كويتي ملحد
عضو مميز
هذي من احلى ما كتب قلم الاستاذ الكبير نبيل الفضل:
صرح النائب محمد هايف يوم امس قائلا «لن نسمح لوزيرة التربية ان تجعل مدارسنا مراكز تخريج لفرق الرقص والراقصات بفرض مادة الموسيقى، ونحذر الوزيرة من فتنة اهل الكويت في دينهم، والامر لن يمر بسلام لا على الوزيرة ولا على رئيس الحكومة».
اولا: لا نعرف من المعني بالجمع في «لن نسمح». من انتم يا هايف؟ وما تعريفكم؟ وما ثقل تأثيركم كي تسمحوا أو لا تسمحوا لأي شيء خارج اسوار منازلكم؟!
ثانيا: هل ترضى ان نقول بأن الاسلام لا يصدر الا الارهاب وتعدد الزوجات؟! طبعا لا.
اذن كيف تسمح لنفسك بالقول ان الموسيقى تخرج فرق الرقص والراقصات!!
طبعا انت لا تعرف ان الموسيقى غذاء الروح، فأنت تعيش طواعية خارج هذه المنظومة وهذا حقك في الاختيار. ولكن نسألك بمن تسجد له كل يوم، من هي الراقصة الكويتية التي تخرجت من مدارس الكويت وذاع صيتها أو انعدم على الخارطة العربية؟! ومن هي فرق الرقص الكويتية التي تشاهدها على شاشات الفضائيات؟!
اذا كنت تقصد فرقة التلفزيون التي اسسها المبدع محمد السنعوسي، فلتعلم شيئا ربما غاب عن معرفتك، ان الرقص جزء من تراث الكويت وله فنونه وتصانيفه بين بحري وبري ومدني.
فإن لم يعجبك تراثنا فلا ترقص ولا تشاهد ولا تحضر الحفلات التي يتخللها رقصنا التراثي، فبعضه كان مختلطا، ونحيلك للتسجيلات القديمة قبل ان تفد علينا جحافل التزمت ونرزق بالصحوة الدينية القرمطية.
واذا كنت تظن يا سيد محمد هايف بان الموسيقى تفتن الناس عن دينهم، فاعلم ما تجهله من ان دين الكويتيين لم يتأثر يوما بالسامري ولا الهجيني ولا الفريسه ولا النهمه ولا «النقازي» ولا الرومانسي من الحان، وكلها موسيقى.
واعلم كذلك ان المملكة العربية السعودية لم يفتن اهلها في دينهم بصوت محمد عبده وهو رأس الغناء العربي اليوم. ومساجد مصر مكتظة بالمصلين وام كلثوم لاتزال تصدح وكذلك عبدالحليم وعبدالوهاب ووردة، وروبي لاتزال تعزف الغناء بأردافها.
فعن اي فتنة تتحدث يا سيد هايف؟! أهي فتنة ضعاف العقيدة قليلي الايمان الباحثين عن عذر تافه يعلقون عليه انحرافاتهم وممارساتهم، ويدَّعون ان الموسيقى والرقص هما من جعلاهم يدمنون المخدرات او يغتصبون الفتيات؟!
عن أي فتنة ولأي نوع من بشر تتحدث حضرتك؟!
لقد درسنا حصص الموسيقى في مدارس الكويت فلم نشهد طالبا فتنته الموسيقى، ولا عرفنا عن طالبة تخصصت في الرقص بعد الثانوية. فعلى أي خلفية اجتماعية بنيت نظرياتك المهترئة هذه يا سيد هايف؟! قطعا هي ليست البيئة الكويتية التي نعرفها!.
ثم ألا تعلم وأنت المتدين الذي يفترض به دراسة التاريخ الاسلامي، ان القرآن الكريم انما جاء بنغم جديد على السمع العربي، ادهش المستمعين له وعرفوا أنه ليس كلام بشر؟!
ام انك لا تعلم ان الشعر، وهو ديوان العرب، ليس الا كلام منظوم بلحن موسيقي يميز كل بحر عن الآخر؟!
وألم تعلم يا سيد هايف ان رعاة الابل يحدون ابلهم بالغناء المنظوم ذي «الريتم» المميز بموسيقاه؟!
فكم عدد فرق الرقص والراقصات اللواتي تخرجن من مدارس الحداء والشعر والمعازف في صحراء العرب؟!
نحن نعرف ان احتقارك للنشيد الوطني مبعثه عقيدة ترى فيه وفي تحية العلم طاغوتا وكفرا، ولكن ان تتهم عشاق الموسيقى والرقص بفتنة الناس عن دينهم فهذه تهمة اطول من الكثير من اللحى المباركة. هذا والرقص فن انساني وتعبير بشري عن احاسيس خلقها الله فينا، نراها في الطفل الصغير وهو يرقص على وقع التصفيق والغناء.
والرقص قائم قبل ان تُخلق يا سيد هايف وسيظل قائما بين البشر بعد ان ينتهي منك منكر ونكير. واذا كنت تخشى تأثير الرقص في دينك فإن الرقص لن يتأثر بك ولا بترهات أحد من خريجي التزمت.
واذا كانت الموسيقى تخرج الراقصين والراقصات، فإن هذا افضل الف مرة من مناهجكم التي تخرج الانتحاريين والانتحاريات من ارهابيين وارهابيات.
اما تهديدك الفارغ بأن الامر لن يمر بسلام لا على الوزيرة ولا على رئيس الحكومة، فدليل على جلافة طبع لم تطريها نصيحة رب العالمين بـ {جادلهم بالتي هي احسن}، ومخالفة لأولي الامر الذين اوصاك الله بأن تطيعهم بعد الله والرسول صلى الله عليه وسلم.
وألف لعنة عليها ديموقراطية تسمح بالتطاول على ولاة الأمر في كل شاردة وواردة وفي كل تافه من الامور والاحداث.
ألف لعنة عليها ديموقراطية جعلت من اللحى ولاة أمر على الشعب، حتى أمسيتم تريدون التحكم في ملبس الناس ومأكلهم وأذواقهم.
ولو صدقت هكذا عقيدة يا سيد هايف لانتأيتم ركنا قصيا او غارا في جبل تتعبدون فيه وتنتظرون حسن الخاتمة. ولكن مثل هؤلاء رهط عينه على الجنة وقلبه متعلق بالدنيا وما فيها.
وتذكر يا هايف ان انشاد الشيخ مشاري العفاسي هو غناء رغم أنف اللغة، تماما مثلما المرابحة هي فوائد مهما انكرتم واستكبرتم.
أعزاءنا
بما ان شيوخنا رعاهم الله لا يحاسبون احداً على اساءاته ولا يقاضون احداً على تجريحه فيهم، فإننا نود ان نعلن بأننا بصدد شن حملة صحفية على رئيس الوزراء اذا لم يحلق النائب هايف لحيته وينعمها بعد.
فاللحى الكثة مسؤولية رئيس الوزراء ووزيرة التربية المناط بها تربية النشء.
صرح النائب محمد هايف يوم امس قائلا «لن نسمح لوزيرة التربية ان تجعل مدارسنا مراكز تخريج لفرق الرقص والراقصات بفرض مادة الموسيقى، ونحذر الوزيرة من فتنة اهل الكويت في دينهم، والامر لن يمر بسلام لا على الوزيرة ولا على رئيس الحكومة».
اولا: لا نعرف من المعني بالجمع في «لن نسمح». من انتم يا هايف؟ وما تعريفكم؟ وما ثقل تأثيركم كي تسمحوا أو لا تسمحوا لأي شيء خارج اسوار منازلكم؟!
ثانيا: هل ترضى ان نقول بأن الاسلام لا يصدر الا الارهاب وتعدد الزوجات؟! طبعا لا.
اذن كيف تسمح لنفسك بالقول ان الموسيقى تخرج فرق الرقص والراقصات!!
طبعا انت لا تعرف ان الموسيقى غذاء الروح، فأنت تعيش طواعية خارج هذه المنظومة وهذا حقك في الاختيار. ولكن نسألك بمن تسجد له كل يوم، من هي الراقصة الكويتية التي تخرجت من مدارس الكويت وذاع صيتها أو انعدم على الخارطة العربية؟! ومن هي فرق الرقص الكويتية التي تشاهدها على شاشات الفضائيات؟!
اذا كنت تقصد فرقة التلفزيون التي اسسها المبدع محمد السنعوسي، فلتعلم شيئا ربما غاب عن معرفتك، ان الرقص جزء من تراث الكويت وله فنونه وتصانيفه بين بحري وبري ومدني.
فإن لم يعجبك تراثنا فلا ترقص ولا تشاهد ولا تحضر الحفلات التي يتخللها رقصنا التراثي، فبعضه كان مختلطا، ونحيلك للتسجيلات القديمة قبل ان تفد علينا جحافل التزمت ونرزق بالصحوة الدينية القرمطية.
واذا كنت تظن يا سيد محمد هايف بان الموسيقى تفتن الناس عن دينهم، فاعلم ما تجهله من ان دين الكويتيين لم يتأثر يوما بالسامري ولا الهجيني ولا الفريسه ولا النهمه ولا «النقازي» ولا الرومانسي من الحان، وكلها موسيقى.
واعلم كذلك ان المملكة العربية السعودية لم يفتن اهلها في دينهم بصوت محمد عبده وهو رأس الغناء العربي اليوم. ومساجد مصر مكتظة بالمصلين وام كلثوم لاتزال تصدح وكذلك عبدالحليم وعبدالوهاب ووردة، وروبي لاتزال تعزف الغناء بأردافها.
فعن اي فتنة تتحدث يا سيد هايف؟! أهي فتنة ضعاف العقيدة قليلي الايمان الباحثين عن عذر تافه يعلقون عليه انحرافاتهم وممارساتهم، ويدَّعون ان الموسيقى والرقص هما من جعلاهم يدمنون المخدرات او يغتصبون الفتيات؟!
عن أي فتنة ولأي نوع من بشر تتحدث حضرتك؟!
لقد درسنا حصص الموسيقى في مدارس الكويت فلم نشهد طالبا فتنته الموسيقى، ولا عرفنا عن طالبة تخصصت في الرقص بعد الثانوية. فعلى أي خلفية اجتماعية بنيت نظرياتك المهترئة هذه يا سيد هايف؟! قطعا هي ليست البيئة الكويتية التي نعرفها!.
ثم ألا تعلم وأنت المتدين الذي يفترض به دراسة التاريخ الاسلامي، ان القرآن الكريم انما جاء بنغم جديد على السمع العربي، ادهش المستمعين له وعرفوا أنه ليس كلام بشر؟!
ام انك لا تعلم ان الشعر، وهو ديوان العرب، ليس الا كلام منظوم بلحن موسيقي يميز كل بحر عن الآخر؟!
وألم تعلم يا سيد هايف ان رعاة الابل يحدون ابلهم بالغناء المنظوم ذي «الريتم» المميز بموسيقاه؟!
فكم عدد فرق الرقص والراقصات اللواتي تخرجن من مدارس الحداء والشعر والمعازف في صحراء العرب؟!
نحن نعرف ان احتقارك للنشيد الوطني مبعثه عقيدة ترى فيه وفي تحية العلم طاغوتا وكفرا، ولكن ان تتهم عشاق الموسيقى والرقص بفتنة الناس عن دينهم فهذه تهمة اطول من الكثير من اللحى المباركة. هذا والرقص فن انساني وتعبير بشري عن احاسيس خلقها الله فينا، نراها في الطفل الصغير وهو يرقص على وقع التصفيق والغناء.
والرقص قائم قبل ان تُخلق يا سيد هايف وسيظل قائما بين البشر بعد ان ينتهي منك منكر ونكير. واذا كنت تخشى تأثير الرقص في دينك فإن الرقص لن يتأثر بك ولا بترهات أحد من خريجي التزمت.
واذا كانت الموسيقى تخرج الراقصين والراقصات، فإن هذا افضل الف مرة من مناهجكم التي تخرج الانتحاريين والانتحاريات من ارهابيين وارهابيات.
اما تهديدك الفارغ بأن الامر لن يمر بسلام لا على الوزيرة ولا على رئيس الحكومة، فدليل على جلافة طبع لم تطريها نصيحة رب العالمين بـ {جادلهم بالتي هي احسن}، ومخالفة لأولي الامر الذين اوصاك الله بأن تطيعهم بعد الله والرسول صلى الله عليه وسلم.
وألف لعنة عليها ديموقراطية تسمح بالتطاول على ولاة الأمر في كل شاردة وواردة وفي كل تافه من الامور والاحداث.
ألف لعنة عليها ديموقراطية جعلت من اللحى ولاة أمر على الشعب، حتى أمسيتم تريدون التحكم في ملبس الناس ومأكلهم وأذواقهم.
ولو صدقت هكذا عقيدة يا سيد هايف لانتأيتم ركنا قصيا او غارا في جبل تتعبدون فيه وتنتظرون حسن الخاتمة. ولكن مثل هؤلاء رهط عينه على الجنة وقلبه متعلق بالدنيا وما فيها.
وتذكر يا هايف ان انشاد الشيخ مشاري العفاسي هو غناء رغم أنف اللغة، تماما مثلما المرابحة هي فوائد مهما انكرتم واستكبرتم.
أعزاءنا
بما ان شيوخنا رعاهم الله لا يحاسبون احداً على اساءاته ولا يقاضون احداً على تجريحه فيهم، فإننا نود ان نعلن بأننا بصدد شن حملة صحفية على رئيس الوزراء اذا لم يحلق النائب هايف لحيته وينعمها بعد.
فاللحى الكثة مسؤولية رئيس الوزراء ووزيرة التربية المناط بها تربية النشء.