لمياء الحالمة
عضو فعال
الكثير منا يتذكر الراقصة سامية جمال, والتي كانت رمزا كبيراً من رموز الرقص الشرقي في فترة شبابها, والتي فضلت الإعتزال وهي بالقمة, ولكن الفقر, والإفلاس السياسي, جعلاها تعود ثانية للرقص وهي في أرذل مراحل العمر, لتلبس بدلة الرقص مرة اخرى وتصعد على الحلبة لترقص, متناسية بأن الاذواق قد إختلفت, وبأن الزمن لم يعد هو نفس الزمن, وبان الجمهور قد إختلف, وأصبح لديه وعي سياسي, يستطيع بواسطته ان يميز بين ما يُغري وبين ما يثير للشفقة.
لهذه الاسباب, سقطت سقطة ذريعة.
ماذا لو أنها, وبعد أن أصبح عمرها يناهز السبعين, ماذا كان يضرها لو إنها قامت بتلك الفترة, بتبني أحد المواهب الشابة من الراقصات, ممن تجد, وبحكم خبرتها بمجال الرقص, بأن لديها الكفاءة والموهبة لكي تدربها وتعلمها أصول اللعبة السياسية وإستثارة الغرائز؟ بدل أن تكابر وتعاند, وتجعل من نفسها أضحوكة, حينما صعدت على الحلبة وبدأت بالرقص وهي بهذا العمر (72 عاما).
كم اشفقت عليكِ يا سامية, وأنا ارى الجمهور, والذي كان بالسابق, حين كنتِ بالقمة, يستمتع بالعرض الذي تقدميه, ويصفق لك, بل وينحني لكِ إجلالاً وتقديراً, هذا الجمهور الذي صُدِم الأن وهو يراكِ بهذه الصورة المثيرة للشفقة.
وبما ان الحديث هو عن الرقص وهز البطن, مما يجعلني اتذكر الراقصة فيفي عبده حين صرحت, وبإحدى المقابلات, بانها سترقص حتى آخر يوم من عمرها, وهذا حق مشروع لها, فهي مواطنة ويحق لها بحكم القانون أن تتقدم للترشيح (عفوا أقصد الرقص), ولكنها بدأت أيضا بالإتجاه لمجال التمثيل, بل وابدعت به.
فهي تعلم جيداً بان ما قالته بالمقابلة هو كنوع من التحدي والمكابرة لخصومها من الراقصات الشابات, وبأنها sooner or later سوف تعتزل الرقص.
تخيلوا معي لو إنها فتحت معهداً للرقص الشرقي, وبدأت بتدريب الكثير من المواهب الشابة, والتي ستكون إمتداداً لها بمجال ..... الرقص السياسي!