نقد كتاب آداب الموعظة الحسنة

رضا البطاوى

عضو ذهبي
نقد كتاب آداب الموعظة الحسنة
الكتاب من إعداد عبدالله بن سعد الفالح وهو يدور حول الموعظة الحسنة ومعناها الشائع حكايات تقال لأخذ العبر منها وفى هذا قال :
"وبعد:
فإن من أهم أساليب الدعوة إلى الله عز وجل الموعظة الحسنة
قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} وقد وعظ الله عباده، قال تعالى: {واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم}
وقال تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}
وأمر الله نبيه (ص)أن يعظ الناس، قال تعالى: {أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا}
وكان (ص)يعظ أصحابه، فعن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله (ص)موعظة بليغة، وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا قال: «أوصيكم بتقوى الله عز وجل، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من، يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار» رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح"
الرواية لا تصح والخطأ فيها علم النبى (ص)بالغيب ممثل فى خلفاء راشدين ووجود سنة لهم وفى عدم علمه بالغيب قال :
"لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
وقطعا السنة المعروفة حسب الفهم هى سنة النبى(ص) لأن سنة الخلفاء لا يمكن أن تكون غيرها وإلا كانت خروج على سنة النبى(ص)
وبين الفالح أثر الموعظة الحسنة فقال :
"والموعظة الحسنة لها أثر في النفوس كما أثرت موعظة رسول الله (ص)على أصحابه فوجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، قال تعالى: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}
قال ابن جرير الطبري في الآية: «وعظ يا محمد من أرسلت إليه، فإن العظة تنفع أهل الإيمان» تفسير ابن جرير
ولكن حتى تؤثر الموعظة وتكون موعظة حسنة لابد لها من آداب ولعلي أن أوفق في ذكر بعضها"
وتحدث عن آداب الموعظة الحسنة فقال:
"آداب الموعظة الحسنة:
1 - الإخلاص: وهو أساس للأعمال كلها وروحها وقطب رحاها الذي تدور عليه قبولا وردا، كما قال (ص)«إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى » متفق عليه
قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء }
وقال سبحانه: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} وهذه الآية الكريمة بينت شرطي الدعوة إلى الله، وهما: الإخلاص؛ كما في قوله تعالى: {أدعو إلى الله} والبصيرة، وهي العلم؛ كما في قوله تعالى: {على بصيرة}
فالمخلص في فعله وكلمه يفتح الله له قلوب الخلق، وتوضع له المحبة والقبول، وتخرج كلماته من قلبه الناصح المخلص المشفق، فتقع من القلوب بمكان ويكون لها أثرها ونفعها بإذن ربها قال (ص)«إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله تعالى يحب فلانا فأحبه؛ فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله تعالى يحب فلانا فأحبوه؛ فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض» متفق عليه"
والرواية لا تصح لأنها لو كانت صحيحة لاتبع الناس الرسل(ص) جميعا لأن محبتهم تكون فى القلوب ولكن الحادث كان العكس وهو كراهية الناس لهم بسبب الوحى وفى هذا قال سبحانه:
"ولكن أكثرهم لا يؤمنون"
ثم نقل كلاما فقال:
"قال ابن الجلاء: «ما جلا أبي شيئا قط، ولكنه كان يعظ فيقع كلامه في القلوب فسمي جلاء القلوب» نزهة الفضلاء (3/ 1148)
قال حماد بن زيد: «سمعت أيوب يقول: كان الحسن يتكلم بكلام كأنه الدر» نزهة الفضلاء (2/ 561)
وذكر عن القشيري الإمام الزاهد «أنه لو قرع الصخر بسوط تحذيره لذاب» نزهة الفضلاء (3/ 1407)"
ثم قال :
"2 - تأثر الواعظ بموعظته وتحمسه لها وحرصه على إيصالها إلى القلوب لا إلى الآذان فقط وهذا يظهر في نبرات صوته، وتغير ملامح وجهه، وتكرار بعض الكلمات، وهذا يتضح في مواعظ سيد الوعاظ وإمامهم محمد بن عبد الله (ص) قدوة الوعاظ على الإطلاق عن جابر قال: «كان رسول الله (ص)إذا خطب وذكر الساعة اشتد غضبه وعلا صوته واحمرت عيناه كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم» مسلم
وعن النعمان بن بشير قال: (سمعت رسول الله (ص)يخطب يقول: «أنذرتكم النار، أنذرتكم النار، أنذرتكم النار»، حتى لو أن رجلا كان بالسوق لسمعه من مقامي هذا، حتى وقعت خميصة كانت على عاتقه عند رجليه) الإمام أحمد والحاكم وقال: هذا حديث صحيح
عن جابر قال: «كان النبي (ص)إذا أتاه الوحي أو وعظ قلت نذير قوم أتاهم العذاب فإذا ذهب عنه ذلك رأيت أطلق الناس وجها وأكثرهم ضحكا وأحسنهم بشرا» الطبراني والبزار
ولذا أثرت مواعظ النبي (ص)في نفوس أصحابه فوجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، وقد قيل: ليست النائحة الثكلى كالمستأجرة"
تأثير الموعظة لا يعود للواعظ وإنما يعود لمشيئة الموعوظ التى تتقبل أو ترفض لذا قال تعالى:
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
"3 - أن يكون الواعظ سليم القلب من الرياء والفسق والحقد وحب الظهور والكبر وغيرها من الأمراض التي تعتري القلوب محبا للخير ناصحا للخلق، همه في وعظه أن يتأثر السامع ليتوب إلى الله وينيب لا ليثني على الواعظ ويمدحه ويشكره
قال الله تعالى عن نوح (ص)في بيان نصحه لقومه: {أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون}
وقال سبحانه عن صالح (ص) {فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين}
وقال الله ناهيا نبيه محمدا (ص)أن يهلك نفسه حزنا وأسفا على عدم إيمان قومه: {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا} قال (ص)«الدين النصيحة » الحديث رواه مسلم"
ثم تحدث عن اختيار الموضوع فقال :

البقية http://vb.7mry.com/t397654.html#post1864328
 
أعلى