نقد كتاب صفات اليهود

رضا البطاوى

عضو ذهبي
نقد كتاب صفات اليهود
الكتاب تأليف سامى حضرة وهو من المعاصرين وسبب التأليف جهل الناس باليهود وفى هذا قال :
"وجدت أن أكثر الناس لا يعرفون ما نزل في اليهود من آيات الله تعالى، فيقرأونها دون إدراك معناها ومناسبتها ومدلولها، بينما المطلوب أن يفهموها ويبلغوا غيرهم بما فيها وما الذي بين أيدينا إلا بعض ما نزل في اليهود، أما الكل فيحتاج إلى عمل آخر مستقل أما الآن، وقد اشتدت هجمة اليهود والكفار على المسلمين، كان لا بد لهذه الكلمات أن تخرج إلى النور دفاعا عن الإسلام والمسلمين وخط الأنبياء والصديقين"
وعرف حضرة اليهود فقال:
"من هم اليهود؟
اليهود ظاهرة فريدة في تاريخ البشرية، عمرها آلاف السنين، ما عرف عنها إلا الإفساد في الأرض على أنواعه، وأشتهر في كافة أقطار المعمورة حبهم للمال والتكبر والتجبر والإجرام والخيانة وحري لمن شاء أن يذكر صفاتهم كافة أن يستعين بطاقات وأعوان، إلا أن نظرة مختصرة وموجزة إلى كتاب الله الكريم تظهر بعض حقائقهم، وعظيم الفاجعة التي أ صيب بها الجنس البشري بهم، فهم: قتلة الأنبياء، ومكذبوهم، وأهل الفتنة والمكيدة، ناكثو العهود، عباد مال، ناشرو الرذيلة أعداء الأخلاق، منكرو الآخرة، مغرورون ،متكبرون، مفسدون، ديدنهم الغدر والإجرام، مشهورون بالجبن والخوف، وقود الحروب والخلافات لذا كان غضب الله عليهم إلى يوم القيامة:
" وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيمة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب ""
قطعا هذا ليس تعريفا فاليهود منهم مؤمنون مسلمون يأخذون الأجر وهو الجنة كما قال تعالى :
"إن الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من أمن بالله واليوم الأخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
ولذا قال أن منهم هداة لله بالحق يحكمون بالعدل فقال :
"ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون"
ومن ثم فإطلاق كل الصفات السيئة عليهم ككل ليس سوى خطأ والكلمة اليهود مأخوذة من الهود وهو التوبة إلى الله كما قال تعالى "واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم وإياى أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هى إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدى من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين واكتاب لنا فى هذه الدنيا حسنة وفى الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابى أصيب به من أشاء ورحمتى وسعت كل شىء"
وقام حضرة بتذكيرنا ببعض صفات اليهود فقال:
"ولمن أراد أن يتعرف على حقيقة اليهود فهذه بعض صفاتهم:
1- اليهود قتلة الأنبياء:
وهذا من مآثرهم التاريخية، فهم أكثر قوم بعث الله تعالى لهم الأنبياء لشدة مكرهم، وكانوا يبادلون نعمة الله كفرا واتباعا لأهوائهم ورغباتهم ومصالحهم، لأنهم كانوا لا يريدون الانتهاء عما هم فيه من الفساد والتجبر: فكذبوا فريقا من الأنبياء بعد أن لم يستطيعوا قتلهم على الرغم من محاولات عديدة فاشلة مثل نبي الله عيسى (ص)وخاتم الأنبياء محمد (ص)وقتلوا فريقا من الأنبياء الذين تمكنوا منهم بالمؤامرات والدسائس كنبي الله يحى (ص) وزكريا (ص)
قال الله تبارك وتعالى:" أفكلما جآءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون "ويلاحظ أن الخطاب في الآية القرآنية موجه إلى اليهود كافة، في كل عصر، لأنهم رضوا بفعل أجدادهم، فأضيف الفعل إليهم هذا، ولم تنفع المواثيق والأيمان المغلطة التي أخذها الله عليهم، في الاعتقاد بالتوحيد الخالص، والتصديق برسله، والإيمان بمحمد (ص)فركبوا أهواء أنفسهم
قال الله تعالى:" لقد أخذنا ميثق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون " ويرى المتأمل في الآية الكريمة عطفا للمستقبل على الماضي، ليدل على أن عادتهم دوما أنهم يكذبون ويقتلون، وليس فقط أنهم كذبوا وقتلوا ولأن هذه صفاتهم دوما يتوارثونها جيلا بعد جيل، أحاطت بهم الذلة والغضب من كل أهل الأرض أما من يساعدهم اليوم فليكفى شرهم وضررهم، وليستعملهم في تحقيق رغباته ومصالحه، وليكون اليهود عملاء له ليس إلا قال الله سبحانه وتعالى:" وإذا قلتم يا موسى لن نصبر على طعام وحده فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثآئها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة بايآت وباءو بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بايات الله ويقتلون النبيين بغير ألحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ""
الخطأ هنا هو قتل اليهود ليحيى(ص) وزكريا(ص) فيحيى مات ولم يقتل كما قال تعالى "وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا " وزكريا (ص)لم يذكر الله أنه قتل فتلك معلومات مستقاة من العهد القديم أو الجديد
والصفة الثانية قال فيها حضرة:
"2- اليهود والعصبية:
وقد بلغت بهم عصبيتهم أن ادعوا أنهم"شعب الله المختار"!!! وأبوا الإعتراف بخاتم الأنبياء (ص)لأنهم لا يعترفون بنبي من غير بني إسرائيل ونتيجة ذلك:لم يخلصوا في توحيدهم لله تعالى ولم يخضعوا لشريعته سبحانه ولم يؤمنوا بنبوة محمد (ص)على الرغم من البشارة به في كتابهم، وإقرارهم بذلك، والتحدث عن صفاته وعلاماته قبل البعثة وبالتالي لم يؤمنوا بما أنزل على محمد (ص)أي القرآن الكريم
أنكروا نعم الله عليهم: نجاتهم من فرعون، كثرة الأنبياء والكتاب المنزلة، إنزال المن والسلوى وغير ذلك فضلوا متاعا قليلا في الدنيا على ثواب الآخرة خلطوا الحق بالباطل المدعى وكتموا الحق مع علمهم بهم به
قال الله تعالى:" يبنى إسرائيل أذكروا نعمتى التي أنعمت عليكم واوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون وامنوا بما انزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بايآتي ثمنا قليلا وإياى فاتقون ولا تلبسوا الحق بالبطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون "
وبلغت بهم العصبية مبلغا عندما حرف أحبار اليهود ما في التوراة التي بين أيديهم بهدف صد الناس عن اتباع الإسلام، ذلك أن بعض صفات النبي المنتظر(محمد) كانت مذكورة عندهم ومتداولة بينهم فلما جاء خاتم الأنبياء (ص)حرفوا التوراة، وأدى ذلك إلى إيقاع الفتنة بينهم والملامة، فأخذ بعضهم يقول لبعض:لم تخبرون أعداءكم بأسرار كتابكم، فهذه حجة عليكم وليست لكم؟
قال الله سبحانه:" أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون وإذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا اتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون "
ووصل بهم التعصب إلى أن قالوا: لن يعذبنا الله إلا أياما معدودة، كأربعين يوما مثلا بعدد الأيام التي عبدوا فيها العجل وما هذا الكلام إلا من جملة أوهامهم الكثيرة
" وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون "ورد الله سبحانه عليهم بأن من كان مشركا، كاليهود، فهو من الخالدين في النار، ومن كان مؤمنا عاملا للصالحات، فهو من الخالدين في الجنة، ولا شيئ غير ذلك" بل من كسب سيئة وأحطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون والذين امنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ""
ما ذكره حضرة هو نوع من الضلال والخطأ هو أنهم ادعوا أنهم شعب الله المختار فبنى إسرائيل بالفعل اختارهم الله كشعب يعبده كما قال تعالى " ولقد نجينا بنى إسرائيل من العذاب المهين من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين ولقد اخترناهم على علم على العالمين" وقال:
"يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العالمين"
وهذا الاختيار ككل اختيار إلهى وهو أنه مبنى على أن من أوفى بعهد الله ظل اختيار الله له قائما فإنه خالفه فهو شعب ملعون ولذا قال الله لهم :
"يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم"وقال فى لعنهم بسبب عصيانهم العهد ""فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم"
ومن ثم سقط الاختيار كما سقط فى كل الأقوام التى كفرت بعد إسلامها
وفى الصفة الثالثة قال:
"3-وقاحة اليهود
وهذا كثير، كما نقل عن أقوالهم وممارساتهم في القرآن وغيره، كأن يتركوا كل الحجج التي بين أيديهم، ويطلبوا رؤية الله سبحانه عيانا! وهذا غاية الطغيان والتجبر هذا ما طلبوه من نبي الله موسى (ص)ثم يدعون الإنتماء إليه:وأوضح أن الهدف من الطلب هو التعنت بهدف التحكم في طلب المعجزات وليس لإظهار الحق أبدا قال الله تعالى:" وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصعقة وأنتم تنظرون "والصاعقة نار من السماء
قال الله تعالى:
" يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا ارنا الله جهرة فأخذتهم الصعقة بظلمهم "ومن جملة وقاحتهم أنهم أنكروا كل الكتاب السماوية دفعة واحدة، واستغربوا نزول أي كتاب من السماء، وذلك لهدف واحد: إنكار نزول القرآن الكريم وكان رد رب العالمين عليهم بإلزامهم، بما لا بد لهم من الإقرار به من إنزال التوارة على موسى هذا مع العلم أن حتى توراتهم لا يظهرون منها إلا ما فيه مصلحتهم ويخفون الكثير من حقائقها التي تفضحهم
قال الله تعالى:"وما قدروا لله حق قدره إذا قالوا ما انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا انتم ولا اباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون ""
الوقاحة صفة من صفات الكفار شىء لازم وفى رابع الصفات قال:
"4-عبادة العجل:
ومن غرائب اليهود وسخافاتهم، أن ما إن خرج موسى (ص)إلى الطور لميقات ربه وليأتي بالتوراة حتى اتخذوا عجلا، صنعوه بأيديهم، ليعبدوه قال تعالى:
" واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خورا ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين "وكان غضب الله تعالى عليهم في الدنيا، وهو القائل تعالى:
" إن الذين اتخذوا العجل سينا لهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين "وفي الآية يلاحظ: تنكير الغضب والذلة، مع إبهام نوعية الغضب وذلة الدنيا وذلك لعظمتهما"
قطعا هذا من العجائب والأعجب منه هو أنهم طلبوا عبادة الأصنام بمجرد أنهم تركوا معجزة انشقاق البحر فمروا على عبدة أصنام وهو شىء غريب أن ترى قدرة الله ثم ترمى لما رأيته خلف ظهرك بعد وقت قصير وخامس ما ذكره حضرة:
"5-اليهود ينكرون ما كانوا يبشرون به:
فقد كانوا يتحدثون عن قرب زمان النبي المبعوث للناس، ويقولون في دعائهم: اللهم افتح علينا، وانصرنا بحق النبي الأمي، وكان أحبارهم يصفون النبي، وأنه من العرب ومن ولد إسماعيل (ص)ويعدون أتباعهم بالنصر ببعثة النبي (ص)وقد استمرت منهم هذه الحال حتى ما قبل الهجرة فلما جاءهم النبي مع كامل صفاته التي عرفوها، أنكروه، حسدا وبقيا وكلبا للرئاسة وكان ذلك منهم كفرا على كفره، وغضبا (لكفرهم بالقرآن) على غضب (لكفرهم بالتوراة من قبل)
قال الله تعالى:" ولما جآءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جآئهم ما عرفوا كفروا به فلعنه الله على الكفرين بئسما اشتروا به انفسمهم أن يكفروا بما انزل الله بغيا أن ينزل اله من فضله على من يشاء من عباده فباءو بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين "وقال الله سبحانه:" ولما جآءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون "
كلام صحيح وأما سادس الأشياء كما قال حضرة فهو:
"6-اليهود وأموال المسلمين:
أنكر اليهود الأموال والأمانات التي في ذمتهم لمن اعتنق الإسلام، بحجة أن ما كان حقا إنما كان قبل الإسلام، أما وقد دخلوا فيه فقد بطل حقهم، وادعوا أن ذلك ما يأمرهم به الله تعالى في التوراة"
البقية http://vb.7mry.com/t359231.html#post1825469
 

هارون الرشيد

عضو بلاتيني
عندما كنت طفلا ، اعتقدت ان اليهود مخلوقات غريبه ومرعبه . كبرت وسافرت والتقيت باليهود وغيرهم ، فأدركت أن العالم ليس انا او افكاري او البقعة التي اعيش فيها ....الخ فالعالم اكبر من ذلك بكثير ويحتاج الى عقل يستوعبه . اليهود وغيرهم ممن يشاركونا في الكرة الارضيه هم بشر مثلنا فيهم من يكره ويحب وفيهم من يظلم ويعدل وفيهم من يفكر بعقله وفيهم من يتبع عقل غيره ...الخ .
 
أعلى