباس محمد بن يزيد المبرد قال: دخل الأصمعي على الرشيد بعد غيبة غابها فقال: كيف حالك يا أصمعي؟ فقال: يا أمير المؤمنين ما ألاقتني أرض أي ما حبستني حتى خرجت عنها فأمسك الرشيد فلما تفرق أهل المجلس قال له: ما معنى ألاقتني؟ قال: حبستني فقال الرشيد: لا تكلمني في مجلس العامة بما لا أعلم وتقول: ألقت الدواة فهي ملاقة ولقتها فهي مليقة إذا جمعت مدادها في صوفها وقطنها وقولهم: "ما يليق هذا الأمر بصفري" أي: قلبي أي ما يمسكه ويجتمع فيه وأنشد العامري:
لعمرك إن الحب يا أم مالك بجسمي جزاني الله منك للائق
ويقال: لقت الدواة وهي مليقة هذا إذا أصلحتها وزدت في سوادها فأما إذا لم تكن فيها ليقة فجعلت فيها ليقة فألقتها بالألف لا غير وإذا أمرت من ألقت قلت: ألق دواتك بقطع الألف إلاقة وأنت مليق وإذا أمرت من قولك: "لقت" قلت: لق الدواة ليقا جيدا وأنت لاق وقد أمهت الليقة أميهها إماهة فأنا مميه لها إذا أكثرت ماءها وقد ماهت فهي تماه وتموه وهي مائهة إذا كثر ماؤها
ويقال: صفت الدواة أصوفها صوفا: إذا جعلت فيها ليقة من صوف وكرسفتها أكرسفها كرسفة وكرسافا إذا جعلت فيها ليقة كرسف وهو القطن "
وكما هى العادة استطرد فقال مأخوذ من قولهم: "فلان ما تليق كفه درهما" أي: ما تحبسه فتمسكه .... فقال الرشيد: لا تكلمني في مجلس العامة بما لا أعلم.... وقولهم: "ما يليق هذا الأمر بصفري" أي...منك للائق"
فنصف الكلام هنا تقريبا لا علاقة له بموضوع الكتاب ثم تناول المداد وهو ما نسميه الحبر فقال :
البقيةhttps://arab-rationalists.yoo7.com/t1036-topic#1242
 
أعلى