إلى أبناء وبنات الصحوة الإسلامية زاد على طريق الدعوة

ابوحفص

عضو فعال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي يقول : ( وهو يهدي السبيل )
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ، ثم أما بعد :
هناك من الأمور لابد على أبناء الأمة الإسلامية أن تعتني بها على الدوام ، وأن يشد العزم
على العمل في تطبيقها ، وذلك لإن هذه الأمور قد ضيع أكثرها ، ومن أهم هذه الأمور الدعوة
المستمرة في توحيد صفوف المسلمين ، وترك الجدل الذي يسبب في تفريق المسلمون ،
فينبغي على طالب الأخرة والساعي في تحقيق رضى الله جل وعلا أن يعمل الليل والنهار
بكل ما يستطيع من الوسائل التي توحد الصف ، ولا تجعل من الخلاف الفقهي بين المسلمون
سبب في النزاع والتفريق ، ذلك وأننا في وقت تشن فيه حملة شرسة ضارية وحرب ضروس
هوجاء على الإسلام وأهله .
والله الحمد والثناء الحسن على أن وفقني أن أختصر من كتاب خواطر على طريق الدعوة
تأليف العلامة محمد بن حسان حفظه الله تعالى .
فلما درسنا كتابه النافع رأينا أن نجعل له مختصراً ولم ألتزم بكلام الشيخ نصاً إنما أضفنا له
شرحاً مختصرأً وأدخلنا كلاماً من كلام أهل العلم أيضاً ليس نص كلامهم بل نشرح منه ما يتعلق
في هذا الباب .
فليس شرطاً أن يكون الكلام من كلام صاحب الكتاب فضيلة الشيخ محمد حسان حفظه الله
أخاطبك أنت أيها المسلم الغيور ........... يا من يعتصر قلبه حزناً على حال أمته التي هانت ...
اعلم أنك تتمنى أنك لو كلفت بعمل أي شئ فأصغ سمعك ، وأحضر ذهنك ، واستجمع همتك
لتتعرف على دورك ومهمتك ؛ لأن الدعوة إلى الله عزوجل بضوابطها الشرعية وقواعدها المرعية
إن كانت مهمة الدعاة الذين توفرت لديهم الأهلية العلمية فإن المسلم أيضاً له دعوة .........
فإن لم يكن بلسانك العذب وبكلامك السهل البسيط فبسلوكك الإسلامي الكريم ............
فنحن الآن في أمسّ الحاجة إلى أن نتقل من صورة الإسلام إلى حقيقة الإسلام .
وأخاطبك أنت أيتها الأخت المسلمة ......... يا أصل العز والشرف والحياء ، يا مربية الرجال ،
يا من تصفعين كل يوم دعاة الباطل والفجور !!
يا درةً حفظت بالأمس غاليةً ..................... واليوم يبغونها للهو واللعب !
أخاطبك أختى الفاضلة محذراً ومذكراً ...... محذراً من المؤامرات التي تحاك للمرأة المسلمة
في الليل والنهار للزج بها في مستنقع الرذيلة بإغرائها دوماً وبكل السّبل لإخراجها عن دائرة
تعاليم دينها الذي جاء ليضمن لها الكرامة والسعادة في الدنيا والآخرة .
ومذكراً بأنك درتنا المصونة والذي يعرف الإسلام يعلم حقيقة مكانة المرأة المسلمة .......
وما هذه الضوابط الشرعية التي وضعها الإسلام للمرأة ، والتي يسميها أدعياء التقدم قيوداً _
إلا حمايةً لك من عويل ذئاب البشر الجائعين .......... وكيف لا ؟
وأنت الأم والبنت والأخت والزوجة !!
ويأتي الأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم واضحاً لتكريم المرأة فيقول :
( استوصوا بالنساء خيراً ) جزء من حديث رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله
عنه .
وكثيرة هي الآيات والأحاديث في هذا الباب وليس المراد هو البسط ولكنه التذكير بمكانة المرأة
ودورها في المجتمع المسلم ، وإن أعظم خدمة تؤديها المسلمة لدينها في هذه الأيام هي أن
تتعرف جيداً على دينها وأن تعتز بإسلامها وأن تقول لربها عزوجل ونبيها صلى الله عليه وسلم
ما قاله المؤمنون والمؤمنات من قبل الذين أنزل الله تعالى في قولهم الآيات قال تعالى :
( وقالو سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير )
أما عن رسالة الأمومة والتربية فلن أزيد على أن أقول : نريد أن تخرّجي لنا من جديد الرجال
الصادقين المجاهدين والدعاة المخلصين .
فإن الأمة في أمسّ الحاجة إلى دعاةٍ تتجمع عليهم القلوب وتتآلف حولهم النفوس .
فهيا لنتحرك جميعاً للدعوة إلى الله عزوجل _ في الليل والنهار في كل مكان .. في المسجد
وفي البيت وفي المصنع وفي المدرسة وفي السوق وفي كل مكان ...... فنحن ركب سفينة
واحدة إن نجت نجونا جميعاً ، وإن غرقت غرقنا جميعاً ...... كما في حديث النعمان بن بشير
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها
كمثل قومٍ استهموا على سفينةٍ فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في
أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم فقالوا : لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقاً
ولم نؤذ من فوقنا ، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعاً )
الحديث رواه الإمام البخاري .
إخوة الإسلام : إن الدعوة إلى الله تعالى ليست تطوعاً يتقدم بها صاحب الدعوة ، إنما هي
التكليف الصارم الجازم الذي لا مفر من أدائه ، فالله من ورائه ، وإنها ليست اللذة الذاتية في
حمل الخير والهدى للناس ، إنما هو الأمر العلوي الذي لا يمكن التفلت منه ولا التردد فيه
وهكذا يتبين أمر الدعوة إنها تكليف وواجب ، وليعرف الدعاة أن أمامهم واجباً ثقيلاً ؛
لأنهم أتباع محمد صلى الله عليه وسلم وهو حجة الله على الناس ))
يقول أبن القيم رحمه الله تعالى : فلا يكون الرجل من أتباعه حقاًّ حتى يدعو إلى ما دعا إليه
ويكون على بصيرة .
ولا يقدّر هذه المهمة حق قدرها إلا من عرف حجم قوة الباطل التي تقف للصد عن دين الله
خاصة وأن دين الله تعالى ليس مجرد كلمات عابرة يلقيها الرسول ثم يمضي بعد ذلك .........
كلا ....... بل لابد لهذا البلاغ والبيان من استمرار وصبر ومثابرة ومتابعة ونصح دائم لا ينقطع
بالرحمة والحكمة واللين لإخراج الناس من الظلمات إلى النور .
فالدعوة ثانياً _ يجب أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ،
والحكمة فضل من الله جل وعلا لمن شاء من عباده ، وقد حدّها ابن القيم رحمه الله في المدارج
حداًّ جامعاً فقال : الحكمة هي فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي .
ومنهم من عرفها بقوله : الحكمة هي الإصابة في الأقوال والأفعال ووضع كل شئ في موضعه .
وللحكمة أركان فمنها : العلم والحلم والأناة .
فالداعية الحكيم هو الذي ينظر بوعي وبصيرة مشرقة إلى واقع أمته الجريحة ليشخص الداء
بدقة قبل أن يحدد الدواء ، فيعلم الذي ينبغي أن يقال في الوقت الذي يجب فيه أن يقال .
والداعية الحكيم هو الذي يفهم الإسلام فهماً صحيحاً كما فهمه سلف الأمة ثم ينطلق لدعوة
الناس حقيقة الإسلام ، وذلك بدعوتهم إلى الأصول قبل الفروع ، وإلى الكليات قبل الجزئيات .
وانتبهوا جيداً فنحن لا نقول أن يدعو الناس إلى الأصول ويهزأ بالفروع أو يدعوهم إلى الكليات
ويسخر بالجزئيات ، فالدين كل لا يتجزأ ، بأصوله وفروعه ، وكلياته وجزئياته .
فالداعية الحكيم هو الذي ينظر بوعي وبصيرة إلى مآلات الأقوال والأفعال من مصالح ومفاسد ؛
فجميع الأقوال والأفعال والاجتهادات يجب أن تكون جميعها منبثقة من خلال منهج مضبوط وفق
الأصول الشرعية ، والحق أن غياب هذا الأصل العظيم يعطل أبناء الأمة في سيرهم طريق
الدعوة .
ثم ومن الحكمة إلى الرحمة ، فإن الغلظة تفسد ولا تصلح ، وتهدم ولا تبني ، والذي لا يرى
الناس إلا بعين الاحتقار ، ولا يذكرهم إلا بلسان الطعن فيهم والذم ، ينبغي أن يعلم جيداً
أنه أعجز شئ عن حفظ نفسه ، فالهلاك أدنى إليه من شراك نعله كشاةٍ ملقاةٍ بين الذئاب
لا يردها عنها إلا الراعي .
لذا ينبغي أن يكون الداعية إلى الله تعالى كالطبيب الذي ينظر إلى مريضه نظرة رحمة لا نظرة
احتقار ، وإلا فهل سمعنا أن طبيباً طرد مريضه من عيادته لأنه مريض ؟ !
فغضبة الداعية الصادق يجب أن تكون لربه جل وعلا _ حين تنتهك حرماته ، فالتعامل مع
النفوس لهدايتها يقتضي سعة صدر وسماحة طبع ويسراً وتيسيراً ، ولكن من غير تفريط في
دين الله تعالى .
هكذا كان قلب سيد الدعاة صلى الله عليه وسلم ، وهكذا كانت حياته وأخلاقه مع الناس ، وما
ضاق صدره بضعفهم البشرى ،
فيجب على الداعية أن يخلص لله جل وعلا _ في دعوته إخلاصاً تتوارى معه ذاته .
وليحذر الداعية أن يرى لنفسه فضلاً على الناس ، ولكنه في كل نفس من أنفاس حياته
بالإسلام مدين لصاحب الفضل والمنة _ جل وعلا .
فيا أيها الدعاة الصادقين ........ فسوف تصادفنا عقبات ، وتزعجنا مشكلات ، وتعكر صفونا
خلافات !!! فليكن زادنا الذي ينير لنا في الظلمات ، ويفرق لنا بين المتشابهات ، ويضئ لنا
مفارق الطرقات ، ونتعالى به على جميع الأهواء والخلافات هو : التجرد والعدل والإنصاف .
فيجب أن تكون أقوالنا وأحكامنا بعلم وعدل ، لا لمجرد اتباع الهوى الذي بذر في الصفوف بذور
الشقاق والبغضاء والتنازع والخلاف ، وما أحوج الأمة في هذه الظروف إلى الزاد العظيم إلى
التجرد عن الهوى ، ليكون العمل خالصاً لله مقبولاً امتثالاً عمليًّا لأمر الله جل وعلا :
( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )
وذلك لا يكون إلا بصبر والمجاهدة ، فوالله من اعتصم بالله نجّاه ومن فوض الأمر إليه هداه .
والله تعالى اسأل أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
 

hbeeb12

عضو فعال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته -- بعد أذنك أخي الكريم تكبير الخط لماله من فائدة وجزاك الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي يقول : ( وهو يهدي السبيل )
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ، ثم أما بعد :
هناك من الأمور لابد على أبناء الأمة الإسلامية أن تعتني بها على الدوام ، وأن يشد العزم
على العمل في تطبيقها ، وذلك لإن هذه الأمور قد ضيع أكثرها ، ومن أهم هذه الأمور الدعوة
المستمرة في توحيد صفوف المسلمين ، وترك الجدل الذي يسبب في تفريق المسلمون ،
فينبغي على طالب الأخرة والساعي في تحقيق رضى الله جل وعلا أن يعمل الليل والنهار
بكل ما يستطيع من الوسائل التي توحد الصف ، ولا تجعل من الخلاف الفقهي بين المسلمون
سبب في النزاع والتفريق ، ذلك وأننا في وقت تشن فيه حملة شرسة ضارية وحرب ضروس
هوجاء على الإسلام وأهله .
والله الحمد والثناء الحسن على أن وفقني أن أختصر من كتاب خواطر على طريق الدعوة
تأليف العلامة محمد بن حسان حفظه الله تعالى .
فلما درسنا كتابه النافع رأينا أن نجعل له مختصراً ولم ألتزم بكلام الشيخ نصاً إنما أضفنا له
شرحاً مختصرأً وأدخلنا كلاماً من كلام أهل العلم أيضاً ليس نص كلامهم بل نشرح منه ما يتعلق
في هذا الباب .
فليس شرطاً أن يكون الكلام من كلام صاحب الكتاب فضيلة الشيخ محمد حسان حفظه الله
أخاطبك أنت أيها المسلم الغيور ........... يا من يعتصر قلبه حزناً على حال أمته التي هانت ...
اعلم أنك تتمنى أنك لو كلفت بعمل أي شئ فأصغ سمعك ، وأحضر ذهنك ، واستجمع همتك
لتتعرف على دورك ومهمتك ؛ لأن الدعوة إلى الله عزوجل بضوابطها الشرعية وقواعدها المرعية
إن كانت مهمة الدعاة الذين توفرت لديهم الأهلية العلمية فإن المسلم أيضاً له دعوة .........
فإن لم يكن بلسانك العذب وبكلامك السهل البسيط فبسلوكك الإسلامي الكريم ............
فنحن الآن في أمسّ الحاجة إلى أن نتقل من صورة الإسلام إلى حقيقة الإسلام .
وأخاطبك أنت أيتها الأخت المسلمة ......... يا أصل العز والشرف والحياء ، يا مربية الرجال ،
يا من تصفعين كل يوم دعاة الباطل والفجور !!
يا درةً حفظت بالأمس غاليةً ..................... واليوم يبغونها للهو واللعب !
أخاطبك أختى الفاضلة محذراً ومذكراً ...... محذراً من المؤامرات التي تحاك للمرأة المسلمة
في الليل والنهار للزج بها في مستنقع الرذيلة بإغرائها دوماً وبكل السّبل لإخراجها عن دائرة
تعاليم دينها الذي جاء ليضمن لها الكرامة والسعادة في الدنيا والآخرة .
ومذكراً بأنك درتنا المصونة والذي يعرف الإسلام يعلم حقيقة مكانة المرأة المسلمة .......
وما هذه الضوابط الشرعية التي وضعها الإسلام للمرأة ، والتي يسميها أدعياء التقدم قيوداً _
إلا حمايةً لك من عويل ذئاب البشر الجائعين .......... وكيف لا ؟
وأنت الأم والبنت والأخت والزوجة !!
ويأتي الأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم واضحاً لتكريم المرأة فيقول :
( استوصوا بالنساء خيراً ) جزء من حديث رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله
عنه .
وكثيرة هي الآيات والأحاديث في هذا الباب وليس المراد هو البسط ولكنه التذكير بمكانة المرأة
ودورها في المجتمع المسلم ، وإن أعظم خدمة تؤديها المسلمة لدينها في هذه الأيام هي أن
تتعرف جيداً على دينها وأن تعتز بإسلامها وأن تقول لربها عزوجل ونبيها صلى الله عليه وسلم
ما قاله المؤمنون والمؤمنات من قبل الذين أنزل الله تعالى في قولهم الآيات قال تعالى :
( وقالو سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير )
أما عن رسالة الأمومة والتربية فلن أزيد على أن أقول : نريد أن تخرّجي لنا من جديد الرجال
الصادقين المجاهدين والدعاة المخلصين .
فإن الأمة في أمسّ الحاجة إلى دعاةٍ تتجمع عليهم القلوب وتتآلف حولهم النفوس .
فهيا لنتحرك جميعاً للدعوة إلى الله عزوجل _ في الليل والنهار في كل مكان .. في المسجد
وفي البيت وفي المصنع وفي المدرسة وفي السوق وفي كل مكان ...... فنحن ركب سفينة
واحدة إن نجت نجونا جميعاً ، وإن غرقت غرقنا جميعاً ...... كما في حديث النعمان بن بشير
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها
كمثل قومٍ استهموا على سفينةٍ فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في
أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم فقالوا : لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقاً
ولم نؤذ من فوقنا ، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعاً )
الحديث رواه الإمام البخاري .
إخوة الإسلام : إن الدعوة إلى الله تعالى ليست تطوعاً يتقدم بها صاحب الدعوة ، إنما هي
التكليف الصارم الجازم الذي لا مفر من أدائه ، فالله من ورائه ، وإنها ليست اللذة الذاتية في
حمل الخير والهدى للناس ، إنما هو الأمر العلوي الذي لا يمكن التفلت منه ولا التردد فيه
وهكذا يتبين أمر الدعوة إنها تكليف وواجب ، وليعرف الدعاة أن أمامهم واجباً ثقيلاً ؛
لأنهم أتباع محمد صلى الله عليه وسلم وهو حجة الله على الناس ))
يقول أبن القيم رحمه الله تعالى : فلا يكون الرجل من أتباعه حقاًّ حتى يدعو إلى ما دعا إليه
ويكون على بصيرة .
ولا يقدّر هذه المهمة حق قدرها إلا من عرف حجم قوة الباطل التي تقف للصد عن دين الله
خاصة وأن دين الله تعالى ليس مجرد كلمات عابرة يلقيها الرسول ثم يمضي بعد ذلك .........
كلا ....... بل لابد لهذا البلاغ والبيان من استمرار وصبر ومثابرة ومتابعة ونصح دائم لا ينقطع
بالرحمة والحكمة واللين لإخراج الناس من الظلمات إلى النور .
فالدعوة ثانياً _ يجب أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ،
والحكمة فضل من الله جل وعلا لمن شاء من عباده ، وقد حدّها ابن القيم رحمه الله في المدارج
حداًّ جامعاً فقال : الحكمة هي فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي .
ومنهم من عرفها بقوله : الحكمة هي الإصابة في الأقوال والأفعال ووضع كل شئ في موضعه .
وللحكمة أركان فمنها : العلم والحلم والأناة .
فالداعية الحكيم هو الذي ينظر بوعي وبصيرة مشرقة إلى واقع أمته الجريحة ليشخص الداء
بدقة قبل أن يحدد الدواء ، فيعلم الذي ينبغي أن يقال في الوقت الذي يجب فيه أن يقال .
والداعية الحكيم هو الذي يفهم الإسلام فهماً صحيحاً كما فهمه سلف الأمة ثم ينطلق لدعوة
الناس حقيقة الإسلام ، وذلك بدعوتهم إلى الأصول قبل الفروع ، وإلى الكليات قبل الجزئيات .
وانتبهوا جيداً فنحن لا نقول أن يدعو الناس إلى الأصول ويهزأ بالفروع أو يدعوهم إلى الكليات
ويسخر بالجزئيات ، فالدين كل لا يتجزأ ، بأصوله وفروعه ، وكلياته وجزئياته .
فالداعية الحكيم هو الذي ينظر بوعي وبصيرة إلى مآلات الأقوال والأفعال من مصالح ومفاسد ؛
فجميع الأقوال والأفعال والاجتهادات يجب أن تكون جميعها منبثقة من خلال منهج مضبوط وفق
الأصول الشرعية ، والحق أن غياب هذا الأصل العظيم يعطل أبناء الأمة في سيرهم طريق
الدعوة .
ثم ومن الحكمة إلى الرحمة ، فإن الغلظة تفسد ولا تصلح ، وتهدم ولا تبني ، والذي لا يرى
الناس إلا بعين الاحتقار ، ولا يذكرهم إلا بلسان الطعن فيهم والذم ، ينبغي أن يعلم جيداً
أنه أعجز شئ عن حفظ نفسه ، فالهلاك أدنى إليه من شراك نعله كشاةٍ ملقاةٍ بين الذئاب
لا يردها عنها إلا الراعي .
لذا ينبغي أن يكون الداعية إلى الله تعالى كالطبيب الذي ينظر إلى مريضه نظرة رحمة لا نظرة
احتقار ، وإلا فهل سمعنا أن طبيباً طرد مريضه من عيادته لأنه مريض ؟ !
فغضبة الداعية الصادق يجب أن تكون لربه جل وعلا _ حين تنتهك حرماته ، فالتعامل مع
النفوس لهدايتها يقتضي سعة صدر وسماحة طبع ويسراً وتيسيراً ، ولكن من غير تفريط في
دين الله تعالى .
هكذا كان قلب سيد الدعاة صلى الله عليه وسلم ، وهكذا كانت حياته وأخلاقه مع الناس ، وما
ضاق صدره بضعفهم البشرى ،
فيجب على الداعية أن يخلص لله جل وعلا _ في دعوته إخلاصاً تتوارى معه ذاته .
وليحذر الداعية أن يرى لنفسه فضلاً على الناس ، ولكنه في كل نفس من أنفاس حياته
بالإسلام مدين لصاحب الفضل والمنة _ جل وعلا .
فيا أيها الدعاة الصادقين ........ فسوف تصادفنا عقبات ، وتزعجنا مشكلات ، وتعكر صفونا
خلافات !!! فليكن زادنا الذي ينير لنا في الظلمات ، ويفرق لنا بين المتشابهات ، ويضئ لنا
مفارق الطرقات ، ونتعالى به على جميع الأهواء والخلافات هو : التجرد والعدل والإنصاف .
فيجب أن تكون أقوالنا وأحكامنا بعلم وعدل ، لا لمجرد اتباع الهوى الذي بذر في الصفوف بذور
الشقاق والبغضاء والتنازع والخلاف ، وما أحوج الأمة في هذه الظروف إلى الزاد العظيم إلى
التجرد عن الهوى ، ليكون العمل خالصاً لله مقبولاً امتثالاً عمليًّا لأمر الله جل وعلا :
( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )
وذلك لا يكون إلا بصبر والمجاهدة ، فوالله من اعتصم بالله نجّاه ومن فوض الأمر إليه هداه .
والله تعالى اسأل أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين ------------​
 

ابوحفص

عضو فعال
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،
بارك الله فيك وجزاك خيراً على توضيح الخط ، وتحسين طريقة عرض الموضوع .
والله تعالى اسأل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك ، ويجعلنا وإياك وسائر المسلمين من أبناء الصحوة
الإسلامية ، ومن الذين يدعون إلى الله تعالى ، ويجعلنا على منهج السنة وماكان عليه سلف الأمة .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
 

ابوحفص

عضو فعال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين ،
وبعد : فهذا الباب الثاني لمختصر خواطر على طريق الدعوة
وطريق الدعوة إلى الله تعالى طريق نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ويوسف
ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين ، وطريق أتباعهم من العلماء المخلصين
والدعاة الصادقين .
ولكي تستمر مسيرة هذا الركب الكريم على طول الطريق ......... فلا بد إذن
من الدعوة والبلاغ ، فالدعوة إلى الله عزوجل واجب هذه الأمة الخاتمة
التي اختارها الله جل وعلا _ للقيادة بقوة وجدارة _ بما معها من الحق
الذي قامت له السموات والأرض ، وخلقت الجنة والنار ، وأنزل الكتب ،
وأرسل الرسل .
وليعلم الدعاة إلى الله جل وعلا أن الطريق ليس سهلاً هيناً مفروشاً بالورود
خالياً من العقبات والأشواك والصخور ..... أمناً من عويل المجرمين من
المكذبين والمحاربين ، فإن الصراع بين الحق والباطل قديم بقدوم الأرض
منذ أن بعث الله الرسل وأنزل عليهم الكتب الداعية إلى الحق ،
فجاء الرسل ومعهم أتباعهم من دعاة الحق ليوضحو للناس طريق الهدى
يحملون رسالة ربهم يدعون الناس إلى سلك طريق العلم والإيمان
فالدعوة إلى الله عزوجل هي همهم الليل والنهار ، وهي شغلهم في
السر والعلن ، فما من نبي ولا رسول جاء يحمل إلى قومه رسالة الله تعالى
ويدعوا إلى الحق إلا وقد قام أهل الشر والباطل وتكاتفوا وتعاونوا بكل وسيلة
للصد عن سبيل الله والتشكيك في دينه .
والذي يدفع الكثير من الناس ويجعلهم من أهل الفساد والباطل ويصدون
عن سبيل الحق ، إنما هو الهوى والشبهات والشهوات وفتن النفس
والشيطان ووسوسته .
هذا لإن الله جل وعلا خلق الناس جميعاً على الفطرة السليمة النقية
وهي فطرة التوحيد .
وتغير الفطرة وفسادها بسبب الأهواء والفتن واتباع مداخل الشيطان .
ولعلم اللطيف الخبير بضعف الإنسان وعجزه وفقره ، أرسل الرسل بالمنهج
الحق وتذكير الناس بالله _ بالترغيب والبشارة تارة وبالترهيب والنذارة تارة
أخرى .
قال الله تعالى : ( كان الناس أمةً واحدةً فبعث الله النبين مبشرين ومنذرين )
وخاطب الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله سبحانه : ( يأيها النبي إنا
أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً ) .
فمهمة الرسل وأصحابهم ومن تبعهم بإحسان مقتفياً أثرهم سالكاً طريقهم
مهمتهم ووظيفتهم تبليغ الناس رسالة الله تعالى ، فانطلقوا براية الدعوة إلى
الله جل وعلا _ تاركين الديار والأوطان _ مقدمين في سبيلها الأرواح ،
ولاهمّ لهم سوى إخراج العباد من عبادة العباد إلى رب العباد ، ومن ضيق
الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة .
وامتن الله جل وعلا على مسك ختامهم محمد صلى الله عليه وسلم ،
فأبقى هذه الوظيفة الشريفة في أمته من بعده إلى يوم القيامة .
فهيا أيها الأحباب لدين الله لدعوة إلى الله عزوجل ، وهيا يا أتباع أشرف
خلق الله وأكرم الرسل على الله ، هيا لنحمل الراية والأمانة لنكون
من المؤمنين الذين صدقوا ما عهدوا الله عليه .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
 
أعلى