ثلاثة اختبارات للنزاهة لأوباما والمعينين في المناصب العامة

Craftsman

عضو بلاتيني
قمت بترجمة هذا المقال بقدر استطاعتي للمنتدى من بعد ما قرأت مرارا الأسئلة الثلاثة العميقة والعملية التي يطرحها الكاتب وهو متورط وكان في صميم أزمة ووترغيت الشهيرة وتأتي كدروس وعبر أستخلصها من التجربة، وآمل أن تجدوا فيها شيئا من الفائدة.



ثلاثة اختبارات للنزاهة لأوباما والمعينين في المناصب العامة


بقلم إيجيل كروغ ،

الكريستيان ساينس مونيتور


نبذة عن الكاتب:

إيجيل "بد" كروغ، نائب المستشار الأسبق للرئيس نيكسون ومؤلف كتاب

"النزاهة: أناس طيبون، خيارات سيئة ودروس في الحياة من البيت الأبيض"
"Integrity: Good People, Bad Choices and Life Lessons from the White House,"

وهو الآن زميل أعلى في القيادة والأخلاق والنزاهة في مركز دراسات الرئاسة







المقال:

يندر في سابق التاريخ الأمريكي أن يكون هناك مثيل للحاجة القائمة في إعادة الثقة في الحكومة وقطاع الأعمال.

وإذ يقبل باراك أوباما على أداء قسم تولي مهامه، فإنه يؤدي ذلك وسط خيبة أمل واسعة عن ما يزعم عن نهج المرتزقة الذي اتبعه حاكم ولاية إللينوي "رود بلاجوفيتش"، والجشع الغير متناهي في أوساط الأعمال الذي عجَّل في الإنهيار الإقتصادي، والمكيدة الغير مسبوقة (Ponzi Scheme) التي يبدو أن برنارد مادوف نفذها.

هذه الفضائح أزالت ثقة الشعب وأدت إلى تزايد الشك في مؤسساتنا في الحكومة وقطاع الأعمال. وكردة فعل، تتزايد النداءات لتطبيق شتى التعديلات المصممة لمنع – وعلى الأقل الكشف عن – مثل هذه الاختراقات للأخلاق والآداب المهنية، ولكن هناك حاجة لأمر أساسي أكبر بكثير: ترميم المواثيق المبدئية.

إن من يقبل رداء المنصب العام يدخل في واقع مسلم فيه – عقد ملزم – مع من يقودهم ، وأول أسس ذلك الميثاق هو النزاهة. ومع الفهم الواضح لهذا الميثاق يمكن استعادة الثقة العامة. ويجب أن يفهم القادة في الحكومة وقطاع الأعمال أن دورهم في هذا الميثاق يتطلب منهم أقصى مستويات النزاهة والتصرف الحضاري وكذلك يتطلب من الذين تحت قيادتهم التمتع بأقصى مستويات النزاهة والتصرف الحضاري. هذا الميثاق المتبادل سيتطلب درجة من الإيثار والتضحية المتبادلة قلما طلبت من المواطنين في الحاضر.

مما يقارب أربعين عام مضت ، أديت القسم لأدخل من ضمن إدارة ريتشارد نيكسون. ومن بعد تولي مهامي أسندت لي أربع مهام خلال الأربع سنوات التي خدمت فيها. وكل مهمة كانت تبتدئ في : " من خلال وضع الثقة الخاصة في نزاهة .... (اسم الشخص) يعينكم الرئيس ل (المنصب)" ـ هذه المقدمة كان يجب أن تكون ملزمة لي في أن أؤدي دوري الكامل وبيني في المنصب العام والمواطنين مثلي.

إلا وأنني ، في ردة فعل على ما أخطئت باستنتاجه كأزمة أمن وطنية عن تسريب أوراق البنتاغون لصحيفة النيويورك تايمز، إرتكبت جرما فادحا. فقد منحت الموافقة على "عملية سرية" للحصول على معلومات تحط من قدر أولئك الذين قاموا بتسريب تلك الأوراق وحرمت مواطن مثلي من حقه من التفتيش الغير معقول والغير قانوني لمكتبه، وانتهكت "الثقة الخاصة" الموضوعة في نزاهتي ، وخرقت واجبي تحت ذلك الميثاق.

منذ عودتي لممارسة مهنة المحاماة ، من بعد حرماني لمدة خمس سنين، تأملت عميقا في ما تتطلبه لدي النزاهة. وعلى الخصوص، تتطلب أن أكون قادرا على الإجابة "بنعم" على ثلاثة أسئلة يلزم من كل من يتولى المناصب العامة أن يلقوها على أنفسهم قبل الشروع بأية مهمة.

السؤال الأول هو فكري ويضع الأسس: " هل هذا كامل ويشتمل على جميع المقومات؟" يجب أن نفكر في القرارات من خلال تأثيراتها ونتائجها على كافة المستويات.

والسؤال الثاني هو أخلاقي: "هل هذا صحيح؟" يلزم أن تتوازى القرارات مع القيم الأساسية كالصدق والعدالة والاحترام والمسئولية والحنو (عدم التعالي)

والسؤال الثالث هو بديهي وينبع من الروح: "هل هذا خير؟" فالقرارات يجب أن تنفع الآخرين ، وعلى اقل تقدير لا تسبب أذى.

لو كنا أجبنا هذه الأسئلة بثقة خلال التحقيق في أوراق البنتاغون، فقد يكون ممكنا آنذاك تجنب انهيار الثقة العامة التي نتجت من فضيحة "ووترغيت" التي تبعتها، و تورية لمدة سنتين، وأول استقالة لرئيس للولايات المتحدة.

نقدر أن نتفائل أن رئيسنا الجديد يفهم دوره ودورنا في هذا الميثاق. فخلال الحملة الإنتخابية صرح السيد أوباما: "الشعب الأمريكي يريد لأن يعود ليثق في الحكومة – إلا أننا بحاجة لحكومة تثق فينا". وفي هذا فقد قام باختيار مستوى عالي من الأشخاص ليعينهم في المناصب الفيدرالية. ومن أبرز هذه المجموعة الموهوبة هي البروفيسورة دون جونسون من كلية الحقوق في جامعة انديانا. وكمساعد للنائب العام ، التي ستتيقن من أن أعمال القائمين على المناصب العامة تلتزم بأحكام القانون والدستور والمبادئ والأخلاق.


"Trust is the coin of the realm." "الثقة هي حجر زاوية الملك" هذه الحقيقة العميقة تزين الحائط في وسط مكتب الرئيس (Study of the Presidency) حيث أعمل. وبإصرار أوباما على أن يقوم كل من يتم تعيينهم في ملئ النماذج للمناصب المرشحين لها لدرء تضارب المصالح وخدمة مصالحهم من الواضح أن فريق أوباما مصمم على استعادة الثقة في حكومتنا.



إنها بداية طيبة ، ومهمتنا كمواطنين أن نتأكد من أننا – وهم – نمسك عاليا بهذه الثقة.

إنتهى
 
أعلى