=============================
مناقشة أدلة الشيعة في الإمامة من القرآن الكريم
مناقشة أدلة الشيعة في الإمامة من القرآن الكريم
آية إبراهيم عليه السلام ( 2 )
=============================
=============================
الحمد لله وكفى , وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى ثم أما بعد...
بعدما بينا من القرآن الكريم أن مسألة الظلم الواردة في آية إبراهيم عليه السلام لا تعني عدة الوقوغ في الأخطاء أو السهو أو غيره أبدا , وأن عصمتهم تكون في جانب التبليغ فقط , وأما في كونهم بشرا فهم مثل البشر لهم ما لهم وعليهم ما عليهم , وإلا فما الفائدة من كونهم بشرا أصلا.
إذا لا دخل للخطأ أو السهو أو حتى المعصية في مسألة الظلم الواردة في الآية , وإنما يصح تفسيرها على قوله تعالى (( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ))[لقمان/13] , ومن هنا لابد أن نعرف معنى الإمامة في القرآن الكريم , وهل هناك أي معنى ورد في القرآن بمعنى الإمام على المفهوم الشيعي أم لا
1- الإمامة تكون بمعنى القدوة : وهذا يكون في الخير والشر على السواء , فعلى سبيل المثال :
قوله تعالى ((وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا )) (الفرقان/74).
وقوله تعالى ((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ )) (السجدة/24).
وقوله تعالى (( وَإِذْ ابتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )) (البقرة/124).
وقوله تعالى (( فقاتلوا أئمة الكفر )) (التوبة/12).
وقوله تعالى (( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ )) (القصص/41).
فالإمام هنا معناه واحد هو القدوة في الخير أو الشر.
2- الإمامة قد تأتي بمعنى الكتاب: وهذا أيضا ظاهر من آيات في كتاب الله تعالى , على سبيل المثال :
قال تعالى (( وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً ))
ومن هنا يتضح معنى الكلمة في القرآن الكريم , فمن أين أتى الشيعة الإمامية بأن إمامة معناها وصي معصوم يكون بعد الأنبياء , وأنه مصطفى ومختار إلخ إلخ ... إذا كانت هذه المعاني غير موجودة لا في كتاب الله تعالى , ولا حتى في كلام العرب ؟!!!! طبعا من عند أنفسهم
إشكالات في وجه الشيعة الإمامية
1- القرآن يهدي المسلمين إلى أن يدعوا ربهم بالإمامة :
ولو كانت الإمامة منصب خاص ببعض الناس دون غيرهم , لما كان من الهدي القرآني أن يدعو المسلم بقوله تعالى (( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ))[الفرقان/74] , والذي جاء في وصف عباد الرحمن والآيات في آخر سورة الفرقان .
فهل كان من الهدي القرآني أن يدعو الإنسان لنفسه بأن يكون إماما معصوما من ذرية علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟!!! أم أن الإمامة معناه القدوة , وفي هذه الآية هي القدوة الحسنة وهو المطلوب أن يدعو الإنسان لنفسه بها ؟! طبعا الجواب واضح وكلام الله تعالى أيضا واضح.
2- المسلمون متشرذمون يوم القيامة وأقل الناس أتباعا النبي صلى الله عليه وسلم !!
لو كان كل كلمة أئمة أو إمام تُحمل على معنى إمام معصوم , فكيف للشيعة أن تفسر قوله تعالى (( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ))[الإسراء/71] , فتخيل الآن المسلمين مشرذمين - على تفسير الشيعة - وراء أئمة مختلفة , فأغلبهم لن يأتوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم ما آمنوا بهذا الركن الشاذ وهو الإمامة على هذا المفهوم , وسوف يأتي خلف النبي صلى الله عليه وسلم أفرادا قلائل.
ويأتي خلف علي رضي الله عنه خلق أكثر من الذين تبعوا النبي صلى الله عليه وسلم
وخلف الحسن والحسين كذلك خلق كثير , ولعلك تتفاجأ أن يأتي خلف المهدي الغائب والذي لم يستفيد أحد من وجوده على ما يزيد من ألف سنة من غياب اللطف الإلهي عن الأرض , أكثر الناس , فعلى الرغم من كونه أقل عملا من علي رضي الله عنه وأقل رتبة إلا أنه سوف يكون أكثر الناس أتباعا!!!! هل يقبل الشيعة أنفسهم هذا الكلام , أم أن الإمام هنا بمعنى الكتاب كما ظهر من آيات أخرى.
إذا معنى الإمامة واضح من كتاب الله تعالى وليس فيه أي إشارة لشخص معصوم يأتيه الإلهام من السماء , وقد ختم الله تعالى الوحي النازل من السماء ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم , فلا نبي بعده ولا رسول ولا أحد إلا حجة الله تعالى البالغة وهي كتاب الله تعالى.
والحمد لله رب العالمين
يتبع
.
.
--------------------------------------------------------------------------------
قال رسول الله (ص) لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست نبيا إنه لا ينبغي أن
أذهب إلا وأنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي
هذا الحديث دليل على أن علي رضي الله عنه لن يكون خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من الإعجاز النبوي وقد تحقق بالفعل , وبالتالي يبطل عصمته وإمامته بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم , لأنه بالاتفاق أن هارون مات في حياة موسى عليه السلام , وأن خليفته كان يوشع بن نون عليه السلام.
وإنما كان علي رضي الله عنه خليفة للنبي صلى الله عليه وسلم وهو حي على المدينة عندما خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم وخرج وراءه , بعدما ظن بأن أقوال المنافقين في حقه صواب!!
كيف للمعصوم أن يخالف النبي صلى الله عليه وسلم ؟!! وكيف له وهو معصوم أن يصدق كلام المنافقين في حقه ؟!! ألا يأتيه الإلهام من السماء ليخبره بأن كلامهم خطأ وأنه بمنزلة طيبة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد أورد صاحب منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل - للشيخ عباس القمي الجزءالاول - الباب الرابع: في تاريخ الامام الحسن المجتبى عليه السلام - الفصل الثالث: في طرف من أحوال الامام الحسن عليه السلام وصلحه مع معاوية:
في خطبة الحسن رضي الله عنه عندما مات علي رضي الله عنه ما نصه (( ... ولقد توفي في الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم , والتي قبض فيها يوشع بن نون وصي موسى ...) , وهذا النص من كلام الرواية التي أوردها القمي فضلا عن ما هو معلوم لا يخفى على مسلم أن هارون قد توفي في حياة موسى عليه السلام ...
فبطل استدلالكم بهذا الحديث من كل الجهات.