نقد كتاب أحكام الله فوق كل شيء

رضا البطاوى

عضو ذهبي
نقد كتاب أحكام الله فوق كل شيء
المؤلف صادق الحسيني الشيرازي والكتاب كان عبارة عن محاضرة حولها تلاميذ الشيرازى لكتاب وقد استهله بآية تعذيب النبى(ص) لو كذب على الله في الوحى وفسرها فقال
مقدمة
"ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم قطعنا منه الوتين ما منكم من أحد عنه حاجزين"
بعض المشركين ادعي أن القرآن ليس من عند الله تعالي وأن النبي (ص)حاشاه جاء به من نفسه، فرد الله تعالي عليهم بهذه الآيات، وقلنا إنها من الآيات العجيبة في القرآن الكريم؛ لأن الله تعالي يتحدث فيها بشدة بالغة عن نبيه وحبيبه مع أنه من المحال أن يصدر عنه ذلك! فلم يقل الله تعالي مثلا: إن رسولنا صادق وأمين كما تعرفونه، فكما لا يكذب عليكم لا يكذب علي ربه، أو إن سبيله (ص)سبيل سائر الأنبياء، فلم يكذب علي ربه، بل قال إنه سيأخذه بهذه الشدة لو صدر منه أدني نسبة كذب حاشاه؛ وما ذلك إلا بيانا لعظمة أحكامه تعالي وعدم المحاباة فيها حتي مع أحب خلقه إليه
تفسير مفردات الآية
في اللغة: ((قال عن فلان))، أي نقل عنه قولا، و «تقول عليه» أي نسب إليه قولا لم يقله
إذن يكون تفسير قوله تعالي ولو تقول علينا : لو أن هذا النبي نسب إلينا قولا لم نقله، وليس شرطا أن يكون تقوله كل القرآن، بل لو تقول علينا بعض الأقاويل ، كأن يضيف آية واحدة مثلا علي آيات القرآن التي تعدادها ستة آلاف وستمئة وستة وستون آية
لأخذنا منه باليمين : اليمين في اللغة: اليمن والبركة، والقوة والقدرة، واليد اليمني أيضا؛ وذلك لأن أكثر الناس يعتمدون علي هذه اليد، ففيها إذا اليمن والبركة أي استمرار الحياة، وفي هذه اليد القوة والنشاط والعمل والمقصود بالآية اليد اليمني والقدرة والسيطرة فيكون المعني: لو فعل ذلك إذا لأخذنا منه يمناه وسلبنا عنه قدرته وجردناه من قوته
ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يقول تعالي بعد ذلك:
ثم لقطعنا منه الوتين أي قطعنا شريان حياته فإن الوتين هو حبل الوريد الذي ورد في آية أخري في قوله تعالي: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد
ولا يقف الأمر عند هذا الحد كذلك، بل يتعداه تعالي كما في تتمة قوله: فما منكم من أحد عنه حاجزين : أي لو أننا أردنا أن نفعل ذلك مع أشرف الأنبياء فإن أيا منكم - أيها المسلمون، يا أمة رسول الله ويا من تعتزون به - لا يتمكن أن يدافع عنه أو يكون حاجزا يمنعنا عن إنزال هاتين العقوبتين به لماذا؟ لأن أحكام الله تعالي بهذه المثابة من الأهمية"
والخطأ في تفسير الآية هو تفسير اليمين باليد اليمنى والوتين بالشريان الحياة فالذى كذب هو لسانه ومن ثم فاليمين يعنى اللسان الذى يشله الله عن الكلام عقابا له على الكذب وما دام الرجل كذب يكون الوتين هو الوحى الذى يمنعه الله نزوله عليه لكونه كذب عليه فهذا المعنى المطلوب :
الكاذب استعمل لسانه في الكذب وليس يده ومن ثم يتم شل اللسان أى منعه من الكلام
وطالما الرجل كذب على الله فالله يمنع نزول الوحى عليه لأن النبى(ص)لا يمكن أن يكون كاذبا في إبلاغ الوحى
وتحدث الشيرازى عن كون التلاعب بأحكام الله من أكبر الكبائر فقال :
"التلاعب بأحكام الله من أكبر الكبائر:
إذا كان هذا جزاء رسول الله (ص)فيما لو تقول علي الله تعالي تري فما حال غيره من الناس؟!
إذا كان رسول الله (ص)لا يستطيع أن يتصرف في أحكام الله تعالي، بل يكون مستحقا لهذه العقوبة الشديدة لو فعل ذلك مع أنه أشرف المخلوقات، فكيف الحال بغيره؟!
نستنتج من هذا العرض المختصر أن أحكام الله هي أهم شيء عند الله تعالي، وأن التلاعب بها يعد أكبر جريمة عند الله كما عبر عنها القرآن الكريم وتهون عندها كل الجرائم والمعاصي إلا الشرك بالله تعالي! فمن أكبر الكبائر أن يقول شخص: إن هذا حلال وهذا حرام كذبا علي الله ومن دون علم "
والخطأ في الفقرة هو أن التلاعب بحكم الله خلاف الشرك والحق أن التلاعب بحكم الله عمل من أعمال الشرك وهو الكفر وهو طاعة غير الله فالمتلاعب أى المحرف أطاع نفسه أى هوى نفسه كما قال تعالى:
"أفرأيت من اتخذ إلهه هواه "
وبين الشيرازى أن الفقهاء لا يجب عليهم أن يفتووا إلا بعد الدراسة الكاملة للأمر فقال :
"الفقهاء لا يفتون إلا بعد استفراغ الجهد:
إن من يراجع كتب الفقه يدرك هذه الحقيقة بجلاء فهناك علي سبيل المثال أخذ وشد طويل وعريض ونقاش حاد بين فقهاء الإسلام منذ أربعة عشر قرنا وحتي اليوم حيال الإفتاء طبق رواية أحد رواتها مجهول الحال فمثلا لو وردت رواية عن المعصوم عبر عشرة رواة كان تسعة منهم ثقات ولكن يقع في هذه السلسلة شخص واحد مجهول الحال أي لا يعلم حاله هل هو ثقة أم لا؛ هنا يتوقف الفقهاء في الإفتاء طبق هذه الرواية، لأنه لا يجوز القول إن حكم الله في مسألة هو كذا أو كذا دون دليل ومستند فإذا كان الأمر كذلك فهل يحق بعد ذلك لمن ليس اختصاصه الفقه أن يعطي رأيا في أحكام الله فيحلل ما يشاء ويحرم ما يشاء؟!
لقد سمعت شخصيا من المرحوم الوالد أنه كانت هناك مسألة من مسائل الحج - لا يسعنا بيانها - وقعت مدارا للبحث بين مجموعة من المجتهدين، منهم مراجع للتقليد، وهم الوالد نفسه وآقا حسين القمي ومحمد رضا الإصفهاني وزين العابدين الكاشاني واستمر البحث لمدة ثلاثة أسابيع ولم يستطيعوا في نهاية المطاف أن يقطعوا فيها بالحرمة فأفتوا بالاحتياط؛ مع أنهم جمهرة من المجتهدين قضي كل منهم عشرات السنين من عمره حتي صار خبيرا في الفقه وصار استنباط الأحكام شغله واختصاصه، لكنهم مع ذلك توقفوا عندما أعوزهم الدليل ولم يتعجلوا في إصدار الحكم، فإن الجاهل وحده الذي يصدر الأحكام هكذا اعتباطا، أما المتخصص فهو يدرك أهمية الموضوع ولا يستهين بأحكام الله ويطلقها جزافا لأنه يعرف عظمتها وأنه سيكون مسؤولا أمام الله الذي تحدث عن نبيه بتلك الشدة، فقال: ولو تقول علينا بعض الأقاويل ، فكيف بغيره من الخلق؟!"
وما حكاه الرجل يعنى وجوب التورع عن الفتيا عند عدم وضوح الأمر ثم حكى حكاية أخرى فقال :
"الشيخ المفيد مثالا للخوف من الفتيا:
لقد كان الشيخ المفيد من كبار علماء الطائفة، عاش قبل أكثر من ألف عام ، وكان يحضر درسه في بغداد العلماء من مختلف الطوائف والملل من السنة والشيعة والنصاري واليهود والصابئة ورد في تاريخه أنه سئل يوما في حكم امرأة حامل ماتت والولد ينبض في رحمها، فقال: يشق الجانب الأيمن من البطن ويخرج الولد ثم تدفن الأم ثم تبين أنه أخطأ في جوابهم، فكان ينبغي أن يقول بشق الجانب الأيسر، فأسف علي إفتائه وقرر أن لا يفتي أحدا بعد ذلك
فمع أنه لم يثبت من الناحية الطبية وجود فرق في شق بطن الحامل الميتة سواء كان من الجانب الأيمن أم الأيسر، ومع أن الشيخ المفيد لم يكن عامدا بل صدرت منه الفتوي بخلاف الحكم الشرعي خطأ، وكل الناس معرضون للخطأ إلا المعصومين، إلا أن الشيخ المفيد تألم إلي درجة بحيث قرر ترك الإفتاء خشية الوقوع في الخطأ ثانية والقول بما لم يحكم الله - وإن لم يكن عامدا – "
الخطأ في الفقرة هو وجود معصومين من الخطأ وهو ما يخالف أن العصمة من ارتكاب الذنوب غير ممكنة وهى تتعارض مع بداية المحاضرة وهى عقاب النبى(ص) فيما لو افترى على الله فهذا معناه إمكانية ارتكابه الجريمة وككونه غير معصوم هو أو غيره بدليل أن الله بين أنه ارتكب العديد من الذنوب التى غفرها الله نتيجة استغفاره فقال :
" إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تاخر"
ثم قال:
"هذا والشيخ المفيد بلغ درجة من العلم والفضل بحيث كان مرجعا ليس للشيعة وحدهم بل كان يرجع إليه المسلمون وغيرهم وينهلون من نمير علمه ولقد نقل أن الإمام الحجة نعاه بنفسه عندما توفي وكتب علي قبره:لا صوت الناعي بفقدك إنه يوم علي آل الرسول عظيم
عالم بهذه المنزلة يحذر من تكرر الخطأ منه فيجلس في بيته ويغلق عليه بابه ويقرر عدم الإفتاء، دون أن يجدي معه إصرار المراجعين، حتي بعث إليه علي ما ينقل - الإمام في أحد الأيام شخصا وقال له: يقول لك الإمام: أفد يا مفيد، منك الفتيا ومنا التسديد ثم اعلم أن الإمام بعثني علي الجماعة الذين استفتوك وقلت لهم: إن الشيخ يقول: "لقد أخطأت"، فشقوا البطن من الجانب الأيسر عندها أرسل الشيخ خلف الجماعة ليتأكد من الموضوع، فقال لهم: ماذا عملتم بالمرأة الحامل؟ قالوا: شققنا بطنها من الجانب الأيسر كما أخبرنا الشخص الذي أرسلته خلفنا بعد ذلك عاد الشيخ المفيد للإفتاء "
وحكاية أن الإمام الحجة أرسل للمفيد بوجوب أن يفتى كلام جنونى فكيف يفتى المفيد والإمام المعصوم عندهم موجود وعنده العلم كله كما يقولون ؟
وتحدث الشيرازى عن الشعائر الحسينية المزعومة فقال :
"العوام والإفتاء في الشعائر الحسينية!!:
إذا عرفنا هذا الاحتياط من العلماء في صدور الأحكام

البقية https://betalla.ahlamontada.com/t85784-topic#88850
 

هورايزن

عضو بلاتيني
"ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم قطعنا منه الوتين ما منكم من أحد عنه حاجزين"
هناك خطأ في نقل الأيات :
{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44)لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) } [الحاقة]
 
أعلى