قناص خيطان
عضو فعال
في دراسة له عن المخاض الاستراتيجي في منطقة عمليات الخليج
ناصر الدويلة: الضربة الأمريكية لإيران في الخريف وتستهدف الحرس الثوري بالأسلحة النيوترونية
حذر عضو مجلس الامة حالياً المقدم الركن ناصر الدويلة «سابقا» دول المنطقة من الاحتمالات
السيئة التي قد تنشأ عن توجيه امريكا ضربة عسكرية ضد ايران على خلفية التصعيد الذي
بدأنا نلمسه في الايام الاخيرة حول ملف ايران النووي، داعيا تلك الدول الى الاستعداد والمبادرة
الى بحث معمق في هذا المخاض وانعكاساته وان تحدد احتياجاتها من الاسلحة والتعبئة
والامدادات وتخزين المواد وتأمين الحقول ومحطات الطاقة والحدود والتنسيق مع الاصدقاء وعدم
الاعتماد على الحلفاء.
وتوقع النائب الدويلة في دراسة اعدها حول هذا الموضوع تحت عنوان «المخاض الاستراتيجي
في منطقة عمليات الخليج» وصدرت عن المركز الاستراتيجي للدراسات وادارة المشاريع
والخطط، وهو مركز بحثي تطوعي، توقع ان تبدأ الضربة العسكرية ضد ايران في الخريف المقبل.
وقال الدويلة ان لا خيار امام ادارة الرئيس بوش سوى تغيير النظام في طهران، ولا يمكن لأمريكا
ان تواجه ايران بحرب تقليدية أو ان تخضعها لعقوبات دولية، وان الخيار الاستراتيجي الامريكي
الوحيد لتغيير النظام في ايران هو استخدام الاسلحة (النيوترونية)، وهي اسلحة نووية تقتل
الاحياء ولا تدمر المنشآت، يزول اثرها بعد 12 يوما، وتوجه ضد قوات الحرس الثوري الايراني
لتجريد النظام من اساس قوته المادي.
وقد اوضح النائب الدويلة في دراسته مختلف اوجه القضية وكل الاحتمالات الممكنة، وحيثيات
الموقفين الامريكي والايراني، والخيارات المتاحة امام امريكا، وخطة الهجوم العسكري المتوقع
وبالتفصيل، وفيما يلي ما جاء في الدراسة:
موقف ساخن
ان الموقف الاستراتيجي في منطقة عمليات الخليج لم يهدأ منذ أعلن الرئيس جورج بوش
استراتيجيته الجديدة مطلع عام 2007.
فقد حاول الرئيس بوش ان يعالج المأزق الأمريكي في العراق بزيادة عدد القوات الأمريكية بما
يعادل 3 فرق اضافية لتحقيق حد أدنى من التقدم الأمني هناك وسط معارضة شديدة من
الكونجرس والشعب.
ان خيار زيادة عدد القوات دليل على ان ادارة الرئيس بوش لازالت تتبنى الخيار العسكري كأداة
رئيسة لاستراتيجيتها في المنطقة مهملة تقرير لجنة بيكر هاملتون التي لم يجف حبرها ساعة
اعلان بوش خطته المعتمدة على الحل العسكري في العراق.
ان الحقيقة الاستراتيجية ان أي حل لا يستند الى القوة غير مجد في العراق ولكن لن تكون
القوة وحدها كافية لتحقيق التقدم والنجاح وهنا تكمن عقدة المخططين الاستراتيجيين
الأمريكيين وهي أين يكمن مفصل الربط بين القوة والوسائل الأخرى ولقد تعلم الأمريكيون بعض
الدروس بعد ان دفعوا ثمنا باهظا جدا لها.
استطاعت الولايات المتحدة ان توجد شرخ في العلاقة بين التيار الصدري والتنظيمات الشيعية
الاخرى وكذلك بين التنظيمات السنية وتنظيم القاعدة في الأنبار والتجمعات السنية مما ادى
الى نجاح كبير لتنظيمات الصحوة فتمكنت الدولة العراقية من خلال العمل العسكري المدعوم
من الجيش الأمريكي من توجيه ضربات قاسية للتيار الصدري ولتنظيم القاعدة نيابة عن
الأمريكان وفرض امر واقع جديد على الأرض.
لم تتخذ ايران اية خطوات مضادة لمواجهة فرض الدولة العراقي سيطرتها على كل العراق
واكتفت باخراج السيد مقتدى الصدر من العراق لتأمين الحماية له وقللت من نشاط عملائها
لدرجة الجمود تفاديا لتلك الضربة وبتنسيق مع الحكومة العراقية احيانا تمثل في زيارات متبادلة
للرئيس العراقي والرئيس الايراني واخيرا رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي لطهران
فتم سحب التنظيمات المسلحة التي لم تلتزم بالتعليمات الصادرة من طهران بواسطة الدولة
العراقية المدعومة من الأمريكان.
حقيقة المشروع الأمريكي في العراق
كان هدف السياسية الأمريكية في العراق هو اقامة حكومة شيعية علمانية تحظى بدعم
الأغلبية الشيعية ولا تعارضها ايران وهذه الدولة الشيعية العلمانية هي الضمانة الاستراتيجية
المستقبلية لمواجهة التوجهات الجهادية السنية المنتشرة في المنطقة فبعد ان دفعت السيد
احمد الجلبي استبدلته بالسيد اياد علاوي وبعد ان فشلت بالاعتماد على العلمانيين الشيعة
اضطرت لقبول اسلاميين شيعة معتدلين فجاء السيد الجعفري ثم السيد المالكي بطرق
ديموقراطية وبحماية قوات الاحتلال وبمباركة السيد السيستاني مع مقاومة شديدة لأية محاولة
يقوم بها البعثيون للعودة للحياة السياسية.
كان السبب الذي دفع الرئيس بوش للاصرار على تسليم الشيعة مقاليد الحكم في العراق هو
اعتماده على النظرية التي سيطرت على اليمين المتطرف في الادارة الامريكية خلال فترة
التخطيط لغزو العراق التي ملخصها ان النظام في المملكة العربية السعودية يواجه تحديات
جدية من تنظيم القاعدة وان النظام السعودي يجنح نحو مزيد من الديكتاتورية التي ستؤدي
الى سقوطه خلال 15 - 20 عاما بيد المتطرفين الاسلاميين وفقا لتقديرات امريكية متشائمة
ولو سقط النظام في السعودية بيد الفكر الجهادي السني فإن جميع انظمة المنطقة سوف
تسقط تباعا بيد التطرف السني الجهادي وسيملك المتطرفون السنة عصب الاقتصاد العالمي.
وهذه الفكرة تفترض انه لو بقي النظام في العراق بعد سقوط صدام حسين بيد السنة
فسينضمون تباعا الى الدولة الاسلامية الناشئة في الجزيرة العربية التي تتبنى الفكر الجهادي
السني ولو حصل ذلك فستمتلك تلك الدولة عصب الاقتصاد العالمي الذي سيرتبط خلال
العقدين القادمين كثيرا بنفط الخليج.
لذلك كان لا بد من زرع نظام علماني يسيطر عليه الشيعة في العراق يتم بناؤه وتقويته خلال
العقدين القادمين ليواجه التمدد السني تمهيدا لاشغال المنطقة بحرب طائفية عظمى بين
دولها تجعل كل دول المنطقة ضعيفة وفي حاجة لبيع نفطها للغرب دون قيود وتبعد أي تهديد
بقيام دولة اسلامية واحدة في الخليج والعراق وما يمكن ان يمتد الى كل المنطقة.
سعت الولايات المتحدة الامريكية لاقناع المملكة العربية السعودية لتغيير جذري في سياستها
المحافظة دون جدوى وظهر الى العلن لأول مرة عمق الخلافات الامريكية السعودية وهوجمت
المملكة العربية السعودية من قبل كل قوى الضغط الامريكية وظهر من يتوقع سقوط النظام
بأسرع مما هو مقدر له، ولكن ثبات نظام الحكم السعودي وسيطرته الكبرى على الامن واتخاذه
اجراءات حسنت من معيشة المواطنين افشلت كل التوقعات السابقة واظهرت خطأ المتشككين
بمستقبل النظام.
سيطرة إيران على الشيعة في العراق
اتضح للحكومة الامريكية ان كل فرضية تلغي تبعية الشيعة في العراق الى المرجعيات الدينية
هي فرضيات غير واقعية وان التيار الشيعي في العراق لا يمكن فصله عن اتباع السادة الشيعة
او المراجع العظام وان تأثير إيران المذهبي في العراق يفوق أي تأثير آخر وبدأت إيران تفرض
سيطرتها على الساحة العراقية عبر الاحزاب الشيعية التابعة لها وعبر دعمها المباشر لعمليات
القاعدة في العراق حتى اصبح الوجود الامريكي في العراق في مهب الريح وصار الصراع بين
إيران وامريكا يدور حول من سيخرج الآخر من العراق وبالتالي من المنطقة اجمع.
تأثير عقيدة الرجعة في السياسات الإيرانية
ان مشكلة إيران الاستراتيجية تكمن في ضعف اقتصادها وهي لا تستطيع ان تمتلك القوة
الاقتصادية للتوسع بدون ان تضع يدها على ثروات المنطقة ولا يمكنها ذلك الا بانتهاء الهيمنة
الامريكية في المنطقة التي تسعى جاهدة الى خلق الظروف المؤدية الى اسقاط النظام
الديني في إيران خلال فترة بسيطة وكما قال برجنسكي في كتابه القيم الاختيار بين قيادة
العالم او السيطرة عليه ص 67: «ليس من المعروف كيف ستتطور الامور في إيران ولكن من
المؤكد ان ايام حكومتها الاصولية باتت معدودة التي بدونها لن تتمكن الاصوليات الاخرى في
المنطقة من البقاء» فبقاء حماس والتنظيمات الجهادية القوية في فلسطين وحزب الله في
لبنان وفي المنطقة والتشدد السوري والقاعدة والتيار الصدري ومعارضي النظام في افغانستان
وتنظيمات فيلق القدس مرتبط بقدر ما يصلهم من الدعم الإيراني الهادف الى زعزعة الوجود
الامريكي على المدى الطويل لاخراجه من المنطقة نهائيا.
ان النظام الإيراني نظام ديني يتبنى عقيدة الشيعة الاثني عشرية القائمة على «نظرية
الرجعة» وهي عقيدة قديمة قائمة على فكرة انتظار ظهور المهدي المنتظر وهو امل الشيعة في
الخلاص من الظلم ونصرة المستضعفين في الارض وكان المهدي قد اختفى منذ العصر العباسي
في سرداب سامراء حسب الرواية المعتمدة لدى اغلبية الشيعة وعانى الشيعة منذ قرون من
الاضطهاد بسبب ثوراتهم المتكررة على انظمة الحكم.
فرغم قيام اكثر من دولة شيعية في التاريخ الا ان المهدي المنتظر لم يظهر في اي منها ويرجع
الشيعة عدم ظهور المهدي لعدم حصول «المنعة» بمعنى ان المهدي المنتظر لن يخرج حتى لو
قامت الدولة الاسلامية الشيعية ما لم تكن هذه الدولة تمتلك القوة لحماية المهدي من اعدائه
وهذه القوة يجب ان تكون رادعة بشكل كاف لضمان بقاء المهدي والدولة المهدوية المنتظرة.
أثر نظرية غيبة الإمام المهدي في الموقف الإيراني
الامام المهدي المنتظر هو الامام الثاني عشر في المذهب الاثني عشري من سلسلة الائمة
آل البيت من ابناء الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، عليه وعلى ابنائه وامهم فاطمة
الزهراء افضل الصلاة والسلام واسم الامام المهدي هو محمد بن الامام الحسن العسكري بن
الامام علي الهادي بن الامام جعفر الصادق عليهم افضل الصلاة والسلام.
ويقول المؤرخون السنة ان الامام الحسن العسكري مات وليس له ولد ودليلهم في ذلك وصية
الحسن العسكري لامه وينسب الشيعة تلك الوصية للتقية ويقول علماء المذهب الاثني
عشري ان ابن الامام الحسن العسكري تم اخفاؤه عن عيون السلطان وان سبب غيبته هو
الخوف من السلطان الجائر ويقول الشيخ المفيد في الارشاد ص (345) «خلف الحسن ابنه
المنتظر لدولة الحق وكان قد اخفى مولده وستر امره لصعوبة الوقت وشدة طلب سلطان الزمان
له واجتهاده في البحث عن امره ولما شاع من مذهب الامامية فيه وعرف من انتظارهم له فلم
يظهر ولده في حياته ولا عرفه الجمهور بعد وفاته» واعتبر المفيد الظروف المحيطة بغيبة الامام
المهدي اصعب بكثير من الظروف التي احاطت بالائمة السابقين من اهل البيت عليهم السلام
الذين لم يختفوا عن الانظار وكانوا يتحضون بالتقية وان سلاطين الزمان كانوا يعلمون قيام
المهدي بالسيف ولذلك كانوا احرص على ملاحقته واستئصال شأفته وان السبب الذي يمنعه
من الخروج هو قلة الاعوان والانصار -المفيد في الأمالي وكذلك في الفصول المختارة ص 345
وقد روى الكليني في الكافي والصدوق في اكمال الدين مجموعة روايات عن الامام الصادق عليه
السلام تشير إلى أن سبب الغيبة هو الخوف من السلطان والتقيه- الكافي الجزء الأول ص 337
- 338 و340 واكمال الدين ص 481 وقد برر السيد المرتضى والشيخ الطوسي والجراجكي سبب
غيبة الامام المهدي ان احدا من البشر لا يقوم مقام الامام المهدي لانه اخر الأئمة وان مصلحة
المكلفين مقصورة عليه.
¼ ان قوات حرس الثورة في ايران تسعى بكل قوة لامتلاك القنبلة النووية ليتحقق الردع في
دولة المهدي وسارعت ايران لامتلاك وسائل الاطلاق لردع الاعداء كما انهم يسعون للسيطرة
على نفط العراق والمنطقة عبر اخراج الجيش الامريكي من العراق وقيام حكومة شيعية عظمى
في المنطقة تتبع الولي الفقيه في قم الذي هو بمثابة نائب لصاحب الزمان الامام المهدي
المنتظر وستكون الكويت وجاراتها ساقطة استراتيجيا في تلك الدولة العظمى حيث ان قيام
دولة شيعية واحدة في ايران والعراق سيسقط الكويت وان انضمام شعوب ايران والعراق والكويت
لدولة المهدي سيمنحها الشعب والمال والسلاح الكافي لحماية المهدي المنتظر حال خروجه
وفقا لرأي المندفعين لتهيئة الظروف لخروج المهدي رغم وجود معارضة لهذا الاندفاع يمثله
الرئيسان خاتمي ورفسنجاني مع ملاحظة ان كلا الرئيسين ينتميان للمؤسسة الدينية مما
يجعل الفكرة المسيطرة على تيار الرئيس نجاد محل اختلاف حتى بين قادة كبار في طهران
وسيؤدي استمرار هذا التجاذب الى تقدم من يعارض النظرية المهدوية من اساسها وعلى
رأسهم السيد أحمد الكاتب وهو من طلبة الحوزة في النجف الاشرف وقم ومن مرافقي الامام
الخميني وقد سطر موقفه من نظرية الرجعة في كتابه المثير للجدل «تطور الفكر السياسي
عند الشيعة من الشورى الى ولاية الفقيه» فالرئيسان خاتمي ورفسنجاني يؤمنان بأن أي
اندفاع سيؤدي للصدام مع القوى العظمى وان المخاطرة لن تكون لصالح ايران وقد تؤدي الى
سقوط النظام الى الابد مما سيؤدي الى انتكاسة عظمى للفكر الشيعي في العالم في حين
يرى الرئيس نجاد بأن الظروف أصبحت مؤاتية لظهور المهدي المنتظر اذا نجحت ايران بامتلاك
القنبلة النووية وخرج الجيش الامريكي من المنطقة مما يهيئ المنطقة للسقوط المتتالي في
يد التنظيمات الحزبية التابعة لايران المنتشرة في كل دول المنطقة وما سيطرة حزب الله
السريعة على بيروت الغربية قبل أيام إلا مؤشر على قدرة التنظيمات التابعة لايران في التحرك
السريع وفرض الأمر الواقع.
لقد قال الرئيس احمدي نجاد في رده الغاضب على رافسنجاني الذي كان يدعوه للتريث في
السعي لامتلاك السلاح النووي والتهدئة مع الغرب ما نصه «انني لا أتلقى الأوامر في هذا
الشأن إلا من صاحب الزمان الامام المهدي المنتظر أو من السيد الولي الفقيه» وهذا يؤكد
بصورة قاطعة ان المسيطر على السياسة الايرانية هو تهيئة الظروف لخروج المهدي المنتظر
بغض النظر عما هو واقعي أو مستحيل فكل سياسات المحافظين الايرانيين تنطلق من نظرية
ظهور المهدي المسيطرة على حرس الثورة الايرانية وعلى الولي الفقيه مرشد الثورة الذي
اتخذ مواقف مؤيده للجناح المتطرف في ايران ضد جناح خاتمي ورافسنجاني فالكل يسعى ان
يهيئ الظروف لخروج المهدي في زمانه والتنعم في سلطانه، وقد ثبتت الرايات عند أهل السنة
والجماعة انه سيخرج في اخر الزمان رجل من امة محمد اسمه على اسم رسول الله يملأ
الأرض عدلا كما ملأت جورا وظلما.
النتائج المتولدة من تصادم الموقفين
ستتحمل القوات الامريكية خسائر متزايدة طالما استمرت ايران تدعم القوى المعارضة للوجود
الامريكي بصورة تهدد وجودها ولن تتمكن الولايات المتحدة من تحقيق تسوية في الشرق
الاوسط الا بموافقة ايران وسيبقى التهديد بتدمير اسرائيل قائماً وجدياً على المدى الطويل.
ستهتز قوة الولايات المتحدة وسيتراجع نفوذها في اخطر مناطق العالم تأثيرا في الاقتصاد
العالمي والحضارة الغربية، وستضطر دول حليفة لامريكا للتعامل مع الواقع الايراني مما سيسرع
بفشل كل المشروع الامريكي في المنطقة خلال فترة وجيزة.
ان تأثير قيام امبراطورية مهدوية قوية نووية في ايران والعراق والكويت سيؤدي لتغيير معادلة
القوى الدولية من عالم آحادي القطب الى عالم متعدد الاقطاب ويتراجع معها النفوذ الغربي
بمجمله تراجعا يهدد العالم الصليبي خلال الخمسين سنة القادمة.
ان تكلفة دعم الولايات المتحدة لاصدقائها في المنطقة سيكون مكلفا للغاية في حالة قيام
الامبراطورية المهدوية مما سيؤدي الى سقوط جميع دول المنطقة بيد الامبراطورية الدينية
الناشئة بشكل حتمي وهنا ستواجه الولايات المتحدة خطرا سيكون اعظم من أي خطر تواجهه
امريكا الآن.
معضلة بوش في العراق
ان الرئيس جورج بوش يعتنق الفكر اليميني المتشدد ويستمد ثقافته في الحكم من نصوص
الكتاب المقدس ويتبنى الافكار اللاهوتية في تعاملاته الدولية وبالتالي فلا يمكن البحث في
الافتراضات بعيدا عن الخلفية الدينية للرئيس والمحيطين به من كبار الاستراتيجيين
الجمهوريين.
ان الموقف الامريكي في العراق لن يتحسن بالاساليب الديموقراطية فقط بل ان أي نجاح في
العراق لا بد ان يستند الى القوة العسكرية.
لا يمكن الاستمرار في تكاليف الحرب في العراق لمدة طويلة وان وصول أي رئيس ديموقراطي
للبيت الابيض لا يتبنى مواجهة ايران سيؤدي الى سيطرة ايران على المنطقة وتهديد العالم
المسيحي واسرائيل.
ان الفترة الباقية من ولاية الرئيس بوش باتت ضيقة للغاية وان مواجهة ايران عسكريا ستطول اذا
استخدمت الاسلحة التقليدية ولن تتحمل الموازنة الامريكية الاستنزاف اكثر مما هي عليه.
لن يكون امام الرئيس بوش الا مواجهة ايران وفقا لنظريته المستندة الى الارادة الالهية التي
صرح بها امام تجمع ديني في فبراير الماضي حيث قال: (ان ما نقوم به في العراق هو تنفيذا
لارادة الرب) ووفقا لما صرح به سابقا (انها حرب صليبية) وهذه الارادة الالهية هي التي تبرر
للرئيس بوش اندفاعه لضرب ايران وهي مبرره الاخلاقي لتحمل الخسائر الفادحة في الارواح
والاموال.