هذه أركان بيعة الإخوان المسلمون وتلك أصولهم العشرين

waleed

عضو بلاتيني
كل من وكّل إليه أمر ما... فهو ولي أمر, تجب طاعته
و ينطبق عليه الحديث الشريف

تحياتي :)






* فضيلة المرشد، هل أنتم جماعة دينية أم جماعة سياسية؟

** نحن جماعة سياسية مرجعيتنا إسلامية.

http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ID=21138&SectionID=104



- هذا الكلام المذكور اعلاه كلام مرشدكم ..


- سؤلنا لك من يجب ان تقدم له طاعه أمير البلاد او مرشدكم هنا بالكويت او بالخارج بما انكم جماعه سياسيه .


- وهل الجماعات السياسية الموجوده هنا بالكويت ( شنو مرجعيتهم ) .!!




تحياتي :)
 

الطارق

عضو ذهبي
أخي الكريم أبو يوسف

هناك من العلماء من يضع مسألة التوسل من ضمن مباحث الاعتقاد ، مثل الشيخ الفوزان والشيخ ابو بكر الجزائري وغيرهما .

وعلى اية حالة اتفقنا او اختلفنا في تصنيف المسألة أو الرأي فيها إلا أنها تبقى من مسائل الخلاف التي يسع العلماء الاجتهاد فيها وكل له رأيه واحترامه .


تقبل تحياتي
 

الطارق

عضو ذهبي
الأصل السادس عشر :

والعرف الخاطئ لا يغير حقائق الألفاظ الشرعية بل يجب التأكد من حدود المعاني المقصودة بها والوقوف عندها، كما يجب الاحتراز من الخلاف اللفظي في كل نواحي الدنيا والدين، فالعبرة في المسميات لا بالأسماء.



_____

الشرح :

- يتكلم الإمام الشهيد عن الأعراف والعادت والتقاليد ويوضّح حدودها تلك الحدود التي هي الشريعة الإسلامية وما تقرره من أحكام .

ويميّز الإمام حسن البنا رضي الله عنه بين العرف الصحيح المقبول شرعا حسب القاعدة الشرعية التي تقول : ( العرف معتبر ) وبين العرف الخاطئ الخارج عن حدود الشريعة الإسلامية ، ومن ذلك ما قرره مجمع الفقه الإسلامي أن العرف معتبر بشروط معينة فقد جاء في قرار المجمع ما يلي :

أولاً: يراد بالعرف ما اعتاده الناس وساروا عليه من قول أو فعل أو ترك ، وقد يكون معتبراً شرعاً أو غير معتبر .

ثانياً: العرف، إن كان خاصاً، فهو معتبر عند أهله، وإن كان عاماً ، فهو معتبر في حق الجميع .

ثالثاً: العرف المعتبر شرعاً هو ما استجمع الشروط الآتية :

أ - أن لا يخالف الشريعة فإن خالف العرف نصاً شرعياً أو قاعدة من قواعد الشريعة فإنه عرف فاسد
ب - أن يكون العرف مطَّرداً (مستمراً ) أو غالباً .
ج - أن يكون العرف قائماً عند إنشاء التصرف
د - أن لا يصرح المتعاقدان بخلافه ، فإن صرحا بخلافه فلا يعتد به .

رابعاً : ليس للفقيه – مفتياً كان أو قاضياً – الجمود على المنقول في كتب الفقهاء من غير مراعاة تبدل الأعراف .] مجلة مجمع الفقه الإسلامي عدد 5 جزء 4 ص 2921.


والأعراف تنقسم قسمين :

الأول : عرف عملي مثل : تقسيم المهر إلى معجَّل ومؤجل.

والثاني العرف القولي مثل: إطلاق اسم اللحم على غير السمك، ولفظ الولد على الذكر دون الأنثى.


والعرفين العملي والقولي فيهما الفاسد المرفوض والصالح المعتبر ومن العرف الفاسد المرفوض رفض أهل المخطوبة أن يرى الخاطب خطيبته ، وأيضا عرف فاسد أن يخرج الخاطب مع خطيبته لوحدهما ، فلا يصح العملين وهما مرفوضان شرعا والحكم الشريعة الإسلامية والتي جاءت وسطا صالحا بين عرفين فاسدين وهو أن للخاطب أن يرى خطيبته في حضور محرمها وضمن ضوابط الشريعة .


والعرف القولي الفاسد مثل أن يسمى الحجاب تخلّف والسفور تحرر و تسمية الربا فائدة والخمر مشروب روحي وغيره من ألفاظ تعارف الناس عليها وهي فاسدة تسبق على المسميات أسماء تخرجها من إطارها المعتبر شرعا .


ولذلك قال الإمام الشهيد (فالعبرة في المسميات لا بالأسماء ) .


انتهى
 

Brilliant

عضو ذهبي
- سؤلنا لك من يجب ان تقدم له طاعه أمير البلاد او مرشدكم هنا بالكويت او بالخارج بما انكم جماعه سياسيه .

قاعدة ذهبية.. لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

أما بالنسبة للأمور السياسية.. فأمير البلاد و الدستور كفلا لنا حرية التفكير و الإختيار, و لا أظنه يريد اجبار شعبه على رأي سياسي موحد..
و إلا فلا طعم لديموقراطية لشعب ذو راي واحد

تحياتي :)
 

waleed

عضو بلاتيني
أما بالنسبة للأمور السياسية.. فأمير البلاد و الدستور كفلا لنا حرية التفكير و الإختيار, و لا أظنه يريد اجبار شعبه على رأي سياسي موحد..
و إلا فلا طعم لديموقراطية لشعب ذو راي واحد

تحياتي :)



سؤالنا لك واضح ياعزيزي هو ..

- سؤلنا لك من يجب ان تقدم له طاعه أمير البلاد او مرشدكم هنا بالكويت او بالخارج بما انكم جماعه سياسيه .


تحياتي لك
 

الطارق

عضو ذهبي
الأصل السابع عشر :

والعقيدة أساس العمل، وعمل القلب أهم من عمل الجارحة، وتحصيل الكمال في كليهما مطلوب شرعاً وإن اختلفت مرتبتا الطلب.


____

الشرح :

- هنا ينبه الإمام الشهيد حسن البنا رضي الله عنه على أهمية العقيدة وأعمال القلوب قبل أعمال الجوارح ولو أن كلاهما مطلوب ، ولكن عمل القلب والذي هو محل النية أولى وأهم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ..... ) وقال أيضا : ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله إلا وهي القلب ) والشواهد على أهمية عمل القلوب كثيرة .

والاختلاف في رتبه الأهمية لا يعني أبدا الغاء أهمية الأقل دون الأعلى ولذلك قال الإمام رحمه الله : ( وتحصيل الكمال في كليهما مطلوب شرعاً وإن اختلفت مرتبتا الطلب ) .


انتهى
 

الطارق

عضو ذهبي
الأصل الثامن عشر :

والإسلام يحرر العقل، ويحث على النظر في الكون، ويرفع قدر العلم والعلماء، ويرحب بالصالح والنافع من كل شيء، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها .


_______

الشرح :

يرجع الإمام الشهيد حسن البنا رضي الله عنه في هذا الأصل إلى قول الله تعالى : ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ) وقول سبحانه : ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) وقوله سبحانه : ( وما يعقلها إلا العالمون ) وغير ذلك مما يرفع شأن العقل في الإسلام ويحث على العلم والبحث العلمي .

وهنا لفته مهمة وهي أن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نبحث فيما فصله لنا وبينه مثل كيفية بدأ الخلق حين قال سبحانه : ( سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ) ولقد أخبرنا الله تعالى عن ذلك البدأ في مواضع كثيرة من القرآن الكريم ومع ذلك أمرنا بالبحث فيما أخبرنا عنه سبحانه دليل على أن الإسلام جاء ليحث العقل على التفكر والبحث ، ودليل على أن الله وهب البشر العقل الذي به يستطيعون فهم آيات الله وإدراكها وإلا كيف يطلب منا الله تعالى أمرا لا نقدر عليه ؟! وهذا ممنوع حسب قواعد الشرع المعروفة وهي أن الله لا يكلف الإنسان إلا بما يستطيعه يقول تعالى : (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) فانظروا أي أفق يفتح لنا الله جلت قدرته من آفاق البحث والعلم وإعمال العقل .

ثم يستند الإمام الشهيد في قوله عن رفعة شأن العلماء على قوله تعالى : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير ) فالإنسان العالم يبلغ من اليقين في الغالم مالا يبلغه الجاهل أو المتواضع في العلم .


وأخيرا يشير الإمام حسن البنا رحمه الله إلى الحديث الشريف : ( الكلمة الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق به ) وفيه أن المؤمن بحكم تعاليم الإسلام وبما يفرضه عليه إيمانه يجب عليه تحصيل الحكمه وبذل الوسع في ذلك التحصيل ، ولا يضر المؤمن ولا يمنع الإسلام الحصول على الحكمة أو العلوم أو التكنولوجيا أو غيرها من أي مكان طالما أمكنه ذلك ولو من أعدائنا والشواهد على ذلك كثيرة ، مثل استخدام النبي صلى الله عليه وآله وسلم أسلحة اليهود مثل المنجنيق في حصار الطائف .


انتهى
 

Brilliant

عضو ذهبي
الأصل الثامن عشر :

والإسلام يحرر العقل، ويحث على النظر في الكون، ويرفع قدر العلم والعلماء، ويرحب بالصالح والنافع من كل شيء، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها .

أوافق ماركس فيما ذهب إليه حين أعلن أن الدين أفيوم الشعوب
فكل ديانة على وجه الأرض تلجم العقول و تغشى الأبصار
عدا رسالة الإسلام الخالدة
و التي أطلقت العنان, و أعطت الأمان
لكل شخص حتى يتوصل بنفسه لحقيقة الإيمان
ليؤمن بعدها بالواحد الديان
وهذا أصل ليس بغريب على معشر الإخوان
الآن نسمع الصحيات التي تدعو إلى ...
الإسلام الليبرالي أو الإسلام الوسطي
وهذا الأخير الذي (أغثتنا) به وزارة الأوقاف مشكورة
و كأنهم قد اكتشفوا الإسلام للتوـّ
حقيقة هو لا إسلام ليبرالي و لا إسلام و سطي...
الإسلام الصحيح هو اسم جامع لكل ما تقدم
و الإسلام معرفة و المعرفة لا تعرف
و خير تعريف له, هو حسن العمل به


تحياتي (*)
 

الطارق

عضو ذهبي
الأصل التاسع عشر :

وقد يتناول كل من النظر الشرعي والنظر العقلي ما لا يدخل في دائرة الآخر، ولكنهما لن يختلفا في القطعي، فلن تصطدم حقيقة علمية صحيحة بقاعدة شرعية ثابتة، ويؤول الظني منهما ليتفق مع القطعي، فإن كانا ظنيين فالنظر الشرعي أولى بالاتباع حتى يثبت العقلي أو ينهار .


_______

الشرح :

لما انتهى الإمام الشهيد حسن البنا رضي الله عنه من الأصل السابق بأن الإسلام أعلى من شأن العلم والعلماء وإعمال العقل والبحث في خلق الله تعالى ، جاء في هذا الأصل تتمة لما سبق وفيه أنه قد كانت مسألة العلم والشرع من المسائل التي خاض فيها الكثير من الناس وخاصة في القرون الأخيرة عصور نهضة أوربا وما بعدها ، ودخل الكثيرين في تلك الجدلية ( العلم والشريعة ) حتى أصبح البعض المهزوم أمام التطور الغربي في العلوم والتكنلوجيا يربط بين عجزه وتخلفه وبين سمو الشريعة ورقيها ، فقال قائلهم : إن الشريعة معيقة للتقدم ، بل إن الشريعة تتقاطع مع الحقائق العلمية !!

فجاء الإمام حسن البنا رضي الله عنه ليثبّت بعض الأمور ويزيل غشاوة ذلك البعض وأوهامهم وهي :

ليست كل المسائل العلمية تتعلق بنصوص أو أحكام شرعية ، فمثلا ما علاقة تخصيب اليورانيوم وآليات ذلك بالنصوص الشرعية وأحكام الشرع ؟! وكذللك لا تتدخل العلوم في بعض أحكام الشرع ونصوصه ، فمثلا ما علاقة العلم وحقائقه في عدد ركعات صلاة العصر ؟! كلا الأمرين مختلفين لا يدخل أحدهما في دائرة الآخر كما بين الإمام رضي الله عنه .

ويقول الإمام رضي الله عنه : ( ولكنهما لن يختلفا في القطعي، فلن تصطدم حقيقة علمية صحيحة بقاعدة شرعية ثابتة ) فمثلا يقول الله تعالى : ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) والحقيقة العلمية تقول : أن الماء هو أساس الحياة ومادتها الأولى فحيث لا ماء لن توجد حياة ، واضح مدى اتفاق القاعدة الشرعية الثابته بالنص الشرعي مع الحقيقة العلمية الراسخة .


كان ذلك في القواعد القطعية والحقائق الثابته ، أما إذا كان الأمر بين ظنّ ( لم يتأكد منه) وأمر قطعي ، ففي هذه الحالة ينظر لأطراف المسألة فإن كان الظن في فهم النص الشرعي أمام الحقيقة العلمية أوّل الظني أي ( القاعدة الشرعية المظنونه ) لتتوافق مع الحقيقة العلمية المقطوع بها فمثلا كروية الأرض ، فقد أثبتت التجارب العلمية بالبراهين القاطعة أن الأرض كروية. وقد أشار القرآن الكريم إلى أن الأرض ممدودة منبسطة وإلى أنها كروية. فقال تعالى ﴿وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ ﴿وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾ وفي مثل هذه الحالة نحمل الظني الشرعي على الحقيقة العلمية. ويجدر الإشارة إلى أن انبساط الأرض وامتدادها لا يتعارض مع كرويتها وذلك لأن التعبير يوضح حالتها وصورتها التي يراها الناس وهي ولا شك تُرى مبسوطة ممدودة. أما شكلها فهي كالدحية (كروية بيضاوية).

فإذا كان الطرف القطعي هو الشريعة الإسلامية بقطعية الدلالة وقطعية الثبوت فيجب التمسك بالقاعدة الشرعية وخاصة إذا ماكن الطرف الآخر ( النظرية العلمية ) هي أمر مظنون لم يقطع به ، مثال ذلك : نظرية الخلق حسب ماجاءت به الشريعة الإسلامية وهي حقيقة ثابته ونظرية التطور والنشوء ( النظرية الداروينية ) وهي النظرية التي لم ترق بعد للحقيقة العلمية ولن ترق لذلك لأنها تتصادم مع حقيقة شرعية قطعية الدلالة قطعية الثبوت .



أما إذا كان الطرفين مظنونين لم يتوصل العلم لحقائق فيهما ، فالتأويل الشرعي أولى بالاتباع مادام ما يقابله ظنيّ غير مقطوع بحقيقته ، فلا يمكن تأويل النص الشرعي ليوافق نظرية علمية لم تصل لمرتبه الحقيقة العلمية بعد .


انتهى
 

Loyalty

عضو مميز
كنت متابعة للموضوع منذ بدابته ، فكان لزاما علي أن أتقدم بشكرك عليه ..
فقد بذلت فيه من الجهد الكثير ..
ونحن الآن بانتظار الأصل العشرين و الأخير ..
و جزاك الله عنا خير الجزاء
 

صقر قريش

عضو مخضرم
مشكور عزيزي عالموضوع ،،، جماعة الأخوان المسلمين منظمة منذ بداياتها وحتى الآن

__________صقر قريش
 

الطارق

عضو ذهبي
الزميلة الفاضلة Loyalty


شكرا لمتابعتك ومشاركتك .

_____

الزميل العزيز صقر قريش


نعم هو كما قلت يا زميلي ، و كيف لا تكون جماعة الإخوان المسلمين جماعة منظمة منذ بدايتها وهي تستمد تنظيمها من الإسلام العظيم ؟!

شكرا لمتابعتك


______

تحياتي لكما ، وقريبا الأصل الأخير من الأصول العشرين
 

صادق

عضو
شكرا للأخوه على التعريف عن جماعتهم وانا احبذ على اي جماعه ان تستعرض أهداف وسياسة جماعنها لكي تكون الأمور واضحه للكل اما اسلوب المناوره والمثاليات لانريده وأعني المناوره فيالموضوع بالذات هي الفعل بما لا تقول اي بالمختصر النفاق ولا نستعرض الجماعات المعروفه بالنفاق لأن هذا ليس موضوعنا وشكرا للأخوه
 

الطارق

عضو ذهبي
الزميل صادق

شكرا لك على مرورك وتعليقك ، بالنسبة للموضوع أقول : أن هذه الأصول وتلك الأركان معلنة ومنشورة في الكتب وتردد على الألسنة منذ أكثر من 70 عاما ، وما ذلك إلا لوضوح الجماعة وشفافيتها ، لكن البعض للأسف لا يريد أن يفهم ، والمفارقة أن الفهم هو أول أركان بيعة الإخوان ومنه تفرعت الأصول العشرين .


تحياتي
 

الطارق

عضو ذهبي
الأصل العشرون :

لا نكفر مسلماً أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض برأي أو معصية إلا إن أقر بكلمة الكفر أو أنكر معلوماً من الدين بالضرورة، أو كذب صريح القرآن الكريم، أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال، أو عمل عملاً لا يحتمل تأويلاً غير الكفر .


____

الشرح :


يختتم الإمام الشهيد حسن البنا رضي الله عنه الأصول العشرين بأصل جامع مانع تضبط مسألة أرقت الأمة الإسلامية ومزقتها شيعا وطوائف وفرق وهي مسألة ( التكفير ) .

إن تكفير المسلم وإخراجه من الملة ليس بالأمر الهيّن أبدا كيف لا ؟! وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك : ( ومن رمى مسلما بكفر فهو كقتله ) رواه البخاري ، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ( أيما رجل قال لأخيه : يا كافر فقد باء بها أحدهما ) متفق عليه .

أرأيتم كم هو عظيم وخطير أمر التكفير ووصم المسلم بالكفر ؟! ولذلك لم يفت الإمام الشهيد رحمه الله هذا الأمر فوضع له هذا الأصل والضابط العظيم .

يقول الإمام الشهيد ( لا نكفّر مسلما أقر بالشهادتين ) إن الإقرار بالشهادتين عاصم للدم والمال والعرض بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( أمرت أن أقاتل الناس ، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى ) رواه البخاري و مسلم ، فلا يحق لأحد إخراج أحد من الإسلام بعد أن أقر بالشهادتين .

والإقرار بالشهادتين يعني العمل بهما ، فالإمام لم يقل : ( نطق ) بالشهادتين ، بل قال : ( أقرّ ) بالشهادتين أي اعترف عن اقتناع وإيمان ، ولذلك أردف مفصلا بعد إجمال بقوله : ( وعمل بمقتضاهما ) أي عمل الأعمال التي ألزم نفسه بها كونه مقرٌّ بالشهادتين وهي كما قال الإمام : ( وأدى الفرائض ) وهذا جاء متفقا مع الحديث الشريف السابق ، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ربط بين الشهادتين وأداء الصلاة والزكاة وهما من فرائض الإسلام وأركانه .

ثم ينبّه الإمام الشهيد أن تبني المسلم لرأي معين أو ارتكابه المعاصي لا يخرجه من الملّة يقول رحمه الله : ( لا نكفّر مسلما ....... برأي أو معصية ) ، وفي ذلك يشير الإمام إلى بعض المذاهب الإسلامية التي تأولت بعض النصوص وتبنت بعض الآراء مثل الأشاعرة في أسماء الله وصفاته ولهم في هذا وجه معتبر ، ومثل المعتزلة في مسألة خلق القرآن وإن كانوا مخطئين ، وأيضا يشير إلى الخوارج والذين كانوا يرون بكفر مرتكب المعصية الكبيرة مثل الزنا وقتل المسلم عمدا ، وهذا مخالف لمذهب أهل السنة ، ولكن الإمام هنا لا يجيز تكفير المسلم لتبنيه رأيا معينا مادام متأولا وله وجه معتبر في التأويل ، ومادام عاصيا فباب التوبة مفتوح له لم يغلق .

وبعد أن بين الإمام الشهيد عصمة المسلم بنطقه الشهادتين وعمله بمقتضاهما وأدائه لما يفرضانه عليه ، وبعد أن اعتذر الإمام لمن تأول واجتهد وإن أخطأ ، وبعد أن بين رأي أهل السنة في إسلام المتأولين ومن العاصين مرتكبي الكبائر ، وبعد أن اعتذر لكل ذي عذر معتبر، يأتي الإمام ليضع حدودا لا يمكن لمنتهكها أو الخارج عنها أن يكون مسلما ، فإن التحرّز والتحفظ من تكفير المسلم لا يعني بحال من الأحوال إدخال من ليس بمسلم أصلا في الإسلام ، ومن علمه رضي الله عنه ودقته جاء بكل ضابط مما سبق ناقضا يقابله فقال مستثنيا :

( إلا أن أقر بكلمة الكفر ) أي قال : عن نفسه أنه كافر ، وهذا مناقض لمن ( أقرّ بالشهادتين ) كما جاء في بداية الأصل ، والإقرار كما هو معروف سيّد الأدلة ، ولا يحتاج بعده للتدليل على كفر من كفر .

( أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة ) وتلك المعلومات من الدين بالضرورة لا يمكن نكرانها وأولها الشهادتين أي يُنكر وحدانية الله تعالى أو يُنكر نبوّة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أو يُنكر ما تقتضي تلك الشهادتين من فرائض الإسلام مثل إنكاره لفرضية الصلاة أو الزكاة وغير ذلك مما يعلم بالضرورة من الإسلام ، فلا يمكن أن يكون المسلم مسلما وهو لا يعلم أن الصلاة فرض كما الشهادتين .

( أو كذّب صريح القرآن ) كان الإمام قد اعتذر لمن تأول النص الشرعي وفسره بتفسير محتمل مجتهدا قاصدا الحق ، ولكنه هنا لا يعتذر لمن ( كذّب صريح القرآن ) ومنه ما يصرح به القرآن الكريم من قدرة الله وقوته وأنه خالق الخلق ومدبر الأمر وأن الرسل حق والجنة حق والنار حق والكتب حق وأن الإيمان بذلك واجب يقول الله تعالى : ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) البقرة 285 ، كل ذلك وغيره من صريح القرآن لا يحكم على من يكّبه إلا بالكفر البيّن .

( أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال ) أي تأوّل النصوص التي تحتمل التأويل بتأويلات وتفسيرات لا تحتملها اللغة العربية ومن عجيب ذلك ورد تفسير عند بعض لقول الله تعالى : ( الرحمن على العرش استوى ) قالوا : بمعنى استولى !! فالفرق واضح شاسع في اللغة العربية بين كلمة ( استوى ) والتفسير البعيد جدا بل الباطل ( استولى ) .

( أو عمل عملاً لا يحتمل تأويلاً غير الكفر ) لقد بيّن الإمام إن عمل المعصية وإن كانت كبيرة مثل الزنا وقتل النفس التي حرم الله وغير ذلك من الكبائر لا يخرج المسلم من الملة ، ولكن بعض الأعمال تخرج من الإسلام بالكلية حيث أنها لا تحتمل تأويلا غير الكفر مثل من يعلق صليبا على صدره ويذهب للكنيسة في كل يوم أحد ، أو أن يدنس المصحف الشريف أو غير ذلك من أعمل لا يمكن الحكم على صاحبها إلا بالكفر .


انتهى
 

الطارق

عضو ذهبي
ختاما

لله الحمد والفضل والمنّة الذي أعانني على استكمال شرح ( الأصول العشرين ) للإمام الشهيد حسن البنا رضي الله عنه ، ذلك الشرح الذي استفدت منه شخصيا وآمل أن يستفيد منه الجميع .

إن ( الأصول العشرين ) ليست أصول الإخوان المسلمين لا حصرا عليهم ولا حكرا عندهم ، بل هي للمسلمين عامة تكون لهم قواعد ينطلقون منها في التعامل مع بعضهم البعض وحتى مع غير المسلمين .

لقد اجتهد ما استطعت إلى ذلك سبيلا في تبسيط شرح ( الأصول العشرين ) حتى تكون في متناول الجميع ، واختصرت اختصارا أرجو أن لا يكون مخلاً ، وتركت المجال لمن أراد الاستزادة أن يسأل ويستزيد ، ولعلي أتعلم من سؤاله أكثر مما يستفيده من جوابي .

وأخيرا ، أسال الله عزّ شأنه وجلت قدرته ، أن يعاملنا بعظيم كرمه وفضل لا بقليل جهدنا وقدرتنا ، فإنه أهل الجود والكرم سبحانه .

هذا وصل اللهم على معلم الناس الخير وهاديهم إلى البر سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستنّ بسنته إلى يوم الدين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .



تم بحمد الله

28 الثلاثاء ربيع الآخر سنة 1428 للهجرة 15/5/2007م

أخوكم العبد الفقير إلى رحمة ربه / الطارق

منتدى الشبكة الوطنية الكويتية - الكويت​
 

الفنان

عضو فعال
جزاك الله خير يا الطارق ..

صراحة .. هذه الأصول عظيمة و مفيده .. و بصراحة أرى إن فيها حل للعديد من المشاكل التي يعاني منها المسلمون ..

أتمنى من اللي ينتقدون الاخوان انهم ينتقدون الفكر و الأصول من المراجع و لا يعتمدون على القص و اللزق من كتب الخصوم ..

بارك الله فيك يا اخوي
 

الملف رقم 9

عضو بلاتيني
عافاك الله اخينا الطارق واسال الله العلي القدير ان يجعل ما قدمت في ميزان حسناتك ...

حقيقة لي بعض التساؤلات و لعلي اضعها تباعاً ...

هل تطرق المرشد الى الموقف من غير المسلمين في اصوله العشرين ؟

وان لم يكن ، فما المعتمد في هذه المسألة و اين اجده .
 
أعلى