خالد عيد العنزي / الملاس / رسالة مفتوحة إلى سمو رئيس الوزراء... تحرّر ولا تصالح!

ستالايت

عضو بلاتيني
«إحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز»، حديث شريف.
( 1 )
نبارك لك أولاً يا سمو رئيس الوزراء، تجديد ثقة صاحب السمو الأمير بشخصك ونهجك، فثقة سموه غالية وتصبح أغلى حين تتجدد وتكون «كاملة» مع تشديد سموه على كلمة «كاملة»، ويصبح للكلام معنى أعمق حين يضيف صاحب السمو «ولكن ثقتي اهتزت ببعض الناس».
وهل من فخر لكم أسمى من كون ثقة صاحب السمو بكم كاملة متجددة مع اهتزاز ثقة سموه «ببعض الناس»، فهي أمانة كبيرة، والأمانة الثقيلة تستوجب مسؤولية أكبر، لكن سموه مدرك أنك خير من تحمل الأمانة.
يا سمو الرئيس، إن تعيين صاحب السمو، وهو أبو السلطات، لكم رئيساً للوزراء من جديد شهادة سامية تستلزم عملاً أكثر، وتأكيد على ثقة متجددة بكم وبشخصكم خصوصاً، وفي هذا عبرة لمن اعتبر ولمن لم يعتبر.

( 2 )
يا سمو الرئيس، لقد أجمع الجميع أنك رجل إصلاح، فالكل قال ويقول ما سبق وقيل، وهو ألا أحد يشكك بانك رجل إصلاح، وفي هذا إجماع نيابي وشعبي، ولذلك موجبات ومترتبات، فمن يحوز ثقة صاحب السمو وثقة الشعب يكون لديه «كارت بلانش» لتشكيل حكومته العتيدة.
يا سمو الرئيس، إن تحرركم من ضغوط القوى السياسية وأصحاب النفوذ في تحديد أسماء أعضاء الحكومة أمر واجب، خصوصاً إن تذكرنا كيف «لغموا» تشكيلاتك السابقة بوزراء التأزيم والمحاصصة.
إن البعض يعمد إلى محاولة «تلغيم» حكومتك بأسماء تأزيمية من باب التزكية، كونهم لا يملكون سوى أن يعترفوا بأنك رجل إصلاح حزت الثقة، وهم مقتنعون بتلك الثقة كلها، لكن مصالحهم وحساباتهم تتعارض ومنحك حرية اختيارك تشكيلة فريقك الوزاري.

( 3 )
يا سمو الرئيس، يقول الشاعر العربي:
«إذا هبت رياحك فاغتنمها
فإن لكل خافقة سكون».
فاغتنم الفرصة ولا تساير في اختيار الوزراء لئلا يأتي زمان «السكون» وتتحمل نتائج أخطاء من سايرت وقبلتهم أعضاء في فريقك.
فها هي الحياة السياسية وكأنها تجددت بالكامل، فهذا مجلس أمة جديد وفق قانون انتخاب جديد وانتخابات مشهود لها بالنزاهة، أي أن السلطة التشريعية «جُددت»، وهو ما يستلزم تجديداً في كفة الميزان المقابلة، أي السلطة التنفيذية.
لقد أعاد صاحب السمو الأمير الأمر إلى الشعب حين استحال التعايش بين السلطتين، واليوم وبعد أن قال الشعب كلمته ينتظر الجميع أن يقول رئيس الوزراء كلمته المتمثلة بتشكيل فريق عمله من دون تدخل من أحد، فهل من حق أحد أن يتدخل ويفرض على رئيس الحكومة أسماء معينة.

( 4 )
يا سمو الرئيس، نعتقد أنك مُنحت مطلق الحرية في تشكيل حكومتك، وهو المدخل الصحيح لإرساء دعائم التعاون والتفاعل بين السلطتين، وكما اختار الشارع الكويتي ممثليه بحرية على «من يعنيهم الأمر» أن يوفروا لك «مطلق» الحرية في اختيار فريقك الوزاري، كما فعل صاحب السمو الأمير.
لقد أبعد الشعب الكويتي بعض المؤزمين عن قاعة عبدالله السالم، وعاقب البعض وكافأ البعض الآخر عبر صندوق الاقتراع، وعلى سموك أن تحذو حذو توجهات الشارع الكويتي فتكافئ المخلصين الأكفاء وتعاقب المؤزمين ومشاريع التأزيم بإبعادهم عن التشكيلة المنتظرة.

( 5 )
لقد مل الناس يا سمو الرئيس من لعبة القط والفأر بين مجلس الأمة والحكومة، فالكويتيون يريدون أن تخرج الكويت من هذه الحلقة المفرغة التي تستنزف الوقت والجهد في صراع عبثي لا طائل منه، والمواطنون يريدون حلولاً لمشاكلهم ويتمنون على العاملين في الشأن العام أن ينزلوا من أبراجهم العاجية إلى الشارع ليروا مشاكل الناس ومعاناتهم على أرض الواقع، وأن يهجروا صراعاتهم النخبوية على تقسيم «الكعكة» لصالح هذا الوطن وأبنائه.

( 6 )
يا سمو الرئيس، يقول الشاعر:
«إذا كنــــــــــت ذا رأي فــــــكــــــن ذا عزيمـــــــــة
فـــــإن فســـــاد الـــرأي أن تتـــــرددا».
ولا خلاف على أن سداد الرأي موجود لديكم بشهادة سمو الأمير والشعب بأطيافه كلها، والقوى السياسية على اختلاف مشاربها. ومادام الرأي السديد موجود فإن المطلوب هو «العزيمة»، وهي مسؤولية عليكم إنجازها من دون الرضوخ إلى الابتزاز السياسي أو القبول بأن يعين لك «البعض» أحداً من وزرائك.
عليكم يا سمو الرئيس أن تعيدوا تقييم التشكيلات الوزارية السابقة لتروا أين كان الخطأ، وكلنا يعلم أنكم سايرتم حيناً وجاملتهم حيناً آخر في اختيار بعض الأسماء، وهو ما لا نتمنى أن يحصل هذه المرة، خصوصاً وأنكم تعرفون أكثر من غيركم أن من يدفع الثمن لا يكون هو من ارتكب الخطأ بالضرورة!
نعلم أنها مسؤولية كبيرة يا سمو الرئيس، لكن معينكم الأكبر عليها، بعد الله تعالى، هو تلك الثقة التي منحت لكم من صاحب السمو ومن الشعب الكويتي، فأعقلها وتوكل يا سمو الرئيس ووصية الشعب الكويتي لك أن «تحرر» و«لا تصالح»!

ماسيج:
ـ محمد هايف هو الشخص الوحيد الذي بقي جالساً ولم يقف احتراماً للسلام الوطني، لا تعليق!
ـ على هامش وصول السائق المصري المدان بدهس جنود أميركيين بالكويت رأت الجماعة الإسلامية بمصر أن سياسات أميركا تدفع سائقي العالم الإسلامي كلهم إلى استهداف جنودها بالدهس، يمكن الكلام مقبول في العراق وأفغانستان أما بالكويت فلا وألف لا... وكفاية تحريض.
ـ يقول وكيل وزارة التربية علي البراك إن أسئلة الثانوية العامة هذا العام مبسطة ومن داخل المنهاج، فهل نفهم من ذلك أن أسئلة الأعوام السابقة معقدة ومن خارج المنهج؟
ـ أحيا الشيخ مبارك الدعيج الإعلام الخارجي ودمروه من بعده، والآن نرى تطويراً وإحياء لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) التي نتمنى لها مصيراً غير مصير الإعلام الخارجي، عساك عالقوة.

خالد عيد العنزي
كاتب وصحافي كويتي
Al_malaas@yahoo.com


التعليق:
ياسيدي نحن نعيش مرحله من الفوضى ....يجب ان نؤمن بتلك الحقيقه ..البسطاء و السذج والمنتفعين من هذا الفراغ وحدهم الذين يصفقون ...حتى الوزير يريدنا ان نعامله كالامير ...نستقبله ونزفه وندعو له بطول البقاء ...تبا لهذا الفساد ..
 
أعلى