عضو مجلس الأمة الكويتي الطبطبائي: لم أكن أتخيل يوماً أنني سأضطر لدخول نفق تحت الأرض ل

Muhammad

عضو فعال
دنيا الوطن- يوسف صادق
أكد وليد الطبطبائي، عضو مجلس الأمة الكويتي ورئيس مجلس إدارة مبرة الأعمال الخيرية الكويتية، التي تنشط في المجال الإغائي للشعوب المنكوبة على مستوى الشعوب العربية، أن أقل عمل تجاه الشعب الفلسطيني المكلوم في غزة، هو مساعدة هؤلاء الناس.

وقال الدكتور الطبطبائي في إتصال هاتفي معه أنه أضطر لدخول قطاع غزة بعد إنتهاء الحرب الإسرائيلية بأيام قليلة، من خلال احد الأنفاق التي تصل الأراضي الفلسطينية بالمصرية، بعد أن منع من دخول غزة بشكل رسمي.

ويعتبر عضو مجلس الأمة الكويتي الطبطبائي، من قلائل الشخصيات العربية الرسمية التي دخلت غزة بعد الحرب مباشرة، للإطلاع عن كثب حول ما دمرته إسرائيل في غزها خلال حربها التي إمتدت لـ 23 يوماً متواصلاً قتلت خلاله أكثر من 1550 فلسطيني ودمرت ما يقرب من 5 آلاف منزل بشكل تام.

ومن المصادفة أن الذكرى الثامنة عشر لغزو العراق لدولة الكويت كانت قبل أيام. وأُدخل الفلسطينيون في أتون المعركة عمداً من جانب الرئيس العراقي السابق صدام حسين، عندما قال أن تحرير فلسطين يأتي من غزو العراق. الأمر الذي شاب العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والكويتي بعضاً من الفتور، إنتهى تماماً من الجيل الواعي في الدولة الحرة حينما أدركوا أن كثيرين يمتطون على حساب القضية الفلسطينية وشعبها لمصالحهم الخاصة.

واعتبر الطبطبائي أن مجيئه لغزة كانت فرصة تاريخية. وقال "كان لا بد من حضوري إلى غزة لأرى بعيني ما حل بأهلنا وإخواننا الفلسطينيين، وأن أساهم في كسر الحصار المفروض عليهم للسنة الثالثة على التوالي".

ولم تدخر الحكومات العربية جهداً منذ اليوم الأول من إندلاع اعنف حرب شهدتها قطاع غزة التاريخ، فأنشئوا جسوراً جوية وبرية إنسانية وطبية لمساعدة آلاف الجرحى والثكلى والأيتام.

وخاطر الطبطبائي بدخوله غزة من خلال الأنفاق، على الرغم من حالات الموت المتعددة داخل تلك الأنفاق التي تنهار يومياً وتبتلع من بداخلها من عمال فلسطينيين يحاولون البحث عن مصدر رزق، حتى لو تساوى فيه الموت والحياة لهؤلاء الناس.

وأوضح الطبطبائي أن لحظة دخوله للنفق كانت مرعبة جداً. وقال "لم أكن أتخيل يوماً أنني سأضطر لدخول نفق تحت الأرض(..) لقد شعرت بمعاناة هؤلاء الناس في تأمين غذائهم وحاجتهم الأساسية قبل أن تطأ قدمي الأراضي الفلسطينية".

وأضاف الطبطبائي "شاهدت الناس المكلومين وهم يلملمون جرحهم وأحزانهم. فحاولت أن أعيد جزء بسيط من حياتهم ومصادر رزقهم التي فقدوها، وفتحت فرعاً لمؤسسة جمعية مبرة الأعمال الخيرية الكويتية في مدينة غزة".

وعلى إمتداد النضال الفلسطيني، وقفت دولة الكويت بجانب منظمة التحرير الفلسطينية، وكانت الدولة الحاضنة لها منذ إنطلاقتها. وبات الدعم الكويتي والخليجي واضح تماماً في تزويد حركة فتح والمنظمة بالدعم اللوجستي والمالي، خوفاً من ضياع المطالب العادلة التي تبنتها المنظمة في كفاحها لتحرير الأراضي الفلسطينية.

من جانبه، أكد مدير مكتب جمعية مبرة الأعمال الخيرية الكويتية في فلسطين عبد الله شاهين، أن الجمعية بدأت فعلياً في دعم مشاريع للأطفال وكفالة أسر الشهداء الذين سقطوا خلال حرب إسرائيل على سكان قطاع غزة.

وقال شاهين "تعتني الجمعية بشرائح كثيرة من المجتمع الفلسطيني، خاصة وان معظم تلك الشرائح متدهورة تماماً بفعل الحصار والحرب الأخيرة عليهم"، معتبراً أن عمل الجمعية في فلسطين هو إنساني من الدرجة الأولى.

وطالب شاهين كافة الجمعيات الإنسانية المختلفة بمساعدة الفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم ومصادر رزقهم. وقال "بات أطفال هؤلاء الناس مهددة بالضياع، في حال لم يقف بجانبهم أحد".

ويعد الشعب الكويتي من أكثر الشعوب العربية تفهماً لمعاناة الفلسطينيين، خاصة وأن الشعبين إشتركا في فترة زمنية من إحتلالين، إغتصبا الحجر والشجر والناس.
 
أعلى