نقد كتاب الشيطان عدوك الأول

رضا البطاوى

عضو ذهبي
نقد كتاب الشيطان عدوك الأول
المؤلف عبد الله بن عبد الحميد الأثري وهو يدور حول الشيطان وفى المقدمة حدثنا الأثرى عن قصة إبليس مع آدم(ص) فقال:
"أما بعد: فإن للشيطان مع الإنسان قصة بدأت منذ بداية الخليقة، وستظل إلى قيام الساعة، وهذه القصة هي العداوة المتأصلة التي كانت بدايتها مع أبينا آدم (ص)واستمرت مع ذريته من بعده"
ثم حدثنا عن تحذير الله لنا من الشيطان وأضرار تقليده فقال :
" ولقد حذرنا الله ورسوله (ص)من الشيطان ومن عداوته لنا، وخوفنا من مصائده ومكائده، فقال تعالى: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم} وقال تعالى: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} وقال تعالى: {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين * إنما يامركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} وقال تعالى: {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين}
وقد قرر القرآن عداوته في آيات كثيرة، ووراء هذه العداوة هدف يريد الشيطان الوصول إليه، وهو إيصال من تبعه إلى النار."
وحدثنا عن كون عقيدة السنة كون شياطين الجن توسوس لبني آدم فقال:
ومن أصول عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم يؤمنون بأن الله تعالى خلق شياطين الجن توسوس لبني آدم، وتتربص لهم وتتخبط بهم، قال تعالى: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} وإن الله يسلطهم على من يشاء من عباده، قال تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}
ويحفظ من كيدهم ومكرهم من يشاء من عباده، قال تعالى: {إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون} "
والاستدلال بالآية خاطىء فكلمة الشياطين فى الآية لم تحدد كونهم إنس أو جن وهو ما يناقض كون الشياطين إنس وجن كما قال تعالى :
"وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا"
منا أن الوسوسة تكون فى صدور الإنس والجن كما قال تعالى :
" من شر الوسواس الجناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس"
ومن ثم يكون الموسوسين هم شياطين الإنس للإنس وشياطين الجن للجن لعدم وجود إتصال بين العالمين إلا ما سمح به الله كسماع الجن للقرآن من النبى(ص) دون ان يعلم إلا بعد نزول سورة الجن
وحاول الأثرى تعريف الشيطان فقال :
"وإذا كانت العداوة بهذا الحجم، كان على المسلم أن يعرف عدوه معرفة تامة؛ حتى يكون قادرا على أخذ الحيطة والحذر من مخططات الغواية التي ينصبها للناس هذا العدو.
وفي هذه الرسالة - إخوة الإسلام - تقدم لكم تعريفا عاما للشيطان: صفاته ومكائده وأسباب لبسه للإنسان وتغلبه عليه، حتى نكون على بينة من أمر عدونا اللدود، ولكي نجتنب كل صفاته ونتعرف على مكائده، ونأخذ طرق الوقاية منه، وكيفية التغلب عليه والتحصن منه، وذلك كله منتقى من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه (ص)اللذين بينا حجم العداوة والمعركة ليكون المسلم من حيث اليقظة والتنبه بالقدر الذي يواجهه هذا العدو اللدود، وتكفل القرآن والسنة بإيجاد الأسلحة اللازمة لذلك في كل ميدان ونرجو الله العلي العظيم أن ينفع بها المسلمين حتى يرجعوا كما كان سلفهم الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى يوم الدين، مصداقا لقوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}
تعريف عام للشيطان
إن مما يميز دين الإسلام ويجعله شامخا عزيزا قدرته على الوقوف أمام الشدائد والمحن، وإعطاءه للمسلم الطرق والسبل التي تعينه على العيش في أجواء مطمئنة. وفي السنة النبوية بيان الطرق والأساليب التي يستطيع المسلم إذا اتبعها والتزم بها أن يدفع عنه شر شياطين الجن بإذن الله.
والآن نعرض بعض صفات العدو الأول لابن آدم [الشيطان]؛ ومنها:
* الشيطان عدو محارب:
لقد أعلنها حربا ضروسا، تنبثق من خليقة الشر فيه، ومن كبريائه وحقده على الإنسان، وأنه استصدر بها من الله إذنا، فأذن سبحانه لحكمه يراها، فانطلق الشيطان ينفذ وعيده، ويستذل عبيده، قال تعالى: {قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم * قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين} * الشيطان معركته مع ابن آدم من جميع الجهات:
قال تعالى: {قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين} "
الاستدلال بكلام الشيطان الأول وهو كاذب على حربه لنا هو كذب فإبليس ليس موجودا فى حياة الناس لأنه طرد من الجنة إلى النار مباشرة كما قال تعالى :
"قال فاخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين"
ومن ثم فالحديث ليس عن إبليس ولكن على الشيطان فى كل نفس وهو شهواته
وتحدث عن جنود إبليس فقال:
* الشيطان يحرك جنده بسرية تامة وفي الخفاء:
قال النبي (ص)«إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم»[متفق عليه]
كما أن الدم يصل إلى جميع أجزاء البدن؛ فإن الشيطان كذلك، وكما أن الإنسان لا يحس بجريان الدم؛ فكذلك لا يشعر بوسوسة الشيطان."
وجنود إبليس ليسوا عسكرا من الجن ولكنهم هم من قلدوا عمله مع أمر الله بالعصيان والرواية الخطأ فيها وجود الشيطان فى الجسم فى عروق الدم وشيطان الإنسان هو فى نفسه وليس فى جسمه فالذى يوسوس للإنسان هو النفس كما قال تعالى "
"ونعلم ما توسوس به نفسه "
وتحدث عن تكبر إبليس فقال :
* الشيطان متكبر:
قال تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر} "
وتحدث عن وحيه للإنسان فقال :
* الشيطان يوحي الجدال والقول على الله بغير علم:
قال تعالى: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد} "
واتباع الشيطان يعنى اتباع هوى النفس وهو شهواتها وتحدث عن وقيعة الشيطان بين الناس فقال :
* الشيطان يحرش بين المؤمنين:
قال تعالى: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا} وقال (ص)«إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم» [رواه مسلم]."
والحديث الخطأ فيه يأس الشيطان من المصلين فى جزيرة العرب ولا ندرى أى يأس وقد نجح فى جعلهم يرتكبون كل الموبقات حتى عاد الرقص والغناء والرياضات المحرمة فى عصور سابقة وفى عصر سلمان وولده وعاد النصارى وغيرهم للوجود فيها وأقام ابن زايد فيها معابد للبوذيين والهندوس
وتحدث عن اخوة الشيطان للمبذرين فقال :
* الشيطان أخ للمبذرين:
قال تعالى: {فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى} ولو أسرف الإنسان في أي شيء شاركه الشيطان فيه.
* الشيطان يسمي الأشياء بغير أسمائها:
قال تعالى حاكيا عنه: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} لقد سمى إبليس تلك الشجرة المحظورة شجرة الخلد وهو غير اسمها."
وتحدث عن كون الغناء هو قرأن الشيطان فقال :
"* الشيطان قرآنه الغناء:
قال تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك}
إن صوت الشيطان هو: الغناء، ومزامير الشيطان هي: المعازف وآلات الموسيقي، وقد احتال بها على خلق كثير والله المستعان"
والغناء ليس كله محرما حتى بكون هو كتاب الشيطان فطيبه حلال وحرامه حرام
وتحدث عن عداوة الشيطان للطفل من يوم الولادة فقال :
"* الشيطان عداوته تبدأ مع ابن آدم من يوم ولادته:
قال النبي (ص)«ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخا من مس الشيطان، غير مريم وابنها». [متفق عليه]."
الخطأ فى الرواية مس الشيطان للوليد ساعة ولادته وهو كلام يخالف أن الطفل لا يعلم أى شىء فكيف سيغويه الشيطان أو يمسه وهو لا يعرف خيرا أو شرا كما قال تعالى :
"أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
ثم تحدث عن أمر بتغيير خلق الله فقال :
"* الشيطان يأمر بتغيير خلق الله:
قال تعالى: {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله} "
وحدثنا عن استخدام الشيطان ليده اليسرى فقط فقال :
* الشيطان يأكل ويشرب ويأخذ ويعطي بشماله:
قال (ص)«ليأكل أحدكم بيمينه، وليشرب بيمينه، وليأخذ بيمينه، وليعط بيمينه؛ فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله، ويعطي بشماله، ويأخذ بشماله» [صحيح: أبو داود]."
وهذا خطأ لم يقله النبى(ص) وهو اتهام لله تعالى بأنه لم يحسن الخلق عندما خلق اليد الشمال وهو ما يخالف قوله تعالى:
"الذى أحسن كل شىء خلقه"
فلو كان استعمال الشمال محرم فكيف يسجد الخلق وظلالهم شمالا ويمينا كما قال تعالى "
"أو لم يروا إلى ما خلق الله من شىء يتفيوأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله"
ولو كان الشمال محرما فلماذا فى الصلاة الحالية يسلمون عن اليمين والشمال ولماذا يضعون الأيدى اليمنى على اليسرى؟
ثم فال شراكة الشيطان فقال :
* الشيطان يشارك ابن آدم في مبيته وطعامه وشرابه إذا لم يذكر اسم الله عليه:
قال (ص)«إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء» [رواه مسلم].
وقال (ص)«إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه؛ حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى، ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه؛ فإن لا يدري في أي طعامه تكون البركة» [رواه مسلم]."
مشاركة الشيطان المسكن والطعام والشراب هو تخريف لم يقله النبى(ص) فالشيطان كما سبق القول فى داخل الإنسان نفسه مسلما أو كافرا ومن ثم فهو يدرك كل شىء إن أطاعه الإنسان ولا يدرك شىء إن عصاه الإنسان
وتحدث عن هروب الشيطان عند نداء الصلاة فقال :
"* الشيطان يهرب إذا نودي بالصلاة:
قال (ص)«إن الشيطان إذا نودي بالصلاة أدبر» [رواه مسلم]، وقال (ص)«إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الروحاء» [رواه مسلم]."

 
أعلى