رغم حقيقة أن لا أحد طلب مني ترشيح نفسي للانتخابات القادمة. الا انني آثرت ان أشرح للمواطنين اسباب عدم رغبتي الخوض بالانتخابات القادمة، اول الاسباب التي جعلتني اعزف عن الترشيح هو قناعتي الراسخة بان الشعب الكويتي لن يحسن اختيار المرشحين للمجلس بسبب تخلفهم الحضاري وترسخ المفاهيم القبلية والطائفية والعائلية بينهم والدليل على ذلك هو ان هذا الشعب الذي انتمي اليه لم يحسن اختيار ممثليه طوال السنوات الخمسين الماضية ليس على مستوى عضوية مجلس الامة فقط بل على المستوى الرياضي والتعاون وحتى جمعيات النفع العام.. ويعود سبب اختيارنا السيئ إلى اننا لا نريد وجع الرأس فأسهل شيء بالنسبة لنا وقت التصويت هو اختيار القريب أو الصديق وليس الكفاءة لأن ذلك من عاداتنا وتقاليدنا.. السبب الثاني لعدم الترشيح يعود الى حقيقة انني إنسان ليبرالي حر أؤمن ايمانا مطلقا بالدولة المدنية التي عمادها الدستور والقانون وان دور المواطن لا يقتصر فقط على ترديد الشعارات والاشعار والأغاني بحب الكويت، بل مطلوب من المواطن ان يترجم هذا الحب بجهده واخلاصه لبلده، انا أؤمن ايمانا مطلقا بأن احوالنا لن تتحسن ما دامت اسعار النفط تتحسن والدولة مستمرة بالسير في مفهوم «الدولة الريعية» حيث تقوم الدولة بكل شيء والمواطن بلا شيء.. سوى الشكوى الابدية ولوم الآخر على حالة التدهور العام.. أفكاري لن يقبلها الناخبون لانني اطالب بان تتوقف الحكومة عن سياسات الدعم وان يساهم المواطن في بناء بلده عن طريق دفع الضرائب والرسوم.. حتى تحق له مساءلة النواب والحكومة عن اسباب هدر المال العام.
ثالثا: انني لا اصلح ان اكون نائبا لاني لا اعرف خداع الناس والكذب عليهم بانني سأحافظ على الدستور والحريات.. الحقيقة المرّة ان جميع المرشحين والنواب الذين يتكلمون عن الدستور والقانون هم اول من ينتهك هذا الدستوو والقانون بمطالبتهم بتطبيق الشريعة.. وهم يعلمون علم اليقين بأن الشريعة تلغي الدولة المدنية.. وتلغي الانتخابات ومجلس الامة لان نظام الشورى هو الذي سيطبق على المجتمع.
اما السبب الحقيقي لعدم ترشيح نفسي هو انني خسران في السوق والانتخابات تحتاج الى اموال وهناك طريقتان للحصول على المال للانتخابات، إما الانتماء الى جماعات الاسلام السياسي حيث ستفتح لك ابواب الخير من البنوك الاسلامية او الجمعيات الخيرية.. او تصبح مرشح الحكومة حيث تغدق عليك الاموال الطائلة عن طريق بيع الاقامات او قبول عطايا وهبات من افراد الاسرة الحاكمة، وبما انني لا انتمي للجماعات الاسلامية ووالدي شيخ علم ودين فلا تنطبق عليَّ الشيخة لذلك لن ارشح نفسي.
د. شملان العيسى
الدكتور شملان العيسى، نختلف أو نتفق معه، لكنه تطرق لمشكله مهمه نعايشها حاليا وهي أحد أسباب تدهور وتراجع الديمقراطيه في الكويت وهي عزوف الكفاءات وأصحاب الأيدي النظيفه عن خوض الانتخابات ،اما لأحد الأسباب التي ذكرها في المقال أو خوفا من الفشل أو ضغوط عائليه للتنازل لأجل آخر أو لمصاعب ماديه، كيف يمكن أن نشجع الشباب والشابات ممن يحملون فكرا نيرا وضمائر نظيفه على ترشيح انفسهم ؟
على الأقل لتحسين الخيارات أمام الناخب وضخ الدماء في عروق الديمقراطيه التي جفت!