كويتي ملحد
عضو مميز
تكثر الآيات القرآنية التي تتكلم عن الهداية أو الضلال، و يدور محورها غالبا حول القلوب، فهذا الموضوع من أهم المواضيع عامة في جميع الكتب المقدسة منها الكتاب المقدس، و ما يذكره في صفحاته عن القلب و عن الأحمق الذي قال قلبه أنه لا يوجد إله. حقيقة، لا أعلم سر اهتمام الناس قبلنا بآلاف السنين بالقلب عن بقية الأعضاء الأخرى كالمعدة أو الكبد أو الرئة، ليس لدي الآن أي مرجع تاريخي يتحدث عن بدء الناس بالحديث عن القلب كعضو يُرجع كل شيء إليه. ربما سر هذا الاهتمام العظيم بالقلب سببه هو انفراده بالجسم و تميز مكانته في الصدر و ارتباطه بالدم الذي يوجد بكل الجسم. يحتل القلب مكانة مميزة في القرآن عن سائر الأعضاء، فكثرت الآيات عنه و ميزته و بينت أنه هو مصدر الهداية و الضلالة، و الإنسان بقلبه، أم أهذه الحقيقة؟
يقول القرآن: "ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها." (سورة الأعراف، آية 179)، و في موضع آخر: "رضوا بأن يكونوا مع الخوالف و طبع على قلوبهم فهم لا يفقهون." (سورة التوبة، آية 87)، و أخرى: "أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمي الأبصار و لكن تعمي القلوب التي في الصدور." (سورة الحج، آية 46). للآية الأخيرة، قال تفسير الطبري: "وَلَكِنْ تَعْمَى قُلُوبهمْ الَّتِي فِي صُدُورهمْ عَنْ أَنْصَار الْحَقّ وَمَعْرِفَته."، و قال تفسير ابن كثير: "وَإِنَّمَا الْعَمَى عَمَى الْبَصِيرَة."، و الطبري: "وَقَالَ مُجَاهِد : لِكُلِّ عَيْن أَرْبَع أَعْيُن ; يَعْنِي لِكُلِّ إِنْسَان أَرْبَع أَعْيُن : عَيْنَانِ فِي رَأْسه لِدُنْيَاهُ , وَعَيْنَانِ فِي قَلْبه لِآخِرَتِهِ". لا نحتاج إلى معجم عربي هنا حتى نعرف المعنى الذي يرمي إليه القرآن، فالقرآن يقصد هنا بالبصر تمييز الحق عن الباطل، و لا نختلف في هذا، لكن القرآن يصر اصرارا شديدا على استخدام القلب كمركز حيوي في الإنسان يميز الطيب من الخبيث، و لم يعرف أن القلب مجرد عضلة تضخ الدم و تستقبله في الجسم. فأصبحت العضلات الأربع في القرآن مركز التمييز بين الخير و الشر بل و أصبحت العقل الذي يفقه و يعلم، و امتلأت الرأس بالهواء الفارغ. و على أية هل تستطيع عضلة العين أن تحسب الجذر التربيعي للعدد 5 ؟
يقول القرآن: "ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها." (سورة الأعراف، آية 179)، و في موضع آخر: "رضوا بأن يكونوا مع الخوالف و طبع على قلوبهم فهم لا يفقهون." (سورة التوبة، آية 87)، و أخرى: "أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمي الأبصار و لكن تعمي القلوب التي في الصدور." (سورة الحج، آية 46). للآية الأخيرة، قال تفسير الطبري: "وَلَكِنْ تَعْمَى قُلُوبهمْ الَّتِي فِي صُدُورهمْ عَنْ أَنْصَار الْحَقّ وَمَعْرِفَته."، و قال تفسير ابن كثير: "وَإِنَّمَا الْعَمَى عَمَى الْبَصِيرَة."، و الطبري: "وَقَالَ مُجَاهِد : لِكُلِّ عَيْن أَرْبَع أَعْيُن ; يَعْنِي لِكُلِّ إِنْسَان أَرْبَع أَعْيُن : عَيْنَانِ فِي رَأْسه لِدُنْيَاهُ , وَعَيْنَانِ فِي قَلْبه لِآخِرَتِهِ". لا نحتاج إلى معجم عربي هنا حتى نعرف المعنى الذي يرمي إليه القرآن، فالقرآن يقصد هنا بالبصر تمييز الحق عن الباطل، و لا نختلف في هذا، لكن القرآن يصر اصرارا شديدا على استخدام القلب كمركز حيوي في الإنسان يميز الطيب من الخبيث، و لم يعرف أن القلب مجرد عضلة تضخ الدم و تستقبله في الجسم. فأصبحت العضلات الأربع في القرآن مركز التمييز بين الخير و الشر بل و أصبحت العقل الذي يفقه و يعلم، و امتلأت الرأس بالهواء الفارغ. و على أية هل تستطيع عضلة العين أن تحسب الجذر التربيعي للعدد 5 ؟
تشريحيا يُحاط القلب بطبقة مزودجة تسمى "بيركارديوم" و وظيفته حمل القلب و حمايته من امتلاء القلب بدم زائد، و يتكون القلب من ثلاث طبقات غنية جدا بالأوعية الدموية، و ينقسم إلى أربع حجر، علويتين و سفليتين. و لا علاقة للقلب في الإنسان في التفكير أو الإدراك بأي شكل من الإشكال قطعيا طالما يقوم بعمله بتدوير الدم في الجسم حاملا معه المواد الغذائية، في الحقيقة و ما لم يعرفه الناس قبل 1400 سنة أن الإنسان لا تتغير بصيرته بتغيير قلبه (لو كان هذا ممكنا في زمنهم)، فالإنسان باستطاعته أن يعيش على الفراش بجهاز اصطناعي يقوم بنفس عملية القلب في حال فشل القلب. و كم من مره نجح الجراحون من الأطباء في نقل و زراعة قلوب من شخص لآخر؟ هل هذا يعني أن الإنسان تغيرت بصيرته؟ إذا فشل قلبي و زُرع بي قلب أحد المسلمون المؤمنون هل سأصبح مؤمنا؟ بالطبع لا! فالإنسان بصيرته و شخصيته ليست بقلبه، و كما رأينا فإنه باستطاعته أن يكون حيا بدون قلب لكن بأي جهاز آخر يعمل عمله. إنما المخ هو البصيرة، و ها ما جهله العرب و العالم قديما، فالمخ هو المركز العصبي للإنسان، يترجم النظر و الإحساس و السمع و كل شيء يمكن أن تفكر فيه الآن. العمليات الحسابية تجري في المخ، و الاختيار بين هذا و هذا يكون بالمخ، و الإعراض عن الحقيقة رغم بيانها علنا مصدره المخ.
يجب أن أعترف أن فكرة وجود العقل بالقلب فكرة قديمة سبقت الإسلام بكثير، فهي موجودة في الكتاب المقدس، و حتى أشعار العرب قديما، و العجيب في ذلك تعدد الأسماء القلب عند العرب، منها الفؤاد و البال و الروع التي يستخدمها الناس من حين لآخر للتعبير عن مشاعرهم من الحب و الكره و الفزع و هذا ما يؤكد كلامي عن القلب، فهو مركز التمييز عند العرب قديما، و كم كانوا مخطئين.
يفتح هذا الموضوع أفواقا لبحث يستحق العناء في رأيي، و هو بداية ربط القلب بالعقل و الفقه و البصيرة، و من أين جائت هذه الفكرة لأول مرة، و أول مجتمع أو حضارة استحثتها. لا أعلم أين أبدأ الآن من الكتب، لكن التاريخ العالمي العتيق لن يخفي علي شيئا.