المناظرة الرابعة - " الامامة بين العقل والنقل "

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

Edrak

مشرف منتدى القلم
بسم الله الرحمن الرحيم


نبدأ رابع مناظرة تقام في منتدى الشبكة الوطنية حيث اننا وضعنا هذا القسم لنرتقي في الطرح و أن نعطي الأعضاء مجال للنقاش بدون مضايقات و بدون تقييد للحريات تحت الية محكمة تعطي العضو مجال لأبداء رأيه بشكل حضاري و منطقي و ليقارع الحجة بالحجة كما علمنا الله سبحانه و تعالى في محكم تنزيله : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ.

و كما تنص قوانين المناظرات فأن الأعضاء لهم يوم لمناقشة المحاور و تحديدها. و من ثم يعطى الأعضاء فترة 3 أيام للأعداد الا اذا ارادوا البدء فورا.

الرجاء من الأعضاء المتناظرين نقاش المحاور سواء هنا أو بالرسائل الخاصة و من بعدها يعلنون عنها في مدة اقصاها يوم.

و اذكركم بأن العدد المسموح للمحاور يبدأ من واحد الى ثلاثة محاور.

كما و أحب ان انوه للمتناظرين ان يقرأوا قوانين القسم المبينة ادناه.

النظام و الكيفية

-للمتناظرين حق نقاش تحديد المحاور و المرجعية و غيره من التفاصيل لمدة يوم واحد، و لهم فيه كامل الحرية، ولا يعتبر هذا اليوم من ضمن الايام السبع المخصصة للمناظرة
- في حال عدم اتفاق الطرفين يحق لمشرف المناظرة التدخل و ابداء حل وسط و نهائي
-بعد الأتفاق بين الطرفين يتم تحديد المحاور و يخصص يومان لكل محور كحد أقصى الا اذا اتفق الطرفان على التمديد أو تقليص المدة
-يعلن تاريخ المناظرة و المحاور 3 أيام قبل تاريخ البدأ في المناظرة كفترة اعداد
-لا يحق المشاركة للأعضاء الا بعد انتهاء المناظرة
-الحد الأقصى للمناظرة 7 أيام
- يحق لكل عضو الاعتراض على أي محور من المحاور شريطة وجود سبب مقنع ليتم البت فيه
-في حال وضع الأستدلالات بدون ذكر المصدر من حق الطرف الأخر أو مدير المناظرة طلب المصدر ( متى ما استدعت الحاجة الى ذلك ) و يمهل مدة يوم كامل و اذا فشل في ذكر المصدر يوجه له لفت نظر و يتم مسح ما كتب و اذا تم التكرار يوجه له انذار
- يمنع منعا باتا النسخ دون ذكر المصدر و اذا ما تم خلاف ذلك يعتبر العضو منسحبا فورا
- يحق للمتناظرين توجيه الأدارة في حال مخالفة احد القوانين سواء من العضو الأخر او من الأدارة نفسها
- يحق لأدارة المناظرة اعلان نقطة نظام متى ما رأت حاجة الى ذلك
- في نهاية المناظرة يفتح الباب لأسئلة الاعضاء و يتم تنظيم الأسئلة على النحو التالي: 10 أسئلة مع و 10 أسئلة ضد يتم اختيار الأسئلة من قبل مشرف المناظرة، على ان لا يتعدى السؤال 5 أسطر و يتظمن سؤال واحد فقط

الانذارات

يحق لأدارة المناظرة ان توجه ثلاثة انذارات لكل عضو و يعتبر الأنذار الرابع اعلان انسحاب فوري للعضو الذي يقع عليه الأنذار

و ينطبق عليها ما يلي:

• في حال التجريح و السب و الطعن و الشخصنة و السخرية و التسفيه، بأمكان العضو الأعتراض من خلال مشاركة واحدة فقط و يحق لمدير المناظرة البت في الغاء الأنذار و اذا ما تم مخالفة ذلك أو الأعتراض يحق لمديرالمناظرة توجيه انذار أخر
• الخروج من الموضوع و التشتيت ( يوجه لفت نظر و سيتم انذار العضو اذا استمر على المخالفة )

• قوانين المنتدى العامة و التي تنطبق عليها الشروط أيضا


تفاصيل المناظرة


" الامامة بين العقل والنقل "


المحاور الرئيسية

المحاور

1- الامامة عقلا

2- الامامة نقلا​



اتمنى من الأعضاء البدء بالتعريف عن رأيهم للقارئ و سبب اقتناعهم بهذا الرأي لتكون بطاقة تعريفية يستند عليها القارئ و دعما للمحاور.

المصادر المتفق عليها بين المتحاورين:

1- القران الكريم

2- السنة النبوية الشريفة ( بما يكون حجة على الطرف المقابل )

3- العقل


الرجاء عدم مشاركة الأعضاء الا بعد انتهاء المناظرة و أي مشاركة سيتم مسحها فورا.


كما أود أن أنوه بأن ادارة المناظرة سيشرف عليها ُEdrak

و أسأل الله التوفيق لكلى العضوين.
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
===
تمهيد
===

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد , اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وعلى من سار على نهجه واتبع سنته إلى يوم الدين ثم أما بعد...


بداية أحمد الله تعالى على فضله وكرمه وادعوه سبحانه أن يُخلص قلوبنا من كل رذيلة باطنية أو خلقية من عجب أو رياء أو حب سمعة , وأسأله سبحانه أن يجعل هذا الكلام وما قبله وما بعده إن شاء الله تعالى في ميزان حسناتنا وحجة لنا لا حجة علينا , ثم أشكر منبر الشبكة الوطنية الكويتية والقائمين عليها على استضافتهم للحوارات المذهبية الهامة واحتضانهم لها بنوع من المسئولية والرعاية الواعية, وما كان إنشاء شبكة المناظرات إلا خطوة أخرى على طريق التقارب الفهمي والعقلي بين أصحاب الإتجاهات الفكرية أو المذاهب الإسلامية والإختلافات الموجودة بينهم , والشكر بصفة خاصة للزميل المشرف ادراك على قبوله لتحمله عناء هذا التنظيم والترتيب والإشراف والمتابعة , فالحمد لله أولا وأخيرا ولا حول ولا قوة إلا بالله.


أصل هذه المناظرة وسببها هو أني والموسوي كنا في حوار في الشبكة الدينية حول مفهوم لحديث من دواوين السنة يحاول منه الشيعة اثبات ركن الإمامة وأصل هذه المسألة ( المشاركة من هنا بداية من 134 ) , فما كان منا إلا أن اتفقنا على جعل مسألة الإمامة في بحث مستقل يمكن فيه التناظر حول الأدلة النقلية والعقلية المتوفرة في إثبات هذا الأصل المخالف لجماهير المسلمين.


والحقيقة أن البدء بالمحور النقلي قبل العقلي هو الصحيح والسليم لبدء هذه المناظرة لأسباب أضعها بعد قليل , وإن كنت سوف أخوض مع زميلنا الموسوي في المبحث العقلي الذي احتج به الشيعة الإمامية أنفسهم مع بيان بعض المتناقضات العقلية فيه إن شاء الله تعالى , لأن الشيعة الإمامية قد تسلسلوا في الإستدلال العقلي حتى انتهوا إلى نتيجة تجعل المناظرة أسهل وأبسط , ولهذا فإن البدء بالمحور النقلي قبل العقلي هو الأنسب والأصح وذلك للآتي :

1- أن الشيعة الإمامية - بعيدا عن مسألة تقديم النقل على العقل أو العكس - يجعلون القرآن الكريم هو المصدر الأول من مصادر التشريع , ومن هنا فلا يصح أن يُبدأ بالإستدلال العقلي وهو الأقل رتبة وتأخير الإستدلال بالنص القرآني وهو الأعلى رتبة إلا أن يكون استناد الشيعة الإمامية الأصلي في هذا الباب على العقل ثم الإستئناس بالنص فهذا يناقض المبدأ المشهور ويؤخر القرآن الكريم إلى درجة متأخرة في كونه مصدر التشريع الرئيسي.


2- وتفرعا على النقطة الأولى فإن الله تعالى قد أمر في كتابه بالرجوع إلى الكتاب والسنة في حال الإختلاف والتنازع كما قال سبحانه (( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )) الآية , فالله تعالى أمر المسلمين بالرجوع إلى الكتاب والسنة للإحتكام إليهما في مسألة الإختلاف الديني , ولا يصح لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يؤخر أمر الله تعالى الظاهر والبين في كتابه لإستدلالات أخرى لاسيما وأن وقتها سوف يأتي وأن العناية بها سوف يكون إن شاء الله تعالى .


3- أن الإستدلال من النقل كان هو آخر ما كان بيني وبين الزميل الموسوي في مسألة الإستدلال على صحة الإمامة , ولقد أرجأني إلى أن يأتي بكلام نفيس حول الإمامة بعدما سائلني حول الأصول القرآنية في إثبات اصول الدين كما هو موجود في الرابط أعلاه , ولهذا فإن الإستدلال من النص القرآني مع مراعاة الأصول المرعية حتى التي لم يخالف فيها الشيعة الإمامية لهو الطريق السوي في إثبات ركن ديني وأصل شرعي.



والإمامة المقصود التناظر حولها في هذه الصفحة هو تعريف الشيعة عنها بما معناه (( إن منصب الإمامة منصب إلهي كمنصب النبوة يكون بتعيين من الله تعالى وهو محصور في إثني عشر إماماً ولا يجوز نيله من قبل غيرهم مهما بلغت رتبة ذلك الغير من الصلاح والعلم الشرعي )) - دقق لي يا الموسوي هذا المعنى وعَلِّم على ما يخالف معتقدك فيها حتى يصح الإسترسال من طرفي - وهذا التعريف يخالف معتقد المسلمين سوى الشيعة وهو ما يفتقر إلى أدلة صحيحة على الأصول المرعية في إثباته كما يقول أهل السنة والجماعة ...


ولقد انتهينا من قبل حول بيان أن هذا الباب أي الإمامة على المفهوم الشيعي إنما هو ركن من أركان الإسلام عند الشيعة وأصل أصيل من أصول الدين أيضا كما يعتقد الشيعة , وهذا قد وفر لنا عناء معينا وبعض الجهد في بيان موقع هذا الإعتقاد عند الشيعة من دين الإسلام ولأجل ذلك اضع بعض النصوص من علماء الشيعة الذين عرفوا هذا الأصل بكونه اصلا وركنا ركينا من الإسلام حسب اعتقادهم , ففي كتاب الإمامة للشيخ عبد الملك أنقل بتصريف بسيط :


ينقل جعفر سبحاني لنا إجماع الشيعة الإمامية على أن الإمامة من أصول الدين فقال في كتابه (الملل والنحل) ج1 ص257 تحت عنوان (هل الإمامة من الأصول أو من الفروع) ما نصه: [الشيعة على بكرة أبيهم اتفقوا على كونها أصلاً من أصول الدين وقد برهنوا على ذلك في كتبهم ،ولأجل ذلك يُعَدُّ الاعتقاد بإمامة الأئمة من لوازم الإيمان الصحيح عندهم، وأما أهل السنة فقد صرحوا في كتبهم الكلامية أنها ليست من الأصول].انتهى


ويقول أبو القاسم الخوئي بأن منكر الامامة كافر لأن الاسلام مبني على الولاية وذلك بموجب ما ورد عندهم من روايات الصحيحة، فقال في كتاب الطهارة جزء2 ص85:[ وحمل الكفر في الاخبار المتقدمة على الكفر الواقعي وإن كانوا محكومين بالاسلام ظاهرا أو على الكفر في مقابل الايمان إلا أن الاول أظهر إذ الإسلام بُنيَ على الولاية وقد ورد في جملة من الأخبار ان الاسلام بنى على خمس وعد منها الولاية ولم يناد احد بشئ منها كما نودي بالولاية ، كما هو مضمون بعض الروايات فبانتفاء الولاية ينتفي الاسلام واقعا].انتهى


وبعيدا عن مسألة موقع المخالف لهذا المعتقد من جانب الشيعة من الكفر وغيره حتى لا يتشتت البحث , فإن إثبات موقع اعتقاد الإمامة عن الشيعة الإمامية واضح وظاهر من كلام علماء الشيعة وحتى من كلام الموسوي المناظر في هذا الموضوع والرابط من هنا , وهذه نقطة متفق عليها بين الجانبين والحمد لله.



هذه كلمة تمهيدية بين يدي المناظرة , حاولت أن أجعلها بداية لهذا المبحث الهام بعيدا عن أي مسألة خلافية قد تُبطئ من سرعة المناظرة أو تضع الأغلال على ألفاظه ومصطلحاته فيصعب هضمها أو استيعابها بطريقة مبسطة , والله الهادي إلى الطريق المستقيم


والحمد لله رب العالمين
 

الموسوي

عضو مخضرم
مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم

بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين " سورة النحل

صدق الله العلي العظيم

بعد كلام الله سبحانه وتعالى نستدرك حديثنا بكلام الزهراء فاطمة أم أبيها عليها أفضل الصلاة

وازكى التسليم حيث قالت :

الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما ألهم والثناء بما قدم من عموم نعم ابتداها وسبوغ

آلاء أسداها وتمام منن أولاها جم عن الإحصاء عددها ونأى عن الجزاء أمدها وتفاوت عن

الإدراك أبدها وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها واستحمد إلى الخلائق بإجزالها وثنى بالندب

إلى أمثالها وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كلمة جعل الإخلاص تأويلها وضمن

القلوب موصولها وأنار في التفكر معقولها الممتنع من الأبصار رؤيته ومن الألسن صفته ومن

الأوهام كيفيته ابتدع الأشياء لا من شي‏ء كان قبلها وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها كونها

بقدرته وذرأها بمشيته من غير حاجة منه إلى تكوينها ولا فائدة له في تصويرها إلا تثبيتا

لحكمته وتنبيها على طاعته وإظهارا لقدرته تعبدا لبريته وإعزازا لدعوته .

ثم نقول ..

الامامة أصل من أصول العقيدة الاسلاميّة وركن وثيق , فكما أن التوحيد والعدل والنبوة

والميعاد أركان العقيدة كذلك الامامة , بهذه المناظرة سوف نستعرض جملة من الأدلة

العقليّة والنقليّة التي تثبت أصل الامامة .

لقد بدأنا بالعقل كمبحث لأن العقل يدرك الأمور الواقعيّة ويدلل عليها وكما يعرف الجميع

أن الدليل العقلي قطعي الدلالة لا يتعارض مع الدليل النقلي قطعي الدلالة قطعي الصدور ..

ان القرآن الكريم أتى مخاطبا للعقل ومرشدا له يدعو الى اعماله , ونحن نريد أن نعمل عقولنا

حتى نصل الى نتيجة حتميّة تثبت أو تنفي ..

كما أن العقل يدرك الأشياء الكلية المجرّدة , فهو يصل الى مبادئ عامة كالنبوة والامامة دون

الوصول الى شخص النبي او الامام بغير نص شرعي , وبالمبحث الأول نريد الوصول الى

قواعد عامة كالنبوة والامامة والعصمة وغيرها من الأمور التي يدركها العقل ويقررها ..

كما أن العقل يستطيع أن ينبؤنا بصفات النبي والامام كل ذلك بعد الاعتقاد السليم الجازم

بصحّة النقل من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ..

وتجدر الاشارة الى رواية جامعة مانعة لصفات الامام ننقلها بمشاركة مستقلة ..

وبعد نقلنا للرواية نختم كلامنا ونختم مقدمتنا.

تحياتي للجميع

:وردة:​
 

الموسوي

عضو مخضرم
وخير من وصف الامامة هو الامام الرضا عليه السلام عندما قال :

يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن آرائهم ، إن الله عز وجل لم يقبض نبيه صلى الله عليه وآله

حتى أكمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شئ ، بين فيه الحلال والحرام ، والحدود

والأحكام ، وجميع ما يحتاج إليه الناس كملا ، فقال عز وجل "ما فرطنا في الكتاب من شئ "

وأنزل في حجة الوداع وهي آخر عمره صلى الله عليه وآله" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت

عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " وأمر الإمامة من تمام الدين ، ولم يمض صلى الله عليه

وآله حتى بين لامته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد سبيل الحق ، وأقام لهم

عليا عليه السلام علما وإمام وما ترك لهم شيئا يحتاج إليه الأمة إلا بينه ، فمن زعم أن الله

عز وجل لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله ، ومن رد كتاب الله فهو كافر به . هل يعرفون قدر الإمامة

ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم ، إن الإمامة أجل قدرا وأعظم شأنا وأعلا مكانا وأمنع جانبا

وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم ، أو ينالوها بآرائهم ، أو يقيموا إماما باختيارهم ، إن

الإمامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل عليه السلام بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة ، وفضيلة

شرفه بها وأشاد بها ذكره ، فقال " إني جاعلك للناس إماما " فقال الخليل عليه السلام سرورا

بها " ومن ذريتي " قال الله تبارك وتعالى : " لا ينال عهدي الظالمين " . فأبطلت هذه الآية

إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة ثم أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل

الصفوة والطهارة فقال " ووهبنا له إسحاق و يعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم أئمة

يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين " فلم تزل

في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها الله تعالى النبي صلى الله عليه وآله ، فقال

جل وتعالى " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين

" فكانت له خاصة فقلدها صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام بأمر الله تعالى على رسم ما فرض

الله ، فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والايمان ، بقوله تعالى " قال الذين أوتوا

العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث " فهي في ولد علي عليه السلام خاصة إلى

يوم القيامة ، إذ لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله فمن أين يختار هؤلاء الجهال . إن الإمامة

هي منزلة الأنبياء ، وإرث الأوصياء ، إن الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول صلى الله عليه وآله

ومقام أمير المؤمنين عليه السلام وميراث الحسن والحسين عليهما السلام إن الإمامة زمام الدين

، ونظام المسلمين ، وصلاح الدنيا وعز المؤمنين ، إن الإمامة أس الاسلام النامي ، وفرعه

السامي ، بالامام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد ، وتوفير الفئ والصدقات ، وإمضاء

الحدود والأحكام ، ومنع الثغور والأطراف . الامام يحل حلال الله ، ويحرم حرام الله ، ويقيم حدود

الله ، ويذب عن دين الله ، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة ، والموعظة الحسنة ، والحجة البالغة ،

الامام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي والابصار .

الامام البدر المنير ، والسراج الزاهر ، والنور الساطع ، والنجم الهادي في غياهب الدجى وأجواز

البلدان والقفار ، ولجج البحار ، الامام الماء العذب على الظماء والدال على الهدى ، والمنجي من

الردى ، الامام النار على اليفاع ، الحار لمن اصطلى به والدليل في المهالك ، من فارقه فهالك ،

الامام السحاب الماطر ، والغيث الهاطل و والشمس المضيئة ، والسماء الظليلة ، والأرض

البسيطة ، والعين الغزيرة ، والغدير والروضة . الامام الأنيس الرفيق ، والوالد الشفيق ، والأخ

الشقيق ، والام البرة بالولد الصغير ، ومفزع العباد في الداهية النآد الامام أمين الله في خلقه ،

وحجته على عباده وخليفته في بلاده ، والداعي إلى الله ، والذاب عن حرم الله . الامام المطهر من

الذنوب والمبرأ عن العيوب ، المخصوص بالعلم ، المرسوم بالحلم ، نظام الدين ، وعز المسلمين

وغيظ المنافقين ، وبوار الكافرين . الامام واحد دهره ، لا يدانيه أحد ، ولا يعادله عالم ، ولا يوجد

منه بدل ولا له مثل ولا نظير ، مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له ولا اكتساب ، بل

اختصاص من المفضل الوهاب . فمن ذا الذي يبلغ معرفة الامام ، أو يمكنه اختياره ، هيهات هيهات

، ضلت العقول ، وتاهت الحلوم ، وحارت الألباب ، وخسئت العيون وتصاغرت العظماء ، وتحيرت

الحكماء ، وتقاصرت الحلماء ، وحصرت الخطباء ، وجهلت الألباء ، وكلت الشعراء ، وعجزت

الأدباء ، وعييت البلغاء ، عن وصف شأن من شأنه ، أو فضيلة من فضائله ، وأقرت بالعجز

والتقصير ، وكيف يوصف بكله ، أو ينعت بكنهه ، أو يفهم شئ من أمره ، أو يوجد من يقوم مقامه

ويغني غناه ، لا كيف وأنى ؟ وهو بحيث النجم من يد المتناولين ، ووصف الواصفين ، فأين الاختيار

من هذا ؟ وأين العقول عن هذا؟ وأين يوجد مثل هذا؟

أتظنون أن ذلك يوجد في غير آل الرسول محمد صلى الله عليه وآله كذبتهم والله أنفسهم ، ومنتهم

الأباطيل فارتقوا مرتقا صعبا دحضا ، تزل عنه إلى الحضيض أقدامهم ، راموا إقامة الامام بعقول

حائرة بائرة ناقصة ، وآراء مضلة ، فلم يزدادوا منه إلا بعدا ، قاتلهم الله أنى يؤفكون ولقد

راموا صعبا ، وقالوا إفكا ، وضلوا ضلالا بعيدا ، ووقعوا في الحيرة ، إذ تركوا الامام عن بصيرة ،

وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين . رغبوا عن اختيار الله واختيار

رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته إلى اختيارهم والقرآن يناديهم" وربك يخلق ما يشاء

ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون " وقال عز وجل " وما كان لمؤمن

ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " الآية وقال " ما لكم

كيف تحكمون * أم لكم كتاب فيه تدرسون * إن لكم فيه لما تخيرون * أم لكم أيمان علينا بالغة إلى

يوم القيامة إن لكم لما تحكمون * سلهم أيهم بذلك زعيم * أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن

كانوا صادقين " وقال عز وجل" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " أم " طبع الله

على قلوبهم فهم لا يفقهون " أم " قالوا سمعنا وهم لا يسمعون * إن شر الدواب عند الله الصم

البكم الذين لا يعقلون * ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون " أم

" قالوا سمعنا وعصينا " بل هو فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، فكيف لهم

باختيار الامام ؟ ! والامام عالم لا يجهل ، وراع لا ينكل ، معدن القدس والطهارة ، والنسك والزهادة

والعلم والعبادة ، مخصوص بدعوة الرسول صلى الله عليه وآله ونسل المطهرة البتول ، لا مغمز

فيه في نسب ، ولا يدانيه ذو حسب ، في البيت من قريش والذروة من هاشم ، والعترة من الرسول

صلى الله عليه وآله والرضا من الله عز وجل ، شرف الاشراف ، والفرع من عبد مناف ، نامي

العلم ، كامل الحلم ، مضطلع بالإمامة ، عالم بالسياسة ، مفروض الطاعة ، قائم بأمر الله عز وجل

ناصح لعباد الله ، حافظ لدين الله . إن الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم يوفقهم الله ويؤتيهم من

مخزون علمه و حكمه ما لا يؤتيه غيرهم ، فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان في قوله تعالى"

أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون " وقوله تبارك

وتعالى " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وقوله في طالوت " إن الله اصطفاه عليكم

وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم" وقال لنبيه صلى الله

عليه وآله " أنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما"

وقال في الأئمة من أهل بيت نبيه وعترته وذريته صلوات الله عليهم " أم يحسدون الناس على ما

آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما * فمنهم من آمن به

ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا " وإن العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده ، شرح

صدره لذلك ، وأودع قلبه ينابيع الحكمة ، وألهمه العلم إلهاما ، فلم يعي بعده بجواب ، ولا يحير فيه

عن الصواب ، فهو معصوم مؤيد ، موفق مسدد ، قد أمن من الخطايا والزلل والعثار ، يخصه الله

بذلك ليكون حجته على عباده ، وشاهده على خلقه ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل

العظيم . فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه ، تعدوا -

وبيت الله الحق ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ، وفي كتاب الله الهدى والشفاء ،

فنبذوه واتبعوا أهواء هم ، فذمهم الله ومقتهم وأتعسهم فقال جل وتعالى" ومن أضل ممن اتبع

هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين" وقال" فتعسا لهم وأضل أعمالهم "

وقال" كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار " وصلى الله

على النبي محمد وآله وسلم تسليما كثيرا .
 

الموسوي

عضو مخضرم
الرواية مصدرها , الكافي الجزء الأول صفحة 190 - 198انتهت مقدمتنا ونبدأ بالمبحث مباشرة.

الرواية هي صميم البحث وما ورد فيها من أدلة تجعل كل انسان يقف مذهولا منها أمام هذه الاستدلالات العظيمة .

فجميع أدلتي سوف تكون منها وعليها .

تحياتي للجميع

:وردة:
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
السلام عليكم


قرأت مشاركاتك الأخيرة يا الموسوي , وفي الحقيقة إن البدء بالمبحث العقلي قبل النقلي مفهوم لمن كان القرآن الكريم لا يمثل مرجعية بالنسبة إليه , مثل الحوارات مع الملحدين أو الكافرين , واما أن يكون المناظر معك مسلم يؤمن بالله تعالى وبالنص القرآني والصحيح من السنة ثم أن تبدأ بالإستدلال العقلي قبل النقلي فهذا أمر مستهجن واستعجال ليس له ما يبرره خاصة وأن مكانه يأتي بعد ايراد الأدلة النصية مباشرة , وتقديم المبحث العقلي قبل النقلي مخالفة لأمر الله تعالى الذي أمر المختلفين في مسألة من مسائل الشرع بالرجوع إلى النقل ولم يأمر بالرجوع إلى العقل , فكيف تفسر تقديمك لمرجعية لم يأمر بها الله تعالى على مرجعية أمر بها سبحانه أن تكون أول ما يرجع إليه المسلمون ؟


وهل يعني بدأك بالمبحث العقلي قبل النقلي على أن اعتماد هذه المسألة في أصلها على العقل وإنما النصوص مجالها الإستئناس فقط ؟



ثم أخيرا التعريف الذي أوردته في مشاركتي حول مفهوم الإمامة هل صحيح بالنسبة لك أم أنه به مخالفة عقدية بالنسبة إليك ؟


مهم جدا الإجابة عن هذه الأسئلة قبل الإسترسال في البحث وشكرا جزيلا والحمد لله رب العالمين
 

الموسوي

عضو مخضرم
لقد بدأنا بالعقل كمبحث لأن العقل يدرك الأمور الواقعيّة ويدلل عليها وكما يعرف الجميع

أن الدليل العقلي قطعي الدلالة لا يتعارض مع الدليل النقلي قطعي الدلالة قطعي الصدور ..

ان القرآن الكريم أتى مخاطبا للعقل ومرشدا له يدعو الى اعماله , ونحن نريد أن نعمل عقولنا

حتى نصل الى نتيجة حتميّة تثبت أو تنفي ..

كما أن العقل يدرك الأشياء الكلية المجرّدة , فهو يصل الى مبادئ عامة كالنبوة والامامة دون

الوصول الى شخص النبي او الامام بغير نص شرعي , وبالمبحث الأول نريد الوصول الى

قواعد عامة كالنبوة والامامة والعصمة وغيرها من الأمور التي يدركها العقل ويقررها ..

كما أن العقل يستطيع أن ينبؤنا بصفات النبي والامام كل ذلك بعد الاعتقاد السليم الجازم

بصحّة النقل من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ..

زميلي أجوبة أسئلتك جميعا ذكرتها بمقدمتي , فقد بيّنت لم بدأنا بالعقل ,

وبعبارة أسهل , ان المبحث العقلي ما هو الا مقدمّة للنصوص النقليّة وليس أن

النقل مجرّد استئناس أبدا ..

نحن نريد أن نصل الى قواعد عامة , كالنبوة والامامة والعصمة , وكل هذه القواعد

نستطيع أن نستشفها من أن الله سبحانه وتعالى خالق عادل حكيم , وبمقتضى

حكمته سبحانه يريد لنا الأصلح والأنسب , وكل ذلك يتحقق بأنه عز وجل أرسل الرسل

المبشرين والمنذرين وجعل لكل قوم هاد , ونحن انما نريد ان نؤصل المسالة عقلا ,

وبذلك تكون المسألة مقدمات للنصوص الدينيّة ..

فنؤصل أصلا النبوة والامامة وما هي صفات كل منهما , ثم نستدرك البحث بالنقل ..

لهذا زميلي لا يعتبر تقديم المبحث العقلي على النقلي انه أصل , لا , بل مقدمة لفهم الأصل

ومعرفة ما يترتب على ذلك ..

كذلك بيّنت لك معنى الامامة بنص الرواية التي ذكرت وباسهاب تام .. " الامامة رئاسة عامة في أمور الدين والدنيا " بعبارة أسهل .

ولكي نؤصل البحث بالـــ ( المبحث العقلي ) نقول :

العقل هو قوة مدركة لحقائق الاشياء قادرة على التحليل والاستنتاج ..

وبهذا العقل نريد أن نعرف ماهي الامامة :

عن طريق أمور ثلاث مقدمة ( للمبحث النقلي ) وهي :

1- أدلة على أن الامامة منصب الهي .

2- أدلة على لزوم عصمة الامام .

3- أدلة على استمراريتها الى اليوم المعلوم .

4- أدلة على امامة الامام علي بن ابي طالب عليهما السلام .

والمبحث العقلي يستطيع أن يثبت لنا أمرين وهما الأول والثاني كمقدمات طبعا ,

و المبحث النقلي يستطيع أن يثبتها جميعا بنص قطعي الدلالة قطعي الصدور ..

فيا زميل , المسألة برمتها ( مقدمات ) .. والمقدمات لن تأخذ منا وقت فالانتهاء منها بسيط

وسهل .. كذلك المقدمات هي لفهم المسألة على نحو سليم ..

تقبل تحياتي

:وردة:
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
زميلي أجوبة أسئلتك جميعا ذكرتها بمقدمتي , فقد بيّنت لم بدأنا بالعقل ,

وبعبارة أسهل , ان المبحث العقلي ما هو الا مقدمّة للنصوص النقليّة وليس أن النقل مجرّد استئناس أبدا ..

نحن نريد أن نصل الى قواعد عامة , كالنبوة والامامة والعصمة , وكل هذه القواعد

نستطيع أن نستشفها من أن الله سبحانه وتعالى خالق عادل حكيم , وبمقتضى

حكمته سبحانه يريد لنا الأصلح والأنسب , وكل ذلك يتحقق بأنه عز وجل أرسل الرسل

المبشرين والمنذرين وجعل لكل قوم هاد , ونحن انما نريد ان نؤصل المسالة عقلا ,

وبذلك تكون المسألة مقدمات للنصوص الدينيّة ..

فنؤصل أصلا النبوة والامامة وما هي صفات كل منهما , ثم نستدرك البحث بالنقل ..

لهذا زميلي لا يعتبر تقديم المبحث العقلي على النقلي انه أصل , لا , بل مقدمة لفهم الأصل

ومعرفة ما يترتب على ذلك ..

كذلك بيّنت لك معنى الامامة بنص الرواية التي ذكرت وباسهاب تام ..

ولكي نؤصل البحث بالـــ ( المبحث العقلي ) نقول :

العقل هو قوة مدركة لحقائق الاشياء قادرة على التحليل والاستنتاج ..

وبهذا العقل نريد أن نعرف ماهي الامامة :

عن طريق أمور ثلاث مقدمة ( للمبحث النقلي ) وهي :

1- أدلة على أن الامامة منصب الهي .

2- أدلة على لزوم عصمة الامام .

3- أدلة على استمراريتها الى اليوم المعلوم .

4- أدلة على امامة الامام علي بن ابي طالب عليهما السلام .

والمبحث العقلي يستطيع أن يثبت لنا أمرين وهما الأول والثاني كمقدمات طبعا ,

و المبحث النقلي يستطيع أن يثبتها جميعا بنص قطعي الدلالة قطعي الصدور ..

فيا زميل , المسألة برمتها ( مقدمات ) .. والمقدمات لن تأخذ منا وقت فالانتهاء منها بسيط

وسهل .. كذلك المقدمات هي لفهم المسألة على نحو سليم ..

تقبل تحياتي

:وردة:



حسنا يا زميلنا ولكن هذا موضع خلاف في مسألة الإمامة , فبداية تحكيم الإستدلال العقلي وتقديمه على النصي مخالفة أنا بريء منها ولذلك نبهت عليك في المشاركة السابقة , هذه من جهة...


ومن جهة ثانية قد قرأت مقولتك في أن النقل ليس إستئناس وإنما المبحث العقلي إنما هو مقدمة فقط , وهذا أمر غريب لأن هناك من علماء الشيعة الكبار من بينوا أن هذه المسألة قائمة على العقل في جميع جوانبها حتى لو لم يرد نص بخصوصها , وإنما أوردوا النصوص استظهارا فقط , وأن هذه المسألة لا تحتاج إلى النص أصلا !!!


وهذه طائفة من أقوالهم أقتبسها من كتاب الإمامة :


يقول المفيد في كتابه (الارشاد) ص347 مبيناً ان العقل يحكم بوجوب وجود معصوم وبهذا الدليل العقلي لن تكون هناك حاجة إلى ذكر الادلة النقلية: [ومن الدلايل على ذلك ما يقتضيه العقل بالاستدلال الصحيح من وجود امام معصوم كامل غني عن رعاياه…..وهذا أصل لن يحتاج معه في الامامة الى رواية النصوص وتعداد ما جاء فيها من الاخبار لقيامه في قضية العقول وصحته بثابت الاستدلال]،

ويقول المرتضى الملقب عندهم بعلم الهدى في كتابه (الشافي)جزء1 ص98:[ لان المعلوم لهم اعتقاد وجوب الامامة واوصاف الامام من طريق العقل والاعتماد عليها في جميع ذلك، وان كانوا ربما استدلوا بالسمع استظهاراً وتصرفاً في الادلة]،


ويقول شيخ الطائفة الطوسي في كتابه (تلخيص الشافي) جزء1 ص141:[ اما وجود الامام وصفاته التي يستحقها (كالعصمة وغيرها) فمما لا يحتاج فيها الى النقل بل نعلمها من جهة العقول].



فهذه الأقوال تظهر أن إثبات الإمامة بمفهوم الشيعة تعتمد في الأصل على العقل دون النص , ولو عدم النص ما احتاجوا إليه في إثباتها وجميع ما يلحق بها من عصمة وغير ذلك , فكيف تفسر لنا هذا التضارب والتناقض بين قولك أن الاستدلال العقلي لا يعدو عن كونه مقدمة وبين قولهم أن النص قد يكون تابعا للإستدلال العقلي في هذا الباب ؟!!



وشكرا
 

الموسوي

عضو مخضرم
يا زميل .. ربما لم تقرأ ما قلته لك ..

كلامي الذي قلته , وكلام علماؤنا الأفاضل ليس فيه خلاف أبدا ..

فقد قلت لك أن المبحث العقلي نريد منه أمرين وهما الامامة منصب الهي , ولزوم

عصمة الامام , وهذه مسألة أريدك أن تتباحثها معي , فايرادك للاقوال سابق لأوانه أو أنك

وضعته كي تبيّن أن هناك ( خلاف لكلام علمائي ) وهذا بالطبع أمر لم يتحقق ,

فقد لك لك مسبقا أن بالبحث تعرف ..

فاني قلت أن البحث في المقدمات يؤدي الى " فهم النصوص بشكل سليم " ..

وعلماؤنا الكرام , يوفقون بين العقل والنقل وهذا الصحيح ..

وهذه طائفة من أقوالهم أقتبسها من كتاب الإمامة :


يقول المفيد في كتابه (الارشاد) ص347 مبيناً ان العقل يحكم بوجوب وجود معصوم وبهذا الدليل العقلي لن تكون هناك حاجة إلى ذكر الادلة النقلية: [ومن الدلايل على ذلك ما يقتضيه العقل بالاستدلال الصحيح من وجود امام معصوم كامل غني عن رعاياه…..وهذا أصل لن يحتاج معه في الامامة الى رواية النصوص وتعداد ما جاء فيها من الاخبار لقيامه في قضية العقول وصحته بثابت الاستدلال]،​

ان هذا الكلام من باب المحاججة ولو نقلت الكلام ( كاملا ) لما وقعت في هذا الفهم ..

قال الشيخ المفيد بنفص الصفحة :

ذكر طرف من الدلائل على إمامة القائم بالحق " محمد بن الحسن " ( 1 ) عليهما السلام فمن

الدلائل على ذلك ما يقتضيه العقل بالاستدلال الصحيح ، من وجود إمام معصوم كامل غني عن

رعاياه في الأحكام والعلوم في كل زمان ، لاستحالة خلو المكلفين من سلطان يكونون بوجوده

أقرب إلى الصلاح وأبعد من الفساد ، وحاجة الكل من ذوي النقصان إلى مؤدب للجناة ، مقوم

للعصاة ، رادع للغواة ، معلم للجهال ، منبه للغافلين ، محذر من الضلال ، مقيم للحدود ، منفذ

للأحكام ، فاصل بين أهل الاختلاف ، ناصب للأمراء ، ساد للثغور ، حافظ للأموال ، حام عن بيضة

الاسلام ، جامع للناس في الجمعات والأعياد . وقيام الأدلة على أنه معصوم من الزلات لغناه

عن الإمام بالاتفاق ، واقتضاء ذلك . له العصمة بلا ارتياب ، ووجوب النص على من هذه سبيله

من الأنام ، أو ظهور المعجز عليه ، لتميزه ممن سواه ، وعدم هذه الصفات من كل أحد سوى

من أثبت إمامته أصحاب الحسن بن علي عليهما السلام وهو ابنه المهدي ، على ما بيناه .

وهذا أصل لن يحتاج معه في الإمامة إلى رواية النصوص وتعداد ما جاء فيها من الأخبار ، لقيامه

بنفسه في قضية العقول وصحته بثابت الاستدلال . ثم قد جاءت روايات في النص على ابن

الحسن عليه السلام من طرق ينقطع بها الأعذار ، وأنا بمشية الله مورد طرفا منها على

السبيل التي سلفت من الاختصار .

انتهى

فيا زميل الشيخ في مقام المحاججة ويقول أن المسألة ثابته بالعقل والنقل .. وعدم اكمالك

للكلام يدل على أن نقلك ( غير دقيق ) ..


ويقول المرتضى الملقب عندهم بعلم الهدى في كتابه (الشافي)جزء1 ص98:[ لان المعلوم لهم اعتقاد وجوب الامامة واوصاف الامام من طريق العقل والاعتماد عليها في جميع ذلك، وان كانوا ربما استدلوا بالسمع استظهاراً وتصرفاً في الادلة]،​

تتمة النص :

ثم قال في آخر الفصل: " وإن كانوا ربما التجؤوا إلى طريقة العقل " فأدخلهم بهذا القول في جملة

من تقدم، وأوجب فيهم كل ما وصف به المتقدمين من حيث لا يشعر لإضافته إليهم الالتجاء إلى

الطريقة التي هي عنده سبب تهمة من ذكر فقذفه، وهذا تناقض ظاهر.

فأما غلطه على القوم فبين، لأن المعلوم منهم اعتقاد وجوب الإمامة، وأوصاف الإمام من طريق

العقول والاعتماد عليها في جميع ذلك وإن كانوا ربما استدلوا بالسمع استظهارا وتصرفا في

الأدلة، وليس كل من استدل على شئ بالسمع فقد نفى دلالة العقل عليه،

انتهى

فالشريف يقول : أن أصل مسألة وجوب الامامة ( عقلي ) وأوصافه ( تعرف بالعقل ) .. وليس

كل ما استدل بالسمع ينفي دلالة العقل , فالمسالة توفيق لا أكثر ولا أقل ..ودلل على ذلك باسهاب ..
 

الموسوي

عضو مخضرم
وهذا كلامي بهذا الصدد ..

" عن طريق أمور ثلاث مقدمة ( للمبحث النقلي ) وهي :

1- أدلة على أن الامامة منصب الهي .

2- أدلة على لزوم عصمة الامام " انتهى

ثم قلت " والمبحث العقلي يستطيع أن يثبت لنا أمرين وهما الأول والثاني كمقدمات طبعا " انتهى

العقل يثبتها بلا شك , وما هذه الا مقدمة لفهم النصوص الدينية ..

فلا تعارض بين قولي وقول علمائي ..

كذلك الشريف رحمه الله يريد ان يثبت أن لو استدللتم علينا أن لا نص لنا في هذا الأمر

فالعقل يكفي , وأيضا هناك نصوص ..والمسألة بالتوفيق بين العقل والنقل وليس كل ما استدللتم

عليه بالسمع ينفي دلالة العقل ..

حيث قال "

أن الإمام إنما يراد لأمور سمعية كإقامة الحدود وتنفيذ الأحكام وما شاكلها، وإذا كان ما يراد له

الإمام لا مدخل للعقل فيه فبأن لا يكون له مدخل في إثبات الإمامة أولى... " (1) فقد تقدم من كلامنا

في إبطاله ما يغني، وبينا أن ما يراد له الإمام أمر يتعلق بواجبات العقل، وأن الحاجة إليه واجبة

سواء وردت العبادة بالسمع أو لم ترد، وليس إذا كان أحد ما يراد الإمام له ما جاء به السمع

كإقامة الحدود وما أشبهها يجب أن تبطل الحاجة إليه من وجه آخر. وإنما كان في هذا الكلام شبهة

لو كانت الحاجة إليه في الأمور السمعية تنافي الحاجة في الأمور العقلية، فأما إذا لم يكن كذلك فلا

طائل فيما ذكره " الجزء الأول صفحة 99

فيجب عليك يا زميل أن تعرف ما المراد من كلام السيد رحمه الله , فهو يستعرض

الأدلة المناقضة للامامة ويقوّمها , ويقول أنه لا تناقض .. وما عرض من كلام عبارة عن

" كلام شبهة "

ويقول شيخ الطائفة الطوسي في كتابه (تلخيص الشافي) جزء1 ص141:[ اما وجود الامام وصفاته التي يستحقها (كالعصمة وغيرها) فمما لا يحتاج فيها الى النقل بل نعلمها من جهة العقول].


ينطبق عليه نفس القول ..

فالعقل يثبتهما بلا شك , والشيخ الطوسي انما يلّخص كلام الشريف المرتضى ..

ثم وجب عليك يا زميل معرفة أن العلماء الكرام يحتجون بالعقل من جهة ومن النص من

جهة أخرى وهذا يدلل على ( فهمهم ) السليم للنصوص .. فموافقة العقل للنقل مسألة

صحيحة سليمة ..

لهذا أقول لك يا زميل فنتباحث في أول مسألتين وهما

1- الامامة منصب الهي .

2- لزوم عصمة الامام .


لأننا نريد أن ( نؤصل ) المسالة .. وتأصيلها عقلا عبارة عن مقدمات لتأصيلها نقلا ..

فتأمّل ..
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
يا زميل .. ربما لم تقرأ ما قلته لك ..

كلامي الذي قلته , وكلام علماؤنا الأفاضل ليس فيه خلاف أبدا ..

فقد قلت لك أن المبحث العقلي نريد منه أمرين وهما الامامة منصب الهي , ولزوم

عصمة الامام , وهذه مسألة أريدك أن تتباحثها معي , فايرادك للاقوال سابق لأوانه أو أنك

وضعته كي تبيّن أن هناك ( خلاف لكلام علمائي ) وهذا بالطبع أمر لم يتحقق ,

فقد لك لك مسبقا أن بالبحث تعرف ..

فاني قلت أن البحث في المقدمات يؤدي الى " فهم النصوص بشكل سليم " ..

وعلماؤنا الكرام , يوفقون بين العقل والنقل وهذا الصحيح ..



ان هذا الكلام من باب المحاججة ولو نقلت الكلام ( كاملا ) لما وقعت في هذا الفهم ..

قال الشيخ المفيد بنفص الصفحة :

ذكر طرف من الدلائل على إمامة القائم بالحق " محمد بن الحسن " ( 1 ) عليهما السلام فمن

الدلائل على ذلك ما يقتضيه العقل بالاستدلال الصحيح ، من وجود إمام معصوم كامل غني عن

رعاياه في الأحكام والعلوم في كل زمان ، لاستحالة خلو المكلفين من سلطان يكونون بوجوده

أقرب إلى الصلاح وأبعد من الفساد ، وحاجة الكل من ذوي النقصان إلى مؤدب للجناة ، مقوم

للعصاة ، رادع للغواة ، معلم للجهال ، منبه للغافلين ، محذر من الضلال ، مقيم للحدود ، منفذ

للأحكام ، فاصل بين أهل الاختلاف ، ناصب للأمراء ، ساد للثغور ، حافظ للأموال ، حام عن بيضة

الاسلام ، جامع للناس في الجمعات والأعياد . وقيام الأدلة على أنه معصوم من الزلات لغناه

عن الإمام بالاتفاق ، واقتضاء ذلك . له العصمة بلا ارتياب ، ووجوب النص على من هذه سبيله

من الأنام ، أو ظهور المعجز عليه ، لتميزه ممن سواه ، وعدم هذه الصفات من كل أحد سوى

من أثبت إمامته أصحاب الحسن بن علي عليهما السلام وهو ابنه المهدي ، على ما بيناه .

وهذا أصل لن يحتاج معه في الإمامة إلى رواية النصوص وتعداد ما جاء فيها من الأخبار ، لقيامه

بنفسه في قضية العقول وصحته بثابت الاستدلال . ثم قد جاءت روايات في النص على ابن

الحسن عليه السلام من طرق ينقطع بها الأعذار ، وأنا بمشية الله مورد طرفا منها على

السبيل التي سلفت من الاختصار .

انتهى

فيا زميل الشيخ في مقام المحاججة ويقول أن المسألة ثابته بالعقل والنقل .. وعدم اكمالك

للكلام يدل على أن نقلك ( غير دقيق ) ..




تتمة النص :

ثم قال في آخر الفصل: " وإن كانوا ربما التجؤوا إلى طريقة العقل " فأدخلهم بهذا القول في جملة

من تقدم، وأوجب فيهم كل ما وصف به المتقدمين من حيث لا يشعر لإضافته إليهم الالتجاء إلى

الطريقة التي هي عنده سبب تهمة من ذكر فقذفه، وهذا تناقض ظاهر.

فأما غلطه على القوم فبين، لأن المعلوم منهم اعتقاد وجوب الإمامة، وأوصاف الإمام من طريق

العقول والاعتماد عليها في جميع ذلك وإن كانوا ربما استدلوا بالسمع استظهارا وتصرفا في

الأدلة، وليس كل من استدل على شئ بالسمع فقد نفى دلالة العقل عليه،

انتهى

فالشريف يقول : أن أصل مسألة وجوب الامامة ( عقلي ) وأوصافه ( تعرف بالعقل ) .. وليس

كل ما استدل بالسمع ينفي دلالة العقل , فالمسالة توفيق لا أكثر ولا أقل ..ودلل على ذلك باسهاب ..




يا الموسوي الجمع بين قولك وقول علماءك متعذر , لأن الأقوال السابقة تظهر أن الأصل في هذا الباب هو العقل دون غيره وحتى لو عُدم النص لكان هذا أصلا من أصول الدين وإنما النصوص تأتي في مكانة ثانوية , وهذا قول الطوسي ( اما وجود الامام وصفاته التي يستحقها (كالعصمة وغيرها) فمما لا يحتاج فيها الى النقل بل نعلمها من جهة العقول )


وحتى قول المرتضى الذي نقلته لا يُذهب المعنى الذي وضعه هو بنفسه في بداية كلامه لقوله ( وان كانوا ربما استدلوا بالسمع استظهاراً وتصرفاً في الادلة ) وتتمة الكلام ينفي استدلال العقل بالنص ولكنه لا يجعله أصلا كما بين ذلك في كلامه.


وأما كلام المفيد فعن مسألة متأخرة وهي تعيين الإمام عن طريق النص لا غير لأنه يمكن أن يوجد عدد من الأئمة الذين تنطيق عليهم الشروط فيكون النص هو الفيصل بينهم , وهذا من المتناقضات التي سوف نبينها إن شاء الله تعالى لاحقا , ولكننا في هذا الموضوع نتكلم عن الإستدلال على ركن من أركان الدين كالإمامة عن طريق العقل بعيدا عن النصوص كما ظهر من كلامهم.



وعلى العموم فعندك كلام الطوسي الذي يجعل مسألة ورود النص في هذا الباب كعدمه إذ يقول (( ( اما وجود الامام وصفاته التي يستحقها (كالعصمة وغيرها) فمما لا يحتاج فيها الى النقل بل نعلمها من جهة العقول ) !!! وهذا يجعل من المبحث العقلي أصلا يدور الموضوع حوله لا مجرد مقدمة وتمهيد كما كتبت أنت أليس كذلك؟


فهل توافق على كلام الطوسي الذي يجعل العقل منهجا لإثبات ركنا من أركان الدين واصلا من أصوله حتى لو انعدمت الأدلة الشرعية على إثباته ؟!هذا تناقض أولي لا يمكن الجمع بين قولك وأقوالهم , لأنك جعلت العقل ممهدا للمسألة وهم جعلوه أصلا وركيزة في هذا المبحث , ولك أن تستطرد في المبحث العقلي وتجعله جزئين , يعني جزء في المبحث العقلي على الإستدلال والجزء الثاني في الإجابة عن بعض ما يظهر من مشاركات وشكرا


----------------------------------------------------------------------
على الهامش

قد كنتُ متواجدا من الصباح وأحتاج إلى الخروج ثم أعود ليلا إن شاء الله تعالى , فضع مشاركتك إن أحببت عن الجزئين المذكورين وعندما أعود أشارك معك إن شاء الله تعالى


والحمد لله رب العالمين
 

الموسوي

عضو مخضرم
يا الموسوي الجمع بين قولك وقول علماءك متعذر , لأن الأقوال السابقة تظهر أن الأصل في هذا الباب هو العقل دون غيره وحتى لو عُدم النص لكان هذا أصلا من أصول الدين وإنما النصوص تأتي في مكانة ثانوية , وهذا قول الطوسي ( اما وجود الامام وصفاته التي يستحقها (كالعصمة وغيرها) فمما لا يحتاج فيها الى النقل بل نعلمها من جهة العقول )


وحتى قول المرتضى الذي نقلته لا يُذهب المعنى الذي وضعه هو بنفسه في بداية كلامه لقوله ( وان كانوا ربما استدلوا بالسمع استظهاراً وتصرفاً في الادلة ) وتتمة الكلام ينفي استدلال العقل بالنص ولكنه لا يجعله أصلا كما بين ذلك في كلامه.


وأما كلام المفيد فعن مسألة متأخرة وهي تعيين الإمام عن طريق النص لا غير لأنه يمكن أن يوجد عدد من الأئمة الذين تنطيق عليهم الشروط فيكون النص هو الفيصل بينهم , وهذا من المتناقضات التي سوف نبينها إن شاء الله تعالى لاحقا , ولكننا في هذا الموضوع نتكلم عن الإستدلال على ركن من أركان الدين كالإمامة عن طريق العقل بعيدا عن النصوص كما ظهر من كلامهم.



وعلى العموم فعندك كلام الطوسي الذي يجعل مسألة ورود النص في هذا الباب كعدمه إذ يقول (( ( اما وجود الامام وصفاته التي يستحقها (كالعصمة وغيرها) فمما لا يحتاج فيها الى النقل بل نعلمها من جهة العقول ) !!! وهذا يجعل من المبحث العقلي أصلا يدور الموضوع حوله لا مجرد مقدمة وتمهيد كما كتبت أنت أليس كذلك؟


فهل توافق على كلام الطوسي الذي يجعل العقل منهجا لإثبات ركنا من أركان الدين واصلا من أصوله حتى لو انعدمت الأدلة الشرعية على إثباته ؟!هذا تناقض أولي لا يمكن الجمع بين قولك وأقوالهم , لأنك جعلت العقل ممهدا للمسألة وهم جعلوه أصلا وركيزة في هذا المبحث , ولك أن تستطرد في المبحث العقلي وتجعله جزئين , يعني جزء في المبحث العقلي على الإستدلال والجزء الثاني في الإجابة عن بعض ما يظهر من مشاركات وشكرا


----------------------------------------------------------------------
على الهامش

قد كنتُ متواجدا من الصباح وأحتاج إلى الخروج ثم أعود ليلا إن شاء الله تعالى , فضع مشاركتك إن أحببت عن الجزئين المذكورين وعندما أعود أشارك معك إن شاء الله تعالى


والحمد لله رب العالمين

يجب أن لا نعيد ونكرر , فسوف نبيّن المسألة على نحو قد بيّنه الشريف رحمه الله ..

ان الامام بما هو امام وصفاته نعرفه عن طريق العقل وهذا بلا شك واقع ..

فقد قلت بمقدمتي " كما أن العقل يدرك الأشياء الكلية المجرّدة , فهو يصل الى مبادئ عامة كالنبوة

والامامة دون الوصول الى شخص النبي او الامام بغير نص شرعي "

وهذا قول الشريف رحمه الله تعالى في كتابه الشافي في الامامة الجزء الاول صفحة 195

" أما وجود الإمام وصفاته المخصوصة فليس يحتاج في العلم بها إلى خبر ، بل العقل يدلنا على

ذلك على ما بيناه . فأما النص على عين الإمام واسمه فنعلمه من طريق الخبر "

والشيخ الطوسي يقول بهذا الكلام .. لأنه لخص هذا القول .. وشرحه .

فهل وصلت لك المسألة ؟

الامامة واجبة عقلا , اما شخص الامام ممتنع دون نص شرعي .. فنحن نريد ان نثبت لك

( وجوب الامامة ) عقلا حتى ننتقل للمبحث العقلي .

فلا يقول عاقل أن الله سبحانه وتعالى ترك البشر سدا دون امام يرأسهم

فان أردت أن تنقض هذا القول يلزمك دليل , وان أردت أن نسهب بالأدلة على هذه المسالة

فلا مانع , وتجدر الاشارة الى أننا ذكرنا سابقا أن الله سبحانه وتعالى حكيم ومقتضى حكمته

هي ارسال مبشر ومنذر وعدم ترك العباد سدا دون هادي يهديهم وينتفعون به.

____________

توضيح :

ان الامامة وهي الرئاسة العامة في امور الدين والدنيا , واجبة عقلا وشخص الامام ممتنع ..

حتى وجود نص على ذلك ..

يعني أن الله سبحانه وتعالى ما ترك الناس دون امام يهديهم الى صراط مستقيم ..

فهذه الامامة واجبة وجوبا عقليا لأنها واقع بمقتضى حكمة الله سبحانه وتعالى .

تقبل تحياتي

________________

:وردة:
 

Edrak

مشرف منتدى القلم
تنبيه عام

يرجى من الأخوة ذكر المصدر لأي دليل أو نقل، فأذا كان كتابا الرجاء وضع العدد و رقم الصفحة و العنوان، أما اذا كان موقع فيرجى رفق اسم الموقع.

كما أحب ان أنوه انه يحق لأي متناظر طلب المصدر من زميله كما بين القانون و اذا لم يتم رفق المصدر خلال يوم فسيتم مسح المشاركة المتعلقة بذاك المصدر.


كما أحب أن أنوه بأن المناظرة تنتهي بتاريخ 26 يونيو كحد أقصى

انتهى
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
وهذا قول الشريف رحمه الله تعالى في كتابه الشافي في الامامة الجزء الاول صفحة 195

" أما وجود الإمام وصفاته المخصوصة فليس يحتاج في العلم بها إلى خبر ، بل العقل يدلنا على ذلك على ما بيناه . فأما النص على عين الإمام واسمه فنعلمه من طريق الخبر "

والشيخ الطوسي يقول بهذا الكلام .. لأنه لخص هذا القول .. وشرحه .

:وردة:


هلا بالموسوي

أولا التفصيل في إثبات مسألة الإمامة بين النص والعقل هو عين ما كنت أقوله من قبل , إن محاولة إثبات أصل الإمامة هو مبحث عقلي يفتقر إلى النص ولا يحتاجه في حين أن تعيين الإمام يحتاج إلى نص !! هذا طبعا على نتيجة المبحث العقلي الشيعي , ولقد كان هذا هو نص كلامي في تفصيل هذه المسألة الهامة والتي سوف يأتي بيان أهميتها فيما بعد عندما يأتي أوانها إن شاء الله تعالى


ولكي نبسط المسألة أكثر أقول إثبات الإمامة عند الشيعة على جزئين


الجزء الأول هو إثبات أصل الإمامة وأصل النبوة وهذا الجزء لا يحتاج إلى نص

الجزء الثاني إثبات عين الإمام يحتاج إلى نص ولا يمكن إثباته بالعقل



وأظنك لن تخالف في هذه الجزئية الآن بعدما اتفق قولك مع قولي السابق , , ومعلوم أن الإمامة عند الشيعة أصل من أصول الدين ومن هنا فإن كلامك السابق وكلام علماءك يفيد أن هذا الأصل الديني ( الإمامة ) يمكن إثباته عن طريق العقل بدون خبر أو نص . تذكر هذه المسألة المنتهية الآن



ثانيا قولك السابق ما نصه

فاني قلت أن البحث في المقدمات يؤدي الى " فهم النصوص بشكل سليم " .. وعلماؤنا الكرام , يوفقون بين العقل والنقل وهذا الصحيح ..


هذه الكلمة التي كتبتها خطأ كبير في هذا البحث الأصولي حول مسألة الإمامة , وإنما أريدك ان تتذكرها ولهذا اقتبستها هي الأخرى حتى يأتي وقتها , وسوف أبين لك الخطأ فيها من كلام علماءك إن شاء الله تعالى


==========================================
وأخيرا قلت ما نصه

( وجوب الامامة ) عقلا حتى ننتقل للمبحث العقلي .

فلا يقول عاقل أن الله سبحانه وتعالى ترك البشر سدا دون امام يرأسهم

فان أردت أن تنقض هذا القول يلزمك دليل , وان أردت أن نسهب بالأدلة على هذه المسالة

فلا مانع , وتجدر الاشارة الى أننا ذكرنا سابقا أن الله سبحانه وتعالى حكيم ومقتضى حكمته

هي ارسال مبشر ومنذر وعدم ترك العباد سدا دون هادي يهديهم وينتفعون به.

____________

توضيح :

ان الامامة وهي الرئاسة العامة في امور الدين والدنيا , واجبة عقلا وشخص الامام ممتنع ..

حتى وجود نص على ذلك ..

يعني أن الله سبحانه وتعالى ما ترك الناس دون امام يهديهم الى صراط مستقيم ..

فهذه الامامة واجبة وجوبا عقليا لأنها واقع بمقتضى حكمة الله سبحانه وتعالى .

تقبل تحياتي



نحن نقول إن الله تعالى أرسل الرسل والأنبياء وأنزل عليهم الكتب ليعلموا الناس التوحيد والدين , وهذا من رحمة الله تعالى , وأدلتنا على ذلك من كتاب الله تعالى ظاهرة وواضحة , ولكنكم تزيدون على ذلك بمسألة الإمامة فهات لنا الأدلة على أن هذا الأمر واجب على الله تعالى أعني إرسال الأئمة الذين يسوسون الناس ويرشدوهم حتى بعدما نزل الكتاب الهادي والبشير بين المؤمنين ...


وشكرا , ادخل على الشبكة في الخامسة أو السادسة إن شاء الله تعالى والحمد لله رب العالمين
 

الموسوي

عضو مخضرم
بيّنا فيما سبق مقتضى حكمة الله سبحانه وتعالى وسوف نضع المسألة من جهة أخرى

وهي قاعدة اللطف الالهي ..

و ننقل المفهوم من كتاب عقائد الاماميّة صفحة 49 للشيخ محمد رضا المظفر :

باب - القول في اللطف والأصلح -

قال :

إن الانسان مخلوق غريب الأطوار ، معقد التركيب في تكوينه وفي طبيعته وفي نفسيته وفي عقله ،

بل في شخصية كل فرد من أفراده ، وقد اجتمعت فيه نوازع الفساد من جهة وبواعث الخير
والصلاح من جهة أخرى

ثم قال :

فمن جهة قد جبل على العواطف والغرائز من حب النفس والهوى والأثرة وإطاعة الشهوات ،

وفطر على حب التغلب والاستطالة والاستيلاء على ما سواه ، والتكالب على الحياة الدنيا وزخارفها ومتاعها

ثم قال :

ومن الجهة الثانية ، خلق الله تعالى فيه عقلا هاديا يرشده إلى الصلاح ومواطن الخير ، وضميرا

وازعا يردعه عن المنكرات والظلم ويؤنبه على فعل ما هو قبيح ومذموم .

ثم قال :

ولا يزال الخصام الداخلي في النفس الانسانية مستعرا بين العاطفة والعقل ،

الى أن قال :

وعلى هذا فالانسان في أشد الحاجة ليبلغ درجات السعادة إلى من ينصب له الطريق اللاحب والنهج

الواضح إلى الرشاد واتباع الهدى ، لتقوى بذلك جنود العقل حتى يتمكن من التغلب على خصمه

اللدود اللجوج عندما يهيئ الانسان نفسه لدخول المعركة الفاصلة بين العقل والعاطفة

فيأتي الى قاعدة اللطف ويقول :

فوجب أن يبعث الله تعالى في الناس رحمة لهم ولطفا بهم ( رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم

ويعلمهم الكتاب والحكمة ) وينذرهم عما فيه فسادهم ويبشرهم بما فيه صلاحهم وسعادتهم إنما كان

اللطف من الله تعالى واجبا ، فلأن اللطف بالعباد من كماله المطلق وهو اللطيف بعباده الجواد

الكريم ، فإذا كان المحل قابلا ومستعدا لفيض الجود واللطف فإنه تعالى لا بد أن يفيض لطفه ، إذ لا

بخل في ساحة رحمته ولا نقص في جوده وكرمه . وليس معنى الوجوب هنا أن أحدا يأمره بذلك

فيجب عليه أن يطيع تعالى عن ذلك ، بل معنى الوجوب في ذلك هو كمعنى الوجوب في قولك : إنه

واجب الوجود " أي اللزوم واستحالة الانفكاك " .

انتهى

قاعدة اللطف الالهي ما هي الا لهداية الناس جميعا , وبهذه القاعدة نستدل على أن

الله سبحانه وتعالى أرسل الأنبياء والرسل والأئمة بمقتضى لطفه تبارك وتعالى وبمقتضى

حكمته عز وجل ..

فكما أن النبوة هي لطف الهي لهداية البشر وارشادهم للخير والصلاح كذلك الامامة هي

استمرار لمقام النبوّة ..

" كما نعتقد أنها كالنبوة لطف من الله تعالى ، فلا بد أن يكون في كل عصر إمام هاد يخلف النبي في

وظائفه من هداية البشر وإرشادهم إلى ما فيه الصلاح والسعادة في النشأتين ، وله ما للنبي من

الولاية العامة على الناس لتدبير شؤونهم ومصالحهم وإقامة العدل بينهم ورفع الظلم والعدوان من

بينهم . " صفحة 66 نفس المصدر


فالدليل العقلي - قاعدة اللطف الالهي -الذي استقامت به النبوة تستقيم به الامامة .

وثم مسألة اخرى وهي ان الله سبحانه وتعالى لطيف , هو من ينصّب النبي كذلك

هو من ينصّب الامام ..

والتنصيب الالهي لابد أن يكون لمعصوم ..

" والدليل على وجوب العصمة : أنه لو جاز أن يفعل النبي المعصية أو يخطأ وينسى ، وصدر منه

شئ من هذا القبيل ، فأما أن يجب اتباعه في فعله الصادر منه عصيانا أو خطأ أو لا يجب ، فإن

وجب اتباعه فقد جوزنا فعل المعاصي برخصة من الله تعالى بل أوجبنا ذلك ، وهذا باطل بضرورة

الدين العقل ، وإن لم يجب اتباعه فذلك ينافي النبوة التي لا بد أن تقترن بوجوب الطاعة أبدا .

على أن كل شئ يقع منه من فعل أو قول فنحن نحتمل فيه المعصية أو الخطأ فلا يجب اتباعه في

شئ من الأشياء فتذهب فائدة البعثة ، بل يصبح النبي كسائر الناس ليس لكلامهم ولا لعملهم تلك

القيامة العالية التي يعتمد عليها دائما . كما لا تبقى طاعة حتمية لأوامره ولا ثقة مطلقة بأقواله

وأفعاله . "

انتهى - عقائد الامامة الشيخ محمد رضا المظفر صفحة 54

فالمسألة كلها مرتبطة ببعضها البعض , الله سبحانه وتعالى لطيف نصّب أنبياء وأئمة معصومين

لهداية البشرية وأمامك الأدلة على التنصيب والعصمة .. وكلاهما عقلي صرف .

فتفضّل يا زميل وانقض الأدلة العقليّة المطروحة المتمثلة بقاعدة اللطف الالهي .

تحياتي للجميع

:وردة:
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
السلام عليكم


هذا هو الجزء العقلي والذي لا يحتاج إلى خبر وهو واضح أنه قياس مع الفارق , فقياس غير النبي على النبي ومحاولة نزع صفات النبوة والباسها على بشر آخر قياس مع الفارق ولا يمكن أن يستقيم إلا بدليل وهو فاسد الإعتبار ولكنه ينتهي في نهاية المطاف إلى تناقض عجيب كما سوف يأتي بيانه إن شاء الله تعالى , ولكن في هذه المرحلة كما وعدت قبل بأني سوف أسترسل معكم في المبحث العقلي الشيعي وذلك لأسباب سوف تتضح شيئا فشيئا ولكني في هذه المرحلة أقسم الرد إلى جزءين , الجزء الأول هو التسليم الجدلي حتى نخلص إلى النقطة التالية في الإستدلال العقلي , وجزء فيه تساؤلات حول هذه القاعدة أعني اللطف الإلهي حتى يمكننا من المضي قدما في بحث الإمامة.


التسليم الجدلي

طبعا العقل الشيعي في هذه المرحلة أوجب على الله تعالى أن يرسل إمام معصوم , طيب كيف لنا أن نعرف هذا الإمام المعصوم والمفترض طاعته وسط الناس ؟ فمعرفته و طاعته - على حسب معتقدكم - ركن من أركان الدين وواجبة وإلا فالجزاء هو النار وجهنم في الآخرة ؟

فما هي أوصافه التي تميزه عن غيره ؟

=========================================
تساؤلات حول قاعدة اللطف الألهي

هل معنى هذا بالنسبة للمسلمين أن القرآن الكريم غير كاف في حد ذاته لهداية الناس وأنه لابد له من إمام معصوم ليعلم الناس أحكامه ؟



والحمد لله رب العالمين
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
السلام عليكم يا الموسوي


سوف أتواجد إن شاء الله تعالى ابتداء من الساعة السادسة أو السابعة مساءً إن شاء الله حتى يمكننا من المضي بسرعة أكبر في هذه المناظرة , لأنها تسير ببطء ملحوظ والوقت يداهمنا وهناك من المسائل الكثيرة جدا التي تحتاج إلى بيان وشرح وتفصيل بطريقة مبسطة حتى يمكن لأي متابع أو قارئ أن يستوعبها جيدا.


فالإمامة إن كانت ركن من أركان الإسلام فلابد أن يكون إثباتها سهل مبسط جدا يناسب الناس جميعا , فبيان أصول الدين وكلياته لا يحتاج إلى شرح معقد من علوم إنسانية وإنما آيات رب العالمين واضحة ومفسرة وشارحة لنفسها خاصة في مسائل أصول الدين ,ولو كان غير ذلك لما كانت الحجة متحققة في أكثر المسلمين , ولهذا فإنه يصح أن نبدأ في التسارع قليلا حول النتائج لنلمس فعلا النتيجة المرجوة , وهي هل الإمامة - على المفهوم الشيعي - ركن من أركان الإسلام فعلا كما تعتقد الشيعة الإمامية أم أن المسألة هادمة لنفسها بنفسها حتى من أقوال العلماء الشيعة أنفسهم ؟


والحمد لله رب العالمين
 

الموسوي

عضو مخضرم
السلام عليكم


هذا هو الجزء العقلي والذي لا يحتاج إلى خبر وهو واضح أنه قياس مع الفارق , فقياس غير النبي على النبي ومحاولة نزع صفات النبوة والباسها على بشر آخر قياس مع الفارق ولا يمكن أن يستقيم إلا بدليل وهو فاسد الإعتبار ولكنه ينتهي في نهاية المطاف إلى تناقض عجيب

وعليكم السلام ..

لا يوجد قياس مع الفارق أبدا ..

فالقياس واحد , انطلاقا من لطف الله سبحانه وتعالى يرسل الأنبياء والرسول والأئمة ,

فأين الفارق الذي تقول عنه ؟

ان كانوا جميعا أتوا لهداية البشر من الله سبحانه وتعالى .. فلا وجود للفارق ,

ولا نزع لصفات النبي أبدا , بل هي استمرار لها ..

والعلة من وراء ذلك هي احتياج الناس لذلك اللطف الالهي ..

فالمسألة على نحوين :

العلة الحقيقة من وراء ارسال الله سبحانه وتعالى الهداة الى البشر هو :

أولا لطف الله سبحانه وتعالى

ثانيا احتياج الناس لذلك اللطف الالهي

وهذا يشكل لنا نتيجة وهي :

أنه لولا لطف الله سبحانه وتعالى لما كانت هناك نبوة

ولولا احتياج الناس لما صحّ لطف الله سبحانه وتعالى

كذلك

لولا لطف الله سبحانه وتعالى لما كانت هناك امامة

ولولا احتياج الناس لما صحّ لطف الله سبحانه وتعالى

لأن القاعدة العامة تقول " أنه لا يخلو زمان من حجة وهادي للناس " ..

فنقضك لهذا الدليل لم يتحقق وأبشرك ( لن يتحقق ) .. لأنه دليل متين ..


التسليم الجدلي

طبعا العقل الشيعي في هذه المرحلة أوجب على الله تعالى أن يرسل إمام معصوم , طيب كيف لنا أن نعرف هذا الإمام المعصوم والمفترض طاعته وسط الناس ؟ فمعرفته و طاعته - على حسب معتقدكم - ركن من أركان الدين وواجبة وإلا فالجزاء هو النار وجهنم في الآخرة ؟

فما هي أوصافه التي تميزه عن غيره ؟


ملاحظة : زميلي منذ متى تقسّمت العقول الى عقل شيعي وغيره ؟

__

نأتي لمقالك :

و نقول أن وجود الامام وصفاته متحقق عقلا ونقلا ..

وشخص الامام ممتنع عقلا , ويتحقق نقلا ..

ثم نقول أن النبي أو الامام ينصّب من قبل الله سبحانه وتعالى , ووجب أن يكون معصوما

لأنه لولا عصمته لما جاز لنا الأخذ منه سبل الرشاد والهداية ..

وراجع قاعدة اللطف بالمشاركة السابقة .. قد شرحت بشكل مفصّل .. ولا أحب الاعادة .



تساؤلات حول قاعدة اللطف الألهي

هل معنى هذا بالنسبة للمسلمين أن القرآن الكريم غير كاف في حد ذاته لهداية الناس وأنه لابد له من إمام معصوم ليعلم الناس أحكامه ؟

نعم ..

فلا قرآن وحده , ولا سنّة وحدها , فهما مجتمعان لا يفترقان أبدا .. على ما سيأتي في المبحث

النقلي .

فالإمامة إن كانت ركن من أركان الإسلام فلابد أن يكون إثباتها سهل مبسط جدا يناسب الناس جميعا ,

وهل هناك أبسط من قاعدة اللطف الالهي ..

:وردة:
 

الموسوي

عضو مخضرم
نقطة مهمة جدا :

لا تتصور يا زميل أننا ليس لدينا أدلة على الامامة بالنقل , بل لدينا أدلّة دامغة ,

لكن بحثنا للمسالة من جانب العقل , لأن العقل أدركها وتوقف عند شخصها ..

ولكيّ نقرّب الفكرة أكثر لك يا زميل ..

نقول :

أن العقل يدرك تماما أن النقيضين لا يجتمعان أبدا ولا بأيّ حال من الأحوال ..

فلو أتى نص , وقال أن النقيضين لا يجتمعان , يكون هذا النص مرشدا للعقل .. مع

تحقق المسألة واقعا لديه ..

كذلك الامامة أن العقل يدركها تماما لكن يتعذر لديه تحققها - بشخص معيّن - دون خبر ,

فتأتي ( الحاجة ) الى الخبر لتحقق شخصها وبهذا تتم قاعدة اللطف الالهي بشكل واضح

وجليّ .

تقبل تحياتي

:وردة:
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
الحمد لله وكفى , وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى ثم أما بعد...


هلا بالموسوي , أرى أن مشاركاتك الأخيرة قد حوت الكثير جدا من الأخطاء الأصولية , ولقد سلمت لك جدليا بمسألة الوصي المبعوث لهداية الناس حتى نمضي في هذا البحث ولكن يلزم التوقف بعض الوقت في هذا المبحث العقلي " الشيعي " , وتخصيصي بكلمة شيعي هو لبيان أن هذا الإجتهاد العقلي لا يوافق عليه إلا الشيعي , فالإطلاق في هذا الموضوع خطأ لأن عقل أغلب الأمة الإسلامية غير موافقة مع هذا المبحث والقياس مع الفارق الذي تقيسون عليه , ولكن نقسم الرد إلى أجزاء لبيان بعض أوجه التناقض عند علماء الشيعة الإمامية في ما يختص بأصول هذا البحث.



التسليم الجدلي
قد سلمت لك جدليا بما جئت به من مبحث عقلي وسألتك عن كيفية معرفة شخص الإمام فجاوبت أنه بالنص ولكن صفات الإمام لا تحتاج إلى نص كما بين ذلك غير واحد من علماءك في هذا الباب , وهذا القسم من الرد والمشاركة لا أناقش فيها بل أمضي معك في مبحثك العقلي حتى نصل إلى النتيجة المرجوة , ومن هنا فكيف يكون شكل النص الذي يمكن أن يدلنا على الإمام المعصوم المفترض علينا طاعته ؟؟ هل يمكن أن يكون هذا النص مشتبها أم يلزم أن يكون جليا صريحا لا لبس فيه ولا خفاء حتى تقوم الحجة على الناس جميعا ؟ بصيغة أكثر تبسيطا هل يكون هذا النص قطعي الدلالة قطعي الثبوت أم يمكن أن يكون ظنيا فيما سبق ؟



=========================================
تساؤلات حول قاعدة اللطف الألهي

1- هداية القرآن الكريم

قد سألتك في المشاركة السابقة هل يلزم من وجود إمام معصوم ليهدي الناس أم أن القرآن الكريم حجة وهداية للمسلمين في حد ذاته , وطبعا كلامي عن القضية التي بين أيدينا وأصول الدين بصفة عامة , لأن السنة شارحة للفروع أما الأصول فهي ظاهرة بنفسها في النصوص المحكمة دون غيرها , وفي الحقيقة أن القرآن الكريم كاف للناس في أمور هدايتهم إلى اصول الديانة وأركانه وأصول المعارف التي ينبغي على المسلم أن يعلمها من نبوة ومعاد وغيره , وقد قال سبحانه في حقه ( هدى للمتقين ) و قال سبحانه ( هدى وبشرى للمؤمنين )) فهذا وصف الله تعالى بأنه هادي للمؤمنين وانت تقول لا يكفي للهداية بل يحتاج إلى غيره ليهتدي المسلمين ؟!!!!, فلابد أن تفرق بين هداية القرآن الكافية للناس وبين السنة الشارحة للأصول , ولكن الأصول نفسها الدينية مذكورة في القرآن ولا تحتاج إلى شرح أو تفصيل من أي مصدر آخر , ومن ثَم فإجابتك السابقة خطأ جديد وكان هذا نصها :


نعم .. فلا قرآن وحده , ولا سنّة وحدها , فهما مجتمعان لا يفترقان أبدا .. على ما سيأتي في المبحث النقلي .


وهذه الإجابة خطأ كما سبق مني ذكره , وسبب الخطأ أن أصول الدين مثل ما يعتقده الشيعة في أمر الإمامة لابد وأن ينبع من القرآن الكريم في الآيات المحكمات فقط دون غيرها من النصوص , فلو لم يكن القرآن كافيا بنفسه لهداية المسلمين في هذه المباحث الشرعية الأصولية لما أنزل الله تعالى قوله (( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً )) الآية ,
وأيضا قوله تعالى (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ))
وأيضا قوله تعالى (( الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ))




وأيضا قوله تعالى (( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )) الآية , وطالما أن القرآن الكريم تبيانا لكل شيء , والإمامة - كما تعتقده الشيعة - ركنا من الدين فلابد أن يكون القرآن الكريم وحده هاديا في هذه المسألة بعيدا عن الروايات أو أي مصدر آخر.


وحتى الحديث النبوي الصحيح والذي احتججت به من كتبنا من صحيح مسلم في موضوعك الأخير من هنا ( المشاركة رقم 83 ) , حجة عليك أيضا في هذه المسألة ويرد عليك مثل هذا القول الخاطئ , فقول النبي صلى الله عليه وسلم كما روى الإمام مسلم رحمه الله (( ‏أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ‏ ‏ثقلين ‏‏أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي )) صحيح مسلم - فضائل الصحابة - من فضائل علي بن أبي طالب ( ر ) - رقم الحديث : ( 4425 )
و الحديث يدل على أن كتاب الله تعالى هادي بنفسه وإلا لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين المخاطبين بالتمسك به بذاته وفهم النور الموجود بداخله , ففهم الكتاب والعمل به لا يحتاجان إلى وسيط أو وصاية وإلا لما أوصانا باتباعه مباشرة ولحذر من ذلك , واللفظ واضح ( كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ) فلو كان فهم كتاب الله أو العمل به يحتاج إلى وصي أو إمام لحذر من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولكن العكس كان هو الصحيح, فهذا الشاهد من الحديث يرد عليك , فكتاب الله تعالى هادي بذاته في اصول الدين وأركانه وثوابته وهو فيصل في الخلافات التي تكون بين المسلمين , وهذا يجعله غنيا بنفسه عن غيره وغيره يحتاج إليه.





2- الرسل والأنبياء ومبحث العصمة

قلت ما نصه في مشاركتك السابقة


[/QUOTE]

ثم نقول أن النبي أو الامام ينصّب من قبل الله سبحانه وتعالى , ووجب أن يكون معصوما

لأنه لولا عصمته لما جاز لنا الأخذ منه سبل الرشاد والهداية ..
العصمة المتحققة في الرسل والثابتة بنص القرآن الكريم هي عصمة التبليغ فقط وليس العصمة في كل شيء , وإلا انتفت الحكمة من كونه بشرا , فما هي الحاجة لإرسال بشرا لا يخطئ في أموره كلها ؟!! أفلا كان ملكا أو مخلوقا آخر ؟! ,ولكن الحكمة من كونه بشرا هو أن يتأسى الناس به فهو مثله مثل الناس يضحك ويحزن ويخاف ويفرح وينزوج وغير ذلك , إلا أن جانب التبليغ معصوم فيه فلا يمكن أن ينسى فيه أو أن يخطئ فالله سبحانه عصمه من هذا لكي يستقيم التلقي , قال تعالى (( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ))الكهف 110) , وكانت كلمة الرسل أيضا مماثلة كما ذكر القرآن الكريم (( قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)) ابراهيم(11)
ففي جانب البشرية هم مثل الناس في كل شيء , وأما في جانب التبليغ فهم أنبياء ورسل يوحى إليهم , ولذلك فقد أثبت القرآن الكريم عدة أخطاء وقعت من الأنبياء والرسل وإن كانوا هداة مهديين يهدون الناس إلى الخير , فقال تعالى في حق آدم عليه السلام على سبيل المثال ((ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ))(121)) طه , فالله سبحانه أثبت المعصية لآدم عليه السلام وهذا من باب الخطأ , ولذلك تاب عليه سبحانه كما في قوله (( ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ ))(122) , وهذه الآيات تثبت أن العصمة المتحققة في المرسلين والأنبياء إنما هي في جانب التبليغ فقط وأما ما سواها فهم بشر , والأدلة من القرآن الكريم في هذا الباب كثيرة جدا وإنما اخترت آية قصيرة منعا للتطويل , ومن أراد أن ينقض هذا الدليل القرآني فليأت بدليل قرآني مثله محكم في هذه المسألة .



3- حاجة الناس إلى الرسل والأنبياء

ذكرت ما نصه في مشاركتك السابقة وأنت تقيس غير النبي والرسول عليه :

لا يوجد قياس مع الفارق أبدا ..

فالقياس واحد , انطلاقا من لطف الله سبحانه وتعالى يرسل الأنبياء والرسول والأئمة ,

فأين الفارق الذي تقول عنه ؟

ان كانوا جميعا أتوا لهداية البشر من الله سبحانه وتعالى .. فلا وجود للفارق ,

ولا نزع لصفات النبي أبدا , بل هي استمرار لها ..

والعلة من وراء ذلك هي احتياج الناس لذلك اللطف الالهي ..
والسؤال الآن المطروح هو إذا كانت الناس في حاجة إلى هذا اللطف الإلهي أعني تعيين إمام معصوم يهدي الناس - جدليا - فلماذا لا يكن الأمر اختيارا بين الناس يختارون إمامهم , لاسيما وانه يمكن عقلا أن يكون أكثر من واحد متحققين للأوصاف ؟؟ لماذا التعيين والنص من السماء ؟!! فبهذه الطريقة قد تنتفي أي شبهة في معرفتهم والإجتهاد في اتباعهم ...




----------------------------------------------------------------------------------
الخلاصة والتساؤلات في هذه المشاركة

1- ما نوع النص والخبر الذي يجب أن يدل على الإمام المعصوم , هل هو قطعي الدلالي قطعي الثبوت أم يمكن أن يكون ظنيا ؟


2- الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة - والتي احتج بها الشيعة أنفسهم - على أن القرآن الكريم هادي بنفسه للمؤمنين , فهل يحتاج القرآن إلى بيان وقد جعله تعالى ( تبيانا لكل شيء )؟!!!


3- العصمة للأنبياء والرسل في جانب التبليغ فقط , والأدلة من القرآن الكريم ومن أراد أن ينقضها فعليه الدليل القرآني , وثبوت الخطأ عليهم من كتاب الله تعالى ظاهر , وإلا فما الحاجة من إرسال بشرا رسولا إذا كان مغايرا عن الناس في كل شيء فلا يخطيء ولا يسهو ؟ كيف يكون قدوة ؟


4- ما هي الحكمة الإلهية - في العقل الشيعي - من مسألة النص على الإمام بدلا من جعله اختيارا حرا بين " الأتباع " ؟؟


والحمد لله رب العالمين
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى