الرد على النصارى

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فيقول "شيخ الإسلام ابن تيمية" -رحمه الله-: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وجعله سلمًا إلى الدراية. فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة أهل الضلالات، وإنما الإسناد لمن أعظم الله عليه المنة، أهل الإسلام والسنة، يفرقون به بين الصحيح والسقيم والمعوج والقويم. وغيرهم من أهل البدع والكفار إنما عندهم منقولات يأثرونها بغير إسناد، وعليها من دينهم الاعتماد، وهم لا يعرفون فيها الحق من الباطل، ولا الحالي من العاطل . وأما هذه الأمة المرحومة وأصحاب هذه الأمة المعصومة؛ فإن أهل العلم منهم والدين هم من أمرهم على يقين، فظهر لهم الصدق من المَيْن، كما يظهر الصبح لذي عينين، عصمهم الله أن يجمعوا على خطأ في دين الله معقول أو منقول". "مجموع الفتاوى: 1/9".
فمنذ اختلاف النصارى حول ألوهية المسيح -عليه السلام- وعقد مجمع نيقية عام "325م"، ثم استصدار قانون الإيمان المسيحي الذي يقرر ألوهية المسيح، تم اختيار أربعة أناجيل عليها مدار إيمان طوائف النصارى، وهي أناجيل "متى" و"مرقس" و"لوقا" و"يوحنا".
ينقسم الكتاب الذي يؤمن به النصارى إلى قسمين؛ الأول منهما يطلق عليه: "العهد القديم" وهو عبارة عن أسفار موسى -عليه السلام- وأسفار أخرى منسوبة لغيره من الأنبياء، ويطلق على ذلك تجوزًا اسم "التوراة" وإن كان إطلاقها في الأصل على أسفار موسى فقط.
والنصف الثاني من الكتاب هو "العهد الجديد"؛ الذي كتبه ثمانية رجال وهم: "متى" و"مرقس" و"لوقا" و"يوحنا"؛ أصحاب الأناجيل الأربعة، و"بولس"، و"بطرس" و"يعقوب" و"يهوذا".
يزعم النصارى أن بعض هؤلاء من "حواريي المسيح" وهم: "متى" و"يوحنا" و"بطرس" و"يعقوب" و"يهوذا"، وأما "بولس" و"مرقس" فتنصرا بعد رفع "المسيح"، وأما "لوقا" فهو تلميذ "بولس".
يتكون "العهد الجديد" والذي يطلق عليه مجازًا اسم "الإنجيل" من: الأناجيل الأربعة، ورسائل العهد الجديد التي تتكون من سفر أعمال الرسل الذي كتبه "لوقا"، ثم "رسائل بولس الأربع عشرة"، ثم "الرسائل الكاثوليكية السبعة"؛ ثلاث منها لـ"يوحنا"، وثنتان لـ"بطرس"، وواحدة لكل من "يعقوب" و"يهوذا"، ثم رؤيا "يوحنا". فيكون مجموع الأسفار كلها "سبعة وعشرين سفرًا".
-إنجيل متى" يتكون من "28" إصحاحًا تحكي حياة "المسيح" -عليه السلام-، وتزعم الكنيسة أن متى كاتب الإنجيل هو متى الحواري تلميذ المسيح والذي ورد اسمه في "إنجيل متى" "10: 3".اختلف علماء النصارى حول توقيت كتابة "إنجيل متى" هل كان سنة "37" أو "38" أو "41" أو "43" أو "48" أو "61" أو "62" أو "63" أو "64"؟، ويرى المحققون أنه كتب الفترة من "85" إلى "105" من الميلاد.
-"إنجيل مرقس" يتكون من "16" إصحاحًا تحكي حياة "المسيح" منذ تعميده وحتى صلبه المزعوم، وهو أقصر الأناجيل، ويعتبره النقاد أصحها كذلك، ويكادون يجمعون على أنه أول الأناجيل تأليفـًا، وأن "متى" و"لوقا" اعتمدا عليه في كتابة إنجيليهما. اختلف علماء النصارى حول توقيت كتابة "إنجيل مرقس" فيما بين سنة "39" إلى سنة "75" من الميلاد.
-"إنجيل لوقا": هو أطول الأناجيل؛ إذ يتكون من "24" إصحاحًا، يتحدث الإصحاحان الأولان منها عن "نبي الله يحيى -عليه السلام-" الذي يدعونه "يوحنا المعمدان"، وتتحدث باقي الإصحاحات عن سيرة "المسيح" حتى القيامة المزعومة، اختلفت الآراء حول توقيت كتابة هذا الإنجيل في الفترة بين عامي "53" و "80" من الميلاد.واتفق علماء النصارى على أن "لوقا" لم يكن من تلامذة "المسيح"، وأنه لم يكن يهوديًا، وأنه كان رفيق "بولس" المذكور في كولوسي "4: 14".
-انجيل يوحنا:اختلف النصارى في كتابة هذ الانجيل وقد ذكروا أنه كتب ما بين عامي "68" و"98" من الميلاد، وهذا يقطع بعدم صحة نسبة هذا الإنجيل إلى "يوحنا الحواري"؛ فإن "يوحنا الحواري" مات مشنوقـًا عام "44م" على يد "غريباس الأول"،
- مسألة إسناد الأناجيل من المسائل التي تقطع بنقض هذه الأناجيل، والتي لا يمكن للنصارى أن يجدوا لها جوابًا حتى قال "فيلسيان شالي" في كتابه "موجز تاريخ الأديان" ص230: "هذه المسألة تثير صعوبات من كل الأنواع، أما اليوم فإنه ينظر إلى الأناجيل جملة كما لو أنها كتب مجهولة المؤلف". ونسب هذا القول إلى المؤرخ "منتت" في كتابه "تاريخ الكتاب المقدس"،إضافة إلى التناقضات الموجودة في هذه الأناجيل .
-يتكون العهد الجديد من أربعة عشر رسالة لبولس أي تستطيع أن تقول أكثر الأسفار في العهد الجديد وبولس هذا لم يرى المسيح ولم يلتقي به بل كان يهوديا يحارب المسيحية إلى أن ظهر له المسيح كما يزعمون واختاره رسولا إلى الأمم مع رسله ففي أعمال الرسل الإصحاح التاسع "1أَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ يَنْفُثُ تَهَدُّدًا وَقَتْلاً عَلَى تَلاَمِيذِ الرَّبِّ، فَتَقَدَّمَ إِلَى رَئِيسِ الْكَهَنَةِ 2وَطَلَبَ مِنْهُ رَسَائِلَ إِلَى دِمَشْقَ، إِلَى الْجَمَاعَاتِ، حَتَّى إِذَا وَجَدَ أُنَاسًا مِنَ الطَّرِيقِ، رِجَالاً أَوْ نِسَاءً، يَسُوقُهُمْ مُوثَقِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 3وَفِي ذَهَابِهِ حَدَثَ أَنَّهُ اقْتَرَبَ إِلَى دِمَشْقَ فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ، 4فَسَقَطَ عَلَى الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتًا قَائِلاً لَهُ:«شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟» 5فَقَالَ:«مَنْ أَنْتَيَا سَيِّدُ؟» فَقَالَ الرَّبُّ:«أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَتَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ». 6فَقَاَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ:«يَارَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟»فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ:«قُمْ وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ». 7وَأَمَّا الرِّجَالُ الْمُسَافِرُونَ مَعَهُ فَوَقَفُوا صَامِتِينَ، يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلاَ يَنْظُرُونَ أَحَدًا. 8فَنَهَضَ شَاوُلُ عَنِ الأَرْضِ، وَكَانَ وَهُوَ مَفْتُوحُ الْعَيْنَيْنِ لاَ يُبْصِرُ أَحَدًا. فَاقْتَادُوهُ بِيَدِهِ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى دِمَشْقَ. 9وَكَانَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ يُبْصِرُ، فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ."
وكذاك مرقس ولوقا الطبيب الذي كان تلميذا لبولس.
والأسئلة التي تطرح نفسها :
لماذا يزعم النصارى أن كتابهم المقدس نقل بالتواتر ولا يملكون ولا سند واحدا؟
لماذا بولس له الحظ الكبير في العهد الجديد مع أنه لم يلق المسيح ولم يره ؟
لماذا يوحي الله لأحد كان عدوا للمسيحية ويترك من كان قريبا منه كيعقوب وبرناباو توما ؟
أين الأناجيل التي كان يبشر بها بطرس ويعقوب وبرنابا كما وجدنا أناجيل متى ويوحنا حتى وجدنا أناجيل من لم يكن من تلاميذ المسيح كمرقس ولوقا؟
......................................................................يتبع
 
نلقي نظرة الآن عن بولس خاصة وقد علمنا من هو بولس ثم إن تاريخ الديانات يشهد لكثيرين كانوا من ألد أعدائها وأعداء النبي والرسول الذي جاء يدعو لها ثم يتحولون إليها ويصيرون من خير دعاتها . لكن بولس لم يلتزم بالتعاليم الموجودة في العقيدة الجديدة التي تحول إليها -وهي المسيحية - لكنه اختص بتعليم انفرد به ، واستطاع بوسائله الخاصة ومهاراته أن ينحي كل التلاميذ جانبا ويتصدر الدعوة إلى المسيحية بعد أن اكتسح الآخرين لدرجة ادعى أنه يوحى إليه وهذه هي كارثة النصارى فقد ادعوا أن رسائل بولس هي وحي من الله ،فالأنبياء والرسل كانوا من خيرة القوم وكانوا بعيدين عن الشرك والكفر قبل أن يبعثوا ويوحي إليهم ،لكن بولس صار يوحي إليه (كما يزعمون )ما كان يحارب سابقا وصار له تشريع إلى درجة أن قال " أعرفكم أيها الإخوة الإنجيل الذي بشرت به إنه ليس بحسب إنسان . لأني لم أقبله من عند إنسان ولا علمته بل بإعلان يسوع المسيح " ( غلاطية 1 : 11 -12 ) .ومما يلزم أن نعلمه أن بولس بدأ التبشير قبل أن يلتقي بتلاميذ المسيح فإليك ما يقوله : " لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته ، أن يعلن ابنه في لأبشر به بين الأمم للوقت لم أستشر لحما ودما ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل ( التلاميذ ) الذين قبلي ، بل انطلقت إلى العربية ثم رجعت أيضا إلى دمشق . ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم لأتعرف ببطرس فمكثت عنده خمسة عشر يوما . ولكني لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب . والذي أكتب به إليكم هو ذا قدام الله إني لست أكذب فيه - غلاطية وهكذا بدأ بولس الدعوة إلى المسيحية وفق مفهومه الخاص لمدة ثلاث سنوات قبل أن يتعرف بتلاميذ المسيح الذين أسسوا الكنيسة الأم في أورشليم والذين كانوا المرجع في كل ما يتعلق بالمسيحية والدعوة إليها. بعد أربعة عشر سنة صعدت إلى أورشليم مع برنابا آخذا معي تيطس أيضا . وإنما صعدت بموجب إعلان وعرضت عليهم الإنجيل الذي أكرز به بين الأمم ولكن بالانفراد على المعتبرين لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلًا . فإن هؤلاء المعتبرين لم يشيروا على بشيء بل بالعكس إذ رأوا أني أؤتمنت على إنجيل الغرلة كما بطرس على إنجيل الختان " ( غلاطية من ذلك يتضح : 2 : 1 -8 ) .
ولهذا كان بينه وبين تلاميذ المسيح عدة نزاعات وإليك شيء منها " لما أتى بطرس إلى أنطاكية قاومته مواجهة " غلاطية 2 : 11 ) .وبرنابا الذي عرفه بالتلاميذ انظر ماذا حدث معه ،جاء سفر أعمال الرسل : " فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق أحدهما الآخر " ( 15 : 39 ) .ومن أهم ما فعله بولس بالديانة النصرانية:
1- نقلهم من عقيدة التوحيد إلى عقيدة التثليث(وسيأتي كلام مفصل في هذا الموضوع) .
2-دعا إلى ألوهية المسيح وألوهية روح القدس ( جبرائيل ) .
3- أخترع من عند نفسه بدعة الفداء للتكفير عن خطيئة .
4-أباح للنصارى من عند نفسه ترك الختان مع أن المسيح مختتن وقال لهم : ( ها أنا بولس أقول لكم : إن أختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئاً ! ..) رسالة بولس إلى أهل غلاطية .
5- أباح أكل لحم الخنزير مع أن المسيح لم يبيحه ولم يثبت أنه أكل لحمه.
6-ابتداعه فكرة أن المسيح مبعوث لجميع البشر مع أن الإنجيل ينقل من كلام المسيح لمن كانت دعوته : ( لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ! ) متى 15/ 24 ويقصد بذلك أنه مرسل لبني إسرائيل فقط لأن النبي الذي أرسل إلى جميع البشر هو محمد صلى الله عليه وسلم دون غيره من الأنبياء ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أُعطيت خمساً لم يُعطهن أحد قبلي : ..............إلى أن قال وكان النبي يُبعث إلى قومه خاصةً وبعثت إلى الناس عامةً ) متفق عليه .
ونعود إلى النصارى الذين ادعوا أن رسائل بولس هي من وحي الله ونرى كيف يرد عليهم بولس بنفسه فهو يقول: ليس عندي أمر من الرب ولكني أعطى رأيا (كورنثوس الاولى : 7 : 25 ) و يقول : أظن أني أنا أيضا عندي روح الله (كورنثوس الاولى 7 : 40 ) . أو يقول : أَقُولُ هذَا عَلَى سَبِيلِ الإِذْنِ لاَ عَلَى سَبِيلِ الأَمْرِ(كورنثوس الاولى 7: 6 ).
فهو يظن أم يعطي رأيا؟
أوليس اليقين هو ما تأخذ به أمور العقيدة؟
ومن أعطاه حق التشريع ؟
.......................................................................يتبع
 
أعلى