الألوسي يصف الكويت للشيخ عبد الحميد الجهني حفظه الله

في كتاب " أدب الرسائل بين الألوسي والكرملي ص 132 " رسالة للعلامة الشهير محمود شكري الألوسي فيها وصف دقيق للكويت قبل مائة سنة ، والرسالة مؤرخة بالتاريخ النصراني ( 24 آزار 1904 م ) وإنما جاء تأريخها بالإفرنجي دون الهجري لأن الذي كان يؤرخ للرسائل هو الكرملي وهو نصراني عراقي وكان معنيا بالأدب واللغة والتاريخ وله مرسلات مع العلامة الألوسي يسأله فيها عن كثير من الإشكالات اللغوية والأدبية وغيرها ، فجمع بعض الباحثين العراقيين هذه الرسائل ، وهى تحوى علما جما وفوائد كثيرة 0 وقد كان الألوسي ـ رحمه الله ـ إماما في اللغة والأدب مع إمامته في العلوم الشرعية 0
مع أن في بعض رسائله إلي الكرملي مآخذ شرعية من حيث الألفاظ والأسلوب والله يغفر لنا وله0
وقد ذكر المحققان للكتاب الجامعان لهذه الرسائل أن الرسائل التي وقعت لهم للألوسي مجموعها (431) رسالة والرسائل التي وقعت لهم للكرملي (111) ، ولهذا السبب وهو فقدان كثير من رسائل الكرملي نجد رسائل فيها إجابات للألوسي من دون أن نقف على السؤال الموجه من الكرملي .
فيظهر أن الكرملي كان سأل العلامة الألوسي عن ( الكويت ) ولم تكن في ذلك لوقت ـ قبل مائة سنة ـ مشهورة شهرتها الان0 فأجابه الألوسي بالرسالة التالية: الكويت قرية على ساحل خليج العرب عند ( في الأصل عن! ) الفاو ، وهو ثغر البصرة ، اثنتا عشرة ساعة بسير السفن الشراعية سيرا وسطا ، وهى من أعمال البصرة ( هذا لما كانت الكويت والعراق تابعتين للدولة العثمانية ) ، يرأسها شيخ ينصب من قبل الدولة ـ وهى رديئة الهواء قليلة المياه العذبة ـ وفيها من البيوت نحو ألفي دار ، مبنية بالطين والقصب في الأغلب ، وكثير من دورها على طبقة واحدة ، ومنها ما هو على طبقتين ، ودورها على نهج دور البصرة في الوضع 0 وكانت منازل سكنتها قبل نحو خمسين سنة الأخبية ، ولم تزل تتوسع عمارتها0 وفيها أربعة عشر مسجدا تقام فيها الصلوات 0
وفي سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف ( هجريا ) ، اختط فيها رئيس القرية مسجدا واسعا ، وأقامه على أحسن وضع وأرصن بناء 0 وفيها خان وسوق تشتمل على ما يزيد على خمسمائة حانوت 0
وطرقها غير منتظمة ، وشوارعها ليست بمستقيمة 0 وسكنتها مع الغرباء الذين فيها قد يبلغون أحيانا عشرين ألفا ، وهم كلهم من العرب من قبائل شتى ، وكلهم مسلمون على مذهب أهل السنة ، وليس لهم رغبة في العلم إلا ما يعرفون به ما كلفوا به من الدين 0 وليس قرب القرية بساتين ولا نخيل ولا زرع 0 وأكثر أهلها يعملون في البحر ملاحين في السفن ، وفيهم التجار 0 وتجارتهم في البضائع الهندية وصيد اللؤلؤ 0 ويقال : إن السفن التي تسير منها في السنة إلي بر فارس والسند والهند وغيرها نحو ألفي سفينة، ومحلها مهم ، وهي مستعدة لأن تكون من أعظم البنادر 0 ورئيس هذه القرية يعشر ما يمر به من السفن 0 انتهت الرسالة0
وفي الحاشية علق المحققان بقولهما: هذا ما وصف به الألوسي الكويت ، في أوائل القرن العشرين 0 أما اليوم وبعد أن أضحت عاصمة إمارة الكويت ، فهي مدينة عامرة جليلة الشأن ، ذات أبنية شاهقة وعمارات عظيمة ، وشوارع وطرق حديثة ، وهى في تطورها وتقدمها غنية عن التعريف0
قلت حفظ الله الكويت ، وأدام عليها نعمة الأمن والرخاء 0
والحمد لله رب العالمين


وكتبه / أبومالك عبد الحميد الرفاعي الجهني
الأحد 10شوال1428هـ
 

سعيد

عضو ذهبي
فأجابه الألوسي بالرسالة التالية: الكويت قرية على ساحل خليج العرب عند ( في الأصل عن! ) الفاو ، وهو ثغر البصرة ، اثنتا عشرة ساعة بسير السفن الشراعية سيرا وسطا

الصحيح " عن" كما في الأصل ، واستبدالها ب"عند" خطأ .

سأعيد كتابة الجملة مع حذف الجملة الاعتراضية ليبين المقصود .

" الكويت قرية على ساحل خليج العرب عن الفاو اثنتا عشرة ساعة بسير السفن الشراعية سيرا وسطا "

هكذا . فذكر المسافة يصلح مع "عن" ولا يصلح مع "عند"

والتقدير " تبعد عن الفاو اثنتا عشرة ساعة بسير السفن ... "

أرجو إبلاغ ذلك للشيخ عبدالحميد ليصلح ماكتبه ، غفر الله لنا وله .

والله أعلم
 
وهى من أعمال البصرة ( هذا لما كانت الكويت والعراق تابعتين للدولة العثمانية )

هذا مخالف لما قرأناه في المدارس الحكومية من أن الكويت لم تكن جزءا من العراق و لم تكن جزءا من الدولة العثمانية أبدا ، و ذلك ردا لإحدى حجج الطاغية المقبور صدام حسين عند احتلاله الكويت و شعاره "الفرع عاد إلى الأصل" ..
 

الطرفاوي

عضو فعال
هذا مخالف لما قرأناه في المدارس الحكومية من أن الكويت لم تكن جزءا من العراق و لم تكن جزءا من الدولة العثمانية أبدا ، و ذلك ردا لإحدى حجج الطاغية المقبور صدام حسين عند احتلاله الكويت و شعاره "الفرع عاد إلى الأصل" ..
إقرأ الجملة عدل و لا تحذف بعض الكلمات لكي لا يستن لك الطعن


فأجابه الألوسي بالرسالة التالية: الكويت قرية على ساحل خليج العرب عند ( في الأصل عن! ) الفاو ، وهو ثغر البصرة ، اثنتا عشرة ساعة بسير السفن الشراعية سيرا وسطا ، وهى من أعمال البصرة ( هذا لما كانت الكويت والعراق تابعتين للدولة العثمانية )
 
أعلى