قراءة فى كتاب زيارة النبي الأكرم (ص) في السنة النبوية

رضا البطاوى

عضو ذهبي
قراءة فى كتاب زيارة النبي الأكرم (ص) في السنة النبوية
البحث إعداد الباحث الملقب بمالك الأشتر وهو من كتب المكتبة الشاملة الشيعية وموضوع البحث كما قال الأشتر زيارة النبي الأكرم (ص) في السنة النبوية حيث قال :
"تضافرت السنة على استحباب زيارة قبر النبي الأكرم (ص) حيث رواها أئمة المذاهب الأربعة وأصحاب السنن والمسانيد في كتبهم "
ثم بين تاريخ نقد الزيارة والدفاع عنها فقال :
"ولما ظهرت بدعة التشكيك في زيارة النبي الأكرم قام الإمام تقي الدين السبكي ( م/ 754هـ ) بجمع ما رواه الحفاظ في هذا المجال فبلغت خمسة عشر حديثاً ، وقد صحح كثيراً من أسانيدها بما كان له من إطلاع واسع في مجال رجال الحديث
وممن قام بنفس العمل الحافظ نور الدين علي بن أحمد السمهودي في كتابه ( وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى ) ( م/ 911هـ ) حيث أحصى سبعة عشر حديثاً غير ما ورد في ذلك المجال ، ولم يشتمل على لفظ ( الزيارة ) وقد قام بنفس ما قام به الإمام السبكي من تصحيح للاسناد وذكر لمصادر الروايات على وجه بديع من جهة أخرى قام الكاتب الإسلامي الشيخ محمد الفقي ، من علماء الأزهر الشريف ، بجمع ما ورد في زيارة النبي الأكرم (ص) من غير تحقيق للاسناد بل مجرد النقل فبلغ اثنين وعشرين حديثاً وبذل المجاهد الكبير الشيخ الأميني جهدا صادقا كبيراً في العثور على مظان الروايات في كتب الحديث والتفسير والتاريخ ، وربما نقل بعض الأحاديث ، كالحديث الأول ، عن واحد وأربعين مصدراً"
الغريب فى الأمر هو المدافعين عن الزيارة ليس لديهم دليل واحد من القرآن على تلك الزيارة ولذا عنون البحث بالقول فى السنة النبوية والغريب أن الأمر بالزيارة لأماكن الموتى والهلكى كان للكفار لأخذ العظة والعبرة مما حدث بهم كما فى الآيات التالية:
"قد خلت من قبلكم سنن فسيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين"
"قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين"
"أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم"أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو أذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور"
"أو لم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"
"أو لم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة"
"أو لم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا فى الأرض فأخذهم الله بذنوبهم"
"أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وآثارا فى الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكذبون"
والمسلمون متعظون معتبرون فلماذا يزورون إذا كان الحى لا يحس بميت كما قال تعالى " "وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحدا أو تسمع لهم ركزا"
الزيارة زيارة ميت لا تفيد حيا ولا ميتا فالميت لا يحس بشىء لأنه إما فى الجنة أو فى النار وهو فى السماء كما قال تعالى " وفى السماء رزقكم وما توعدون" فالجنة الموعودة فى السماء كما قال الله لنبيه " "ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى"
فالسدرة كانت فى رحلة المعراج وهو فى السماء
فالمسلم متمتع بنعيم الجنة لا ينشغل بشىء يحزنه ومعظم من يقصدون القبور يشكون همومهم لمن فى القبور وكأنهم يسمعونهم وهو ما يخالف أنهم لا يحزنون أبدا ولا ينشغلون بأهل الدنيا كما قال تعالى " فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
ذم ذكر الشتر الروايات فقال:
الحديث الأول :
روى الدار قطني في سننه بسنده إلى ابن عمر قال : قال رسول الله (ص) : ( من زار قبري وجبت له شفاعتي ) .
ورواه البيهقي أيضاً في سننه ، والماوردي : في الأحكام السلطانية .
إلى غير ذلك من الحفاظ الذين نقلوه في كتبهم
الحديث الثاني : روى الطبراني في المعجم الكبير ، والغزالي في إحياء العلوم ، عن عبد الله بن عمر مرفوعاً عن النبي (ص) : ( من جاءني زائراً لا تحمله حاجة إلا زيارتي كان حقاً عليّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة ).
الحديث الثالث : أخرج الدار قطني عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله (ص) ( من حج فزار قبري بعد وفاتي ، فكأنما زارني في حياتي ) .
وأخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي في سننه ورواه الإمام السبكي في شفاء السقام والسمهودي في وفاء الوفا .
الحديث الرابع : أخرج الدار قطني عن ابن عمر قال رسول الله (ص) : ( من زارني بعد موتي ، فكأنما زارني في حياتي ، ومن مات بأحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة ).
الحديث الخامس : أخرج البيهقي في سننه قال : روى ابن عمر قال : قال رسول الله (ص ) : ( من زار قبري ( أومن زارني ) كنت له شفيعاً )
الحديث السادس : أخرج الحافظ ابن عدي (م/ 365هـ ) في كتابه الكامل عن عبد الله بن عمر أنه قال : قال رسول الله (ص) : ( من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني ) .
الحديث السابع: روي ‘ن أنس بن مالك أن رسول الله (ص) قال : ( من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شفعاً وشهيداً ) .
الحديث الثامن : روى أنس بن مالك أنه قال رسول الله (ص) : ( من زارني ميتاً فكأنما زارني حياً ، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة ، وما من أحد من أمتي له سعة ثم لم يزرني ، فليس له عذره )
الحديث التاسع : روى علقمة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله (ص) : ( من حج حجة الإسلام وزار قبري وغزا عزوية وصلى عليّ في بيت المقدس لم يسأل الله عز وجل فيما افترض عليه )
الحديث العاشر : أخرج الفردوس في مسنده عن ابن عباس أنه قال رسول الله (ص) : ( من حج إلى مكة ثم قصدني في مسجدي كتبت له حجتان مبرورتان ) .
الأخطاء المشتركة:
ألأول وجود الشفاعة لمن زار القبر فقط وكأن فقراء الأمة وهم معظم الأمة لن يشفع لهم لأنهم لا يملكون القدرة على الحج والسفر ومن ثم فالروايات تظهر النبى(ص) بمظهر العنصرى الذى يفرق بين المؤمنين فيخص بشفاعته الأغنياء وهم من يحجون لامتلاكهم المال ويمنع شفاعته عن الفقراء الذين لا يقدرون عليها وبالقطع الشفاعة وهى الشهادة هى للمؤمنين فى عهد النبى(ص) وحده كما قال تعالى " وجئنا بك على هؤلاء شهيدا" وقال "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"
وأما بعد موته فلا شهادة أى شفاعة له كما قال عيسى(ص) "ما قلت لهم إلا ما أمرتنى به أن اعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شىء شهيد"
فعيسى قال أن شهادته كانت مرتبطة بحياته "وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم" وأما بعد موته فلا يمكن أن يكون شهيدا على شىء لم يره وإنما الله هو الشهيد " فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شىء شهيد"
إذا فلا يمكن أن يكون النبى(ص) شفيعا أى شهيدا على مسلمين لم يراهم وإلا كانت شهادة زور أى شاهد لم يشاهد شىء وإنما الشاهد عليهم هو من اختاره الله منهم وهو أتقى المسلمين فى كل عصر بعد انتهاء النبوة
الثانى وجود ثواب يخالف ثواب الله وهو الشفاعة للزائر أى كون الزيارة بثواب حجتين وقواعد الأجر فى القرآن وهى عشر حسنات للعمل غير المالى و700 أو 1400 حسنة مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "وقوله "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "وأيضا وجود درجتين فقط فى الجنة مصداق لقوله تعالى "ومن دونهما جنتان"

 

رضا البطاوى

عضو ذهبي
ثم ذكر رواية أخرى فقال:
"واكتفينا بهذا العدد من الروايات ومن أراد التفصيل فعليه الرجوع إلى المصادر ، وبما أن الشيخ محمد الفقي قد جمع متون الروايات بشكل موجز نذكر ما جمعه ,عن مضى ذكر قسم منها :
تجريد المتون عن الأسانيد:
ويستحب زيارة قبر النبي (ص) لما روى الدار قطني باسناده عن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص) : ( من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي ) وفي رواية : ( من زار قبري وجبت له شفاعتي ) رواه باللفظ الأول سعيد ، ثنا حفص بن سليمان ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، وقال رواية عبد الله بن يزيد بن قسيط عن أبي هريرة : إن النبي (ص) قال : ( ما من أحد يسلّم عليّ عند قبري إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام ) رواه داود بدون زيادة ( عند قبري ) .
والخطأ هنا رد روح النبى (ص)السلام بعد بلوغه إياه ولو سلمنا بهذا القول لكنا مجانين لأن النبى (ص)يصلى عليه المسلمون فى كل يوم ملايين الصلوات وهذا يعنى أن أنه لن يجد دقيقة واحدة لشىء غير رد السلام وهذا ما يخالف التالى أن المسلمين فى الجنة لا يشغلهم شىء سوى التمتع بالنعيم مصداق لقوله تعالى "الذين أمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون "والنبى (ص)لو ظل يرد السلامات فسوف ينشف ريقه ولن يجد أى وقت لراحة للسانه ولا الأكل ولا الشرب ولا غير ذلك من متع الجنة ويتعارض القول مع أقوالهم "إن الله وكل بقبره ملكا يبلغه سلام من سلم على من أمته "رواه النسائى وقولهم "إن الله ملائكة سياحين فى الأرض يبلغوننى عن أمتى السلام "رواه ابن حبان والحاكم فهنا الموصل للسلام ملك بقبر النبى (ص)وفى الرواية الثانية ملائكة سياحين فى الأرض بينما فى القول النبى (ص)نفسه هو الذى يبلغه السلام مباشرة دون وسيط
ثم كرر الكلام وذكر الروايات السابقة والأخطاء هى نفسها فقال :
" فإقراره للزيارة وتقريره لها اعتراف بالغ الأهمية باستحبابها وروعة الترغيب فيها ، وانتصار للحق ووقوف بجانبه ، ولا يمكن أن يوصف ذلك الإمام بالتحيز ، ولا ينبغي أن يرمى بضعف التقدير ، إذ إن إقراره ذلك يتفق تماماً مع هدى الدين والرسائل السماوية والأحاديث النبوية المتعددة الطرق المختلفة الأسانيد ، والتي ندعها وحدها تتكلم عن مدى تقدير الزيارة وعظم اهتمام الشارع بها ، وما تتجلى عنه من مزايا واسعة الآفاق كبيرة النوال:
عن ابن عمر قال : قال رسول (ص): ( من زار قبري وجبت له شفاعتي ) رواه ابن خزيمة في صحيحه .
وعن أنس قال : قال رسول الله (ص): ( من زارني في قبري حلّت له شفاعتي يوم القيامة ) رواه ابن أبي الدّنيا .
وعن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص): ( من زار قبري حلّت له شفاعتي يوم القيامة ) رواه الدار قطني .
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص): ( من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي ) رواه العقيلي .
وعن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص): ( من زارني بالمدينة بعد موتي كنت له شفيعاً يوم القيامة ) رواه أبو داود الطيالسي .
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص): ( من زارني بعد موتي فكأنما زارني وأنا حيّ ) رواه الحافظ سعيد بن محمد .
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص): ( من زارني حتى ينتهي إلى قبري كنت له يوم القيامة شهيداً أو شفيعاً ) رواه العقيلي .
وعن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص): ( من جاءني زائراً لا تعلم له حاجة إلاّ زيارتي كان حقّاً عليّ أن أكون له شفيعاً ) رواه الدار قطني .
(9) وعن بكر بن عبد الله قال : قال رسول الله (ص): ( من أتى المدينة زائراً إليّ وجبت له شفاعتي يوم القيامة ) رواه يحيى بن حسين .
(10) وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص): ( من زارني كنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة ) رواه ابن مردويه .
(11) عن أنس قال : قال رسول الله (ص): ( من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة ) رواه أبو عوانة .
(12) وعم ابن عمر قال : قال رسول الله (ص): ( من زارني بعد وفاتي فكأنّما زارني في حياتي ) رواه ابن عدي .
(13) وعن أنس قال : قال رسول الله (ص): ( من زار قبري وجبت له شفاعتي ) رواه ابن النجار .
(14) وعن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص): ( من جاءني زائراً لا تعمده حاجة إلى زيارتي كان حقاً عليّ أن أكون له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة ) رواه الطبراني .
(15) وعن ابن عباس عن رسول الله (ص): ( من حجّ إلى مكة ثم قصدني في مسجدي كتبت له حجّتان مبرورتان ) رواه الديلمي في مسند الفردوس .
(16) وعن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص): ( من جاءني زائراً لا يهمّه إلاّ زيارتي كان حقاً على الله أكون له شفيعاً يوم القيامة ) رواه الطبراني وصححه ابن السكن .
(17) وعن أنس قال : قال رسول الله (ص) : ( ما من أحد من أمتي له سعة ثم لم يزرني فليس له عذر ) رواه ابن النجار.
(18) وعن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص) : (من وجد سعة ولم يفد إلى فقد جفاني ) رواه ابن حبان .
(19) وعن أنس قال : قال رسول الله (ص): ( لا عذر لمن كان له سعة من أمتي أن لا يزورني ) رواه ابن عساكر .
(20) وعن ابن عمر : ( من حج وزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي ) رواه سعيد بن منصور .
(21) وعن أنس قال : قال رسول الله (ص) : ( من حج ولم يزر قبري فقد جفاني ) رواه ابن عساكر .
(22) وعن ابن عمر : قال رسول الله (ص) : ( من حج هذا البيت ولم يزرني فقد جفاني ) رواه ابن عدي بسند حسن .
 
أعلى