التعليم يعاني عدم الاستقرار.. والمطلوب إبعاده عن السياسة

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

f.m.m

عضو جديد
أكد ممثل اعضاء هيئة التدريس في الجامعة العربية المفتوحة د. مبارك البغيلي ان التعليم بشكل عام اصبح بعيدا عن الاستقرار، خصوصا ان القرارات التي تتخذ تطبق بشكل مباشر ،من دون الاخذ بعين الاعتبار عملية التجربة على فعالية تلك القرارات، مشيرا الى ان اغلاق المركز الوطني لتطوير التعليم يعود الى التجاذبات السياسية، مطالبا بضرورة فصل وزارة التربية عن وزارة التعليم العالي.

واضاف البغيلي، خلال لقائه مع {القبس}، ان جامعة الكويت اصبحت جهة مغلقة على شخصيات معينة، حيث انها لا تفتح المجال امام حملة الدكتوراه الذين تخرجوا من افضل الجامعات العالمية وبمعدلات عالية، مؤكدا أنها اصبحت{ مسيّسة} وخير دليل على ذلك ان اتحاد الطلبة هو بقيادة الاخوان، مطالبا بإبعاد التعليم عن التوجهات السياسية.
واشار الى ان حجم اداء مجلس الجامعات الخاصة لا يتناسب مع المهمة المنوطة به، خاصة بعد غياب القدرة على ادارة الجامعات الخاصة، موضحا أن التعليم العالي ليس له دور واضح في تقييم الجامعات بل اكتفى بعملية المراسلة بين الطلبة والسفارة والجامعة، داعيا في الوقت نفسه الاساتذة في الجامعات الخاصة الى انشاء رابطة لحمايتهم من ناحية التوظيف والعقود وسلم الرواتب والمميزات الوظيفية، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

في البداية ما رأيكم في مستوى التعليم في الكويت؟
- التعليم للاسف الشديد في تخبط مستمر من دون الاعتماد على خطط واضحة ،والدليل على ذلك ايقاف نظام المقررات، الذي لم يبن على دراسة كافية، لذلك فان اي نظام تعليمي لا بد ان يمر بثلاثة مراحل: هي الدراسة والتجربة ومن ثم التطبيق الفعلي، اما ما يحصل حاليا فهو دراسات غير مبنية على اسس علمية، تؤخذ وتطبق مباشرة على ابنائنا الطلبة وكأنهم حقل تجارب، فقرار مجلس الوكلاء في وزارة التربية اخيرا بإضافة تشعيب رياضة الى جانب القسمين العلمي والادبي وضع من دون وجود فترة للتجربة وهو امر قد اعتدنا عليه خصوصا بعدما تم تغيير النظام التعليمي من حيث عدد السنوات، مما سمح بوجود اي نوعية من المدرسين من دون النظر الى امكاناتهم التدريسية والسبب يرجع الى اتخاذ القرارات من دون معرفة النتائج، اما الدليل الاخر على تخبط التعليم فهو افتتاح المركز الوطني لتطوير التعليم ومن ثم اغلقه بسبب التجاذبات السياسية من دون الاخذ بعين الاعتبار الهيكل الاداري والاعضاء المنتدبين، فالمطلوب تطوير المركز وجذب الخبرات والكفاءات النيرة.

لذلك نجد أن التعليم لا يوجد به استقرار كاف ،فالقرارات التي تتخذ تطبق بشكل مباشر على مدارسنا من دون الاخذ برأي الاختصاصيين، من ناحية التغيير في المناهج والانظمة بالذات وكثرتها، مما اثر في صحة ابنائنا الطلبة نظرا لكثرة المناهج، علما بأن جميع المناهج مملوءة بالحشو والتكرار، فضلا عن صعوبتها، فالجيل الحالي بحاجة الى نوع من التدريس يعتمد على الفهم والاستيعاب لا على الحفظ والتكديس وهو ما حدث في مادة الاجتماعيات عندما ازيل فصل كامل يتحدث عن الغزو العراقي الغاشم.

اذن هل تجد الحل ،في القضاء على المشكلات التعليمية ،بفصل وزارة التربية عن وزارة التعليم العالي؟
- نعم نطالب بالفصل فهو امر ضروري لتطوير التعليم بشكل عام، فالتعليم التربوي يجب ان يحظى بادارة منفصلة ومستقلة لها مناهجها المختلفة عن التعليم الجامعي ،لذلك نجد ان من اسباب التسرب الطلابي في مرحلة الثانوية العامة واللجوء الى الدول المجاورة يعود الى كثرة مشاكل القطاعين التعليمي والجامعي.

التعليم الجامعي
كيف ترون مستوى التعليم الجامعي؟
- لو نظرنا للتعليم الجامعي لألفينا انه لا توجد الا جامعة حكومية واحدة انشئت في دولة تزخر بالامكانات المادية وبالكفايات الوطنية، ولعلنا نسأل: ما الذي يقف وراء عدم انشاء جامعات حكومية جديدة؟ هل الهدف سياسي ام يوجد بعض المتنفذين الذين يحاولون عرقلة عجلة التعليم، خصوصا مع وجود الكثير من حملة الدكتوراه الذين لا يعملون الآن، فجامعة الكويت هي جهة مغلقة على اشخاص معينين لا تفتح المجال امام حملة الدكتوراه الذين تخرجوا في افضل الجامعات العالمية وبمعدلات عالية؟
اذاً، هل ترى ان جامعة الكويت مسيّسة؟
- نعم مسيّسة من قبل تيارات لها ثقل مجتمعي، وخير دليل على ذلك اتحاد الطلبة بقيادة الاخوان، فالطلبة والاساتذة في الجامعة مسيسون، لذلك نادراً ما نجد شخصا لا يحمل فكرا معينا، فالمطلوب ابعاد التعليم عن التوجهات السياسية. وللاسف الشديد نجد ان جامعة الكويت من افقر الجامعات على مستوى الابحاث العلمية، ولذلك يقتصر دور عضو هيئة التدريس على التدريس فقط.

ما هي اوجه القصور في دور مجلس الجامعات الخاصة؟
- حجم اداء مجلس الجامعات الخاصة لا يتناسب مع المهمة المناطة به، وليست لديه القدرة على ادارة الجامعات، خصوصاً بعد غياب الرؤية الواضحة وقلة الكوادر، ولذلك المطلوب هو تفعيل المجلس وافتتاح جامعات جديدة، إضافة إلى تزويد وزارة التعليم العالي ديوان الخدمة المدنية بأسماء الجامعات المتميزة لتتم المفاضلة في ضوء هذا التصنيف بين الخريجين من حيث ايجاد الوظيفة وسرعة الحصول عليها، وبذلك تستطيع الوزارة ان تميز بين الجيد والرديء، الامر الذي سيدفع مستقبلا بابنائنا للاتجاه الى الجامعات المتميزة، الا ان التعليم العالي ليس له دور واضح في تقييم الجامعات، بل اصبح ينتهج صفة المراسلة بين الطلبة والسفارة والجامعة.

كونكم ممثلاً لاعضاء هيئة التدريس في العربية المفتوحة، كيف تقيّمون التجربة التدريسية؟
- اصعب ما يواجهنا في تجربتنا التدريسية هو مستوى طلبتنا في اللغة الانكليزية، ولكننا سنتجاوز ذلك بايجاد برامج اللغة الانكليزية وتطويرها. كما لاحظنا ان الجامعة قد فتحت ابوابا كثيرة للطلبة بفضل من الله ومن صاحب السمو الملكي الامير طلال بن عبدالعزيز، ولذلك تفوق اعداد الطلبة اعداد الجامعات الخاصة الاخرى، علما ان الجامعة مؤسسة غير ربحية ورسومها تمثل 15% من رسوم الجامعات الخاصة، وهذا دليل على انها جامعة علمية، اما البقية فهي تجارية.

هل ضعف رواتب الاساتذة اصبح يشكل عبئاً عليكم من ناحية تسربهم الى جامعات اخرى؟

- حصل تسرب من قبل الاساتذة في فترة سابقة، وكثير منهم وجد فرصاً افضل، وللاسف ان التعليم المفتوح يحتاج الى فترة لكي يندمج الاستاذ معه، ولكن بعد الزيادة الاخيرة اصبح تسرب اعضاء هيئة التدريس اقل من الماضي.
هل هناك توجه لانشاء رابطة للاساتذة في الجامعات الخاصة؟

- نحن ندعو من هذا المنبر جميع الاساتذة في الجامعات الخاصة إلى دعم إنشاء رابطة لحمايتهم من ناحية التوظيف والعقود وسلم الرواتب والمميزات الوظيفية.


تنمية عمرانية

بين البغيلي ان وزارة التربية أصبحت تنتهج أسلوباً مغايراً في بناء المدارس الخاصة لدرجة تعلقها بالتنمية العمرانية بعيداً عن التنمية البشرية، والدليل انهم لا يبنون المدارس على حسب الزيادة السكانية أو على عدد المواليد، لافتاً الى ان بعض المناطق السكنية مزدحمة بالطلبة وبعضها خالية والسبب يرجع إلى السياسات الخاطئة.

تجاري وليس علميا
أكد البغيلي ان الطالب في الكويت لم يجد الفرصة الكافية للدراسة نتيجة انغلاق الأبواب التعليمية في وجهه، متسائلاً في الوقت نفسه، هل وصلنا إلى درجة الاكتفاء من الجامعيين حتى نغلق الأبواب في وجوههم؟ ولماذا نجد الجامعات الخاصة، ما عدا الجامعة العربية المفتوحة، لا تفتح إلا لأناس {متنفذين} لدرجة ان العلم أصبح تجاريا بقدر ما هو علمي.

المـدنـيــة والمفـاضـلــة
استهجن البغيلي الأسلوب الذي يقوم به ديوان الخدمة المدنية في عدم مفاضلته بين خريجي الجامعات الراقية والرديئة قائلاً: للأسف نجد ان خريج الجامعة الراقية يحمل المستوى الوظيفي نفسه لخريج الجامعة الرديئة من دون النظر للكفاءات والخبرات ومستوى الجامعات.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى