رثاء بفلسفة

هارون الرشيد

عضو بلاتيني



كم هي قاسية تلك المشاعرالتي تستوطن اعماقك وترفض الخروج منها،بالرغم من محاولاتك لاستفزازها.حزين ولكن لا تستطيع التعبير.من يشاهدك يعتقد بقسوتك وجمودك ولا تستطيع لومه فهو لا يستطيع ان يقرا الا سطحك.يشاهدك تبتسم،تضحك، تتحدث ولكنه لا يرى اعماقك التي طلاها الحزن بلونه الوحيد الذي لا خيار غيره.ذلك اللون يعزل الاعماق عن الحياة،ويجعل الحزن يستفرد بها وينخرها تدريجيا الى ان تتهاوي فجأة وتسقط.لقد ادركت بعد حين اني ظلمت المشاعر فحالها كحالي .فلقد اكتشفت ان العقل هو الجاني،فهو الذي سجنها في اعماقي بحجة عطفه علي وشفقة بي من مواجهة الفقد .انه يرفض ان يعترف لي بفقدي لاعز مخلوق! .لقد حاولت المشاعر اكثر من مرة ان تتمرد عليه وتخرج ، لكنه في كل مرة يقف لها بالمرصاد ويعود بها ويسجنها في الأعماق إلى ان خارت قواها واصابها اليأس، لتستسلم من بعدها.وهناك هي تئن وكل عضو في جسدي تعاطف معها وشاركها انينها.ان كل أنة عبارة عن حقنة حزن يُحْقن بها العضو ومع مرور الايام تخنقه الى ان يموت ويدفن في الأعماق.ان حقنة الحزن تقتل الاعضاء تدريجيا ليكون آخرها القلب الذي يتوقف حدادا عليها، ومن ثم يتهاوى الجسد ويسقط .حينها لن يدرك احد ان الجاني هو العقل !
 
أعلى