تبرعات كويتية بقيمة 5ر1 مليون دولار لتجهيز مستشفى اطفال في البصرة

wazer

عضو فعال
تبرعات كويتية بقيمة 5ر1 مليون دولار لتجهيز مستشفى اطفال في البصرة

من سعد العلي واشنطن - 9 - 3 (كونا) -- تكللت الجهود الانسانية الكويتية هنا بجمع تبرعات قدرها 5ر1 مليون دولار لتجهيز مستشفى للأطفال في مدينة البصرة العراقية وذلك خلال حفل استقبال ضخم اقيم في مقر السفارة الكويتية بحضور كثيف من كبار الساسة ورجال المجتمع الأمريكيين.

وكان من اهم الحاضرين السيدة الأمريكية الأولى لورا بوش ووزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ورئيس الاركان الامريكي بيتر بيس.

ووجه الرئيس الأمريكي جورج بوش رسالة مكتوبة الى الحفل الذي اقيم الليلة الماضية في مقر السفارة اشاد فيها بالكويت وبالجهات المنظمة للحفل لتقديمهما المساعدة في تحسين الظروف الانسانية في العراق.

وقال انه "في الوقت الذي تقوم فيه قوات التحالف العراقي الأمريكي الباسلة بالعمل على تأمين مستقبل لحرية الشعب العراقي فان المساهمات الاجتماعية الكريمة حول العالم لبت الدعوة لخدمة الاخرين والمساعدة في تحسين الظروف الانسانية في العراق".

واضاف بوش ان "دعم مستشفى الأطفال في البصرة يسهم في انقاذ الارواح ومساعدة العراقيين على ادراك الفوائد العظيمة للحرية وثمارها" مؤكدا أن "كرم المبادرة يحدث اختلافا ويقدم اسهاما في وجود مجتمع مسالم اكثر املا".

بدورها قالت سيدة الولايات المتحدة الأولى لورا بوش في كلمة لها خلال الحفل ان قيام الكويت بتنظيم مثل هذا الحدث المهم يعد "امرا ذا مغزى كبير للاسر العراقية لاسيما الامهات والاطفال الذين يستحقون العيش في سلام".

وعبرت عن امتنانها للسفير الكويتي الشيخ سالم عبد الله الصباح وحرمه الشيخة ريما الصباح لاستضافة العديد من المناسبات الانسانية التي دعمت مثل هذه الأهداف النبيلة. - وأكدت لورا بوش ان بناء مستشفى للأطفال في البصرة لتلبية احتياجات الاطفال في المدينة التي تعد ثاني اكبر مدينة في العراق سوف "يضع لبنة جديدة للأمل والمستقبل المشرق لبلد حرم من الاحتياجات الصحية الاساسية خلال فترة حكم صدام حسين".

وقالت ان " فترة الحكم الديكتاتوري لصدام حسين شهدت انهيار نظام الرعاية الصحية في العراق" مشيرة الى ان "العراقيين عانوا على مدار اعوام من عزلة بلادهم عن التقدم الطبي الذي تم احرازه في العالم حتى أن معدلات الوفيات بين الأطفال والبالغين تضاعفت خلال عشر سنوات".

واضافت لورا بوش ان "بناء مستشفى الأطفال في البصرة سوف يضيف مؤشر امل قوي اخر لتحقيق مستقبل مشرق للعراقيين لاسيما للاسر والامهات والاطفال الذين يعملون بدون كلل لبناء ديمقراطية قوية في بلدهم".

واعتبرت انه "في الوقت الذي يقوم شعب العراق بالعمل لاعادة بناء وطنه فان تحسين الرعاية الصحية للأطفال يعد واحدا من الاولويات المتقدمة في البلاد".

وقالت انه "بينما تقف الولايات المتحدة مع العراقيين في عملهم لبناء ديمقراطية قوية فان هذا الجهد الكويتي سوف يضمن ان ينعم اطفال العراق الاصحاء بثمار الحرية".

وقد تم تنظيم الحفل تحت رعاية مؤسسة الكويت أمريكا التي تتخذ من واشنطن مقرا لها وحمل عنوان "الشفاء من اجل السلام" وسيتم توجيه ريعه البالغ 5ر1 مليون دولار الى مؤسسة "هوب" او الأمل غير الهادفة للربح التي ستقوم بدورها بالاشراف على العمل في تطوير مستشفى الاطفال في البصرة وامداده بالمعدات اللازمة وتدريب الاخصائيين الذين سيعملون فيه عند افتتاحه في وقت لاحق من العام الحالي.

وبدورها اشادت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بجهود الكويت المتواصلة لمساعدة شعب العراق والمحتاجين في مناطق اخرى من العالم.

- وقالت في كلمة لها خلال الحفل ان "الكويت ومؤسسة الكويت أمريكا ومشروع "هوب" اظهرت جميعها من خلال هذا الحدث ايمانها والتزامها بتحقيق الديمقراطية ومساعدة العراقيين على ان تكون لديهم منشآت طبية متطورة واشاعة الأمل بين الأطفال والاسر في العراق".

ورأت رايس ان مستشفى الأطفال في البصرة سيكون "بارقة قوية وعلامة للأمل والمستقبل الأفضل" في العراق .

من ناحيته قال السفير الكويتي لدى واشنطن الشيخ سالم عبد الله الصباح في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) خلال الحفل ان "ذلك الحدث يعكس حقيقة ان الكويت على المستوى الرسمي والشعبي تعطي اهمية كبيرة لمساعدة المحتاجين حول العالم كما يعكس التزام الكويت المستمر بتقديم الدعم للجهود الرامية لتحسين الصحة في مختلف دول العالم".

واضاف ان "هذا الحفل يندرج تحت الجهود المتعددة التي تبذلها دولة الكويت وتقدمها كمساعدات للشعب العراقي وذلك من أجل العمل على دعم وتحقيق الاستقرار في العراق".

واعرب الشيخ سالم عن امله في ان تسهم تلك الجهود في "تعزيز العلاقات بين شعبي الكويت والعراق ومساعدة الاسر العراقية التي عانت سنوات الاغتراب بعيدا عن وطنها" مشيرا الى ان هذه المبادرة تنبع من شعور الشعب الكويتي بمعاناة الاشقاء في العراق والسعي لتقديم المساعدة لهم خلال تلك المرحلة الانتقالية في رحلتهم لبناء مستقبل واعد للعراق.

واكد ان تلك المبادرة تعد نموذجا واضحا على التزام الكويت بمساعدة الشعب العراقي والوقوف بجانبه مبديا سعادته لاهتمام الادارة الأمريكية بالجهود الخيرية التي تنظمها السفارة الكويتية في واشنطن لاسيما أن هذا الحفل هو الثاني من نوعه الذي ترعاه وتشارك فيه السيدة الأمريكية الأولى لورا بوش.

وفي كلمة له خلال الحفل تعهد الشيخ سالم بان تستمر الكويت في التزامها بمساعدة العراق لتخطي العقبات التي تواجه جهودها لتحقيق الرخاء والسلام مؤكدا ان "شعب الكويت فخور بدعمه لمستشفى الأطفال في البصرة" - وأثنى السفير الكويتي لدى واشنطن على الدور الانساني الذي تقوم به السيدة الأمريكية الأولى وتبنيها العديد من المبادرات لتحسين معيشة النساء والأطفال حول العالم معتبرا ان ذلك الحفل يستهدف منح الأمل والصحة لاطفال العراق واعطاءهم الفرصة للعيش في مستقبل افضل.

واشاد الشيخ سالم بمشروع "هوب" معتبرا ان تشييد مستشفى الاطفال في البصرة يأتي في وقت تحتاج البنية الاساسية للرعاية الصحية في العراق الى الاصلاح.

وقال ان العراق لم يشهد بناء اي مستشفى حديث التقنيات على مدار 29 عاما كما ان البلاد لا تضم أي مستشفى متطور للاطفال على الرغم من ان الاطفال يمثلون نسبة 54 في المئة من تعداد السكان.

واضاف ان المستشفى الجديد سوف يضم بحلول خريف العام القادم اساليب العلاج الحديثة وذلك لتقديم الرعاية للاطفال المرضى لاسيما هؤلاء الذين يعانون من مرض السرطان معربا عن شكره للجهات التي قدمت تبرعات في الحفل لاسيما مؤسسة البترول الكويتية ومؤسسة الكويت أمريكا ومشروع "هوب".

من ناحيتها عبرت الشيخة ريما الصباح عن شكرها للسيدة الأمريكية الأولى لورا بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لحضورهما الحفل معتبرة انه "بدون دعمهما ومساعدتهما فان بناء المستشفى كان سيظل مجرد فكرة".

وقالت ان كل يوم بدون هذا المستشفى يشهد استمرار معاناة الأطفال في العراق معتبرة ان ذلك الحفل علامة جديدة على الالتزام المشترك بعلاج اطفال العراق كما يعكس اهتمام الكويت بالرعاية الصحية لاسيما للأطفال.

وبدوره شدد السفير العراقي لدى واشنطن سمير الصميدعي في كلمة له خلال الحفل على ان "الاطفال الاصحاء سوف يجعلون العالم افضل" مؤكدا ان "مستقبل العراق بيد اطفالها الذين يعدون اغلى موارد البلاد".

واعرب عن شكره للكويت والسيدة الأمريكية الأولى لجهودهما لدعم اطفال العراق مؤكدا أن مثل هذا المشروع سوف ينقذ ارواح العديد من الأطفال في العراق ويمنح البصرة الفرصة للتغير من "الالم الى الامل". - وفي تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) قال الصميدعي ان "الدعم الكويتي المستمر للعراق في مختلف المجالات يعد دليلا جديدا على العلاقات القوية بين الدولتين الجارتين" مؤكدا ان "الدولتين أظهرتا تصميمهما على غلق صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة من الاحترام بينهما".

من ناحيته قال ممثل مؤسسة البترول الكويتية الشيخ طلال الخالد في تصريح ل(كونا) ان مساهمات المؤسسة تعد جزءا من الجهود الكويتية لمساعدة العراق معتبرا ان ذلك الحدث يعد دليلا اضافيا على التزام الكويت بالمساعدة في اقرار السلام في العراق ومساعدة الشعب العراقي على تحقيق الاستقرار في بلادهم.

ومن جانبه قدم رئيس مشروع "هوب" جون هوي في كلمة له بالحفل شرحا معمقا للظروف الصحية للأطفال في العراق مشيرا الى ان هناك 150 طفلا يموتون بين كل ألف طفل في العراق قبل بلوغهم سن الخامسة فضلا عن ارتفاع معدلات الاصابة بالسرطان لدى الأطفال هناك بمستويات تتراوح بين 8 الى 10 اضعاف نظيرتها في الدول الغربية.

وقال ان مستشفى البصرة للأطفال سيتم انشاؤه على مساحة 16 ألف قدم مربع وسوف يكون الأول الذي يتم تشييده في العراق منذ نحو 30 عاما وسيتم تدريب الأطباء والمتخصصين في العراق باكمله لتحسين مستوياتهم.

يذكر ان السفارة الكويتية في واشنطن قد نظمت حفلا العام الماضي حضرته السيدة لورا بوش لجمع تبرعات بلغت مليون دولار تم توجيهها لدعم التعليم في افغانستان.


(النهاية)
 
أعلى