رضا البطاوى
عضو ذهبي
نقد رسالة في أن القرآن غير مخلوق
الرسالة من تأليف إبراهيم بن إسحاق الحربي والرسالة تناقش مسألة فى كتب التاريخ كان على أثرها معارك كلامية ومعارك حربية باعتبار الأذى والسجن وغيره ممن لحق بمن قال القرآن غير مخلوق
المسألة لها جوانب متعددة
الأول وجود خالقين:
فالقائلين بأن القرآن فى الكون مخلوق قالوا:
إن القرآن لو كان غير مخلوق فهو خالق لأنه لا يوجد سوى خالق ومخلوق ومن ثم يوجد خالقين الله والقرآن ومن هنا كان الرفض لمقولة القرآن غير مخلوق فى الكون لأن القائلين يثبتون بذلك وجود خالقين الله والقرآن ولا يوجد سوى خالق واحد كما قال تعالى
"ذلكم الله ربكم خالق كل شىء لا إله إلا هو"
وقال :
" الله خالق كل شىء"
إذا كل ما سوى الله مخلوق
وهذه حجة لا يمكن لأحد ردها
الثانى : التفرقة بين كلام الله وبين الكلام فى الكون:
التفرقة بين كلام الله وهو إرادة الله وبين الكلام فى الكون وهو كلام المخلوقات فكل ما يحدث فى الكون مخلوق فالقرآن نزل على مخلوق هو جبريل(ص) وهذا المخلوق نزل به على مخلوق أخر هو النبى (ص) وأنزله فى قلبه والقلب مخلوق كما قال تعالى :
"وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك"
كما أنه موجود فى مخلوق وهو المكان سواء كان القلب أو الكتاب المحفوظ أى المكنون ويلمسه مخلوقون هم المطهرون كما قال تعالى :
"إنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين "
إذا فهذا المصحف أو القرآن الكامل موجود فى مكان والمكان ملىء بالمخلوقات وهو مكون من ورقات وهذه الورقات كانت إما أخشاب نبات أو جلود حيوانات وكلها من مخلوقات ومن ثم لا يمكن اعتبار ما فى الكون غير مخلوق
وأما الكلام وهو إرادة الله فهذا هو الله نفسه وهو الخالق والقرآن ليس إلا نذر يسير من إرادات الله وكلامنا كبشر عندما يفسر الذات الإلهية يقسمها ولكن عندنا نقول مريد وخالق وحى ورحيم وجبار فكل هذا معناه واحد فالله لا ينقسم ولا يتبعض
الثالث الوحى الإلهى:
أن القرآن إن كان كما يقولون غير مخلوق فكل الكتب التى نزلت على الرسل مثله فالوحى واحد كما قال تعالى " ما يقال لك إلا ما قيل للرسل من قبلك"
والغريب أن من تكلموا فى المسألة لم يذكروا هذه النقطة
كما فاتت على القوم نقطة وهى تحريف كلام الله ولو كان الوحى فى الكون غير مخلوق ما قدر أحد على تحريفه أبدا ولكن الله أثبت تحريفه فقال :
"وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه"
وأما كلام الله عنده كما قال لا يتغير أى لا يتبدل وهو قوله:
" لا مبدل لكلماته"
فكلام الله لديه لا يتبدل وأما عندنا فى الكون كمخلوقات وهى الإنس والجن فمعرض للتخريع وهو التبديل
والآن لتناول ما جاء فى الكتاب:
"1 - أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عمر بن سعيد بن ميمون الجهارى قراءة مني عليه قال ثنا أبو الفضل جعفر بن إدريس القزويني بمكة سنة اثنتين وخمسين وثلثمائة قال قرأت على إبراهيم الحربي ببغداد وكان يصلي بنا في شهر رمضان قال كنت جالسا عند أحمد بن حنبل إذ جاءه رجل فقال يا أبا عبد الله إن عندنا قوما يقولون إن ألفاظهم بالقرآن مخلوقة
فقال أحمد بن حنبل يتوجه العبد بالقرآن إلى الله لخمسة أوجه كلها غير مخلوقة حفظ بقلب وتلاوة بلسان وسمع بآذان ونظر ببصر وخط بيد فالقلب مخلوق والمحفوظ غير مخلوق والتلاوة مخلوقة والمتلو غير مخلوق والنظر مخلوق والمنظور إليه غير مخلوق قال إبراهيم فمات أحمد بن حنبل فرأيته في النوم وعليه ثياب خضر وبيض وعلى رأسه تاج من الذهب مكلل بالجوهر وفي رجليه نعلان من ذهب يخط فقلت ما فعل الله بك فقال لي قربني وأدناني وقال قد غفرت لك فقلت له يا رب بماذا فقال بقولك إن كلامي غير مخلوق "
الخطأ أن القائل جعل مع الله خمسة خالقين هم حفظ بقلب وتلاوة بلسان وسمع بآذان ونظر ببصر وخط بيد كما انه يخالف أنه نسب الخط لمخلوق فى قوله تعالى " ولا تخطه بيمينك"
كما يخالف أن كل ما ذكره موجود فى الأرض وما فى الأرض كله خلقه الله كما قال :
"هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعا"
2 - أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن إسحاق المعروف بالكسائي المصري إجازة بخطه قال ثنا أبو الحسين بوانة أحمد بن عيسى بن بوانه الموصلي إملاء من كتابه بلفظه وأنا أسمع قال ثنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن مروان بن بدينا قال ثنا أبو الفضل صالح بن أحمد قال سمعت أبي يقول افترقت الجهمية على فرق فرقة قالوا القرآن مخلوق وفرقة قالوا كلام الله وسكتت وفرقة قالوا لفظنا بالقرآن مخلوق قال الله تعالى في كتابه فأجره حتى يسمع كلام الله فجبرئيل عليه السلام تسمع من الله تعالى ليسمعه النبي من جبرئيل ويسمعه أصحاب النبي من النبي فالقرآن كلام الله غير مخلوق "
هنا الاستدلال صحيح والكلام عن القرآن الذى هو إرادة أى كلام الله وليس الكلام فى أى جزء من الكون المخلوق
3 - وحدثنا قال ثنا بوانة قال ثنا أبو جعفر قال سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل رحمة الله عليه قلت يا أبا عبد الله أنا رجل من أهل الموصل والغالب على بلدنا الجهمية وفيهم أهل سنة نفر يسير وقد وقعت مسألة الكرابيسي فافتتنهم قول الكرابيسي لفظي بالقرآن مخلوق فقال لي أبو عبد الله إياك وإياك هذا الكرابيسي لا تكلمه ولا تكلم من يكلمه ثلاث مرات أو أربع إلا أن في كتابي أربع قلت يا أبا عبد الله فهذا القول وما جانسه يرجع إلى قول جهم قال هذا كله قول جهم "
الرسالة من تأليف إبراهيم بن إسحاق الحربي والرسالة تناقش مسألة فى كتب التاريخ كان على أثرها معارك كلامية ومعارك حربية باعتبار الأذى والسجن وغيره ممن لحق بمن قال القرآن غير مخلوق
المسألة لها جوانب متعددة
الأول وجود خالقين:
فالقائلين بأن القرآن فى الكون مخلوق قالوا:
إن القرآن لو كان غير مخلوق فهو خالق لأنه لا يوجد سوى خالق ومخلوق ومن ثم يوجد خالقين الله والقرآن ومن هنا كان الرفض لمقولة القرآن غير مخلوق فى الكون لأن القائلين يثبتون بذلك وجود خالقين الله والقرآن ولا يوجد سوى خالق واحد كما قال تعالى
"ذلكم الله ربكم خالق كل شىء لا إله إلا هو"
وقال :
" الله خالق كل شىء"
إذا كل ما سوى الله مخلوق
وهذه حجة لا يمكن لأحد ردها
الثانى : التفرقة بين كلام الله وبين الكلام فى الكون:
التفرقة بين كلام الله وهو إرادة الله وبين الكلام فى الكون وهو كلام المخلوقات فكل ما يحدث فى الكون مخلوق فالقرآن نزل على مخلوق هو جبريل(ص) وهذا المخلوق نزل به على مخلوق أخر هو النبى (ص) وأنزله فى قلبه والقلب مخلوق كما قال تعالى :
"وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك"
كما أنه موجود فى مخلوق وهو المكان سواء كان القلب أو الكتاب المحفوظ أى المكنون ويلمسه مخلوقون هم المطهرون كما قال تعالى :
"إنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين "
إذا فهذا المصحف أو القرآن الكامل موجود فى مكان والمكان ملىء بالمخلوقات وهو مكون من ورقات وهذه الورقات كانت إما أخشاب نبات أو جلود حيوانات وكلها من مخلوقات ومن ثم لا يمكن اعتبار ما فى الكون غير مخلوق
وأما الكلام وهو إرادة الله فهذا هو الله نفسه وهو الخالق والقرآن ليس إلا نذر يسير من إرادات الله وكلامنا كبشر عندما يفسر الذات الإلهية يقسمها ولكن عندنا نقول مريد وخالق وحى ورحيم وجبار فكل هذا معناه واحد فالله لا ينقسم ولا يتبعض
الثالث الوحى الإلهى:
أن القرآن إن كان كما يقولون غير مخلوق فكل الكتب التى نزلت على الرسل مثله فالوحى واحد كما قال تعالى " ما يقال لك إلا ما قيل للرسل من قبلك"
والغريب أن من تكلموا فى المسألة لم يذكروا هذه النقطة
كما فاتت على القوم نقطة وهى تحريف كلام الله ولو كان الوحى فى الكون غير مخلوق ما قدر أحد على تحريفه أبدا ولكن الله أثبت تحريفه فقال :
"وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه"
وأما كلام الله عنده كما قال لا يتغير أى لا يتبدل وهو قوله:
" لا مبدل لكلماته"
فكلام الله لديه لا يتبدل وأما عندنا فى الكون كمخلوقات وهى الإنس والجن فمعرض للتخريع وهو التبديل
والآن لتناول ما جاء فى الكتاب:
"1 - أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عمر بن سعيد بن ميمون الجهارى قراءة مني عليه قال ثنا أبو الفضل جعفر بن إدريس القزويني بمكة سنة اثنتين وخمسين وثلثمائة قال قرأت على إبراهيم الحربي ببغداد وكان يصلي بنا في شهر رمضان قال كنت جالسا عند أحمد بن حنبل إذ جاءه رجل فقال يا أبا عبد الله إن عندنا قوما يقولون إن ألفاظهم بالقرآن مخلوقة
فقال أحمد بن حنبل يتوجه العبد بالقرآن إلى الله لخمسة أوجه كلها غير مخلوقة حفظ بقلب وتلاوة بلسان وسمع بآذان ونظر ببصر وخط بيد فالقلب مخلوق والمحفوظ غير مخلوق والتلاوة مخلوقة والمتلو غير مخلوق والنظر مخلوق والمنظور إليه غير مخلوق قال إبراهيم فمات أحمد بن حنبل فرأيته في النوم وعليه ثياب خضر وبيض وعلى رأسه تاج من الذهب مكلل بالجوهر وفي رجليه نعلان من ذهب يخط فقلت ما فعل الله بك فقال لي قربني وأدناني وقال قد غفرت لك فقلت له يا رب بماذا فقال بقولك إن كلامي غير مخلوق "
الخطأ أن القائل جعل مع الله خمسة خالقين هم حفظ بقلب وتلاوة بلسان وسمع بآذان ونظر ببصر وخط بيد كما انه يخالف أنه نسب الخط لمخلوق فى قوله تعالى " ولا تخطه بيمينك"
كما يخالف أن كل ما ذكره موجود فى الأرض وما فى الأرض كله خلقه الله كما قال :
"هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعا"
2 - أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن إسحاق المعروف بالكسائي المصري إجازة بخطه قال ثنا أبو الحسين بوانة أحمد بن عيسى بن بوانه الموصلي إملاء من كتابه بلفظه وأنا أسمع قال ثنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن مروان بن بدينا قال ثنا أبو الفضل صالح بن أحمد قال سمعت أبي يقول افترقت الجهمية على فرق فرقة قالوا القرآن مخلوق وفرقة قالوا كلام الله وسكتت وفرقة قالوا لفظنا بالقرآن مخلوق قال الله تعالى في كتابه فأجره حتى يسمع كلام الله فجبرئيل عليه السلام تسمع من الله تعالى ليسمعه النبي من جبرئيل ويسمعه أصحاب النبي من النبي فالقرآن كلام الله غير مخلوق "
هنا الاستدلال صحيح والكلام عن القرآن الذى هو إرادة أى كلام الله وليس الكلام فى أى جزء من الكون المخلوق
3 - وحدثنا قال ثنا بوانة قال ثنا أبو جعفر قال سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل رحمة الله عليه قلت يا أبا عبد الله أنا رجل من أهل الموصل والغالب على بلدنا الجهمية وفيهم أهل سنة نفر يسير وقد وقعت مسألة الكرابيسي فافتتنهم قول الكرابيسي لفظي بالقرآن مخلوق فقال لي أبو عبد الله إياك وإياك هذا الكرابيسي لا تكلمه ولا تكلم من يكلمه ثلاث مرات أو أربع إلا أن في كتابي أربع قلت يا أبا عبد الله فهذا القول وما جانسه يرجع إلى قول جهم قال هذا كله قول جهم "