عندما يفكر السلفي !

جبلة

عضو مميز



سليل الكلام
أحمد عبدالرحمن الكوس إلى الشيخ عايض القرني كيف يجتمع الطرب والدعوة؟
تناقلت وسائل الاعلام والفضائيات قبل اسبوعين خبر اتفاق الداعية الشيخ الدكتور عايض القرني مع المطرب المشهور محمد عبده لينشد قصيدة «لا إله الا الله» للشيخ القرني وسط استهجان الوسط الدعوي لما صنعه القرني.

عادت بي الايام قبل اكثر من خمسة وعشرين عاما عندما تعرفت على الشيخ القرني ووقتها كنت في بداية الدراسة الجامعية في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض في السعودية اثناء دراستي هناك، والتقيت القرني بالمسجد المجاور للسكن الجامعي بحي العليا - وهو حاليا مقابل مكتبة الملك فهد - وقد سلمت عليه وعرفني بنفسه ثم قابلته بعد سنة اخرى واذا هو يعرفني باسمي، حيث كان يتمتع بذاكرة قوية، وتعددت زياراتي له في منزله ومسجده لحضور خطبه ودروسه عدة مرات في ابها في الثمانينيات، والتقيته اثناء الغزو الآثم في مكة عند مدخل المسجد الحرام فسلم عليَّ سلاما حارا وسأل عني وعن أهلي في الكويت وان كنت بحاجة الى أي مساعدة فشكرته على ذلك.

وبعدها كنت من اشد المحبين والمتابعين لاشرطته وخطبه ودروسه البليغة وكتبه التي تتميز بالبساطة والبلاغة وقوة العبارة، وان كان بعضها لا يخلو من مقال.

تذكرت جهود الشيخ القرني في الدعوة الى الله تعالى وفي الامر بالمعروف وفي النهي عن المنكر، ولاقى في سبيل ذلك من التعب والنصب والاذى فما زاده ذلك الا صلابة في دينه ومنهجه، وابتلى ابتلاءً كبيرا كان على اثره تأليف كتاب لا تحزن الذي فاقت مبيعاته اكثر من 2 مليون نسخة في العالم، ولكن الشيخ عفا الله عنه وغفر له في الآونة الاخيرة رأينا منه بعض التساهل والغرابة في تصريحاته وفتاواه ومخالفته لكبار العلماء.

ومن المؤسف ان يتوج الشيخ في خضم حياته العلمية والدعوية انتاجا انشاديا بالتعاون مع احد المطربين المشهورين بالغناء والحفلات.

لقد حاول الشيخ القرني التذرع بانه يريد انتشار القصيدة اضافة لنشيد الاخ مشاري العفاسي الذي سينشدها لان جمهوره محدود، وهو يريد بقية الجمهور الآخر!!، واضاف: «ان محمد عبده اسمعه القصيدة فبكى»، وقال: «لعل الله يسقيني بانشادها من حوض نبيه صلى الله عليه وسلم»!! ونحن نتمنى ان يحقق الله دعاء محمد عبده، ولكن نتمنى على كل مطرب ان يتوب الى الله تعالى من الغناء والحفلات التي اضلت جيلا كبيرا من الشباب والشابات، ومن الطريف ان اشرطة ودروس القرني كانت تحذر من الاغاني ومن صنيع المطربين، وكذلك اكثار الشباب من الاناشيد!!

يا شيخ عايض القرني!! كلمة التوحيد وكلمة لا إله إلا الله، كما علمنا مشايخنا الكرام ومن خلال منهج السلف السديد من الكتاب والسنة ليست نشيدة ولا اغنية ولا قصيدة!! ان كلمة التوحيد أسمى من ان تختزل في انشودة انها علم وعمل وايمان واعتقاد راسخ كرسوخ الجبال؛ فلا تدع مجالاً لأهل الطرب ليخلطوا الجد بالهزل، واللعب باللهو والدين بالموسيقى، فوالله اني لأخشى ان يتطور ذلك الى أمور لا تحمد عقباها.

وماذا سنقول للشباب عندما يرون الدعاة يتعاونون مع المطربين في برامج عمل مشتركة، أفلا يكون ذلك تغريراً ومسوغاً وتشجيعاً لهم لسماع الأغاني، لأنهم سيفهمون ان ما قمت به هو تزكية لعمل المطربين، او سكوت على منكرات البعض منهم.

ومن يدري لعل بعض أهل الطرب والفن يريد التوبة والتخلص من ذلك فيرى تساهل وتقارب الطرب والدعاة في برامجهم المشتركة فيغريه الشيطان أن يغني أو ينشد أنشودة (كما يسمونها إسلامية)، فتشفع له، وهو للأسف مستمر في طربه وحفلاته المختلطة إلى أن يتوفاه الله تعالى.

شيخنا الفاضل: لا نريد أن نتراجع أو أن نداهن الجماهير على حساب شريعتنا وديننا من أجل نشيدة أو أغنية أو مسرحية أو فيلم مستقبلاً ثم نفترض حسن نية المطرب أو الممثل الفلاني!!

الأصل هو ألا نتنازل ولا نتقارب مع أهل الفن والطرب ونضع بيننا وبينهم الحواجز والسدود، بل والخنادق، حفاظاً على هيبة الدين والمشايخ والدعاة والعلماء.

ومع ذلك فلا نكفرهم بل نذكرهم بالله تعالى وندعوهم بالحسنى، ولا نيأس من دعوتهم بالكلمة الطيبة مع بيان حرمة وترهيب الإسلام للمعازف، لعل الله تعالى أن يشرح صدورهم للتوبة والهداية من الطرب والموسيقى.

والحمد لله أن هناك العديد من المطربين وأهل الفن تابوا ورجعوا الى الله تعالى، وللأسف هناك قصور من المشايخ والدعاة في كيفية دعوة هؤلاء والتواصل معهم والتدرج في توضيح حرمة ما يفعلونه وخطورته عليهم وعلى المجتمعات الإسلامية التي أصبح ديدن بعضها أمة لهو ولعب وطرب!! فاستحوذ عليهم الشيطان وهجروا القرآن وعشعشت شياطين اللهو في قلوبهم فأثرت على أخلاقهم وسلوكهم ففسدت الأسرة والمجتمع.

هذه نصيحة أخ ومحب للشيخ عايض القرني، من باب الدين النصيحة، ونتمنى سؤال سماحة المفتي وكبار أهل العلم في مثل هذه الأمور والقضايا قبل الإقدام عليها، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


تاريخ النشر 17/06/2009 الوطن

ماشفت في حياتي تفكير حاقد وسطحي مثل هذا ، والمشكله الأحكام اللي يطلقها على الناس ،
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لينصرن الله هذا الدين بالرجل الفاجر-وفي رواية الكافر)
يارب والله إنا بريئين من هؤلاء المسلمين الذين بغضوا حب الله في قلوب عباده ، وزادوا فرقة العصاة عن حب الدين
(قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربكم ، إذاً لأمسكتم خشية الإنفاق)
 
أعلى