2030A
عضو بلاتيني
.منذ خمس سنوات .. فقدت متعة التسوق . فكل الفساتين باتت عندي بلا ألوان وكل العطور بلا رائحه .. أصبح التسوق عندي محاولة فاشلة لإنعاش الحياة بداخلي ...
لأول مره بعد خمس سنوات عجاف تستوقفني براندات العطور ... وأستنشق رائحة الحياة .
عندما سألتني الموظفه : هل تشمين رائحة العطر ؟!
ضحكت و قلت لها .. نعم أشمها لا تخافي إنني أعاني من مجرد رشح بسيط لست مصابه بكورونا ، فتنفست الصعداء وزال توترها وقالت : هل تعرفين ؟ يمر علي زبائن فقدوا حاسة الشم بعد إصابتهم بكورونا ...
طمأنتها من جديد على سلامتي و اشتريت منها خمس عطور دفعه واحده ..
في اليوم التالي ... فتحت مغلف العطور لاستخدمه ..
العطر الأول بلا رائحه ..
الثاني أيضا بلا رائحه
يا إلهي ! كل العطور بلا رائحة فعلا ...
جريت نحو قنينة كلونيا مركزه .. وكانت أيضا بلا رائحة ..
نبتة الشذاب التي تضعها أمي .. على إحدى الطاولات بلا رائحه !!
اختفت كل الروائح من حياتي !
وبشكل حقيقي ..
وكانت الصدمة الحقيقية حين أخبرتني والدتي أنها فقدت أيضا حاسة الشم وبشكل مفاجيء !!
كنت في بيت والدتي هذه الفترة في مكان إقامتها .. لذا كان الحجر الصحي لكلينا في غرفتها الخاصه !!
أعتقد أن فتره الحجر ستكون من أجمل أيامي على الإطلاق ..
فلقد عدت طفلة بين يديها . شاركتها الطعام والسرير والوقت ..
أمضينا الوقت معا .. نتبادل الحديث والذكريات .. عادت أمي تحكي لي حكايات الطفولة ... سمعت منها مالم أسمعه خلال سنوات عمري كلها ...
وسمعت مني ما كان لسنوات محتبسا بداخلي .. ولا أجروء على مواجهتها به !!
في الصباح كنا نخرج نتشمس في فناء منزلها . نجلس بعضا من الوقت ممددتي الساقين في مواجهة الشمس .. ثم تقوم أمي لتسقيي غرس الريحان الذي زرعته بنفسها بالفناء ..
في المساء نخرج معا لنمارس رياضة المشي بالجوار بعيدا عن الناس ... ثم نعود نشرب الشاي بالفناء أو نشاهد التلفاز معا بغرفتها .
كنا قد أعددنا قوانين مسبقه . فلا أحد يدخل علينا الغرفة . تضع الخادمه الطعام عند باب الغرفة وتغادر . وتجهز لنا كل يوم ثلاجات ( ترامس ) القرنفل واليانسون وبخور اللبان الذكر لنبخر به الغرفة يوميا .
كنا نحرص على تهوية الغرفة طوال اليوم وتعقيمها .
مرت كورونا كغيمة خفيفة بلا أعراض تذكر .. لم نتناول أي أدوية أو نحتاج لأي مساعدة طبيه ولله الحمد . فقط حرصنا على تناول الفيتامينات يوميا . وشرب القسط الهندي الدافيء . والحليب بالجنزبيل والكركم ، والسلطه وعصير البرتقال .. تلك مأكولات أساسية في قائمة طعامنا اليومي .
عادت لي حاسة الشم فجأه وعدت أستنشق عطر الحياه ، تأملت في أقدار الله كم هي لطيفة وعظيمة . لقد أراد الله أن أصاب بكورونا في بيت والدتي وليس بيتي لأكون بعزلة عن كل العالم سواها ..
لقد شاء لي أن تقفل علينا الأبواب أن اقترب منها من جديد .. أن أروي كل عطشي وأشبع كل جوعي من حنانها وحضنها الذي ظننت أنه فاتني الارتماء فيه .
لقد شاء لي الله أن أسألها أخيرا لماذا يا أمي ؟؟! .. فأسمع منها وينزاح عن كاهلي جبل من ألم الخمس سنوات ...
تبقت أيام قليلة على نهاية الحجر ، اشتاق لضم صغيري الذي يكلمني على بعد أمتار ، وأفكر أحيانا ببائعة العطور هل أصبتها بالعدوى ؟!!
أمنياتي لكم بالسلامه
لأول مره بعد خمس سنوات عجاف تستوقفني براندات العطور ... وأستنشق رائحة الحياة .
عندما سألتني الموظفه : هل تشمين رائحة العطر ؟!
ضحكت و قلت لها .. نعم أشمها لا تخافي إنني أعاني من مجرد رشح بسيط لست مصابه بكورونا ، فتنفست الصعداء وزال توترها وقالت : هل تعرفين ؟ يمر علي زبائن فقدوا حاسة الشم بعد إصابتهم بكورونا ...
طمأنتها من جديد على سلامتي و اشتريت منها خمس عطور دفعه واحده ..
في اليوم التالي ... فتحت مغلف العطور لاستخدمه ..
العطر الأول بلا رائحه ..
الثاني أيضا بلا رائحه
يا إلهي ! كل العطور بلا رائحة فعلا ...
جريت نحو قنينة كلونيا مركزه .. وكانت أيضا بلا رائحة ..
نبتة الشذاب التي تضعها أمي .. على إحدى الطاولات بلا رائحه !!
اختفت كل الروائح من حياتي !
وبشكل حقيقي ..
وكانت الصدمة الحقيقية حين أخبرتني والدتي أنها فقدت أيضا حاسة الشم وبشكل مفاجيء !!
كنت في بيت والدتي هذه الفترة في مكان إقامتها .. لذا كان الحجر الصحي لكلينا في غرفتها الخاصه !!
أعتقد أن فتره الحجر ستكون من أجمل أيامي على الإطلاق ..
فلقد عدت طفلة بين يديها . شاركتها الطعام والسرير والوقت ..
أمضينا الوقت معا .. نتبادل الحديث والذكريات .. عادت أمي تحكي لي حكايات الطفولة ... سمعت منها مالم أسمعه خلال سنوات عمري كلها ...
وسمعت مني ما كان لسنوات محتبسا بداخلي .. ولا أجروء على مواجهتها به !!
في الصباح كنا نخرج نتشمس في فناء منزلها . نجلس بعضا من الوقت ممددتي الساقين في مواجهة الشمس .. ثم تقوم أمي لتسقيي غرس الريحان الذي زرعته بنفسها بالفناء ..
في المساء نخرج معا لنمارس رياضة المشي بالجوار بعيدا عن الناس ... ثم نعود نشرب الشاي بالفناء أو نشاهد التلفاز معا بغرفتها .
كنا قد أعددنا قوانين مسبقه . فلا أحد يدخل علينا الغرفة . تضع الخادمه الطعام عند باب الغرفة وتغادر . وتجهز لنا كل يوم ثلاجات ( ترامس ) القرنفل واليانسون وبخور اللبان الذكر لنبخر به الغرفة يوميا .
كنا نحرص على تهوية الغرفة طوال اليوم وتعقيمها .
مرت كورونا كغيمة خفيفة بلا أعراض تذكر .. لم نتناول أي أدوية أو نحتاج لأي مساعدة طبيه ولله الحمد . فقط حرصنا على تناول الفيتامينات يوميا . وشرب القسط الهندي الدافيء . والحليب بالجنزبيل والكركم ، والسلطه وعصير البرتقال .. تلك مأكولات أساسية في قائمة طعامنا اليومي .
عادت لي حاسة الشم فجأه وعدت أستنشق عطر الحياه ، تأملت في أقدار الله كم هي لطيفة وعظيمة . لقد أراد الله أن أصاب بكورونا في بيت والدتي وليس بيتي لأكون بعزلة عن كل العالم سواها ..
لقد شاء لي أن تقفل علينا الأبواب أن اقترب منها من جديد .. أن أروي كل عطشي وأشبع كل جوعي من حنانها وحضنها الذي ظننت أنه فاتني الارتماء فيه .
لقد شاء لي الله أن أسألها أخيرا لماذا يا أمي ؟؟! .. فأسمع منها وينزاح عن كاهلي جبل من ألم الخمس سنوات ...
تبقت أيام قليلة على نهاية الحجر ، اشتاق لضم صغيري الذي يكلمني على بعد أمتار ، وأفكر أحيانا ببائعة العطور هل أصبتها بالعدوى ؟!!
أمنياتي لكم بالسلامه