رسالة تهنئة من إبليس إلى العراقيين

أوسلو في 2 نوفمبر 2006

أيها العراقيون

دعوني أعترف لكم أولا بفخري الشديد بكم، وبأنكم ساندتم موقفي أمام خالق الكون العظيم. (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك)؟

منذ أن تركتكم تتولوّن بأنفسكم مهمة العمل القذر، وأنا أتابع أخبارَكم السارةَ على مدار الساعة.

لم أعد في حاجة لأوسوس لأحدكم فأنتم قادرون على تمزيق الوطن وتفتيته ثم اعادته إلى العصر المتوحش لأكلة لحوم البشر؟
أتعجب أحيانا من قدرتكم الفائقة على استحداث طرق القتل والتعذيب والتدمير والتخريب بما لم يدر بذهني قط على الرغم من أن عملي الحقيقي هو ايجاد مدخل في أشد المناطق دفئا وحساسية ومحبة داخل النفس البشرية، فأتسلل إليها وأصنع منها شرورا وأثاما وقسوة وغلظة وكراهية ، وأنزع عنها نفخة روح الله التي وضعها في آدم وكرمه ونَسْلَه على جميع خلقه.

سيارة مفخخة سُنّية أمام الخارجين من الصلاة في مسجد شيعي لتنفجر أجساد أهل بلدكم، وتتناثر أشلاؤها في كل مكان،.
الحجة الحمقاء أن الشيعة كفرة، وقتلهم حلال، وهم يتعاونون مع قوات الاحتلال.

حاجز أمني شيعي يوقف سيارة آمنة تخترق شوارع وطن غير آمن. يتم اخراج من يحمل اسما سُنّيا ليس له ذنب في اختياره.
يقف المساكين أمام عصابات من المجرمين وتخترق رصاصات عمياء صدورهم، وقد يتم تشويه أجسادهم بعدها، أو قطع الرؤوس.

عصابة سنية تختار عائلة شيعية وتقرر ارسالها إلى العالم الآخر بعد جز الرؤوس، وقلع العيون، وتمزيق الأذان، واخراج الأحشاء من البطون.

عصابة شيعية تخترق حرمة بيت لأهل البلد المسيحيين ، وتمهلهم يومين قبل مغادرة العراق نهائيا، فالوطن لم يعد وطنا، وهو قطعة من الجحيم يتنافس فيها القتلة على اسالة أكبر كمية من دماء خصومهم.

هل كنت أنا، ملكُ العصاة، قادرا على الاتيان بأقسى وأعنف وأقذر مماتقومون به؟

أبشركم جميعا بأن من يدخل الجنة لن تكون معه هوية شخصية مكتوب فيها أنه شيعي أو سني أو كردي أو تركماني، جنوبي أو شمالي أو بغدادي.

لقد ضحك عليكم صدام حسين، وتمكن ورهط من معاونيه الذين قام بتصفية أكثرهم في الطريق إلى السلطة وصنع من دولتكم جمهورية الرعب، دون مساعدة مني من تجنيد مليونين منكم ليتجسسوا على أهلهم، وآبائهم وأمهاتهم، ثم نَشَرَ بينكم معتقلات وسجونا تكفي لابتلاع ربع سكان العراق، وزرع في أرضكم قبورا جماعية ومعها في أجسادكم رعبا وخوفا وهلعا فانعكست قسوةً ووحشيةً في التعامل الأمني وتصفية المخالفين وتحويل الملايين من أبناء الشعب إلى خِدمته بدلا من أن يكون خادمكم.

لو أنني، الشيطانَ الأوحدَ، قمت بجولة وسوسة بينكم في كل شبر من أرض الرافدين لما تمكنت من اقناع الكثيرين للعمل معي، وسفك الدماء، واعتقال الأبرياء، وتعذيب أبناء البلد، كما فعل صدام حسين.

وسقط الطاغية في ساعات معدودة، ولا أظنكم كنتم تتوقعون أن يصمد يوما أو بعض اليوم.

وجاء عراقيو المنافي، ومعارضو شوارع عاصمة الضباب، ومحتالو المصارف الأجنبية، والطابور الخامس ليمهدوا الطريق للمارينز لرسم المشهد الجحيمي.

وضحكت عليكم المعارضة العراقية فهي في الحقيقة حكومة فيشي, وكل منهم فيه خليط من أرواح الجنرال بيتان وكفيزلينج وعزام عزام وإيللي كوهين وأنطوان لحد.

ثم ضحك عليكم الأمريكيون وأوهموكم بأن الدبابة الأمريكية تزرع القمح، وأن القنابل العنقودية تصيب الأشرار فقط، وأن سجن أبو غريب سيصبح رمزا لعهد بائد، وربما يتحول إلى دار عرض سينمائية لمشاهدة كلينت ستوود وديمي مور وتوك كروز.

سرقوا نفطكم، واغتصبوا حرماتكم في أبو غريب الجديد حتى أنني، إبليسَ، أشفقت على الضحايا.

ثم قام الأمريكيون بتسليم حكومة فيشي مهمة الاغتصاب والتعذيب والتنكيل والامتهان داخل أبو غريب لمعرفة مَنْ تفوّق في قمع وقهر العراقيين .. صدام حسين أم اليانكي أو لصوص بنك بترا الأردني؟

بعد ذلك ضحك عليكم علماؤكم وفقهاؤكم ومثقفوكم عندما أقنعوكم بأن جنة الخلد لا يدخلها سني وشيعي في نفس الوقت، وأن رضوان ، عليه السلام، سيقف على بابها يسأل العراقيين إن كانوا من بعقوبة أو من البصرة أو من الأنبار أو من كركوك أو من النجف الأشرف أو من قلب عاصمة كل أحزان الدنيا ثم يتم تصنيف أهل الجنة وفقا لمعارك أهل البيت مع خصومهم منذ ألف وأربعمئة عام.

ثم ضحك عليكم الاعلام، واختارت الفضائيات من مشهدكم الدموي ما يراه الممولون وِفْقا لحساباتهم في المصارف أو مصالحهم في البيت الأبيض أو طوائفهم التي تمثلها على استحياء الشاشة الصغيرة.

أيها العراقيون،

إنني بريء تماما مما يحدث على أرضكم ، ويوم تقوم الساعة لن أكون شاهد إثبات أو نفي، إنما خارج المشهد العراقي برمته.

لقد اختلط الأمر على الكثيرين فلم يعودوا يميزون بين المقاومة وبين الارهاب الأعمى، لماذا ترفض المقاومة الشريفة التي تواجه الاحتلال مواجهة الارهاب الذي يشوه صورتها؟

إن أبطال المقاومة الذين ينزلون الرعب في جنود الاحتلال في أي منطقة يستطيعون أيضا الوصول لقوى الارهاب التي تضرب الأبرياء والأطفال والنساء والمصلين والأسواق ومدارس الأطفال.

أيها العراقيون،

لم يبق وقت طويل قبل أن يصبح العراق مقبرةً واحدةً لشعب كان من الممكن أن يصنع معجزة بما أنعم اللهُ عليه من خيرات وزرع وماء وتربة وأرض وكفاءات تستطيع أن تجعل العراق نموذجا للتحضر والرفاهية والتمدن والحرية والتسامح، لكنكم اخترتم تمزيق وطنكم، وتفتيت وحدته، فهنيئا لكم تفوقكم الساحق على امكانياتي الشريرة.



محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو النرويج
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

السلطاني

عضو مخضرم
في أحد البرامج الفضائية.....العراقية...

تحدث بطل الفوازير...على أنه آخر عراقي...بعد المجازر....والقتل...العشوائي...

للأسف مايحدث في العراق....وأمر مؤلم حقيقة...

الأصوات المتعالية بالجهاد..... تتنامى وإني لأظنها مهزلة العصر..... ف حين كان صدام يذبح

العراقيين بالجملة لم تتعال تلك الأصوات .....بينما الآن حين بدأ العراقيون يصنعون مصيرهم....

يطالب هؤلاء بالموت للعراقيين...... ف هل من الإنصاف وأد التجربة العراقية.... ؟

وهل من الإنصاف ترك العراقيين يموتون أيام البغي البعثي.... ؟؟

والآن يتعالى الجهاد كي لا يضع العراقيون على طريق الإستقرار.... ؟؟"

تحياتي ل كاتبنا الكبير..
 
سؤال بأثر رجعي


هذا السؤال مطروح على استحياء...
لماذا لم تصنع فترة حكم شيطان بغداد ثقافة السيارات المفخخة؟
لو كان العراقيون المجاهدون(!!) فجروا عدة سيارات في أجهزة الاستخبارات وأمام المعتقلات والسجون والحرس الجمهوري فربما كان صدام حسين اكتشف شعبه من جديد، وأن نتيجة الانتخابات التي كانت 100% انخفضت إلى 98%

مع تحياتي

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج
 

khaled al kandari

عضو بلاتيني
بسم الله الرحمن الرحيم

حديث انحسار الفرات عن جبل من ذهب


الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد و على آله وصحبه و سلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ، ثم أما بعد :-
أحبتي في الله : موعدنا اليوم مع حديث من أحاديث المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ، حديث من أحاديث الفتن و أشراط الساعة ، ألا وهو حديث انحسار الفرات عن جبل من ذهب ، ولاشك أن الذي يحدث في العراق اليوم بداية لتحقق هذه النبوءة الكبيرة ، حيث لم يبقى سوى انحسار الفرات عن ذلك الكنز و ذلك الجبل حتى تبدأ معها أحداث أخرى ..
روى البخاري في صحيحه في كتاب الفتن ( 8 / 100 ) باب خروج النار ، و مسلم في كتاب الفتن ( برقم 2894 ) باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى يُحْسَر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ، فيقول كل رجل منهم : لعلي أكون أنا أنجو .

و في رواية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً . نفس المراجع السابقة ، ورواه أيضاً أبو داود ( برقم 4313 ) والترمذي ( برقم 2572 ) .
و عن عبد الله بن الحارث بن نوفل رضي الله عنه قال : كنت واقفاً مع أبي بن كعب ، فقال : لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا ؟ قلت : أجل ، قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يوشك الفرات أن ينحسر عن جبل من ذهب ، فإذا سمع به الناس ساروا إليه ، فيقول من عنده : لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله ، قال : فيقتتلون عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون . مسلم ( برقم 2895 ) .
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تذهب الدنيا حتى ينجلي فراتكم عن جزيرة من ذهب ، فيقتتلون عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون . رواه حنبل بن إسحاق في كتابه الفتن ( ص 216 ) بسند صحيح .

أخرج هذا الحديث بالإضافة إلى الإمامين البخاري و مسلم ، كل من عبدالرزاق في مصنفه ( 11/ 382 ) عن أبي هريرة ، و الإمام أحمد في مسنده ( 2 / 306 ) عن معمر ، و في ( 2 /332 ) من طريق زهير ، و كذلك في ( 5 /139 140 ) عن طريق كعب . وأبو داود في سننه ( 4/ 493) والترمذي في سننه ( 4 / 699 ) ، وابن ماجة في سننه ( 2 / 1343 ) . كما أورده كل من الإمام أبي عمرو الداني في كتابه السنن الواردة في أكثر من موضع . وأيضاً أورده الإمام الحافظ نعيم بن حماد في الفتن في أكثر من موضع ، و أورده ابن كثير في كتابه النهاية في الفتن والملاحم .

و قد جاءت ألفاظ أخرى شاذة للحديث المذكور ، وهي : ليحسرن الفرات عن جبل من ذهب حتى يقتتل عليه الناس ، فيقتل من كل عشرة تسعة . أخرجه ابن ماجة في سننه ( 2 / 1343 ) ، والإمام أحمد في مسنده ( 2 / 261 ، 346 ، 415 ) . قال البوصيري : إسناده صحيح و رجاله ثقات : زوائد ابن ماجة ( 2 / 306 ) . و الحديث أورده الحافظ في الفتح ( 13 / 81 ) ، و قال : و هي رواية شاذة ، والمحفوظ ما تقدم من حديث أبي هريرة عند مسلم ، و شاهد من حديث أبي بن كعب : من كل مائة تسعة و تسعون . و قال الألباني عنه : حسن صحيح دون قوله : من كل عشرة تسعة ، فإنه شاذ . صحيح ابن ماجة ( 2 / 377 ) .

و كذلك وردت رواية أخرى عند نعيم بن حماد في الفتن ( برقم 921 ) من طريق آخر عن يحيى بن أبي عمرو عن أبي هريرة مرفوعاً ، و فيه : من كل تسعة سبعة ، و هو منقطع لأن يحيى روايته عن الصحابة مرسلة ، كما في التقريب ( ص 378 ) ، و شيخ نعيم مبهم .

شرح الحديث :-
أولاً : تعريف نهر الفرات : هو بالضم ثم التخفيف ، و آخره تاء مثناة من فوق ، والفرات في أصل كلام العرب أعذب المياه ، و مخرج الفرات فيما زعموا من أرمينية ثم من قاليقلا قرب خلاط و يدور بتلك الجبال حتى يدخل أرض الروم إلى ملطية ، و يصب فيها أنهاراً صغار ، ثم يمر بالرقة ثم يصير أنهاراً لتسقي زروع السواد بالعراق ، و يلتقي بدجلة قرب واسط ، فيصيران نهراً واحداً عظيماً يصب في بحر الهند الخليج العربي - ، أنظر : معجم البلدان ( 4 / 241 242 ) .

ثانياً : الكلام على المعنى الإجمالي للحديث :
يقول الإمام النووي رحمه الله - في معنى انحسار الفرات : ومعنى انحساره ، انكشافه لذهاب مائه ، وقد يكون بسبب تحول مجراه ، فإن هذا الكنز أو هذا الجبل مطمور بالتراب ، و هو غير معروف ، فإذا ما تحول مجرى النهر لسبب من الأسباب ، و مر قريباً من هذا الجبل كشفه ، و الله أعلم بالصواب . أهـ . شرح صحيح مسلم ( 18 / 98 ) .

يقول الحافظ ابن حجر عن سبب تسميته بالكنز ، في الحديث الأول ، و عن سبب تسميته بجبل من ذهب في الحديث الثاني : و سبب تسميته كنزاً باعتبار حاله قبل أن ينكشف ، و تسميته جبلاً للإشارة إلى كثرته . الفتح ( 13 / 80 ) .

أما معنى أن يقتتل عليه الناس فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون و لا ينجو إلا واحد ، الظاهر من معنى هذا الحديث أن القتال يقع بين المسلمين أنفسهم ، لأن قتال المسلمين مع أعدائهم من يهود ونصارى وغيرهم يسمى ملاحم .

ثالثاً : بيان زمن حدوث ذلك :
و قد اختلف الأئمة في تحديد زمن حدوث ذلك ، فذهب الإمام البخاري إلى أنه يقع مع خروج النار ، و يظهر ذلك من صنيعه أي من صنيع الإمام البخاري - ، إذ أدخل حديث حسر الفرات تحت باب خروج النار ، و أورد حديث أبي هريرة و حارثة بن وهب و لفظ حديث حارثة هو : تصدقوا ، فسيأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته ، فيقول الذي يأتيه بها : لو جئت بها بالأمس ؛ لقبلتها فأما الآن فلا حاجة لي بها فلا يجد من يقبلها عقب الباب المذكور مباشرة تحت باب لم يترجم له بشيء ، مما يدل على أنه متعلق به ، فهو كالفصل منه ، و من ثم يؤخذ السبب في عدم قبول الناس ما يعرض عليهم من الأموال ، و كذلك سبب النهي عن أخذ شيء مما يحسر عنه الفرات ، و هو انشغالهم بأمر الحشر ، بحيث لا يلتفت أحد منهم إلى المال بل يقصد أن يتخفف منه ما استطاع . الفتح ( 13 / 81 82 ) .

و ذهب الحليمي في المنهاج في شعب الإيمان إلى أنه يقع في زمن عيسى بن مريم عليهما السلام ، فإنه ذكر حديث حسر الفرات ثم قال : فيشبه أن يكون هذا الزمان الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المال يفيض فيه فلا يقبله أحد ، و ذلك في زمان عيسى عليه السلام ، و لعل سبب هذا الفيض العظيم ذلك الجبل مع ما يغنمه المسلمون من أموال المشركين ، والله أعلم . المنهاج ( 1 / 430 ) .

و ذكر القرطبي نفس كلام الحليمي و أقره على ذلك ، أنظر التذكرة ( ص 750 ) .

و هناك حديث يؤيد هذا القول ، روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة مرفوعاً ، و فيه : والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً .. .. إلى أن قال : و يفيض المال حتى لا يقبله أحد . البخاري كتاب الأنبياء باب نزول عيسى عليه السلام ( 6 / 490 191 ) .

أما ابن حجر فإنه لم يحدد لحديث حسر الفرات عن جبل من ذهب زمن معين ، لكنه ذكر ما ذهب إليه البخاري من أنه يقع عند الحشر ، و ذلك أثناء تعرضه لبيان الحكمة التي لأجلها نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الأخذ منه ، و قد عد ذلك أي حسر الفرات عن جبل من ذهب صاحب الإشاعة ، من الأمارات التي تدل على قرب خروج المهدي . الإشاعة ( ص 91 ) ، و الذي دفعه إلى القول بذلك ما رواه ابن ماجة من حديث ثوبان مرفوعاً : يقتتل عند كنزكم ثلاثة ، كلهم ابن خليفة . ثم ذكر الحديث في المهدي ، فإن كان المراد بالكنز الذي في حديث أبي هريرة ، دل على أنه إنما يقع عند ظهور المهدي قبل نزول عيسى و خروج النار ، و لكن ليس هناك ما يعين ذلك . الفتح ( 13 / 81 ) .

و يبدو لي والله أعلم أن الأنسب حمل هذه الأحاديث على محمل واحد و هو أن ذلك يقع بعد نزول عيسى عليه السلام ، حين تخرج الأرض بركتها حتى تشبع الرمانة الواحدة أهل البيت كلهم ، ولا يبقى في الأرض كافر ، كما جاء في حديث النواس . ( مسلم ( 4 / 2250- 2255 ) ، في سياق طويل عن قصة الدجال و يأجوج و مأجوج ونزول عيسى عليه السلام ) .

رابعاً : سبب النهي عن أخذ شيء منه :
أما الحكمة التي لأجلها ورد النهي عن الأخذ من ذلك الجبل الذي يحسر عنه الفرات ، فقد ذكر العلماء في بيان الحكمة من ذلك عدة أسباب :-
1 - أن النهي لتقارب الأمر و ظهور أشراطه ، فإن الركون إلى الدنيا والاستكثار منها مع ذلك جهل واغترار .
2 - أن النهي عن أخذه لما ينشا عنه من الفتنة والاقتتال عليه .
3 - لأنه لا يجري به مجرى المعدن ، فإذا أخذه أحدهم ثم لم يجد من يخرج حق الله إليه لم يوفق بالبركة من الله تعالى فيه ، فكان الانقباض عنه أولى . ذكره الحليمي احتمالاً في المنهاج ( 1/ 430 )
4 - إنما نهى عن الأخذ منه أنه للمسلمين فلا يؤخذ إلا بحقه ، ذكره ابن التين ، وقال كما حكى عنه الحافظ ابن حجر : و من أخذه و كثر المال ندم لأخذه ما لا ينفعه ، و إذا ظهر جبل من ذهب ، كَسَدَ الذهب ، و يبدو أن الإمام البخاري ذهب إلى اختيار القول الأول ، إذ أورد هذا الحديث تحت باب خروج النار مما يوحي بأنه يرى أن النهي عن الأخذ ورد لأنه عند الحشر و مع خروج النار ، وهو وقت انشغال الناس بأمر الحشر ، فإذا أخذ منه أحد لا يستفيد منه سوى الندم .

و ذهب القرطبي إلى اختيار القول الثاني ، و قال : و هو الذي يدل عليه الحديث . التذكرة ( ص 750 ) . كذلك ذهب إلى اختياره الحافظ ابن حجر واستدل بحديث أبي بن كعب مرفوعاً : يوشك أن يحسر الفرات عن جبل من ذهب ... ، و ذكر الحديث . و بهذا الحديث أبطل ما ذهب إليه ابن التين ، و قال : إنما يتم ما زعم من الكساد لو اقتسمه الناس بينهم بالتسوية و وسعهم كلهم ، فاستغنوا أجمعين ، فحينئذ تبطل الرغبة فيه ، و أما إذا حواه قوم دون قوم ، فحال من لم يحصل له منه شيء باق على حاله ، و عَقّبَ على القول بأن النهي ورد لكونه يقع مع خروج النار ، فقال : ولا مانع أن يكون عند خروج النار للحشر ، لكن ليس ذلك السبب في النهي عن الأخذ منه والله أعلم . الفتح ( 13 / 81 ) .

خامساً : شبهة والرد عليها :
و ذهب بعض المتأخرين محمد فهيم أبو عبية في تحقيقه لكتاب الفتن والملاحم لأبن كثير - في حسر الفرات ، إلى معناه حسره عن الذهب البترولي الأسود .
الجواب : و ليس المقصود بهذا الجبل من ذهب النفط أو البترول الأسود ، و ذلك من وجوه :-

1- أن النص جاء فيه جبل من ذهب نصاً لا يحتمل التأويل ، والبترول ليس بذهب على الحقيقة فإن الذهب هو المعدن المعروف .
2- أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن ماء النهر ينحسر عن جبل من ذهب ، فيراه الناس ، و النفط أو البترول يستخرج من باطن الأرض بالآلات من مسافات بعيدة .
3 - أن النبي صلى الله عليه وسلم خص الفرات بهذا دون غيره من البحار والأنهار ، والنفط نراه يستخرج من البحار كما يستخرج من الأرض ، و في أماكن كثيرة متعددة .
4 - أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الناس سيقتتلون عند هذا الكنز ، و لم يحصل أنهم اقتتلوا عند خروج النفط من الفرات أو غيره ، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى من حضر هذا الكنز أن يأخذ منه شيئاً ؛ كما هي الرواية الأخرى عن أبي بن كعب رضي الله عنه ، ومن حمله على النفط ، فإنه يلزمه على قوله هذا النهي عن الأخذ من النفط ، ولم يقل به أحد . أنظر : إتحاف الجماعة ( 2 / 185 186 ) فقد ذكر الشيخ حمود التويجري وجوهاً كثيرة للرد على هذه الشبهة .

و في الختام أتمنى أن أكون قد أزلت اللبس الموجود في فهم الحديث السابق ، اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن ، والحمد لله رب العالمين .

=============================================================.

وأن حديث " صلة " لا علاقة له بالشفاعة ، فهم معذورون أصلا ، فكيف يحاسبهم الله على أمر ليسوا مكلفين به ولم يكلف الله نفسا إلا وسعها .

وأن حديث انحسار الفرات عن نهر الذهب قبل علامات الساعة الكبرى قطعاً .

وأنه يحصل القتال على ذهبه والمسلمون عنده ، ويدل على هذا نهي النبي صلى الله عن حضوره ، فهل سينهى كافراً ؟

ولا علاقة لكنز الكعبة به .
فهذا ما توصلنا إليه في كلامنا بعضنا مع بعض .
فطلب مني أن أكتب أنا هذا هنا فتأخرت لعذر حصل معي .
والله الهادي إلى سواء السبيل .
وجزى الله خيراً من نفع بفائدة أو دل على خير .
 
الفرات


أخي الكريم،
حاولت أن أعثر على رابط بين ردك الكريم ومقالي فلم أتمكن.
مقالي عن الاستبداد والديكتاتورية والحكم السلطوي الذي يؤدي إلى انهيار دولة وحروب وكوارث وامتهان كرامة الانسان، ثم يفتح الباب لاستعمار جديد، ويخرج من ابناء البلد من يؤيد الاحتلال .

مقالي عن القسوة والغلظة والوحشية التي تراكمت في نفوس أبناء وطن من جراء طول فترة الاستبداد، ثم حشر الطائفية فيها فتمزق الوطن، ورأى كل عراقي الآخر خصما وعدوا إن كان ينتمي لمذهب مختلف .

أما لو كان هناك رابط بين تعقيبك عن الفرات والكنز والتسعة والتسعين والذهب وبين مقالي فلك مني جزيل الشكر لو شرحته لي لعلي لم أتنبه إليه بعد.

مع تحياتي

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج
 
أعلى