نقد كتاب إعداد المعلم وتأهيله في المدرسة التربوية الحديثة

رضا البطاوى

عضو ذهبي
نقد كتاب إعداد المعلم وتأهيله في المدرسة التربوية الحديثة
المؤلف محمد عوض الترتوري وفى المقدمة بين دور المعلم فى المجتمع فقال :
"منذ أكثر من ألف عام قال سيسترو (إن أعظم هبة يمكن أن نقدمها للمجتمع؛ هي تعليم أبنائه) ... ويبدو أن كلماته ما زالت تعبر عن مشاعر إنسانية رفيعة، فالمعلم، منذ أن وجد التعليم، ما زال يقدم خدمة مهنية لأمته من خلال تمكين التلاميذ من اكتساب المعارف والمثل العليا، وتذوق معنى الحرية، والمسؤولية، ومن خلال تمكينهم من اكتساب مهارات التفكير الناقد، والمواطنة الصالحة، وإذا ما قيل بأن مستقبل الأمة ومصيرها إنما يكونان في أيدي أولئك الذين يربون أجيالها الناشئة، فلن يكون ذلك القول بعيدا عن الصحة، إن لم يكن مطابقا لها، ومن هنا كانت مكانة المعلم بين الأمم مكانة رفيعة جدا، ولعل أرفع ما وصلت إليه هذه المكانة.. وهي ما قررته الثقافة العربية عبر تاريخها تجاه المعلم، فكانت مكانة المعلم في التراث العربي الإسلامي مكانة تعبر عن عظيم تقدير الأمة للمعلم، كما أنها مكانة مستمدة من العقائد والقيم الدينية التي تنتمي إليها الأمة العربية، وتفخر بها، باعتبارها قيما إنسانية حضارية لا تقتصر على عرق أو جنس أو لون. (الترتوري والقضاه، 2006)."
قطعا المعلمون هم حجر من أحجار فى المجتمع ولكن الحجر الأساس أى الجذر الذى يقوم عليه بقية الأحجار كلها لأن كل منهم يتعلم على أيدى المعلمين وما يؤخذ عليه هو أن ابتدأ كلامه بكلام أحد الكفرة وكأن كتاب الله خالى من المعنى الذى إليه الكافر كقوله " ويعلمكم الكتاب والحكمة"
وتحدث عن التعليم كمهنة فقال :
"التعليم كمهنة:
يلعب المعلم دورا بالغ الأهمية والخطورة في عملية التعلم والتعليم، ويتعدى دوره ذلك إلى العملية التربوية كلها، وبالتالي إلى عمليات التنشئة الاجتماعية، ومن هنا تأتي أهمية المعلم في المجتمع، وتبرز العناية به وتقديره كإنسان وكمواطن وكمهني، بالدرجة الأولى.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن بسرعة، هل يحظى المعلم بالتقدير والاحترام والرعاية والإعداد بالمقدار والنوعية التي يفرضها دوره المهم في عمليات التعلم والتعليم والتربية والتنشئة الاجتماعية؟ وبتعبير آخر، هل يعطي المجتمع، بمؤسساته المختلفة الرسمية وغير الرسمية، اهتماما حقيقيا كافيا للمعلم يتناسب وأهميته العظمى في المجتمع؟ هل يتناسب مقدار اعترافنا ونوعية تقديرنا للمعلم مع مقدار ونوعية مساهمته وإنجازه في المجتمع؟ هل يتمتع المعلم بامتيازات معينة مادية ومعنوية مكافأة له على عمله العظيم في بناء المجتمع وتقدمه؟ (خصاونة، 1978).
الرجل طرح الأسئلة عن المعلم ومكانته ولكنه لم يجب على شىء منها ففى دول المنطقة يعتبر المعلمون أقل مكانة من معظم المهن وأقل مرتبات وأقل اهتماما هو والتعليم فىة ميزانيات تلك الدولة
وتحدث عما سماه أخلاقيات مهنة التعليم من منظور العالم:
"أخلاقيات مهنة التعليم من منظور عالمي:
اتجهت المؤسسات التربوية والجمعيات الأكاديمية المعنية بالتعليم إلى إرساء مبادئ أساسية تعتبر أخلاقيات مهنة التعليم في آفاقها العالمية، إذ أن معظم الأنظمة التربوية في مختلف المجتمعات، المتقدمة منها والنامية، تتفق على مبادئ أساسية لمهنة التعليم، ويمكن إيجازها على النحو التالي (الترتوري والقضاه، 2006):
1- المبدأ الأول: إن المسؤولية الأساسية لمهنة التعليم تكمن في إرشاد الأطفال، والشباب والكبار طلبا للمعرفة، واكتسابا للمهارات، وإعدادهم للحياة الكريمة الهادفة التي تمكنهم من التمتع بحياتهم بكرامة وتحقيق ذاتهم في الحياة. وهذا يتطلب من المعلم:
أ. أن يعامل التلاميذ بالمساواة دون تحيز بسبب اتجاه حزبي، أو عقيدة دينية، أو مكانة اجتماعية- اقتصادية.
ب. أن يميز الفروق الفردية بين التلاميذ من أجل تلبية حاجاتهم الفردية.
ج. أن يشجع التلاميذ للعمل من أجل تحقيق أهداف عالية في الحياة، تتناسب مع نموهم المتكامل.
د. أن يحترم حق كل تلميذ في الحصول على المعلومات الصحيحة وحسن الإفادة منها في حياته المستقبلية.
2- المبدأ الثاني: إن مسؤولية المعلمين تكمن في مساعدة التلاميذ على تحديد أهدافهم الخاصة وتوجيهها نحو أهداف مقبولة اجتماعيا، وهذا يتطلب من المعلم:
• أن يحترم مسؤولية الآباء تجاه أبنائهم.
• أن يبني علاقات ودية مع الآباء من أجل تكامل نمو التلاميذ.
• أن يحرص على تزويد الآباء بالمعلومات الأمينة عن أبنائهم.
• أن ينمي في التلاميذ روح الثقة بالبيت والمجتمع والمدرسة.
3- المبدأ الثالث: تحتل مهنة التعليم مكانة ذات مسؤولية هامة تجاه المجتمع والأفراد من حيث السلوك الاجتماعي والفردي، وهذا يتطلب من المعلم:
• أن يلتزم بالسلوك الاجتماعي المقبول في المجتمع.
• أن يقوم بواجبات المواطنة الصحيحة، ليكون قدوة المجتمع المحلي وأفراده في تلك الواجبات.
• أن يعالج القضايا الاجتماعية والأساسية التي تهم مجتمعه بموضوعية منسجما مع قيم المجتمع ومثله.
• أن يدرك أن المدرسة، باعتبارها مؤسسة تربوية، إنما هي ملك للمجتمع، وأن دوره أن يحافظ على المكانة الرفيعة لهذه المؤسسة ومستوى خدماتها للمجتمع.
4- المبدأ الرابع: تتميز مهنة التعليم عن غيرها من المهن الأخرى بنوعية العلاقات الإنسانية التي تسود جوها العملي، ورفعة هذه العلاقات. وهذا يتطلب من المعلم:
• أن يعامل زملاءه في المهنة بنفس الروح الإيجابية التي يجب أن يعامل بها.
• أن يكون صادقا وإيجابيا في التعامل مع مؤسسته التربوية.
• أن يحافظ على علاقات مهنية مع زملائه ومع المنظمات والجمعيات التربوية من أجل رفعة مهنة التعليم وتحقيق مكانة أرفع لها.
• أن يعنى بالنمو المهني المستمر من أجل الإسهام في تطوير النظام التعليمي الذي يعمل في إطاره (جرادات وآخرون، 1983)."
وكل ما ذكره دليل خلل فى النظام العالمى فلا يوجد ما يسمى بأخلاق المهنة فالأخلاق عامة فى الإسلام فلم ينزل حكم خاص بخلق يخص المعلم دون غيره فالعدالة والأمانة والتعاون والإرشاد والصدق وسواها كلها مطلوبة من كل المسلمين حتى يصح أن يكونوا مسلمين ومن فقد واحدة فقد كفر ببعض الإسلام
وحدثنا عن صفات المعلم الجيد فقال:
"صفات المعلم الجيد:
• تكامل الصفات الشخصية المستقيمة من حضور الذهن والدقة في الأداء وحسن التصرف، ليكون قادرا على الاعتماد على حواسه، وصحته وحيويته، لأن هذا العمل المستمر يتطلب الجهد والحرص والهمة العالية والمثابرة.
• الحب والرغبة الأكيدة للعمل في هذه المهنة، لأن الإكراه على العمل في هذه المهنة يولد التبلد في الإحساس والشعور. والرغبة المستمر في ترك هذه المهنة بشتى الطرق.
• الإلمام والوعي بالثقافة العامة، والمعرفة بالبيئة الاجتماعية التي تحيط به، لأن الضحالة في هذه الأمور تجعل المعلم لا يمكن أن يعطي شيئا يذكر، وسيظل دائما في دوامة الفراغ الثقافي، ولأن هذه المهنة لا تقبل أبدا هذا النوع من المعلمين.
• المحبة الدائمة للطلاب والمعاملة الحسنة، الممزوجة بالصدق والأمانة، والمرونة معهم في المواقف التي تتطلب ذلك، للوصول إلى الأهداف التربوية الموضوعة.
• وقبل كل شيء الإخلاص ومراعاة الله عز وجل، في حمل هذه الأمانة وتوصيلها بكل تفاني للأجيال (آل إبراهيم، 1997)."
قطعا المفروض فى دولة العدل أن تخرج معلمين كلهم جيدين من كلياتها ومعاهدها ومن ثم لا مجال للحديث عن صفات المعلم الجيد أو غيره من أصحاب المهن الجيدين فالمفروض ألا يتخرج أحد إلا بعد أن يجيد ما يتعلق بمهنته وهو ما يسمى إتقان العمل
ولما كنا فى مجتمعات ليس فيها من العدالة إلا القليل فإن ما قاله الرجل يصبح فى خبر كان فلا أحد من طلبة كليات التربية أو المعلمين يريد أن يكون معلما إلا نادرا فهم يدخلون تلك الكلية حسب مجموع درجاتهم وليس رغبة منهم فى العمل كمعلمين لأنهم يرون حال المعلمين فى المجتمع
وتحدث عن أهمية مهنة التعليم فقال :
"أهمية مهنة التعليم:
ازداد الاهتمام بمهنة التعليم، فقد عنيت كافة الجماعات والمعاهد والمراكز الخاصة بإعداد المعلم تخصصيا ومهنيا وثقافيا وتدريبيا، وذلك بإيجاد برامج تزوده بالمعارف التربوية والتعليمية، وإكسابه المهارات المهنية من أجل تفعيل قدراته ومواهبه، حتى يقوم بالدور المطلوب منه على أكمل وجه (الترتوري والقضاه، 2006)."
فى الحقيقة ما يجرى فى بلادنا لا يدل على أى اهتمام بمهنة التعليم وحتى كليات التربية والمعلمين فى بلادنا معظم منها فيها جهلة بالتعليم والكثير منهم عين كمعلم بالوراثة أو القرابة فقد أصبحت مثلها مثل كليات الشرطة والكليات الحربية والدليل ألاف القضايا التى ترفع سنويا على الجامعات فى بلادنا من قبل الاوائل الذين لا يعينون ويعين مكانهم أقارب الأساتذة ومن لهم وساطات
وحتى أساتذة كليات التربية ومعهم باقى الكليات لا يقدمون شيئا من عند أنفسهم إلا نادرا وكل ما يقومون به هو النقل من مناحج وكتب الكفار فى الغرب أو حتى فى الشرق ووزارات التعليم أصبح من يمسكونها يعملون حسب من يدفع لهم فوجدنا المدارس اليابانية والمدارس الألمانية وحتى الصينية فى بلادنا وكأن عجزة لا نعرف كيف نعلم أو نضصع مناهج ناجحة
وتحدث عن إعداد المعلم فقال :
"إعداد المعلم وتأهيله لمهنة التعليم:
- الإعداد التخصصي:
ويقصد به إعداد المعلم ليكون ملما بفرع من فروع المعرفة، وهذا لا يتم إلا في الكليات الجامعية. فالمعلم لا يمكن أن يؤدي دوره التعليمي بالشكل المطلوب ما لم يتمكن من العلم الذي سيقوم بتعليمه في المستقبل.
ومن ناحية أخرى لا بد أن نجعل أسلوب التفكير والإبداع هو الهدف. وهنا يجب استخدام المعرفة كوسيلة لهذا التفكير والإبداع، فالتفكير والإبداع هما وسيلتان لنمو المعارف لدى المعلم، وعليهما تستند قدرات ومهارات المعلم العلمية (الترتوري والقضاه، 2006).
2- الإعداد المهني:
يعتبر الإعداد المهني أهم ركيزة من ركائز إعداد المعلم، حيث يهدف إلى تكوين وصقل شخصيته ليكون قادرا على أداء مهمته التربوية والتعليمية في توجيه وإرشاد الطلاب. ونقترح في هذا الجانب هدفين للإعداد المهني للمعلم:
أ. الاستيعاب الكامل لحقيقة العملية التربوية والتعليمية وأهدافها حتى يتمكن من التأثير الإيجابي في الطلاب وفقا للأهداف المقررة.
ب. الاستيعاب الكامل لاحتياجات الطلبة المختلفة، وقدراتهم ومعرفة الفروق الفردية وإمكاناتهم.
وكذلك نقترح هنا بعض البرامج لإعداد المعلم مهنيا:
• تزويد المعلمين بحصيلة فكرية من المعلومات والمفاهيم الأساسية في علم النفس التربوي كالطفولة والمراهقة والفروق الفردية ونظريات التعلم.
• معرفة أساليب الربط بين الخبرات الدراسية والوسائل التي تحقق ذلك، حتى يستطيع أن يؤدي مهنته على مستوى طيب من الأداء.
• إلمام المعلمين بقدر كاف من المعلومات والخبرات التي تتعلق بالبيئة المدرسية بمراحلها المختلفة من حيث الأهداف والوظائف.
• معرفة أهمية الوسائل التعليمية لاستخدامها في الأوقات المناسبة.
• دراسة أساليب التقييم المختلفة.
• التعرف على أساليب التوجيه والجوانب التي يمكن أن يتم فيها هذا التوجيه.
• التدريب المستمر على الأسلوب العلمي في التفكير والإبداع والقدرة على حل المشكلات.
• إن الإعداد المهني يهدف إلى إكساب المعلم القدرة على استخدام الوسائل. وأن يستفيد من التجارب، وعليه فإن المعلم لا بد أن يعد الإعداد الجيد قبل ممارسة المهنة.

البقية
 
أعلى