رضا البطاوى
عضو ذهبي
إضاءات حول كتاب خير أيام الدنيا ... ماذا يشرع فيها ؟
الكتاب تأليف عبد الحكيم بن محمد بلال وهو يدور حول العشر الأولى من ذى الحجة
وفى التمهيد بين مقولة مفاضلة الله بين الأزمنة وكون العمل فى عشر ذى الحجة أفضل فقال:
تمهيد:
"من رحمة الله (تبارك وتعالى) أن فاضل بين الأزمنة، فاصطفى واجتبى منها ما شاء بحكمته، قال (عز وجل): ((وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة..)) وذلك التفضيل من فضله وإحسانه؛ ليكون عونا للمسلم على تجديد النشاط، وزيادة الأجر، والقرب من الله (تعالى). ونظرة في واقع الكثير تنبئك عن جهل كبير بفضائل الأوقات، ومن أكبر الأدلة على ذلك: الغفلة عن اغتنامها، مما يؤدي إلى الحرمان من الأجر
والأمر الذي يحتاج إلى وقفة تأمل: التباين الكبير بين كون عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله من العمل فيما سواها، وبين واقع الناس وحالهم في تلك العشر، فالكثير لا يحرك ساكنا، والأكثر لم يقم الأمر عنده ولم يقعد، ومن مظاهر ذلك مثلا هجر سنة التكبير المطلق وهي من شعائر تلك الأيام."
وما قاله هنا فيه أخطاء سوف نتناولها فى التالى لأنه كررها ثم قال :
"وعلى الرغم من أن هذه الأيام أعظم من أيام رمضان، والعمل فيها أفضل، إلا أنه لا يحصل فيها ولو شيء مما يحصل في رمضان؛ من النشاط في عمل الآخرة، ولا غرو، فالفارق بين الزمنين واضح، فقد اختص رمضان بما لم تختص به العشر، ومن ذلك:
وقوع فريضة الصوم فيه، وهي (فريضة العام) على كل مسلم، مع ما يكون فيها من تربية للمسلم، وزيادة لإيمانه، بخلاف الحج فهو فريضة العمر.
ارتباط رمضان بنزول القرآن فيه مما جعله شهر القرآن، وذلك له أثر كبير في إقبال الناس فيه على كتاب الله الكريم.
الترغيب الخاص بقيام لياليه، وهدي النبي (ص)في قيام العشر، وتحري ليلة القدر.
وهذه الأمور الثلاثة جعلت لرمضان جوا خاصا متميزا تنقلب حياة الناس فيه، وتتغير أيا كان نوع ذلك التغير.
ما يحصل في رمضان من تصفيد الشياطين، وفتح أبواب الجنة، وإغلاق أبواب النيران، مما يكون له أعظم الأثر في انبعاث الناس للعبادة وحماسهم لها. فيكون ذلك حافزا للعلماء والدعاة والأئمة والخطباء ليخاطبوا قلوب الناس، ما دامت مقبلة على الخير.
كل ذلك وغيره يجعل هذه العشر ابتلاء وامتحانا للناس، فلا يحصل فيها من المعونة على الخير كما يحصل في رمضان، والموفق من وفقه الله، فشمر وجد واجتهد."
والمقارنة بين رمضان وبين عشر ذى الحجة مقارنة لا تجوز فالأحكام من يصدرها الله وليست الشهورولا تجوز تلك المقارنة لأن فى كل شهر أوجب الله أعمال مخالفة للشهر الأخر والحكم الأساسى فى رمضان هو الصوم وهو واجب على الكل بينما الحكم الأساسى فى ذى الحجة هو الحج وهو ليس فرضا على الكل والمقارنة اصح عندما يوجد شبه وأما فى حالة الاختلاف فلا يمكن أن تكون هناك مقارنة
وقوله عن أن المسلمين اهتموا برمضان وأهملوا ذى الحجة هو ضرب من الوهم فالتكبير لم يقل الله أنه فرض على المسلمين جميعا وإنما هو فرض على من فى الحج كما قال تعالى:
"لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم "
هذا على فرض أن معنى التكبير هو التكبير اللفظى وأنه خاص بالحج
ثم حدثنا عن فضل ذى الحجة:
"فضل عشر ذي الحجة:
قد دل على فضلها أمور:
الأول: قال (تعالى): ((والفجر وليال عشر)) قال غير واحد: إنها عشر ذي الحجة، وهو الصحيح ولم يثبت عن النبي )ص) شيء في تعيينها."
كلام بلال هنا متناقض فكيف تدل على فضل ذى الحجة والعشر لم تعين ؟
يصح القول بفضل عشر ذى الحجة إذا كان الله حدد ماهية الليالى العشر
ثم قال:
الثاني: أن النبي (ص)شهد أنها أعظم أيام الدنيا، وجاء ذلك في أحاديث كثيرة منها: قوله (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يارسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله (ص): ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)
وقوله : (ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن، من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) والمراد في الحديثين: (أن كل يوم من أيام العشر أفضل من غيره من أيام السنة، سواء أكان يوم الجمعة أم لا، ويوم الجمعة فيه أفضل من الجمعة في غيره؛ لاجتماع الفضلين فيه) "
الرواية عن النبى(ص) لا تصح لأنها تخالف كتاب الله فأجور الأعمال محددة بقاعدتين لا تتغيران وهما قوله تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
وقوله:
"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء"
ومن ثم لا يمكن القول أن أجور الأعمال تتفاضل بسبب تغير الأيام لأن الأجور واحدة فى كل الأيام
زد على هذا أن رقم واحد وهى الليالى العشر تناقض الأيام العشر فالليالى غير الأيام وهى النهارات ومن ثم لا يمكن اعتبارهما واحد
وأما المصيبة الأعظم فطبقا للقرآن أيام الحج ليست عشر لأن بعد يوم الحج الأكبر وهو يوم العاشر يوجد بعده يومين أو ثلاثة فيهما حكم واجب وهو ذكر الله كما قال تعالى:
"واذكروا الله فى أيام معدودات فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى"
ومن ثم أصبحت اليام طبقا لهذا12 أو 13 وليس 10 ومن ثم لا قيمة لتلك الرواية لمخالفتها كتاب الله وثبت أن النبى(ص) لم يقلها
ثم قال:
الثالث: أنه حث على العمل الصالح فيها، وأمر بكثرة التهليل والتكبير."
لا يوجد نص فى حكاية التهليل فذكر الله لا يعنى الترديد اللفظى لا لإله ‘لا الله والله أكبر وإنما ذكر الله يعنى ذكر اسمه وهو قراءة القرآن لقوله تعالى :
" فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
فالمساجد بنيت للصلاة التى هى قراءة للقرآن
قم قال :
"الرابع: أن فيها يوم عرفة ويوم النحر.
الخامس: أنها مكان لاجتماع أمهات العبادة فيها، وهي: الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها"
قطعا تلك الأيام ذكر منها الله يوم الحج الأكبر ولم يسمه عرفة أو النحر كما أن الصيام والصدقة ليسوا من الحج وإنما هى عقوبات على بعض الحجاج لعدم وجود الهدى كما قال تعالى:
"ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة"
ثم قال:
"أنواع العمل الصالح في أيام العشر:
وحيث ثبتت فضيلة الزمان ثبتت فضيلة العمل فيه، وأيضا فقد جاء النص على محبة الله للعمل في العشر، فيكون أفضل، فتثبت فضيلة العمل من وجهين."
قطعا لم تثبت الفضيلة ولم يثبت فضل العمل فى وحى الله ثم قال:
"وأنواع العمل فيها ما يلي:
الأول: التوبة النصوح:
وهي الرجوع إلى الله (تعالى)، مما يكرهه ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه ظاهرا وباطنا، ندما على ما مضى، وتركا في الحال، وعزما على ألا يعود. وما يتاب منه يشمل: ترك الواجبات، وفعل المحرمات. وهي واجبة على المسلم حين يقع في معصية، في أي وقت كان؛ لأنه لا يدري في أي لحظة يموت، ثم إن السيئات يجر بعضها بعضا، والمعاصي تكون غليظة ويزداد عقابها بقدر فضيلة الزمان والمكان؛ قال (تعالى): ((يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا)) وقد ذكر ابن القيم: أن النصح في التوبة يتضمن ثلاثة أشياء:
استغراق جميع الذنوب، و إجماع العزم والصدق، و تخليصها من الشوائب والعلل، وهي أكمل ما يكون من التوبة"
الرجل هنا يحدثنا عن شىء واجب فى كل وقت على المسلم إذا اذنب فالتوبة النصوح ليست خاصة بالحج وإنما خاصة بأى ذنب ومن ثم فهى ليست واجبة فى الحج وحده مع أنه فى الحج لا يمكن ارتكاب أى ذنب لأن من يقررأى يريد فقط ارتكابه يعاقب على الفور بالهلاك فى الكعبة الحقيقية كما قال تعالى :
" ومن يرد فيه بظلم بإلحاد نذقه من عذاب أليم"
ثم قال:
"الثاني: أداء الحج والعمرة:
وهما واقعان في العشر، باعتبار وقوع معظم مناسك الحج فيها، ولقد رغب النبي (ص)في هاتين العبادتين العظيمتين، وحث عليهما؛ لأن في ذلك تطهيرا للنفس من آثار الذنوب ودنس المعاصي، ليصبح أهلا لكرامة الله (تعالى) في الآخرة.
الثالث: المحافظة على الواجبات:
والمقصود: أداؤها في أوقاتها وإحسانها بإتمامها على الصفة الشرعية الثابتة عن رسول الله (ص)ومراعاة سننها وآدابها. وهي أول ما ينشغل به العبد في حياته كلها؛ روى البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص)(إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره مساءته)
قال الحافظ: (وفي الإتيان بالفرائض على الوجه المأمور به: امتثال الأمر، واحترام الآمر، وتعظيمه بالانقياد إليه، وإظهار عظمة الربوبية، وذل العبودية، فكان التقرب بذلك أعظم العمل) والمحافظة على الواجبات صفة من الصفات التي امتدح الله بها عباده المؤمنين، قال (عز وجل): ((والذين هم على صلاتهم يحافظون)) وتتأكد هذه المحافظة في هذه الأيام، لمحبة الله للعمل فيها، ومضاعفة الأجر.
الرابع: الإكثار من الأعمال الصالحة:
إن العمل الصالح محبوب لله (تعالى) في كل زمان ومكان، ويتأكد في هذه الأيام المباركة، وهذا يعني فضل العمل فيها، وعظم ثوابه، فمن لم يمكنه الحج فعليه أن يعمر وقته في هذه العشر بطاعة الله (تعالى)، من: الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، والصدقة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وغير ذلك من طرق الخير، وهذا من أعظم الأسباب لجلب محبة الله (تعالى)."
ما سبق من كلام هى واجبات فى كل الأيام وليس واجبات فى أيام الحج ثم قال:
"الخامس: الذكر:
وله مزية على غيره من الأعمال؛ للنص عليه في قوله (تعالى): ((ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)) قال ابن عباس: أيام العشر أي: يحمدونه ويشكرونه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، ويدخل فيه: التكبير والتسمية على الأضحية والهديولقوله: (فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)."
الذكر لا يعنى الترديد اللفظى لأقوال محددة وإنما يعنى قراءة القرآن كاملا فى يومين أو ثلاثة فالغرض تعلك أحكام الإسلام وليس الغرض ترديد أقوال لا تعلم المسلم شىء
الكتاب تأليف عبد الحكيم بن محمد بلال وهو يدور حول العشر الأولى من ذى الحجة
وفى التمهيد بين مقولة مفاضلة الله بين الأزمنة وكون العمل فى عشر ذى الحجة أفضل فقال:
تمهيد:
"من رحمة الله (تبارك وتعالى) أن فاضل بين الأزمنة، فاصطفى واجتبى منها ما شاء بحكمته، قال (عز وجل): ((وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة..)) وذلك التفضيل من فضله وإحسانه؛ ليكون عونا للمسلم على تجديد النشاط، وزيادة الأجر، والقرب من الله (تعالى). ونظرة في واقع الكثير تنبئك عن جهل كبير بفضائل الأوقات، ومن أكبر الأدلة على ذلك: الغفلة عن اغتنامها، مما يؤدي إلى الحرمان من الأجر
والأمر الذي يحتاج إلى وقفة تأمل: التباين الكبير بين كون عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله من العمل فيما سواها، وبين واقع الناس وحالهم في تلك العشر، فالكثير لا يحرك ساكنا، والأكثر لم يقم الأمر عنده ولم يقعد، ومن مظاهر ذلك مثلا هجر سنة التكبير المطلق وهي من شعائر تلك الأيام."
وما قاله هنا فيه أخطاء سوف نتناولها فى التالى لأنه كررها ثم قال :
"وعلى الرغم من أن هذه الأيام أعظم من أيام رمضان، والعمل فيها أفضل، إلا أنه لا يحصل فيها ولو شيء مما يحصل في رمضان؛ من النشاط في عمل الآخرة، ولا غرو، فالفارق بين الزمنين واضح، فقد اختص رمضان بما لم تختص به العشر، ومن ذلك:
وقوع فريضة الصوم فيه، وهي (فريضة العام) على كل مسلم، مع ما يكون فيها من تربية للمسلم، وزيادة لإيمانه، بخلاف الحج فهو فريضة العمر.
ارتباط رمضان بنزول القرآن فيه مما جعله شهر القرآن، وذلك له أثر كبير في إقبال الناس فيه على كتاب الله الكريم.
الترغيب الخاص بقيام لياليه، وهدي النبي (ص)في قيام العشر، وتحري ليلة القدر.
وهذه الأمور الثلاثة جعلت لرمضان جوا خاصا متميزا تنقلب حياة الناس فيه، وتتغير أيا كان نوع ذلك التغير.
ما يحصل في رمضان من تصفيد الشياطين، وفتح أبواب الجنة، وإغلاق أبواب النيران، مما يكون له أعظم الأثر في انبعاث الناس للعبادة وحماسهم لها. فيكون ذلك حافزا للعلماء والدعاة والأئمة والخطباء ليخاطبوا قلوب الناس، ما دامت مقبلة على الخير.
كل ذلك وغيره يجعل هذه العشر ابتلاء وامتحانا للناس، فلا يحصل فيها من المعونة على الخير كما يحصل في رمضان، والموفق من وفقه الله، فشمر وجد واجتهد."
والمقارنة بين رمضان وبين عشر ذى الحجة مقارنة لا تجوز فالأحكام من يصدرها الله وليست الشهورولا تجوز تلك المقارنة لأن فى كل شهر أوجب الله أعمال مخالفة للشهر الأخر والحكم الأساسى فى رمضان هو الصوم وهو واجب على الكل بينما الحكم الأساسى فى ذى الحجة هو الحج وهو ليس فرضا على الكل والمقارنة اصح عندما يوجد شبه وأما فى حالة الاختلاف فلا يمكن أن تكون هناك مقارنة
وقوله عن أن المسلمين اهتموا برمضان وأهملوا ذى الحجة هو ضرب من الوهم فالتكبير لم يقل الله أنه فرض على المسلمين جميعا وإنما هو فرض على من فى الحج كما قال تعالى:
"لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم "
هذا على فرض أن معنى التكبير هو التكبير اللفظى وأنه خاص بالحج
ثم حدثنا عن فضل ذى الحجة:
"فضل عشر ذي الحجة:
قد دل على فضلها أمور:
الأول: قال (تعالى): ((والفجر وليال عشر)) قال غير واحد: إنها عشر ذي الحجة، وهو الصحيح ولم يثبت عن النبي )ص) شيء في تعيينها."
كلام بلال هنا متناقض فكيف تدل على فضل ذى الحجة والعشر لم تعين ؟
يصح القول بفضل عشر ذى الحجة إذا كان الله حدد ماهية الليالى العشر
ثم قال:
الثاني: أن النبي (ص)شهد أنها أعظم أيام الدنيا، وجاء ذلك في أحاديث كثيرة منها: قوله (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يارسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله (ص): ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)
وقوله : (ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن، من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) والمراد في الحديثين: (أن كل يوم من أيام العشر أفضل من غيره من أيام السنة، سواء أكان يوم الجمعة أم لا، ويوم الجمعة فيه أفضل من الجمعة في غيره؛ لاجتماع الفضلين فيه) "
الرواية عن النبى(ص) لا تصح لأنها تخالف كتاب الله فأجور الأعمال محددة بقاعدتين لا تتغيران وهما قوله تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
وقوله:
"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء"
ومن ثم لا يمكن القول أن أجور الأعمال تتفاضل بسبب تغير الأيام لأن الأجور واحدة فى كل الأيام
زد على هذا أن رقم واحد وهى الليالى العشر تناقض الأيام العشر فالليالى غير الأيام وهى النهارات ومن ثم لا يمكن اعتبارهما واحد
وأما المصيبة الأعظم فطبقا للقرآن أيام الحج ليست عشر لأن بعد يوم الحج الأكبر وهو يوم العاشر يوجد بعده يومين أو ثلاثة فيهما حكم واجب وهو ذكر الله كما قال تعالى:
"واذكروا الله فى أيام معدودات فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى"
ومن ثم أصبحت اليام طبقا لهذا12 أو 13 وليس 10 ومن ثم لا قيمة لتلك الرواية لمخالفتها كتاب الله وثبت أن النبى(ص) لم يقلها
ثم قال:
الثالث: أنه حث على العمل الصالح فيها، وأمر بكثرة التهليل والتكبير."
لا يوجد نص فى حكاية التهليل فذكر الله لا يعنى الترديد اللفظى لا لإله ‘لا الله والله أكبر وإنما ذكر الله يعنى ذكر اسمه وهو قراءة القرآن لقوله تعالى :
" فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
فالمساجد بنيت للصلاة التى هى قراءة للقرآن
قم قال :
"الرابع: أن فيها يوم عرفة ويوم النحر.
الخامس: أنها مكان لاجتماع أمهات العبادة فيها، وهي: الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها"
قطعا تلك الأيام ذكر منها الله يوم الحج الأكبر ولم يسمه عرفة أو النحر كما أن الصيام والصدقة ليسوا من الحج وإنما هى عقوبات على بعض الحجاج لعدم وجود الهدى كما قال تعالى:
"ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة"
ثم قال:
"أنواع العمل الصالح في أيام العشر:
وحيث ثبتت فضيلة الزمان ثبتت فضيلة العمل فيه، وأيضا فقد جاء النص على محبة الله للعمل في العشر، فيكون أفضل، فتثبت فضيلة العمل من وجهين."
قطعا لم تثبت الفضيلة ولم يثبت فضل العمل فى وحى الله ثم قال:
"وأنواع العمل فيها ما يلي:
الأول: التوبة النصوح:
وهي الرجوع إلى الله (تعالى)، مما يكرهه ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه ظاهرا وباطنا، ندما على ما مضى، وتركا في الحال، وعزما على ألا يعود. وما يتاب منه يشمل: ترك الواجبات، وفعل المحرمات. وهي واجبة على المسلم حين يقع في معصية، في أي وقت كان؛ لأنه لا يدري في أي لحظة يموت، ثم إن السيئات يجر بعضها بعضا، والمعاصي تكون غليظة ويزداد عقابها بقدر فضيلة الزمان والمكان؛ قال (تعالى): ((يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا)) وقد ذكر ابن القيم: أن النصح في التوبة يتضمن ثلاثة أشياء:
استغراق جميع الذنوب، و إجماع العزم والصدق، و تخليصها من الشوائب والعلل، وهي أكمل ما يكون من التوبة"
الرجل هنا يحدثنا عن شىء واجب فى كل وقت على المسلم إذا اذنب فالتوبة النصوح ليست خاصة بالحج وإنما خاصة بأى ذنب ومن ثم فهى ليست واجبة فى الحج وحده مع أنه فى الحج لا يمكن ارتكاب أى ذنب لأن من يقررأى يريد فقط ارتكابه يعاقب على الفور بالهلاك فى الكعبة الحقيقية كما قال تعالى :
" ومن يرد فيه بظلم بإلحاد نذقه من عذاب أليم"
ثم قال:
"الثاني: أداء الحج والعمرة:
وهما واقعان في العشر، باعتبار وقوع معظم مناسك الحج فيها، ولقد رغب النبي (ص)في هاتين العبادتين العظيمتين، وحث عليهما؛ لأن في ذلك تطهيرا للنفس من آثار الذنوب ودنس المعاصي، ليصبح أهلا لكرامة الله (تعالى) في الآخرة.
الثالث: المحافظة على الواجبات:
والمقصود: أداؤها في أوقاتها وإحسانها بإتمامها على الصفة الشرعية الثابتة عن رسول الله (ص)ومراعاة سننها وآدابها. وهي أول ما ينشغل به العبد في حياته كلها؛ روى البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص)(إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره مساءته)
قال الحافظ: (وفي الإتيان بالفرائض على الوجه المأمور به: امتثال الأمر، واحترام الآمر، وتعظيمه بالانقياد إليه، وإظهار عظمة الربوبية، وذل العبودية، فكان التقرب بذلك أعظم العمل) والمحافظة على الواجبات صفة من الصفات التي امتدح الله بها عباده المؤمنين، قال (عز وجل): ((والذين هم على صلاتهم يحافظون)) وتتأكد هذه المحافظة في هذه الأيام، لمحبة الله للعمل فيها، ومضاعفة الأجر.
الرابع: الإكثار من الأعمال الصالحة:
إن العمل الصالح محبوب لله (تعالى) في كل زمان ومكان، ويتأكد في هذه الأيام المباركة، وهذا يعني فضل العمل فيها، وعظم ثوابه، فمن لم يمكنه الحج فعليه أن يعمر وقته في هذه العشر بطاعة الله (تعالى)، من: الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، والصدقة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وغير ذلك من طرق الخير، وهذا من أعظم الأسباب لجلب محبة الله (تعالى)."
ما سبق من كلام هى واجبات فى كل الأيام وليس واجبات فى أيام الحج ثم قال:
"الخامس: الذكر:
وله مزية على غيره من الأعمال؛ للنص عليه في قوله (تعالى): ((ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)) قال ابن عباس: أيام العشر أي: يحمدونه ويشكرونه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، ويدخل فيه: التكبير والتسمية على الأضحية والهديولقوله: (فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)."
الذكر لا يعنى الترديد اللفظى لأقوال محددة وإنما يعنى قراءة القرآن كاملا فى يومين أو ثلاثة فالغرض تعلك أحكام الإسلام وليس الغرض ترديد أقوال لا تعلم المسلم شىء