نقد كتاب خوارق العادات

رضا البطاوى

عضو ذهبي
نقد كتاب خوارق العادات
الكتاب لكاتبه عبد المجيد الزنداني وهو من أهل العصر فى اليمن والكتاب يدور حول موضوع لا أصل له وهو وجود معجزات للنبى(ص) رآها الناس وفى مقدمته قال الزندانى:
"كما أيد الله سبحانه رسوله محمدا (ص)بالقرآن الذي هو أعظم بيناته، فقد أيده بمعجزات خارقة للعادة أجراها على يده وشاهدها المعاصرون له من أصحابه وأعدائه ، فكانت دليلا للجميع على صدقه (ص)فيما بلغ عن ربه، وعلى تأييد الله سبحانه له ، كما أن هذه الحوادث الخارقة التي وقعت لا تزال دليلا بينا لكل عاقل في أي زمان ومكان على صحة نبوة محمد (ص)، لأنها قد نقلت إلينا نقلا صحيحا أمينا ، ووثقت توثيقا بالغا لا يوجد مثله في تاريخ الأمم قديمها وحديثها فكأن السامع لها يراها بين يديه آية بينة تدل على صدق محمد (ص)لدقة توثيقها فيطمئن بها قلبه وعقله"
كما قلت الكتاب على فرية وخرافة كبرى ألفت فيها مئات الكتب وهى معجزات النبى(ص) التى شاهدها الناس وهو ما يخالف منع الله الآيات المعجزات عنه بسبب تكذيب الأقوام السابقة كلها لها عدا قوم يونس(ص) وفى هذا قال تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وقد طلب منه إن كان يريد آيات أى معجزات ليراها الناس أن يبحث عنها بالطلوع للسماء أو البحث عنها فى نفق فى الأرض ومع هذا لن يعطيه تلك الآية وفى هذا قال تعالى :
"وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغى نفقا فى الأرض أو سلما فى السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين"
ومما ينبغى قوله:
للنبى(ص) معجزات أى آيات ولكن لم يراها الناس كما فى هو الجال فى الهجرة حيث أيده بجنود لم يراها كما قال تعالى :
"إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها"
وكما فى حادثة الإسراء التى هى المعراج فلم يشاهدها سواه كما قال تعالى :
" لقد رآى من آيات ربه الكبرى"
استعرض الزندانى ما سماه توثيق المعجزات وهو كلام لا أساس له ويبدو أن الكفار الذين وضعوا الأحاديث هم من وضعوا فى العهد الجديد والقديم وغيرهم من الكتب أخبار المعجزات والغريب الجامع لتلك المعجزات أنهم لا يوثقون المعجزات الموجودة فى القرآن للرسل(ص) فالمسيح (ص)المعجزتين اللتين أثبتهما العهد الجديد هما شفاء المرضى واحياء الموتى ولا ذكر على الإطلاق لإحياء الطيور أو الأخبار بما يأكلون وما يدخرون وحتى شفاء المرضى تم تغييره فبدلا من شفاء العمى والبرص زادوا المشلولين وغيرهم
المعجزات التى يتحدث عنها الزندانى لم يذكروا فيها المعجزات الحقيقية للنبى(ًص) والتى شاهدها وحده وإنما أثبتوا المعجزات التى شاهدها الناس وما أثبتوه من معجزات لم يراها غيرها حرفوها تحريفا تاما فالجنود غير المرئية فى الهجرة أصبحت مرئية العنكبوت والحمامة
والآن لكلام الزندانى وهو :
"دقة توثيق أخبار المعجزات (خوارق العادات) :
إن دلائل النبوة الخارقة للعادة قد سجلت في القرآن الكريم ، وفي كتب السنة النبوية المطهرة، بأدق طرق التوثيق والنقل ، فلننظر كيفية توثيقها في كليهما :-
أولا : توثيق المعجزات في القرآن الكريم :
كانت معجزات النبي (ص)(الخارقة للعادة) تحصل، فيراها العشرات والمئات وربما الالآف من أتباعه المؤمنين به (ص)، ومن أعدائه المعاندين له ، ثم ينزل القرآن العظيم ذاكرا لهذه الخوارق والحوادث مستخلصا العبر منها ، لأنه كان ينزل منجما حسب الأحداث .
وبعد نزول القرآن بذكر هذه الخوارق والحوادث صدقها المؤمنون وازدادوا إيمانا وثباتا على دينهم ، ولم يتطرق إليهم أدنى شك في وقوع هذه الخوارق التي شاهدوها .
ولم يملك أعداؤه (ص)سوى الصمت تجاه ما يسمعون من آيات القرآن التي تذكر تلك الخوارق والحوادث .
ولو افترضنا جدلا أنها لم تقع لكان أعداء النبي (ص)أول المشنعين عليه بذلك، ولكانت فرصة سانحة ليثبتوا - حسب زعمهم – كذبه (ص)(وحاشاه من ذلك) ، لاسيما مع حرصهم الشديد على تكذيبه وتوافر الدواعي لديهم لذلك، واجتماع هممهم للطعن في نبوته ، والقدح في صدق رسالته، والتشكيك في أخباره ، ولتشكك المسلمون في دينهم وارتدوا عنه .
لكن شيئا من ذلك لم يقع ، بل ازداد المؤمنون إيمانا وثباتا على دينهم وتصديقا لما سجل في كتاب ربهم ، وصمت الكفار أمام ما شاهدوا من خوارق وقعت وسجلها القرآن فدخلوا في دين الله أفواجا ، فعلمنا علما يقينيا وقوع تلك الخوارق والحوادث المؤيدة للنبوة والرسالة والشاهدة بصدق النبي ورسالته، وعلمنا أن أولئك العشرات أو المئات أو الآلاف الذين كانوا يشاهدون المعجزة هم الموقعون على محضر المعجزة ، وهم الشهود المباشرون لها الشاهدون بصدق وقوعها.
محضر الخارقة المعجزة :
لقد كان ذكر القرآن الكريم لهذه الخوارق وتسجيله لها حين نزوله وسماع المئات والآلاف من المسلمين والكافرين لما ذكر فيه ، بمثابة محضر أقره جميع الحاضرين من المؤمنين والكافرين المشاهدين لتلك الخوارق والحوادث ، والسامعين لما سجل عنها في كتاب الله ، فكان ثبات المؤمنين على إيمانهم بمثابة التوقيع منهم على صدق ما سجل في القرآن ، كما كان سكوت الكافرين وعدم معارضتهم لما سجل في القرآن ، بل وتحول الكثير منهم إلى الإيمان بمثابة التوقيع أيضا على مطابقة القرآن لما شاهدوه في الواقع "
ذكر الزندانى وجود المعجزات التى رآها الناس فى القرآن ومع هذا لم يذكر تلك المعجزات الكثيرة جدا ثم ضرب لنا مثالين فقال:
"مثال في العهد المكي : حادثة انشقاق القمر
في العهد المكي طلب كفار قريش من النبي (ص)أن يريهم آية (علامة على صحة نبوته) فشق الله له القمر نصفين، وذكر القرآن الكريم ذلك وسجله. قال تعالى: (القمر
smile.gif
" اقتربت الساعة وانشق القمر"
فلو أن ذلك لم يحصل لتشكك المسلمون في دينهم وخرجوا منه، ولقال الكفار: إن محمدا يكذب علينا فما انشق القمر ولا رأينا شيئا من ذلك، ولكن الذي حدث زاد المؤمنين إيمانا ، وتحير الكافرون أمام هذه المعجزة التي لم يملكوا سوى أن يفسروها بأنها سحر مستمر قال تعالى " اقتربت الساعة وانشق القمر"!!"
وكما قلت لا توجد معجزة لأن تلك الآية لم تحدث بعد لأنها من علامات القيامة بدليل أنها تكون مع اقتراب الساعة وبعد مرور ألف وأربعمائة عام لم تحدث القيامة فكيف نكون قريبة بعد كل هذه السنوات من موت النبى(ص)
وحادث كهذا فى مخلوق يراه الناس فى كل العالم لابد أن يراه كل سكان العالم ولكن لم ير أحد تلك الحادثة ولم تسجلها المراصد الفكية هناك أو هناك مع أنهم يسجلون كل حادثة سماوية صغيرة وكبيرة فى تلك المراصد
ثم حدثنا عن المعجزة الثانية فقال:.
"مثال في العهد المدني : إرسال الرياح والجنود على الأحزاب :
اجتمع آلاف الكفار لغزو المدينة النبوية في معركة الأحزاب، فأرسل الله عليهم ريحا باردة أطفأت نيرانهم وكفأت قدورهم واقتلعت خيامهم وهدمت أبنيتهم وشردت خيولهم وإبلهم، وأرسل الله عليهم جنودا لا ترى لتزلزلهم حتى اضطروا للعودة من حيث جاءوا، وفك الحصار عن المدينة النبوية ، وأنزل الله تعالى ذكر هذه الحادثة ممتنا على المؤمنين. قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا "
ولو كانت هذه المعجزة لم تقع لتشكك المسلمون في القرآن ، وربما ارتدوا عن دينهم، وقالوا: كيف نصدق ما لم يقع؟! ولازداد الكفار عتوا ونفورا ولقالوا: محمد يكذب علينا وعلى الناس!! ولكن شيئا من ذلك لم يحصل ، بل ازداد المؤمنون إيمانا وثباتا على دينهم، وصمت الكفار ، ثم دخل معظمهم بعد ذلك في دين الله أفواجا، وبهذا يكون القرآن السجل الصادق - الذي لا يتطرق إليه شك - لما وقع من الخوارق والمعجزات التي أيد الله بها رسوله محمدا (ص)"
الغريب فى كلام الزندانى أنه يناقض نفسه فيقول لأن الناس شاهدوا المعجزة والله ينفى رؤيتهم لها فى الآية فيقول " فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها"
وكلام الله صادق فحتى الريح لا ترى ولم ير المؤمنون ولا المشركون تلك الجنود التى وصفها الله بغير المرئية
ومن ثم لا وجود لمعجزات للنبى(ص) رآها الناس فكل معجزاته رآها هو فقط من البشر لم يرها غيره ثم قال:

البقية https://betalla.ahlamontada.com/t84207-topic#87269
 
أعلى