السلام عليكم...
بعيدا عن الخلاف في مسألة المهدي بين أهل السنة والجماعة من جهة والشيعة الإثنى عشرية من جهة , فقد قرأنا في هذا الموضوع جميعا أن مهدي السنة اسمه ( محمد بن عبد الله ) بينما مهدي الشيعة اسمه ( محمد بن الحسن العسكري ) وهما مختلفان في الإسم وحتى فيما يعتقد فيهما...
وبعيدا عن مسألة الشك في عقب الإمام العسكري من عدمه وشك جمهور المسلمين في ولادته أصلا من الناحية العلمية والتاريخية , بعيدا عن ذلك كله أسأل سؤالا يحتاج إلى اجابة عقلية قبل أن تكون علمية على سبيل بداية القراءة والمحاورة
ما دخل ( محمد بن العسكري ) باسم الله تعالى (الرحمن)بالرقم 429 ؟؟؟ وما علاقة ذلك أصلا بعلامات الساعة؟؟؟
وشكرا
الأخ أبو عمر .. البارقليط يحييك بأطيب تحية وهي تحية الإسلام : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
لقد تحاورنا سابقاً في المنتدى وخرجت بنتيجة مفادها بأننا لن نلتقي أبدا بسبب البرزخ والحجر المحجور الذي يفصل بين بحرك وبحري .. لذلك لن أكرر الأمر الذي أعرف نتيجته سلفاً ولست أجد في نفسي رغبة في الحوار معك لأني لن اُفيد ولن استفيد , فأنت تنطلق من العلم القالبي الظاهري الذي لا يقبل الزيادة ( فلا زيادة في الشرع ومن زاد فهو مبتدع ضالٌ مُضل ) وأنا أنطلق من العلم الربوبي الذي لا حد له ولا عد وفيه الزيادة كما نطق به القرآن على لسان صاحب الشريعة عليه افضل الصلاة والسلام : ( وقل ربي زدني علما )
أما علم الشرع فهو معروف مألوف ! وهو ما يُدرس اليوم في كلية الشريعة بجامعة الكويت من أصول عقيدة وفقه وحديث .. الخ. أما العلم الربوبي فمحجوب محفوظ في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون .
ولكي يتضح مقالي أكثر سأضرب لك أمثلة عن بعض ملامح العلم الربوبي بسرد بعض الأسئلة التي لن تجد لها جوابا في علم الشريعة وسأتناول فرض الصلاة لتقريب المعنى :
الجميع يعرف كيف يصلي ولكن لا يعلم أسرار الصلاة وأركانها .. فلماذا تكبيرة الإحرام جهراً بــ الله أكبر ؟ ولماذا قيام فركوع فسجود ؟ ولماذا يسبق الركوع السجود ؟ ولماذا سجدتين ؟ ولماذا خمس صلوات في اليوم ؟ ولماذا ثلاث ركعات للمغرب ( فردية ) دون باقي الصلوات ؟ ولماذا هي عمود الدين من دون الأركان الخمسة فإن قُبلت قُبل ما سواها وإن رُدت رُد ما سواها ؟ ولماذا تقضي الحائض الصيام ولا تقضي الصلاة ؟ ولماذا صلاة الجمعة تكون ركعتان ؟ الخ ..
لهذه الأسئلة إجابات عَــلــِـمَها مَــــنْ عـَــلـِــمـَــها وجــَـهــِــلها من جهلها .. وأرجو أن لا يُفهم من كلامي بأن تلك الإجابات مطلوب الإجابة عليها أو أن الله عز وجل سيسأل العباد عنها في الآخرة ويُكلفهم بما هو ليس مطلوب منهم.. بل الله لا يُكلف نفسا إلا وُسعها .. ولكن تظل لهذه الأسئلة إجابات معروفة مكشوفة لمن يتحقق بالعبودية فيأتيه اليقين الذي يحوي جميع تلك الإجابات ( كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ) ويكون هذا العبد بعدها من الربانيين الذين عبدوا ربهم كما يُحب لا كما يُحبون فكشف لهم عـــِــلــمــهُ الذي شرطـــُـــه التقوى كما جاء في الآية الشريفة : واتقوا الله ويُعلمكم الله . وأيضا الآية التي تأمر بالعبادة لحصول المطلب وتحقق المقصد من العبادة ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) .
واعلم أيضا أن علم الكتاب بأقسامه : المبين / المكنون / المنير / المرقوم. يستلزم الأذن الواعية والقلب المنيب وللأسف فإن أغلب أتباع التيار الأصولي محرومين من هذا القلب وتلك الأذن بسبب الحجاب الأكبر وهو الهوى ! فتراهم قشريين ظاهريين لا قلب ولا روح في عباداتهم .. وذلك بالطبع ينعكس على سلوكياتهم وتعاملاتهم فتراهم أجلاف أفضاض قساة القلوب وأيضا ينعكس على مظاهرهم فترى الوجوه المظلمة الغير مريحة بسبب خلوها من نور الإيمان !
بعد هذا التوضيح أرجو منك أن تتفهم السبب في عدم رغبتي بالحوار معك .
البارقليط يشكرك