وصية شهيد

أبو المعز

عضو فعال
بسم الله الرحمن الرحيم

وصية شهيد



الشهيد اللذي أتحدث عنه هو سعد بن الربيع وهو خزرجي من نقباء العقبة. وأردت أن أورد لأخواني هذا الخبر لعله يكون فيه فائدة وكان هذا في غزوة أحد.

والخبر يقول:
(قال ابن إسحاق‏:‏ وفرغ الناس لقتلاهم فحدثني محمد بن عبد الله بنعبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني، أخو بني النجار‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع أفي الأحياء هو أم فيالأموات ‏؟‏‏)‏‏)‏‏.‏
فقال رجل من الأنصار‏:‏ أنا.
فنظر فوجده جريحاً في القتلى وبهرمق‏.‏
قال‏:‏ فقال له‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظرأفي الأحياء أنت أم في الأموات‏؟‏
فقال‏:‏ أنا في الأموات فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم سلاميوقل له‏:‏ إن سعد بن الربيع يقول لك‏:‏ جزاك الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته،وأبلغ قومك الأنصار عني السلام وقل لهم‏:‏ إن سعد بن الربيع يقول لكم‏:‏ إنه لا عذرلكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف‏.‏
قال‏:‏ ثم لم أبرح حتى مات، وجئت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتهخبره‏.) (البداية والنهاية لإبن كثير)

ولكأني بسعد بن الربيع يتشبث بآخر أنفاسه في هذه الدنيا لا حبا فيها و إنما خوفا على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فما أن اطمأن عليه حتى وجدت نفسه ضالتها.

هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه بعد أن أفنى حياته في خدمة الرسول الكريم ونصرة الإسلام وفي لحظات عمره الأخيرة لم يكن يفكر في أمواله أو أولاده أو تحدثه نفسه بالندم على مناصرة الرسول و الخروج في الحرب. وإنما كان ما يدور بخلده وهو يستعد للقاء ربه خوفه على الرسول صلى الله عليه وسلم وحرصه على سلامته. ولا أعتقد أني سأكون مبالغا إذا قلت أن هذا الرجل كان مستعدا أن يموت نصرة لرسول الله المرة تلو المرة وكله رغبة للقاء الله وهو عنه راض.

فلعلنا نتعلم من سعد بن الربيع.

وليسأل أحدنا نفسه ما الذي سيشغل باله و هو في اللحظات الأخيرة من حياته. أمواله أم أولاده أم أنه سيحزن على فراق الدنيا؟ وتكون أكبر أمانيه أن يطيل الله في عمره ليعيث في هذه الدنيا.

وأذكر نفسي و إياكم يا إخوتي و أتساءل ياترى ما هي وصيتكم لمن بعدكم؟.

وياترى هل عملنا بوصية سعد لنا.

اللهم أرحم سعدا وسائر المسلمين

.
 

أبو المعز

عضو فعال
القرآن

ولنعلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين فلنستزد من هذا الخبر



(أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال جاءت امرأة سعد بن الربيع بابنتيها من سعد إلى رسول الله فقالت يا رسول الله هاتان ابنتا سعد قتل أبوهما يوم أحد شهيدا وإن عمهما أخذ مالهما فاستفاءه فلم يدع لهما مالا والله لا تنكحان إلا ولهما مال فقال رسول الله يقضي الله في ذلك فأنزل الله عليه آية الميراث فدعا عمهما فقال أعط ابنتي سعد الثلثين وأعط أمهما الثمن ولك ما بقي.)(الطبقات الكبرى لابن سعد ج3/522-523)



فلقد أخلص سعد مع ربه فحفظ له ماله وولده.


اللهم أرحمنا وثبتنا


.
 
أعلى