«حزب الله».. وشيعة العالم العربي
خليل حيدر - الوطن:
قلناها مرارا وسنقولها تكرارا.. خطأ سياسي ومذهبي جسيم، ان يربط بعض شيعة الكويت والخليج والعالم العربي بتوجهات السياسة الايرانية وحزب الله والصراع الايراني - الامريكي! هذه القضية شائكة، وهذه اللعبة غير مأمونة العواقب.
انظروا، نقولها مرة اخرى، ماذا فعل حزب الله بشيعة لبنان وبلبنان نفسه، تابعوا هذه التمزقات الطائفية ونمو دولة حزب الله على حساب النظام الشرعي في لبنان والدولة القائمة التي تمثل كل الطوائف، وتأملوا هذا الغضب العارم بين مختلف طوائف لبنان بسبب مواقف حزب الله وتجاوزه كل الخطوط والحدود القانونية والوطنية.
هل يحق لأهل السنة في ايران ان يؤسسوا حزبا مثل حزب الله، يتسلح بالصواريخ ويتكلم باستعلاء ولا يلتفت الى المصالح الايرانية أو يخضع لحكومتها؟ هل يرضى شيعة لبنان وشيعة الخليج والعراق أن يتسلح حزب اهل السنة في ايران بتمويل خليجي مثلا واسلحة امريكية وخبراء من دول الناتو؟ ما يفعله حزب الله في لبنان اعتداء على حقوق شيعة لبنان وسنته، وعلى حقوق المسيحيين والدروز، وعلى الدولة التي تمثل كل الطوائف وعلى الوحدة الوطنية فيها. اعتداء حزب الله على حقوق اهل السنة في لبنان لمجرد ان عدد الشيعة اكبر هناك، ستكون له عواقب وخيمة في بلاد كثيرة، فالشيعة اقلية، بل وفئة ضئيلة العدد نسبيا، في كل مكان تقريبا، وليست لهم أي مصلحة في مثل هذه اللعبة الحزبية العسكرية السياسية غير المأمونة العواقب، التي يلعبها حزب الله.
لا ينبغي لشيعة الكويت والخليج والعالم العربي ان يسلموا مصيرهم لحزب الله وجماعة ولاية الفقيه واحزاب التشيع السياسي. لا ينبغي لهم ان يتركوا مصيرهم ومصالحهم واستقرار مجتمعاتهم ادوات واوراقا في الصراع الامريكي الايراني، أو جماعات التطرف المذهبي في العراق أو أية قوى تلعب بمصائر دول وشعوب المنطقة.. باسم الاديان والمذاهب.
لا ينبغي للشيعة ان يضعوا العربة امام الحصان، ولا ان يزايدوا في قضايا العرب على قيادات واحزاب العرب والفلسطينيين انفسهم، ولا يعقل لحزب الله ان «يحرر فلسطين» بحرق لبنان واثارة كل هذه المشاعر الطائفية الخانقة ضد الشيعة في العالم العربي وخارجه.
قلنا مرارا ان «تحرير فلسطين» و«تدمير اسرائيل» و«انزال الهزيمة بالعسكرية الامريكية» معارك وقضايا، لن يكون الشيعة فيها الا وقودا وضحايا في معارك مستحيلة، وان للفلسطينيين احزابا وقادة ومفكرين ومحاربين، ولم يطلبوا من سنة العرب أو شيعتهم ان يتحدثوا أو يتصرفوا بالنيابة عنهم، دع عنك ان تنفرد جماعة أو طائفة بفرض نفسها على الجميع باسم تحرير القدس!
ولكن من يستوعب.. ويدرك المخاطر؟!
تعليق:
مقالة موفقة للكاتب خليل حيدر ... خاصة وأنه تكلم في بعض النقاط والقضايا
الي رح تدخله في "الأعراب أشد كفرا ونفاقا" الي تعودنا ان نقراها في ردود البعض