مقدم ركن كويتي سابق : الضربة الأمريكية لإيران في الخريف

قناص خيطان

عضو فعال
في دراسة له عن المخاض الاستراتيجي في منطقة عمليات الخليج​

ناصر الدويلة: الضربة الأمريكية لإيران في الخريف وتستهدف الحرس الثوري بالأسلحة النيوترونية​

%2fData%2fSite1%2fArticles%2f650804%2f3.pc.jpg


حذر عضو مجلس الامة حالياً المقدم الركن ناصر الدويلة «سابقا» دول المنطقة من الاحتمالات​

السيئة التي قد تنشأ عن توجيه امريكا ضربة عسكرية ضد ايران على خلفية التصعيد الذي​

بدأنا نلمسه في الايام الاخيرة حول ملف ايران النووي، داعيا تلك الدول الى الاستعداد والمبادرة​

الى بحث معمق في هذا المخاض وانعكاساته وان تحدد احتياجاتها من الاسلحة والتعبئة​

والامدادات وتخزين المواد وتأمين الحقول ومحطات الطاقة والحدود والتنسيق مع الاصدقاء وعدم​

الاعتماد على الحلفاء.​

وتوقع النائب الدويلة في دراسة اعدها حول هذا الموضوع تحت عنوان «المخاض الاستراتيجي​

في منطقة عمليات الخليج» وصدرت عن المركز الاستراتيجي للدراسات وادارة المشاريع​

والخطط، وهو مركز بحثي تطوعي، توقع ان تبدأ الضربة العسكرية ضد ايران في الخريف المقبل.​

وقال الدويلة ان لا خيار امام ادارة الرئيس بوش سوى تغيير النظام في طهران، ولا يمكن لأمريكا​

ان تواجه ايران بحرب تقليدية أو ان تخضعها لعقوبات دولية، وان الخيار الاستراتيجي الامريكي​

الوحيد لتغيير النظام في ايران هو استخدام الاسلحة (النيوترونية)، وهي اسلحة نووية تقتل​

الاحياء ولا تدمر المنشآت، يزول اثرها بعد 12 يوما، وتوجه ضد قوات الحرس الثوري الايراني​

لتجريد النظام من اساس قوته المادي.​

وقد اوضح النائب الدويلة في دراسته مختلف اوجه القضية وكل الاحتمالات الممكنة، وحيثيات​

الموقفين الامريكي والايراني، والخيارات المتاحة امام امريكا، وخطة الهجوم العسكري المتوقع​

وبالتفصيل، وفيما يلي ما جاء في الدراسة:​

موقف ساخن​

ان الموقف الاستراتيجي في منطقة عمليات الخليج لم يهدأ منذ أعلن الرئيس جورج بوش​

استراتيجيته الجديدة مطلع عام 2007.​

فقد حاول الرئيس بوش ان يعالج المأزق الأمريكي في العراق بزيادة عدد القوات الأمريكية بما​

يعادل 3 فرق اضافية لتحقيق حد أدنى من التقدم الأمني هناك وسط معارضة شديدة من​

الكونجرس والشعب.​

ان خيار زيادة عدد القوات دليل على ان ادارة الرئيس بوش لازالت تتبنى الخيار العسكري كأداة​

رئيسة لاستراتيجيتها في المنطقة مهملة تقرير لجنة بيكر هاملتون التي لم يجف حبرها ساعة​

اعلان بوش خطته المعتمدة على الحل العسكري في العراق.​

ان الحقيقة الاستراتيجية ان أي حل لا يستند الى القوة غير مجد في العراق ولكن لن تكون​

القوة وحدها كافية لتحقيق التقدم والنجاح وهنا تكمن عقدة المخططين الاستراتيجيين​

الأمريكيين وهي أين يكمن مفصل الربط بين القوة والوسائل الأخرى ولقد تعلم الأمريكيون بعض​

الدروس بعد ان دفعوا ثمنا باهظا جدا لها.​

استطاعت الولايات المتحدة ان توجد شرخ في العلاقة بين التيار الصدري والتنظيمات الشيعية​

الاخرى وكذلك بين التنظيمات السنية وتنظيم القاعدة في الأنبار والتجمعات السنية مما ادى​

الى نجاح كبير لتنظيمات الصحوة فتمكنت الدولة العراقية من خلال العمل العسكري المدعوم​

من الجيش الأمريكي من توجيه ضربات قاسية للتيار الصدري ولتنظيم القاعدة نيابة عن​

الأمريكان وفرض امر واقع جديد على الأرض.​

لم تتخذ ايران اية خطوات مضادة لمواجهة فرض الدولة العراقي سيطرتها على كل العراق​

واكتفت باخراج السيد مقتدى الصدر من العراق لتأمين الحماية له وقللت من نشاط عملائها​

لدرجة الجمود تفاديا لتلك الضربة وبتنسيق مع الحكومة العراقية احيانا تمثل في زيارات متبادلة​

للرئيس العراقي والرئيس الايراني واخيرا رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي لطهران​

فتم سحب التنظيمات المسلحة التي لم تلتزم بالتعليمات الصادرة من طهران بواسطة الدولة​

العراقية المدعومة من الأمريكان.​

حقيقة المشروع الأمريكي في العراق​

كان هدف السياسية الأمريكية في العراق هو اقامة حكومة شيعية علمانية تحظى بدعم​

الأغلبية الشيعية ولا تعارضها ايران وهذه الدولة الشيعية العلمانية هي الضمانة الاستراتيجية​

المستقبلية لمواجهة التوجهات الجهادية السنية المنتشرة في المنطقة فبعد ان دفعت السيد​

احمد الجلبي استبدلته بالسيد اياد علاوي وبعد ان فشلت بالاعتماد على العلمانيين الشيعة​

اضطرت لقبول اسلاميين شيعة معتدلين فجاء السيد الجعفري ثم السيد المالكي بطرق​

ديموقراطية وبحماية قوات الاحتلال وبمباركة السيد السيستاني مع مقاومة شديدة لأية محاولة​

يقوم بها البعثيون للعودة للحياة السياسية.​

كان السبب الذي دفع الرئيس بوش للاصرار على تسليم الشيعة مقاليد الحكم في العراق هو​

اعتماده على النظرية التي سيطرت على اليمين المتطرف في الادارة الامريكية خلال فترة​

التخطيط لغزو العراق التي ملخصها ان النظام في المملكة العربية السعودية يواجه تحديات​

جدية من تنظيم القاعدة وان النظام السعودي يجنح نحو مزيد من الديكتاتورية التي ستؤدي​

الى سقوطه خلال 15 - 20 عاما بيد المتطرفين الاسلاميين وفقا لتقديرات امريكية متشائمة​

ولو سقط النظام في السعودية بيد الفكر الجهادي السني فإن جميع انظمة المنطقة سوف​

تسقط تباعا بيد التطرف السني الجهادي وسيملك المتطرفون السنة عصب الاقتصاد العالمي.​

وهذه الفكرة تفترض انه لو بقي النظام في العراق بعد سقوط صدام حسين بيد السنة​

فسينضمون تباعا الى الدولة الاسلامية الناشئة في الجزيرة العربية التي تتبنى الفكر الجهادي​

السني ولو حصل ذلك فستمتلك تلك الدولة عصب الاقتصاد العالمي الذي سيرتبط خلال​

العقدين القادمين كثيرا بنفط الخليج.​

لذلك كان لا بد من زرع نظام علماني يسيطر عليه الشيعة في العراق يتم بناؤه وتقويته خلال​

العقدين القادمين ليواجه التمدد السني تمهيدا لاشغال المنطقة بحرب طائفية عظمى بين​

دولها تجعل كل دول المنطقة ضعيفة وفي حاجة لبيع نفطها للغرب دون قيود وتبعد أي تهديد​

بقيام دولة اسلامية واحدة في الخليج والعراق وما يمكن ان يمتد الى كل المنطقة.​

سعت الولايات المتحدة الامريكية لاقناع المملكة العربية السعودية لتغيير جذري في سياستها​

المحافظة دون جدوى وظهر الى العلن لأول مرة عمق الخلافات الامريكية السعودية وهوجمت​

المملكة العربية السعودية من قبل كل قوى الضغط الامريكية وظهر من يتوقع سقوط النظام​

بأسرع مما هو مقدر له، ولكن ثبات نظام الحكم السعودي وسيطرته الكبرى على الامن واتخاذه​

اجراءات حسنت من معيشة المواطنين افشلت كل التوقعات السابقة واظهرت خطأ المتشككين​

بمستقبل النظام.​

سيطرة إيران على الشيعة في العراق​

اتضح للحكومة الامريكية ان كل فرضية تلغي تبعية الشيعة في العراق الى المرجعيات الدينية​

هي فرضيات غير واقعية وان التيار الشيعي في العراق لا يمكن فصله عن اتباع السادة الشيعة​

او المراجع العظام وان تأثير إيران المذهبي في العراق يفوق أي تأثير آخر وبدأت إيران تفرض​

سيطرتها على الساحة العراقية عبر الاحزاب الشيعية التابعة لها وعبر دعمها المباشر لعمليات​

القاعدة في العراق حتى اصبح الوجود الامريكي في العراق في مهب الريح وصار الصراع بين​

إيران وامريكا يدور حول من سيخرج الآخر من العراق وبالتالي من المنطقة اجمع.​

%2fData%2fSite1%2fArticles%2f650804%2f1.pc.jpg

تأثير عقيدة الرجعة في السياسات الإيرانية​

ان مشكلة إيران الاستراتيجية تكمن في ضعف اقتصادها وهي لا تستطيع ان تمتلك القوة​

الاقتصادية للتوسع بدون ان تضع يدها على ثروات المنطقة ولا يمكنها ذلك الا بانتهاء الهيمنة​

الامريكية في المنطقة التي تسعى جاهدة الى خلق الظروف المؤدية الى اسقاط النظام​

الديني في إيران خلال فترة بسيطة وكما قال برجنسكي في كتابه القيم الاختيار بين قيادة​

العالم او السيطرة عليه ص 67: «ليس من المعروف كيف ستتطور الامور في إيران ولكن من​

المؤكد ان ايام حكومتها الاصولية باتت معدودة التي بدونها لن تتمكن الاصوليات الاخرى في​

المنطقة من البقاء» فبقاء حماس والتنظيمات الجهادية القوية في فلسطين وحزب الله في​

لبنان وفي المنطقة والتشدد السوري والقاعدة والتيار الصدري ومعارضي النظام في افغانستان​

وتنظيمات فيلق القدس مرتبط بقدر ما يصلهم من الدعم الإيراني الهادف الى زعزعة الوجود​

الامريكي على المدى الطويل لاخراجه من المنطقة نهائيا.​

ان النظام الإيراني نظام ديني يتبنى عقيدة الشيعة الاثني عشرية القائمة على «نظرية​

الرجعة» وهي عقيدة قديمة قائمة على فكرة انتظار ظهور المهدي المنتظر وهو امل الشيعة في​

الخلاص من الظلم ونصرة المستضعفين في الارض وكان المهدي قد اختفى منذ العصر العباسي​

في سرداب سامراء حسب الرواية المعتمدة لدى اغلبية الشيعة وعانى الشيعة منذ قرون من​

الاضطهاد بسبب ثوراتهم المتكررة على انظمة الحكم.​

فرغم قيام اكثر من دولة شيعية في التاريخ الا ان المهدي المنتظر لم يظهر في اي منها ويرجع​

الشيعة عدم ظهور المهدي لعدم حصول «المنعة» بمعنى ان المهدي المنتظر لن يخرج حتى لو​

قامت الدولة الاسلامية الشيعية ما لم تكن هذه الدولة تمتلك القوة لحماية المهدي من اعدائه​

وهذه القوة يجب ان تكون رادعة بشكل كاف لضمان بقاء المهدي والدولة المهدوية المنتظرة.​


أثر نظرية غيبة الإمام المهدي في الموقف الإيراني​

الامام المهدي المنتظر هو الامام الثاني عشر في المذهب الاثني عشري من سلسلة الائمة​

آل البيت من ابناء الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، عليه وعلى ابنائه وامهم فاطمة​

الزهراء افضل الصلاة والسلام واسم الامام المهدي هو محمد بن الامام الحسن العسكري بن​

الامام علي الهادي بن الامام جعفر الصادق عليهم افضل الصلاة والسلام.​

ويقول المؤرخون السنة ان الامام الحسن العسكري مات وليس له ولد ودليلهم في ذلك وصية​

الحسن العسكري لامه وينسب الشيعة تلك الوصية للتقية ويقول علماء المذهب الاثني​

عشري ان ابن الامام الحسن العسكري تم اخفاؤه عن عيون السلطان وان سبب غيبته هو​

الخوف من السلطان الجائر ويقول الشيخ المفيد في الارشاد ص (345) «خلف الحسن ابنه​

المنتظر لدولة الحق وكان قد اخفى مولده وستر امره لصعوبة الوقت وشدة طلب سلطان الزمان​

له واجتهاده في البحث عن امره ولما شاع من مذهب الامامية فيه وعرف من انتظارهم له فلم​

يظهر ولده في حياته ولا عرفه الجمهور بعد وفاته» واعتبر المفيد الظروف المحيطة بغيبة الامام​

المهدي اصعب بكثير من الظروف التي احاطت بالائمة السابقين من اهل البيت عليهم السلام​

الذين لم يختفوا عن الانظار وكانوا يتحضون بالتقية وان سلاطين الزمان كانوا يعلمون قيام​

المهدي بالسيف ولذلك كانوا احرص على ملاحقته واستئصال شأفته وان السبب الذي يمنعه​

من الخروج هو قلة الاعوان والانصار -المفيد في الأمالي وكذلك في الفصول المختارة ص 345​

وقد روى الكليني في الكافي والصدوق في اكمال الدين مجموعة روايات عن الامام الصادق عليه​

السلام تشير إلى أن سبب الغيبة هو الخوف من السلطان والتقيه- الكافي الجزء الأول ص 337​

- 338 و340 واكمال الدين ص 481 وقد برر السيد المرتضى والشيخ الطوسي والجراجكي سبب​

غيبة الامام المهدي ان احدا من البشر لا يقوم مقام الامام المهدي لانه اخر الأئمة وان مصلحة​

المكلفين مقصورة عليه.​

¼ ان قوات حرس الثورة في ايران تسعى بكل قوة لامتلاك القنبلة النووية ليتحقق الردع في​

دولة المهدي وسارعت ايران لامتلاك وسائل الاطلاق لردع الاعداء كما انهم يسعون للسيطرة​

على نفط العراق والمنطقة عبر اخراج الجيش الامريكي من العراق وقيام حكومة شيعية عظمى​

في المنطقة تتبع الولي الفقيه في قم الذي هو بمثابة نائب لصاحب الزمان الامام المهدي​

المنتظر وستكون الكويت وجاراتها ساقطة استراتيجيا في تلك الدولة العظمى حيث ان قيام​

دولة شيعية واحدة في ايران والعراق سيسقط الكويت وان انضمام شعوب ايران والعراق والكويت​

لدولة المهدي سيمنحها الشعب والمال والسلاح الكافي لحماية المهدي المنتظر حال خروجه​

وفقا لرأي المندفعين لتهيئة الظروف لخروج المهدي رغم وجود معارضة لهذا الاندفاع يمثله​

الرئيسان خاتمي ورفسنجاني مع ملاحظة ان كلا الرئيسين ينتميان للمؤسسة الدينية مما​

يجعل الفكرة المسيطرة على تيار الرئيس نجاد محل اختلاف حتى بين قادة كبار في طهران​

وسيؤدي استمرار هذا التجاذب الى تقدم من يعارض النظرية المهدوية من اساسها وعلى​

رأسهم السيد أحمد الكاتب وهو من طلبة الحوزة في النجف الاشرف وقم ومن مرافقي الامام​

الخميني وقد سطر موقفه من نظرية الرجعة في كتابه المثير للجدل «تطور الفكر السياسي​

عند الشيعة من الشورى الى ولاية الفقيه» فالرئيسان خاتمي ورفسنجاني يؤمنان بأن أي​

اندفاع سيؤدي للصدام مع القوى العظمى وان المخاطرة لن تكون لصالح ايران وقد تؤدي الى​

سقوط النظام الى الابد مما سيؤدي الى انتكاسة عظمى للفكر الشيعي في العالم في حين​

يرى الرئيس نجاد بأن الظروف أصبحت مؤاتية لظهور المهدي المنتظر اذا نجحت ايران بامتلاك​

القنبلة النووية وخرج الجيش الامريكي من المنطقة مما يهيئ المنطقة للسقوط المتتالي في​

يد التنظيمات الحزبية التابعة لايران المنتشرة في كل دول المنطقة وما سيطرة حزب الله​

السريعة على بيروت الغربية قبل أيام إلا مؤشر على قدرة التنظيمات التابعة لايران في التحرك​

السريع وفرض الأمر الواقع.​

لقد قال الرئيس احمدي نجاد في رده الغاضب على رافسنجاني الذي كان يدعوه للتريث في​

السعي لامتلاك السلاح النووي والتهدئة مع الغرب ما نصه «انني لا أتلقى الأوامر في هذا​

الشأن إلا من صاحب الزمان الامام المهدي المنتظر أو من السيد الولي الفقيه» وهذا يؤكد​

بصورة قاطعة ان المسيطر على السياسة الايرانية هو تهيئة الظروف لخروج المهدي المنتظر​

بغض النظر عما هو واقعي أو مستحيل فكل سياسات المحافظين الايرانيين تنطلق من نظرية​

ظهور المهدي المسيطرة على حرس الثورة الايرانية وعلى الولي الفقيه مرشد الثورة الذي​

اتخذ مواقف مؤيده للجناح المتطرف في ايران ضد جناح خاتمي ورافسنجاني فالكل يسعى ان​

يهيئ الظروف لخروج المهدي في زمانه والتنعم في سلطانه، وقد ثبتت الرايات عند أهل السنة​

والجماعة انه سيخرج في اخر الزمان رجل من امة محمد اسمه على اسم رسول الله يملأ​

الأرض عدلا كما ملأت جورا وظلما.​

%2fData%2fSite1%2fArticles%2f650804%2f2.pc.jpg

النتائج المتولدة من تصادم الموقفين​

ستتحمل القوات الامريكية خسائر متزايدة طالما استمرت ايران تدعم القوى المعارضة للوجود​

الامريكي بصورة تهدد وجودها ولن تتمكن الولايات المتحدة من تحقيق تسوية في الشرق​

الاوسط الا بموافقة ايران وسيبقى التهديد بتدمير اسرائيل قائماً وجدياً على المدى الطويل.​

ستهتز قوة الولايات المتحدة وسيتراجع نفوذها في اخطر مناطق العالم تأثيرا في الاقتصاد​

العالمي والحضارة الغربية، وستضطر دول حليفة لامريكا للتعامل مع الواقع الايراني مما سيسرع​

بفشل كل المشروع الامريكي في المنطقة خلال فترة وجيزة.​

ان تأثير قيام امبراطورية مهدوية قوية نووية في ايران والعراق والكويت سيؤدي لتغيير معادلة​

القوى الدولية من عالم آحادي القطب الى عالم متعدد الاقطاب ويتراجع معها النفوذ الغربي​

بمجمله تراجعا يهدد العالم الصليبي خلال الخمسين سنة القادمة.​

ان تكلفة دعم الولايات المتحدة لاصدقائها في المنطقة سيكون مكلفا للغاية في حالة قيام​

الامبراطورية المهدوية مما سيؤدي الى سقوط جميع دول المنطقة بيد الامبراطورية الدينية​

الناشئة بشكل حتمي وهنا ستواجه الولايات المتحدة خطرا سيكون اعظم من أي خطر تواجهه​

امريكا الآن.​

معضلة بوش في العراق​

ان الرئيس جورج بوش يعتنق الفكر اليميني المتشدد ويستمد ثقافته في الحكم من نصوص​

الكتاب المقدس ويتبنى الافكار اللاهوتية في تعاملاته الدولية وبالتالي فلا يمكن البحث في​

الافتراضات بعيدا عن الخلفية الدينية للرئيس والمحيطين به من كبار الاستراتيجيين​

الجمهوريين.​

ان الموقف الامريكي في العراق لن يتحسن بالاساليب الديموقراطية فقط بل ان أي نجاح في​

العراق لا بد ان يستند الى القوة العسكرية.​

لا يمكن الاستمرار في تكاليف الحرب في العراق لمدة طويلة وان وصول أي رئيس ديموقراطي​

للبيت الابيض لا يتبنى مواجهة ايران سيؤدي الى سيطرة ايران على المنطقة وتهديد العالم​

المسيحي واسرائيل.​

ان الفترة الباقية من ولاية الرئيس بوش باتت ضيقة للغاية وان مواجهة ايران عسكريا ستطول اذا​

استخدمت الاسلحة التقليدية ولن تتحمل الموازنة الامريكية الاستنزاف اكثر مما هي عليه.​

لن يكون امام الرئيس بوش الا مواجهة ايران وفقا لنظريته المستندة الى الارادة الالهية التي​

صرح بها امام تجمع ديني في فبراير الماضي حيث قال: (ان ما نقوم به في العراق هو تنفيذا​

لارادة الرب) ووفقا لما صرح به سابقا (انها حرب صليبية) وهذه الارادة الالهية هي التي تبرر​

للرئيس بوش اندفاعه لضرب ايران وهي مبرره الاخلاقي لتحمل الخسائر الفادحة في الارواح​

والاموال.​
 

قناص خيطان

عضو فعال
الخيارات الأكثر خطورة​

ان التحدي الذي تمثله ايران للسياسة الامريكية تحد يفوق في آثاره أي تحد آخر وان بقاء​

النظام الايراني سيؤدي حتما الى خروج النفوذ الامريكي من المنطقة ولذلك فلا خيار امام ادارة​

الرئيس بوش سوى تغيير النظام في طهران ولا يمكن للولايات المتحدة ان تواجه ايران بحرب​

تقليدية أو ان تخضعها بعقوبات دولية وان الخيار الاستراتيجي الأمريكي الوحيد لتغيير النظام في​

إيران هو استخدام الأسلحة (النيوترونية) وهي أسلحة نووية تقتل الاحياء ولا تدمر المنشآت​

يزول اثرها بعد 12 يوماً توجه ضد قوات الحرس الثوري الايراني لتحرير النظام من اساس قوته​

المادي.​

الهجوم الأمريكي المتوقع:​

لقد بحثنا في المركز الاستراتيجي احتمالات الهجوم الامريكي لو وقع فتوصلنا الى ان هناك عدة​

خيارات كلها ممكنة ويعتمد ذلك على وضع القوات الامريكية ومناطق انفتاحها وغاية الحرب​

ومدى المساعدة التي ستحصل عليها الولايات المتحدة من قوى المعارضة الايرانية، وان احد​

اقرب السيناريوهات هو ستكون الفكرة العامة للهجوم الامريكي بسيطة وتعتمد على مفهوم​

العمليات التالي:​

تهاجم القوات الامريكية جمهورية ايران الاسلامية لاسقاط نظامها الحاكم باستخدام الاسلحة​

النيوترونية لإخراج الحرس الثوري من المعركة واجبار الجيش الايراني على الخضوع للارادة​

الامريكية، وتدعم ضربتها الاستراتيجية بالهجوم على محورين محور رئيسي ينطلق من العراق​

هدفه المرحلي تحرير اقليم الاحواز وعزله عن ايران والسيطرة على كل مرافئ ايران شمال​

الخليج وعلى جميع المطارات والقواعد الجوية ويساند هذا الهجوم اعمال الثوار الاحوازيين​

وقوات المعارضة الايرانية المتمركزة في العراق والمتمردون الاكراد وعلى المحور الثاني قوات​

المارينز والقوات المحمولة جواً لتأمين مضيق هرمز وبندر عباس بهجوم مساند وتدعم القوات​

الممولة جواً لتأمين مضيق هرمز وبندر عباس بهجوم مساند وتدعم القوات الخاصة الامريكية​

الثورات المحلية في اقليم بلوشستان.​

وقد تحصل الولايات المتحدة على دعم جوي وعمليات محدودة من قوات حلف الاطلسي​

المتمركزة في افغانستان وقد تساعد روسيا العمليات الامريكية باستخدام المجال الجوي​

الروسي والقواعد الروسية مقابل مصالح روسية في المنطقة.​

%2fData%2fSite1%2fArticles%2f650804%2f5.pc.jpg

الخطة بالتفصيل​

الهجوم الرئيسي: تخصص له قوة فيلق مدعوم بفرقة محمولة جواً ومجموعة قوات خاصة​

للهجوم على ثلاثة محاور لاحتلال اقليم الاحواز وعزل كردستان ايران.​

المحور الجنوبي: القوة المحمولة جواً والقوات الخاصة تؤمن المحمره وعبادان وميناء بندر​

خميني مدعومة بفرقة مدرعة تنطلق من شمال البصرة شمال نهر كارون لتأمين الاتصال​

الارضي بالقوات القافزة تمتد عمليات التوسع لهذا المحور للقاعدة الجوية شرق بندر خيميني​

وتسيطر على الطريق الساحلي المؤدي لمحطة بوشهر.​

المحور الاوسط: تنطلق القوة المخصصة لهذا المحور من منطقة العمارة تقوده فرقة آلية مدعومة​

بقوات الثوار الاحوازيين لاحتلال مدينة الاحواز وعزل جنوب العراق عن ايران وعزل مصادر الطاقة​

وموانئ التصدير عن ايران مما سيخنق الاقتصاد الايراني ويسرع في سقوطه وستساند​

عمليات القوات الامريكية بعمليات قوات الثوار الاحوازيين في منطقة الاحواز والمحمرة وعبادان.​

المحور الشمالي: ينطلق من شمال مندلي بقوة فرقة مدرعة مدعومة بمجموعة قوات خاصة​

هدفها الوصول الى ديزفول كما سيهاجم الثوار الأكراد في مناطق عيلام وسنندجان وستدخل​

قوات مجاهدي خلق الايرانية منطقة من محورسد العظيم لحماية الجناح الايسر لقوة الهجوم​

الامريكي مما سيساعد على تقطيع اوصال النظام الايراني وتشتيت جهده وعزل مناطق شرق​

ايران ذات الاغلبيات المعادية للفرس.​

الهجوم المساند: ستتولى قوات المارينز وفرقة محمولة جواً ومجموعة قوات خاصة مهمة​

السيطرة على مضيق هرمز وبندر عباس، وستقوم القوات الخاصة الامريكية بمهمة دعم​

الثورات المحلية وبالذات في اقليم بلوشستان وستسيطر قوات هذا المحور على عدد 18​

قاعدة بحرية رئيسية تابعة لحرس الثورة تسيطر على الملاحة في الخيج ومن المتوقع ان يبدأ​

الهجوم المساند لتأمين الملاحة في الخليج قبل الهجوم الرئيسي مما سيؤدي لعزل جنوب​

إيران.​

توجه القوة الصاروخية والقاذفات الاستراتيجية الامريكية ضربات لتدمير الحرس الثوري الإيراني​

بقنابل النيترون تكتيكية محدودة التأثير فيتم تدمير العمود الفقري للنظام في ايران واخراجه من​

المعركة وتدعو القوات الغازية قوات الجيش الايراني للسيطرة على طهران وستؤدي هذه​

الضربات المتزامنة الى انهيار النظام الإيراني بسرعة عن طريق تفتيت المفاصل وقطع خطوط​

الاتصال والطاقة وحركات تمرد محلية مدعومة وتجريد النظام من مصدر قوته «الحرس الثوري»​

وسيسرع استخدام السلاح النووي النيوتروني ضد حرس الثورة لقبول الجيش الإيراني التدخل​

لحماية الناس عبر استيلائه على الحكم وقيام دولة علمانية في إيران يشارك فيها حزب تودة​

ومجاهدي خلق وانشاء نظام كنفدرالي يعطي الاقليات حكم ذاتي واسع جدا مع احتمال منح​

بعضها الاستقلال.​

تتقدم قوات حلف الناتو من جبهة افغانستان لعزل شمال شرق إيران وقد نشبت ثورة في اقليم​

اذربيجان لعزل شمال إيران فيكون مستقبل اي نظام جديد في إيران محصور في الهضبة​

الوسطى واقليم فارس وخرصان وسستان مما سيقلل الى حد بعيد وسيتقلص تعداد سكان​

ايران من 67 مليون الى اقل من 40 مليون بموارد محدودة واقتصاد يعتمد على المساعدات​

فتنتهي اشكالية دعم إيران للشيعة في المنطقة وستسيطر الولايات المتحدة خلال العقدين​

القادمين سيطرة كاملة على منطقة الخليج.​

تستبقي القوات الامريكية في المناطق ذات الاعراق المعادية للفرس كضمانة للنظام الجديد​

وسيؤدي سقوط الجمهورية الاسلامية في إيران الى سقوط كل الاصوليات الاسلامية في​

المنطقة وستتمكن الولايات المتحدة من فرض واقع استراتيجي جديد كليا في المنطقة وستعزز​

مكانتها كقوة عظمى وحيدة في العالم وكل ذلك يكون علمه بيد علام الغيوب وقدره سبحانه​

وتعالى.​

الموقف الإيراني الحالي:​

لقد استطاع الرئيسان خاتمي ورفسنجاني اقناع مرشد الثورة الإيرانية بضرورة التهدئة خلال​

الفترة الباقية من رئاسة الرئيس بوش مع احتفاظ إيران بموقفها المتشدد من حقها بامتلاك​

السلاح النووي وبذلك فهما يراهنان على عدم قدرة الرئيس الأمريكي القادم ايا كان على​

الاضرار بايران مما يمهد الطريق لبقاء النظام الديني في ايران فصدرت اوامر لجميع التنظيمات​

الحزبية في المنطقة بالتهدئة التامة في كل الجبهات لتفويت الفرصة على الولايات المتحدة​

الامريكية التي تبحث عن اي ذريعة لضرب ايران خلال الفترة الباقية من ولاية بوش.​

أمريكا والموقف الإيراني​

استغلت الولايات المتحدة القرار الاستراتيجي الايراني بالتهدئة لتحريك مسارات التفاوض في​

المنطقة في لبنان وغزة والجولان التي بدأت فيها اسرائيل لاول مرة جادة في التنازل عنها​

وتراجع ابو مازن عن مواقفه السابقة ضد حماس واستعدت اسرائيل لفتح معابر غزة وتبنت مصر​

مفاوضات التهدئة بين حماس واسرائيل.​

كما استغلت الولايات المتحدة قرار التهدئة الايراني لتهيئة المنطقة لعزل ايران عن ادواتها في​

المنطقة عبر توريطهم باتفاقات ثنائية تمنعهم من التدخل في حالة توجيه ضربة امريكية لايران​

فهل ستفرط كل الترتيبات التي حققتها القوى الموالية لايران بمجرد بدء العمليات ام سيحافظ​

كل طرف على المكاسب التي حققها جراء المفاوضات؟​

الخلاصة:​

ـ1 ان المنطقة تمر بمخاض استراتيجي عسير جدا فاما ان تخرج الولايات المتحدة من العراق مع​

ما سيستتبع ذلك من تداعيات تمس استقرار المنطقة او انها ستفرض سياستها عبر تغيير​

النظام في ايران وهذا سيفتح الباب لكل الاحتمالات بشكل غير مسبوق حيث ان تجربة اسقاط​

النظام في العراق اثبتت اننا لا نستطيع التعويل على حسن تقدير الامور لدى الامريكان الذين​

دفعوا ثمنا باهظا لسياساتهم المتعثرة هناك.​

لا يتوفر وقت كاف امام الرئيس بوش لبدء عمليات كبرى بهذا الحجم ومع ذلك لا استبعد ان​

يبدأها في هذا الخريف وقد يتفجر الموقف في فلسطين ولبنان وقد تبدأ اسرائيل عمليات​

استباقية لاخراج حزب الله من لبنان عبر استراتيجية التقرب غير المباشر لاحتلال كل سهل​

البقاع وعزل الحزب عن مصادر امداده وقد يكون هذا هو الطعم الذي تستدرج فيه امريكا إيران​

لدخول الحرب مع حزب الله فتبدأ العمليات ضدها وقد يكون الاستدراج عبر خلق حالة تقصف​

فيها ايران دول المنطقة فترد عليها الولايات المتحدة رد فوريا يشعل الحرب دون اجراءات مجلس​

الامن وستحظى رغم ذلك بتأييد دولي.​

ان على دول المنطقة ان تستعد لأسوأ الاحتمالات وان تبادر الى بحث متعمق في هذا المخاص​

وانعكاساته على المنطقة وان تحدد احتياجاتها من الاسلحة والتعبئة والامدادات وتخزين المواد​

وتأمين الحقول ومحطات الطاقة والحدود والتنسيق مع الاصدقاء واجراء دراسات خاصة وعدم​

الاعتماد على الحلفاء في كل شيء.​

ان جميع الاحتمالات سيئة للغاية وان اتخاذ سياسية الحياد السلبي في هذا الصراع خيار يجب​

دراسته بعناية تامة للحافظ على سلامة الوطن وتماسك لحمته الاجتماعية والسياسية من​

تأثير مثل ذلك الصراع المدمر الذي لا ناقة لنا فيه ولا جمل.​

تاريخ النشر: الاثنين 14/7/2008​


التعليق :​


هذه دراسة من عدة دراسات أجريت لرسم سيناريو الحرب المحتملة على إيران , و هي هنا​

تأتي من عسكري له باع في هذا المجال , لكن يا ترى ما مدى واقعية هذا السيناريو المحتمل​

؟ و هل يستطيع جورج بوش الاطاحة بنظام الملالي الحاكم في إيران فيما تبقى له من ولاية​

قصيرة ؟ أم أن أمريكا ستجعل إيران عراقا آخر حين أرعبتنا من صدام حسين قرابة العشر سنوات​

ثم ازالته حين انتهى دوره البعبعي لدول الخليج ؟​
 

Edrak

مشرف منتدى القلم
اجد فيه بعض التناقض فهو يقول ان هدف امريكا خلق دولة شيعية لتكون ندا للدول السنية .. و مرة اخرى يقول ان امريكا تريد ان تقلل سيطرة الشيعة في المنطقة عبر اضعاف ايران ...

و لكن بشكل عام فلقد أعجبت بهذا الرجل حقا

ايران تلعب بالنار و بدأت تنفخ نفسها كثيرا كما فعل جمال عبدالناصر .. و هم فعلا لا يعرفون حجمهم ... عسى الله يهديهم لكي لا يتم مسحهم من الخريطة
 

محرر مجهول

عضو بلاتيني
ناصر الدويلة له كتاب أسمه " ردّة الفرسان "
وأستانتاجه مثل استنتاجه بغزو العراق للكويت ....
الله يستر
 
أعلى