في العاشر من محرم ليست القضية حب الحسين فكلنا نحب الحسين ! القضية كيف تعبر عن حبك للحسين وهذه ترجع لمستوى الذكاء ولسلامة القلب !!! البعض يظن ان حب الحسين رضي الله عنه يكون باللطم والبكاء والنواح وشق الجيب وغيرها من جاهليات نهى عنها الاسلام وجاء الاسلام لينتزعها من جذورها وينتشلنا منها ومن غيرها من امور الجاهلية وحماقاتها , البعض الآخر يرى أن حب الحسين يكون باتباعه وبالاقتداء به لا بالحزن ولا بترديد المواويل والأغاني والأناشيد وتعليق اليافطات واسالة الدماء وايذاء النفس والضرب بالسيوف واعلاء الصراخ والعويل واحياء ثقافة الانتقام بعبارات طلب الثأر الغبية التي تأتي بعد مقتل القتلة واستشهاد الشهيد بأكثر من 1400 عام فممن يكون الانتقام وطلب الثأر| !!!! مساكين من كانوا في الفئة التي ضل سعيها في الحياة الدنيا وتحسب أنها تحسن صنعا ويذهب عملها كله هباء منثور !
عاشوراء , بعيدا عن البدع والجاهليات والخرافات والقصص الخرافية , لاشك انه يوم عظيم اجتمعت فيه اكثر من ذكرى , اجتمعت فيه أكثر من عبرة وأكثر من فضيلة , وان كنا سنذكرها فسنذكرها لاستخلاص العبر وللتفكر , لا للمارسة طقوس مبتدعة ما أنزل الله بها من سلطان !
اذا ذكرنا العاشر من محرم فسنذكر مصيبة من المصائب العظيمة التي حلت بالأمة , ذكرى استشهاد الحسين , واذا ذكرنا استشهاد الحسين تذكرنا وتألمنا لبشاعة مقتله , وتذكرنا فضيلة الصبر واحتساب الأجر في المصاب العظيم , تذكرنا خسة وحقارة وتزندق من دعاه لينصره ومن ثم خذله ! اذا تذكرنا العاشر من محرم تذكرنا الفتنة التي حلت بالمسلمين , تذكرنا بطولة وشجاعة الحسين , تذكرنا قوة ايمان الحسين واقدامه وتلبيته لندء المسلمين وسعيه لنصرة من طلبه, تذكرنا المصيبة العظيمة والبلاء لعظيم الذي حل بالأمة يومها ولكن على قدر البلاء تكون المنزلة والحسين قد اكرمه الله بهذا البلاء بالدرجة والمنزلة العالية, , اذا ذكرنا استشهاد الحسين تذكرنا الصبر على البلاء والاستسلام لقدر الله وقضاءه والاسترجاع واحتساب الأجر بهذا المصاب العظيم , وانا نبرأ الى الله من الأشقياء قتلته , وكل من أعان على قتله , أو رضي بقتله ,
اذا ذكرنا العاشر من محرم , ذكرنا القصة العجيبة لنصر الله للقلة المؤمنة المستضعفة على الفئة الظالمة المتسلطة واتكال المؤمنين على الله ( يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين ) , اذا ذكرنا العاشر من مجرم تذكرنا وصول الظلم لمنتهاه وطغيان الظالم وتسلطه على المؤمنين , تذكرنا وعد الله الحق بنصر الموحدين مهما بلغوا من ضعف , تذكرنا المعجزة تذكرنا انشقاق البحر للمؤمنين واهلاك الله للظالمين , تذكرنا نصر الله لموسى ومن معه على فرعون وجنوده, هو يوم صامه موسى عليه السلام وأمر قومه بصومه فرحا بانجائه ومن معه من أعداء الله, فرعون وجنوده , وفرحا بنصر الله لهم واعلاء التوحيد وأهله على الكفر وأهله , لهذا نصومه نحن السنة , فنحن السنة مأمورون بصيام هذا اليوم بامر من رسول الله عليه الصلاة والسلام واقتداءا به ولان المسلمين أحق بموسى وأحق بالفرح به وصيام اليوم الذي كان يصومه موسى عليه السلام من اليهود الضالين !
اذا ذكرنا العاشر من محرم , تذكرنا نجاة نوح واستواء سفينته على الجودي وفرحه بهذا اليوم العظيم وصيامه شكرا لله لنصره اياه وانجائه من البلاء العظيم ,
اجتمع في هذا اليوم العظيم فضيلة الصبر على البلاء في استشهاد الحسن , الاتكال على الله حتى وان بلغ الطغيان بالظالمين مداه في نجاة موسى عليه السلام من القوم الظالمين ومن مدعي الربوبية ,,,, اتباع طريق الحق حتى وان قل سالكوه , في نجاة نوح والقلة التي اتبعته ومن كانت معه في السفينة , فلا أعلم أي عقل يحمل أولئك من يصدون عن مايحمله هذا اليوم العظيم من عبر ودروس عدة ويختزلون عاشوراء باللطم والحزن والمواويل واسالة الدماء وطلب الثأر ولعن وسب الأولين والآخرين وغيرها من طقوس عجيبة غريبة لم يأمرنا بها الله ولا رسوله ولا صحابة رسوله ولا اهل بيت رسوله , ولا فعلها أحد منهم !