قراءة فى بحث الكيمياء وجابر بن حيان

رضا البطاوى

عضو ذهبي
قراءة فى بحث الكيمياء وجابر بن حيان
المؤلفة هلا العساف وقد استهلت الكتاب بمقدمة عن ارتباط الكيمياء فى بلاد المنطقة باسم جابر بن حيان فقالت:
"مقدمة:
ترتبط نشأة الكيمياء عند العرب بشخصية أسطورية أحيانا وتاريخية حينا آخر، هي شخصية جابر بن حيان، ونستنتج من خلال الكتب التي تحمل اسمه أنه من أشهر الكيميائيين العرب، ويعد الممثل الأول للكيمياء العربية وقد أثر جابر في الكيمياء الأوربية لظهور عدد لا يستهان به من المخطوطات اللاتينية في الكيمياء منسوبة إلى جابر بن حيان"
وطبقا للروايات فجابر ليس سوى أكذوبة أخرى من أكاذيب التاريخ الذى وضعه الكفار ونسبوه لبلادنا فالمعلومات المتوفرة كلها روايات متناقضة وقد ذكرت الباحثة التالى عن مولده:
"مولده:
أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي، ولد على أشهر الروايات في سنة 101 هـ/721 م وقيل أيضا 117 هـ / 737 م عالم عربي وقد اختلفت الروايات على تحديد مكان مولده فمن المؤرخين من يقول بأنه من مواليد الجزيرة على الفرات شرق سوريا، ومنهم من يقول أن أصله من مدينة حران من أعمال بلاد ما بين النهرين في سوريا ولعل هذا الانتساب ناتج عن تشابه في الأسماء فجابر المنسوب إلى الأندلس هو العالم الفلكي العربي جابر بن أفلح الذي ولد في إشبيلية وعاش في القرن الثاني عشر الميلادي ويذهب البعض إلى أنه ولد في مدينة طوس من أعمال خراسان في إيران"
وذكرت ما سمى به فقالت:
"وقد وصف بأنه كان طويل القامة، كثيف اللحية مشتهرا بالإيمان والورع وقد أطلق عليه العديد من الألقاب ومن هذه الألقاب "الأستاذ الكبير" و"شيخ الكيميائيين المسلمين" و"أبو الكيمياء" و"القديس السامي التصوف" و"ملك الهند""
ونلاحظ أن اسم القديس السامى التصوف كلام يعارض حتى التاريخ المكذوب فى ظهور الصوفية فالصوفية لم يكن لها وجود فى القرن الثانى الهجرى
ثم ذكرت ما ذكر عنه فى كتب التاريخ وهو :
"وجابر بن حيان شخصية بارزة، ومن أعظم علماء القرون الوسطى وهو أبو موسى جابر بن حيان الأزدي ويلقب أحيانا بالحراني والصوفي وعرف عند الأوربيين في القرون الوسطى باسم ويقال إنه كان من الصابئة ومن ثم جاء لقبه الحراني، ويذكر الأب جورج قنواتي أن جابرا أرسل إلى الجزيرة العربية بعد وفاة والده، وهو صغير حيث درس القرآن والرياضيات، وذهب ابن النديم في "الفهرست" إلى أن الناس اختلفوا في نسبة جابر إلى جهة معينة كالشيعة والبرامكة والفلاسفة، بل هناك من أنكر وجوده أصلا، لذلك يجب التحفظ بشأن نسبته إلى الصابئة وإن كان أصله من خراسان فقد عاش معظم حياته في الكوفة ولد جابر في طوس حوالي 721/ 102م، وتوفي حوالي 199 هـ موافق سنة 815م على اختلاف بين المؤرخين
مارس جابر الطب في بداية حياته تحت رعاية الوزير جعفر البرمكي أيام الخليفة العباسي هارون الرشيد"
ثم تحدثت عن نشأته فقالت :
"نشأته:
هاجر والده حيان بن عبد الله الأزدي من اليمن إلى الكوفة في أواخر عصر بني أمية، وعمل في الكوفة صيدلانيا وبقي يمارس هذه المهنة مدة طويلة (ولعل مهنة والده كانت سببا في بدايات جابر في الكيمياء وذلك لارتباط سافر إلى حران أفي أعالي بلاد ما بين النهرين ويقال خراسان، وفي حران ولد النابغة جابر بن حيان المؤسس الحقيقي لعلم الكيمياء تعود إلى قبيلة الأزد، رجعت عائلة جابر بن حيان إلى الكوفة وتعلم هناك"
وتحدثت عن معلميه فقالت :
"مدرسته:
انضم إلى حلقات الإمام جعفر الصادق ولذا نجد أن جابر بن حيان تلقى علومه الشرعية واللغوية والكيميائية على يد الإمام جعفر الصادق وذكر أنه درس أيضا على يد الحميري ومعظم مؤرخي العلوم يعتبرون جابر بن حيان تلقى علومه من أستاذه الحقيقي الإمام جعفر الصادق وان كان من الثابت انه عربي مولود في جنوب العراق بناء على المصادر الموثوق بها مثل دائرة المعارف البريطانية والموسوعة الإسلامية وغيرها ولم يذكر تاريخيا مذهب ما للكوفي حيث كانت المذاهب في ذلك الوقت ليست إلا موقفا سياسيا من الخلافة هذا بالإضافة إلى أن التصنيف المذهبي لا يستخدم في تدوين شخصيات الأديان الأخرى
أخذ جابر مادته الكيمياء من مدرسة الإسكندرية التي كانت تؤمن بانقلاب العناصر، وقد كان تطورها من النظريات إلى العمليات وقد درس جابر ما خلفه الأقدمون، فلم ير من تراثهم من الناحية الكيميائية إلا نظرية أرسطو عن تكوين الفلزات، وهي نظرية متفرعة عن نظريته الأساسية في العناصر الأربعة: الماء، الهواء، التراب، النار"
ونلاحظ تناقض الباحثة فى مصادر علمه الرئيسية فمرة جعفر الصادق ومرة مدرسة الإسكندرية وحكاية جعفر الصادق فى الكيمياء تشابه حكاية خالد بن يزيد الأموى فى الكيمياء فكأن كل فريق حسب ما أراد الكفار الذين كتبوا تاريخنا ونسبوه للمسلمين كان يؤصل لنفسه ويجعل نفسه أساس العلم هذا أو ذاك
ثم قالت:
"ولم يعرف فقط كبار مفكري وعلماء العالم اليوناني، بل كان يعرف الكتب ذات المحتوى السري جدا مثل كتب أبولينوس التيتاني وزعم هولميارد أن المصدر الذي استقى منه جابر علومه في الكيمياء هو الأفلاطونية الحديثة"
وتحدثت عن استناد الكيمياء القديمة للخرافات فقالت :
"الكيمياء في عصره:
بدأت الكيمياء خرافية تستند على الأساطير البالية، حيث سيطرت فكرة تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن نفيسة وذلك لأن العلماء في الحضارات ما قبل الحضارة الإسلامية كانوا يعتقدون المعادن المنطرقة مثل الذهب والفضة والنحاس والحديث والرصاص والقصدير من نوع واحد، وأن تباينها نابع من الحرارة والبرودة والجفاف والرطوبة الكامنة فيها وهي أعراض متغيرة (نسبة إلى نظرية العناصر الأربعة، النار والهواء والماء والتراب)، لذا يمكن تحويل هذه المعادن من بعضها البعض بواسطة مادة ثالثة وهي الإكسير ومن هذا المنطلق تخيل بعض علماء الحضارات السابقة للحضارة الإسلامية أنه بالإمكان ابتكار إكسير الحياة أو حجر الحكمة الذي يزيل علل الحياة ويطيل العمر"
وحكاية قيام الكيمياء على الخرافات هى ما أراد الكفار توصيله لنا وهو ما يخالف وجود كيمياء حقيقية صادقة بدليل وجود مهن الحدادة وصناعة الأسلحة والأبواب وبعض الأدوات من الحديد ومهنة النحاسة التى كانت تدخل فى صناعة القدور وغيرها وكذلك صناعة الزجاج وغيرها وكذلك صناعة السفن فهى تستلزم علما بالكيمياء وتحدثن عن تأثير نظرية العناصر الأربعة فقال :
"وقد تأثر بعض العلماء العرب والمسلمين الأوائل كجابر بن حيان وأبو بكر الرازي بنظرية العناصر الأربعة التي ورثها علماء العرب والمسلمين من اليونان لكنهما قاما بدراسة علمية دقيقة لها؛ أدت هذه الدراسة إلى وضع وتطبيق المنهج العلمي التجريبي في حقل العلوم التجريبية فمحاولة معرفة مدى صحة نظرية العناصر الأربعة ساعدت علماء العرب والمسلمين في الوقوف على عدد كبير جدا من المواد الكيماوية، وكذلك معرفة بعض التفاعلات الكيماوية، لذا إلى علماء المسلمين يرجع الفضل في تطوير اكتشاف بعض العمليات الكيميائية البسيطة مثل: التقطير والتسامي والترشيح والتبلور والملغمة والتأكسد وبهذه العمليات البسيطة استطاع جهابذة العلم في مجال علم الكيمياء اختراع آلات متنوعة للتجارب العلمية التي قادت علماء العصر الحديث إلى غزو الفضاء"
وتحدثت عن ما سمته منهجه العلمى فقالت:
"منهجه العلمي:
العلم عند جابر يسبق العمل، فليس لأحد أن يعمل ويجرب دون أن يعلم أصول الصنعة ومجالات العلم بصورة كاملة وقد قال: "إن كل صنعة لابد لها من سبوق العلم في طلبها للعمل"
وقطع جابر كأحد رواد علماء العرب خطوة أبعد مما قطع اليونان في وضع التجربة أساس العمل لا اعتمادا على التأمل الساكن، ولعله أسبق عالم عربي في هذا المضمار، فنراه يقول:
وملاك هذه الصنعة العمل، فمن لم يعمل ولم يجرب لم يظفر بشيء أبدا
وقد كان جابر انطلاقا من قناعته بإمكانية قيام العلم الطبيعي على قاعدة الإتقان المتين، كان شجاعا بما فيه الكفاية، فهو يؤمن بأنه انتزع من الطبيعة آخر خفاياها، سمة علمه أنه لا يعترف بوجود أي حد للتفكير البشري
تساءل جابر؟! ألا يمكن أن يكون التوليد ممكنا، فالكائن الحي بالنسبة له بل الإنسان نفسه، إنما هو نتيجة تفاعل قوى الطبيعة، فمن الممكن من الناحية النظرية على الأقل- محاكاة تدبير الطبيعة بل تحسينه عند الحاجة
ومهما يكن من أمر، فإن قيام جابر كعالم كيميائي ابتكر المنهج التجريبي في الكيمياء، لا يعني أن هذا العالم قد تخلص من الأفكار القديمة، وحرر فكره ومذهبه منها، إذ أن له بعض الكتابات الغريبة والطلسمات، لكن هذا لا يعني أيضا أنه لم يشق طريقه في الظلمات عبر العصور المظلمة إلى النور
ولجابر الكبير في تطور الكيمياء وانتقالها من صنعة الذهب الخرافية إلى طور العلم التجريبي في المختبرات، حيث أن موضوع الحصول على الذهب لم يشغله عن غيره من النواحي العلمية الأخرى، فشمل نشاطه المسائل النظرية والعلمية العادية وغير العادية
فقد عرف جابر الكثير من العمليات العلمية كالتقطير، التبخير، التكليس، الإذابة، التبلور، وغيرها
كما شمل عمله الناحية التطبيقية للكيمياء، من ذلك أنه أدخل طريقة فصل الذهب عن الفضة بالحل بواسطة الحامض، وهذه طريقة لا زالت مستخدمة حتى الان، ولها شأن في تقدير عيارات الذهب في المشغولات والسبائك الذهبية"
ونسبة المنهج التجريبى لجابر أو غيره من هنا أو هناك هى كلام خاطىء فالمذهب التجريبى موجود من بداية البشرية فلا يمكن مثلا صناعة الأسلحة أو القدور والصحون من النحاس وغيره والأكواب من الزجاج دون تجارب فعلية وغيرها
وتحدثت عن اقتناع جابر بتحويل المعدن الرخيص للذهب فقالت:


البقية https://betalla.ahlamontada.com/t85881-topic#88947
 
أعلى