الكاتب على يوسف المتروك من الكتاب المعتدلين في نظري الى حد كبير جدا.......وان كان متعصب لمذهبه بشكل كبير وملفت للنظر .....الى انه يكتب في حدود الادب والحوار الهادئ والمتزن وغير المتطرف
ايضا يعجبني في الكاتب المتروك........انه جرئ في طرح الامور الخلافية بين السنة والشيعة لكن بطريقة علمية وادلة مقبوله للطرفين وله راي واضح بالنهاية ورايه غالبا مقبول لدى السنة
في المقابل ............له اطروحات اعتقد انه غير موفق فيها ولا في وقتها .............خاصة عندما نعلم ان بعض اعضاء اخواننا الشيعة جعلها من اولوياته بالمجلس وهو الاخ الدويسان وهو موضوع القبور والمناهج المدرسية
انا استغرب من الكاتب المتروك عندما يكتب هالمقال في هالوقت ..............نجاح تسعة من اخواننا الشيعة بالمجلس وتبني شخص منهم للموضوع وبداية المجلس هل يعني هذا طلب منك لهم جعله اولويه
انا اتوقع بداية غير موفقه اذا تبنى اخواننا الشيعه لهذا الموضوع..........
لاسباب
1. انه لن يتحقق تغير المناهج ولن يدرس عندنا حث الطلاب لزيارة القبول والتبرك بها .......
2. سوف تتوتر العلاقة بين نسيج المجتمع لموضوع حتى عند اخواننا الشيعة ليس عقيده بل ممدوحة وفضيله زيارتهم للقبور
3. هالامر عند جمهور السنه يعتبر شرك وحتى الذين لديهم خلاف في ذالك يرفضونه لانه من اسهل الطرق للشرك وسدا للذريعه
لذالك ارفض هالمقال في هالوقت واعتبره زله من الكاتب او يكون هذا ابتزاز منه وغرور بنجاح هذا العدد من اخواننا الشيعه الذين ليس كلهم على ماقاله المتروك
واليكم المقال
.
خطوات على الطريق......
علي يوسف المتروك......
زيارة القبور بين الإباحة والتحريم
زيارة القبور ليست قضية خلافية بين السنة والشيعة فقط، وإنما هي قضية ذات أبعاد أكبر، تلقي بظلالها على المسلمين كافة، على اختلاف مذاهبهم الفقهية، فقبور الأئمة، والأولياء، والصالحين ممتدة من أقصى ديار المسلمين إلى أدناها، فهي موجودة في السعودية، ومصر، وإيران، وسورية، والأردن، والعراق، وتركيا، والمغرب، واليمن، ولا أبالغ إن قلت إن معظم المسلمين في هذه البلدان يزورون تلك القبور، ويتبركون بها ويستلهمون من تلك الزيارة سيرة أصحابها، والقيم والمبادئ التي ضحوا من أجلها، وعملوا على نشرها في حياتهم، والقرآن الكريم لم يرفض هذا السلوك، ففي سورة الكهف قال سبحانه وتعالى عن أولئك الفتية الذين لجأوا إلى الكهف: {قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا} (الكهف 21) وهذا تأييد من القرآن بمشروعية هذا العمل.
السيد المنيفي الناطق باسم وزارة التربية، وفي رده على النائب السابق أحمد لاري، والنائب صالح عاشور، حين اعترضا على منهج التربية الإسلامية حول زيارة القبور، وإلصاق هذه القضية بأتباع المذهب الشيعي، قال: إن منهج التربية الإسلامية المعتمد في البلاد يتبع مذهب أهل السنة، ويطرح مع أجمع عليه علماء السنة دون التركيز على مذهب فقهي معين.
إلا أن هذا القول يحتاج إلى دقة، ووقفة، لأن مشروعية زيارة القبور محل إجماع عند المسلمين، وإنما خالف في ذلك بعض السلفيين غيرهم في مسألة التبرك بالقبور اعتمادا على قول الإمام ابن تيمية إمام المدرسة السلفية، حيث يقول ابن تيمية: وأما التمسح بالقبر أو الصلاة عنده، أو مقصده لأجل الدعاء عنده معتقدا أن الدعاء هناك أفضل من الدعاء في غيره أو النذر له، أو نحو ذلك فليس هذا من دين المسلمين بل هو مما أحدث من البدع القبيحة التي هي من شعب الشرك- انتهى كلامه راجع مجموع فتاوى ابن تيمية ج27 ص80 الطبعة الأولى وأيضا كتاب زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور لابن تيمية ص32 طبعة الإدارة العامة للطبع والترجمة (الرياض سنة 1410هـ).
والذي يظهر بالتأمل من النص المتقدم، ان الإمام ابن تيمية قام بتتبع أقوال فقهاء المسلمين تتبعا تاما، جعله يقطع بأنه لا يوجد فقيه قبله كان يقول بخلاف مقولته، ولكن بالرجوع إلى كتب الفقهاء السابقين، والمعاصرين اللاحقة، من بعده فإننا نجد عدداً كبيرا جدا من هؤلاء قد قالوا بنقيض قوله، واعتبروا أن تعظيم قبور الأئمة، والأولياء، والصالحين مظهر من مظاهر الإيمان، وأنه لم ينشأ إلا من التوحيد الخالص ولم يروا به أمرا يضير إيمان المؤمن، أو يبعده عن ساحة التقرب إلى الله سبحانه وتعالى وعلى رأس هؤلاء إمامه وقدوته العظيمة في الاعتقاد، وفي مختلف شؤون دينه، والذي دافع عن فكره وعقيدته بقلمه ولسانه، وهو الإمام أحمد بن حنبل، ويكفي دليلا على ذلك أن الإمام ابن تيمية معدود في الحنابلة، أي من أتباع الإمام أحمد بن حنبل، وهو إمام غني عن التعريف، يكفيه كلام إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين، في شأنه حيث قال: والله ما تحت أديم السماء أفقه من أحمد بن حنبل، ولنبدأ بالبحث عن رأيه بخصوص هذه القضية، وإليك ما ينقله بصورة مباشرة عنه ولده عبدالله بن أحمد الذي هو من أئمة الحنابلة في الفقه والاعتقاد.
يقول في العلل ومعرفة الرجال ج2 ص492 رقم 3243 طبع المكتب الإسلامي بيروت ودار الخاني الرياض 1408هـ الموافق 1988م.
سألته (يعني والده الإمام الأحمد) عن الرجل يمس منبر النبي (صلى الله عليه وسلم) ويتبرك بمسه، ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا، يريد بذلك التقرب إلى الله عز وجل؟ فقال: لا بأس بذلك.
وقال الذهبي في معجم شيوخه: وقد سأل أحمد بن حنبل عن مس القبر النبوي وتقبيله، فلم ير بذلك بأسا، رواه عنه ولده عبدالله بن حنبل المصدر معظم شيوخ الذهبي ج1 ص45- 46 دار الفكر بيروت 1418هـ- 1997م ج1 ص73 ط مكتبة الصديق الطائف.
وقال العيني في عمدة القاري أخبرني الحافظ أبو سعيد بن العلاني قال: رأيت في كلام أحمد بن حنبل في جزء قديم عليه خط بن ناصر وغيره من الحفاظ، أن الإمام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبي وتقبيل منبره فقال: لا بأس بذلك قال: فأريناه للشيخ تقي الدين بن تيمية فصار يتعجب من ذلك ويقول: عجبت أحمد عندي جليل يقول هذا كلامه أو معنى كلامه وقال العيني بعد ذلك: وأي عجب في ذلك وقد روينا عن الإمام أحمد أنه غسل قميصا للشافعي وشرب الماء الذي غسله به، وإذا كان هذا تعظيمه لأهل العلم، فكيف لمقادير الصحابة وكيف بآثار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
المصدر: عمدة القاري ج9 ص241 ط دار المعرفة بيروت.
إن كلام الامام أحمد بن حنبل يستفاد منه أن تقبيل قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) ومسه والتبرك به، لا يتنافى مع التوحيد، ولا يستلزم الشرك، بل يمكن أن يكون أحد مظاهر التوحيد الخالص، فابنه الإمام عبدالله بن أحمد كما سبق آنفا، قد سأله عن مس وتقبيل المنبر والقبر الشريف، لأجل التقرب إلى الله فقال: لا بأس، ويعني أنه لا يوجد به إشكال أو خدش بإيمان المسلم، وإن الإتيان بهذا العمل يمكن أن يحقق حالة التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ولا يخفى على من يعرف الإمام أحمد بن حنبل أنه أكثر إطلاعا وعلما بسيرة المسلمين، لا سيما القريبة من عهد الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، من الإمام ابن تيمية فهو متقدم عليه بمئات السنين، وقد عاصر من لقي التابعين الذين بدورهم عاصروا الصحابة رضوان الله عليهم، وسمعوا منهم ومن الواضح أن مثل هذا الموضوع الخطير، والذي كان متداولا في تلك العصور أيضا، ليس من الأمور التي تخفى على الإمام أحمد بن حنبل وأمثاله، وهو الإمام الذي أجمع السلف على إمامته في العقيدة، وسلامة عقيدته من جميع شوائب الشرك، مما يدل على أن الإمام ابن تيمية رغم احترامنا لرأيه تسرع في نسبة رأيه الخاص إلى جميع المسلمين وعلمائهم، وسيأتي بيان ذلك عندما نستعرض بقية الشواهد، التي يظهر منها استعجال الإمام ابن تيمية في إصدار هذا الحكم وعدم التريث في الحكم على المسلمين في فهم بعض المسائل الاعتقادية.
في المقال القادم سوف نستعرض سيرة اثنين من كبار أئمة السلف، ممن زاروا أحد أئمة أهل البيت مع جماعة من أهل الحديث، لتكون الصورة واضحة أمام القارئ الكريم، وهناك شواهد أخرى لا يتسع لها عشر مقالات إن رأينا الاسترسال بها.
وللحديث بقية...
جريدة الوطن
تاريخ النشر 24/05/2009
ايضا يعجبني في الكاتب المتروك........انه جرئ في طرح الامور الخلافية بين السنة والشيعة لكن بطريقة علمية وادلة مقبوله للطرفين وله راي واضح بالنهاية ورايه غالبا مقبول لدى السنة
في المقابل ............له اطروحات اعتقد انه غير موفق فيها ولا في وقتها .............خاصة عندما نعلم ان بعض اعضاء اخواننا الشيعة جعلها من اولوياته بالمجلس وهو الاخ الدويسان وهو موضوع القبور والمناهج المدرسية
انا استغرب من الكاتب المتروك عندما يكتب هالمقال في هالوقت ..............نجاح تسعة من اخواننا الشيعة بالمجلس وتبني شخص منهم للموضوع وبداية المجلس هل يعني هذا طلب منك لهم جعله اولويه
انا اتوقع بداية غير موفقه اذا تبنى اخواننا الشيعه لهذا الموضوع..........
لاسباب
1. انه لن يتحقق تغير المناهج ولن يدرس عندنا حث الطلاب لزيارة القبول والتبرك بها .......
2. سوف تتوتر العلاقة بين نسيج المجتمع لموضوع حتى عند اخواننا الشيعة ليس عقيده بل ممدوحة وفضيله زيارتهم للقبور
3. هالامر عند جمهور السنه يعتبر شرك وحتى الذين لديهم خلاف في ذالك يرفضونه لانه من اسهل الطرق للشرك وسدا للذريعه
لذالك ارفض هالمقال في هالوقت واعتبره زله من الكاتب او يكون هذا ابتزاز منه وغرور بنجاح هذا العدد من اخواننا الشيعه الذين ليس كلهم على ماقاله المتروك
واليكم المقال
.
خطوات على الطريق......
علي يوسف المتروك......
زيارة القبور بين الإباحة والتحريم
زيارة القبور ليست قضية خلافية بين السنة والشيعة فقط، وإنما هي قضية ذات أبعاد أكبر، تلقي بظلالها على المسلمين كافة، على اختلاف مذاهبهم الفقهية، فقبور الأئمة، والأولياء، والصالحين ممتدة من أقصى ديار المسلمين إلى أدناها، فهي موجودة في السعودية، ومصر، وإيران، وسورية، والأردن، والعراق، وتركيا، والمغرب، واليمن، ولا أبالغ إن قلت إن معظم المسلمين في هذه البلدان يزورون تلك القبور، ويتبركون بها ويستلهمون من تلك الزيارة سيرة أصحابها، والقيم والمبادئ التي ضحوا من أجلها، وعملوا على نشرها في حياتهم، والقرآن الكريم لم يرفض هذا السلوك، ففي سورة الكهف قال سبحانه وتعالى عن أولئك الفتية الذين لجأوا إلى الكهف: {قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا} (الكهف 21) وهذا تأييد من القرآن بمشروعية هذا العمل.
السيد المنيفي الناطق باسم وزارة التربية، وفي رده على النائب السابق أحمد لاري، والنائب صالح عاشور، حين اعترضا على منهج التربية الإسلامية حول زيارة القبور، وإلصاق هذه القضية بأتباع المذهب الشيعي، قال: إن منهج التربية الإسلامية المعتمد في البلاد يتبع مذهب أهل السنة، ويطرح مع أجمع عليه علماء السنة دون التركيز على مذهب فقهي معين.
إلا أن هذا القول يحتاج إلى دقة، ووقفة، لأن مشروعية زيارة القبور محل إجماع عند المسلمين، وإنما خالف في ذلك بعض السلفيين غيرهم في مسألة التبرك بالقبور اعتمادا على قول الإمام ابن تيمية إمام المدرسة السلفية، حيث يقول ابن تيمية: وأما التمسح بالقبر أو الصلاة عنده، أو مقصده لأجل الدعاء عنده معتقدا أن الدعاء هناك أفضل من الدعاء في غيره أو النذر له، أو نحو ذلك فليس هذا من دين المسلمين بل هو مما أحدث من البدع القبيحة التي هي من شعب الشرك- انتهى كلامه راجع مجموع فتاوى ابن تيمية ج27 ص80 الطبعة الأولى وأيضا كتاب زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور لابن تيمية ص32 طبعة الإدارة العامة للطبع والترجمة (الرياض سنة 1410هـ).
والذي يظهر بالتأمل من النص المتقدم، ان الإمام ابن تيمية قام بتتبع أقوال فقهاء المسلمين تتبعا تاما، جعله يقطع بأنه لا يوجد فقيه قبله كان يقول بخلاف مقولته، ولكن بالرجوع إلى كتب الفقهاء السابقين، والمعاصرين اللاحقة، من بعده فإننا نجد عدداً كبيرا جدا من هؤلاء قد قالوا بنقيض قوله، واعتبروا أن تعظيم قبور الأئمة، والأولياء، والصالحين مظهر من مظاهر الإيمان، وأنه لم ينشأ إلا من التوحيد الخالص ولم يروا به أمرا يضير إيمان المؤمن، أو يبعده عن ساحة التقرب إلى الله سبحانه وتعالى وعلى رأس هؤلاء إمامه وقدوته العظيمة في الاعتقاد، وفي مختلف شؤون دينه، والذي دافع عن فكره وعقيدته بقلمه ولسانه، وهو الإمام أحمد بن حنبل، ويكفي دليلا على ذلك أن الإمام ابن تيمية معدود في الحنابلة، أي من أتباع الإمام أحمد بن حنبل، وهو إمام غني عن التعريف، يكفيه كلام إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين، في شأنه حيث قال: والله ما تحت أديم السماء أفقه من أحمد بن حنبل، ولنبدأ بالبحث عن رأيه بخصوص هذه القضية، وإليك ما ينقله بصورة مباشرة عنه ولده عبدالله بن أحمد الذي هو من أئمة الحنابلة في الفقه والاعتقاد.
يقول في العلل ومعرفة الرجال ج2 ص492 رقم 3243 طبع المكتب الإسلامي بيروت ودار الخاني الرياض 1408هـ الموافق 1988م.
سألته (يعني والده الإمام الأحمد) عن الرجل يمس منبر النبي (صلى الله عليه وسلم) ويتبرك بمسه، ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا، يريد بذلك التقرب إلى الله عز وجل؟ فقال: لا بأس بذلك.
وقال الذهبي في معجم شيوخه: وقد سأل أحمد بن حنبل عن مس القبر النبوي وتقبيله، فلم ير بذلك بأسا، رواه عنه ولده عبدالله بن حنبل المصدر معظم شيوخ الذهبي ج1 ص45- 46 دار الفكر بيروت 1418هـ- 1997م ج1 ص73 ط مكتبة الصديق الطائف.
وقال العيني في عمدة القاري أخبرني الحافظ أبو سعيد بن العلاني قال: رأيت في كلام أحمد بن حنبل في جزء قديم عليه خط بن ناصر وغيره من الحفاظ، أن الإمام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبي وتقبيل منبره فقال: لا بأس بذلك قال: فأريناه للشيخ تقي الدين بن تيمية فصار يتعجب من ذلك ويقول: عجبت أحمد عندي جليل يقول هذا كلامه أو معنى كلامه وقال العيني بعد ذلك: وأي عجب في ذلك وقد روينا عن الإمام أحمد أنه غسل قميصا للشافعي وشرب الماء الذي غسله به، وإذا كان هذا تعظيمه لأهل العلم، فكيف لمقادير الصحابة وكيف بآثار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
المصدر: عمدة القاري ج9 ص241 ط دار المعرفة بيروت.
إن كلام الامام أحمد بن حنبل يستفاد منه أن تقبيل قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) ومسه والتبرك به، لا يتنافى مع التوحيد، ولا يستلزم الشرك، بل يمكن أن يكون أحد مظاهر التوحيد الخالص، فابنه الإمام عبدالله بن أحمد كما سبق آنفا، قد سأله عن مس وتقبيل المنبر والقبر الشريف، لأجل التقرب إلى الله فقال: لا بأس، ويعني أنه لا يوجد به إشكال أو خدش بإيمان المسلم، وإن الإتيان بهذا العمل يمكن أن يحقق حالة التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ولا يخفى على من يعرف الإمام أحمد بن حنبل أنه أكثر إطلاعا وعلما بسيرة المسلمين، لا سيما القريبة من عهد الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، من الإمام ابن تيمية فهو متقدم عليه بمئات السنين، وقد عاصر من لقي التابعين الذين بدورهم عاصروا الصحابة رضوان الله عليهم، وسمعوا منهم ومن الواضح أن مثل هذا الموضوع الخطير، والذي كان متداولا في تلك العصور أيضا، ليس من الأمور التي تخفى على الإمام أحمد بن حنبل وأمثاله، وهو الإمام الذي أجمع السلف على إمامته في العقيدة، وسلامة عقيدته من جميع شوائب الشرك، مما يدل على أن الإمام ابن تيمية رغم احترامنا لرأيه تسرع في نسبة رأيه الخاص إلى جميع المسلمين وعلمائهم، وسيأتي بيان ذلك عندما نستعرض بقية الشواهد، التي يظهر منها استعجال الإمام ابن تيمية في إصدار هذا الحكم وعدم التريث في الحكم على المسلمين في فهم بعض المسائل الاعتقادية.
في المقال القادم سوف نستعرض سيرة اثنين من كبار أئمة السلف، ممن زاروا أحد أئمة أهل البيت مع جماعة من أهل الحديث، لتكون الصورة واضحة أمام القارئ الكريم، وهناك شواهد أخرى لا يتسع لها عشر مقالات إن رأينا الاسترسال بها.
وللحديث بقية...
جريدة الوطن
تاريخ النشر 24/05/2009